رواية ابنة الراعي الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani
رواية ابنة الراعي البارت الرابع
رواية ابنة الراعي الجزء الرابع
رواية ابنة الراعي الحلقة الرابعة
….. كانت أم قمر الزمان تسمع بانتباه للعجوز وقد أعجبتها الحكاية وزال عن قلبها مما كان فيه من غم و حزن وقالت :إذا كان الأمر مثلما قلت سأخصص وقتي للقيام به وسأشترى مائة من العبيد لرعي أغنامي وبيع جبني وإصلاح حال الغابة
لم تمض سوى أشهر قليلة حتى نمت الأشجار التي زرعوها وجاءت الطيور وبنت عليها أعشاشها وأصبحت الحيوانات تجيئ وترعى هناك وكف الغيلان عن الاقتراب من القرى
كانت قمر الزمان تعرف أن أمها ستذهب إلى الساحرة وتشير عليها كيف تتصرف في صرة الياقوت لقد رافقتها كثيرا من المرات وأدهشتها فراستها وفهمت نسيمة ما دبّرته قمر الزمان
وبدأت الغابة تكبر و تتجدد وشكر أهل القرى الثلّاثة التي حول الغابة مريم ودعوا لها وقرروا جعل ابنتها قمر الزّمان ملكتهم
أما في وادي الياقوت فلقد قرر وجهاء الغيلان تعيين قمر الزمان ملكة تقودهم في الحروب لما شاهدوه فيها من شجاعة وقدرة على الرمي بالسهام والحراب
ولما كان عليها اتخاذ قرارات لمملكتها فعلت الشّيء الذي تتقنه وهو حسن التدبير قالت لهم: صيدوا خنزيرين بريين وضعوا حولهما سياجا نفذوا لها ما طلبت وهم يهزون رؤوسهم
لقد تعودوا على صيدها أما تربيتها فلا يعرفونه بعد فترة ولدت الأنثى سته صغار وكبروا فاندهش القوم ووضعوا خنازير أخرى ولما زاد عددها أطلقوا الصغيرة في الغابة وأكلوا الكبيرة
ولم تمض بضعة أشهر حتى امتلأت الغابة بالخنازير ومنذ أصبحوا يربون خنازيرهم زادت أعداد الظباء والغزلان والأرانب وقالت لهم قمر الزمان: الآن لن تتصارعوا على الطعام في هذه الغابة
أما أنتم معشر الغيلان فطعامكم عند باب بيوتكم ولن يحتاج أحد لمهاجمة القرى رأت مخلوقات الغابة الخير والنعمة التي أصبحوا عليها فنصبوها أيضا ملكة عليهم وبذلك تحقّقت نا قالته الساحرة نسيمة
في أحد الأيام خرج الأمير برهان الدين للصيد في الغابة بعدما سمعه من جمالها وكثرة حيواناتها طارد الأمير ورفاقه الغزلان لكنها كانت تفر في الغابة الكبيرة و تختفي بين النباتات الكثيفة وهذا ما زاد في بهجة الأمير
فهو لا يحب السهولة و يفضل أن يتعب لصيد فريسته قال أحد الصيادين للأمير: يبدو أننا لن نصطاد شيئا اليوم
قال برهان الدين :سنرى ذلك لا يجب أن نقترب وأكثرنا دقة في الرمي هو من سيربح اليوم .
بعد قليل شاهد ظبية أخذ قوسه ووضع سهما ثم أطلقه فأصابها في جنبها لكن الظبية تحاملت على نفسها وجرت إلى داخل الغابة .أسرع الأمير خلفها
وقال في نفسه : سأتبعك ولو تعلقت بأذيال السماء صاح به رفاقه: لا تبتعد فقد تضيع وتصبح طعاما للغيلان والوحوش لكنه لم يستمع لهم، حاولوا اللحاق به لكنه إختفى عنهم ولم يعودون يرونه
دخلت الظبية في شق بين جبلين ولكن الأمير كان مصرا على اصطيادها نزل عن جواده ودخل ورائها لكنه وقف متعجبا فهذا المكان لا يشبه بقية الغابة تبدو الأشجار أكثر ضخامة
كانت الحشرات تطير وتصدر صونا مزعجا شاهد اليعاسيب بحجم العصافير أما العقارب فكانت شوكتها كالسيف قال في نفسه : يجب أن أخرج من هنا وإلا هلكت هذه أرض الغيلان
عندما دار رأى ورائه ضفدعة ضخمة كأنها بعير أخرجت لسانها وأرادت اصطياده لكنه ضربه بسيفه وقطعه فثارت وقفزت وراءه فهرب لكنها لحقته أخذ قوسه ورماها في عينها ففقئها فصاحت صيحة عظيمة .
كانت قمر الزمان في تلك الأثناء تقطف الزهور فسمعت الصيحة قالت: سأرى ما يحصل لما ذهبت شاهدت برهان الدين يتصارع مع الضفدعة التي حصرته بين الصخور
قالت في نفسها: لم أر إنسانا نجا من هذه الضفادع المتوحشة لها مخالب لو ضربت بها حجرا لقسمته نصفين سأنقذ هذا الفتى لشجاعته لقد غطته الجراح ورغم ذلك لا يزال ثابتا .
طلعت فوق الصخور وأدلت له حبلا وقات له : اصعد بسرعة وإلا مزقتك استجمع الأمير ما بقي عنده قوة وصعد وعندما وصل سقط على الأرض دون حراك
جرته قمر الزمان إلى مغارة صغيرة وضمدت جراحه ووضعت عليها بعض الأعشاب وخلعت ردائها وغطته به وقالت لقد بذلت ما بوسعي وإن كان جسده قويا فسيقاوم الحمى وسمّ الضفدعة وإلا سيهلك سأمر بعد يومين وأرى ما سيكون من أمره
لكنها لم تقدر على الانتظار فمنذ مدة طويلة لم تر أحدا من الإنس حملت طعاما وماءا وذهبت إليه كان نائما وقد سال منه عرق غزير حتى تبلل ثوبه ،قالت :هذه علامة جيدة ،
قريبا ستنتهي الحمى ويخرج السمّ .غيّرت ثوبه وجدّدت ضماداته وأسندت راسه ليشرب تأملته قمر الزمان كان الفتى جميل الوجه ،قوي البدن تدل هيئته وأثوابه أنه من أبناء الأشراف لكن من يكون ؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ابنة الراعي)