روايات

رواية إرث الحب والآلام الفصل الثالث 3 بقلم زينب سعيد

رواية إرث الحب والآلام الفصل الثالث 3 بقلم زينب سعيد

رواية إرث الحب والآلام الجزء الثالث

رواية إرث الحب والآلام البارت الثالث

رواية إرث الحب والآلام الحلقة الثالثة

الفصل الثالث.
❈-❈-❈
“الإحتواء هو أن تجد شخصاً تنتمي إليه ، يريد أن يأخذك ويبتعد عن العالم أجمع ، و لو إستطاع أن يدخلك داخل ضلوعه ، يخفيك عن أعين الناس ، أن تجد نفسك تلقي نفسك في أحضانه دون أن تشعر، أن يتفهم هو شعورك ويواسيك دون أن تنطق الألسن بشئ”
فتاة بريئة من يراها يظن أنها طفلة من براءتها وخفتها ولا يخطر بعقله أنها شابه يافعة لا يظهر عليها سوي أنها طفلة صغيرة تجذب من يراها أن يقع أسيراً في حبها وعشقها ، تجلس أسفل إحدي الأشجار مستندة بظهرها علي جزع الشجرة بشرود تام تفكر في حالها.
اقتربت منها إحدي العاملات في الدار وتحدثت بغلظة:
-انتي قاعدة هنا بقي يا أسما وأنا بقالي ساعة بدور عليكي؟
انتبهت لها ونفضت سريعاً تنفض ملابسها وتتحدث بخوف:
-أسفة يا مس عايدة.
زفرت بحنق وقالت:
-تعالي معايا المديرة عايزاكي.
حركت رأسها سريعاً بإيجاب وقالت:
-حاضر .
خطت خلفها بخطواتها الرقيقة تسير كأنها فراشة صغيرة تتنقل بين الزهور.
اقتربت العاملة من الباب طرقت الباب بخفة ودلفت إلي الداخل وخلفها أسما التي تفرق في يدها.
تحدثت العاملة بإحترام:
-اسما يا مدام صفاء.
تنحت جانبا وظهرت أسما بملامحها البريئة هتفت بخجل:
-افندم يا مس صفاء.
تحدثت صفاء بعملية:
-قاسم بيه جاي هو والمأذون والشهود عشان يكتب الكتاب وياخدك من هنا.
اتسعت عيناها ورفعت أهدابها الكثيفة لتتقابل بوجه الشخص الوحيد الذي أسر قلبه وأشعرها أنها لها قيمة بالحياة .
إبتسم بحب وقال:
-تعالي يا أسما.
إقتربت بحذر وقالت:
-هو هو أنت هتتجوزني فعلاً ؟
أومأ بإيجاب:
-أيوة والمأذون والشهود معايا.
ابتسمت بأمل:
-يعني هتاخدني من هنا ؟
هتفت المديرة بإمتعاض:
-يعني هيتجوزك ويسيبك هنا تذكار.
رمقها بضيق وتوعد:
-متتكلميش معاها كده.
شحب وجهها وصمتت.
نهض قاسم واقترب منها امسك يدها بحنان واجلسها علي الأريكة جواره بحنان.
ألتفت إلي المأذون وتحدث بهدوء:
-أتفضل يا شيخنا أبدأ في إجراءات كتب الكتاب.
تسأل المأذون بفضول:
-هي دي العروسة ؟
أومأ بإيجاب:
-أيوة.
تطلع له المأذون بريبة وقال:
-هي عندها كام سنة ؟
رد بتفهم:
-أطمئن يا شيخ هتشوف بطاقتها دلوقتي متقلقش أكيد لو مش تمت السن القانوني أكيد حضرتك مكونتش هتبقي موجود هنا.
تنهد براحة وعقب:
-أسف يا أبني متأخذنيش بس هي شكلها صغير فعلاً .
❈-❈-❈
تنهد بضيق وقال:
-ابدا يا شيخ وتوكل علي الله.
تحدث المأذون بتعقل:
-حاضر يا أبني.
بدأ المأذون في إجراءات عقد القران بعد أن حضر أحد العاملين ليكون وكيل أسما.
بعد فترة رفع المأذون المنديل وهو يقول جملته الشهيرة
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
ما أن أنهي المأذون جملته نهض قاسم ووقف أمام اسما وساعدها أن تنهض وهي ترتعش بين يديه ضمها بحب وتكاد تختفي بين أحضانه من ضألتها.
ابتعد عنها بعد دقائق مقبلاً جبينها بحب وألتفت إلي المأذون والشهود ووضع يده في جيبه وأخرج منها ظرف وتحدث بإمتنان:
-شكرا يا جماعة علي تعبكم معايا.
اخذ المأذون الظرف وتحدث مبتسماً:
-لا تعب ولا حاجة يا أبني ألف مبروك بالرفاء والبنين.
غادر المأذون والشهود وكذلك العامل بعد أن أعطاه قاسم عدة أوراق من فئة المئتي جنيها.
التف إلي صغيرته وتحدث بحب:
-جاهزة يا حبيبتي عشان نمشي من هنا ؟
ردت ببراءة:
-طيب ممكن أروح أودع اخواتي ؟
ابتسم بحب وقال:
-ينفع يا قلبي روحي.
حركت يدها بإرتباك وقالت:
-أنا مش عايزة اخد هدومي وحاجتي عايزة اسيبها هنا لأخواتي ممكن ؟
داعب وجنتيها بخفة وعقب:
-سيبي كل حاجة يا قلبي روحي يا وأنا هستناكي هنا .
غادرت سريعاً تاركة إياه برفقة المديرة جلس علي المقعد واضعاً ساق فوق ساق بثقة وقال:
-محتاج الاوراق إلي تخص أسما وكمان متعلقاتها الشخصية إلي جت هنا بيها.
صمت قليلاً وتسأل بتردد:
-هي جت هنا إزاي ؟
اخذت نفس عميق وقالت:
-اسما جت هنا وهي عندها خمس سنين وأسمها الحقيقي فعلاً هي كانت ماشية في الشارع بتعيط وجسمها كله جروح واضح أنها كانت حادثة عربية حاولا ندور على أهلها أو نعرف حاجة عنهم مقدرناش مكنش فيه غير سلسلة في رقبتها مكتوب فيها أسما ومن هنا عرفنا ان ده اسمها قبل ما تيجي الملجأ فضلت في القسم أسبوع مستنين أي حد يعرف عنها حاجة او يسأل عنها بس مع الأسف كل أقسام الشرطة التابعة لمحافظة الإسكندرية معرفوش حاجة عنها إضطروا يجيبوها الملجأ كانت دايما هادئة كده يا اما سرحانة فضلنا في الملجأ إلي كان في الإسكندرية فترة كمان قبل ما يجي ليكي قرار إزالة ويتنقل مقر الملجأ هنا في محافظة القاهرة وفضلنا هنا.
تطلع لها بحيرة وتسأل:
-يعني واضح من كلامك أنها ليها أهل فعلاً وممكن يكونوا موجودين بس في محافظة الإسكندرية مش هنا في القاهرة ؟
مطت شفتيها بحيرة وقالت:
-وارد طبعاً بس لو كانوا دوروا عنها في أيه دار ايتام وبلغوا مواصفاتها فاحنا بتيجي لينا أشار بالمواصفات .
غاب الامل عن وجهه فتحدثت بتفهم:
-أنت عرفت أسما وحبتها أزاي ؟
رمقها بعدم فهم وتسأل:
-قصدك أيه مش فاهم ؟
ابتسمت بخفة وعقبت :
-أنت كنت جاي الحفل الخيري للدار زيك زي اي راجل أعمال هتتبرع وتمشي شوفت أسما وتعلقت بيها وحبتها ده بقي اسمه ايه النصيب إلي خلاك تحبها وتختار تكون هي مراتك فعلاً وتتحدى الكل عشانها لو فاكر اني مش فاهمة أن اهلك رافضين وعشان كده فعلاً أنت جيت كتبت الكتاب هنا لوحدك تبقي غلطان أنا عارفة كويس ولولا شايفة نظرات حبك ليها مكنتش هوافق علي جوازك منها بالشكل ده أنا أه أبان قاسية لكن البنات دول كلهم يعتبروا بناتي بالفعل ولازم احافظ عليهم.
أخذت نفس عميق واسترسلت بإيضاح:
-أطمئن أسما شكلها بنت ناس كويسين بس أكيد يوم ما تاهت كانت مع أهلها واكيد عملوا حادثة وهي إلي نجت منهم .
نهضت من مقعدها واتجهت إلى خزانة كبيرة وفتحتها بمفتاحها الخاص واخرجت منه ظرف كبير مدون عليه اسمها.
اتجهت له ومدت يدها له:
-الظرف ده في كل أوراقها وشهاداتها وكمان متعلقاتها الشخصية وملابسها إلي جت بيها يوم ما وصلت الملجأ.
أخذه منها وتحدث ممتنا:
-تمام شكراً لحضرتك.
ابتسمت بهدوء وقالت:
-العفو ما عملتش غير واجبي واطمئن لو ليها نصيب فعلاً ترجع لأهلها هترجع .
تنهد بأمل وقال:
-يارب.
ألتفت لها وتسأل:
-ينفع أروح اناديها ؟
هزت رأسها نافية وعقبت:
-لأ ده جناح خاص بالبنات تقدر تستناها عند البوابة وهي هتخرج ليك.
أومأ بإيجاب:
-تمام مشتكر لحضرتك.
ألقي السلام علي المديرة وغادر بعدها متجهاً إلي الخارج.
❈-❈-❈
ودعت أصدقائها في الملجأ أو أشقائها كما تدعوهم هي والقت نظرة أخيرة على فراشها وغرفتها التي مكثت بها سنين عمرها ظنت أنها ستظل هنا الباقي من حياتها فمن مثلها هذا هو المكان الوحيد الذي تستطيع العيش به رغم الشدة والقسوة التي مرت بهم داخل هذا المكان لكن كانت تتغاضي عن كل هذه المساوئ وتركز علي إيجابياته فقط انها لها رفقاء من زويها كلمهم مشتركون أن ليس لهم أحد وهم هنا عائلة واحدة وها هي الأن تغادر هذا المكان وتخطوا بقدمها الي خارج أبواب الدار كانت تدرس بالجامعة بالفعل لكن كليتها نظرية كانت تذاكر طوال العام وتذهب فقط في الإمتحان هي وأقرانها غي عربات مخصصة لهم ولهذا فهي تعد لم تري العالم الخارجي بوضوح ولم تعلم قسوة البشر وشرهم حياتها ملخصة في هذا المكان حتي قابلت الأمير قاسم كما يلقبه أقرانها الأمير قاسم الذي إقتحم عالمهم الصغير وإختطفها من وسطهم علي حصانه الأبيض.
❈-❈-❈
تحركت بخفة حتي وصلت إلى البوابة بخطي بطيئة وهي تطلع خلفها تودع المكان حولها.
ما ان رأها تقترب إبتسم بحب واتجه إليها بلهفة:
-خلاص يا حبيبي ودعتي اصحابك ؟
ردت بخجل:
-أيوة قاسم هو أنا هاجي أزورهم صح ؟
ضمها برفق وقال:
-طبعا يا قلب قاسم وقت ما تحبي تيجي هجيبك فعلا يلا بينا ؟
هزت رأسها بإيجاب:
-حاضر.
أمسك يدها بها وتحرك الي الخارج وقف قليلا وهي الي جواره تطلع له بحيرة:
-هو أحنا واقفين ليه ؟
رد مبتسما:
-مستني تاكسي يوصلنا.
تسالت بفضول:
-هو مش كان عندك عربية ؟
تنهد بضيق وقال:
-أيوة يا قلبي ما تشغليش بالك.
أوقف سيارة أجرة وفتح لها الباب الخلفي وجلس جوارها وهو يملي السائق العنوان.
وهي تتشبث بيده كطفلة صغيرة وتنكمش جواره تفهم وضعها هي تخاف من كل شئ حولها هذه اول تجربة لها مع العالم الخارجي مثلها كمثلة طفلة صغيرة تخرج مع والدها لآول مرة وتكتشف العالم لاول مرة.
بدون كلام أخذها داخل أحضانه مرتباً علي ظهرها بحنان وحب وهو يتوعد داخله أنه سيظل جوارها ويغرقها في عشثه لن يتركها بمفرها فهو إكتفي بها عن نساء العالم أجمع وضحي بعائلته وكل ما يملك لأجل أن يكون معها فقط.
❈-❈-❈
تطلع في ساعته وجدها تخطت الرابعة عصراً نهض من مقعده بتكاسل وهو يفرق رقبته بآلم حمل جاكيت بدلته من فوق مقعده وقام بثنيه فوق ذراعهه وآخذ هاتفه ومتعلقاته الشخصية وتحرك الي الخارج فتح الباب علي مصرعيه وجد نيڤين مازالت تجلس منكبة علي عملها والأدهي أسر الذي يجلس يقلب في إحدي الملفات بإهتمام تام.
ولكن ما أن شعروا بوجوده نهضت نيڤين متصنعة الإحترام وكذلك نهض أسر.
اقترب من شقيقه وتسأل بإهتمام:
-أسر أنت لسه هنا ؟ أنا أفتكرت مشيت من بدري؟
حرك رأسه نافياً وإستطرد قائلاً:
-هو مش انت قولت أدرب شوية روحت فعلاً ليه وأداني الملف ده أراجعه قولت أجي هنا مع نيڤين بما أننا بنتدرب زي بعض.
تجاهل حديثه الذي يخص نيڤين وإبتسم بحب وهو يقترب منه مربتاً علي كتفه بحنان:
-ربنا يبارك فيك يا حبيبي طيب خلصت عشان نروح؟
تمطأ الآخر بكسل:
-أه كفاية أوي كده الشغل متعب أوي الصراحة.
قهقه أدهم ساخرا وعقب:
-الشغل متعب أوي الصراحة يا أبني ده أنت لسه آول يوم يا قلب أخوك قوم قوم يلا نروح.
التفت إلي نيڤين وتحدث بأمر:
-لو خلصتي شغلك أنتي كمان روحي.
ردت بإحترام:
-أوك يا فندم انا خلاص خلصت وهمشي.
تحدث أسر بلهفة:
-طيب تعالي أروحك في طريقي.
لم يرق أدهم الوضع وتحدث بضيق:
-متتأخرش يا أسر.
أومأ اسر بإيجاب :
-تمام.
❈-❈-❈
توقفت السيارة الأجرة ألتف الي زوجته الغافية في أحضانه وهمس وهو يهزها برفق:
-قومي يا حبيبي أسما قومي فوقي يا قلبي.
تململت في غفوتها وفتحت عيناها ببراءة وتسألت:
-نعم.
ابتسم بحب وقال:
-وصلنا.
هبط من السيارة أولاً وساعدها أن تهبط من السيارة وهي تطلع حولها بأنبهار رغم أن العقار كان متوسط بالنسبة إلي قاسم ولكن بالنسبة لها كان قصر كبير.
وضع يده علي كتفها بحنان وقال:
-ايه يا قلبي واقفة كده ليه المكان مش عاجبك ؟
هزت رأسها سريعاً نافية وتحدثت بلهفة:
-مش عاجبني تحفة أوي يا قاسم.
قبل جبينها بحب وقال:
-طيب الحمد لله أنه عجبك يا قلب قاسم يلا نطلع أفرجك عليها ؟
تشبثت في يده بفرح:
-يلا بينا.
أخذها بين أحضانه ودلفوا سوياً إلي داخل العقار وأخذها متجناً الي المصعد الكهربي لكنها تمسكت به بقوة وهتفت بهلع:
-أنت رايح فين أحنا هنركب في البتاع ده ؟
توقف بحيرة وتسأل:
-أيوة يا قلبي ماله؟
إنتفضت بهلع وقالت:
-ها لا نطلع علي السلم عشان خاطري.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-أيوة يا حبيبتي ماله ؟
هتفت بهلع:
-لا لا لا مش هركب في البتاع ده بشوفه في الأفلام بيعطل بالناس.
أتسعت عيناه وهو يستعب سبب خوفها وتحدث برفق:
-خلاص خلاص إهدي يا قلبي هنطلع علي السلم.
إبتسم بمرح وأكمل:
-أحنا شقتنا في الدور الخامس شدي حيلك يا قلبي.
صعدوا سويا الدرج وهو من حين لآخر يمازحها حتي يخفف من تعبها وصلوا أخيراً إلي الطابق المنشود حتي تحرك وتوقف بها أمام إحدي الشقق وقام بفتح الباب ووضع ما بيده أرضاً وقام بحملها علي حين غفلة مما جعلعا ترتعد وتشهق بخوف.
ابتسم بخفة وعقب:
-اهدي يا قلب قاسم .
تشبثت به بقوة وقالت:
-طيب نزلني.
غمز بخفة وعقب:
-لا يا عروستي في أسطورة بتقول العروسة لازم تدخل بيتها وعريسها شايلها.
اخفت وجهها في صدره وتحرك بها الي الداخل حتي وصل بها إلي أقرب أريكة ووضعها فوقها برقة كأنها قطعة من الألماس يخشي عليها من الخدش.
وعاد سريعا الي باب الشقة أخذ الأغراض من الخارج ودلف مرة اخري وأغلق الباب خلفه.
اقترب منها وحدها تنظر حولها بإنبهار وضع الأغراض جانباً واقترب منها بحب:
-تعالي يا قلبي أفرجك علي بيتك هي شقة بسيطة مش من مقامك بس أوعدك لما أظبط أموري أوعدك هجبلك أفضل منها.
تسألت بتردد:
-هو فين أهلك ؟ مش المفروض أشوفهم وتعمل ليا فرح ؟
تطلع الي الأرض بخزي لا يدري بما يجيبها من الأساس يخبرها برفض والديه لها وطردهم أم يصمت الأن حتي لا يكسر بفرحتها في مثل هذا اليوم ويبقي ذكري سيئة ترسخ داخل عقلها.
❈-❈-❈
إستمع إلي حديث أدهم بحيرة وعاد بظهر الي الخلف متمتماً بحيرة:
-يعني أسر هو الي عرض عليك ينزل الشغل فعلاً ؟
حرك أدهم رأسه بإيجاب:
-أيوة يا بابا ومن نفسه كمان وبدأ النهاردة التدريب بالفعل.
أتسعت عينه بعدم إستيعاب وتسأل:
-كمان بالسرعة دي ؟ طيب ايه السبب ايه الي جد مش فاهم ؟
رفع ادهم كتفيه بالامبالاة وعقب:
-الصراحة مش عارف السبب بس طالما أخد خطوة إيجابية فعلاً وبدأ يشتغل ده كويس لكن أنا قلقان من حاجة تانية.
انتبه له والده وتسأل بحيرة:
-حاجة أيه إلي قلقان منها دي ؟
رد بحذر:
-مش عارف ملاحظ أن أسر قريب من إلي أسمها نيڤين دي بزيادة وأنا مش حابب ده .
أومأ والده بتفهم وقال:
-البنت فعلاً مش مريحة وكمان تحررها ده مش عاجبني بس أحنا مش هنحكم علي الشخص من دبسه لا متنساش طول عمرها عايشة بره يعني متطبعة بطباع الغرب شغلها كويس يبقي تمام مش كويس يبقي بالسلامةويجي غيرها أما بقي موضوع أسر أطمئن أخوك عاقل وكمان بيحب تقي فعلاً يلا قوم أرتاح شوية عقبال ما الغدا يجهز.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-تمام.
❈-❈-❈
صعد غرفته وهو علي وضعه يفكر في تلك الحرباء نيڤين هو علي يقين أنها تتصنع الود والإحترام وتتظاهر بما ليس بها بالفعل.
زفر بحنق وخرج الي الشرفة وقف منتظراً عودة شقيقه علي أحر من الجمر استند بجزعه العلوي علي سور الشرفة وظل شارداً حتي أنه لم يشعر بفتح باب الغرفة ولا دخول زوجته من الأساس.
دلفت الغرفة كي تطمئن عليه فهو علي غير عادته لم يأتي يطمئن عليها مثل كل يوم وجدته يقف هكذا وشارداً في ملكوته.
إبتسمت بدلال وأقتربت منه وضمته من خصره بحب مستندة برأسها علي ظهره.
إنتفض الآخر أثر لمستها الحانية علي صدره والتي تثري داخل أواصله.
“أبعدي يا نيڤين”
جملها نطقها بعفوية أثر ما يدور بعقله الباطل عن هذه الحرباء التي تلقي بشباكها عليه هو وشقيقه التف سريعاً وجد زوجته تقف متنصمة من هول ما أستمعت له زوجها حبيب الروح ومالك قلبها قد ناداها بإسم إمراءة آخري من جنس حواء..
يتبع…….
اللهم اجعل قبر أبي روضة من رياض الجنه
اللهم ارحم ابي و اسكنه فسيح جناته
رواية إرث الحب والآلم.
زينب سعيد القاضي.
الفصل الثالث.
❈-❈-❈
“الإحتواء هو أن تجد شخصاً تنتمي إليه ، يريد أن يأخذك ويبتعد عن العالم أجمع ، و لو إستطاع أن يدخلك داخل ضلوعه ، يخفيك عن أعين الناس ، أن تجد نفسك تلقي نفسك في أحضانه دون أن تشعر، أن يتفهم هو شعورك ويواسيك دون أن تنطق الألسن بشئ”
فتاة بريئة من يراها يظن أنها طفلة من براءتها وخفتها ولا يخطر بعقله أنها شابه يافعة لا يظهر عليها سوي أنها طفلة صغيرة تجذب من يراها أن يقع أسيراً في حبها وعشقها ، تجلس أسفل إحدي الأشجار مستندة بظهرها علي جزع الشجرة بشرود تام تفكر في حالها.
اقتربت منها إحدي العاملات في الدار وتحدثت بغلظة:
-انتي قاعدة هنا بقي يا أسما وأنا بقالي ساعة بدور عليكي؟
انتبهت لها ونفضت سريعاً تنفض ملابسها وتتحدث بخوف:
-أسفة يا مس عايدة.
زفرت بحنق وقالت:
-تعالي معايا المديرة عايزاكي.
حركت رأسها سريعاً بإيجاب وقالت:
-حاضر .
خطت خلفها بخطواتها الرقيقة تسير كأنها فراشة صغيرة تتنقل بين الزهور.
اقتربت العاملة من الباب طرقت الباب بخفة ودلفت إلي الداخل وخلفها أسما التي تفرق في يدها.
تحدثت العاملة بإحترام:
-اسما يا مدام صفاء.
تنحت جانبا وظهرت أسما بملامحها البريئة هتفت بخجل:
-افندم يا مس صفاء.
تحدثت صفاء بعملية:
-قاسم بيه جاي هو والمأذون والشهود عشان يكتب الكتاب وياخدك من هنا.
اتسعت عيناها ورفعت أهدابها الكثيفة لتتقابل بوجه الشخص الوحيد الذي أسر قلبه وأشعرها أنها لها قيمة بالحياة .
إبتسم بحب وقال:
-تعالي يا أسما.
إقتربت بحذر وقالت:
-هو هو أنت هتتجوزني فعلاً ؟
أومأ بإيجاب:
-أيوة والمأذون والشهود معايا.
ابتسمت بأمل:
-يعني هتاخدني من هنا ؟
هتفت المديرة بإمتعاض:
-يعني هيتجوزك ويسيبك هنا تذكار.
رمقها بضيق وتوعد:
-متتكلميش معاها كده.
شحب وجهها وصمتت.
نهض قاسم واقترب منها امسك يدها بحنان واجلسها علي الأريكة جواره بحنان.
ألتفت إلي المأذون وتحدث بهدوء:
-أتفضل يا شيخنا أبدأ في إجراءات كتب الكتاب.
تسأل المأذون بفضول:
-هي دي العروسة ؟
أومأ بإيجاب:
-أيوة.
تطلع له المأذون بريبة وقال:
-هي عندها كام سنة ؟
رد بتفهم:
-أطمئن يا شيخ هتشوف بطاقتها دلوقتي متقلقش أكيد لو مش تمت السن القانوني أكيد حضرتك مكونتش هتبقي موجود هنا.
تنهد براحة وعقب:
-أسف يا أبني متأخذنيش بس هي شكلها صغير فعلاً .
❈-❈-❈
تنهد بضيق وقال:
-ابدا يا شيخ وتوكل علي الله.
تحدث المأذون بتعقل:
-حاضر يا أبني.
بدأ المأذون في إجراءات عقد القران بعد أن حضر أحد العاملين ليكون وكيل أسما.
بعد فترة رفع المأذون المنديل وهو يقول جملته الشهيرة
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
ما أن أنهي المأذون جملته نهض قاسم ووقف أمام اسما وساعدها أن تنهض وهي ترتعش بين يديه ضمها بحب وتكاد تختفي بين أحضانه من ضألتها.
ابتعد عنها بعد دقائق مقبلاً جبينها بحب وألتفت إلي المأذون والشهود ووضع يده في جيبه وأخرج منها ظرف وتحدث بإمتنان:
-شكرا يا جماعة علي تعبكم معايا.
اخذ المأذون الظرف وتحدث مبتسماً:
-لا تعب ولا حاجة يا أبني ألف مبروك بالرفاء والبنين.
غادر المأذون والشهود وكذلك العامل بعد أن أعطاه قاسم عدة أوراق من فئة المئتي جنيها.
التف إلي صغيرته وتحدث بحب:
-جاهزة يا حبيبتي عشان نمشي من هنا ؟
ردت ببراءة:
-طيب ممكن أروح أودع اخواتي ؟
ابتسم بحب وقال:
-ينفع يا قلبي روحي.
حركت يدها بإرتباك وقالت:
-أنا مش عايزة اخد هدومي وحاجتي عايزة اسيبها هنا لأخواتي ممكن ؟
داعب وجنتيها بخفة وعقب:
-سيبي كل حاجة يا قلبي روحي يا وأنا هستناكي هنا .
غادرت سريعاً تاركة إياه برفقة المديرة جلس علي المقعد واضعاً ساق فوق ساق بثقة وقال:
-محتاج الاوراق إلي تخص أسما وكمان متعلقاتها الشخصية إلي جت هنا بيها.
صمت قليلاً وتسأل بتردد:
-هي جت هنا إزاي ؟
اخذت نفس عميق وقالت:
-اسما جت هنا وهي عندها خمس سنين وأسمها الحقيقي فعلاً هي كانت ماشية في الشارع بتعيط وجسمها كله جروح واضح أنها كانت حادثة عربية حاولا ندور على أهلها أو نعرف حاجة عنهم مقدرناش مكنش فيه غير سلسلة في رقبتها مكتوب فيها أسما ومن هنا عرفنا ان ده اسمها قبل ما تيجي الملجأ فضلت في القسم أسبوع مستنين أي حد يعرف عنها حاجة او يسأل عنها بس مع الأسف كل أقسام الشرطة التابعة لمحافظة الإسكندرية معرفوش حاجة عنها إضطروا يجيبوها الملجأ كانت دايما هادئة كده يا اما سرحانة فضلنا في الملجأ إلي كان في الإسكندرية فترة كمان قبل ما يجي ليكي قرار إزالة ويتنقل مقر الملجأ هنا في محافظة القاهرة وفضلنا هنا.
تطلع لها بحيرة وتسأل:
-يعني واضح من كلامك أنها ليها أهل فعلاً وممكن يكونوا موجودين بس في محافظة الإسكندرية مش هنا في القاهرة ؟
مطت شفتيها بحيرة وقالت:
-وارد طبعاً بس لو كانوا دوروا عنها في أيه دار ايتام وبلغوا مواصفاتها فاحنا بتيجي لينا أشار بالمواصفات .
غاب الامل عن وجهه فتحدثت بتفهم:
-أنت عرفت أسما وحبتها أزاي ؟
رمقها بعدم فهم وتسأل:
-قصدك أيه مش فاهم ؟
ابتسمت بخفة وعقبت :
-أنت كنت جاي الحفل الخيري للدار زيك زي اي راجل أعمال هتتبرع وتمشي شوفت أسما وتعلقت بيها وحبتها ده بقي اسمه ايه النصيب إلي خلاك تحبها وتختار تكون هي مراتك فعلاً وتتحدى الكل عشانها لو فاكر اني مش فاهمة أن اهلك رافضين وعشان كده فعلاً أنت جيت كتبت الكتاب هنا لوحدك تبقي غلطان أنا عارفة كويس ولولا شايفة نظرات حبك ليها مكنتش هوافق علي جوازك منها بالشكل ده أنا أه أبان قاسية لكن البنات دول كلهم يعتبروا بناتي بالفعل ولازم احافظ عليهم.
أخذت نفس عميق واسترسلت بإيضاح:
-أطمئن أسما شكلها بنت ناس كويسين بس أكيد يوم ما تاهت كانت مع أهلها واكيد عملوا حادثة وهي إلي نجت منهم .
نهضت من مقعدها واتجهت إلى خزانة كبيرة وفتحتها بمفتاحها الخاص واخرجت منه ظرف كبير مدون عليه اسمها.
اتجهت له ومدت يدها له:
-الظرف ده في كل أوراقها وشهاداتها وكمان متعلقاتها الشخصية وملابسها إلي جت بيها يوم ما وصلت الملجأ.
أخذه منها وتحدث ممتنا:
-تمام شكراً لحضرتك.
ابتسمت بهدوء وقالت:
-العفو ما عملتش غير واجبي واطمئن لو ليها نصيب فعلاً ترجع لأهلها هترجع .
تنهد بأمل وقال:
-يارب.
ألتفت لها وتسأل:
-ينفع أروح اناديها ؟
هزت رأسها نافية وعقبت:
-لأ ده جناح خاص بالبنات تقدر تستناها عند البوابة وهي هتخرج ليك.
أومأ بإيجاب:
-تمام مشتكر لحضرتك.
ألقي السلام علي المديرة وغادر بعدها متجهاً إلي الخارج.
❈-❈-❈
ودعت أصدقائها في الملجأ أو أشقائها كما تدعوهم هي والقت نظرة أخيرة على فراشها وغرفتها التي مكثت بها سنين عمرها ظنت أنها ستظل هنا الباقي من حياتها فمن مثلها هذا هو المكان الوحيد الذي تستطيع العيش به رغم الشدة والقسوة التي مرت بهم داخل هذا المكان لكن كانت تتغاضي عن كل هذه المساوئ وتركز علي إيجابياته فقط انها لها رفقاء من زويها كلمهم مشتركون أن ليس لهم أحد وهم هنا عائلة واحدة وها هي الأن تغادر هذا المكان وتخطوا بقدمها الي خارج أبواب الدار كانت تدرس بالجامعة بالفعل لكن كليتها نظرية كانت تذاكر طوال العام وتذهب فقط في الإمتحان هي وأقرانها غي عربات مخصصة لهم ولهذا فهي تعد لم تري العالم الخارجي بوضوح ولم تعلم قسوة البشر وشرهم حياتها ملخصة في هذا المكان حتي قابلت الأمير قاسم كما يلقبه أقرانها الأمير قاسم الذي إقتحم عالمهم الصغير وإختطفها من وسطهم علي حصانه الأبيض.
❈-❈-❈
تحركت بخفة حتي وصلت إلى البوابة بخطي بطيئة وهي تطلع خلفها تودع المكان حولها.
ما ان رأها تقترب إبتسم بحب واتجه إليها بلهفة:
-خلاص يا حبيبي ودعتي اصحابك ؟
ردت بخجل:
-أيوة قاسم هو أنا هاجي أزورهم صح ؟
ضمها برفق وقال:
-طبعا يا قلب قاسم وقت ما تحبي تيجي هجيبك فعلا يلا بينا ؟
هزت رأسها بإيجاب:
-حاضر.
أمسك يدها بها وتحرك الي الخارج وقف قليلا وهي الي جواره تطلع له بحيرة:
-هو أحنا واقفين ليه ؟
رد مبتسما:
-مستني تاكسي يوصلنا.
تسالت بفضول:
-هو مش كان عندك عربية ؟
تنهد بضيق وقال:
-أيوة يا قلبي ما تشغليش بالك.
أوقف سيارة أجرة وفتح لها الباب الخلفي وجلس جوارها وهو يملي السائق العنوان.
وهي تتشبث بيده كطفلة صغيرة وتنكمش جواره تفهم وضعها هي تخاف من كل شئ حولها هذه اول تجربة لها مع العالم الخارجي مثلها كمثلة طفلة صغيرة تخرج مع والدها لآول مرة وتكتشف العالم لاول مرة.
بدون كلام أخذها داخل أحضانه مرتباً علي ظهرها بحنان وحب وهو يتوعد داخله أنه سيظل جوارها ويغرقها في عشثه لن يتركها بمفرها فهو إكتفي بها عن نساء العالم أجمع وضحي بعائلته وكل ما يملك لأجل أن يكون معها فقط.
❈-❈-❈
تطلع في ساعته وجدها تخطت الرابعة عصراً نهض من مقعده بتكاسل وهو يفرق رقبته بآلم حمل جاكيت بدلته من فوق مقعده وقام بثنيه فوق ذراعهه وآخذ هاتفه ومتعلقاته الشخصية وتحرك الي الخارج فتح الباب علي مصرعيه وجد نيڤين مازالت تجلس منكبة علي عملها والأدهي أسر الذي يجلس يقلب في إحدي الملفات بإهتمام تام.
ولكن ما أن شعروا بوجوده نهضت نيڤين متصنعة الإحترام وكذلك نهض أسر.
اقترب من شقيقه وتسأل بإهتمام:
-أسر أنت لسه هنا ؟ أنا أفتكرت مشيت من بدري؟
حرك رأسه نافياً وإستطرد قائلاً:
-هو مش انت قولت أدرب شوية روحت فعلاً ليه وأداني الملف ده أراجعه قولت أجي هنا مع نيڤين بما أننا بنتدرب زي بعض.
تجاهل حديثه الذي يخص نيڤين وإبتسم بحب وهو يقترب منه مربتاً علي كتفه بحنان:
-ربنا يبارك فيك يا حبيبي طيب خلصت عشان نروح؟
تمطأ الآخر بكسل:
-أه كفاية أوي كده الشغل متعب أوي الصراحة.
قهقه أدهم ساخرا وعقب:
-الشغل متعب أوي الصراحة يا أبني ده أنت لسه آول يوم يا قلب أخوك قوم قوم يلا نروح.
التفت إلي نيڤين وتحدث بأمر:
-لو خلصتي شغلك أنتي كمان روحي.
ردت بإحترام:
-أوك يا فندم انا خلاص خلصت وهمشي.
تحدث أسر بلهفة:
-طيب تعالي أروحك في طريقي.
لم يرق أدهم الوضع وتحدث بضيق:
-متتأخرش يا أسر.
أومأ اسر بإيجاب :
-تمام.
❈-❈-❈
توقفت السيارة الأجرة ألتف الي زوجته الغافية في أحضانه وهمس وهو يهزها برفق:
-قومي يا حبيبي أسما قومي فوقي يا قلبي.
تململت في غفوتها وفتحت عيناها ببراءة وتسألت:
-نعم.
ابتسم بحب وقال:
-وصلنا.
هبط من السيارة أولاً وساعدها أن تهبط من السيارة وهي تطلع حولها بأنبهار رغم أن العقار كان متوسط بالنسبة إلي قاسم ولكن بالنسبة لها كان قصر كبير.
وضع يده علي كتفها بحنان وقال:
-ايه يا قلبي واقفة كده ليه المكان مش عاجبك ؟
هزت رأسها سريعاً نافية وتحدثت بلهفة:
-مش عاجبني تحفة أوي يا قاسم.
قبل جبينها بحب وقال:
-طيب الحمد لله أنه عجبك يا قلب قاسم يلا نطلع أفرجك عليها ؟
تشبثت في يده بفرح:
-يلا بينا.
أخذها بين أحضانه ودلفوا سوياً إلي داخل العقار وأخذها متجناً الي المصعد الكهربي لكنها تمسكت به بقوة وهتفت بهلع:
-أنت رايح فين أحنا هنركب في البتاع ده ؟
توقف بحيرة وتسأل:
-أيوة يا قلبي ماله؟
إنتفضت بهلع وقالت:
-ها لا نطلع علي السلم عشان خاطري.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-أيوة يا حبيبتي ماله ؟
هتفت بهلع:
-لا لا لا مش هركب في البتاع ده بشوفه في الأفلام بيعطل بالناس.
أتسعت عيناه وهو يستعب سبب خوفها وتحدث برفق:
-خلاص خلاص إهدي يا قلبي هنطلع علي السلم.
إبتسم بمرح وأكمل:
-أحنا شقتنا في الدور الخامس شدي حيلك يا قلبي.
صعدوا سويا الدرج وهو من حين لآخر يمازحها حتي يخفف من تعبها وصلوا أخيراً إلي الطابق المنشود حتي تحرك وتوقف بها أمام إحدي الشقق وقام بفتح الباب ووضع ما بيده أرضاً وقام بحملها علي حين غفلة مما جعلعا ترتعد وتشهق بخوف.
ابتسم بخفة وعقب:
-اهدي يا قلب قاسم .
تشبثت به بقوة وقالت:
-طيب نزلني.
غمز بخفة وعقب:
-لا يا عروستي في أسطورة بتقول العروسة لازم تدخل بيتها وعريسها شايلها.
اخفت وجهها في صدره وتحرك بها الي الداخل حتي وصل بها إلي أقرب أريكة ووضعها فوقها برقة كأنها قطعة من الألماس يخشي عليها من الخدش.
وعاد سريعا الي باب الشقة أخذ الأغراض من الخارج ودلف مرة اخري وأغلق الباب خلفه.
اقترب منها وحدها تنظر حولها بإنبهار وضع الأغراض جانباً واقترب منها بحب:
-تعالي يا قلبي أفرجك علي بيتك هي شقة بسيطة مش من مقامك بس أوعدك لما أظبط أموري أوعدك هجبلك أفضل منها.
تسألت بتردد:
-هو فين أهلك ؟ مش المفروض أشوفهم وتعمل ليا فرح ؟
تطلع الي الأرض بخزي لا يدري بما يجيبها من الأساس يخبرها برفض والديه لها وطردهم أم يصمت الأن حتي لا يكسر بفرحتها في مثل هذا اليوم ويبقي ذكري سيئة ترسخ داخل عقلها.
❈-❈-❈
إستمع إلي حديث أدهم بحيرة وعاد بظهر الي الخلف متمتماً بحيرة:
-يعني أسر هو الي عرض عليك ينزل الشغل فعلاً ؟
حرك أدهم رأسه بإيجاب:
-أيوة يا بابا ومن نفسه كمان وبدأ النهاردة التدريب بالفعل.
أتسعت عينه بعدم إستيعاب وتسأل:
-كمان بالسرعة دي ؟ طيب ايه السبب ايه الي جد مش فاهم ؟
رفع ادهم كتفيه بالامبالاة وعقب:
-الصراحة مش عارف السبب بس طالما أخد خطوة إيجابية فعلاً وبدأ يشتغل ده كويس لكن أنا قلقان من حاجة تانية.
انتبه له والده وتسأل بحيرة:
-حاجة أيه إلي قلقان منها دي ؟
رد بحذر:
-مش عارف ملاحظ أن أسر قريب من إلي أسمها نيڤين دي بزيادة وأنا مش حابب ده .
أومأ والده بتفهم وقال:
-البنت فعلاً مش مريحة وكمان تحررها ده مش عاجبني بس أحنا مش هنحكم علي الشخص من دبسه لا متنساش طول عمرها عايشة بره يعني متطبعة بطباع الغرب شغلها كويس يبقي تمام مش كويس يبقي بالسلامةويجي غيرها أما بقي موضوع أسر أطمئن أخوك عاقل وكمان بيحب تقي فعلاً يلا قوم أرتاح شوية عقبال ما الغدا يجهز.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-تمام.
❈-❈-❈
صعد غرفته وهو علي وضعه يفكر في تلك الحرباء نيڤين هو علي يقين أنها تتصنع الود والإحترام وتتظاهر بما ليس بها بالفعل.
زفر بحنق وخرج الي الشرفة وقف منتظراً عودة شقيقه علي أحر من الجمر استند بجزعه العلوي علي سور الشرفة وظل شارداً حتي أنه لم يشعر بفتح باب الغرفة ولا دخول زوجته من الأساس.
دلفت الغرفة كي تطمئن عليه فهو علي غير عادته لم يأتي يطمئن عليها مثل كل يوم وجدته يقف هكذا وشارداً في ملكوته.
إبتسمت بدلال وأقتربت منه وضمته من خصره بحب مستندة برأسها علي ظهره.
إنتفض الآخر أثر لمستها الحانية علي صدره والتي تثري داخل أواصله.
“أبعدي يا نيڤين”
جملها نطقها بعفوية أثر ما يدور بعقله الباطل عن هذه الحرباء التي تلقي بشباكها عليه هو وشقيقه التف سريعاً وجد زوجته تقف متنصمة من هول ما أستمعت له زوجها حبيب الروح ومالك قلبها قد ناداها بإسم إمراءة آخري من جنس حواء..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إرث الحب والآلام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى