روايات

رواية وما معنى الحب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الجزء الحادي والعشرون

رواية وما معنى الحب البارت الحادي والعشرون

رواية وما معنى الحب الحلقة الحادية والعشرون

“أنا السبب”
عقب سعد باستفهام:
– السبب في ي ايه؟!
وما أن استوعب عقلها ما حدث وأخذتها الذكريات لنقطة بعيدة تتذكر طفولتهما وصداقتهما في الصغر، لعبهما ومزاحهما حين كانا طفلان تملأ البراءة قلوبهما لا يحملون أعباء الحياة، حين كان أقصى عبأ لهما أن يوافقا والديهما على لعبهما معًا، بدأت بالإنهيار من أثر الصدمه هل سيموت؟! هل سيغادر الدنيا لدار البقاء!!! مر شريط الذكريات أمام عينيها سريعًا لم تشعر بنفسها حين صرخت بهستريه قائله:
-أنا السبب…. أنا السبب
حدق بها سعد قائلًا باستفهام:
-اهدي كدا وفهميني فيه ايه!!!!
أخذت نفسًا عميقًا تحاول تهدئة حالها وقالت:
-فهد عمل حادثه وبين الحياه والموت بسببي
انفجرت باكيه فضمها سعد يحاول تهدئتها وهو يقول:
-اهدي
زاد من ضمها قائلًا:
-مش إنتِ السبب متحمليش نفسك ذنب مرتكبتهوش
دفعته بعيدًا عنها وهي تقول:
-وإنت كمان سبب في حالته دي… ابعد عني…
أردفت بنبرة حادة ومرتفعه:

 

-فهد عمل حادثه بسببي أنا وإنت
شهقت ووضعت يدها على فمها اقترب ليضمها مجددًا فدفعته قائله:
-يارتني ما اتجوزتك!
تخيل أنها تقول هكذا لأنها كانت تحب فهد أو كانت تتمنى الزواج منه فرجع خطوتين للخلف لكن حين رأى بكائها اقترب منها مرة أخرى فدفعته بقوه وهتفت بحده:
-إنت مبتفهمش قولتلك ابعد عني
ابتعد عنها ووقف ينظر لها لفتره لكن سرعان ما غادر وتركها تبكي لحالها، بحث عن مروى وأرسل لها لها لتكون جوارها…
___________________________
وفي مركز الشرطه
هتف المحقق قائلًا:
-أختك اعترفت بكل حاجه يا فؤاد
لم ينبس فؤاد بكلمه ونكس رأسه لأسفل قائلًا:
-أنا موقفي إيه في القضيه؟!
-تستر على جريمه وخطف هدير إنت ليك قضيه لوحدك يا فؤاد!
ابتسم بسخرية قائلًا:
-يعني برده خسرت ومعاذ الي انتصر زي كل مره
تجهمت ملامحه وأردف بدموع:
– كنت عارف إن مسيري في يوم هاخد جزائي
___________________________

 

تبعه سيف حتى وصل لمخبئه في منطقة بعيدة عن السُكان تنهد بارتياح فيبدو أن القضيه على وشك أن تنفض هاتف المفوض ليحكي له كافة التفاصيل ويطلب منه قوة للقبض على رأفت وجابر ومن معهما، ارتجل من سيارته وسار ناحية المكان ليتفقده بدون أن يراه أحد فوجد أمامه الكثير من الحراس فأيقن أنه على الطريق الصحيح، عاد مرة أخرى لسيارته وجلس ينتظر قدوم قوات الأمن وفي خلال ربع ساعه وصلت القوات وبدؤا بالتسلل للداخل
____________________________
وبالداخل صوب رياض مسدسه لمقدمة رأس زياد قائلًا:
-ملهوش لزمه تعيشوا أكتر من كدا
ازدرد زياد ريقه بتوتر وأغلق عينيه مستسلمًا، أما منير فهتف بتوسل:
-سيبنا نعيش ومش هنجيب سيرتكم هنهرب لأي مكان
هز رياض رأسه باعتراض قائلًا:
-مينفعش
جهز سلاحه وهو على رأس زياد قائلًا:
-اتشاهد على روحك
قاطعه اشتباكات بالخارج وأصوات رصاص فاخفض سلاحه واتجه النافذه ينظر منها فوجد الشرطه قد حاوطت المكان، هربت الدماء من وجهه وأطرافه وخرج الجميع يجهزون أسلحتهم فك وثاق منير وزياد وأعطاهم سلاح قائلًا:
-لو عرفتوا تحموا نفسكم من الشرطه أهربوا

 

نظر رياض لعمه وهتف بنبرة حاده:
-الشرطه دي أكيد چايه وراك يا عمي…
أردف رياض بنفس الحده وبغضب:
-قولتلك بلاش تروح لعمي عوض هنروح في داهيه كلنا بسببك
عقب رأفت قائلًا:
-جهزوا نفسكم هنهرب من الباب الخلفي و…
وقبل أن ينتهي من جملته قاطعه سيف الذي تسلل للداخل من النافذة الخلفيه ودخل مع مجموعة من عناصر الشرطه وانتشروا بالمكان وصوب كل منهم سلاحه على واحد من الموجودين، هتف سيف بسخريه:
-دا الحبايب متجمعين…. دوختونا وراكم يا رجاله
أردف سيف وهو ينظر لجابر الذي رفع يديه لأعلى كناية عن الإستسلام:
-مش قولتلك يا دكتور جابر النهايه بتكون واحده في كل الروايات
عقب جابر بحسره:
-فعلًا يا حضرة الظابط النهايه بتكون واضحه في كل الروايات بس إحنا الي بنكابر
صاحت منار ببكاء:
-أنا مليش دعوه يا باشا دول خطفوني
جز سيف على أسنانه قائلًا بنبره حاده:

 

-إنتِ بالذات يا منار حسابك تقيل أوي
وإلى هنا تنتهي صفحة الظلم وحصد كل منهن الشوك الذي زرعه وحاسبهم القضاء بقانون الدنيا ولكن هناك حساب أخر أشق وأخزى وعند الله تجتمع الخصوم…..
“حكمت المحكمه حضوريًا على المتهمه فاتن جابر بالسجن ١٠ أعوام لأنها قاصر تم تخفيف الحكم عنها…
أما فؤاد حُكم عليه بالحبس ١٥ عام مع الشغل والنفاذ
وعلى باقي الأفراد بالإعدام شنقًا”
وهذا أبسط عقاب على قتلهم أرواح الأبرياء بغير وجه حق…..
______________________________
تسللت منى على أطراف أصابعها لتروعه كان منشغلًا على جهاز الابتوب انحنت تقرأ عنوان ما يكتب دون أن يشعر بوجودها فقد كان شاردًا هتفت قائله بصوت مسموع:
-وما معنى الحب؟!
ابتسم عندما لاحظ وجودها ونظر لها مجيبًا:
-ابتلاء يستدعي الصبر
ابتسمت قائله:
-غلط طبعًا…

 

أردفت بإحساس مرهف وصوت مليء بالمشاعر: الحب عمره ما كان إبتلاء الحب دا أجمل إحساس ممكن نحس بيه
تنفست بارتياح مردفةً:
– الحب دا زي شجره لازم نسقيها بالإحتواء والإهتمام والإحترام والمودة والرحمه عشان تثمر وتكبر….
حركت سبابتها يمينًا ويسارًا قائلة:
– مش بس بين الزوجين لكن بين الاخوات والأصحاب والأهل الحب هو الحياه يا مصطفى
رفعت إحدى حاجبيها قائله:
-إنت إزاي مختار عنوان مش عارف معناه؟!
نظر لها قائلًا بجديه:
-ما أنا قولتلك المعنى من وجهة نظري الحب دا لعنه ومعاناة بتصيب الإنسان
لوى فمه لأسفل مردفًا:
-الحب هو الضعف احساس كدا بيقلب كيان الإنسان…
سند رأسه على الكرسي مردفًا:
– الحب هو الخوف يعني تبقا خايف طول الوقت إنك تفقد الشخص الي بتحبه سواء كان أبوك أمك زوجتك ابنك باختصار الحب دا ابتلاء
ابتسمت قائله:
– يا ترى بقا خلصت الحكاية الي بقالك خمس شهور بتكتب فيها؟!
ابتسم ورد قائلًا:
-خلصت الحكايه…
لوى شفتيه لأسفل بحيره وقال:
-بس تعرفي إن في البدايه كنت أنا البطل وطبعًا إنتِ البطله…
ابتسم مردفًا:
-فجاه اتقلبت الموازين وسيف وسعد احتلوها ومعاهم مروى وناهد
ضحكت ثم ارتسمت الجديه على ملامحها قائله:
-هما بصراحه عانوا كتير أوي ربنا يعوضهم خير
زفر بارتياح وعقب قائلًا:

 

-يارب
تجعدت ملامحه وزم شفتيه بحيرة قائلًا:
-بس فيه ورقه لسه مفقوده عشان الروايه تكمل
عقدت ملامحها باستفهام فأغلق جهاز الابتوب وقال:
– يلا بينا نجهز عشان نروح الحفله يمكن ألاقي الورقه المفقوده هناك
ابتسمت وكادت تغادر لولا أن شعرت بحركة الجنين في بطنها المكتورة أمامها فتاوهت قائله:
-ابنك مبهدلني مش بيبطل ضرب في بطني
انحنى نحو بطنها ورفع سبابته محذرًا:
-واد يا ياسين متتعبش ماما ياواد كلها ٤شهور وتنور حياتنا
لمس بطنها بحنان وقبلها ثم وقف ينظر لوجهها قائلًا:
-إنتِ متأكده إن إلي في بطنك دا ولد!
-الدكتوره قالت ولد لكن العلم عند الله بتسال ليه؟
-أصل مناخيرك مكبرتش ومازلتِ مسمسمه…
نظر لها وأردف بابتسامه:
– أنا أمي دائمًا تقول الحامل في بنت مسمسمه والحامل في ولد متخرشمه
ضحكت منى على جملته وقالت:
-أما ماما رقيه عليها جمل!
وضع سبابته على شفتيه بتفكير وقال:
-بس تصدقي حلوه الجمله دي إبقي فكرتيني أكتبها في الحكايه
استدار يأخذ مفكرته وقلمه من على المكتب وهو يقول:

 

-ولا تفكريني ليه أنا هكتب عشان منساش
كتب وهو ينطق ” الحامل في بنت مسمسمه والحامل في ولد متخرشمه”
ضحكت على كلامه وفعله فهو هكذا منذ خمس شهور حين تخطر لها فكره بدونها في مفكرته كي لا ينساها، تركته لتذهب غرفتها وتتجهز الحفله التي أعدها الدكتور عوض احتفالًا بزواج بناته ومعافاته هو وزوجته…
_____________________________
وفي ڤيلا الدكتور عوض التي اشتراها منذ أقل من شهر زينها مهندس الديكور بطريقة رائعة إستعدادًا للحفل المسائي، كان عوض يمر مع زوجته على العمال ليباشر العمل بنفسه ويطمئن على الزينه والبوفيه، كانت الڤيلا تضم جناح كامل لناهد وزوجها وأخر لمروى وزوجها
وعند مروى كان تجلس في الحمام تقضم أظافرها وتضرب قدميها بالأرض في توتر تنتظر نتيجة تحليل الحمل بالجهاز المنزلي، وحين ظهرت شرطتين قفزت فرحًا وسرعان ما هدّأت حالها ووضعت يدها على بطنها فهي الآن حامل وكل حركه بحساب، خرجت مسرعة تبحث عن سيف الذي كان يغط في سبات عميق، أيقظته بطبع قبلات ناعمه على أنحاء وجهه ففتح عينيه ومط ذراعه وهو يسألها:
-إيه يا حبيبي العشا أذنت ولا إيه
لم ترد عليه فنظر لها كانت تمسح الدموع التي تفر من مقلتيها اعتدل من رقدته حين رأي دموعها وقال بملامح جاده:
-مالك يا مروى بتعيطي ليه؟
ازداد بكائها وهي تقول:
-أنا بحبك أوي يا سيف
كانت تمسح دموع عينيها بكفها ببراءه فبدت كالأطفال ضمها قائلًا:
-وبتعيطي ليه يا روح قلب سيف
خرجت من حضنه وصوبت جهاز اختبار الحمل نصب عينيه وهي تقول:
-إنت إديتني أجمل هديه… بقا فيه حته منك جوايا

 

أخذ الجهاز من يدها حدق به ثم بدل نظره بينها وبين الجهاز كاد يطير فرحًا ضمها مجددًا بحب وهو يقول:
-إنتِ حامل؟
أخرجها من حضنه مردفًا:
إنتِ حامل يا مروى.
اومأت رأسها بتأكيد فضمها مجددًا وقال:
-أنا هبقى بابا
ابتسمت بسعاده قائله:
-هتبقى أحن وأجمل بابا في الدنيا
هب واقفًا بحماس وقال:
-لأ أنا هخرج دلوقتي أقول للناس كلها إني هبقا بابا
مسكته من يده وهي تضحك وقالت:
– إلبس الأول عشان العشا قربت تأذن والحفله هتبدأ
عقب بابتسامة عذبه ارتسمت على وجهه من شدة فرحته:
-بس قبل ما ألبس هكلم ماما أقولها وسعد كمان
ارتسمت الجديه على ملامحها قائله:
-هو سعد هيجي من السفر امته؟!
أجاب قائلًا:
-أكيد هيجي بالليل كان بيقول خلاص معدش هيروح مطروح ونقل شغله هنا تاني
أومات رأسها بتفهم وقالت:
-أنا أصلًا مش فاهمه هما ليه ينقلوا شغله مطروح وهو من اسكندريه
لوى شفتيه لأسفل بحيره وقال:
-مش عارف والله
غير الموضوع قائلًا:
-أتصل بقا على ماما أبشرها
وحمل هاتفه يطلب والدته ويبشرها بالأخبار السارة …
_______________________________

 

وفي غرفة ناهد تجلس بوجه عابس فحالتها لم تتغير منذ خمسة أشهر إلا للأسوأ وكل يوم تبتعد عن سعد أكثر فمنذ أن علمت بموت فهد وهي تبنى حواجز بينهما كانت تؤنب حالها دائمًا على وفاته حتى علمت منذ أيام أن موته كان بسبب تعاطيه لجرعة زائدة من المخدرات، وأما عن حالها مع يعد فلا تذكر أنها نادته باسمه ولو مرة واحده لا تذكر أنها حاولت ولو مره واحده أن تجذبه إليها أما هو فقد حاول معها أكثر من مره لكنها حمقاء لم تُحسن التصرف ودمرت علاقتهما، وكانت النتيجة أن نقل عمله لمرسى مطروح وتركها لحالها، كان يأتي لها كل إسبوعين مره ومن غبائها كانت تقضي هذا اليوم بغرفتها كي لا تراه وإن رأها صدفه لا تنظر إليه ولا تخاطبه، تنهدت بحزن فهي المسؤل الأول عن تلك الفجوه، فكيف يمر عليها خمسة أشهر ولا يرى زوجها خصلة واحدة من شعرها! فهي لا تعامله كأخيها بل كرجل أجنبي عنها، قاطعها طرقات على باب الغرفه فتحت فكانت أختها مروى التي دخلت وأغلقت الباب خلفها نظرت لناهد قائله:
-أنا حامل
ضمتها ناهد بسعاده وهي تقول:
-مبروك يا روحي
أخرجتها من حضنها ثم لمست بطنها بحب مردفة:
-ربنا يكملك على خير يحببتي هتبقي مامي قمر
تنهدت مروى بسعاده وهي تقول:
-نفسي أوي إنتِ كمان تكوني حامل
اختفت الإبتسامه من وجه ناهد وتلعثمت قائله:
-لأ أصل….. مش الشهر دا يعني
ضمتها مروى وقالت:
-إن شاء الله يبقى الشهر الجاي وتلحقيني

 

ابتسمت ناهد ابتسامه صفراء وقالت:
-إن شاء الله
غادرت مروى لتستعد للحفله وأخرجت ناهد ملابسها لتستعد هي الأخرى لا تدري لمَ تقوس فمها لأسفل وسالت الدموع من عينيها، فمنى حامل وهدى أيضًا ومروى فاجئتها بحملها أما هي فأكبرهم سنًا ولم يكتمل زواجها بعد متزوجه لكن على الورق فقط هي لا تغار منهم لكنها تغبطهم مسحت دموعها وعزمت أن تعترف الليله بحبها لسعد مهما كلفها ذالك مسحت دموعها وتنفست بعمق ثم بدأت بارتداء ملابسها….
_______________________________
وأثناء الحفل الهادئ الذي ضم عائلتهم وبعض من أصدقاء عوض جلسن الفتيات مع بعضهن كانت مروى في قمة سعادتها بحملها وأخبرتهن جميعًا، كان جميعهن سعداء إلا إثنتان هما ناهد وهدير، اقتربت هدى من هدير وهمست قائله:
-إنتِ مش كويسه احكيلي مالك؟!
عقبت هدير بمراوغه:
-مفيش حاجه بس مضغوطه عشان ثانويه عامه ما إنتِ عارفه!
أصرت هدى. وقالت وهي تحدق بها:
-لأ فيكِ حاجه تانيه
حاولت هدير إدعاء المرح قائلة:
-يابنتي مفيش غير المذاكره مضغوطه أوي ادعيلي
غيرت هدير الموضوع لتنتهي من زن أختها قائله:
-وإنتِ هتولدي إمته؟
-لسه بدري تخيلي بعد كل الفتره دي لسه باقيلي خمس شهور كاملين!
ضحكت هدير قائله بمرح:
-معلش هانت هيعدوا في خمس شهور عادي
لكزتها هدى في كتفها قائله:
-عقبالك يختي بس بعد الامتحانات عشان الحمل دا مرار طافح

 

قامت هدى من جوارها لتجلس بجانب منى وتركتها تبحث عن معاذ بعينيها وحين وجدته حدقت به فنظر لها وغمز بعينه وهو يبتسم لها، ابتسمت لكن تنهدت بحزن فلا تعلم ما مصير علاقتهما فلم يأخذ معاذ أي خطوه تجاهها لكنه يعامله بمودة، لم يعترف لها بحبه لكن كل تصرفاته تؤكد حبه لها لكنه لم ينطقها صريحه، وهي لم ولن تبادر بأي خطوه فكرامتها فوق كل شيء ستنتظر حتى يبدأ هو ولو بالخطوه الأولى وهي ستكمل باقي الخطوات الفاصلة بينهما…..
على جانب أخر حين وصل سعد إلى الحفل كانت ناهد ترمقه بشوق، تحاول إختلاس النظر إليه لتشبع من ملامحه، كان يتابعها بطرف عينه ويتابع نظراتها التفت ينظر لها وتلاقت أعينهما للحظات كأنهما يعاتبان بعضهما على الهجر، ادارت وجهها للإتجاه الأخر وظلت طوال الحفل على هذا الحال تنظر له خلسه وهو يتابعها…..
انتهى الحفل وعاد كل منهم لبيته، كلٌ قد استقرت حياته برفقة من يريد إلا ناهد وهدير
_________________________________
وفي شقة معاذ وهدير كانت تجلس على مكتبها ترتدي بيجامتها الشتويه وترفع شعرها لأعلى، أقبل معاذ إليها وسألها قائلًا:
-دودو أكلتِ كويس هناك؟
اومأت رأسها بالإيجاب وشغلت حالها بترتيب كتبها على المكتب حتى تهرب من نظراته، سحب الكرسي وجلس جوارها سند كوعه على المكتب ونظر لها قائلًا:

 

-مالك يا دودو؟
أجابت في سرعة دون أن تنظر إليه:
-مفيش حاجه أنا تمام
عقد بين حاجبيها وسألها مجددًا:
-لأ فيه حاجه… ممكن تتكلمي معايا بصراحه يا هدير
هتفت بنفاذ صبر ونبرة حادة:
-يووووه ما قولتلك مفيش حاجه
رد بنفس نبرة صوتها:
-لأ فيه يا هدير إنتِ جايه متغيره من هناك
أردف بنبرة هادئة متسائلًا:
-حد قالك حاجه زعلتك؟!
تنهدت بعمق وزفرت بقوة قائله:
-ممكن أعرف إيه مصير علاقتنا يا معاذ؟
اعتدل في جلسته ومسح ذقنه بتوتر فقد فهم ما يُنغصها أردف قائلًا بجديه:
-أنا مش ناوي أجبرك على حاجه عايزه تكملي معايا هنكمل عايزه العكس برده مش هجبرك
ردت بتلقائية:
-إنت غبي
ابتسم ببلاهه ورد بنفس التلقائية:
-إنتِ بتشتمي ليه يا بت
أكملت توبيخه قائلة:
-ومبتفهمش ومستفز جدًا
اسبل عينيه وقال بهُيام:
-شتمة الحبيب زي أكل الزبيب
ضربته على كتفه بقوة وهي تقول:

 

-لأ دا ضرب الحبيب مش شتمة الحبيب وأنا بقا هاكلك شوية زبيب دلوقتي حلوين
بدأت تضربه على كتفه وببطنه وعلى صدره وهو مستسلم ولا يمد يده عليها ركض أمامها حين سحبت سلك الشاحن وركضت خلفه مسك منها السلك يحاول أخذه من يدها وهي تحاول تسليكه منه لتضربه ركض أمامها مجددًا وهو يقول بضحكة:
-خلاص بقا يا هدير البتاع دا بيلسوع
أقبلت نحوه مجددًا وضربته واحدة على ذراعه وهي تقول:
-دي عشان غبي ومستفز
ركض أمامها حين لاحظ إصرارها على ضربه، تعرقلت هدير بطرف السجادة ووقعت أرضًا فتعرقل هو الأخر بقدمها ووقع عليها، التقت أعينهما للحظات وكأن هناك جاذبية تدفعه نحوها سحب منها سلك الشاحن وقال:
-بحبك يا مجنونه
ابتسمت له قائله:
-وأنا بعشقك
وبعدها لم يدرك حاله وأخذها معه لعالمهما الخاص……
______________________________

 

كانت ناهد تنوي أن تتحدث معه وتسأله لماذا تجاهلها كل تلك المدة دخلت غرفتها وارتدت فستان طويل كات باللون الأبيض تركت شعرها منسدلًا لأسفل ظهرها ووضعت بعض مساحيق التجميل على وجهها شعرت بلسعة البرودة تلمس ذراعيها لكن أصرت على إكمال مهمتها لأخرها، كان قلبها يدق بعنف وضعت يدها عليه تحاول تهدئته، كانت بقمة إحراجها وزينها حيائها بحمرة الخجل التي ظهرت على وجنتيها فكانت جميلة حد الفتنه لا يستطيع أقوى الرجال مقاومة جمالها الطاغي، على جانب أخر كان يجلس على الأريكه يقرأ كتابًا وقفت أمامه قائلة:
-عايزه أتكلم معاك
أغلق الكتاب من يده ونظر لها بجمود قائلًا:
-اتفضلي سامع حضرتك
استفزتها كلمة حضرتك واندفعت قائله:
-لو سمحت أنا….
زمت شفتيها بغضب وقالت:
-إحنا لازم نسيب بعض
فتح كتابه مجددًا ورد بجمود:
-ماشي إلي يريحك شوفي عايزه إيه وأنا أعملهولك
اندفعت أكثر وقالت:
-عايزه أطلق
وعندما سمعت الكلمه التي قالتها كأن فمها يتحدث دون التحكم به، خرجت الكلمة من فمها وطعنت قلبها فكانت بمثابة من يقتل حاله بدون وعي كمن يضرب حاله بسيفه لينهي حياته، هي لا تتخيل حياتها بدونه لكنها مندفعة وحمقاء، زاد هو حدة الموقف فلم يرفع عينه عن الكتاب وقال:
-بكره هنفذلك إلي طلبتيه

 

حاولت إدعاء القوة أكثر وهي تقول:
-وأنا هدخل ألم هدومي وهمشي الصبح
وقفت لحظات تنتظر رده فلم يرد عليها وانصرفت من أمامه مهرولة كي لا تنهار بالبكاء أمامه، دخلت غرفتها وصفعت الباب خلفها بهدوء، وضعت يدها على قلبها ونظرت لنفسها في المرآه وهي تبكي وتوبخ حالها قائله:
-غبيه…. غبيه خلاص خسرته نهائي
شهقت ببكاء وهي تقول:
-معدش بيحبني هيطلقني خلاص
جلست على طرف السرير وانفجرت بالبكاء، وبعد دقيقة استجمعت سجاعتها ومسحت دموعها، ووقفت أمام المرآه تهندم حالها لتخرج إليه وتحاول مرة أخرى…
من ناحية أخرى أغلق الكتاب ووضعه جانبًا ابتسم بانتصار فلأول مره تتزين له انتظر هذا اليوم منذ وقت طويل وقد حان وقت إجتماعهما سويًا زفر بقوه وقرر أن ينتظرها قليلًا فحتمًا ستخرج إليه مجددًا، سمع صوت فتح غرفتها فحمل كتابه مجددًا ونظر به يدعي الامبالاه، وقفت أمامه ولم تتحدث فرفع عينيه ينظر لها قائلًا:
-فيه حاجه؟!
هزت رأسها بالنفي ولم تعقب فأغلق الكتاب وسألها:
-بتعيطي ليه؟!
مسحت عينها وقالت بثقه زائفة:
-مبعيطش فيه حاجه دخلت في عيني
رقمها بمكر وهو يقول:
-أنا مسافر الصبح

 

أدمعت عيناها وسرعان ما مسحت دمعتها قائله بقلق:
-خلاص نويت تطلقني!
وقف أمامها وحدق بها قائلًا بهدوء:
-إنتِ إلي طلبتِ يا ناهد
رمقته بغيظ وقالت وهي تهم أن تغادر:
-ماشي
كان يرمقها بابتسامة ماكرة وينتظر رد فعلها القادم، لم تغادر والتفت تنظر إليه مرة أخرى زمت شفتيها ثم قالت:
-بس أنا مش عايزه أطلق
أراد مناكفتها فهتف قائلًا بجدية زائفه:
-مينفعش ترجعي في كلامك خلاص الموضوع انتهى
كاد أنا يغادر فنكست رأسها لأسفل وارتفعت شهقاتها وضعت يدها على فمها تحاول كتم شهقاتها المتتالية، وقف مكانه يرمقها بابتسامة ماكرة لم ترفع رأسها ولأول مره تنطق اسمه وتناديه قائله:
-سعد
مسحت دموعها وأغلقت عينيها قائلة بصوت باكٍ وبرجاء:
-متسيبنيش يا سعد
تراقص قلبه فرحًا لم تعطيه فرصة للكلام وأقبلت نحوه نظرت بعينيه قائلة:
-أنا آسفه….. والله أنا بحبك ومش هعرف أعيش من غيرك
ازاداظ بكائها مردفة:
-لو سيبتني ممكن أموت
وضع يده على فمها يردعها عن قولها قائلًا:
– بعد الشر عليكِ
أردف وهو ينظر بعينيها:
-تعبتيني أوي يا ناهد
ضمها بحب وبادلته قائله:
-بحبك من أول يوم اتقابلنا فيه
وفي هذه المرة لم يتكلم بل شرح لها حبه بطريقته الخاصه…….
_______________________________

 

وبعد مرور عامين
-فين فردة الشراب الأبيض يا هدير؟!
زفرت بحنق وقالت:
– معاذ أنا متفقه معاك متسألنيش عن حاجتين إيه هما؟
عقب بنفاذ صبر:
-فردة الشراب والمعالق الصغيرة
عقبت بابتسامة انتصار:
-بس كدا جاوب بقا على نفسك
جلست تعبث بهاتفها فسألها:
-فين هاجر؟
زفرت بقوه قائله:
-هاجر نايمه سيبني بقا أستمتع بالهدوء دا قبل ما تصحي
هتف بحدة مصطنعه:
-تستمتعي إيه!! قومي يامه إلبسي هنتأخر على افتتاح الشركه
عدل ياقته بغرور وقال:
-يعني ينفع مدير الشركه يروح افتتاح شركته أخر واحد
نفخت بحنق وقامت تتجهز وهي تقول:
-أنا كان مالي ومال الجواز والحوارات دي
صرخت ابنتهما بالبكاء فصاحب هدير:
-روح شوف بنتك على ما ألبس

 

تمتم بكلمات غير مفهومه تدل على مدى غضبه فقالت بنبرة مرتفعه:
-سمعاك يا معاذ
رد بابتسامه صفراء:
– حبيبة قلبي بقول إنتِ أحلى واحده في الدنيا يا حياتي
حمل ابنته ونظر لها بحب وهو يقول:
-قلب بابا يا ناس
جلس يداعب ابنته لفتره وتأخرت هدير فصاح مناديًا عليها:
-يلا يا دكتوره هنتأخر
وقفت أمامه وهتفت بحنق قائله:
-بس متقولش دكتوره إنت السبب إني أدخل صيدله يعني أخر المشوار حد يقولي عاوز فرشة أسنان يا أبله… هشتغل بياعه بسببك يا معاذ
ضحك معاذ قائلًا:

 

-بس شدي حيلك كدا وأنا هفتحلك شركة أدويه وأبعدك عن فرش الأسنان خالص
مدت يدها لتحمل ابنتها من بين يديه وهي تقول:
-يلا اتأخرنا يا عم المدبر
__________________________________
وصلا للشركة نظر مصطفى للحضور وقال بصوت مرتفع:
-سمع هوووووس المدير وصل
بدأ الجمع بالتصفير والتصفيق ومعاذ مبتسمًا بفرحه فقد حقق حلمه وفتح شركته كاميرات المراقبه كما يريد
كانت ناهد تحمل ابنها وتنظر لسعد الذي يحمل ابنته فقد رزقهما الله بتوأم….
ومروى تحمل ابنها الذي يشبه سيف كثيرًا وتنظر لسيف بحب وهو يقف جوارها ويضع ذراعه على كتفها بحب
وهدى التي تقف بجوار أحمد الذي يحمل ابنتهما الصغيره
غمرت السعادة قلوب الجميع
اقترب مصطفى من منى وهمس في إذنها قائلًا:
-وبكده تكون الحكاية خلصت
نظرت له منى بحب ورددت إسم الرواية قائلة:
-وما معنى الحب؟!

 

ابتسم ونظر بعينيها قائلًا:
-ابتلاء يستدعي الصبر
اتسعت ضحكتها قائلة:
-مصمم برده
رفع يده لأعلى قائلًا بإبتسامة عذبة:
-صدقيني ملهوش معنى تاني
ثم نظر لكم وغمز بعينيه متسائلًا:
-ولا إيه رأيكم؟! ما معنى الحب؟
وأُغلقت الستار
وبكدا أقدر أقول⬇️⬇️
#تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وما معنى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى