روايات

رواية إرث الحب والآلام الفصل السادس 6 بقلم زينب سعيد

رواية إرث الحب والآلام الفصل السادس 6 بقلم زينب سعيد

رواية إرث الحب والآلام الجزء السادس

رواية إرث الحب والآلام البارت السادس

رواية إرث الحب والآلام الحلقة السادسة

“ليتني لم أحبك ، ليتني لم أتمني قربك وحبك ، فلم أجني منه سوي الآلم والوجع ، كسر قلبي على يدك وتحطم إلي أشلاء صغيرة لا قيمة لها ، بينما قلبك أصبح ملكا لآخري ، لما جعلتني أحبك ، وأتوق إلي جنتك الأزلية ، والتي أصبحت جحيمي الأبدي ، في ليلة وضحاها ، لم أعشاق سواء ، أعطيتك الحب ، والحنان ، والسعادة ، وذقت علي يدك مرارة الحب وآلمه دون تعبئ بما سيحل بي، لكنك ستعود نادماً لي عاجلاً وليس أجلا فلن تجد من تحبك مثلي ، ولن تقدم لك ما قدمته أنا لك ”
“تقي المهدي ♥️أسر المعداوي”
منذ جملة شقيقتها وعقلها أصبح شارد في مكان آخر هل أدهم يخونها بالفعل ؟ ولكن مع من إذا كان أسر سيتزوج من هذه الحرباء ؟ فمن هي التي أحبها زوجها وفضلها عنها ؟ شقيقتها محقة إذا كان يحبها بالفعل ما كان فكر في آخري من الأساس.
تنهدت بحزن علي حالها وحال شقيقتها وشددت أكثر من ضمها وظلت تمسد علي ظهرها برفق ابتلعت غصة مريرة بفمها وحاولت أن تواسي شقيقتها ولا تداري أتواسي نفسها ام شقيقتها:
-بس يا حبيبتي إهدي هو إلي خسران مش أنتي يا تقي .
رفعت تقي رأسها بحسرة وقالت:
-لأ أنا إلي خسرت كتير اوي يا تمارا خسرت حب عمري كله ليه أسر يعمل فيا كده ؟ أيه العيب إلي فيا أنا ما حبتش في حياتي قده عمري ما أتمنيت لنفسي السعادة زي ما أتمنتها ليه هو وفي الآخر يعمل فيا كده ؟ كسر حبي بالساهل عنده ؟
ضمتها تمارا بقوة ولا تدري لما تواسيها أو تقول فحالها هي الآخري مثلها صابها من خيانة وغدر الحبيب كما صابها.
ابتعدت عنها تقي وتسألت بألم:
-تفتكري حبه ليا كان فرض عليه زي ما كان وجودنا هنا فرض عليهم ؟
قطبت تمارا جبينها بحيرة وتسألت:
-قصدك أيه مش فاهمة حاجة ؟
إبتلعت ريقها بمرارة واسترسلت بإيضاح:
-يعني وجودي أنا وأنتي هنا كان فرض عليهم هنا ماما وبابا ماتوا وخالتوا وجوزها عطفوا علينا وربونا ياخدوا فينا ثواب بجملة الثواب وأني أنا وأنتي نفضل هنا أدهم أتجوزك وأما أسر يتجوزني يمكن الفرق الوحيد أن أنتي وادهم بتحبوا بعض.
إبتلعت ريقها بمرارة وقالت:
-أنا وادهم بنحب بعض ؟ مع الأسف أدهم زي أسر .
رمقتها بعدم فهم وتسألت بقلق:
-قصدك أيه ؟
تطلعت لها تمارا بتردد وقالت:
-أدهم بيخوني.
شهقت الآخري بصدمة ووضعت يدها علي فمها بعدم إستيعاب وتسألت:
-أدهم بيخونك إزاي مش فاهمة ؟
تنهدت بحزن وقالت:
-كل إلي أقدر أقوله ليكي ان فيه في حياته واحدة تانية غير مش مهم أزاي المهم أن أنا وأنتي عرفنا مكانتنا في البيت ده أحنا مفروضين عليهم .
تطلعت لها تقي قليلا وسرعان ما نهضت فجأة وتتحدث بإصرار :
-أنا هسيب البيت ده .
رمقتها تمارا بحيرة وتسألت:
-أنتي بتقولي أيه يا تقي أنتي أتجننتي ؟ هتسيبي البيت وتروحي فين بس ؟ إستهدي بالله وفكري تاني.
هزت راسها نافية وهتفت بإصرار:
-لا. يا تمارا أنا خلاص عقلت وجودي هنا ملوش لازمة وعشان أسر يرتاح من وجودي هنا و ما يفتكرش أني مفروضة عليه كفاية بقي وجع قلب أكتر من كده أحنا بشر ولينا قدرة تحمل وأنا دي طاقتي كفاية أوي لغاية كده .
تنهدت تمارا بحزن وقالت:
-طيب هتمشي تروحي فين ؟
ردت تقي بهدوء:
-هفتح شقة بابا وماما الله يرحمهم ومعاش بابا هيكفيني بإذن الله ولو احتجت هنزل اشتغل.
تطلعت لها تمارا بتردد وقالت:
-وأنا هاجي معاكي أنا وعمر.
أتسعت عين تقي بصدمة وتسألت:
-طيب وادهم ؟
نهضت تقي وهتفت بحسم:
-هو إلي وصلنا لكده بكره الصبح هنمشي من هنا.
أومأت بإيجاب وردت:
-ماشي يا حبيبتي زي ما أنتي حابة.
❈-❈-❈
ظل جالساً جوارها يضرب جبينها بفرق علها تستفيق دون فائدة نهض وتحرك صوب غرفته أحضر منها زجاجة العطر الخاصة به ونثر القليل منها علي يده وقربها من أنفها.
أستنشقتها هي وبدأت تتكامل في غفوتها وفتحت عيناها بوهن شديد ، وضع هو زجاجة العطر جانباً واقترب منها وجلس جوارها مرددا بلهفة:
-أسما أنتي كويسة يا حبيبتي ؟
ألتفت له والدموع تتجمع في مقلتيها وتحدثت بحزن:
-أحنا فين ؟
ابتسم بحب وقال:
-أحنا في بيتك يا حبيبتي.
تطلعت له ساخرة وعقبت:
-ده مش بيتي يا قاسم وعمره ما هيكون بيتي.
رمقها معاتبا وقال:
-لو ده مش بيتك يبقي بيت مين ؟ أسما أنا عارف أهلي كويس أوي عشان كده كنت رافض تروحي ليهم يا حبيبتي أنا آسف بجد عارف أنهم جرحوكي وكلامهم أذاكي حقك عليا أنا.
تنهدت بحزن وقالت:
-بس هما مغلطوش في حاجة يا قاسم كل كلمة قالوها صح فعلاً بس هما غلطوا في حاجة واحدة بس أنا مليش ذنب في كل إلي حصل معايا محدش بيختار أبوه ولا امه ولا حتى الظروف إلي اتولدت فيها .
إعتدلت بضعف وجلست علي الفراش مستندة بظهرها إلي الخلف وتحدثت بإنكسار:
-قاسم طلقني وخليني أرجع مكان ما جيت .
اتسعت عيناه بصدمة وتسأل:
-نعم أرجعك مكان ما جيتي للدرجة دي عايزة تخلصي مني يا أسما أنا بحبك وعمري ما حبيت قبلك ولا هحب بعدك أنا ضحيت بكل حاجة عشان خاطرك أنتي وبس يا أسما دلوقتي عايزة تسبيني أواجه كل ده لوحدي وأنتي تبعدي عني ؟
تطلعت له بحزن عميق وقالت:
-وجودي جنبك بيضرك يا قاسم يبقي الأفضل لازم أمشي من هنا وأنت ترجع لأهلك بعد إلي حصل النهاردة مع أهلك وجودي معاك بقي غلط وبيضرك أكتر.
نهض من مكانه ووقف أمامها مشرفا عليها بطوله الفاره وتحدث بنبرة حادة:
-بصي يا أسما كلمتين أبرك من عشرة زي ما بيقولوا أنتي مراتي بمزاجك غصب عنك مراتي وهتفضلي مراتي لآخر يوم في عمري ومن هنا ورايح تحطي ده في اعتبارك وكمان وجودك في اوضة لوحدك ده أنا سايبك براحتك فيه لما تهدي وتبقي جاهزة هتتنقلي لأوضتي اه واعملي حسابك طول الفترى إلي هتهدي فيها دي او الهدنة بمعني اصح ليكي زوج وبيت مسؤول منك هدومي أكلي شغل البيت أنا هنزل أدور علي الشغل يعني مش هبقي موجود جنبك هنا وأقدر أراعيكي أنسي موضوع الطلاق خالص أنتي قدري وأنا قدرك لآخر يوم في عمري .
❈-❈-❈
أسفل ضوء القمر يجلس علي الأرجوحة ويتطلع إلي السماء بابتسامة حالمة يمني نفسه أنه سيتزوج من ملكة قلبه كما يظن أخرج هاتفه وضغط علي عدة أرقام ووضع الهاتف علي أذنه منتظراً أن يأتيه الرد فور أن أتاه الرد تحدث بلهفة :
-أيوة يا قلبي أخبارك ايه؟
انتظر حتي سمع صوتها الحزين وهتف بأسف:
-أنتي لسه بتعيط يا حبيبتي حقك عليا أنا.
تنهد بأسي وقال:
-أنا كنت ناوي أتكلم مع أدهم ازاي يعمل كده بس عشان خاطرك سكت.
إبتسم بحب وأسترسل بإيضاح:
-بس خلاص أطمني أنا نفذت كلامها وبلغت بابا وماما أني عايز أتجوزك يا عمري لأ لأ أطمني إن شاء الله هيوافقوا وحتي لو ما وافقوش هاخدك ونتجوز بعيد عنهم ومفيش حاجة هتبعدنا عن بعض أبدا يا قلبي أنا خلاص مبقتش أقدر أعيش من غيرك يا قلبي قومي بقي أغسلي وشك يا حبيبتي عشان خاطري وبطلي عياط ماشي يا قلبي تصبحي علي خير أغلق الهاتف وتنهد بسعادة ولكن لم تدوم كثيرا عندما وجد تقي تقف أمامه ووجها لا يبشر بالخير.
قبل ذلك بوقت لاحق بعد ان غادرت شقيقتها الغرفة ونهضت هي ووقفت في الشرفة تحاول أن تسترد أنفاسها قليلاً دون شعور منها خانتها عيناها وهي تراه يجلس أسفل ظلت تتأمله بأسي.
ولم ينتهي الأمر عند هذا فسماعها إلي صوته وهو يتحدث في الهاتف مع غريمتها بكل هذا الحب لم تستطيع السيطرة علي حالها ولم تدري بنفسها سوي وهي تتجه إلي الأسفل ووجها لا يبشر بالخير.
نهض من علي الأرجوحة ووقف في قبالتها وضعا كلتا يديه بجيب ملابسه وتحدث بثبات:
-خير يا تقي مالك ؟
تطلعت له بعتاب وتسألت بأسي:
-مالي ؟ وكمان ليك نفس تسأل السؤال ده وأنت السبب في إلي أنا فيه ؟
مسح علي وجهه بضيق وقال:
-تقي بلاش تعيشي دور المجروحة لو سمحتي أنا عمري قولت ليكي بحبك ؟
ردت باستنكار:
-من امتي والحب كان كلام يا أسر ؟ أفعالك كله كانت بتأكد إنك بتحبني يا أسر ؟
قلب عينيه بضجر وقال:
-أفعالي أيه بالظبط هما يقولوا علاقتك بيا وجنابك تقولي أفعالي إلي هي أيه بقي ؟ تقي أنا بعاملك كويس علشان أنتي بنت خالتي واختي الصغيرة مش أكتر من كده ولا أقل هما شافوا ده حب وأنتي كمان شايفة أن ده. حب دي مش مشكلتي أنا خالص لأ دي مشكلتكم انتم من حقي أختار الإنسانة إلي أحبها وتحبني وأكمل حياتي معاها وأنتي كمان أنا واثق في يوم من الأيام هتلاقي الشخص الي تحبيه وبحبك زي ما أنا بحب نيڤين وقتها هتعرفي أنه حبك ليا أخوي مش أكتر .
شملته بنظرة معاتبة وتحدثت بثقة واهية كي تحفظ ما تبقي من ماء وجهها:
-عندك حق يا أسر أنت أخويا مش أكتر ولا أقل أنت صح بعد إذنك.
إستدارت سريعاً وركضت متجهة إلى الداخل وهي تجاهد لتمنع دموعها من الهبوط يكفي إزلال لكرامتها أكثر من ذلك.
❈-❈-❈
أغلقت الهاتف وعلي شفتيها إبتسامة عريضة تطلع لها شقيقها بحيرة وتسأل:
-أيه سر الإبتسامة دي ؟
ألتفت له وتحدثت ساخرة:
-سر الإبتسامة دي أن خلاص فاضل علي الحلو تكة .
انتبه لها وتسأل بفضول:
-أيه خلاص أدهم هيتجوزك ؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ أسر.
رمقها ساخراً وعقب:
-أسر ولا ليه ريحة اللازمة أصلا.
ابتسمت ساخرة وقالت:
-مين قال كده أسر هو إلي هيوصلنا لأدهم أو فلوسهم.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-قصدك أيه هتتجوزي أسر ؟
رفعت كتفيها باللامبالاة:
-لسه مش عارفه بس زي ما قولت ليك أسر هو المفتاح.
تنهد بضيق وقال:
-رغم أني مش فاهم حاجة بس تمام إلي أنتي شايفاه.
نهض بسأم وقال:
-بصي أنا دماغي خرمانة خالص هنزل اقعد علي القهوة وأجيب عشاء وأنا جاي محتاجة حاجة ؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ.
غادر لوي وظلت هي تنسج خيوط اللعبة داخل عقلها فإذا كان طريق أدهم مغلق فإن طريق أسر مفتوح وليس له أبواب من الأساس.
❈-❈-❈
ركضت إلي الغرفة واغلقت الباب سريعاً خلفها وأرتمت علي الفراش تبكي بإنكسار علي حالها وما توصلت إليه بحياتها تلك.
بعد دقائق فتح الباب ودلفت عليا وأغلقت الباب خلفها ودون أن تنطق بحرف واحد جلست جوار تقي وضمتها إلي أحضانها تمسد علي ظهرها برفق.
ظلت عليا صامته إلي أن تأكدت من أنها إستكانت تماماً تحدثت بلطف:
-مش عايزاكي تزعلي نفسك يا تقي عارفة أن إلي حصل ده صعب يا قلبي بس كل إلي أقدر أكده ليكي أن أسر بيحبك يا بنتي مش عارفة أيه إلي جراله بس منها لله السبب.
تنهدت تقي بحزن وقالت:
-عادي يا خالتو مبقتش تفرق خلاص أنا وأسر طرقنا بقت مختلفة من الأساس ربنا يصلح حاله.
ردت عليا بهم:
-مسيره يرجعلك يا حبيبتي.
رمقتا تقي معاتبة:
-خلاص يا خالتو حتي لو فكر يرجعلي أنا مستحيل أرجعله ده شئ من آخر المستحيلات إلي يبعني بالرخيص أتبرع به يا خالتو.
هتفت عليا بدفاع:
-يا بنتي دي وزة شيطان مش أكتر وأن شاء الله يرجع لعقله.
ردت بكبرياء:
-وزة شيطان أنه يحب غيري وبتجوزها خلاص يا خالتو الي عمله أسر قضي علي كل حاجة حلوة ليه جوايا.
تنهدت عليا بحزن وقالت:
-مش عارفة أقولك أيه يا بنتي غير ربنا يصلح الحال ويقدم إلي فيه الخير.
تطلعت لها بتردد وأسترسلت بترقب:
– أنا هروح أعيش في شقه بابا وماما.
إنتفضن عليا بفزع:
-أنتي بتقولي أيه ؟ عايزة تسيبي بيتك يا بنتي ؟ عايزى تبعدي عن أهلك أنسي يا تقي إلي بتقوليه ده طبعاً مش هيحصل.
رت تقي بإصرار:
-معلش يا خالتو سبيني علي راحتي.
إبتعدت عليا عنها وتحدثت بحزم:
-البيت ده بيتك يا تقي وخروج ليكي منه مش هيحصل .
صمتت قليلاً واسترسلت بإيضاح:
-ولو هتخرجي من البيت ده يبقي هتخرجي علي بيت جوزك.
ألقت عليا جملتها بأمر ونهضت وغادرت الغرفة تاركة تقي وهي في أتم الاستعداد علي مغادرة المنزل فهي لن تظل هنا أكثر من ذلك حتي لو ذهبت بمفردها دون شقيقتها.
❈-❈-❈
لم يعي بنفسه سوي وهو يقود سيارته بسرعة جنونية متجهاً إلي شقتها التي تقطن بها ووجه لا يبشر بالخير وصل بعد ما يقارب النصف ساعة عقله يكاد أن يتوقف زوجته هجرته بسبب تلك الحية لن يسمح لها أن تدمر عائلته أو أن تقترب منهم من الأساس حتي لو كلفه الأمر حياتها.
أوقف سيارته سريعاً وصعد إلي أعلي دون أن يقوم بركن سيارته حتي أستقل الدرج حتي وصل أمام باب الشقة وظل يطرق بعنف حتي فتحت له الباب وتفاجأت برؤية آخر شخص تتوقع رؤيته وسرعان ما رسمت ابتسامه عريضة علي وجهها تطلع لها بإشمئزاز وبصق في وجهها بإستحقار وعاجلها بصفعة مدوية علي وجهها جعلها تتراجع عدة خطوات إلي الخلف.
رفعت يدها ووضعتها مكان الصفعة وهتفت بدلال:
-أضرب براحتك يا حبيبي مهما تعمل فيا يا دومي بحبك وهفضل احبك.
أتسعت عيناه ولم يدري سوي بنفسه وهو يضع يده حول عنقها بعد أن ثبت جسدها بالحائط خلفها متمتما بفحيح:
-أبعدي عن أخويا يا حية أنتي أبعدي عنه لو فكرتي بس مجرد تفكير تقربي من أخويا تاني.
مع كل كلمة ينطقها كان يضغط علي عنقها بقوة حتي بدأ وجهها في الشحوب وهي تجاهد في اخذ أنفاسها رمقها بإشمئزاز وأبعد يده عنها ملقيا إياها أرضاً ظلت تسعل بقوة أسفل قدماه ونظراته تجاهها لا تقطر غير الشر أنحني بجزعه وأمسكها من خصلات شعرها بعنف وقال:
-أسر خط أحمر مش هسمح لواحدة زيك تدمر حياته سامعة.
ظلت تطلع له بإعجاب غير عابئة بحالتها من الأساس ولا شعرها الذي يكاد أن يخلع ه من جذوره:
-مستعدة أبعد عنه يا أدهم بس أنت تكون ليا هبعد عنه وهختفي من حياته بس نتجوز فى السر وأنا موافقة على كل طلباتك ؟
ترك شعرها وظل يتطلع لها بنظرات جامدة إلي أن تحدث بفحيح:
-أنتي مجنونة أنا مش عارف أنتي ايه بالظبط مخلوقة من أيه شيطانة أنتي شيطانة بس ولا أنتي ولا عشرة زيك تملي عيني إلي زيك أدهسه تحت جزمتي أبعدي عن أسر سامعة أبعدي عنه لأن لو قربتي منه هقتلك يا نيڤين أنا خلاص مش باقي علي حاجة سامعة .
بصق في وجهها بإستحقار وغادر تزامناً مع وصول لؤي الذي صدم من تواجد أدهم وحالة شقيقه توقف الآخر في مواجهته وتحدث بفحيح:
-عقل أختك إلا وقسما بربي مش هرحمها ولا هرحمك.
هبط الدرج سريعاً واتجه إلي سيارته وقادها بجنون حتي وصل أمام كورنيش النيل صف سيارته جانباً وهبط من السيارة وهو ينهج بشدة يشعر أن النيران التي داخل قلبه وخرجت علي الأرض لحرقت الأخضر واليابس .
اغمض عينه وهو يتذكر ما حدث منذ ساعتين وأوصله إلي تلك الحالة.
يتبع……
@الجميعرواية إرث الحب والآلم
زينب سعيد القاضي
الفصل السادس
❈-❈-❈
“ليتني لم أحبك ، ليتني لم أتمني قربك وحبك ، فلم أجني منه سوي الآلم والوجع ، كسر قلبي على يدك وتحطم إلي أشلاء صغيرة لا قيمة لها ، بينما قلبك أصبح ملكا لآخري ، لما جعلتني أحبك ، وأتوق إلي جنتك الأزلية ، والتي أصبحت جحيمي الأبدي ، في ليلة وضحاها ، لم أعشاق سواء ، أعطيتك الحب ، والحنان ، والسعادة ، وذقت علي يدك مرارة الحب وآلمه دون تعبئ بما سيحل بي، لكنك ستعود نادماً لي عاجلاً وليس أجلا فلن تجد من تحبك مثلي ، ولن تقدم لك ما قدمته أنا لك ”
“تقي المهدي ♥️أسر المعداوي”
منذ جملة شقيقتها وعقلها أصبح شارد في مكان آخر هل أدهم يخونها بالفعل ؟ ولكن مع من إذا كان أسر سيتزوج من هذه الحرباء ؟ فمن هي التي أحبها زوجها وفضلها عنها ؟ شقيقتها محقة إذا كان يحبها بالفعل ما كان فكر في آخري من الأساس.
تنهدت بحزن علي حالها وحال شقيقتها وشددت أكثر من ضمها وظلت تمسد علي ظهرها برفق ابتلعت غصة مريرة بفمها وحاولت أن تواسي شقيقتها ولا تداري أتواسي نفسها ام شقيقتها:
-بس يا حبيبتي إهدي هو إلي خسران مش أنتي يا تقي .
رفعت تقي رأسها بحسرة وقالت:
-لأ أنا إلي خسرت كتير اوي يا تمارا خسرت حب عمري كله ليه أسر يعمل فيا كده ؟ أيه العيب إلي فيا أنا ما حبتش في حياتي قده عمري ما أتمنيت لنفسي السعادة زي ما أتمنتها ليه هو وفي الآخر يعمل فيا كده ؟ كسر حبي بالساهل عنده ؟
ضمتها تمارا بقوة ولا تدري لما تواسيها أو تقول فحالها هي الآخري مثلها صابها من خيانة وغدر الحبيب كما صابها.
ابتعدت عنها تقي وتسألت بألم:
-تفتكري حبه ليا كان فرض عليه زي ما كان وجودنا هنا فرض عليهم ؟
قطبت تمارا جبينها بحيرة وتسألت:
-قصدك أيه مش فاهمة حاجة ؟
إبتلعت ريقها بمرارة واسترسلت بإيضاح:
-يعني وجودي أنا وأنتي هنا كان فرض عليهم هنا ماما وبابا ماتوا وخالتوا وجوزها عطفوا علينا وربونا ياخدوا فينا ثواب بجملة الثواب وأني أنا وأنتي نفضل هنا أدهم أتجوزك وأما أسر يتجوزني يمكن الفرق الوحيد أن أنتي وادهم بتحبوا بعض.
إبتلعت ريقها بمرارة وقالت:
-أنا وادهم بنحب بعض ؟ مع الأسف أدهم زي أسر .
رمقتها بعدم فهم وتسألت بقلق:
-قصدك أيه ؟
تطلعت لها تمارا بتردد وقالت:
-أدهم بيخوني.
شهقت الآخري بصدمة ووضعت يدها علي فمها بعدم إستيعاب وتسألت:
-أدهم بيخونك إزاي مش فاهمة ؟
تنهدت بحزن وقالت:
-كل إلي أقدر أقوله ليكي ان فيه في حياته واحدة تانية غير مش مهم أزاي المهم أن أنا وأنتي عرفنا مكانتنا في البيت ده أحنا مفروضين عليهم .
تطلعت لها تقي قليلا وسرعان ما نهضت فجأة وتتحدث بإصرار :
-أنا هسيب البيت ده .
رمقتها تمارا بحيرة وتسألت:
-أنتي بتقولي أيه يا تقي أنتي أتجننتي ؟ هتسيبي البيت وتروحي فين بس ؟ إستهدي بالله وفكري تاني.
هزت راسها نافية وهتفت بإصرار:
-لا. يا تمارا أنا خلاص عقلت وجودي هنا ملوش لازمة وعشان أسر يرتاح من وجودي هنا و ما يفتكرش أني مفروضة عليه كفاية بقي وجع قلب أكتر من كده أحنا بشر ولينا قدرة تحمل وأنا دي طاقتي كفاية أوي لغاية كده .
تنهدت تمارا بحزن وقالت:
-طيب هتمشي تروحي فين ؟
ردت تقي بهدوء:
-هفتح شقة بابا وماما الله يرحمهم ومعاش بابا هيكفيني بإذن الله ولو احتجت هنزل اشتغل.
تطلعت لها تمارا بتردد وقالت:
-وأنا هاجي معاكي أنا وعمر.
أتسعت عين تقي بصدمة وتسألت:
-طيب وادهم ؟
نهضت تقي وهتفت بحسم:
-هو إلي وصلنا لكده بكره الصبح هنمشي من هنا.
أومأت بإيجاب وردت:
-ماشي يا حبيبتي زي ما أنتي حابة.
❈-❈-❈
ظل جالساً جوارها يضرب جبينها بفرق علها تستفيق دون فائدة نهض وتحرك صوب غرفته أحضر منها زجاجة العطر الخاصة به ونثر القليل منها علي يده وقربها من أنفها.
أستنشقتها هي وبدأت تتكامل في غفوتها وفتحت عيناها بوهن شديد ، وضع هو زجاجة العطر جانباً واقترب منها وجلس جوارها مرددا بلهفة:
-أسما أنتي كويسة يا حبيبتي ؟
ألتفت له والدموع تتجمع في مقلتيها وتحدثت بحزن:
-أحنا فين ؟
ابتسم بحب وقال:
-أحنا في بيتك يا حبيبتي.
تطلعت له ساخرة وعقبت:
-ده مش بيتي يا قاسم وعمره ما هيكون بيتي.
رمقها معاتبا وقال:
-لو ده مش بيتك يبقي بيت مين ؟ أسما أنا عارف أهلي كويس أوي عشان كده كنت رافض تروحي ليهم يا حبيبتي أنا آسف بجد عارف أنهم جرحوكي وكلامهم أذاكي حقك عليا أنا.
تنهدت بحزن وقالت:
-بس هما مغلطوش في حاجة يا قاسم كل كلمة قالوها صح فعلاً بس هما غلطوا في حاجة واحدة بس أنا مليش ذنب في كل إلي حصل معايا محدش بيختار أبوه ولا امه ولا حتى الظروف إلي اتولدت فيها .
إعتدلت بضعف وجلست علي الفراش مستندة بظهرها إلي الخلف وتحدثت بإنكسار:
-قاسم طلقني وخليني أرجع مكان ما جيت .
اتسعت عيناه بصدمة وتسأل:
-نعم أرجعك مكان ما جيتي للدرجة دي عايزة تخلصي مني يا أسما أنا بحبك وعمري ما حبيت قبلك ولا هحب بعدك أنا ضحيت بكل حاجة عشان خاطرك أنتي وبس يا أسما دلوقتي عايزة تسبيني أواجه كل ده لوحدي وأنتي تبعدي عني ؟
تطلعت له بحزن عميق وقالت:
-وجودي جنبك بيضرك يا قاسم يبقي الأفضل لازم أمشي من هنا وأنت ترجع لأهلك بعد إلي حصل النهاردة مع أهلك وجودي معاك بقي غلط وبيضرك أكتر.
نهض من مكانه ووقف أمامها مشرفا عليها بطوله الفاره وتحدث بنبرة حادة:
-بصي يا أسما كلمتين أبرك من عشرة زي ما بيقولوا أنتي مراتي بمزاجك غصب عنك مراتي وهتفضلي مراتي لآخر يوم في عمري ومن هنا ورايح تحطي ده في اعتبارك وكمان وجودك في اوضة لوحدك ده أنا سايبك براحتك فيه لما تهدي وتبقي جاهزة هتتنقلي لأوضتي اه واعملي حسابك طول الفترى إلي هتهدي فيها دي او الهدنة بمعني اصح ليكي زوج وبيت مسؤول منك هدومي أكلي شغل البيت أنا هنزل أدور علي الشغل يعني مش هبقي موجود جنبك هنا وأقدر أراعيكي أنسي موضوع الطلاق خالص أنتي قدري وأنا قدرك لآخر يوم في عمري .
❈-❈-❈
أسفل ضوء القمر يجلس علي الأرجوحة ويتطلع إلي السماء بابتسامة حالمة يمني نفسه أنه سيتزوج من ملكة قلبه كما يظن أخرج هاتفه وضغط علي عدة أرقام ووضع الهاتف علي أذنه منتظراً أن يأتيه الرد فور أن أتاه الرد تحدث بلهفة :
-أيوة يا قلبي أخبارك ايه؟
انتظر حتي سمع صوتها الحزين وهتف بأسف:
-أنتي لسه بتعيط يا حبيبتي حقك عليا أنا.
تنهد بأسي وقال:
-أنا كنت ناوي أتكلم مع أدهم ازاي يعمل كده بس عشان خاطرك سكت.
إبتسم بحب وأسترسل بإيضاح:
-بس خلاص أطمني أنا نفذت كلامها وبلغت بابا وماما أني عايز أتجوزك يا عمري لأ لأ أطمني إن شاء الله هيوافقوا وحتي لو ما وافقوش هاخدك ونتجوز بعيد عنهم ومفيش حاجة هتبعدنا عن بعض أبدا يا قلبي أنا خلاص مبقتش أقدر أعيش من غيرك يا قلبي قومي بقي أغسلي وشك يا حبيبتي عشان خاطري وبطلي عياط ماشي يا قلبي تصبحي علي خير أغلق الهاتف وتنهد بسعادة ولكن لم تدوم كثيرا عندما وجد تقي تقف أمامه ووجها لا يبشر بالخير.
قبل ذلك بوقت لاحق بعد ان غادرت شقيقتها الغرفة ونهضت هي ووقفت في الشرفة تحاول أن تسترد أنفاسها قليلاً دون شعور منها خانتها عيناها وهي تراه يجلس أسفل ظلت تتأمله بأسي.
ولم ينتهي الأمر عند هذا فسماعها إلي صوته وهو يتحدث في الهاتف مع غريمتها بكل هذا الحب لم تستطيع السيطرة علي حالها ولم تدري بنفسها سوي وهي تتجه إلي الأسفل ووجها لا يبشر بالخير.
نهض من علي الأرجوحة ووقف في قبالتها وضعا كلتا يديه بجيب ملابسه وتحدث بثبات:
-خير يا تقي مالك ؟
تطلعت له بعتاب وتسألت بأسي:
-مالي ؟ وكمان ليك نفس تسأل السؤال ده وأنت السبب في إلي أنا فيه ؟
مسح علي وجهه بضيق وقال:
-تقي بلاش تعيشي دور المجروحة لو سمحتي أنا عمري قولت ليكي بحبك ؟
ردت باستنكار:
-من امتي والحب كان كلام يا أسر ؟ أفعالك كله كانت بتأكد إنك بتحبني يا أسر ؟
قلب عينيه بضجر وقال:
-أفعالي أيه بالظبط هما يقولوا علاقتك بيا وجنابك تقولي أفعالي إلي هي أيه بقي ؟ تقي أنا بعاملك كويس علشان أنتي بنت خالتي واختي الصغيرة مش أكتر من كده ولا أقل هما شافوا ده حب وأنتي كمان شايفة أن ده. حب دي مش مشكلتي أنا خالص لأ دي مشكلتكم انتم من حقي أختار الإنسانة إلي أحبها وتحبني وأكمل حياتي معاها وأنتي كمان أنا واثق في يوم من الأيام هتلاقي الشخص الي تحبيه وبحبك زي ما أنا بحب نيڤين وقتها هتعرفي أنه حبك ليا أخوي مش أكتر .
شملته بنظرة معاتبة وتحدثت بثقة واهية كي تحفظ ما تبقي من ماء وجهها:
-عندك حق يا أسر أنت أخويا مش أكتر ولا أقل أنت صح بعد إذنك.
إستدارت سريعاً وركضت متجهة إلى الداخل وهي تجاهد لتمنع دموعها من الهبوط يكفي إزلال لكرامتها أكثر من ذلك.
❈-❈-❈
أغلقت الهاتف وعلي شفتيها إبتسامة عريضة تطلع لها شقيقها بحيرة وتسأل:
-أيه سر الإبتسامة دي ؟
ألتفت له وتحدثت ساخرة:
-سر الإبتسامة دي أن خلاص فاضل علي الحلو تكة .
انتبه لها وتسأل بفضول:
-أيه خلاص أدهم هيتجوزك ؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ أسر.
رمقها ساخراً وعقب:
-أسر ولا ليه ريحة اللازمة أصلا.
ابتسمت ساخرة وقالت:
-مين قال كده أسر هو إلي هيوصلنا لأدهم أو فلوسهم.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-قصدك أيه هتتجوزي أسر ؟
رفعت كتفيها باللامبالاة:
-لسه مش عارفه بس زي ما قولت ليك أسر هو المفتاح.
تنهد بضيق وقال:
-رغم أني مش فاهم حاجة بس تمام إلي أنتي شايفاه.
نهض بسأم وقال:
-بصي أنا دماغي خرمانة خالص هنزل اقعد علي القهوة وأجيب عشاء وأنا جاي محتاجة حاجة ؟
حركت رأسها نافية وعقبت:
-لأ.
غادر لوي وظلت هي تنسج خيوط اللعبة داخل عقلها فإذا كان طريق أدهم مغلق فإن طريق أسر مفتوح وليس له أبواب من الأساس.
❈-❈-❈
ركضت إلي الغرفة واغلقت الباب سريعاً خلفها وأرتمت علي الفراش تبكي بإنكسار علي حالها وما توصلت إليه بحياتها تلك.
بعد دقائق فتح الباب ودلفت عليا وأغلقت الباب خلفها ودون أن تنطق بحرف واحد جلست جوار تقي وضمتها إلي أحضانها تمسد علي ظهرها برفق.
ظلت عليا صامته إلي أن تأكدت من أنها إستكانت تماماً تحدثت بلطف:
-مش عايزاكي تزعلي نفسك يا تقي عارفة أن إلي حصل ده صعب يا قلبي بس كل إلي أقدر أكده ليكي أن أسر بيحبك يا بنتي مش عارفة أيه إلي جراله بس منها لله السبب.
تنهدت تقي بحزن وقالت:
-عادي يا خالتو مبقتش تفرق خلاص أنا وأسر طرقنا بقت مختلفة من الأساس ربنا يصلح حاله.
ردت عليا بهم:
-مسيره يرجعلك يا حبيبتي.
رمقتا تقي معاتبة:
-خلاص يا خالتو حتي لو فكر يرجعلي أنا مستحيل أرجعله ده شئ من آخر المستحيلات إلي يبعني بالرخيص أتبرع به يا خالتو.
هتفت عليا بدفاع:
-يا بنتي دي وزة شيطان مش أكتر وأن شاء الله يرجع لعقله.
ردت بكبرياء:
-وزة شيطان أنه يحب غيري وبتجوزها خلاص يا خالتو الي عمله أسر قضي علي كل حاجة حلوة ليه جوايا.
تنهدت عليا بحزن وقالت:
-مش عارفة أقولك أيه يا بنتي غير ربنا يصلح الحال ويقدم إلي فيه الخير.
تطلعت لها بتردد وأسترسلت بترقب:
– أنا هروح أعيش في شقه بابا وماما.
إنتفضن عليا بفزع:
-أنتي بتقولي أيه ؟ عايزة تسيبي بيتك يا بنتي ؟ عايزى تبعدي عن أهلك أنسي يا تقي إلي بتقوليه ده طبعاً مش هيحصل.
رت تقي بإصرار:
-معلش يا خالتو سبيني علي راحتي.
إبتعدت عليا عنها وتحدثت بحزم:
-البيت ده بيتك يا تقي وخروج ليكي منه مش هيحصل .
صمتت قليلاً واسترسلت بإيضاح:
-ولو هتخرجي من البيت ده يبقي هتخرجي علي بيت جوزك.
ألقت عليا جملتها بأمر ونهضت وغادرت الغرفة تاركة تقي وهي في أتم الاستعداد علي مغادرة المنزل فهي لن تظل هنا أكثر من ذلك حتي لو ذهبت بمفردها دون شقيقتها.
❈-❈-❈
لم يعي بنفسه سوي وهو يقود سيارته بسرعة جنونية متجهاً إلي شقتها التي تقطن بها ووجه لا يبشر بالخير وصل بعد ما يقارب النصف ساعة عقله يكاد أن يتوقف زوجته هجرته بسبب تلك الحية لن يسمح لها أن تدمر عائلته أو أن تقترب منهم من الأساس حتي لو كلفه الأمر حياتها.
أوقف سيارته سريعاً وصعد إلي أعلي دون أن يقوم بركن سيارته حتي أستقل الدرج حتي وصل أمام باب الشقة وظل يطرق بعنف حتي فتحت له الباب وتفاجأت برؤية آخر شخص تتوقع رؤيته وسرعان ما رسمت ابتسامه عريضة علي وجهها تطلع لها بإشمئزاز وبصق في وجهها بإستحقار وعاجلها بصفعة مدوية علي وجهها جعلها تتراجع عدة خطوات إلي الخلف.
رفعت يدها ووضعتها مكان الصفعة وهتفت بدلال:
-أضرب براحتك يا حبيبي مهما تعمل فيا يا دومي بحبك وهفضل احبك.
أتسعت عيناه ولم يدري سوي بنفسه وهو يضع يده حول عنقها بعد أن ثبت جسدها بالحائط خلفها متمتما بفحيح:
-أبعدي عن أخويا يا حية أنتي أبعدي عنه لو فكرتي بس مجرد تفكير تقربي من أخويا تاني.
مع كل كلمة ينطقها كان يضغط علي عنقها بقوة حتي بدأ وجهها في الشحوب وهي تجاهد في اخذ أنفاسها رمقها بإشمئزاز وأبعد يده عنها ملقيا إياها أرضاً ظلت تسعل بقوة أسفل قدماه ونظراته تجاهها لا تقطر غير الشر أنحني بجزعه وأمسكها من خصلات شعرها بعنف وقال:
-أسر خط أحمر مش هسمح لواحدة زيك تدمر حياته سامعة.
ظلت تطلع له بإعجاب غير عابئة بحالتها من الأساس ولا شعرها الذي يكاد أن يخلع ه من جذوره:
-مستعدة أبعد عنه يا أدهم بس أنت تكون ليا هبعد عنه وهختفي من حياته بس نتجوز فى السر وأنا موافقة على كل طلباتك ؟
ترك شعرها وظل يتطلع لها بنظرات جامدة إلي أن تحدث بفحيح:
-أنتي مجنونة أنا مش عارف أنتي ايه بالظبط مخلوقة من أيه شيطانة أنتي شيطانة بس ولا أنتي ولا عشرة زيك تملي عيني إلي زيك أدهسه تحت جزمتي أبعدي عن أسر سامعة أبعدي عنه لأن لو قربتي منه هقتلك يا نيڤين أنا خلاص مش باقي علي حاجة سامعة .
بصق في وجهها بإستحقار وغادر تزامناً مع وصول لؤي الذي صدم من تواجد أدهم وحالة شقيقه توقف الآخر في مواجهته وتحدث بفحيح:
-عقل أختك إلا وقسما بربي مش هرحمها ولا هرحمك.
هبط الدرج سريعاً واتجه إلي سيارته وقادها بجنون حتي وصل أمام كورنيش النيل صف سيارته جانباً وهبط من السيارة وهو ينهج بشدة يشعر أن النيران التي داخل قلبه وخرجت علي الأرض لحرقت الأخضر واليابس .
اغمض عينه وهو يتذكر ما حدث منذ ساعتين وأوصله إلي تلك الحالة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إرث الحب والآلام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى