رواية اركازيا الفصل السادس والعشرون 26 بقلم إسماعيل موسى
رواية اركازيا الجزء السادس والعشرون
رواية اركازيا البارت السادس والعشرون
رواية اركازيا الحلقة السادسة والعشرون
كانت تولين قد تركت العكاز الذي تتكيء عليه، انتصبت بقامتها وهي تترنح قبل أن تستقر خطاها على العشب الأخضر، مسحت المنطقه بعينيها، قن الدجاج، السياج المهدم، الدمار الذي حل بساحة المعركه، كانت لم تسمع اي عواء طوال فترة مرضها، كانت حانقه على كل ماحدث، الطبنجه التشيكيه فارغة الخزنه، الذئاب التى علمت بتحركها، واخيرا موت رجل الأسرار الوسيم وتضحيته في سبيلها.
جلست تولين بمواجهة البحيره تراقب سرب الاوز، كان الخريف قد حل وسقطت فوق رأسها أَوراق شجرة السرو العجوزه، حتى تلك اللحظه لا تستطيع أن تصدق ان حبيبها مات، مات دون أن تعترف له بحبها، شعور مقيت ان يحدث لها كل ذلك، ثم فكرت بجدوي بقائها بالقصر؟
ما كان يربطها بالقصر انتهى ربما عليها ان تفكر بالرحيل، لكن صوت الفتاه المتمرد بداخلها صرخ، لابد أن ننتقم لكل ما حدث، ان الحياه بعد فقد احبابنا لا تسوي اي شيء.
تحاملت على نفسها ومشت تجاه قن الدجاج، وجدت معظم الدجاجات نافقه، تفوح من القن رائحة الموت مثلما حياتها، عادت ادراجها مكتأبه ولم تخرج من القصر طوال الاسبوع الاحق.
بعد أن استعادت عافيتها تركتها الفتاه الغجريه، قالت إنها لا تسطيع ان تعيش بالقصر اكثر من ذلك، ان كل شيء بالقصر يذكرها بالموت ووالدتها تنتظرها.
هاتفت تولين ناثان وطلبت منه أن يحضر للقصر، عندما حضر طلبت منه أن يحضر مجموعه من الرجال لبناء سياج من الطوب حول القصر، قالت إنها ستدفع عندما تحصل على المال، لكن ناثان أخبرها ان لاشيء تغير، حساب رجل الأسرار الوسيم مفتوح ولم يقفل بعد، لقد وردت دفعه جديده من النقود لحساب رجل الاسرار الوسيم، قال ربما طبيب العائله من قام بذلك او ربما المحامي انه ليس متأكد وليس مهتم طالما النقود متاحه.
تم بناء السياج كما خططت تولين، سياج بارتفاع سبعة أمتار تعلوه الأسلاك الشائكه وتنيره كشافات شمسيه كبيره، تم وضع العديد من الكاميرات تسمح لها من خلال غرفة التحكم مراقبة محيط القصر، ابتاعت دجاجات جديده بيضاء وحمراء ونظمت القن بطريقه مبتكره جميله، كانت تحاول أن تشغل نفسها باي شيء حتى لا تفكر بتيمور.
على الحياه ان تمضى حاولت أن تقنع نفسها، لكن ما أسهل الكلام وما أصعب الاقتناع به.
كانت تصنع فناجين القهوه وتجلس بالشرفه طوال النهار وحتى يأتى المساء ولا تبرح مكانها الا للنوم، بالفتره الاخيره اعتادت النوم بحجرة رجل الاسرار الوسيم بعد أن تركها صاحبها.
كانت تراقب الكاميرات وكان اول شيء تفعله بعد استيقاظها مراجعة شريط فديو الكاميرات، لم يقترب اي كائن من السياج عدا بعض السناجب والثعالب والفأران والسحالي لم يكن هناك شيء غريب.
أصابها الممل وتخلت عن تلك العاده بعد أحدا عشر يوم من المتابعه، بعد أن شعرت بالملل استأجرت ثلاث خادمات ليشاركوها القصر، حضرت ثلاث فتيات قرويات في ريعان شبابهم للعمل بالقصر، اضفو على القصر بعض الحياه، كن يهتممن بقن الدجاج وتشذيب العشب وتحضير الطعام، بدأت الحياه تعود رويدآ للقصر ومعها تناست تولين همومها لبعض الوقت.
تولين ! قالت بلانكا !! هل شاهدتي شريط المراقبه مؤخرآ؟
لا أجابت تولين بنبره متسأله وهي تمشي تجاه شاشة المراقبه،. ارجعت بلانكا شريط المراقبه واشارت للشاشه بيدها !
كان هناك ذئب وحيد يطوف حول سياج القصر وهو يعرج على قدمه، كان ذلك يوم أمس قالت بلانكا.
أعادت تولين اليوم السابق نفس الساعه والدقيقه كان نفس الذئب يطوف حول سياج القصر بحركه بطيئه وملامح حزينه، ارجعت شريط المراقبه لأسبوع نفس المشهد يتكرر بأستمرار.
غريبه قالت تولين!؟
انه لا يحاول اختراق السياج، يكتفى بالدوران حوله؟
لا أعلم قالت بلانكا وهي ترحل، بينما توقفت تولين لدقيقه تركز بالصوره المتوقفه وتقربها اكثر، دق قلبها عدة مرات وشعرت بارتعاشه ثم قالت مستحيل وغادرت الغرفه.
بالشرفه تلك الليله جلست تولين مع بلانكا وباقي الخادمات، عندما انتصف الليل من بعيد سمعن عواء ذئب وحيد وحزين يسير ببطيء على قدم واحده
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اركازيا)