روايات

رواية إحتلال محرم الفصل العاشر 10 بقلم مريم نصار

رواية إحتلال محرم الفصل العاشر 10 بقلم مريم نصار

رواية إحتلال محرم الجزء العاشر

رواية إحتلال محرم البارت العاشر

إحتلال محرم
إحتلال محرم

رواية إحتلال محرم الحلقة العاشرة

‏”فلما جاء أمرنا نجينا صالحاً والذين آمنوا معه برحمة منا “*
تأملها جيدا :
برحمة منا..!؟
فإذا جاءك الفرح بعدالضيق فتذكر أنه برحمة الله،
وإذا جاءك الشفاء بعد المرض فليس بالدواء والطبيب وإنما برحمة الله..
نحن تحت رحمة الله في كل ما نفعل ونؤمل”.
————————————————————–
بسم الله نبدأ
في مكان تاني خالص في القاهره في منطقه سكنيه راقيه تحديداً في برج في الدور ال17 كانت شقة نورسين ودي كانت سكرتيرة انجي اللي طردتها من الشركه، قاعده لوحدها في الليفنج بتشرب الهوت شوكليت بتاعها وبتقرأ كتاب ومشغله ميوزك هادي،وبعد لحظات جرس الباب رن، قفلت الكتاب وقامت تفتح، لكن اتفاجئت بأنجي الورداني، اتخضت، وكمان استغربت لأنها زياره غير متوقعه بالمرة ،اتكلمت بدهشه:-انجي هانم؟!!!
أنجي طبعاً هتتجنن لأنها مش عارفه توصل للجاسوس اللي بينقل أخبارها لأمير برهامي، وشكت في كل اللي حواليها، وفكرت إن نورسين ممكن تكون هى الجاسوس ده رغم أنها مراقباها من فترة، ابتسمت بتهكم وبصتلها بسخريه، ودخلت البيت من غير ما تتكلم، نورسين كشرت عينيها من تصرفها ده،وخافت لأن الجارد بتاعها واقف قدام الباب، بلعت ريقها بخوف وبصت لأنجي بترقب، أنجي وقفت في الليفنج وبصت حواليها بتفحص وقالت بسخريه:- واو ذوقك مش بطال في الديكوريشن يا نورسين.
نورسين واقفه مكانها وردت بصوت مهزوز:- أحم، ميرسي لحضرتك.
أنجي شافت الخوف على ملامحها،رفعت حاجبها بمكر واتكلمت بثقه:- أكيد أنتي اتفاجئتي بوجودي هنا،لانها من سابع المستحيلات كانت تحصل وانجي الورداني بنفسها تيجي لحد عندك، وأكيد بتسألي نفسك ياترى أنا جايه ليه؟
نورسين اتوترت اكتر لكن ردت:- ياخبر حضرتك تشرفيني في أي وقت،والحقيقه فعلاً فاجئتيني، أحم، بس ياترى الزياره المفاجأة دي ليها سبب؟
أنجي بصت لها بتقزز وردت بكبرياء:-وأنتي مفكره إيه؟ إني ممكن أجيلك من غير سبب؟ لا يا جميله، فوقي ما تعيشيش في الوهم كتير، أنا أنجي الورداني، بنت صلاح الورداني.
نورسين مثلت الإبتسامه وقالت من بين أسنانها:- غنيه عن التعريف يا أنجي هانم طبعاً، لكن برده ممكن اعرف السبب.
وسكتت للحظه وحمحمت وكملت بتساؤل وترقب:- هو حضرتك هترجعيني الشغل تاني؟
أنجي ضحكت بسخافه وردت بعظمه:- لا ياروحي، انا اللي بيخرج من شركتي!! مستحيل أنه يرجع تاني، انا بحب دايما انضف حياتي أول بأول، النفايات مالهاش مكان عندي.
نورسين اتضايقت جداً واتغاظت، لكن خايفه من الجارد ونفوذها وقالت بإستنكار:- اللي تشوفيه حضرتك؛ طيب أقدر اخدمك بأيه؟
بصتلها أنجي بشك وسألتها بنبرة حادة:- أنتي روحتي لأمير برهامي شركته؟
نورسين كشرت عينيها بعدم فهم وقالت:- أمير برهامي؟!! وانا هروح شركته ليه؟!
أنجي بصوت جهوري:- أنا اللي بسألك مش أنتي! وتجاوبي على سؤالي من غير مماطلة.
نورسين بتنهيده ونزق:-والله يا مدام أنجي من وقت ما حضرتك قطعتي عيشي من شركتك ماشفتش أي شركات تانيه.
أنجي بمكر:- ايه ده يعني ما اشتغلتيش؟!
نورسين بصتلها بلوم وعتاب:- أظن حضرتك عارفه إني رحت قدمت في شركات كبيره لكن…!!!
أنجي رفعت حاجبها:- لكن إيه؟
نورسين ردت بقلق:- لكن اللي يعرف اني كنت شغاله عند حضرتك يرفض يشغلني.
انجي ضحكت بثقه وقالت:- طبعاً؛ لأن إسم أنجي الورداني علامة تجاريه معروفه.
نورسين قالت في سرها بغيظ:- او يمكن بيرفضوني علشان ما حدش بيطيقك مثلاً.
وبعدها هزت راسها بالموافقه على كلام أنجي لأنها أكتر واحده عارفه غرورها، ونفسها تخرج من بيتها ،أنجي سألتها تاني بتهديد:-طيب لو عرفت إنك اشتغلتي من ورايا في شركة برهامي أعمل فيكي إيه؟ واختاري أنتي نوع نهايتك بنفسك
نورسين اتغاظت منها وقالت بوجوم:- إزاي حضرتك هشتغل في شركة من شركات برهامي؟ وهما عارفين إني كنت سكرتيرة عندك؟ حتى لو رحت قدمت أكيد هيرفضوا يشغلوني عندهم ،لان من البديهي انهم هيفكروا اني رايحه جاسوسة علشان أبلغك بكل حاجه عنهم ولا حضرتك شايفه إيه؟
أنجي رغم انها متضايقه من نورسين لكن اقتنعت بوجهه نظرها، وبرده هي مطمنه انه نورسين ما بتشتغلش لانها مراقباها وقالت:- خلي بالك أنا عيني عليكي الفتره دي؛ يعني لو عرفت إنك بتروحي شركة من شركات برهامي، او بتقابلي حد من عيلة برهامي بره اكيد هيوصلني، وهعرف و وقتها ماتلوميش إلا نفسك.
نورسين بغيظ:-حضرتك طردتيني من شركتك ولنفترض اني اشتغلت في أي مكان؟! ليه تراقبيني مش كفايه قطعتي عيشي ومن وقتها عايشه من معاش بابا ومش مكفيني؟ ولحد دلوقتي مش لاقيه شغل!!
انجي ابتسمت بتهكم:- مش موضوعي ياروحي، انا جيت بس علشان انبهك مش اكتر، لكن لو حابه تجربي قرصتي؟! ما عنديش مانع؛ انا عندي شغف كبير للأنتقام.
نورسين نفخت بنفاذ صبر، وحبت تريحها وقالت:- اطمني حضرتك يا أنجي هانم؛ أنا لا اشتغلت في شركات برهامي؟؟ ولا قربت من أمير برهامي نفسه؛ ولو على المراقبه؟! ما فيش اي مشكله راقبيني زي ما حضرتك تحبي.
أنجي بصتلها من فوق لتحت وسابتها وخرجت والجارد مشي وراها، نورسين قفلت الباب وهزت راسها بيأس من تعجرف أنجي وقالت بغيظ:- ست قليلة الذوق جدًا يخربيت اللي علمك مجال الأعمال،ظلم البشريه كلها،اووف.
خلصت كلامها مع نفسها ورجعت تقرا كتابها تاني.
ليله أول ما سمعت منه أنه متجوز!! كانت صدمة تانيه، وصدمه أكبر لانها كده عاشت في وهم، رغم انها صدقته ووثقت فيه،افتكرت الدبله وافتكرت لما كان بيجيله إتصال ولازم يبعد عنها ويتكلم، ما كانتش مستوعبه كل ده، دمعه سالت على خدها وبصتله بعدم تصديق،وسألته بلوم وعتاب:- متجوز يا مروان!!
مروان كان محرج منها وبص بعيد و هز راسه ليها بتعب وقال بحزن:-ايوه يا ليله متجوز.
ليله ابتسمت بوجع، وبعدها ضحكت، ضحكت بهستريا، مروان بصلها وحس وجعها وزعل جداً من نفسه، ليله وهي بتضحك ضربت كف بكف بتعجب، والضحكه اتحولت لبكاء، بكاء هستيري، وحطت وشها بين أيديها، وصوت شهقاتها كان عالي، مروان ما استحملش وقام بسرعه عندها لكن هي شاورت ليه يبعد عنها، وقالت بصريخ:- أبعد عني ما تلمسنيش.
وكملت بضياع:- أنت متجوز يا مروان؟! متجوز!!! يعني كل ده كان إيه؟ كنت بتضحك عليا!! استغفلتني!! طب كدبت عليا ليه؟ انا عملت فيك إيه؟ قولي اذيتك في إيه علشان توجعني كده؟
وعيطت بوجع وحسره وقالت:- أنت ليه بتحب تتلذذ بعذابي!!! يعني!!! يعني الدبله اللي أنا سألتك عليها دي؟ ما كانتش تمويه علشان تبعد عنك البنات زي ما قلت!!! يعني كانت دبلة مراتك فعلاً! يعني أنت ليك زوجه وأسره!! وانا!!!! وانا كنت نزوه! كنت مؤقتا في حياتك؟!
مروان بصوت جمهوري:- ارجوكي يا ليله حاولي تهدي و اسمعيني وافهمي.
ليله زعقت:- أفهم إيه؟! ما هي واضحه اهي؛ واضحه زي الشمس؛ انا نزوه.
وشاورت ليه واتكلمت بضياع:- عارف يامروان!! سعاد كان عندها حق؛ سعاد قالتلي كده؛ ايوه انا مطلقه وكمان ما بخلفش؛ يعني سهله جداً لأي حد.
وبعدها فتحت عينيها بدهشه وكملت بذهول:- أيوه أنت قربت مني علشان انا ما بخلفش؛ فأنت ضامن إنك لما تقرب مني مش هيحصل حمل؛ يعني اشتريتني وبعتني وأنت واثق إنك مش هتتأذي بأي شكل من الأشكال، صح يا مروان؟ يعني أنت ما حبتنيش، دي كانت كذبه، كذبه كبيره.
مروان ما استحملش كل الضغط ده وصرخ فيها بصوت عالي وقال:-بطلي ترمي اتهاماتك بقى عليا واسمعيني؛ انا آه متنيل متجوز؛ لكن ما عنديش أسره؛ ما عنديش حياه أصلا عايشها، كل اللي أنا فيه كدبه ،ما عنديش أي حقيقة في حياتي غيرك، وانا لو متجوز وعندي أسره وزوجه بحبها!! هاجيلك ليه؟ هبصلك ليه؟ ياستي اقعدي واسمعي وافهمي اللي أنا عايزه أقوله، انا هحكيلك كل حاجه وبعدها احكمي عليا برحتك.
ليله زقته من صدره وقالت بغضب:-أنت واحد كداب،انا مش عايزه اسمع منك حاجه، أنت واحد اناني.
مروان مسكها من دراعاتها بقوه واتكلم:-بطلي تتهميني أنا تعبت من كتر الاتهامات دي، أنتي ليه مش عايزه تفهمي اني بحبك بجد.
وكمل بإستعطاف:- ليله انا اتظلمت؛ انا اللي ظلمت نفسي؛ الست اللي معايا ما بترحمش؛ الست اللي معايا معيشاني في جحيم؛و رغم العز اللي انا فيه بس مش مرتاح، الفلوس طلعت مش كل حاجه يا ليله.
لليله ضحكت بوجع وقالت بسخريه:- فلوس!!! الفلوس إزاي مش كل حاجه يا مروان؟! الفلوس اللي معاك اهي خلتك تشتريني وابقى تحت طوعك؛ خدتني في دوامة الحب واخدت مني اللي أنت عايزه، بس عارف؟ انا اللي استاهل، انا اللي استاهل اني صدقتك ووثقت فيك، وده درس لكل بنت ومطلقه وأرمله،وست على وش الأرض، إنها ما تصدقش أي واحد حتى لوفرش لها الارض ورد، حتى لو قالها كل كلام الحب، حتى لو بكى قدامها وعمل كل فعل قدامها يخليها تصدقه انه بيحبها! برده ماتصدقش، لأن كل ده ضحك وكدب، كل ده تمثيل، تمثيل بجداره من راجل خاين ما بيخافش من حد، وزي ما سعاد قالت الراجل اللي شاري الست؟ بيجيلها لحد باب البيت يطلب أيدها ويعززها وياخدها ويكون فخور بيها و بنسبها وناسها، غير كده لأ، انما أنا دلوقتي أهو،صدقتك و وثقت فيك والنتيجه كانت إيه؟ هاااا! كانت إيه قولي؟ إني بقيت خاطيه ووصمة عار على أهلي، ودلوقتي مجبره!! لأني ما فيش في ايدي حل تاني أعمله، انا خلاص حطيت نفسي في اوضه ضلمه وحيطانها بتقرب مني علشان تخنقني.
مروان هزها من كتافها علشان تفوق وقال:- يا ليله ارجوكي اسمعيني، الحكايه مش زي ما أنتي فاهمه خالص، مراتي صعبه بجد، حياتي اصعب من حياتك بكتير رغم الرفاهيه اللي أنا فيها.
وكمل بتروي:- اقعدي يا ليله، اقعدي وخليني احكيلك كل حاجه،و لو ليا شوية حب عندك اقعدي واسمعيني، وبعدها قرري اللي أنتي عايزاه.
زقت أيده بنرفزه، وقعدت في صمت، وبصت قدامها للفراغ وساكته، مروان مسح على شعره بحيره ونفخ بخنقه وقعد قصادها وابتدى يحكي بإستعطاف وقال:- الحكايه بدأت من سنين لما كنت شاب طايش، انا يا ليله انسان بسيط وكنت شغال في محل كبير للملابس الجاهزه وكنت راضي بعيشتي وبضحك مع صحابي وبضحك عادي مع الناس اللي بحبها وكنت متواضع جداً، اه ساعات ما بكونش راضي عن اللي أنا فيه، وشايف إن الدنيا دي ظلمتني، لكن هي بتبقى مجرد فضفضه جوايا أو مع صحابي،و إن الفقر ظلمنا وجه علينا، لحد ما في يوم وانا في المحل دخلت علينا ست جميله شكلاً ومقاماً وموضوعاً، ليها هيبه كده أول ما دخلت علينا، وأنا ماكانش في دماغي، لكن الحقيقه انبهرت زي باقي زمايلي اللي انبهروا بيها،الكل كان بيتسابق عليها علشان يشوفها عايزه إيه؟ ويلبي رغباتها في المحل إلا أنا، كنت واقف مبهور من شكلها وستايلها،والحرس اللي حواليها، هي شافتني ولقيتها بتشاورلي وندهت عليا، انا فوقت ورحت ليها وقلتلها تحت أمرك يا هانم! لقيتها بتعدل ياقة القميص بتاعي، وشاورتلي على ستايل معين عايزاه، رحت جبتلها الطلب،و انا مستغرب من اللي هي عملته،وازي جريئه كده،جبتلها الطلب وقدمته ليها ومستني أخد الحساب،حطتلي الحساب والكارت بتاعها وسابتنا ومشيت، عرفت بعد كده إنها سيدة أعمال كبيره، وباباها كان راجل معروف، فضلت أفكر يا ترى واحده بالغنى ده؟ سابتلي الكارت ليه؟ بس بعدها ما اهتمتش، وبعد فتره لقيت نفس العربيات جت وقفت قدام المحل تاني، وانا فرحت قلت اكيد دي الست الغنيه، لكن ما لقيتهاش لقيت الجارد دخلوا عليا وشاورولي إني أركب معاهم بهدوء من غير شوشره، انا قلت أكيد انا عملت مصيبه وانا مش عارف إيه هي، بيني وبينك مشيت معاهم وانا رجليا مش شايلاني، وأول ما وصلت الفيلا عندها كنت مبهور ما ركزتش انا ماشي فين من جمال المكان والغنى اللي هما فيه،وفوقت على صوتها وهي بتكلمني وكانت طريقتها حلوه ومهذبه و واثقه من نفسها، لكن فاجأه لقيتها بتطلبني للجواز، أنتي متخيله يا ليله انا كنت مستغرب وواقف مبلم قدامها ما استوعبتش أصلا اللي هي بتقوله، ست بالجمال ده وبالغنى ده بتطلب أيد واحد فقير وعايزه تتجوزه كمان؟ فضلت شويه على ما استوعبت الخبر وما عرفتش ارد عليها، ولا اقولها حاجه، بعدها لقيتها بتلف حواليا واتاريها كانت بتلف حواليا زي الافعى بالظبط علشان تخنقني وتمـ.ـوتني و تبلعني جواها، واخدتني ملكيه خاصه ليها، كنت منبهر كنت طايش، وافقت طبعاً مين غبي هيرفض عرض زي ده؟ لما ألاقي خدم حواليا،و اهتمام وعربيات،و صاله رياضيه لوحدي،ناس تيجي لحد عندي وتخدمني وتلبي كل رغباتي، وقبل الجواز عشت شويه في الغنى واتعودت عليه،بعدها حطتني في إختيار صعب، إني أعيش وحيد من غير اهلي، كلمتها بهدوء ورفضت وكلامها معايا بتهديد، قلت لنفسي يا واد يا مروان وافق وهى أكيد بعد كام شهر من جوازنا ولا حاجه تلين وتخلي اهلك يجوا يعيشوا معاك كمان،بعدها عشت سنه، سنه وأنا في سعاده كنت بحس أن هي كل حاجه في حياتي، لحد ما في يوم ظهرت على حقيقتها اليوم ده كنت بطلب منها اني أروح لأهلي لاني بقالي كتير ماشفتهومش، قالت ما فيش حاجه اسمها اهلك انسى اهلك دول خالص، وقتها اتصدمت فيها ومكنتش عارف أعمل إيه؟
سكت للحظات ،ورفع عينيه لليله وكانت ملامحها جامده وبصه قدامها، ودموعها نازله من غير عياط،اخد نفس طويل وكمل بترقب:- حتى الخلفه يا ليله حرمتني منها، رافضه موضوع الخلفه خالص وحاطه في حياتي شروط كلها تمثيل في تمثيل، امثل قدام الناس اني مبسوط وفرحان بجوازنا، امثل قدام الصحافه، نسافر بلاد وبلاد كنت في الأول مبسوط لكن واحده واحده اكتشفت إني بقرب و بطلع على الهاويه، مش بعيش حياه، وكنت راضي بكتم جوايا واسكت، أقولها نعم وحاضر واسكت، اناقشها في بعض الأمور اللي تخصني لكن كلامها هو اللي يتنفذ واسكت، مسيطره عليا في كل تصرفاتي ورضيت وسكت، لحد ما شفتك يا ليله شفت فيكي الأمان، شفت فيكي الحياه اللي بجد، شفت فيكي كل حاجه، عشت معاكي بجد خدتيني من الهاويه لأحلى حياة معاكي، رجعتيني لمروان اللي كنت أعرفه زمان، رجعت مروان البسيط معاكي من غير قيود ولا تمثيل ولا شكليات، ولما قربت منك كنت فعلاً محتاج أقرب منك، كنت محتاج أعيش بحريتي معاكي، عايز أعيش معاكي من غير روبوت، عارفه يا ليله؟ انا لو اقدر اطلقها كنت طلقتها من زمان، هي دفـ.ـناني يا ليله، وانتي في إيدك الحل تحييني من تاني، انا معاها ميـ.ـت ومعاكي بعيش، أنا معاها نفسي بيتقطع، ومعاكي بتنفس بكل هدوء، أنا معاها ماشي وانا مفتح عينيا لكل اللي حواليا من الخوف، لكن معاكي بمشي وانا مغمض عينيا من الأمان، ارجوكي يا ليله وافقي نتجوز، مش علشان نصلح غلطتنا لأ، وافقي نتجوز لأني عايزك، لأني بحبك، لأني شاريكي و لاني ما ليش في الدنيا دي غيرك، حتى اهلي مش عارف هما فين؟ سابوا البيت اللي كنا فيه وعزلوا، انا متحطم ومش عارف أعيش، أنتي الحاجه الوحيده اللي محسساني بطعم الحياه، ارجوكي يا ليله، ارجوكي ما تظلمنيش، انا ظلمت نفسي زمان ومش عايزه اظلم نفسي دلوقتي، عايز اعيش يا ليله، خليني معاكي عايش.
كانت بتسمع كلامه بكل جوارحها، فكرت كتير في حياته اللي عاشها، وفعلا زي ما ابوها قال ما فيش حد مرتاح فأرضي بقليلك تنعمي، فكرت في مراته قد ايه كمية الجبروت اللي هي فيه! معقول في واحده تشتري واحد بالطريقه دي؟ طيب وانتي مستغربه ليه يا ليله؟ ما هو مروان اشتراكي؛ لا لا مروان ما اشترانيش؛ مروان خدعني وانا اللي استسلمت برغبتي؛ مش هنكدب على بعض يا ليله؛ أنتي كنتي خارجه مجروحه من حياة فتحي، ودخلتي في قصة احتياج، كنتي محتاجه فعلاً حد يطلعك من اللي أنتي فيه،و مروان اللي جالك في وقت ضعفك، وخلاص يا ليله حياتك ضاعت فما تضيعيش الباقي منها، غمضت عينيها واخدت نفس عميق وزفرته وردت عليه بجمود:- موافقه.
عدا يومين وكانوا أصعب يومين على بعض ابطالنا ومروان وليله كل واحد منهم عايش في وحده؛ الصبح في المستشفى، في غرفة الحج محمود،سعاد جت تطمن عليه، وقعدت جمبه بتتحايل عليه انه ياكل وهو رافض الأكل تماماً وقالت بتحايل:- علشان خاطري يا عم محمود كُل مني بس الحته دي، أنت ما اكلتش حاجه من امبارح.
محمود كان فاقد الشغف والحياه لأي حاجه في الدنيا ،بص في الارض مكسوف ورد بكسرة خاطر:- ما ليش نفس يا سعاد؛ لو بتعزيني يا بنتي ما تضغطيش عليا.
سعاد حست بيه ومحبتش تضغط عليه، حطت الاكل جمبها وردت بإستسلام وقالت:- خلاص يا عم محمود اللي أنت عايزه؛ المهم تطلعلنا بألف سلامه.
محمود بإنكسار وتمني:- انا بدعي ربنا اني ما اطلعش من هنا أبدا غير على قبري.
شهقت سعاد وقالت:- ألف بعد الشر عليك يا عم محمود ما تقولش كده؛ حرام عليك نفسك؛ أنت هتتحاسب على نفسك اللي بتظلمها دي.
دموعه نزلت بإنكسار وقال بوجع:-و هو مش حرام اللي بيحصل معايا؟ ومش حرام اللي جرالي؟ مين كان يصدق!! مين كان يصدق ليله بنتي أنا؟ تعمل كده؟
عينيها دمعت وقالت بحزن:-طيب وحد الله واهدا أنت تعبان، و مش وقته مش عايزين نتكلم هنا في الموضوع ده، علشان عمي فرغلي واقف بره وكمان معاه الاستاذ مختار، وزي ما أنت عارف الحيطان ليها ودان يا عم محمود، فبالله عليك مش عايزين نتكلم في الموضوع ده هنا خالص.
محمود هز راسه بخيبة أمل وقال:-حاضر يا سعاد؛ مش هتكلم، لأني ما ينفعش أتكلم، لازم أخرس خالص وادفن راسي في الأرض زي النعام.
سعاد بحزن:- وحد الله مش كده.
رد بوهن:- لا إله إلا الله ،سيدنا محمد رسول الله.
سعاد جواها محتاره لأن فرغلي سألها على عدم وجود ليله وهى ردت عليه وقالتله أول مبرر جه في تفكيرها،و اتنهدت بحيره ومش عارفه تقول لعمها محمود إيه لكن اتكلمت بترقب وصوت هادي علشان محدش يسمعهم وقالت:-انا عايزه اقولك حاجه حصلت مني، وانا مش عارفه تصرفي ده إن كان صح ولا غلط.
محمود مسح دموعه ومردش عليها، وسعاد كملت وقالت:- من امبارح واللي إسمه مختار ده بيسألني كتير ليه ليله مش موجوده؟ وما عرفتش أقوله إيه، وطول الليل أدعي ربنا أنه يلهمني للصالح ،و النهارده الصبح كان مستغرب عدم وجودها وسألني تاني، واللي زاد وغطى عم فرغلي جه و سألني قدامه، واللي ربنا الهمني بيه وقتها قلته ليهم.
عينيه اتملت بالدموع ورد بصوت حزين:- وقلتي إيه يا سعاد؟
سعاد بوجع:- قلتلهم إن امبارح قبل الضهر في حد اتصل على ليله وقالها انه سمع حد بيهد.دها، إنها لو اتجوزت حد غير طليقها هيأذ.وها ويؤ.ذوك، وأنت من خوفك عليها بعتها عند قرايبك في البلد، وسبب تعبك ده من خوفك عليها، ولما عمي فرغلي سألني يعني اللي اتصل بيها ده فتحي؟ وأنا علشان عارفه إن عمي فرغلي عارف فتحي، قلتله لأ، هو الإتصال كان من فاعل خير وما حدش عارف مين اللي اتصل ده، ومن وقتها واحنا خايفين على ليله.
محمود عيونه لمعت وغمض عينيه واخد نفس طويل وقال:- ومعقول هيصدقوا الكلام ده يا بنتي؟
سعاد مسحت دموعها وابتسمت بتفاؤل وقالت:- طيب والله صدقوني؛ وأنت عارف فتحي شراني ازاي وبتاع مشاكل، واخوه الصغير محبوس في قضية ضر.ب وتعدي، يعني يجي منهم التهد.يد ده، بس بالله عليك ما تزعل مني إني قلت كده، والله أنا وقتها مكنتش عارفه أفكر وده اللي جه على بالي أقوله.
محمود بعرفان:- أزعل منك؟! ده انتي بتلمي لحمي يا بنتي، بتلمي لحمي وتستريه، روحي ربنا يسترك زي ما سترتيني.
ليله كانت نايمه في اوضه لوحدها وحابسه نفسها و طول الليل معرفتش تنام من الحزن والتفكير ،وقافله على نفسها الباب بالمفتاح خوفاً من مروان أنه يكرر نفس الغلطه ومبتتكلمش معاه كتير غير على قد السؤال وبس ،وصحيت على صوت مروان اللي بيخبط عليها ،فاقت وقامت فتحت الباب وكانت ملامحها جامده ساكته ما ردتش عليه،ومستنياه يتكلم مروان معلقش على ردود أفعالها وأتكلم:- ليله الأكل عندك في المطبخ، انا لازم أنزل المصنع وهرجع بالليل ومعايا المحامي والشهود.
ليله ما اهتمتش لكلامه لكن قالت بحزن:- أنا ممعيش بطاقتي ولا اي حاجه من اوراقي،و كل حاجه سبتها هناك.
مروان بتفهم:- عارف كل ده، ومتقلقيش، أمير صاحبي كلمته امبارح وهو هيتصرف، كل اوراقك هتكون موجوده انهردا ،وهجيبها معايا بالليل، بس ارجوكي يا ليله ما تسيبيش البيت ولا تفكري إنك تمشي.
ردت بسخريه وحزن:- هروح فين يعني يا مروان؟! انا خلاص ما ينفعش اعيش غير معاك هنا؛ انا دلوقتي واحده معيوبه ولازم تستر عليا؛ والمفروض انا اللي محتاجالك مش أنت اللي محتاجلي.
مش عارف يرد عليها يقولها إيه؟ ولا قادر يفتح معاها مجال للكلام،وكمان مش عايز يتأخر على المصنع خوفاً من انجي تتصل بيه في وجودها،أخد نفس عميق وقال:-انا لازم امشي دلوقتي، وآه قبل ما أنسى في تليفون احتياطي هنا وفي شريحه ومتسجل عليها رقمي، لو عوزتي حاجه كلميني و لما نرجع بالليل هنتكلم، الأكل عندك والاوضه فيها كل احتياجاتك بعد أذنك.
استنى ردها عليه قبل ما يتحرك، لكن هى قفلت الباب في وشه، وقفلت على نفسها بالمفتاح وقعدت تعيط،مروان سمعها وغمض عينيه بحزن عشانها،نفخ بخنقه من كل حاجه حواليه عايشها،ومفيش جدوى من الكلام، أخد المفاتيح وتليفونه وعلشان يطمن اكتر قفل عليها الباب بالمفتاح وخرج.
في الحاره
مختار سايق العربيه وجمبه عم محمود وفي الخلف سعاد واخوها أسمه سيد، وعم فرغلي وصلوا عند البيت ونزل مختار وسيد ونزله عم محمود بشويش، وكل الحاره بتدعيله إن ربنا يشفيه، وكان عنده إحساس غريب شايف أنه متهم في نظر الكل وأنه عر.يان ومكشوف قدامهم، ومقدرش يرفع عينه فيهم، ساعدوه ان يطلع وفرغلي طلع معاهم،سعاد طلعت مطمنه لان اخوها معاها، اول ما سعاد فتحت الباب، مختار ماسك أيد محمود وقال بإبتسامة وترحاب:- اتفضل نورت بيتك يا عمي.
محمود واقف على الباب ورجله اتجمدت مكانه، رفع عينيه ببطء وبص جوه الشقه،ما كانش عايز يدخل، كل الذكريات اللي محفوره جواه اتردم عليها بجمر نار، جمر بياكل في قلبه وكرامته وشرفه اللي وقعوا على الارض، لكن غصب عنه بقى مجبر انه يدخل وما يبانش على ملامحه اي حاجه،مجبر يامحمود إنك تسمع كلام الناس وتقول نعم وحاضر، بنتك دفـ.ـنتك بالحيا، قطمت ضهرك وكسرت نفسك، دخلوا كلهم وسندوه لحد اوضة نومه وهو بيكلم نفسه جواه، لحد ما مختار وسيد ساعدوه ونيموه في سريره، سعاد شدت عليه الغطا،وقعدت جمبه وضحكت بتصنع وقالت:- نورت بيتك يا عمي؛ والله البيت كان مضلم من غيرك.
هز راسه ليها وقال بتعب:- تسلمي يا بنتي.
سيد اخوها قال بلطف:- حمد لله على سلامتك يا عم محمود؛ والله؛ والله الحاره والناس كلها بتدعيلك.
محمود بوجع متداري:- الله يخليك يا سيد يا بني، أنت وأهل الحاره ناس محترمين.
فرغلي قعد جمبه في الاتجاه التاني من السرير وقال بإحتواء:- طمني عليك دلوقتي يا محمود ياخويا؛ أحسن إن شاء الله؟
محمود بتنهده:- الحمد لله يا فرغلي.
وبصلهم بضياع وشاف صورة بنته قدامه، غمض عينيه وأتكلم بإنكسار:- تعبتكم معايا يا جماعه؛ انا مش عارف اقولكم إيه؟
فرغلي رد بلطف:- كلام إيه ده يا راجل؟ احنا لو ماتعبناش علشان بعض؟هنتعب علشان مين! وبعدين يا سيدي تعبك راحه، أنت بس قوم وارجعلنا زي الأول بألف سلامة وساعتها التعب كله هايهون، ولا إيه رأيك يا مختار يا ابني؟
مختار ابتسم ورد بإحترام:- اكيد طبعا يا عم فرغلي الحاج محمود ليه معزه كبيره عندنا وإن شاء الله هيتعافى وهيقوم منها ويرجع زي الاول وأحسن.
محمود بلع ريقه بتعب وقال:- معلش يا أستاذ مختار من وقت ما جيت وأنت معايا في المستشفى، سعاد حكتلي إنك فضلت لنص الليل معايا، ربنا يباركلك يابني.
مختار بإحراج:- كلام إيه ده يا عمي، أنا معملتش حاجه، وكنت أتمنى نعرف بعض في ظروف أحسن من كده، ومتتعبش نفسك في الكلام، قوملنا أنت بس بالسلامه و وقتها قول اللي أنت عايزه.
سمعوا لصوت أذان المغرب ومختار كمل وقال:- طيب يا جماعه بعد اذنكم المغرب إذن، يا دوبك أروح لخالتي أغير هدومي علشان الحق الصلاه، وحمد لله على سلامتك تاني يا عمي.
محمود بص لمختار وكان شاب باين على ملامحه التقوى والصدق والطيبه،وحس أنه خسره، وأنه خسر إبن وضهر كان هيعوضه عن كل السنين اللي فاتت من محبه وموده، وحب ينهي كل حاجه لكن بأسلوب لطيف ورد بصوت مبحوح وقال:- تعبتك معايا يا مختار يا إبني؛ وإن شاء الله ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تريح قلبك وتسعدك، ويجعلك نصيب مع اللي تستاهلك.
مختار كشر عينيه بتعجب، وكأنه خد الرد من محمود أنها مش موافقه، وفسر ده أنهم خايفين من التهد.يدات اللي جتلهم ، أو يمكن هى مش موافقه بس اخترعوا قصة التهديد دي، واخد نفس طويل وأبتسم بتكليف وقال بعقلانية:- الخيره فيما اختاره الله يا حاج محمود، وإن شاء الله ربنا يرزقك ويرزقنا الخير، سلام عليكم.
ردوا عليه ومختار نزل ومش هيرجع تاني لأنه أخد الرد قبل ما يتكلم وزي أي عريس بيتقدم ويترفض مايحصلش نصيب، ودي مش نهاية المطاف يامختار، سعاد قامت وقالت:- أنا هروح اسخن الشوربه ليك ياعمي.
محمود برفض:- لأ يا بنتي انا مش عايز اكل.
سعاد بتصميم:-ما ينفعش؛ وبعدين يا ريت ما تعارضش كلامي، أنت تعبان ولازم تاكل كويس علشان العلاج اللي بتاخده، واعمل حسابك من هنا ورايح انا اللي هاخد بالي منك، وسيد اخويا كمان.
صعب عليه نفسه قوي وحس بالشفقه وعينيه دمعت وقال بذُل:- ربنا ما يحرمنيش منكم،وكتر خيركم ياولاد، وشوفي يا سعاد اللي انتي عايزه تعمليه؟ انا مش هقول عليه حرف واحد.
سعاد زعلت جداً علشانه، وما ردتش عليه وخرجت من الاوضه بسرعه،وقفت في المطبخ تعيط بقهر وحزن وقالت:- ليه كده يا ليله؟ ليه تكسري أبوكي؟ دانا كنت بتمنى يكون أبويا عايش واعيش في ضله، ليه تخليه مش عارف يرفع عينه في أي حد كده ومكسور؟ الله يسامحك،الله يسامحك ويهديكي.
فرغلي ربت على ايد محمود وقال:- اللي جاي خير يا محمود إن شاء الله؛ واللي هدد ليله ده اكيد هنعرفه؛ وما تخافش على بنتك مادام عند قرايبها هتبقى بامان وبخير.
محمود حس بنغزه في قلبه، وحط أيده على قلبه لما سمع اسمها، وفضل يكح بتعب وسيد بسرعه جابله كوباية مايه وساعدوه أنه يشرب لحد ما هدي، وسعاد جابتله الاكل وحاولت تأكله حاجات بسيطه، واخد الدواء ونام، خرجوا التلاته واقفين في الصاله وفرغلي أتكلم بحيره:- طب وبعدين ياجماعه؟مين هيبات مع الراجل الغلبان ده؟ ماهو مش معقول هيفضل لوحده.
سعاد فكرت وقالت:- وكمان ممكن يتعب بليل ولا حاجه. فكروا للحظات وسعاد كملت وقالت:- إن كان عليا ابات والله معاه؛ بس مش هينفع.
سيد قال بجدية:- وتباتي ليه يا سعاد وأنا موجود؟ خلاص يا جماعه انا هبيت مع عمي محمود هفضل أنا الليل بطوله، وتيجي سعاد الصبح تروقله الشقه وتعمله الأكل، ونفضل نطل عليه كده لحد ما ليله بنته ترجع بالسلامه.
فرغلي أبتسم وقال بحب:-طول عمرك راجل يا سيد.
سعاد ابتسمت وقالت:- ربنا يخليك ليا ياخويا،خلاص أنت خش استريح شوية، وانا هروح اطل على العيال واجيبلك هدومك او ابعتهالك مع احمد اخوك.
سيد وافقها وبعد كده فرغلي مشي وسعاد مشيت وكان محمود صاحي وسامعهم، ودموعه نازله بوجع وقال بحسره وقلب محروق:-حسبي الله ونعم الوكيل.
في نفس الوقت في شركة برهامي،أمير خلص الإجتماع مع والده وأخوه حازم، وجاي يخرج لكن وليد نده عليه:- استنى يا أمير انا عايزك.
امير لف لوالده وحازم موجود وراح يقفل باب الغرفه وأمير استغرب تصرف أخوه وبص لباباه ورد عليه:- خير يا بابا؟!
وليد شبك ايديه وسند على الترابيزه وسأله بمغزى:- انا شايفك يعني بقالك فترة ما بتروحش اليخت.
أمير ضم حواجبه:-يخت!! يخت إيه؟
وبص لحازم لقاه بص بعيد يتهرب منه وبيهرش في خده، وليد كمل:- يخت علاء صاحب حازم أخوك، ولا أنت فاكر وليد برهامي نايم على ودانه؟
أمير عرف إن باباه كاشفه،اخد نفس طويل، وحط الملفات على الترابيزه وقال بإحترام:- العفو من حضرتك، انت ما فيش حاجه بتخفى عليك، وده معروف عنك يا بابا، لكن السؤال هنا؟اشمعنا يخت علاء بالتحديد! وأحنا عندنا اليخت الخاص بينا.
وليد أتكلم بغموض:- اشمعنا دي بقى هقولك عليها، يخت عيلة برهامي! من الصعب تستقبل فيه اي حد غريب، وخصوصاً مروان؛ صاحبك!
أمير اتخنق وقال:- يا ريت يا جماعه تجيبوا من الآخر، مروان مين! ويخت علاء إيه بالظبط؟ في ايه يا حازم، ماتفهمني.
حازم بص لأخوه وأتكلم بوضوح:- بصراحه بقى أنا وبابا عارفين إنك مصاحب مروان جوز انجي الورداني، ولما كنتوا بتحبوا تتكلموا مع بعض وتتقابلوا؟ بتتقابلوا على يخت علاء صاحبي، السؤال هنا بقى ليه بتقابل مروان على اليخت ده بالذات؟ وليه مروان أصلاً يكون صاحبك أنت! مع إنك عارف أنه جوز الست اللي خدعتك؟
وليد كمل وقال بدهاء:- إللي استنتجته،إن أكيد أمير بيقابل مروان على يخت علاء! لأن أنجي مراقباه، ومراقبه اي حاجه تخص عيلة برهامي، لكن السؤال بتاع حازم أخوك مهم ،ليه مروان يا أمير؟
أمير بصلهم شويه وساكت، وحازم بص لوالده بترقب ومنتظرين رد أمير على الأسئلة والتصرفات الغامضه دي، واتكلم حازم بفضول و قال:- ما تتكلم يا أمير؛ ريحنا وقولنا إيه اللي في دماغك؟ واياك تكون واخد مروان سلم علشان تنتقم من أنجي!
وليد كمل بشك:- ملهاش تفسير غير كده ياحازم.
وبص لأمير وقال بجدية:- أنت فعلاً واخد مروان سلم علشان تنتقم من بنت الورداني؟!
أمير بص في الساعه ، وفونه رن وكان مروان وأبتسم بمكر وبصلهم وقال:-عندي مشوار مهم ولما أرجع، اوعدكم اني هجاوبكم على الأسئلة دي.
مروان راجع في الطريق من الشغل واتصل على أمير وظبط كل أموره معاه وفي انتظار المحامي والشهود، كانت وما زالت ليله حابسه نفسها في الاوضه،دخل البيت و كان معاه أورد أكل ،وعلبه فيها فستان، دور عليها واتوقع أنها لسه في أوضتها،خبط عليها مرة واتنين وقال:- ليله أنتي سامعاني؟
فتحت الباب ببطء وكانت عينيها حمرا جداً،و وشها دبلان وهو شافها وكان نفسه ياخدها في حضنه ويطمنها ان اللي جاي هيبقى كويس، لكن اتكسف من نفسه وقال بحرج:- أنا جبتلك غدا معايا،وعايز منك تاكلي وتغيري هدومك علشان المحامي والشهود على وصول.
رفعت راسها وبصت بعيد وردت بجديه:- مش عايزه أكل انا عايزه اخلص من الحمل اللي على قلبي ده بقى.
اتنهد واتكلم بإحراج:- تمام زي ما تحبي.
وحمحم وكمل بترقب:- أحم؛ ده فستان انا جبته ليكي علشان تحضري بيه كتب الكتاب.
بصت للعلبه اللي في أيده، وافتكرت لما كان بيشتري ليها فساتين وكانت الضحكه على وشه و وشها، افتكرت كلامه و وعوده ليها، افتكرت تفاصيل مهمه منه، ابتسمت بسخريه وبصت في عينيه وقالت بعتاب:- مش ده اللي كنت منتظراه منك يا مروان، مش ده اللي كنت مستنياه منك، كان نفسي تكون حقيقه مش كدبه و وهم، أنا مش فرحانه يامروان، بس هعمل إيه؟ حظي وعارفاه.
خلصت كلامها وشدت منه العلبه بجمود وقفلت الباب في وشه، حطت العلبه على السرير وحطت وشها بين ايديها وفضلت تعيط وقالت بقهر:- كسرت فرحتي الله يسامحك؛ كل ذنبي إني وثقت فيك، خليتني بعمل كل حاجه غصب عني.
مروان سمعها من بره واتخنق من نفسه، سند جبينه على الباب وقال بصوت مهزوز:- أنا آسف.
سابها ودخل اوضته ياخد شاور، عدا الوقت وخلص ولبس قميص وبنطلون، وهي في اوضتها لبست من سُكات وفرحتها مش حاسه بيها بل تكاد معدومه، لبست الفستان وكان لونه شامبين مابين الدهبي والأصفر، قعدت قدام التسريحه، حاولت تداري أي ملامح باهته، وجت تحط روچ وقربته من بُقها، بصت لنفسها بوجع وقالت برجفه:- بتتزيني ليه يا ليله؟ وعلى إيه؟
نزلت أيدها وسابت قلم الروچ وفضلت باصه لنفسها سرحانه في اللي جرالها لحد ما سمعت صوت جرس الباب، وبصت على باب الأوضه وقلبها دق بخوف.
مروان فتح الباب، كان أمير وكانت ملامحه صامته وشاور على الساعه وقال:-على الميعاد بالظبط.
مروان هز راسه بتنهيده وقال:- حمدلله على السلامه، أنا عارف إنك مش هتتأخر، أتفضل.
أمير دخل وقعدوا في الليفنج، وطلع من جيبه بطاقة ليله وسابها على الترابيزة وقال برسمية:- البطاقه.
مروان بتفهم:- أحم ،متشكر.
أمير هز راسه وسكت، ومروان مكسوف من آخر مرة أتكلم فيها معاه وقال:- ياريت يا أمير متزعلش مني،من آخر يوم قابلتك فيه.
أمير بعقلانية:-ده موضوع عدى خلاص يا مروان وكويس انك هتصلح غلطتك، وده المهم.
مروان أبتسم وقال:- عارف يا صاحبي اكتر حاجه بتعجبني فيك انك جدع؛ بصراحه ظنيت انك ممكن تقول لأنجي حاجه من اللي حصلت دي.
امير بصله بوجوم وقال بحده:-انا ما ليش في نقل الاخبار يا مروان؛ الاخبار هي اللي بتجيلي لحد عندي وأنا قاعد مكاني،وبعدين أنا هستفاد إيه لما ابلغها بحاجه زي دي؟
رد مروان:- هتستفاد كتير لأن أنت وأنجي بتنافسوا بعض في الشغل، وبينكم عداوه قديمه، واي حد غيرك كان ما هيصدق انه يروح يبلغها بحاجه زي دي علشان يشمت فيها، وده اللي انا استغربته فيك انك ما عملتش كده.
أبتسم ورد بتهكم :- أنت غلبان قوي يا مروان، أنت حقيقي طيب زياده عن اللزوم وطيبتك دي هي اللي هتوديك في داهيه إن شاء الله، والشماته في حاجه مهمشه زي دي ماتنفعنيش لأ، الشماته بتبقى في أمور الشغل أحسن بكتير، حاجات أنت متفهمهاش، وكمان عايز أوضح ليك حاجه مهمه.
مروان كشر عينيه وسأله:- إيه هى؟
أمير:- إني لا هستفاد ولا أنجي هتستفاد لو وصلتلها الخبر، لكن المتضرر الوحيد هيبقى أنت، عارف ليه؟ علشان أنجي معاها فلوس كتير وزي ما عملت مروان هتعمل غيره، لكن أنت بقى لو خرجت من تحت جناحها إيه اللي هيحصلك؟ فا أنت الخسران الوحيد في اللعبه دي يا مروان باشا، وده مش هيفيدني بحاجه، وزي ما أنت قلت إحنا بنتنافس في الشغل، اما العداوة القديمه دي بقى!!! فهى بعيده كل البعد عنك أنت، فنقل الكلام ده مش اختصاصي.
مروان فرك جبينه بإحباط وقال:- معلش يا أمير سامحني أنا مقصدش إنك هتنقل الكلام بالمعنى ده، انا مشوش الفتره دي ومش قادر أفكر في أي حاجه ،ولا عارف أوصل لحل، أنا آسف.
أمير بتفهم:-عارف إنك متخبط ومتلخبط الفترة دي، وأنا مش زعلان منك في حاجه،و خلاص سيبك من كل الكلام ده ، أنا مش جاي من القاهرة لإسكندرية علشان اسمع منك كلام مش هيقدم ولا يأخر، المحامي فين والشاهد التاني؟
مروان أبتسم وربت على رجله وقال بعرفان:- أنا مش عارف أشكرك إزاي، والمحامي على وصول،وصدقني يا أمير ،أنا لحد دلوقتي مش مصدق إنك أنت اللي عايز تشهد على عقد الجواز بنفسك.
أمير أبتسم:- ده واجب عليا.
المحامي وصل والشاهد التاني معاه، أمير مضى، مروان خبط على ليله وطلب منها تطلع تمضي على العقد، خرجت معاه في صمت تام وقلبها هيطلع من مكانه وخايفه منهم كلهم، لكن اللي طمنها إن المحامي والشاهد كبار في السن ومبصتش على أمير، مروان شاور لها تقعد وقعدت ومضت بقلة حيلة، أمير شاف ليله لأول مرة، ملامح بريئه عيون بريئه مفيش فيها خبث وشكلها مايوحيش أنها تعمل حاجه زي كده، فضل باصص عليها وشاف انكسارها وحزنها، بس بعد إيه؟ أخد نفس طويل وزفرة بقوة، المحامي والشاهد مشيوا وليله عرفت إن اللي موجود ده أمير وبيكون بير أسرار مروان وأكيد عرف باللي حصل بينهم وحست بالإحراج، وجريت على اوضتها بسرعه قبل ما مروان يعرفها عليه، مروان مسح وشه بأيديه ، أمير بصله بعتاب وقال:- خلي بالك أنت ظلمت ليله، البنت باين عليها أنها مش من النوع ده، بس أنت جرجرتها لطريق مسدود.
مروان أخد نفس عميق جدآ ومسح على شعرو، وأمير كمل بتلميح:- خلي بالك من اللي جاي، وحاول تحمي مراتك من أنجي، وخلي بالك أنها تيجي على اسكندريه.
مروان بقلق:- إن شاء الله مش هيحصل حاجه، واطمن أنچي سافرت بولندا من ساعه واحده، ومش راجعه دلوقتي.
أمير ربت على كتفه وقال:- اسيبك مع عروستك بقى، سلام يا عريس.
سلم عليه أمير وخرج وضغط على زرار الأسانسير وهو بيركب ظهرت إبتسامة خبيثه على وشه.
ليله قاعده في سريرها وضامه ركبها وساكته، مروان دخل عليها وقعد جمبها وقال:- ليله ممكن نتكلم.
ردت واتكلمت وهى باصه للفراغ:- أوعدك ياليله اني هتقدملك وأدخل البيت من بابه؛ أوعدك إني هخليكي أحسن واحده في الدنيا، أنا مش متجوز، أنا عايزك أنتي وبس،انتي شاوري بس وأنا اجيبلك السما بنجومها،انا هحققلك كل اللي بتتمنيه.
وبصتله وكملت بصوت مقهور:- طيب حققلي اللي بتمناه، عايزه منك فعلاً ماتكونش كداب في كل اللي قولته، عايزاك متكونش متجوز، محصلش اي حاجه بينا، أنا عايزه أفرح من قلبي، عايزه أسمع صوت زغروطة سعاد وأنا بيتكتب كتابي، عايزه اشوف ضحكة أبويا وسط الناس ، عايزه أفرح بيك قدام الناس، مش أنت قولت انتي هانم ياليله؟ هو في هانم بتتذل كده؟ هو في هانم بيحاولوا يستروها؟ أنت خلتني أخاف بجد يامروان، خلتني أخاف من انهردا و بكره، هفضل طول عمري أسألك ليه يامروان! ليه أنا وليه عملت فيا كده؟
مروان مستحملش كلامها وشدها لحضنه، وهى غمضت عينيها بقوة وفضلت تعيط، وهو ساكت تماماً وبعد ما هديت أتكلم وهو حاضنها:- غصب عني يا ليله، غصب عني كدبت، كنت خايف اخسرك، صدقيني أنجي صعبه قوي يا ليله، أنا عايز أهرب منها مش عايز افتكرها، وصدقيني مفيش كدب تاني، انتي دلوقتي عارفه عني كل حاجه، يعني مفيش اي مبرر للكدب.
طلعها من حضنه ومسك وشها بأيديه واتكلم بتوسل:- وحياتك ياليله سامحيني، وهنبدأ من جديد، وعمي أكيد هنروحله وهنصلح كل حاجه مع بعض، وهشتغل وهعمل مشروعي الخاص بيا و واحده واحده هنبعد عن أنجي خالص، هنرميها ورا ضهرنا وهنسافر في أي بلد، ونعيش أنا وأنتي أجمل سنين حياتنا.
ليله بصتله بأمل وقالت:- توعدني إنك تصلح كل حاجه مع بابا؟
مروان أبتسم بصدق وقال:- أوعدك، بس بشرط واحد، إنك تاكلي وتفوقي وترجعي ليله الحلوه اللي خطفت قلبي أول مرة شوفتها فيها.
ليله اكتفت أنها حركت راسها بالموافقه، مروان أبتسم وضمها لحضنه من تاني.
الساعه واحده صباحاً أخيراً أمير وصل البيت ورايح على اوضته وكان مفكر إن الكل نايم لكن وقف على صوت والده وهو بيقول:- حمدلله على السلامه يا أمير.
أمير كشر عينيه أنه سهران لحد دلوقتي ولف ليه ورد:- الله يسلمك يا بابا، حضرتك لسه صاحي لحد دلوقتي؟
وليد سابه ورايح لاتجاه مكتبه الخاص وهو بيقول:- مستني سيادتك تجاوبني على اللي بيدور في دماغي ومش لاقي ليه تفسير غير حاجه واحده وبس.
أمير دخل وراه المكتب وقال بنزق:- إيه هو التفسير ده يا بابا؟
وليد بحزم:- إنك مصاحب مروان علشان انتقامك يا أمير.
أمير بجدية:- ولو تفسيرك ده صح! أكيد مافيهاش اي مشكله؟
وليد بص ليه وأتكلم بوضوح:- لأ مشكله يا أمير، ومشكله كبيره كمان.
أمير:- وايه هى المشكله؟
وليد:- لأننا مش كده يابني، مش إحنا اللي نستغل ناس ملهاش ذنب علشان أمورنا و مشاكلنا الشخصية، مش أمير إبني اللي علمته وكبرته على الصدق والأمانة يكون عنده نوع من أنواع الخيانه.
أمير بنرفزه:- أنا مش خاين يا بابا، أنا مخنتش حد.
وليد:- إنك تقرب من شخص علشان مصلحة خاصة بيك يبقى أبشع أنواع الخيانه.
أمير صك على أسنانه وقال:- حضرتك مش عايز تفهمني ليه؟
:- هفهم لما أنت تتكلم وتقولي ليه؟ وعلشان إيه؟ وايه اللي يوصلك إنك تتنازل عن مبادئك وأخلاقك وتصاحب مروان لمصلحة شخصية إنك تاخده سلم علشان تنتقم من أنجي.
أمير قبض على ايديه بقوة وساكت.
وليد حس بيه وقرب منه وربت على كتفه وقال بحنان:-أتكلم يا أمير، قول اللي جواك وريح أبوك يابني.
أمير بلع ريقه بغصه وقال:- أيوه يا بابا انا صاحبت مروان علشان أحقق انتقامي من أنجي الورداني. ———–

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إحتلال محرم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى