رواية إلى لقاء آخر الفصل الرابع 4 بقلم آية محمد
رواية إلى لقاء آخر الجزء الرابع
رواية إلى لقاء آخر البارت الرابع
رواية إلى لقاء آخر الحلقة الرابعة
” بص.. في طرد كدا وصل البيت من شوية “.
سأله أدهم بتعجب:
“طرد اي!!”..
” مش عـارف مفتحتـوش، افتحه وأقولك اي اللي فيه؟! “..
” لا لا خلاص أنا قربت أوصل أهوه وهشوفـه “..
بعـد نصف سـاعة كـان أدهم في غرفتـه وأمامه الطرد، قام بفتحـه ونظر له بصـدمه، كـانت عبـارة عن صـور له وقت تلك الحادثه عندمـا آتي سليم و قام بالفعل بفحص الفتاة ثم أخذ صديقـه ورحل، شعر بإنقباضة قلبـه عندما تخيل مشهد تركه لها ولكنه لم يكن بوعيـه حينها…
” ميـن اللي بعت الصور دي!! و عرف بيتي إزاي؟! “..
…………………………..
” أنا مش قـولتلك محدش هيتجـوزها غيري!! ولما أطربقها علي دماغك ودماغها دلوقتي!! “..
” هجـوزها غصب عنك وعن اللي يتشددلك “..
” طب ولما أخطفهـا خالص و أخليك متلمحش طيفهـا تاني!! هتبقي تعمـل اي بقي ساعتها!!، زينـة محدش هياخدهـا غيـري وأنا صبرت عليك كتيـر أوي، هتتصل بيـه تلغي الجوازة ولا اكلمه أنا وأحكيله كل حاجه!! ”
” هو عـارف كل حاجه عني بنتي وشـاريها بالغالي، وأنت لو ممشيتش من هنا أنا هبلغ البوليس و هرميك في الحبس “..
قـال بسخريـة:
” قضية طـول بعرض مقدرتش تعمل حاجه فيها، هترميني في الحبس عشان طـلعت أتكلم معاك كلمتيـن!! طب قول كلام غير دا!! “..
أمسكه من ثيـابه بغضـب و قلة حيـله:
” حق بنتـي هيرجـع ولو كـان القانون مقـدرش ف رب العبـاد قادر علي كـل شئ، ربنا المنتقـم منك ومن أشكالك “..
دفـعه بقـوة ليسقط الشاب خـارج المنـزل فوقف يقـول بحده:
” احفظ شكل بنتك كويس عشان قـريب مش هتشوفهـا تاني “..
تحـرك بغضـب مبتعـدا و بعد دقائق خرجت زينـة وهي ترجـف وتنـظر حولها بخـوف، اقترب منها والدها يضمها بحنان:
” متخافيش يا زينة، محدش هيقدر يقـرب منك، محدش هيأذيكي يا بنتي متخـافيش.. روحي.. روحي لمي هدومك كلهـا و هاخدك ونمشي من هنا “..
سألته بحيره:
” نمشي نـروح فين يا بابا؟! نمشي ونسيب بيتنـا؟! “..
” الواد دا ممكن يعمـل كدا وأكتر كمـان، هتعيشي معـاه في عذاب يا بنتـي، هنمشي خـلاص أنا خدت قـرار، هنتحرك في الفجر ”
“اللي تشوفه يا بابا.. ”
و بالفعـل تحرك الإثنـين بعـد صـلاة الفجر متجهـين للقاهـرة حيث 10 مليون مواطـن و البحث عن شخص كالبحث عن ابره في كومة من القـش..
وبمجـرد دخولهم للشقة قـال والدها بتعب:
” متفضيش شنطتك يا زينة، الشقة دي بتاعـت ابن واحد صاحبي هنقضي فيها يومين وأنا بكرا هنزل أشوف شقة ايجـار علي قدنا “..
سألته بإرتباك:
” طب ومش هتقـول لأدهم اننا نقلنا “..
ضحـك والدهـا وابتسـم بحنان:
” شكـلي هكلمه أبلغـه بالقبول يا زينـة “..
ابتسمت بخجل:
” هو كويس “..
” اه ومحترم و يستاهـلك.. هكلمه يا بنتي بكرا و ابلغه اننا موافقين ويجي مع أهله نقرا الفاتحه “..
…………………………………………….
” صباح الخير يا دكـتور “..
” صباح النور يا أدهم، اتفضـل اقعـد “..
ابتسم ادهم وجلس وسأل بهدوء:
” خير يا دكتور، التحـاليل والاشعه كويسيـن؟! “..
قـال الطبيب بهدوء:
” أنا وصلت لتفسيـر لكـل اللي بيحصل معـاك يا أدهم.. وقت الحادثه اللي قولتلي عنها أنت مفقدتش الوعي بسبب المخدر، أنت أخدت ضربة قويـة علي راسك “..
” بس دا ميفسرش التخيلات “..
” إهدي، خلينا اشرحلك وأفهمك.. قبل أي حاجه يا أدهم أنت عندك ورم حميد في المخ قريب من مراكز الذاكره و قريب من مكان الخبطه بردو ودا اللي خـلاك تنسي الحادثه وخطـوبة صاحبك، دا اللي كان بيخليك تنسي تخيلاتك مع البنت، إنما التخيلات نفسها دي كانت أثـر نفسي و كنت محتاج تنبيه شديد ليه علشان يقف و دا اللي حصل لما والدك واجهـك، شعورك بالذنب ناحية البنت هو اللي خـلاك تفكـر في كل دا “..
” يعنـي..الورم دا فيه خطر؟! “..
” الورم هيتشال جراحي ولكـن ممكن يأثر علي الذاكرة، ممكن تصحي مش فاكر اي حاجه، وممكن تنسي أجزاء من حيـاتك زي ما حصل معاك كدا “..
قـال أدهم بحيرة:
” محتاج أتكلم مع أهـلي قبـل ما أرد علي حضـرتك “..
كـان شاردا طـوال طريق العودة يفكـر في طريقة لإخبارهم، اخبـار والديه بأنه من الممكن أن ينـساهم ويفقد ذكريات طـفولته، وصديقـه الوحيد..
و لذلك جمعـهم ثلاثتهـم أمامه بعد عدوته وسرد لهم كـل ما قاله الطبيب لـه:
” أنا مش محتاج الجراحه دي، بدل ما اتجنن خـالص، انسي مره واحده بدل ما كل يوم بنسي حاجه جديدة يا ماما.. “.
وبرغم الحزن و الغصه بقلبها اقتربت منه و تلمست وجنته وقالت بحنان:
” حتي لو نسيتنـي، قلبك عمره ما هينساني، الحب مبيتنسيش يا أدهم وبعدين الدكـتور قال احتمال و انا هدعـيلك يا حبيبي انك تخرج منها سليـم “..
قـال علي بمزاح برغم قلقه:
” اي يعني هتنسـي اي انت كنت عايش وزيـر، يا عم دا احسن حاجه عشان تتفـرج علي الماتشات الجامده اللي كنا بنقول ياريت تتعاد تاني “..
ابتسم له أدهم بحـب ثم نـظر ل سليـم الذي جـلس صامتـا لم يقدر أن يخفي قلقـه فسأله بقلق واضح:
” هتعمـل العملية إمتي؟! “..
” لسه محددتش، هرجـع للدكـتور.. لكن مش قبل ما أعرف رد زينـة، لو وافقت هخطبها الأول، المفروض يردو عليا بكرا أو بعده “..
قـال سليم بهدوء:
” هتوافق ان شاء الله.. ”
و بعـد مرور يوميـن كان أدهم يجـلس مع زينـة و والدهـا في شقتهـم و قص والدهـا له كل ما حـدث:
” يا ابني أنا قـولت أبعد أنا وبنتـي وخـلاص، ربنا يكفينـا شره “..
” أنا عـاوز حضرتك تفتح القضية من تـاني يا عمي، مهو حق زينـة لازم يـرجع.. “.
نـظر أدهم لهم يتبادلان النظـرات وهو شرد يتذكر ما حدث..
فلاش باك..
استسـلم أدهم ل سليم الذي سحبـه سريعا للأسفـل مرة اخري و وقف الإثنين بالأسفـل يتسأل أدهم بتيه:
” هي.. هي نفسها يا سليم.. هي نفسها زينة “..
شدد يده علي رأسـه يشعـر بالألم يكاد يفتك بهـا يقول بحيرة:
” أنا مبقيتش فاهم حاجه، دلوقتي هي عايشه يعني مش روحها، أنا بشوفها ليـه؟! “..
أجابه سليـم يقول بجديه:
” اللي لازم نفكر فيه دلوقتي انت هتعمل اي؟! “..
” اي خايفيـن منه!! ”
انتبه الإثنين لنفس الشاب يدلف للمبني، سأله سليم بدهشه:
“من مين؟!”
قال الشب بضحكات ساخرة:
” يعني انتوا مش عارفين!! طب تعـالوا شكلكوا غلابه، تعالوا نقعد علي القهوه نشرب كوباية شاي و افهمكم قبل ما تودوا نفسكم في داهيه “..
تحـرك أدهم وسليم خلفه بحيـرة و جلسـوا ثلاثتهم حول الطـاولة ولم يتحدث الشاب الا عندما اخذ رشفـه من مشروبه:
” بص يا صاحبي..من شهر كدا اتخطفت وعلي حسب اللي سمعته انهـا في واحد اعتد’ي عليها ولما رفع قضيه خسرها، طلع الواد واصـل و طلع منها زي الشعـره من العجيـن، وبينطـلهم هنا كل شوية بيهدد ابوها انها تتجـوز و انه كدا كدا دمرلها مستقبلها بس لو فكر يجـوزها لأي واحد يعني! “..
سأله أدهم بحيرة:
” تعرف اليوم اللي حصل فيه الموضوع دا و متعرفش اتخطفت فين؟! يعنـي دا مش مذكور في القضيه؟! “..
” يوم 12 في الشهر اللي فات، في عوامة كدا بتاعت ابو الواد دا “..
نـظر أدهم بصدمه ل سليم الذي بدأ يشعؤ بالريب والحيرة أكثر من قبـل وبرحيل الرجـل سأل أدهم سليم بحده:
” أنت لما شوفتني كنت بعمل حاجه!؟ ولا متأكد اني كنت فاقد الوعي!! “..
” لا طبعا لو انت كنت واعي مكنتش هسمح انك تاذي البنت، أنت كنت مرمي علي الأ… هو ممكن ميكونش أنت أصلا ولما الواد دا.. لا مش فاهم حاجه “..
قال أدهم بحيره:
” ممكن أكون دخلت للمركب دي بالغلط، وممكن البنت مثلا كانت بتستنجد بحد ساعتهـا ولما روحت مقدرتش اعملها حاجه بسبب الزفت المخدرات “..
” بس المهم دلوقتي إن أنت معملتلهاش حاجه! أنت معملتلهاش حاجه يا أدهم”..
ابتسم أدهم يقول براحه:
“الحمد لله، الحمد لله”..
” طيب اي!! ناوي دلوقتي علي اي!؟ “..
بـاااك…
سأل أدهم بحيره:
” هو الواد دا اسمه اي؟! “..
قـالت زينـة بضيق:
” اسمه ياسـر قطاوي”..
صمـت أدهـم وهو يتذكـر الطرد الذي وصـله، تلك الصور التقطـها ياسر بنفسـه، هو من وضعـه بتلك المشكله من الأساس، لم يكن يمتلك سببا في معاداته والآن اصبـح لديه سبب قـوي..
قال أدهم بهدوء:
“قولت يا عمـي؟ نفتح القضيه تاني؟!”..
” يا ابني انا مش عاوزه يعرف مكاننا دلوقتي، انا مش ناوي ارجـع تانـي، ربنا المنتقـم صدقني أنا واثق و حاسس ان حق بنتي راجـع قـريب أوي “..
” أنا هحـاول أجيب دليل قـوي، ساعتها نفتح القضيه تاني واحنا واثقين اننا هنقدر نجيب حقهـا.. “.
” ماشي بس شاورني قبل ما تعمل اي حاجه “..
” حاضـر.. دلوقتـي أنا جايلكم في موضوع تاني..
قص لهم زيـن بكـل وضوح ما أخبره بـه الطبيب بدون ذكر اي شئ يخصهـا و اخبرهم عن قـراره:
” والقرار يعني لحضـراتكم، انا المفروض كنت أجي ب أهلي بس قولت استني لما تعـرفوا الحقيقه “..
صمـتت زينة لدقائق ثم دلفت لغـرفتها وعادت سريعـا تحمل هاتفهـا، وضعتـه أمامهم وجلست علي مسافه صغيره منه وقـالت بإبتسامة:
” احنا نسجـل فيديو سوا، لو نسيتني هخليك تشـوفه كدليل قاطـع اني خطيبتك “..
ابتسـم بسعادة وراحـه:
” بعد اذنك يا عمي، احب أقول في الفيديو انها مراتي مش خطيبتي، عاوز اكتب الكتاب قبل العملية “..
” بس يا ابني مش تدي لنفسكم فرصه تعرفوا بعض “..
” هخلي العملية بعد شهر.. شهر خطوبة زي الفل، احنـا يدوب بكـرا نقرا الفاتحـة و ننزل نجيب شبكة العروسـة “..
” وأنا موافق، علي بركة الله، نخلي بقي الفيديو بعد كتب الكتاب علطول”..
……………………………………………….
” أنت متأكـد إنك عـاوز تتجـوزها يا أدهم؟! “..
” آه، مالها يا سليم البنت فعلا كويس وأبوها راجل محترم وأنا معجب بيهـا وب أدبهـا و خجلها و طريقتها حتي في الكلام والتعامل معايا، وأهم حاجه هي الراحه اللي بحس بيها وأنا معاها، هحتاج اي أكتر من كدا؟! “..
” بس كل دا مصحوب بمشاكل كتير انت في غني عنهـا، كمان أنت الشهر دا محتاج راحه مش لسه هتروح تدور علي دليـل، و لما هي تعرف انت كنت رايحلها في الأول ليه هتقولها اي؟! أكيد مشاعرها هتتجرح “..
” مش هتعـرف حاجه يا سليم، ولو حصل وعرفت هشرحلها موقفي زي ما حصل بالظبط، مش المهم اني دلوقتي معجب بيها ومرتاح!! ”
” خلاص طـالما مرتاح، وبكـرا خطوبتك كمان يا عم ألف مبـروك يا صاحبي، عقبال الليلة الكبيرة “..
” الله يبـارك فيك يا حبيبي، بقينا خاطبين زي ما بعض اهوه طـول عمرنا بنعمل نفس الحاجه في نفس الوقت “..
” اه بس المره دي أنا اللي سبقتك “..
” مـاشي ”
رن هـاتف أدهم، وقد كـانت تلك المكامله متـوقعه بالنسبة له..
” كنت مستني المكالمه دي يا ياسر “..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إلى لقاء آخر)