روايات

رواية إحساس الفصل الأول 1 بقلم نهال الغندور

موقع كتابك في سطور

رواية إحساس الفصل الأول 1 بقلم نهال الغندور

رواية إحساس الجزء الأول

رواية إحساس البارت الأول

إحساس
إحساس

رواية إحساس الحلقة الأولى

لقاء”
دخلت حبيبة إلى قاعة البرنامج فصفق الجمهور بصخب ثم نهضت مقدمة البرنامج مرحبة بضيفتها العزيزة.. إلى أن تقدمت حبيبة نحوها ثم صافحتها يدا بعد عدة من الإبتسامات، ثم جلسا ليتحاوران، وبعد كلمات قليلة من المدح والمجاملات.. سألتها مقدمة البرنامج قائلة..
– كنتى قولتى فى لقاء قبل كدة ياحبيبة إنك بتثقى فإحساسك أوى تجاه الناس.. واللى بتحسى نفسك مش مرتحاله بتبعدى عنه فورا حتى لو ماشوفتيش منه حاجة أثبتتلك صحة دة.. مش شايفة إنك ممكن تكونى ظلمتى ناس كتير بسبب كدة؟
فابتسمت بسخرية ثم قالت..
– قصدك إنى بكدة ممكن اخسر كل اللى حواليا وافضل لوحدى
– ‏بالظبط
فقالت بابتسامة حزينة..
– فعلا معاكى حق..علشان كدة أنا قررت من فترة أتغاضى عن أى حاجة بيشوفها إحساسى واعيش بس بعنيا
– ‏ممكن توضحى قصدك؟
فنظرت تجاه مقاعد الجمهور لتنظر إلى صديقاتها الثلاث..هبة، نسمة، سماح ثم ابتسمت وعادت إلى مقدمة البرنامج لتقول..
– هو ممكن صحابى يكونو معايا فى اللقاء دة؟
فردت قائلة..
– أوى أوى..هما فين؟
فنظرت إليهن حبيبة ثم استدعتهن قائلة..
– هبة..نسمة..سماح..تعالو
فنهضت ثلاثتهما ليصفق الجمهور لهن ثم يجلسن بجوار حبيبة..لتتحدث عنهما قائلة..
– دول بقى يبقو أعز أصدقاء ليا..عرفتهم بالظبط من خمس شهور..تحديدا من وقت ما ابتديت أقف على رجليا وابتديت أنجح.. كانو نعم الصحاب وقفو جنبى وساعدونى..وكانو أكتر من أخوات وقت الزعل اكتر من الفرح..ثم أشارت إليهما قائلة..دول بقى أول ماشوفتهم كانو شلة كدة….إحساسى اللى كنا بنتكلم عنه من شوية ماكانش مرتاح لهم خالص..فقولت بينى وبين نفسى…إحساسى دة هيخسرنى كل الناس ماينفعش كدة..فقاوحت مع الإحساس دة، سمحتلهم بإنهم يقربو منى وسمحت لنفسى بإنى أكون صاحبتهم..قررت أغمض عيون إحساسى علشان بس أحس بلحظة امان حتى لو مزيفة .. وفعلا شوفت منهم كل العطف والحنية والحب اللى اى حد يتمناه.

فابتسمت وجوههم ثم تطلعت كلا منهن إلى الآخرى بسعادة حتى قالت مقدمة البرنامج مازحة..
– ما محبة إلا بعد عداوة
فردت حبيبة قائلة..
– تعرفى إن محبة العدو بتكون أصدق كتير من محبة الصديق؟
– إزاى بقى؟
– لإنه بيعاديكى بشرف..ما فكرش بإنه يحسسك بغير كدة فلما يقرر يحبك بردو هيحبك بشرف..أما محبة الصديق الفعلية صدقينى ما يفضحهاش إلا المواقف
– دا معناه إن هبة ونسمة وسماح محبتهم ليكى حقيقية
فنظرت إليهما ثم ابتسمت قائلة..
– بس هما ماكانوش أعدائى
فتوقفت كلا منهن عن الإبتسام..ثم سألتها مقدمة البرنامج لتستوضح الأمر..
– تقصدى إيه؟
فنظرت إليهن قائلة..
– أقصد إنهم حبايبى..خلونى أحبهم من حبهم وخوفهم عليا
فعادت الإبتسامات على وجوههن مرة أخرى حتى قالت مقدمة البرنامج..
– بجد مش عارفة أقول إيه لإنى بجد خايفة أحسدك عليهم .
بجد مش عارفة أقول إيه لإنى بجد خايفة أحسدك عليهم .. بس هقول ربنا يخليهملك ويخليكى ليهم..ثم أضافت..
– ‏الواحد فى الزمن دة صعب إنه يلاقى أصدقاء مخلصين كدة..أكبر نعمة فى الدنيا إن الواحد يرزقه بأصدقاء كويسين يساعدوه ويقفو جنبه
فردت قائلة..
– أكيد دى أكبر نعمة فى الدنيا..بس اسمحيلى إنى أقولك إن النعمة دى مش عندى
فبهتت الوجوه واحتارت النظرات..حتى تابعت..
– يؤسفنى إنى أقولك إن كل اللى شيفاه دة فيك..وهم أنا اخترت أعيشه بإرادتى
– ‏تقصدى إيه؟
– ‏أقصد إن ماحدش من التلاتة دول عمره حبنى.. كل واحدة فيهم اتقربت منى لغرض معين
فصرخت بسمة قائلة..
– إنتى بتقولى إيه ياحبيبة؟
فتحولت نظراتها إلى مقت وغضب ثم قالت بحزم..
– إخرصى
ثم نظرت إلى مقدمة البرنامج وتابعت حديثها قائلة..
– كنت بلاحظ وشوشهم وهى بتتغير اول ما ادخل عليهم..كنت بقرأ كل حرف كانو بيحاولو يخفوه عنى..للأسف هما نسيوا.. ماخدوش بالهم إن الكاتبة اكتر حاجة بتعملها هى إنها تقرا..إنها تحس..إنها تشوف وجوه الناس وتفهمهم.
ثم صمتت بعض اللحظات ثم تابعت..
– كان لازم أظهرلهم إنى مش شايفة وإنى أمية مابعرفش أقرأ..كان لازم اعمل كدة علشان ماافوتش عليا المشهد..مشهد الحب والصداقة الجميل اللى لو قعدت عمرى كله ماكنتش هعرف أكتب زيه.
ثم نظرت إليهما وقالت..
– كل اللى يشوفهم معايا كان بيحسدنى عليهم..لدرجة إنى أوقات كنت بصدقهم..كتير قالولى بلاش تبقى حنبلية فى اختياراتك.. إحساسك مش مقدس علشان تثقى فيه أوى كدة وتصدقيه..تعاملك بسطحية المشاعر هتدمر علاقاتك وهتبقى لوحدك .. فقررت..قررت إنى أدى لنفسى فرصة بإنى أعرف أيه أفضل..إنى أعيش واكون لوحدى ولا أعيش فى قصة مزيفة من الوهم..
فخفضت بصرها بأسى ثم نظرت إليها قائلة بنبرة أشبه بالبكاء..
– أنا إيه ذنبى؟ إيه ذنبى فإنى بكتشف حقيقة الناس بسرعة؟ إيه ذنبى إن إحساسى وقلبى بيشوف؟
لم تستطع الدمعات لأن تصمد أكثر من ذلك فسقطت على وجنتيها لتمسحها قائلة..
– انا ما اخترتش أبدا أكون وحيدة.. ولا حابة أكون وحيدة..بس لما ربنا يدلنى ويوهبنى نعمة زى دى ماينفعش أبدا أستهتر بيها.. ماينفعش أغمض عنيا وارمى نفسى فحضن مصير مجهول علشان أسرق لحظات مزيفة من الأمان .. ثم تنهدت بأسى وقالت..
– ‏ للأسف عمر إحساسى ما كدب عليا

flash back

كانت تنظر حبيبة إلى المرآة بداخل حمام السيدات وهى تضع يدها تحت صنبور الماء لتعبئه ببعض قطرات الماء ثم تهدهد به برقة على وجهها ليصبح على الطرف الأخر من المرآة هبة ونسمة وسماح وهن يلهوان بأدوات التجميل ثم ينظرن إليها بغمز وضحك لتلاحظ ذلك فتنظر إليهن بابتسامة فاترة ثم تخرج إلى قاعة الحفل الذى سيعلن فيه عن افضل كتاب قد تم تقديمه فى مسابقة هذا العالم..ومما يعنى الفوز بهذا اللقب هو الفوز بنشر الكتاب عالميا..لكنها لم تكن تطمح بهذا الحلم الكثير من وجهة نظرها..لقد كان أشبه حضورها إلى الحفل بحضور حفلة مدرسية يشارك بها أحد أبنائها بأحد العروض المسرحية..وما كان عليها سوى الإنتظار إلى أن ينتهى الحفل حتى يخرج إليها إبنها الذى لم يتجاوز دوره دور الكومبارس لتثنى إليه ببعض الكلمات ثم تقول له..لا بأس بنى لقد حاولت.
‏لم تكن تتوقع اكثر من بعض الثناء و الكلمات المجاملة من أحد الاعضاء القائمين على الحفل قبل لحظة الإعلان عن الفائز الذى بالتأكيد لن يكون هى.. كانت تتفهم جيدا مسألة إختلافها، وأن هذا الإختلاف قد لا يستطيع الكثير أن يفهمه..إلى ان أتت اللحظة المنشودة للإعلان عن الفائز فنظرت إلى المناصة ببرود وملل..نعم إنها المرة السادسة الآن التى تقوم فيها بالتقديم إلى هذه المسابقة..لقد فقدت حماسها..شغفها.. وما تبقى سوى بصيص ضعيف من الأمل هو من جعلها لازالت تحاول ….ثم أخذت تتذكر كم كان مؤلما اول شعورا بالخيبة.. تلاه مرات عديدة من الخيبات أكسبها بلادة الشعور بالحزن والحسرة وألزمها شعور الإستقرار بالرفق والرأفة على نفسها..كانت تشعر كثيرا بالفخر بنفسها وإن لم يفخر بها أحدا..كانت تعرف أنها تستحق الكثير حتى وإن بخل عليها القدر.. كانت تؤمن كثيرا بنفسها..أألآن تتحقق أحلامها!!!

لقد نادى المعلن الآن بإسم الكتاب

ماذا يحدث؟
هل دخل الفرح توا قلبها؟!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إحساس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى