رواية اركازيا الفصل العشرون 20 بقلم إسماعيل موسى
رواية اركازيا الجزء العشرون
رواية اركازيا البارت العشرون
رواية اركازيا الحلقة العشرون
فى حقل الأرانب الذى توسطته طاوله ومقعدان جلست تولين ورجل الأسرار الوسيم في مقابلة بعضهما على طرف البحيره حيث انعكست أضواء القمر الطفيفه بلونها الفضي مشكله لوحه انطباعيه رماديه، يحف بهم صمت يقطعه نسيم يداعب أوراق شجرة دردار عجوزه نهضت على مقربه منهم.
كان الكأسين ممتلئين، رفعهما باحتكاك نحو افواهمم الناشفه، أنساب الكحول داخل بلعوم تولين وشعرت بحرقته، رغم تهورها لا تتذكر تولين انها احتست الخمر منذ كانت بعمر السابعة عشر، كان طعمه غريب ومالح وكادت ان تتقيء.
كانت هناك نظره مختلفه بعيون رجل الأسرار الوسيم نظره لم تعتدها تولين من قبل، اقتربت الرؤس من بعضها وانطبعت قبله عميقه وطويله احتست دوى داخلي مدمر.
لدينا عمل كثير بالغد وضحت تولين وهي تنصب هامتها المترنحه،
اي عمل؟ سألها رجل الأسرار الوسيم بلا مبلاه!؟
السياج يا رجل، لم ننصب الا نصفه؟
اه تذكرت رد رجل الأسرار الوسيم وهو يقوم بدوره قبل أن يجمع الكأسين بيده وهو يتبع تولين لداخل القصر.
رغم ترنحها لم تتوقف تولين عن التفكير بما حدث، كان طعم القبله لم يفارقها بعد، للقبل المسروقه طعم مختلف عن غيرها، انها بطعم الكرز المعبق بالمانجو، حضنت الوساده واستلقت على السرير، اطبقت عليها احلام سعيده، ارتسمت على وجهها ابتسامه وهي نائمه ولم تفيق الا على صوت طرقات على باب غرفتها، كان الليل لم ينقشع بعد، لم تكن تولين تدرك كم الساعه، لكنها كانت تدرك انه وقت متأخر، دون أن تفتح الباب سألت من؟
ومن غيري أجاب رجل الأسرار الوسيم !
ماذا تريد سألته تولين وهي توارب الباب؟
لا شيء قلت اطمأن عليك وكان على وشك ان يوضح لها انه عاد للتو الا انها قالت لقد كنا مع بعض منذ وقت قريب، ما تراه قد حدث؟
لا شيء قال رجل الأسرار الوسيم وهو يصعد درجات السلم نحو الطابق الثاني، احلام سعيده !!
احلام سعيده فعلا دمدمت تولين وهي تمط شفتيها.
إستيقظت تولين بسعاده وبعد أن اخذت حمام طويل صنعت فنجان قهوه وفكرت ان تحتسيه أمام القصر حيث كانت تجلس بالأمس، للا انها سمعت صوت قادم من عند السياج، على غير عادته وجدت تولين رجل الأسرار الوسيم يكمل نصب السياج بمفرده، كان العرق يتصبب من كل جسده وبدأ انه يلهث من التعب، فور رؤيتها قال فنجان قهوه لو سمحتي !!
استغربت تولين نبرته تلك والتي كانت قد اختفت في الفتره الأخيره الا انها لم تجد مبرر لعدم صنع فنجان القهوه، انتهزت الفرصه وارتدت ملابس العمل وعادت مره أخرى تحمل فنجان القهوه، أخذه منها رجل الأسرار الوسيم واتكاء بظهره على كومه من ورق الأشجار الضامر يحتسي قهوته.
كانت ملامحه تحمل صرامه عميقه ودفينه، جلست تولين بجواره، لماذا لم توقظني لاساعدك في العمل؟
لقد كانت سهرتك طويله ولم ارغب بازعاجك، قلت حتما ستكون متعبه.
لكنك كنت معي، ومتعب أيضآ؟
رمقها رجل الأسرار الوسيم بنظره رقيقه لكنها تائهه تحمل معاني الألم، نعم كنت معك بكل جوارحي لكن على أن أتم العمل أيضآ، السياج يجب أن ينصب اليوم اذا كانت لدينا رغبه بعدم رؤية الذئاب مره أخرى داخل القصر، سأحرص على ذلك، لم تتبقى الا أمتار ووقف رجل الأسرار الوسيم وسار تجاه الجزء الناقص من السياج وراح يحفر الأرض بعمق كبير ويحمل السياج فوق كتفيه القويتين وينصبه، تبعته تولين تردم الحفره الطوليه بمعول صغير وهي شارده.
انتصب السياج المرتفع الطويل حول القصر عاينه رجل الأسرار الوسيم وهو يدور حوله قبل أن يمضى تجاه القصر، لم يطلب من تولين ان تتبعه ولم يجاذبها أطراف الحديث كعادته، فقط مضى هكذا وترك تولين خلفه.
بعد أن غربت الشمس لم تجد تولين بد هي الأخرى من الرجوع للقصر، كان رجل الأسرار الوسيم قد بدل ملابسه وجلس بشرفته بالطابق الثاني بعد أن عادت له هيئته الرسميه، رأته تولين وهي تدلف للداخل.
اخذت حمام نظفت خلاله نفسها ثم قصدت المطبخ اعدت فنجاني قهوه وصعدت للشرفه، وضعت الصنيه النحاسيه على الطاوله الواطئه وجلست على احد المقاعد ترمق رجل الأسرار الوسيم الشارد، تفضل قهوتك!!
شكرها رجل الأسرار الوسيم وهو يمد يده لتناول فنجان قهوته ويضعه بجواره.
فكرت تولين في نفسها ان كان كل التغير الذي اصاب رجل الأسرار الوسيم نحوها كان بسبب القبله؟ مع انه هو الذى طلبها، وكانت على وشك الاعتذار له ان كانت تصرفها قد ضايقه.
لكن رجل الأسرار الوسيم قال لها انظري هناك؟ وأشار تجاه السماء باصبعه، أنه نجم اركازيا الحزين الذي لا يظهر الا مره كل عام، نظرت تولين تجاه السماء وكان هناك نجم صغير لا يكاد يظهر بجوار الدب القطبى، هذا النجم الصغير قالت تولين وكان سعيده بتمكنها من رؤيته!؟
أجل هذا هو اركازيا الحزين !!
تنهد رجل الأسرار الوسيم، يقولون انه كان شاب فدى حبيبته التى أحبت شخص غيره بحياته بعد أن تخلي عنها حبيبها وتركها تنازع الموت ، لقد تحمل من أجلها كل أنواع العذاب والألم حتى قتله الحزن كمدآ وهو واقف على قبرها ، يقولون ان ذلك النجم في السماء لم يراه احد و لم يظهر الا بعد موت اركازيا، من هنا اخذ ذلك الاسم.
كان امارات الحزن قد ارتسمت على وجه رجل الأسرار الوسيم، ان الحب دومآ يقتلنا، انها الطريقه الوحيده التى نثبت من خلالها مدى اخلاصنا لمن نحبهم.
سألته تولين، هل انت مستعد للموت في سبيل من تحبها؟
نظر رجل الأسرار الوسيم لعيون تولين اللذيده، رغم انه من المفترض أن الحب يمنحنا السعاده وليس الموت، لكن اجل انا مستعد للموت في سبيل من احبها، ثم اطلق رجل الأسرار الوسيم تنهيده طويله واردف بنبره خافته بينه وبين نفسه ، ليس مره واحده، لكن من أجلك انت الف مره.
كان رجل الأسرار الوسيم يشعر بالتعب لذلك أخبر تولين انه سيذهب للنوم، ظلت تولين ساهره تعد النجوم وتراقب اركازيا حتى باغتها النعاس فهبطت الي غرفتها.
لا تعلم تولين ما ايقظها قبل شروق الشمس، كان قلبها مخطوف وركبها قلق لا تعرف كنهته، كان الجو صامت وسمعت غناء حزين عرفته تولين حيث كانت سمعته مره قبل ذلك، فتحت باب القصر وكان الصبح قد هبط، هناك بجوار ضفة البحيره كان رجل الأسرار الوسيم عاري الجسد بيده زجاجه شمبانيا وغارق حتى منتصفه بالماء، بجواره وليس بعيد كانت الأوزات على غير عادتها في سرب دائري تحيط به وترمقه بصمت مهيب وهو يتابع غنائه الرقيق الحزين، برتقاله وليمونه وطائر سنونو يغني وهو يطوي جناحيه.
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اركازيا)