رواية اخر نساء العالمين الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم سهيلة عاشور
رواية اخر نساء العالمين الجزء التاسع والخمسون
رواية اخر نساء العالمين البارت التاسع والخمسون
رواية اخر نساء العالمين الحلقة التاسعة والخمسون
بعد مرور شهرين”
مرت الكثير من الاحداث عليهم حيث اصبحت سميه في شهرها السابع مما زاد من صعوبه مهمتها عليها فمع قلة الطعام والتغذيه والراحه اصحبت وجهها شاحب وبدل من ان يزداد وزنها اصبح يقل بشده فهذا الضاحي الل-عين اصبح يعاملها بقسوه وقوه واضحين جدا ولم يعد يبالي بأنها اخته او انها امرأه تحمل طفل في احشائها اصبح يعذ-بها كل يوم بالضر-ب والحديث السا-م ورفع دعوه قضائية رُغما عنها للطلاق من مصطفي وكلما حاولت الوقوف امامه او الاعتراض لم تلقي منه سوى الصفعا-ت التي كانت كانت تهوي على وجهها ومنعها من الغذاء والادويه التي تحتاجها لأكمال فترة حملها وكانت زينب تحاول جاهده ان تساعدها بأعطائها الطعام او الادويه ولكنه عندما كان يعلم بهذا كانت يعاقب زينب بطريقه وحشيه لا تمس الانسانيه بأي طرف حيث كات يُدمي جسدها من كثرة الضر-ب وكان يغت-صبها بوحشيه حتى كانت تقع معشيا عليها ود-مائها تغطي فراش السرير وما كان من سميه سوى ان تصلي لله وترجوه ان يرحمها ويعجل بجمعها مع زوجها وحبيبها وان يشفي ابيها الذي لا زال يقنط في غيبوبته ………… اما مصطفي فكان يعيش حزنه والمه في غرفته الخاصه يبكي بحرقه وهو لا يستطيع حتى الآن استيعاب او تصديق ان سميه ومن كانت تعشقه بشده تريد الطلاق منه عن طريق القوه تريد ان تجعل القاضي بينهم ليحكم لها بالطلاق رغما عنه.. ابتسم بسخريه عندما تذكر عينيها التي كامت تقطر عشقا له يقسم قلبه ان هناك الف عذر لها ولكن عقله ينهره بقوه قائلا: ” ان هذه المرأه لم تكترث لحزنك ولقلة حيلتك… هي فقك اكترثت لقلة حسابك البنكي ” ولكن هذا فقط بداخل غرفته وحده امام الله فقط وعندما يخرج ابتسامته ومرحه المعتاد لا يفارق وجهه والذي تهالك حزنا………….. اما حسام فقد كَثف عمله على قضية ضاحي واصبح لا ينام لحظه واحده في انتظار اللحظه التي ستحقق عدل الله ويعود كل شيء كما كان فكلما نظر في وجه يونس حامل الهم او مصطفي الذي كاد ان يمو-ت قهرا على زوجته وطفله التي تحمله في احشائها يؤنبه ضميره ويجعله لا يريد اي شيء سوى انهاء هذا الهراء فورا ولكن مع ذلك فقط زادت علاقته قوه بهبه كثيرا فكانت حنونه مراعيه له ولعمله ووقفت سانده له عندما قرر الانتقال لهذا القسم القريب من المنزل اصبحت زوجه مثاليه وصديقه وفيه لزهره ونعم فرد في هذه العائله وايضا ا-طلق حسام ابيها من سجنه بعدما حذره بعدم اقترابه منهم لأي سبب وهذا بالطبع كان عن طلبها اللحوح له والذي في النهايه انضاغ اليه…… اما يونس وزهره والتي كلما زاد الوقت بينهم زادت قوه وترابط وايضا عبث فهذه الزهره اصبحت كل يوم بحال مختلفه عن التي قبلها في يوم تحبه ويوم تنهره ويوم تعشق رائحته وتشتمها مثل الكلب البوليسي المدرب ويومٍ اخر تنفر منه واحتار يونس معها كثيرا ولم يعد يعرف كيف يرضيها ولكنه يكفي له انها بجانبه فقد اقسم انه اصبح طفل في حبها يغار عليها بشده ويحاول ان يتحكم في هذا فهو يعلم انها ليست دُميه بل انها بشريه ولديها حياه من حقها ان تعيشها ولكن قلبه يرفض هذا بالطبع ولطالما كانت
” معر-كه القلب والعقل محسومه في امور الغرام بالطبع”
**********************************
في يوم زفاف حسن وحسنات
كانت زهره تقف أمام مرأة غرفتها تُعدل من ربطة خمارها الفرنسي وردي اللون ومعه فستان فضفاض رقيق من نفس اللون كان يليق بشده مع بشرتها البيضاء وعيونها الواسعه الجميله… كانت تدور حول نفسها وهي تبتسم بسعاده على ملابسها التي احبتها بشده فقد اشتراها لها يونس خِصيصا لكي تحضر تلك المناسبه…. كان يونس يقف على باب المرحاض الملحق للغرفه بعدما اخذ حماما باردا ينعش جسده بعد تعبه مع الرجال في مراسم الزفاف التي اقيمت في الحاره… ينظر لها ويرسم ابتسامه حانيه على ثغره وهو يدقق في تفاصيلها الهادئه الرقيقه التي طالما تجعل قلبه يذوب بها…. لاحظت خياله في المرأه امامها فإبتسمت كالعاده وعيونها تلمع حبا صادقا يافعا لحبيبها
زهره بخجل: انت لسه ملبستش… كده هنتأخر
يونس بإبتسامه: انا هلبس في دقيقه يا ورق العنب يا دايب انت
زهره بضحك: ارحمني بقا…. بكره هعملك ورق عنب طالما بتحبه اوي كده
اقترب منها واحتضنها من الخلف وهو يستنشق رائحة عبيرها الاخاذ: انا بحب ورق العنب اكيد…. بس انت ورق عنب مختلف طِعم كده
ضحكت بخفه وهي تضع يدها على فمها وتحرك وجهها يمينا ويسارا بيأس من هذا الرجل الذي لا يتغير: مش بقلك قعدتنا في الحاره هنا خلتك بيئه اوي يا يونس
يونس بعبث: عاجبك ولا مش عاجبك يا بت
زهره بمرح: لا ازاي… دا احنا اوامر ماشيه على الارض
كاد ان يكمل غزله وعبثه معها الا ان قاطعهم دق احدهم على الباب ولم يكن سوى مصطفي: ما تخلص يا عم يونس خلينا نروح نجيب العروسه من الكوافير… انا عارف اي الف-ضيحه اللي احنا فيها دي رايحين نزف تيتا وجدو
قهقه يونس وزهره بشده فلديه كل الحق فمن الاساس منذ بداية هذه الزيجه ولم تفارق الابتسامه والضحكه وجههم يقسمون ان هذه الخطوه ان لم تكن حلالًا من الله لم يكونوا ليخطوها ابدا
يونس بضحك: خلاص يا عم هنيجي اهو
هم يونس بإرتداء بنطال كلاسيكي اسود وقميص من نفس اللون واكتفى بهذا القدر فكان لطيفًا للغايه وجذابا لقلبها ولقلوب الكثيرين
زهره بمرح: اي الحلاوه دي يا يونس… دا احنا مش هنلاحق على المعجبين
يونس بإبتسامه: وانت هتسيبي يونس كده ليهم عادي
تغيرت ملامح وجهها هجأه للغضب: طب بس واحده تفكر وانا كنت اوريها واوريك
يونس بضحك: طب وانا مالي دلوقتي
زهره بإبتسامه على ضحكته: اهو كده وخلاص
مد يده لها لتمسك يده ويظهر خاتما زواجهم سويا بطريقه منمقه جميله ويخرجوا لهذا المصطفى والذي كان قد انتهى من ارتداء ملابسه المكونه من حله بنية اللون والتي لاقت بوجهه البريء والحزين في نفس الوقت… نظر لهم بحب وسعاده من اجل اخيه واخته الروحيه ولكن ما بداخله لا يستطيع مداراته اكثر من ذلك فأصبحت عينيه تتحدث عن كل شيء
مصطفي بمرح: اي الحلاوه دي… عصافير كناريه يا ولاد بصراحه كده كده هتغطوا على العرسان
يونس بضحك: يا بني ارحمنا بقا… اوعى تنزل تحت تفضل تضحك زي الاهبل كده خلي بالك المعلم حسن مش مرتحلك اساسا من ساعة ما كان بيتقدملها وانت كنت شغال ضحك زي اللي بيتفرج على مدرسة المشاغبين
مصطفي بقهقه: اعمل اي بس والله ما كنت عارف امسك نفسي…
زهره بضحك: بصراحه معاه حق… دا انا مكنتش عارفه امسك نفسي من الضحك
Flash Back:
طلب يونس من زهره ان تصطحب هبه لمنزل حسنات ليطروحوا عليها فكرة مبدئيه عن موضوع الزواج…. بالفعل في اليوم الاخر اجتمعت زهره وهبه معا وفي طريقهم لشقتها وما ان اقتربوا حتى استمعوا لكلمات احدى الاغاني الرومانسيه للفنان عمرو دياب مما جعلهم يتعجبون قليلا وخصوصا مع صوت الحسنات الذي كان يعلوا على صوت كلمات الاغنيه نفسها
هبه بتعجب: اي دا هي عامله حفله ولا اي
زهره بعدم فهم: انا عارفه بقا…. دي ست بحالات خبطي خلينا نخلص من الموضوع دا يارب توافق علشان تحل عننا شويه
هبه بضحك: بتغيري عليه اوي
زهره بإبتسامه: طبعا مش جوزي… يلا خبطي
كادت ان تضع هبه يدها على الباب فإذا به مفتوح وتهظر لهم حسنات من خلفه وهي مرتديه احدى الفساتين القصيره نوعا ما وبها الكثير من الورود الحمراء والصفراء وتاركه لشعرها المستعار العنان وتضع الكثير من مستحضرات التجميل قائله لهم بنبرة دلال غريبه: اي يا بنات خير… كنتو عاوزين حاجه
وضعت زهره يدها على خصرها وهي مرفوعة الحاجب بسخريه: شكلك كده عارفه احنا جاين لي… ورأيك واضح
حسنات بغيظ: يوه يا بت انت هو انت مش سيبالي فرصة افرح خالص
هبه بضحك: معلش يا ست حسنات امسحيها فيا نقول مبروك
حسنات بدلال مزعج: ادوني وقت افكر
نظرت لها زهره بغضب وامسكت بيد هبه همه بالذهاب: يلا يا هبه دي لسه هتفكر
كادت ان تذهب ولكن امسكتها حسنات بسرعه: حيلك حيلك يا ست زهره مالك يا اختي شايطه فينا لي… ايوه موافقه
زهره بضحكه ولكنها كبحتها سريعا: نقول للرجاله يجوا امته
حسنات بسرعه: النهارده بالليل…. ثم اكملت بدلال مع حركة جسدها بطريقه غريبه: اذا المعلم يحب يعني
زهره بضحك بإستسلام: ماشي يا حسنات…
هبه بإبتسامه: الف مبروك مقدما يا عروسه
اخبرت زهره الرجال بما حدث وبالفعل في الليل تحضر الجميع للذهاب لتقدم الزواج من حسنات زهره ويونس ومصطفى وهبه وحسام والمعلم حسن واحدى رجاله وابنته منى والتي كانت لا ترضى بالطبع ففي النهايه تلك الحسنات سوف تكون زوجة ابيها وضرة لوالدتها فكيف لها ان تتقبل ولكنها في النهايه فتاه مؤمنه بالله وتعلم ان هذا حقه الشرعي وخصوصا انه لم يكن في يوم مقصر معهم ابدا….. جلسوا سويا في صالة منزل حسنات والتي كانت متسعه ونظيفه ومرتبه وبها اثاث فاخر
مصطفي بمرح: والله هتاخد حته مننا كده يا معلم حسن… دي الغاليه ومياخدهاش الا الغالي
المعلم حسن بإمتنان: ربنا يخليك يا مصطفى يا بني… دا العشم برضه
نظر له مصطفي بتعجب وهو يميل على اذن حسام قائلا: الحق يا عم دا صدقني
لزكه حسام بقوه ليعتدل سريعا ناظرا نحوهم إبتسامه بلهاء لتضحك الفتيات عليه بشده ولكن يصمت الجميع للحظات عندما وجدوا حسنات تطل عليهم بتلك الطله الغريبه…..
**********************************
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اخر نساء العالمين)