رواية ابن عمي الفصل الثامن عشر 18 قلم ريهام محمود
رواية ابن عمي الجزء الثامن عشر
رواية ابن عمي البارت الثامن عشر
رواية ابن عمي الحلقة الثامنة عشر
تململ في نومه ظل يتقلب يسار ويمين ..تقريبا اقصي وقت نامه لا يتعدي الثلاثون دقيقه ..اخيرا انتفض من فراشه انزل قدميه علي الارض وظل جالسا علي طرف الفراش وهو يمسح بقوة رأسه ..تنهد طويلا وهو ينظر للفراغ امامه متذكر أول مره رأها …
“عوده بالماضي”..
يوم جديد مليئ بالأمل والأمنيات ..تنشر الشمس أشعتها على استحياء لتطل من بين غيوم السماء؛ فسماء الربييع تتزين ما بين صفاء اللون الأزرق، وما بين السحب البيضاء الحنونة ..
تقف فتاه شقراء قصيرة القامه ..شعرها منسدل علي ظهرها ..تلعب بخصلاتها الذهبيه باستحياء ..بجوارها حقيبه سوداء كبيرة وأخري تحملها علي ظهرها بسروال من الجينز الأزرق وتيشرت أبيض منقط بالزهري ترفع بصرها تنظر بزرقة عينيها الي الجالس أمامها ببرود يضع ساق أعلي ساق ونظرات الحقد تشع من عينه بوضوح ..اشاحت بنظرها عنه كي تتحاشي نظراته ..ظلت تفرك بأناملها بتوتر ..قطعت أميمه صمتهم..
أميمه” بنبرة ودوده”انتي نورتينا ياحبيبتي ..ولا اي يايوسف’وهي تلكزه بكتفه
تمتم بتهكم وتثاقل”اومال ..نورتينا يابنت الغالي
توجست من نبرته الغريبه وانكمشت بحلستها ..
اميمه وهي تشير لهايدي”اطلعي ياهايدى مع بنت عمك وريها اوضتها ..
خودي راحتك ياسارة بيت عمك يعني بيت ابوكي.
نهضت سريعا من مكانها متجنبه نظراته الحارقه ..
مالت لحمل حقيبتها الموضوعه ارضا ..
أميمه”سيبيها ياسارة يوسف هيبقي يطلعها..
عقد حاجبيه باعتراض ولكن رمقته أميمه بتحذير ..
“عوده من الماضي”
زفر ضيقا من حاله حينما تذكر مضايقته لها ..لحظات وارتسمت علي ثغره ابتسامه عذبه بعد ان ارتسمت ملامحها امامه ..اعتدل مرة أخري في الفراش محاولا النوم وراحة جسمه قليلا..
..امبارح بالليل وانا سهران بالليل ..كنت بكلم صورتك وحدي وجايب سيرتك ..ويا نجوم ياحبيبي ..ويا نجوم الليل”
…………..
..بحجرة سارة ..
توجد حقيبه كبيرة أمام الباب ..وسارة تغلق الباب وتمسك بها ..حتي استوقفتها أميمه ..
أميمه”بفزع “ايه ياسارة الشنطه دي!!
سارة”وهي تشيح نظرها عنها”ماشيه..
ضربت أميمه بخفه علي صدرها وهي تقترب منها أكثر”ماشيه علي فين ..
بنبره جافه هتفت ساره”هروح اقعد عند ابيه رضوان وأروي ..
أميمه:ليه يابنتي واحنا زعلناكي ف حاجه..دانا مشيت يوسف م البيت عشانك!!
سارة:وانا همشي خلاص ..ممكن حضرتك ترجعيه ..
أميمه “واحتدت نبرتها قليلا “سارة ..ادخلي اوضتك وخدي شنطتك معاكي …
سارة”لو سمحتي ياطنط
لو سمحتي انتي ياسارة .كلامي خلص مفيش خروج من البيت ده ..انا بعتبرك زي هايدي ..لو يوسف رجع البيت ساعتها انا اللي هقولك روحي اقعدي مع رضوان..”قاطعتها أميمه بلهجه حازمه”
ارتسمت علي ملامح سارة الأحباط .لتدلف لغرفتها منكسة الرأس وعادت أميمه الي غرفتها ..تحت نظرات تراقب وتسجل كل شئ..فكانت هايدي تستند علي بابها تشاهدهم من فتحه صغيره فتحتها هي بجانب الباب ممسكه بقبضتها هاتفها النقال لحدوث اي شئ غير متوقع تبلغ به شقيقها علي الفور ..
… …..
صف السائق سيارته امام شركه يوسف ..ترجلت هايدي من السيارة وصعدت المبني قاصده المصعد للوصول لمكتب شقيقها..
قطع شرودها..صباح الخير “ليردف بها أحمد بعد ان الحق بها قبل ان يغلق باب المصعد..
بانزعاج هدرت”انت تاني ..وبردو في الاصانصير..
فبلطف قال”اعمل اي ..حظي معاكي كده ..
لم ترد عليه واشاحت بعيدا عنه.. اخذت بفرك اناملها بتوتر من اثر نظراته الثاقبه لها ..
نظف حلقه قليلا ثم تحدث”اخبارك ايه..”محاوله فاشله منه لفتح حديث معها ..لم تجيبه ..
“أساسا لن تعيرك انتباها ..قد فشلت سابقا وهذا الفشل اصبح جزء منها تتعمد عدم نسيانه وابقاء جرحها مفتوح حتي لا تسمح لنفسها بالحب مجددا ..ف الحب لامثالها بات ممنوع..”
اخيرا توقف المصعد اللعين ..وستتخلص من هذا البغيض ..هو ليس ببغيض ولكنها اقنعت نفسها بذلك كي لا تنجذب نحوه..
بخطي سريعه تحاول الهروب من أعين تراقبها وتتفحصها دلفت لمكتب شقيقها ..
جلست علي الكرسي المقابل لشقيقها واستندت بساعدها علي المكتب لتهدأ قليلا من تأثير نظراته ..
بحاجب مرفوع هتف بها يوسف باستغراب”مالك ف اي؟!
انتبهت علي حالها”هه ..مفيش بس برتاح شويه..
تعالي اقولك اللي حصل بسرعه عشان ورايا محاضرة ..
اخذت بقص كل ماحدث بالمنزل دون ان تنسي اي شئ
يوسف “بعد ان تجهمت ملامحه واحتدت نبرته قليلا”وانتي متصلتيش بيا ليه ف وقتها ياغبيه ..كنتي مستنياها اما تمشي ..
هايدي”انكمشت قليلا من نبرته”لا والله يايوسف انا كنت هكلمك بس لقيت ماما هديتها ..فقولت ملوش لازمه خلااص
يوسف:هي هتروح الكليه امته
اجابته هايدي وهي تهز كتفها بعدم معرفتها ..
يوسف”وقد اعتدل قليلا بجلسته”عموما لما تروح الكليه هتاخديها معاكي توصليها وتجيبها ..فاهمه
طب افرض رفضت”قالتها هايدي ”
عقد حاحبيه وتحدث ببرود”دى مسؤوليتك ..لو هتعملي اي ..المهم تروح معاكي وتيجي معاكي ..
اومأت هايدي براسها ثم قالت”طب وانت هترجع البيت امته ”
حك باصابعه طرف انفه ثم هتف بلامبالاه “مش وقته ..اهم حاجه تقوليلي وتعرفيني كل حاجه ..
نظرت لساعه يدها وقالت بصدمه “ياخبر ..المحاضرة دانا هتأخر اووي..
انتفضت من مكانها بعجاله والقت عليه السلام وغادرت المكتب بلحظات قليله ..وتركت يوسف يضحك علي هيئتها المضحكه ..
……
نهضت السكرتيرة من مكتبها لتدلف مكتب رئيسها بخطوات مستقيمه ..وقفت أمام المكتب حامله بكفها بعض الاوراق ..
رفع بصره من الأوراق الموضوعه امامه رمقها بتساؤل مضيق عينيه “ف اي؟!!
مدام هيام”تنحنحت قليلا “اسفه يافندم بس فيه ورق محتاج امضا الاستاذ رضوان والشغل واقف عليه ..
رفع حاجبيه وهتف ببرود”طب ماتودهوله !!
مدام هيام:استاذ رضوان مجاش بقاله 3ايام يافندم !!
زاغت نظراته قليلا ثم هتف بثبات”خلاص اتفضلي ع مكتبك وسيبلي الورق هنا وانا هتصرف.
هيام بتهذيب”حاضر يافندم..
شرعت بالذهاب لمكتبها بعد ان اغلقت باب مكتب يوسف بلطف ..أنا هو ..فأراح بظهره علي كرسيه وهو يفك ازرار قميصه العلويه بضيق ..اخذ نفسا عميقا وعاد الي عمله والتدقيق في الورق الماكث امامه…
….
…. عند باب منزل رضوان ..وقف يوسف قبل ان يقرع الجرس اعتدل في وقفته واخذ بتظبيط قميصه قليلا واضعا معطفه علي كتفه ..اخذ نفسا عميقا وضرب الجرس مرات متتاليه ..فتحت له أروي بعد ان ارتدت حجابها ..
أروي”بعد ان انفرجت ملامحها بفرحه”يوسف ..ازيك ياحبيبي تعالي ادخل ”
ليدلف يوسف المنزل ثم يعانقها بحنو وهو يمسد علي ظهرها بود..
تعالي ادخل ..قالتها اروي وهي تشير له بالدخول لبهو منزلها
خالو جه خالو جه”هتفت بها الأطفال وهما يهرولون عليه بعد ان تركو والدهم الذي كان يلعب معهم أمام التلفاز ..
حملهم يوسف واخذ يقبلهم بحب وتعالت ضحكاتهم سويا ..تحت نظرات ذهول من قبل رضوان والتي تبدلت سريعا الي غضب ..أشاح رضوان وجهه عن يوسف ..حاول تجاهله ..
أروي”احست بالحرج من تصرف زوجها”ايه يارضوان ..مش هتسلم علي يوسف!!
رمقها رضوان بغيظ ثم توجه بجانب وجهه صوب يوسف وهز برأسه تحيه له بملامح معقده وفم ملتوي ..
هو يوسف رأسه وهو يضحك بجانب فمه علي تصرفات رضوان الطفوليه..
أروي ممكن تاخدي العيال وتسيبيني مع رضوان شويه !!
قالها يوسف لأروي..
حاولت الاعتراض ولكن يوسف اشار بعينيه ان تنفذ طلبه..وافقت واخذت اولادها وولجت لغرفتهم ..
لحظات من الصمت قطعها يوسف وهو يتنهد تعبا “وبعدين ..
اكتفي رضوان بالنظر اليه بازدراء دون التفوه بحرف..
اذبلت عيناه بوهن وهو يتقدم منه حتي يصير بجانبه ..”أول مرة يارضوان تطول في زعلك معايا .”
رضوان “وقد كسر صمته واخرجه عن شعوره”عشان اول مرة اشوفك كده..
يوسف”وهو يشيح ييده”انا بحبها يارضوان ..بحبها اتكويت بنار حبها ..وانت عارف يعني اي حب بالنسبالي ..ثم تابع بانكسار ..فكرة انها كرهاني ومفضله عليه ال×××ده كانت حرقاني كنت عايزها بأي شكل واديك شايف هو اصلا ميستحقهاش..
رضوان”وقد لوي ثغره بتهكم”وانت بقي اللي تستحقها ..
بعصبيه”ايوة انا استحقها ومحدش يستحقها غيري..
رضوان”لا يايوسف ..اللي عملته انا مش هنساه ولا هي هتنساه ..اللي انت فيه ده مش حب ده تملك..
زفر ضيقا من حديث رضوان الذي لم يأت علي هواه ..صمت قليلا والتمعت عيناه بخبث ..اردف بمكر”غريبه يارضوان مع ان انت ساعه مشكلتك مع أروي لما خونتها انا وقفت معاك مع ان المفروض كنت اقاطعك ..
رضوان وقد تعرق قليلا هتف وهو ينزح العرق من جبينه”انا مخنتهاش”
يوسف “بمكر”لا انا انده لأروي واسألها ..ارتفعت نبرته قليلا بشقاوة وعند”اروي ..يا اروى..
تمتم بخفوت وهو يضع كفه علي فم يوسف في محاوله لاسكاته “اسكت متندهش عليها ..انا ماصدقت نسيت ..
استمر يوسف بمناداة شقيقته بمرح وهو ينظر بتشفي ل هيئه رضوان المرتعبه..
حضرت أروي علي نداء شقيقها “ايوة يايوسف ..ف اي”
هتف رضوان بسرعه”لأ
أروى”باستغراب”هو اي اللي لأ ..
مال يوسف علي كتفه وهمس”هاا..هتقف جمبي!!
رضوان “يتمتم من بين اسنانه بغيظ”يابن ال”
يوسف”بتحذر مصطنع”هااا!!
رضوان”بسرعه”خلااص خلااص ..
عقدت حاجبيها وعبست بوجهها”انتو نادهينلي عشان تتوشوشو سوا ..
يوسف “معلش ياحبيبتي ممكن تحضريلنا العشا ..
أروي:بس كده من عيني ..اساسا كنت هحضره لما انتو تخلصو كلام وتصالحو
يوسف وهو يحيط بذراعه علي كتف رضوان هتف بمكر”انا ورضوان مينفعش نزعل من بعض ثم تابع غامزا “مش كده يابو نسب..
نظرات وعيد مضحكه من رضوان هتف من بين اسنانه “حبيبي..
تبادلو الحديث قليلا وتصافو لحين حضرت أروى بالعشاء وجلسو جميعهم علي المائده وتناولو الطعام وهم يضحكون ويتحدثون معا..
………… …………….
بأعين مسلطه علي سقف غرفته يتوسط أحمد الدالي فراشه ..يضع سماعة الاذن الموصله بالهاتف باذنه يستمع لاحدي الاغنيات الرومانسيه..الخصلات الليليه وهي منسدله علي ظهرها ..توترها..احراجها ..نظراتها الجانبيه باعينها السوداء اللامعه ..كل هذا كان يشغل تفكيره ..اغمض عيناه لحظه ..يتذكر يوم انفصاله عن زوجته السابقه’انجي’بعد علاقه دامت 7سنوات ..استنزفته كليا ..مشاعره احاسيسه ماله وقته اهتمامه ..كل هذا ذهب للشخص الخطأ ..لم يخطر بباله ان يقع ثانيه بحب احداهن ..لكن ..!!
هايدي كسرت كل القيود ..بملامحها الشبيهه لامه حبيبته الفقيده ..وروحها وتذمرها من وجوده ..تعلق بها ويسير بخطي ثابته واريحيه لحبها دون اعتراض منه ..تقلب حتي صار علي جانبه الأيمن ..ذبلت عيناه بوله وهو يتخيلها معه ..وبحضنه .!!
…
اشتاق ..وما أدراك ما الاشتياق ..فالاشتياق وجع يمزق عظام الصدر وبالذات مع شخص ك يوسف ..جامد المشاعر متحجر القلب ..كم فتاه جرحها باهماله وتجاهله وكلماته الوقحه ..حالته هذا المساء توضح جيدا مبدأ كما تدين تدان .. فالقلب ليس عليه سلطان وقعت بحب فتاه من الصعب ان توقعها بك ..
ممدد علي الأريكه الجانبيه بغرفته لم يخلع قميصه ولكن ازراره مفتوحه لاخرها ..جفاه النوم ..يحسب كم ليله وكم ساعه وثانيه لم يراها ..اشتاق لزرقة اعينها نعومة صوتها ..شفتاها وهي تعض عليها ..اقسم بأن اتزوجها وحينها سألتهمها بقبله تعبر عن غيرتي وغضبي ..وعشقي..!!
.. “دعيني اتشتت بك..واجمعيني بقبله
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ابن عمي)