روايات

رواية إنما للورد عشاق الفصل الثامن 8 بقلم ماهي عاطف

موقع كتابك في سطور

رواية إنما للورد عشاق الفصل الثامن 8 بقلم ماهي عاطف

رواية إنما للورد عشاق الجزء الثامن

رواية إنما للورد عشاق البارت الثامن

إنما للورد عشاق
إنما للورد عشاق

رواية إنما للورد عشاق الحلقة الثامنة

تجمع الجميع في غرفة المكتب بأمر من “كوثر” أصبحت النظرات فقط تتحدث؛ لتخترق فقاعة الصمت مقتربة من “ورد” ترمقها بتشفي دُهشت نتيجته؛ فابتعدت عنها كي تجلس مرةً أخرى قائلة بنبرةٍ جامدة وعيناها لا تفارق ملامحها : بما إن الكل متجمع فعايزة اقول حاجة مهمة
نظروا لها باهتمام لتتابع بمكر أنثوي : أنا قررت إن كتب كتاب ورد وفريد الجمعة الجاية
استحوذت الصدمة عليهم خاصةً “ورد” التي دون إرادة شحب وجهها،صار جسدها يرتجف كورقةٍ خريفية وحيدة فوق غصن شجرة في مهب الريح؛ لكن ليس إرتجاف ألمًا إنما بسبب الرجفة الحادة من فرط المعاناة والوجع الذي يضربَ بجسدها ،بينما “فريد” رفع حاجبيه لوالدته فهي لم تُخبره بهذا الحديث من قبل !!
اعتلي وجه “محمود” الغضب صائحًا بها: أنتِ بتاخدي قرارت من غير ما ترجعي ليا ياكوثر؟
مصمصت شفتيها يمينًا ويسارًا لتُجيب بنبرةٍ ساخرة: وأنا من امتي باخد رأيك في حاجة يامحمود؟
بات الجو مشحون بالغضب من حديث “كوثر” الساخر نحو زوجها غير عابئة بوجود أبنائها بتاتًا !!
طأطأ” محمود”رأسه بخذلان وهيئة منكسرة، شعر بهِ “فريد” ليقترب منه يربت فوق ذراعه قائلًا بنبرةٍ هادئة: أنت قد الدنيا يابابا بس كنا حابين نعملها ليك مفاجأة
ابتسم له موجهًا حديثه مُستفهمًا نحو “ورد” التي لم تستطيع استيعاب ما أخبروها بهِ من حديثٍ مزق قلبها إلىٰ أشلاءٍ:
قولي ليا ياورد أنتِ موافقة؟
لم ترمش ولو للحظةٍ كأنها حصنت ذاتها جيدًا قبل تلك المواجهة؛ليصبح قلبها مغلف بالقسوة المميتة والصمت الدائم !!
لم تُجيبه مما جعله ينظر نحوها باستغراب من هيئتها تلك؛ فأسرعت زوجته مُردفة علىٰ عجالة: طبعًا موافقة، هي ياحبيبي هاتلاقي زي فريد فين؟
رفعت عينيها نحوها محدجة إياها بنظراتها النارية، تمنت لو تنقض عليها الآن، تصفعها علىٰ وجهها لعلها تشعر بالحريق المشتعل بداخلها الآن، علها تشعر بتخبط وإضطراب دواخلها بسبب تلك الشمطاء !!
ستفقد وعيها حقًا وليس تظاهرًا لنظراتها الماكرة، شخصيتها القوية نحوها، حديثها المثير للغضب ككل يومٌ !!
وقفت في موضعها ترمقها بنفور هي وذاك الأحمق”فريد” لكنها ترنحت في وقفتها؛ فأسرع”ماجد” بإمساكها من رسغها بلهفة ثم نفضت يده بعنف، تحركت للخارج بخطواتٍ سريعة تجفف عبراتها الغزيرة
اقترب”فريد” من والدته يُعانقها بحبور فابتسمت له رابتة فوق ذراعه قبل أن تعقب مُستفهمة نحو نجلها الثاني:
هو أنت مش هاتنزل بني سويف بقي؟
زفر بعصبية مُجيبًا بحنق: ياماما بقولك صاحبي مات ومش طايق انزل دلوقتي هاكمل الشهر وانزل، الدنيا مش هاطير يعني
هتفت بإستخفاف: شهر إيه إللى تكمله احنا لسه أول الشهر ياحبيبي
_” لأ بقي دا أنا ادور علىٰ بيت تاني طالما بقيت عبء عليكم ”
قهقهت ثم قالت بنبرةٍ هادئة: مش قصدي ياماجد، أنا بقول ليك علشان شغلك بس، احضر كتب كتاب اخوك وسافر بعدها، فاهم
أومأ لها بعينيه ثم تحرك للخارج ناظرًا للأعلى نحو غرفة “ورد” يرمقها بشفقة وحزن مما يحدث معها وهو لا بيده حيلةٍ ليفعلها مع شقيقه وتلك الشمطاء !!
****
الضياع يحيطُ بها، الألم يتملكُ بها، الندم يستولى علىٰ عقلها، وهي قابعة أرضًا ممزقة، لا تعلم ما عليها فعله كي تنسي حبها له؛ فهو لا يجني لها شيءٌ سوىٰ تحطم قلبها !!
أغلقت جفونها بقوةٍ محاولة السيطرة علىٰ ذاتها كي لا تذرف دموع أخرى يكفي ما حدث أمس، لم تنم طوال الليل ظلت تبكي وتفكر في آنٍ واحد لمعرفة كيف ستواجهُ بعدما حدث بينهم ليلًا !!
وضعت يدها فوق شفتيها تمرر سبابتها فوقها برقة كلما تذكّرت تبادلهُ لقبلتها تبتسم تلقائيًا، لكن تلاشت سعادتها ليحل محلها الوجوم حينما استحضرها حديثه اللاذع المهين لأي فتاةٍ ..
رمقت وجهها المتورم المحتقن بفعلتها، وجنتيها التي أصبحت مليئة بالكدمات الحمراء تندرج إلىٰ اللون القرمزيّ القاني، هيئتها تدل علىٰ مشاجرة قوية عنيفة، لتبتسم بمرارة ثم امسكت بهاتفها وهبطت الدرج كي تتناول الطعام ..
أطلقت”فيروز “شهقة ذعر حينما رأتها بتلك الهيئة فقالت بتوجسٍ: مالك يافرح، إيه إللى حصل يابنتي، وشك ماله؟
نظرت بوجع نحو” عاصي”المندهش ثم وجهت حديثها لزوجة عمها بإطمئنان: حساسية ياروزا، ماتشغليش بالك ياحبيبتي
حركت رأسها بنفي، قائلة بعدم تصديق لحديثها: إزاي بس يافرح دا وشك بايظ خالص ياحبيبتي، لأ أنتِ تأكلي وتنزلي مع عنان تروحي تكشفي
هتفت “عنان”بنبرةٍ خجولة:ماما أنا خارجة مع عثمان كمان ساعة مش هاعرف، آسفه بجد يافروحة
لتستكمل بحماس جليٍ في نبرتها: بس عاصي قاعد مش نازل الشغل النهارده ممكن يوديكي هو
ازدرد لُعاب”فرح” بصعوبة مُجيبة بإيجاز: ولا يهمك ياحبيبتي ربنا يكمل ليكِ علىٰ خير ياربّ، صدقيني ياروزا أنا كويسة يومين وهتلاقي وشي رجع ينور تاني
ابتسمت لها تربت فوق ذراعها مُستكملة طعامها في صمت بين الجميع يصدر صوت الملاعق فقط ..
بعد ساعا استأذنت “عنان” فحبيبها ينتظرها بالخارج،
صدع هاتف”فيروز” بالأرجاء فتناولته تنظر نحوه بعدم استيعاب لهوية هذا الشخص المتصل فردت بقوة: أيوة ياكوثر
سعلت “فرح” وهي ترتشف المياه، تُراقب ملامح زوجة عمها بتوجسٍ شديد أدهش “عاصي” !!
صاحت هادرة بها بعدما استمعت لحديث الأخرى الماكر: إزاي يعني ومحدش لجأ ليا لية؟ أنتِ شكلك كبرتي وخرفتي ونسيتي إني خالتها وليا كل الحق فيها أكتر منك، اقفلي اقفلي
القت هاتفها فوق المنضدة بعصبية شديدة، قد بدأت أنفاسها تزداد سرعة من شدة الغضب ليتحدث “عاصي ” مُستفهمًا: في إيه ياماما؟ أنتِ بتكلمي كوثر يبقي معني كده الزعيق بسبب مشكلة حصلت مع ورد صح؟
ازدرد لُعابها ترمقه بشفقة لا ترغب في إخباره بما وقع علىٰ مسامعها قبل قليل، تعلم جيدًا كيف سيكون شعوره حينما تُسرد عليه زواج حبيبته من شخصٌ آخر سواه !!
يا للسخرية فهو لم يكن أي شخصٌ؛ فهو عدوّه !!
لا يحبه بتاتًا كونه يقيد حركة ابنة عمه وحبيبته دومًا،حتىٰ إنه لا يعلم كيف يتحدث معها لدقائق !!
استفاقت من حيرتها علىٰ صوته الهادئ: ماما بكلمك
لا جدوى من تخبئة شيء هكذا فهو سيعلم لا محال، فردت بتلعثم محاولةٍ إخراج نبرة طبيعية: كـ كتب كتاب فريد وورد الجمعة الجاية
سقط كوب العصير من يده ليتناثر علىٰ الأرضية إلىٰ قطع زجاج تشحذ صدره، تحطّمت أحلامه كقلاعٍ واهية من الرمال، جحظت عيناه وكأن أحدهم هوى بمطرقة حديدية فوق قلبه الذي اجتاحه ألم هائل من حديث والدته !!
ظل يخبر ذاته بأنها له لا سواه، ظل يردد هذه الكلمات لتشفق”فرح” لأجل هيئته المصدومة والمزرية تلك نحو معرفته بأمر زواجها !!
شدد علىٰ خصلاته بعنف كاد أن يقتلعها بيده ليرمق والدته بنظرات نارية هادرًا بها بقوةٍ: بقالي شهرين بقول ليكِ روحي اخطبيها ليا وعمالة تأجلي، اهي راحت منى بسببك منك لله علىٰ كسرة قلبي ياماما، مش مسامحك والله ماهسامحك
تحدث بهذا الحديث ثم ركض نحو غرفته تاركًا والدته تبكي بقوةٍ لفقدان عشقه ولحديثه الغاضب نحوها، أشفقت “فرح” عليها فعانقتها كي تهدئ من روعتها قليلًا وما زال حديثه يُشعرها بالوجع والمرارة لا السعادة !!
كانت تدعو ليلًا ونهارًا، طوال الوقت بأن “عاصي” لا يحصل علىٰ حبه سوىٰ معها هي !!
الآن تحقق مُرادها لكنها لم تشعر بالسعادة بتاتًا، يكفي هيئته الموجوعة بالنسبة لها !!
***
توجه نحو غرفته ونزع عنه سترته، ليزفر بقوةٍ في اقتضاب، ألقي بجسده الصلب فوق الفراش محدقًا في سقف الغرفة يحمل بطياته أعاصير، تلك الأعاصير التي نشبت منذ جلوسها بمنزل عمها، جاهدًا في الصمود لكن لا يمكن محو حبه لها بسهولة من قلبه !!
كانت نظرته مشتعلة عيناه تكاد يخرج منها النيران، فقد تأججت نيران الغيرة داخله كيف لآخر سواه يمتلك قلبها !!
انتظر ساعة حتىٰ استعاد السيطرة علىٰ صدمته ،ثم تحرك نحو المرحاض يعاون ذاته علىٰ الثبات من جديد بهيئة قوية
وقف يتلو بخشوعٍ بعض آيات من الذِكر بعدما هدأ ذاته قليلًا
وعندما لامست جبهته الأرض انفجر باكيًا، يدعو ربه بكل مايجول بطياته من حديثٍ خفيّ، داعيًا أن يرزقه السعادة وفتاةٍ صالحة تُنير حياته المريرة تلك كي يتناسي حبه ..
هبط الدرج بعدما مسح عبراته وتنفس بعمق مُحاولًا التماسك، وجد والدته تجلس فوق الأريكة بشرود وتجفف عبراتها بظهر كفها ، تنهد ثم تحرك نحوها يمدد جسده، يضع رأسه فوق قدمها ويمسك بيدها يغدقها بالكثير من القبلات الحنونة قائلًا بآسف ونظرات حزينة لهيئتها الباكية: حقك عليا يا ماما أنا بجد آسف، عمري ما قدرت اكرهك ولا هاعملها والله، كانت ساعة شيطان
ليتابع بخفوت حزين: قلبي دقّ بس لورد فعلشان كده لحد دلوقتي مش مصدق إنها هاتتخطب لغيري، صح طنط كوثر لعبتها صح بس يلا الحمدلله، ربنا يتمم لها علىٰ خير ويريح قلبي، ادعيلي ربنا يريح بالي واقدر انساها
رمقته بشفقة تمسح فوق شعره بحنوٍ هاتفة بنبرةٍ هادئة: ربنا يريح قلبك يانور عيني
ابتسم لها بصعوبة ثم اعتدل في جلسته مُشيرًا لأعلى فقال بجمود: كلمي فرح خليها تنزل علشان نروح للدكتور نشوف وشها ماله
أزدرد لُعابها بتوجسٍ شديد من ردة فعله قائلة بتلعثم محاولةٍ إخراج نبرتها:فـ فرح سابت البيت وراحت تقعد عند صحبتها نيرة في المعادي
أغلق جفونه فصر علىٰ أسنانه متشدقًا بعدوانية: والله لهوريها إزاي تكسر كلامي وتخرج كده من غير علمي ،ماشي يافرح
التقط هاتفه كي يهاتفها فلم يجد إجابة، لم يتملك منه اليأس فظل يُهاتفها إلىٰ أن جاءه الرد بجفاء: نعم ياعاصي
تنفس بإرتياح حينما استمع لصوتها؛ فصاح بها وهو يتحرك للخارج: خمس دقايق الاقي عنوان صحبتك مابعوت ليا
بتر حديثها مُتابعًا بنبرةٍ تحذيرية: طنشي بس كلامي واقسم ليكِ هولع فيكِ يافرح
بالداخل دُهشت والدته من عدوانية وغضب ابنها نحو “فرح” استحوذت عليها السعادة حينما اتضح لها بأن تلك الفتاة هي من ستجعله يتناسي حبه لتلك الورد !!
ضربت جبهتها بخفة فقد كانت غافلة عنها منذ زمنٍ شهِدَ علىٰ وجعه ومعاناته نحو الحب ..
***
جلست تهز قدميها من شدة الغيظ، عيناها كجمرتين مشتعلة بهم النيران، ملامحها الصغيرة البريئة كافية لجعل أي رجلٌ ينصاع لتلك الدموع الطفولية وهذا ما حدث عندما سمعت طرق الباب، سمحت له بالدخول؛ فرفعت عيناها نحو “فريد “الذي دقق النظر لوجهها لبرهةٍ من الوقت هامسًا بصوت رخيم: ممكن نتكلم ياورد؟ آخر مرة لو سمحتي قبل كتب الكتاب
أومأت له علىٰ مضض جعلت الباب مواربًا ثم سمحت له بالجلوس فوق الأريكة؛ فرك يده في توتر شديد فحاول إخراج نبرة طبيعية هاتفًا بخذلان وشعور الخزي مستحوذًا عليه بقوة : عارف إني جيت عليكِ كتير وأذيتك ياورد، عارف إنك ماتستاهليش أي حاجة وحشة بس صدقيني غصب عني كل نظرة منك كانت بتنزل علىٰ قلبي تفتته، ماكنش قدامي حل تاني غير كده
ليتابع بنبرةٍ حزينة يملؤها الوجع، مُستكملًا حديثه غير عابئًا بنظراتها الغامضة نحوه: أنا كنت مجروح منك لدرجة إني كل ما اشوف حد من صحابي اقول ليه هو أنا ماتحبش لية؟ شكلي ولبسي وحش؟ شوفت نفسي قليل مابقاش عندي ثقة في نفسي خالص بسبب كلامك ونظرتك ليا
جثَ علىٰ ركبتيه قائلًا بنبرةٍ حزينة وعيناه تحمل الرجاء:
بالله عليكِ تسامحيني خلينا نبدأ من الأول واوعدك هاتغير وهاعاملك زي الفراشة بس سامحيني، أنا والله ماستاهل الذل دا ياورد
لم تعي برجاءه ولا حديثه المنكسره لتكون بصوت لا حياة فيه يحمل الكثير والكثير بين طياته: موافقة يافريد
انشرح قلبه من حديثها وعفوها له بعد عذابٍ افترس داخله، ليتحدث بحماس جليٍ في نبرته: أنا مبسوط أوي ياورد، الحمدلله ياربّ، شكرًا بجد
ثم جاء ليغادر فعاود إليها مرةً أخرى قائلًا بإنشراح: ألبسي وتعالي نروح نزور عمي ومرات عمي، اتفقنا
ارتسمت السخرية فوق شفتيها هاتفة من بين أسنانها: حاضر
ابتسم لها ثم غادر يقفز في مشيته كالأبله، بينما هي بصقت نحو طيفه مُردفة بتواعد وحديثٍ غامض: وحيات كوثر لهخليك تروح ليهم قريب بس استني عليا يا ابن عمي
****
تسارعت نبضات قلبها واطرقت الطبول حتىٰ كاد أن يسمعها، عيناه تحولت إلىٰ سوداء من فرط غضبه نحوها، يكاد قلبها يدب من بين أضلعه كلما لفحت أنفاسه الملتهبة صفحة وجهها؛ لكنها نجحت في السيطرة علىٰ مشاعرها حيثُ دفعت يده بعنف عن فمها،ثم همت كي تفتح باب السيارة لتترجل منها كي تذهب لكنه قبض علىٰ ذراعها يجلسها عنوة مرةً أخرى فصاحت بهِ:
ابعد عني بقي أنا تعبت منك
لتتابع بشراسة ترمقه بنفور فقد تملك بها شعور الغضب نحوه: جاي ورايا لية؟ أنا مش راجعة يعني مش راجعة، حل عن دماغي بقي
وجدته يضع يده فوق فمها مقتربًا منها ليغرس في عينيها شعاع عينه الثاقب مُهمهمًا بصلابة: صوتك يختفي دلوقتي يافرح، لآخر مرة هاقولك هاقتلك لو مشيتي تاني
اصطكّت أسنانها ببعض من بروده فهدرت بهِ بقوةٍ: أنا مش ورد بنت عمك اتقيد وماخرجش من البيت
زفر بعصبية مُجيبًا بحنق: قُلت اخرسي دلوقتي يافرح
_”مش هاخرس ياعاصي، وياريت توقف العربية علشان مش هارجع معاك، خلاص خلصت”
صوت احتكاك حاد صدر فجأةً مع توقف السيارة جعلها ترتد للأمام؛ فشهقت بفزع لم يبالى بما حدث
فهزها بعنف صائحًا بها بكلمات حارقة: أنتِ عايزة إيه؟ عايزة تموتي دلوقتي يعني والا إيه مش فاهم؟
أطرقت رأسها كي تخفى دموعها التي تسيل كالشلال، تهمس بتشنج يحتوى علىٰ رجفة وصوت متقطع: عايزاك تخليك في حالك وتسيبني في حالي
هتف بضجر هادر: أنتِ بنت عمي وأمانة عندنا لحد ماتتجوزي، مش هاسمح ليكِ تخرجي تقعدي في مكان تاني، فاهمة
طفح الكيل فهي ليست مرغوبة علىٰ تحمُل ذلك؛ فتحدثت بهِ في اندفاع: مش هاقعد أنا عندكم، أنا مش عايزة اقعد معاك، مش طيقاك افهم بقي
انتفض جسدها وهي تستمتع لكلماته حينما أضاف بوقاحة: شكلك كده مش هاتخرسي فأنا هاعرفك تخرسي إزاي يافرح
جذبها علىٰ غفلة يُقبلها، مُعنفًا شفتيها، ظل يقبلها إلىٰ أن شعرت بأنها تفقد السيطرة علىٰ جسدها، فوضعت يدها فوق معصمى يديه أن يتركها كي تستنشق الهواء، فتركها حينما باتت أنفاسها تنسحب منها ببطء شديد
تفاجأ حينما هوت بصفعة قوية فوق وجنته اليسرى كأنها بمثابة الضوء كي يستفيق، استشاط غيظًا فبترت حديثه الغاضب بخفوت حزين أجابت: أنا كنت سكرانة امبارح لما حصل إللى حصل، بس ماتستغلش دا وتعمل فيا كده ماتحسسنيش إني رخيصة أوي كده
حمحم لينظف حنجرته وتحدث بنبرةٍ هادئة:
خلاص اهدي يافرح، أنا هاحاول اتلاشى القلم بتاعك دا وعقابه بعدين، قولي ليا عايزة إيه في الليلة السودة دي علشان نتحرك ونروح
تلألأ بؤبؤى عيناها بالعبرات ولمعت هاتفة بصوت يكاد لا يخرج يغلبه البكاء: طالما مش عايز إني امشي من البيت، امشي أنت ياعاصي
لم يطل تفكيره بالأمر فهتف بزمجرة مزيفة: حاضر يافرح، طالما دا هايخليكِ مبسوطة وفي أمان، هامشي ..
أومأت له دون حديثٍ، اشاحت بوجهها بعيدًا عنه وهي تضغط علىٰ كفها بقوة تكبح دموعها؛ لكن هيهات فرغمًا عنها فرت دمعة حارة من عيناها، بينما هو زفر بعمق كابحًا الكثير والكثير يريد قوله لكنه صمت كي يكفي عن المناقشة الكلامية الحادة معها ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إنما للورد عشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى