رواية اخر نساء العالمين الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم سهيلة عاشور
رواية اخر نساء العالمين الجزء الثاني والأربعون
رواية اخر نساء العالمين البارت الثاني والأربعون
رواية اخر نساء العالمين الحلقة الثانية والأربعون
نظرت زهره له تتابع افعاله وقد بدأ وجه تكسوه الحمره… عروق وجهه التي قد برزت وعيونه مثبته نحو باب المنزل وقد سادها السواد القاتم يكور يديه بغضب ويضغط عليها بقوه قلقت زهره عليه بشده من الاساس لم تكن تستوعب الذي يحدث حولها ولا تعرف كيف تتصرف وماذا عليها ان تفعل… قام مصطفي من امامها متجها نحو غرفته واغلق الباب مما زادها قلقا فأسرعت لتهاتف يونس وتخبره سريعا
زهره بخوف: الو يا يوتس …. الحقني والنبي
يونس بخضه: في اي يا زهره انت كويسه… اي اللي حصل
قصت عليه كل ما حدث مما جعله يستعجب بشده ويقلق من اجل اخيه فترك ما بيده وصعد سريعا نحو المنزل…. وفي نفس الوقت استمعت زهره لصوت تكس-ير عالي فقلقت بشده اتجهت نحو الغرفه وفتحتها سريعا وجدت مصطفي قد حطم جميع الصور التي تجمعه مع سميه والتي كانت موجوده داخل الاطار الزجاجي… نظرت لحالته بصدمه وهو يتنفس بقوه وصوت مسموع ووجهه يشع حراره اقتربت منه وحاولت ان تهدأه ولكنه ثار بشده لدرجة انها خافت منه
زهره بقلق: مصطفي متعملش في نفسك كده… هتلاقيها بس تعبانه من الحمل
مصطفي بصوت عالي: معملش في نفسي كده!…. زهره دي سابتني ومشيت مراتي وحبيبتي واللي بعت علشانها الدنيا كلها سابتني…. سابتني في وقت كان لازم تسيب الكل وتبيع اي حاجه علشاني….. ثم اكمل بغضب: راحت لاخوها… راحت للك** اللي بتسميه اخوها… اللي بسببه احنا مرمين هنا وبسببه امي وابويا ما-تو
زهره ببكاء وقد المها قلبها على حالته: طب اهدي يا مصطفي كده هيحصلك حاجه
مصطفي بسخريه: وهيحصل اي اكتر من اللي حصل يا زهره…. دا انا صحتي راحت ونفسي اتكس-رت من كتر الشغل عند اللي يسوى واللي ميسواش علشان اعيشها مرتاحه وبعد كل دا عملت اي… دي خدت ابني ومشيت
صرخ في اخر كلماته مما جعلها تبكي بحرقه وتنظر له بألم فهو محق في كل كلماته… نظرت خلفها فوجدت يونس يقف والحزن يكسو وجهه فأشار لها بالخروج وخطى داخل الغرفه، واحكم اغلاقها… وزع نظره بين ارجاء الغرفه وقد وجدها مبعثره والزجاج يملئ الارض واخيه يجلس على السرير والغضب يكسوه ويسيطر عليه…. اقترب منه فمد مصطفي يديه في جيب اخيه واخرج علبه السجائر واخذ منها واحده اشغلها واخذ ينفثها بشراهه وخبره واضحه
يونس بتعجب: انت بقالك اد اي بتشرب سجاير
مصطفي:…
يونس بغيظ: هو انا مش بكلمك ما ترد
مصطفي بغضب: انت عاوز اي دلوقتي يا يونس… حل عني انا مش ناقصك
اقترب منه يونس واخذ منه تلك السيجاره ورماه ارضا ودعس عليها بقوه وغضب وهو ينظر داخل اعين اخيه بتحدي
مصطفي بغضب: اي يا عم بتاخدها لي
يونس بغضب: انا اخويا ميشربش سجاير… انت فاهم
مصطفي بغضب جامح: لا مش فاهم… انت مش واصي عليا ولا انا عيل صغير ومحتاج منك النصيحه… وبعدين اي يا عم الشيخ انت بتحلل وبتحرم على مزاجك… حلال ليك وحرام ليا
اقترب منه يونس بغضب يجذبه من تلابيب ملابسه ويلكمه بشده مما جعل انفه تنزف الد-ماء… فغضب مصطفي اكثر ورد له تلك اللكمه بقوه اكبر مما جعل وجهه تصيبه الزُرقه… وظلوا هكذا يتشاجرون بصوت عالي ويسددون لبعضهم اللكمات مما جعل زهره تهرع نحو الباب وتحاول فتحه ولكن قد اغلقه يونس من الداخل بإحكام كان تصرخ بأسمائهم واكن دون جدوي فالأن غضبهم هو المتحكم وليس هم
مصطفي بغضب: انت عاوز مني اي انت كمان هاا…. عاوز تخلص عليا علشان تعيش حياتك منتى نسيت التار ونسيت حقنا… بقيت جبان وضعيف اوي يا يونس انا قرفان منك
يونس بصراخ: طول عمري شايل ومش بنطق… طول عمري متحمل كل حاجه.. انت فاكر اني بعرف انام الليل حتى انا مبقتش بشوف حاجه حلوه في الدنيا من بعد ابوك وامك غيرك… وانت بتعمل اي دلوقتي بص لنفسك في المرايه يا مصطفى انت خلاص انتهيت
ابتعد مصطفي عنه وهو ينظر له وحوله بضياع وذهب نحو الباب فتحه وخرج من المنزل سريعا نادت عليه زهره كثيرا وهي تبكي بحرقه ولكن دون جدوى…. نظرت نحو يونس بعتاب ولكنها ركضت نحوه بخوف تحتضنه ولا زالت تبكي فقلبها الرقيق لم يعد يستطيع التحمل
زهره بصدق وبكاء: اول مره اخاف بجد طلع مش اليوم اللي عمي ومرات عمي ما-توا فيه… لا دا النهارده يا يونس مكنتش اعرف ان قوتي فيكم يا يونس…. ثم ابتعدت عنه ونظرت في عينيه بضياع: رجع مصطفي يا يونس علشان خاطري اوعى تسيب مصطفي دا وصية عمي ومرات عمي ليك
نظر لها بحزن وقد تلمس العقلانيه في حديثها فتركها وركض كي يلحق بأخيه……
**********************************
في منزل عائلة حسام
كان يجلس وهو ينفث سيجاره بضيق يشغله ما حدث مع صديقه واخيه الروحي ملامحه الحزينه المنكسره لا تفارق خياله يتذكر صمته واصفرار وجهه… يتذكر نبرة صوته عندما هاتفه ليطمأن عليه فأخبره بالجائحه التي حدثت… تراهبه هبه وقد اشفقت عليه بشده وخصوصا انها تعلقت به كثيرا فبعد حادثة الوفاه قرر الوالدين ان يسافروا عند الاقارب في دولة الاردن الشقيقه فبقوا في المنزل وحدهم وشاهدت طبعه الحنون اللطيف لم تكن تعرف انها سوف تحبه بهذه الطريقه اصبحت مدمنه على رؤيته صباحا وهو يستعد للذهاب للعمل او مساءً عندما يتناولون الطعام سويا ويغمرها بنظراته وافعاله الحنونه فمن مثلها لم يذق طعم الحنان بالنسله اليها حسام هذا افضل ما رأت عينينا حتى الان…. رأته يجلس وحيدا مهموما قررت ان تذهب اليه جسلت امامه وهي تنظر له بملامحها التي تريحه عند النظر اليها وابتسمت كعادتها منذ اسابيع
هبه بنبره هادئه: لسه بتفكر في يونس
حسام بضيق: ايوه لسه…. انا زعلان اوي اني مش معاه يا هبه اللي هو فيه صعب اوي وانا مش عاوف اساعده دا حتى مرضاش يجي يقعد معانا ولا رصى ياخد مني فلوس متبهدل هناك وشغال في ورشه ومصطفى اللي بيشتغل طول اليوم اتبهدلوا اوي طول عمرهم ولاد كبير البلد مش سهل عليهم ابدا
هبه بثقه: بس كمان يونس ومصطفي رجاله وجدعان وربنا بيختبرهم يا حسام انا واثقه من دا… انا عارفه انه ظلم وان زي ما انت بتقول اكيد في حاجه غلط حصلت بس لحد ما دا يتحل هما لازم يعيشوا اليوم بيومه واحنا معاهم اي رأيك لو نروح ليهم ونرخم عليهم شويه مش انت ليك شقه في نفس العماره اللي عرضت عليهم يخدوها
حسام بإيماء: ايوه ورفضوا يخدوها… كنت انا ويونس شارينها مع بعض
هبه بإبتسامه: خلاص نروح نقعد فيها وانت كنت بتقول عاوز تاخد اجازه واهو تقف جمبهم اي رأيك
نظر لها بفخر ومد يده يضعها على خدها بحنان يربت عليه بلطف مما اصابها بالخجل: ربنا يخليكي يا هبه… انت هدية ربنا ليا بجد
هبه بخجل: وانت كمان ربنا يخليك ليا
حسام بضحك: ماشي يا ستي… انا نازل وهاجي على الغداء مش هتأخر
هبه بإبتسامه: تروح وتيجي بالسلامه
ودعته بحراره ولم تخلوا من مغازلاته التي تفتك بها من الخجل اغلقت الباب وذهب متجهه نحو المطبخ ولكن لم تكمل طريقها بسبب دق الباب فرجعت سريعا ظنا منها انه حسام وقد نسي شيئًا ولكنها صدمت وتلجم لسانها وبدأها سُكرها في الانخفاض عندما فتحت الباب ورأت الطارق
هبه بتلعثم:. ان…. انت…
**********************************
امام منزل اهل يونس والذي اصبح مؤخرا ملكا لضاحي فعلى الرغم من امتلاكه قصرًا فخما الا انه صمم على البقاء في هذا المنزل والذي حلم به طوال تلك السنوات…. تقف سميه وفي يدها حقيبتها تمشي نحو البوابه في هدوء وما ان رأها الحرس حتى انحنوا نحوها يحملون الحقيبه ويرحبون بها يشده وينحنون في احترام ويسيرون معها نحو الداخل فُتح باب المنزل الكبير لتجد ضاحي يقف بإنتظارها والابتسامه على وجهه وهو يفتح ذراعيه لها لترتمي في احضانه
ضاحي بثقه وابتسامه: قلتلك هترجعي ليا انا في الاخر
سميه بهدوء: انا قلت اخويا اولى بيا
ربت على ظهرها ولا تزال ابتسامته موجوده على وجهه واشار لها نحو احدى الغرف والتي فُتحت وخرجت منها احداهن مما جعلت الصدمه والتعحب يعتلون وجه سميه بشده
ضاحي بثبات: احب اقدملك يا سميه…. مراتي
سميه بصدمه: ناهد!
**********************************
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اخر نساء العالمين)