روايات

رواية إرث الحب والآلام الفصل الأول 1 بقلم زينب سعيد

رواية إرث الحب والآلام الفصل الأول 1 بقلم زينب سعيد

رواية إرث الحب والآلام الجزء الأول

رواية إرث الحب والآلام البارت الأول

رواية إرث الحب والآلام الحلقة الأولى

الفصل الآول.
❈-❈-❈
” غريب أنت يا ابن أدم تصدر الأحكام وتنفذها كأنك أنت الحاكم والمسؤول ، كيف لك أن تحاسب أدمي مثلك بدون وجه حق ، وليس هذا فحسب تحكم عليه دون أن تراه من الأساس ، هل هذا هو العدل من وجهة نظرك ، فإذا كان هذا هو حكمك وعدلك فأعلم أنك غير عادلا و ستلقى حتفك إذا لم يكن اليوم المؤكد بالغد”
في منزل عريق يتميز بالذوق الرفيع والرقي يركض شاب في منتصف عقده الثالث ويقذ الدرج وهو يحمل بين ذراعيه طفلا صغيراً عمره عامين وتركض خلفه فتاتين في بداية عقدهم الثالث يصرخون بشده ويحاولون الإمساك به.
وعلي سفرة طعام مستديرة يترأس رب البيت الطاولة رجلاً علي مشارف عقده السابع يظهر علي ملامحه الوقار وطيبة القلب وعلي يمينه تجلس زوجته التي تصغره بخمس سنوات وعلي يساره يجلس إبنه البكر أدهم وإلي جواره زوجته وإبنة خالته الحبيبة تمارا.
قطع إندامجهم علو الأصوات حولهم ممزوجة بأصوات الضحك والصراخ والمزاح ظهر أسر وهو يحمل إبن أخيه وخلفه شقيقته الصغري أسيل وإبنه خالته تقي وملابسهم مبتلة كالعادة أفرغ عليهم أسر زجاجات الماء المثلجة.
ألتفت لهم الأب سراج ضاحكاً:
-بردو يا أسر عملت الي في دماغك وخدت عمر وروحت تغرقهم مياه وهما نيمين ؟
ابتسم أسر بإستفزاز:
-يا بابا ما أنت عارف أنهم مش بيصحوا غير كده أعمل أيه فأنا غرقت سارة وموري غرق تقي وبعدين ماما الي قالتل اصحيهم صح يا أمي صح يا موري ؟
رد عمر بطفولة:
-صح يا عمو صح يا تيته.
إبتسمت عليا بحنان:
-صح يا قلب ماما وأنت يا قلب تيته.
أتسعت عين أسيل وصاحت بجنون :
-عجبك إلي عملوه فينا يا ست ماما فرحانة فينا عجبك كده يا سي بابا وأنت يا أبيه عجبك عمايل إبنك دي أسر هيجننه ؟
ضحك سراج بخفة وعقب:
-بصراحة تستاهلوا مكنتوش هتصحوا غير كده.
رمقهم أدهم ساخراً وعقب:
-طبعا عاجبني مش أحسن ما تفضلوا نايمين للظهر اديكو صحيتوا نفطر سوا.
ردت أسيل بضجر :
-ماشي بس خليك فاكرين أنكم أنتم إلي صحتوني بدري.
غمزت لها تقي بمزاح :
-أيوة يا سوسو مش هنسكت لهم عشان يحرموا يصحونا بدري تاني هههههههه.
ألتفت أدهم إلي والده وتحدث بجدية:
-بابا إحنا محتاجين سكرتير جديد بدل استاذ رفعت.
أومأ سراج بهدوء وقال:
-تمام يا أدهم شوف سكرتير كويس يناسبك.
إبتسم أسر بحالمية وقال:
-ياريت تبقي سكرتيرة عشان تطري علي القاعدة.
تطلعت له تقي بشر وصاحت:
-أسر أحترم نفسك .
رفع أسر يده لأعلي بإستسلام:
-بهزر يا رمضان مبتهزرش ههههه .
أنتهي الإفطار العائلي في جو يسوده الحب والألفة وذهب كل منهم إلي عمله…..
❈-❈-❈
تجلس في غرفتها وبين يديها صورة صغيرة تضمها داخل أحضانها بإشتياق أبعدتها عن أحضانها وهتفت بحزن:
-يا تري هنتجمع تاني ؟
دمعة شاردة سقطت من عينيها مسحتها سريعاً وهي تستمع إلي طرق الباب خبت الصورة جيداً أسفل وسادتها وأذنت لمن بالخارج بالدخول:
-أدخل.
فتح باب الغرفة ودلفت اسيل بمرح:
-صبح صبح يا ست الكل.
إقتربت من والدتها بحب وقبلة أعلي رأسها ربتت والدتها على ظهرها وتسألت:
-خير يا قلبي محتاجة حاجة ؟
ضمت شفتيها بعبوث وقالت:
-زهقانة يا ماما أحنا مش هنسافر مصيف السنادي ولا ايه ؟
ابتسمت عليا بحب وقالت:
-لأ هنسافر بس أنتي شايفة ظروف شغل أبوكي وأخوكي يا قلبي سبيهم هما لما يخلصوا شغلهم هيحددوا وقت.
تنهدت بضجر وقالت:
-طيب ماشي .
صمت قليلاً وتسألت:
-قاعدة لوحدك ليه تعالي انزلي معانا تحت.
أومأت بهدوء ونهضت برفقة إبنتها وهبطت برفقتها إلي الأسفل وذهبت إلي المطبخ لتري ما تفعله تمارا .
❈-❈-❈زينب سعيد القاضي
في الحديقة تجلس تقي علي المقعد وتصب تركيزها علي اللوحة التي وممسكة بيدها الفرشاة شاردة في الصورة التي تود رسمها فجأة أتي أسر من خلفها وأخذ الفرشاة في غفلة منها.
أتسعت عيناها والتفتت له صارخة:
-حرام عليك يا أسر كده تقطع حبل أفكاري منك لله يا بعيد بقالي ساعة بجمع فيه.
تطلع لها قليلاً وأنفجر ضاحكاً:
قطعت أيه يا أختي هو أنا جيت جنبك وبعدين هو أيه ده إلي بتجمعيه يا مجنونة ؟
زفرت تقي بنفاذ صبر:
حبل أفكاري يا جاهل عشان أبدأ أرسم أش فهمك أنت في الرسم يا جاهل ؟
إبتسم أسر ساخراً وعقب :
تصدقي أنتي عندك حق أنا جاهل أني وافق بتكلم معاكي أصلا سلام يا دافنشي رايح أشقط موزة أحسن لي.
نهضت من مكانها وأمسكته من أذنه وصاحت مستنكرة:
-نعم نعم يا سي أسر رايح فين سمعني كده تاني؟
غمزها بخفة وقال:
-موزة أصل أنتي جثة فلازم أدور علي موزة سيبي بقي ودني هتكبر ومحدش هيبصلي .
شدتها بقوة مما جعله يصرخ بآلم:
-سبيني يا مجنونة سيبي.
تركته وتراجعت إلي الخلف وهي تضع يدها في خصرها بتشفي:
-أحسن بقت حمرا شكل الفرولاية يلا بقي شوف رايح فين.
رمقها شذرا وقال:
-ماشي يا تقي ماشي سلام.
ردت تقي برخامة:
-سلام يا بارد.
علي الطرف الآخر تقف تمارا تساعد خالتها في تحضير الغداء وهم يراقبون تقي وأسر من النافذة بإبتسامة عذبة.
إبتسمت تمارا وقالت:
-بصراحة يا خالتو أسر وتقي دول مجانين هيفضلوا ناكر ونكير طول عمرهم .
تنهدت عليا بأمل وقالت:
-عندك حق يا تمارا بس هما إلي عاملين للبيت حس ربنا يفرحنا بيهم هما وأسيل يااااارب.
رددت تمارا بتمني:
-يااارب يا خالتو.
❈-❈-❈زينب سعيد القاضي
في إحدي الكافيهات المطلة علي النيل يجلس أسر مع صديقه المقرب لؤي يتناولوا القهوة و يتذكرون ذكرياتهم سويا.
رمقه أسر معاتبا:
-يعني يا واطي من ساعة ما أخدنا الأجازة ما شفتكش ولا مرة ولا مكالمة تليفون طيب تعالي زورني في البيت .
إبتسم لؤي ساخراً وعقب:
-أجي فين يا عم أسر هو أبوك وأمك بيطقوني أصلاً ؟ ولا أخوك إلي محسسني أني قتله قتيل ؟
عض أسر علي شفتيه بحرج:
يا أبني مين قالك كده ؟ بس أنت إلي هزارك تقيل وبتروح تضايق البنات.
مثل لؤي الحزن وقال:
-يعني أعمل أيه يا أسر أن بعتبرهم أهلي بعد موت أبويا وأمي إلي عايشة بره يبقي دي أخرتها يظنوا فيا أني ببص لبناتهم ؟
غير أسر مجري الحديث:
-يا بني هما بيحبوك وأحنا أهلك اسكت هضحك أخيراً أستاذ رفعت السكرتير مشي .
ردد لؤي دون إهتمام:
-يا سيدي هتلاقيه يومين وجاي.
حرك أسر رأسه بلا:
-لا خلاص هيستقر في بلده ومش راجع تاني وأدهم بيدور على سكرتير بداله.
لمعت عين لؤي بلهفة:
-أخص عليك يا أسر بتدوروا علي سكرتيرة وأختي نيڤين موجودة أنت ناسي أنها معاها إدارة أعمال وكمان لسه محضرة الدكتوراه وراجعة من بره ؟
اومأ أسر بتذكر :
-أه صحيح خلاص هقول لأدهم لو وافق تمام.
رد لؤي بسخرية:
-هو كل حاجة أدهم وأنتي فين يا بطة ؟
تحدث أسر بغيظ:
لؤي أنت عارف كويس أني مبحبش الأسلوب ده وبعدين أدهم إلي شايل الشغل من صغره بالتالي هو المسئول وياريت تبطل تريقة بقي.
رفع يده بإستسلام وقال:
-يا بني مش قصدي قصدي أنك تبقي معاه في كل حاجة وتخلي بالك من مالك الدنيا مش دايمة لحد.
رد أسر بإختصار:
-خلاص يا لؤي زي ما قولتلك هقول لأدهم وأرد عليك.
❈-❈-❈زينب سعيد القاضي
في المساء عاد ادهم من عمله وجلس في مكتبه يراجع بعض الأوراق بتركيز تام قاطعه طرق الباب ودخول أسر بمرحه المعتاد:
-ممكن أدخل؟
استدار أدهم بإبتسامة:
-ما أنت دخلت خلاص تعالي يا حبيبي .
اقترب أسر منه بوجه بشوش وجلس أمامه:
-خلصت شغلك ولا أنا معطلك عن حاجة ؟
أغلق ادهم الملف وقال:
-حتى لو ما خلصتش مش مهم الشغل عشان خاطرك.
تراجع أسر مازحاً:
– لأ يا خويا خلص شغلك وأنا مستنيك أنت عايز الحج سراج يولع فينا هههههههه !
ضحك أدهم بخفة وعقب:
-هههههه أطلع من دول وأدخل في الموضوع.
آخذ نفس عميق وتحدث بجدية:
-أنت كنت عايز سكرتير صح أنت طبعا عارف لؤي صاحبي أخته دارسة إدارة أعمال ولسه مخلصة دراستها وراجعة من بره.
أومأ أدهم بتفكير:
-هو أنا مش بطيق صاحبك لؤي بس لو اخته طلعت شاطرة أيه المشكلة خليها تيجي أجربها لما نشوف الدنيا معاها.
أتسعت إبتسامته وقال:
تمام يا حبيبي هقوله يجبها بكره تقابلها تسلملي يا غالي سلام يا أبو عمر.
إبتسم الآخر بحب :
سلام يا حبيبي خد بالك من نفسك .
❈-❈-❈زينب سعيد القاضي
في غرفة أسيل تجلس أمام قفص العصافير الخاص بها وتتأملهم وتتحدث معهم كأنهم أشخاص يستمعوا لها ويتفاعلوا معها:
-تعرفوا أني بحبكم جدا بذات أنتي يا كوكي وتنظر لها بإبتسامة ثم تنظر إلي الآخر :
-كوكو وأنت كمان يا سي كوكو بس بحبك بس مش ذي كوكي هههههه بس متزعلش أنا بحبها عشان بنات زي بعض هههههه.
دلفت تقي الغرفة وهي تضرب كف بكف تقي :
-عليه العوض يا بنتي بتكلمي العصافير يا مجنونة !
إبتسمت أسيل بمرح :
-أه إذا كان عجبك يا أختي عايزة أيه مني مش سبتيني وقعدتي ترسمي في الجنينة ؟
رمقتها تقي ساخرة:
-معلش أسيل أنتي عارفة أني بحب أرسم في هدوء وأنتي ماشاء الله تتحسدى بهدوئك.
زفرت أسيل بحنق:
-طيب يا أخت دافنشي عايزة أيه مني ؟
أتسعت عيني تقي بصدمة:
حتي أنتي كمان هتقوليلي دافنشي ؟ مش عايزة حاجة يا أختي ده خالتو قالتلي أقولك أن الغدا جاهز تحت.
نهضت أسيل بلهفة وقالت:
-يعني بقالك ساعة بترغي والأكل جاهز وأنا هموت من الجوع وسعي كده .
أزاحتها جانبا وركضت إلي الأسفل تاركة تقي تنظر في آثرها بصدمة:
– مجنونة وهتفضل طول عمرها مجنونة.
هبطت الدرج وصوت صراخها يعلوا :
-جعانة يا قوم الأكل فين هموت من الجوع.
ضحك أسر ساخراً :
-يا بنتي نفسي أفهم الأكل ده بيروح فين بس مش باين عليكي حاجة أنتي تأكلي وإحنا إلي بنتخن؟
رمقته أسيل شذرا:
-أنت بتحسدني يا رخم وأنا أقول نفسي مسدودة ليه ؟
أتسعت عينيه وعقب ساخراً:
-أه وأنا أقول بتخلصي الأكل وتسيبي الأطباق المفروض كنتي تأكلي الأطباق بالمرة كمان ؟
إنفجر الجميع ضاحكين أثر جملته وما كان منها سوي أنها أمسكت ثمرة من التفاح وقامت برميه بها ولكنه تلقفها بمهارة وبدأ يتناولها بنهم شديد وهو يخرج لها لسانه.
❈-❈-❈زينب سعيد القاضي
تطلع والده إليه عدة مرات ظناً منه أنه يهزي أو يمزح ألتفت إلي وزجته التي نظرت له بحيرة هي الأخرى.
قلب بصره بينهم وتسأل بحذر :
-مالكم يا جماعة ساكتين ليه ؟ أيه رأيكم في إلي أنه قولته ؟
أتسعت عين والده وتسأل بعدم إستيعاب:
-رأينا في إلي أنت قولته ؟ أنت بتتكلم جد ولا بتهزر يا قاسم ؟
آخذ نفس عميق وألقي جملته دفعة واحدة:
-مش بهزر يا بابا بتكلم جد أنا بحب أسما وعايز أتجوزها.
عند هذا الحد ولم يستطيع والده الصمود أكثر من ذلك وصاح بولده بجنون:
-نعم يا أخويا بتحب مين ؟ وعايز تتجوز مين ؟ أنت أتجننت صح ؟ ما هو أنت بتهزر لا أنت مجنون ملهاش حل تالت بقي أبني أنا قاسم نور الدين يتجوز واحدة من الشارع ولا ليها أصل من فصل ؟ مش بعيد أصلا تكون بنت حرام.
أحمرت عيناه كالجمر وتحدث بعصبية شديدة:
-بابا كله إلا أسما سامعني كله إلا أسما هي مش واحدة من الشارع مش معني أنها يتيمة وأتربت في ملجأ يبقي من الشارع أو بنت حرام ليه حضرتك تحكم عليها كده من قبل ما تشوفها حضرتك لو شوفتها أنت وماما هتفهموا كلامي كويس أسما بتصلي وعارفة ربنا وكمان حافظة القرآن الكريم خات واحدة من إلي نعرفهم زيها كده ؟
رمقه والده بإستخفاف وعقب:
-بجد شوفتها بعينك بتصلي ؟ أشتغلت حضرتك محفظ قرآن وسمعتلها ؟ وعرفت منين متربية ولا لأ دي بنت ملاجئ يعني بنت حرام والدم بيجري في دمها دم نجس سامع نجس.
لم يستطيع أن يستمع لأكثر من ذلك نهض من مكانه ورفع كفه في وجه والده وردد بحزم:
-كفاية لغاية كده يا بابا مش هنتكلم في أعراض الناس أنا بحبها يا بابا وهتجوزها .
إستدار الرجل الي زوجته وصاح بعصبية:
-أيه ساكته ليه مش سامعة إبنك بيقول أيه ؟
أومأت بإيجاب وقالت:
-سامعة إلي بيتقال بس إبنك أكيد مش هيتجوز من غير رضانا.
ألتفتت الي ولدها واسترسلت بإيضاح:
-قاسم يا حبيبي أنت مش بتحب البنت دي هي مجرد بنت يتيمة شوفتها في زيارتك للملجأ وبتشفق عليها مش أكتر ولل مركزك ولا شغلك ولا أحنا ممكن يوافقوا علي الجوازة دي عايز تساعدها بفلوس ماشي أنت بتقول هتم السن القانوني وتخرج هاتها هنا تشتغل في البيت وتبقي تحت عنينا ويا سيدي إنك علي الجواز نشوف ليها أي واحد غلبان يرضي بيها ويتجوزها.
أرتسمت إبتسامة ساخرة علي محاياه وصقف بيده عدة مرات وسط تعجب والديه توقف فجأة وأسودت عيناه وغمغم بتحدي:
-أنا بحبها يا ماما وهتجوزها كمان سواء بإرداتكم أو غصب عنكم.
لم يكن رد والده سوي صفعة مدوية وقعت علي وجه قاسم تراجع آثرها الي الخلف عدة خطوات وشهقت والدته بفزع ونهضت تتفحص ولدها ولكنه تراجع إلي الخلف وأشار لها أن تتوقف وتحدث بإستنكار:
-بتضربني يا بابا ؟ بتضربني حضرتك معملتهاش وأنا عيل صغير بتعملها وأنا راجل عندي 30 سنة.
دمعت عيناه وأكمل بأسي:
-أنا معملتش حاجة غلط أنا حبيتها يا بابا زي ما أنت حبيت ماما.
قاطعه والده بعصبية:
-إخرس يا حيوان بتقارن أمك بالزبالة بتاعتك ؟
عاجله بعند وجدية:
-لا مش بقارنها بماما يا بابا وأسما هتجوزها.
تطلع له والده قليلاً وبعدها جلس مستنداً بظهره علي المقعد الوثير واضعاً ساق فوق ساق وتحدث بتحدي:
-عايز تتجوزها يا إبن أمك روح أتجوزها بس مفاتيح عربيتك هاخدها حسابك في البنك هيتقفل شغلك في الشركة هتترفد منه يعني هتبقي في الشارع روح بقي أتجوزها وأقعد معاها في الشارع الي جت منه.
حاولت زوجته التحدث وتهدئة الوضع بينهم الي أنا رمقها بتحذير:
-متدخليش أنتي يا وفاء.
تطلع إلي إبنه ساخرا وإبتسامة تشفي تلوح علي ثغره ظناً منه أنه إنتصر علي نجله ويستطيع إرجاعه عما ينوي إليه لكن فاجأه بوضع مفاتيح السيارة والمنزل أمامه علي الطاولة وكذلك أخرج محفظته الجلدية أخرج منها جيمع الأموال ووضعها بيد والده.
رفع يده لأعلي بإستسلام وقال:
-مفاتيح العربية والبيت في ايدك حتي الفلوس الي في جيبي بقت معاك شركتك رجلي مش هعتبها تاني بعد إذنكم.
إستدار بظهره متجهاً إلي الخارج لكن أوقفه صوت والدته المهزوز من البكاء:
-هتسيبنا عشانها يا قاسم ؟ هتعصي أبوك وأمك عشانها ؟
ألتفت لها والدموع في مقتليه ووضع قبضته علي قلبه وضرب عليه بقوة عدة مرات وهو يتحدث بآلم:
-مش بإيدي يا أمي أنا حبيتها بجد ومش هقدر أتخلي عنها.
صمت قليلاً وتطلع لهم بأمل وقال:
-أدوها فرصة واحدة يا ماما شوفوها طيب أنا واثق لما تعرفيها هتحبوها زي ما أنا حبيتها.
نظرت الي زوجها بترقب ولكنه أشاح بوجهه إلي الجهة الآخري ونهض قائلاً بلهجة لا تقبل النقاش:
-أنت إلي أخترت وتأكد لما تفوق لنفسك وتبعد عن البنت دي هتلاقي الباب مفتوح ليك دايماً.
تحرك والده عدة خطوات كي يصعد إلي غرفته لكن توقف فجأة واضعاً يده علي قلبه بآلم وسائر جسده يتشنج وفجأة سقط أرضاً.
شهقت زوجته بصدمة وركضت تجاهه هي وولدها الذي يناديه بهلع:
-بابا رد عليا يا حبيبي انت كويس ؟
لم يأتيه الرد فقد غاب عن الوعي نهض سريعاً يهاتف سيارة الإسعاف بينما والدته ما زالت تجثو جوار زوجها والدموع تتساقط من مقلتيها.
هاتف المشفي لإرسال سيارة الإسعاف وركض تجاه والده سريعاً يتفحصه.
رمقته والدته بعتاب وقالت بتوعد:
-لو أبوك حصله حاجة بسببك يا قاسم مش هسامحك طول عمري يا قاسم سامع مش هسامحك.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إرث الحب والآلام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى