روايات

رواية إحتلال محرم الفصل السادس 6 بقلم مريم نصار

رواية إحتلال محرم الفصل السادس 6 بقلم مريم نصار

رواية إحتلال محرم الجزء السادس

رواية إحتلال محرم البارت السادس

إحتلال محرم
إحتلال محرم

رواية إحتلال محرم الحلقة السادسة

النفس تجزع ان تكون فقيرة
والفقر خير من غني يطغيها
وغني النفوس هو الكفاف فإن أبت
فجميع ما في الأرض لا يكفيها
هي القناعة فالزمها تكن ملكا
لو لم تكن لك إلا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفن.
جه الوقت للخروجه وليله قافله المحل و واقفه على الطريق وطلعت إزازة البرفان ورشة عليها وظبطت لبسها ولمحت عربية مروان من بعيد وارتبكت، ووصل عندها ونزل سلم عليها وباس على ايدها وليله شايفه إن ده منتهى الجنتله والرقي في الحب ومروان اتكلم بإبتسامة:- اتأخرت عليكي؟
ردت بحرج:- لأ انا ما وقفتش كتير.
شاورلها تركب وفتح لها باب العربيه وركبت وكانت فرحانه جداً على متوتره مشاعر متلخبطه وهو ركب جمبها وكان مبسوط جداً أكتر منها، ومسك أيدها ضغط عليها:- وحشتيني قوي يا ليله.
حركت راسها وضحكت ومردتش من كسوفها وسألها:- قبل ما نتحرك تحبي نروح فين؟
ليله بحرج:- بصراحه انا ماعرفش حاجه عن الأماكن الهاي قوي، بس اعرف أماكن حلوه برده.
مروان بتفهم:- يا حبيبي قولي بس أنتي عايزه تروحي فين؟ وأنا من إيدك دي لإيدك دي، علشان بس تكوني واثقه فيا.
ليله بحرج:- انا واثقه فيك يا مروان.
أبتسم:- يبقى خلاص تسيبيني المرة دي بقى اخدك على ذوقي.
ليله رغم خوفها لكن وافقته واتحرك بالعربيه وطول الطريق اتكلموا كتير واندمجوا في الحديث بينهم لحد ما وصلوا مطعم فخم بالنسبه ليه وليها، لكن أنجي مستحيل تدخل مكان بالنسبه ليها مش من مستواها خالص وده طمن مروان وعلشان كده جاب ليله للمكان ده، دخلوا المطعم وليله عينيها على كل مكان ومبهوره من جمال وديكور المطعم وقالت بإنبهار:- يــاه المطعم ده حلو وشيك قوي.
أبتسم مروان:- ده ولا يجي حاجه قصاد ضحكه منك يا ليله، تعالي اقعدي يا حبيبتي.
سحب ليها الكرسي وقعدت بعد ما شكرته، وبتتلفت حواليها ومكسوفه وحاسه إن لبسها مش مناسب لمكان زي ده، وشافت أنها أقل واحده موجوده بين الموجودين، لاحظ تغيير ملامحها وسألها بتعجب:- مالك يا ليله! مش مبسوطه من المكان؟ لو مش عاجبك نغيره.
ابتسمت بحرج وردت بسرعه:- لأ نغيره إيه؟ المكان حلو اوي، أنا مبسوطه بس الحقيقه يعني؟ أنه؛ لبسي…!
سكتت ومكملتش، كشر عينيه وسألها تاني:- ماله لبسك يا ليله؟!
جاوبته بتنهيده:- بص كده على البنات يا مروان والستات اللي موجوده هنا! هتلاقي لبسهم كله حلو ومناسب للمكان؛ لكن أنا!!
مسك أيدها وقاطع كلامها:- حبيبي أنتي زي القمر في كل حاجه، وبعدين انا مش شايف إن لبسك مش حلو ولا حاجه! بالعكس الطقم لايق عليكي جدآ؛ انا مش عايزك تهتمي بالحاجات دي كلها؛ ودي شكليات ملهاش لازمه عندي.
أبتسم أكتر وبص في عينيها وكمل بحب:- ليله! أنا عايزك ببساطتك زي ما أنتي كده، انا حبيتك كده وهفضل أحبك زي ما أنتي.
ضغطت على أيده بإبتسامة جميله:- يعني مش مكسوف مني!
رد بتعجب:- اتكسف منك انتي؟! لأ طبعاً، ده أنا لو عليا اقوم دلوقتي اصرخ بعلو صوتي واقول لكل الناس دي انا بعشق ليله وبس، وبحب كل مافيها، قلبها الأبيض وروحها الحلوه.
قلبها دق بالفرحه والسعادة وضحكت ومبسوطه من طريقته اللي بتخليها على طول فرحانه، الويتر جه ومروان طلب الغدا على ذوقه ووقت الغداء ليله حاولت تقلد مروان في طريقة الأكل بالشوكه والسكـ.ـينه، هي بتقلده علشان عايزه تكبر بسرعه وما يكونش ناقصها حاجه من تصرفات سيدات الأعمال وتبقى زيهم في كل حاجه، هو كان متابعها وأبتسم وحب قوي إنها مستعده تعمل اي حاجه هو بيعملها وتقلده ،عكس أنجي اللي بتجبره دايما أنه يكون زي ما هي عايزه تحت طوعها، وساب الاكل واتكلم بحنان:- تعرفي يا ليله! أنتي غيرتي جوايا حاجات كتير قوي.
ليله بتعجب:- غيرت فيك حاجات؟ وكتير كمان! ، كل ده من امبارح بس!
مروان بعدم فهم:- قصدك إيه؟!
ليله حاولت تتكلم بعمليه:- قصدي إننا لسه عارفين بعض عن قُرب امبارح بس! يعني بيتهيألي ما لحقتش اغير فيك حاجه!.
وكملت بفضول:- وكمان عندي ملحوظه تانيه، واحنا في الطريق قلتلي انك بتحب دايما اسمع كلامك بجد مش فاهماك يا مروان! الكلمه دي أنت بتكررها كتير! و مخلياني قلقانه.
مروان أتكلم بجديه علشان يكسر أي شك اتبنى جواها من غير ما يقصد:- ليله هو أنتي مش واثقه فيا؟انتي امبارح سألتيني برده نفس السؤال، ودلوقتي؟ معقول كل ده اتبنى جواكي من مجرد كلمه؟ الثقه أهم حاجه بينا ياليله لو مش واثقه فيا قوليلي!
سابت الاكل وقالت بعقلانية:- مروان ممكن تهدا! أنا كنت بسأل من باب الفضول مش أكتر لأن الكلمه دي لفتت نظري ، أما حوار الثقه ده أبقى كدابه لو قلت إني واثقه فيك مليون الميه لأني لسه معرفش عنك كل حاجه ودي حاجه متزعلكش مني، وأنت كمان أكيد مش واثق فيا الثقه الكامله، إحنا اه عارفين بعض من شهور بس معرفه سطحية، لكن لسه يعتبر متعرفين على حياة بعض امبارح زي ما قولتلك، كلامي ده مايزعلكش في حاجه أكيد مش كده؟
مروان حرك راسه بتفهم:- أنا معاكي في كل ده؛ وخوفك ده طبيعي جداً؛ لان مش بالسهل عليكي تثقي في واحد غريب أنتي لسه ما تعرفيهوش، لكن انا يا ليله واثق فيكي جداً، لأن الكتاب دايما بيبان من عنوانه، أنتي بتشتغلي وبتكافحي علشان تقدري تعيشي حياة كريمه، بيتهيألي ما فيش ست كويسه هتتعب نفسها وتفضل واقفه طول اليوم على رجليها علشان تصرف على نفسها وتساعد باباها، أنا واثق فيكي بجد وأنتي مع الأيام مسيرك تثقي فيا، والأيام بكره تثبتلك حسن نيتي من ناحيتك.
كان كلامه جد جداً وليله خافت من نبرة صوته إن كل حاجه بتحلم بيها تضيع في لحظه، وسألته بسرعه:- أنت زعلت؟! انا مش قصدي والله العظيم.
أبتسم بتكليف:- لا أبدا مش زعلان؛ لأن دي الحقيقة، والثقه مابتجيش بسهوله،لازم مواقف كتير بينا تثبتلك إني جدير بيكي، ويلا بقى خلينا نتغدى، علشان عاملك مفاجأة هتعجبك.
سألته بإهتمام:-مروان بصلي بجد مش زعلان مني، حقيقي أنا مش عايزه اخسرك بس أنت أكيد حاسس بيا وإني مش عارفه أرتب افكاري، كل حاجه زي ما قلتلك بتحصل بسرعه.
وكملت بتنهيدة:- امبارح أطلقت من شخص محبنيش لنفسي، وانهردا أنت قدامي، جتلي في عز قهرتي واحتياجي لحد يحس بيا.
وبصتله بترقب وخوف وكملت:- وكمان أنا مابخلفش،يعني ممكن، لأ وأكيد إن فرحتي متكملش معاك.
فهم تلميحها ورد عليها:- شيلي فكرة إني ممكن اسيبك لمجرد إنك مابتخلفيش، أنا عايزك كده زي ما أنتي، واللي بيحب حد مابيحطش شروط، هل أنت بتخلف أو لأ،طيب ما يمكن لما نتجوز اكون أنا كمان مبخلفش، أو مثلاً لو كان العكس، انتي هتتخلي عني؟
اتملت عينيها بالدموع وهزت راسها بالرفض أنها عمرها ما تتخلى عنه أبدا، مروان أبتسم، وهى مسحت دموعها وكملت بحزن:- ياريت متزعلش من كلامي، سواء موضوع الثقه ، أو الخلفه.
باس كف أيدها وقال:- يا روحي أنا عمري ما ازعل منك؛ و اللي إنتي فيه ده طبيعي جداً ولو كنتي وثقتي فيا بسرعه! انا المفروض كنت اقلق لأن النوع اللي بيثق بسرعه ده مش مستحب بالنسبه ليا، وغير كده أحب أقولك اني ديما هفضل جمبك وحاسس بيكي،وموضوع الخلفه ده أنا مبفكرش فيه م البدايه، وياريت ننسى امبارح ومنتكلمش فيه.
اتنهدت بارتياح وقالت:- طيب مش هتكلم فيه، بس بجد أهم حاجه عندي زعلك.
مروان:- اوكيه انا زي الفل ومش زعلان، وبصراحه أنا جوعت أكتر، يلا نكمل أكلنا علشان المفاجأة.
ليله بفضول:- طيب قولي مفاجأة إيه اللي أنت محضرهالي؟
رجع ياكل:- هتعرفي بعدين؛ بس المهم دلوقتي نركز في الأكل قبل ما يبرد أكتر من كده.
خلصوا الأكل وطلبوا حاجه يشربوها، وليله جواها فضول كبير تعرف يا ترى إيه هى المفاجأه دي، وقف مروان وطلع الحساب وسابه للويتر وسألها:- جاهزه للمفاجاه ياروحي؟
حركت راسها بحماس:- جاهزه طبعاً.
مروان:- طيب يلا بينا.
مسك أيدها وخارجين م المطعم وركبوا العربيه وساق وكل شويه تسأله وهو مش راضي يجاوبها ولا يريحها في الاجابه نفخت بخنقه وقالت بحنق:- يـــوووه! يعني ايه مش عايز تقولي مش لازم اعرف أنت واخدني فين؟ وايه المفاجأة؟
رد عليها بضحكه:-لا مش لازم تعرفي وإلا هتبقى مفاجاه إزاي لو قلتلك عليها؟
حطت ايدها على خدها بطفوليه وقالت بتذمر:- خلاص براحتك ما تقولش حاجه.
ضحك من قلبه على حركتها دي:- حبيبي يا ناس اللي بيزعل بسرعه؛ خلاص يا روحي احنا وصلنا اهو وهتعرفي كل حاجه بنفسك.
وصلوا قدام محل فساتين ونزل وليله عينيها على اليافطه وسألته:- أنت جايبني هنا ليه؟
مسك ايدها ودخل المحل وقال:- تعالي بس هتعرفي بعدين.
دخل المحل وهي جمبه ماسك أيدها واتكلم بوضوح:- بصي يا روحي المحل ده اعتبريه كله تحت أمرك؛ اختاري اللبس اللي أنتي تحبيه وتشوفي أنه مناسب ليكي، وما لكيش دعوه بأي حاجه تانيه.
بصتله واتكلمت بذهول:- مروان أنت بتقول إيه؟
مروان رجع شعرها لورا:- مروان عايزك أحسن واحده في الدنيا، مع إني أنا شايفك ومقتنع بيكي إنك أحسن واحده في الدنيا، لكن بما إن اللبس مكنش عاجبك وأحنا ف المطعم! اختاري اللي إنتي عايزاه ومقتنعه بيه، ولو عايزاني أختار معاكي انا ما عنديش مانع.
قلبها دق وضحكت ومش مصدقه اللي هي فيه وكانت عايزه ترمي نفسها في حضنه من فرحتها، معقول كل حاجه بتتحقق ليها بسرعه كده! لكن شافت إن من باب الذوق أنها متوافقش وقالت بتراجع:- انت بتقول إيه؟ أنت بتتعب نفسك علشاني ، بس انا مش عايزه حاجه، وصدقني وقتها كان مجرد كلمتين جوايا حستهم وأنا في المطعم وسط الناس دي مش اكتر.
بيسمعها ومبتسم،داعب أنفها بمزاح:- بطلي غلبه بقى واسمعي الكلام؛ يلا تعالي اختاري وشوفي إيه اللي هيعجبك؛ المحل كله تحت امر ليله حبيبتي وبس؛ بس اعملي حسابك اللي مش هيعجبني مش هشتريه اتفقنا!
ليله بحرج:- اتفقنا.
جت بنت من إللي شغالين في المحل وسألتهم:- ممكن اساعدكم في حاجه يا فندم؟
مروان:- أيوه يا ريت حضرتك تاخدي الهانم وتشوفيها هتختار إيه؟
البنت:؛ تمام حضرتك؛ اتفضلي يا هانم.
ليله قلبها همس ليها وقال هانم!!! انا بقيت هانم؟ هو انا بحلم ولا إيه بالظبط! إيه اللي بيجرالي ويحصلي؟ وانتبهت على كلمة البنت تاني:- اتفضلي حضرتك، عندك موديل معين ولا تحبي أساعدك؟
ليله بصت لمروان وبصت للبنت وقالت بإحراج:- بصراحه لأ، أنا ما عنديش حاجه في دماغي معينه.
البنت بإبتسامة:- مفيش مشكله حضرتك، متاح عندنا تشكيله لسه واصله امبارح، وآخر صايحه وانا متأكدة إنها هتعجبك جداً، اتفضلي.
ليله مشيت معاها وبتبص على مروان اللي بعتلها بوسه على الهوا، وهي اتكسفت، مروان حاسس أنه بيتولد من جديد، وراح وراها يختار معاها، ليله جربت أكتر من فستان وفي اللي عجب مروان وفي اللي ما عجبهوش واعترض على شوية فساتين وفي الاخر اختار ليها أكتر من فستان وأطقم بناطيل وبلوزات، وهى كانت طايره من الفرحه وما فكرتش إزاي باباها هيشوف الحاجات دي وما فكرتش اصلا في باباها، ناسيه كل حاجه وعايشه في الاحلام الورديه، بعد ما اختاروا نزلوا عند الكاشير علشان يحاسبوا والبنت سألته:- حضرتك هتدفع كاش ولا ڤيزا؟!
مروان اتوتر لانه مش عايز يدفع بالڤيزا علشان انجي ما يوصلهاش رساله بالمبلغ ورد عليها بلباقة:- لا هدفع كاش.
دفع كل حسابه واخدوا الحاجه وخرجوا وركبوا العربيه، وليله بصت على الحاجات في الكنبه الخلفيه وكمية الشنط كفيله تنسيها أي حاجه في الدنيا وقالت بفرحه:- مروان انا مش مصدقه نفسي؛ بقى كل الحاجات دي علشاني أنا؟!
أتحرك بالعربيه:- دي حاجه بسيطه جداً عليكي يا حبيبتي، وبكره هتعرفي قيمة حبي ليكي.
مسكت أيده من فرحتها وقالت:- حبيبي يا مروان ربنا يخليك ليا.
وقف بالعربيه على جمب وسألها بإهتمام:- أنتي قلتي إيه؟
اتكسفت وبصت من الإزاز ومردتش، مسك دقنها ولف وشها ليه وسألها تاني بأمل:- ردي عليا يا ليله متهربيش مني، أنتي قلتي إيه؟ أنا حبيبك!
اتنهدت بسعاده وبصت في عينيه وقالت بحب:- أيوه حبيبي يا مروان؛ أنت بتحاول تخليني فرحانه على طول؛ بجد أنت أحسن واحد قابلته في حياتي.
خلصت كلامها ومن غير وعي منه ومن اعترافها اللي خلى قلبه يدق قرب منها وباسها من خدها واتكلم بتفاؤل:- بجد أنا أسعد واحد النهارده باعترافك ده، ليله؛ اوعدك اني هكون جمبك ومعاكي دايما، وهعوضك عن اي حاجه عشتيها قبل كده.
ليله طبعاً كانت مكسوفه جداً من الحركه دي وقلبها هيطلع من مكانه، لكن فرحتها مغطيه على اي حاجه تانيه، وبلعت ريقها بتوتر وهزت راسها ليه وسكتت، هو فهم انها محرجه انه باسها وضحك من فرحته، واتحرك بالعربيه وقالها:- تحبي نروح فين؟
بصت في الساعه وكانت أربعه وانبهت ع الوقت إللي عدا بسرعه وقالت بقلق:- لأ مش هروح في مكان تاني؛الساعه 4:00 واتأخرت اوى، رجعني أفتح المحل علشان بابا.
مروان لوهله افتكر أنجي وأنه المفروض يسافر ليها كان ناسي خالص ، والوقت مع ليله بيفرق معاه كتير وبيتمنى يفضل معاها، لكن للأسف لازم يسافر، ويا دوبك يرجع الشقه ويجهز نفسه ويسافر، ليله لاحظت سكوته واستغربت:- مالك يا مروان سكت ليه مرة واحده كده؟
ابتسم بتوتر:- ها!!! احم، لأ يا حبيبتي ما فيش أي حاجه.
ليله بشك:- مافيش اي حاجه إزاي يعني؟ أنا خلصت كلامي معاك من بدري وأنت سرحت ومنطقتش كلمه! تقدر تقولي بتفكر في ايه؟
ضحك بصمت على نرفزتها ورد عليها:- أنا زعلان بس إن الوقت عدا معاكي بسرعه، ونفسي الوقت مايعديش وأنتي جمبي، وكمان زعلان إني مش هقدر أشوفك الفتره اللي جايه.
بصتله بزعل:- ليه بتقول كده؟ انا مش هشوفك ليه؟
حط أيده على خدها وبص في عينيها:- لأن عندي شغل كتير يا ليله الفتره اللي جايه، وهبقى مضغوط بشكل كبير، ومفيش وقت اقابلك أنا داخل في مشروع جديد، وممكن أسافر لمدة أسبوعين و مش عايز غير دعواتك وبس.
ليله عينيها بتتحرك وساكته وخايفه أنه يهرب ومايرجعش، مش عارفه ليه دايما إحساسها أنها خايفه فرحتها متكلمش، مروان كمل كلامه ليها:- لكن أكيد أول ما أرجع من السفر، أول وقت هفضى فيه هخطف نفسي واجيلك بس يا ريت أنتي ما تنسينيش بقى الفترة إللي مش هشوفك فيها.
حطت ايدها على أيده وقالت بحزن:- ليه بتقول كده يا مروان! إزاي أنساك وأنت خلاص اتحفرت جوايا،انا خايفه أنت اللي تنساني، شغلك أكيد هياخد وقت ويحرمني منك، بس على الاقل تبقى كلمني في التليفون.
ما كانش عارف يقولها إيه؟ يقولها انه مش هيقدر يكلمها طول ما أنجي معاه؟ وفكر لو ليله أتصلت عليه دي هتبقى مصيبه وكارثه!!!! وكلمها بسرعه بتنبيه:- حبيبتي عمري ما أقدر انساكي ده أنا مصدقت لاقيتك، إحم ليله انا مش عايزك أنتي تتصلي عليا انا وقت ما اكون فاضي هتصل عليكي.
قالت بزعل:- طيب ليه؟!انت اكيد هتوحشني وعايزه اسمع صوتك.
ابتسم بحب:- حبيبي أنا كل يوم هكلمك إن شاء الله دقيقه اسمع صوتك فيها؛ أنا خلاص ما بقتش قادر اعيش من غيرك، لكن طول ما انا عندي شغل أرجوكي يا ليله ما تتصليش لأن زي ما قولتلك إني مسافر وأحيانا التليفون ما بيبقاش معايا، أنا بسيبه في المكتب أو الفندق وبتابع شغلي فاكيد مش هرد، وأنتي ممكن تزعلي فعلشان كده يا حبيبي انا مش عايزك تتصلي اول ما اكون فاضي هكلمك على طول اتفقنا؟
هزت راسها بزعل وقالت:- ماشي اللي أنت عايزه.
مَشا ايده على خدها وقال بإشتياق:- اللي انا عايزه أنتي وبس، وصدقيني قريب قوي هتكوني معايا.
اخدت نفس عميق واتنهدت وقالت:- وانا مستنيه اليوم ده؛ عايزه أكون مراتك قدام الدنيا كلها، عايزه اكون جمبك كده من غير خوف ولا توتر.
ابتسم بإيجاز:- هيحصل؛ أكيد هيحصل يا حبيبتي، بس دلوقتي لازم اوصلك علشان متتأخريش أكتر من كده.
هى وافقته وأتحرك و وصلها للمحل وقبل ما تنزل بصتله وقالتله:- خلي بالك من نفسك.
مروان:- وانتي كمان ياحبيبتي خلي بالك من نفسك.
جت تنزل لكن مسك أيدها بسرعه:- ليله استني.
لفت ليه وسألته:- إيه تاني يامروان؟
قرب منها وباسها من خدها تاني بطريقه رومانسيه وهى غمضت عيونها واتكسفت أكتر، وهمس ليها:- هتوحشيني اوي.
ردت بصوت مبحوح:- وأنت كمان.
نزلت بسرعه قبل ما تضعف وهى معاه أكتر من كده ،وهو نزل ليها الشنط وعيونه عليها ومش عايز يسيبها، لكن الوقت بيعدي، ركب عربيته وشاورلها وهى شاورتله و ودعته لحد ما بعد عن انظارها،
عدا الوقت و ليله واقفه في المحل وحاسه بالملل وكل تفكيرها ف مروان هي بجد حبته وما بقتش قادره تعيش من غيره وشافت أنه مفتاح السعاده من جميع النواحي من جهة الحب والراحه والمستوى المعيشي،شافت إن مروان هيكمل الناقص في حياتها،وافتكرت لما باسها وحطت أيدها على خدها وأبتسمت، وجت عينيها على شنط الفساتين وفكرت في اللبس ده وهتقول ايه لباباها، خافت انه يهاجمها واكيد هتحط نفسها في موضع شك لأن اللبس كتير عليها وغالي كمان،فكرت بسرعه وشالت اللبس من شنط الهدايا وحطته في اكياس عاديه وفكرت ترجع البيت قبل ما المغرب يأذن،قفلت المحل واخدت الفساتين وركبت تاكسي ورجعت على البيت، فتحت الباب بشويش وما لقتش باباها في الصاله، ونفخت بأريحية، مشيت على طراطيف صوابعها علشان ما يحسش بيها ودخلت اوضتها وبسرعه خبت كل اللبس في الدولاب وكان لبسها ريحته برفان من مروان، ولو خرجت قدام أبوها أكيد هيسألها، بسرعه غيرت هدومها ولبست لبس تاني وخرجت تصحي باباها واتعاملت معاه كأن شيئا لم يكن، بالنسبة لمروان رجع على شقته يجهز نفسه علشان يرجع للجحيم من تاني،بعد ما جهز نفسه سافر غصب عنه لكن ليله مسيطره على كل تفكيره وطول الوقت يفكر لما باسها وعايز يقرب منها أكتر وتكون ملكه في أقرب وقت،فاق من تفكيرو ولقى نفسه وصل أخيرا الفيلا، والجارد والشغالين رحبوا بيه وسأل الشغاله:- أنجي هانم فين؟!
الشغاله:- لسه نايمه يا مروان بيه.
مروان حرك راسه بتفهم واتكلم بعمليه:-طيب أنا طالع استريح شويه في جناحي؛ أول ما تصحى بلغيني.
الشغاله:- تحت أمرك يا بيه.
طلع مروان الجناح بتاعه وكان حاسس انه مخنوق قعد على طرف السرير وحط أيديه تحت دقنه وبيفكر فيها في ضحكتها في لمسة ايدها وخدها ،في شعرها و ملامحها كل حاجه فيها، رجع بضهره على السرير وبيتمنى انها تكون في حضنه من دلوقتي، لكن مش عارف هو هيتصرف إزاي مع أنجي وحاسس انه بدأ يغرق نفسه من غير ما يحس، كان خايف حقيقي دايما من بكره، لكن حبه لليله؟ بيقويه ويشيل أي خوف جواه، هو ماشي ورا قلبه وبس، واتعدل في قعدته وبص قدامه واخد قرار أنه هيعمل المستحيل علشان يجمع بين قلبه وقلب حبيبته، عدت الايام وأمير عايش في حيرته وحبه إللي انتهى قدام عينيه والكل شايف أنه مش قادر يتخطاه، مروان مع أنجي ما بين الشركه والحفلات والمؤتمرات وكان مفتقد جداً ليله وكان هيتجنن انه عايز يشوفها، لكن انجي مش سامحه ليه انه يروح اي مكان من غيرها طول ما هى موجوده في مصر وبيتمنى أنها تسافر اي بلد في اي شغل يخصها، ده غير أنه مالوش حجة يسافر مصنع اسكندريه دلوقتي لأن الإفتتاح بعد شهرين، ليله أول ما باباها رجع الشغل،لفت نظره الشوايه الكهربائيه واتعجب أول ما شافها وسألها عليها وجابتها منين؟ وطبعاً هي كانت محضره الاجابه لسؤاله ده، وردت عليه وقالتله أنها اشترتها بالتقسيط علشان تريحها شويه من تعب تشعيل الفحم و واقفتها على رجليها طول الوقت وكانت عملاها مفاجأة ليه لما يرجع، وباباها اقتنع بالكدبه بتاعتها، وعدت الايام، وسعاد مكمله في شغلها غصب عنها علشان خاطر ولادها ،وفي يوم على الطريق،والد ليله بيبيع وبيعمل جرد للطلبيه وبعد ما خلص راح لليله ونده عليها وقالها:- ليله يا بنتي خلي بالك من الكشك انا هروح اشتري شوية بضاعه اكمل بيها لآخر الشهر.
وافقته من غير تردد:- ماشي يا بابا روح أنت وانا هبيع مكانك.
شاور للميكروباص على الطريق وركب ومشي، بعد لحظات جت ست كبيره وقالت:- صباح الخير يا ليله يا بنتي.
كشرت عينيها لانها ما تعرفهاش واستغربت إنها بتناديها بإسمها وردت عليها:- صباح الخير؛أنتي تعرفيني يا حاجه؟
ابتسمت الست وقالت:- أيوه يا بنتي أنا زبونه هنا عند الحاج محمود من زمان قوي؛ واسمي الحاجه أزهار وعلى طول يحكيلي عنك وشفتك عنده مرة هنا؛ بس انتي ما خدتيش بالك مني،انا بقالي فتره ما جيتش لاني كنت بعافيه شويه.
تفهمت كلامها وقالت:-ألف سلامه عليكي، ونورتينا ياحاجه، اؤمريني أصل بابا مش موجود لسه ماشي من شويه.
رفعت ليها ورقه وقالت:- عايزه الطلبات اللي في الورقه دي معلش انا بنسى.
اخدت منها الورقه وقالت:- ولا يهمك يا حاجه اقعدي استريحي لحد ما اجيبلك اللي أنتي عايزاه.
راحت الكشك بتجهز ليها اللي هي كاتباه والست قعدت وسألتها:- انتي بتشوي دره؟ والله من زمان وانا نفسي فيها، واحفادي كمان بيحبوها ينفع تعمليلي خمسه يا بنتي؟
ليله حطت الكيسه جمبها وقالت:- حاضر من عيني.
وراحت تجهز طلبها وسألتها تاني:- انتي فاتحه من امتى على كده؟
ردت وقالت:- انا ليا تلات شهور واكتر يا حاجه؛ وأي حاجه تعوزيها إحنا في الخدمه.
:- تعيشي يا حبيبتي؛ كلك ذوق زي عم الحاج محمود.
خلصت طلبها واخدت الحساب من الست ومشيت ودخلت الكشك تشرب مايه وبصت من الشباك شافت أخت طليقها فتحي واسمها سماح جايه عليها، نفخت بغيظ وقالت:- ودي جايه ليه بنت إحسان دي كمان؟ ما صدقت خلصت منكم أوف.
سماح راحت عندها وكلمتها بنبرة شماته:- ازيك يا ليله ياختي عامله إيه؟
عوجت بقها وجاوبتها:- اهلا وسهلا انا زي الفل، ازيك أنتي يا سماح؟
ردت بضحكه:- انا زي الفل برده يا حبيبتي؛ ورفعت حاجبها وكملت بتريقه:- أنا أول ما عرفت إنك بتبيعي دره! جيت أباركلك بنفسي على الشغلانه الفظيعه دي!
اتغاظت منها وعرفت إنها شمتانه فيها لكن حاولت تكون هاديه وقالت:- الله يبارك فيكي يا حبيبتي ومادام أنتي جايه بنفسك تباركيلي؟ يبقى كتر خيرك قوي،طول عمرك أنتي أكتر واحده في أخواتك بتفهمي في الأصول، مع إني فاتحه المشروع الفظيع ده من زمان قوي، بس ما علينا ياحبيبتي، تاكلي دره؟
ضحكة بسخافه:- لا مش عايزه دلوقتي، بس أوعدك يوم الاجازه هبقى أجيب العيال واشتري منك واحنا بنتفسح!! آه أنتي اولى م الغريب برده.
مصمصت شفايفها بتريقه:- فيكي الخير يا سماح. وكملت بشك:- بس معقول يعني انتي جايه المشوار ده كله؟ علشان تقوليلي الكلمتين دول! ولا في حاجه تانيه؟
ردت بتشفي:- طول عمرك بتفهميها وهي طايره يا ليله؛ أنا جايه أقولك حاجه هتفرحك قوي.
حطت ايديها فوق بعض وقالت بقلة صبر:- حاجه تفرحني؟ وإيه ياختي الحاجه دي بقى؟
:- أصل ناهد مرات فتحي أخويا الجديده حامل في التالت عقبال عندك، وأنا جيت أقولك علشان افرحك بالاذن يا اختي، اصل قافله على العيال لوحدهم وأنتي عارفه ابو العيال خلقه ضيق بالاذن.
مشيت سماح وهى بتضحك بشماته وسابت ليله في صدمتها ووجعها حاسه إن الدنيا كلها بتلف حواليها وهي واقفه ثابته وحاسه انها مكشوفه قوي ووجعها باين للكل قعدت على الرصيف بتهالك وفضلت تعيط، وحاسه بخنقه جواها وأول ما شافت باباها رجع اتحججت ورجعت البيت وطول الوقت كانت حزينه على حظها ،وكانت مفتقده جدا لمروان وكل شويه تمسك الموبايل وعايزه تتصل بيه لكن مش عارفه، وتروح اوضتها من وقت للتاني تقيس كل الفساتين اللي جابها ليها، وبتمر الأيام بالنسبالها بالبطيء لكن في يوم ليله كانت في البيت وداخله تنام وسمعت صوت التليفون وجريت عليه وكان مروان قلبها دق بفرحه وردت بلهفه:- الو مروان؟!
مروان كان في حفله وساب أنجي مشغوله مع اصدقائها وما كانش قادر ما يكلمهاش ورد عليها بشوق:- عامله ايه يا ليله؟!
ليله قعدت وقالت بزعل:- أنا زعلانه منك قوي يا مروان؛ كل ده ما سمعش صوتك؟!
مروان بتاسف:- حقك عليا يا حبيبتي غصب عني والله؛ الشغل كتير جدآ وما كانش في وقت أكلمك.
ليله بزعل أكبر وعتاب:- ما كانش في وقت؟! ما كانش فيه دقيقه حتى تطمني عليك؟! انا قلت خلاص مروان مش هيكلمني تاني؛ أنت نسيتني يامروان.
مروان بعتاب:- أزعل منك لو قولتي كده تاني ياليله! وانا اقدر استغنى عنك؟ انا استغنى عن الدنيا كلها إلا أنتي، وبعدين يا حبيبي ما انا قلتلك واديتك خلفيه إني الفتره اللي جايه عندي شغل كتير ومسافر ومش هقدر أكلمك غير اول ما افضى ويكون عندي وقت، واول ما جه الوقت ده ما ترددتش لحظه واتصلت عليكي.
ليله اتنهدت بارتياح:- الحمد لله إنك ما نسيتنيش انت عامل ايه يا مروان؟!
مروان عينيه على أنجي من بعيد واخد حرصه انها ما تشوفوش ورد عليها بإشتياق:- مروان وحش جدآ من غيرك يا ليله.
ليله بتنهيده:- هشوفك امتى؟
مروان بصدق:- قريب؛ قريب قوي يا حبيبتي هاجيلك.
ليله:- تعرف يا مروان انا كل يوم اطلع طقم من اللي انت اشتريته علشاني واقيسه من تاني؛ وافتكر يوم ما أنت شفتني بيهم وعجبوك عليا ونفسي تيجي علشان نخرج مع بعض واكون لابسه واحد منهم.
مروان:- هيحصل يا روحي هيحصل، انا هحاول أاجل اي شغل هنا واجيلك قريب، لأني مش قادر ماشوفكيش أكتر من كده.
ليله بفرحه:- بجد يا مروان؟!
مروان:- بجد يا قلب مروان.
ليله بإحتياج:- أنا عندي كلام كتير قوي عايزه اقولهولك يا مروان ، بجد محتجالك.
مروان بتنهيدة حب:- وحياتك عندي قريب قوي هكون قدامك واسمع منك كل حاجه ، لأني مشتاق لصوتك وتفاصيلك.
خلصوا كلامهم وقفلوا كل واحد أرتاح شوية بعد ما سمع صوت حبيبه، ليله نامت مبسوطه، ومروان رجع للحفله مبسوط واندمج مع ضيوف مراته وبعد ما خلصت الحفله أنجي قعدت في الصالون بتهالك من تعب اليوم ومروان قعد جمبها وشاف أنها ساكته أغلب الوقت و سألها بتوجس:- أنا ملاحظ إنك مش مبسوطه بحفلة انهردا.
بصت ليه بضحكه كلها كبرياء:- لسه ما تخلقش اللي يخليني مش مبسوطه وخصوصاً في البارتي بتاعتي.
أبتسم بتكليف:- امممم طبعاً طبعاً لسه متخلقش، هو مجرد سؤال لملاحظة صغيره، وكالعادة طلعت غلطان في نظرتي المرادي.
حطت رجل على رجل وقالت بإبتسامة وتلميح:- ملاحظتك في محلها يامروان! ونظرتك كمان مش غلط، وده اللي بحبه فيك، ولازم دايما تكون مهتم بأدق تفاصيلي، وإلا وقتها هتكون بتحط نفسك في موضع شك.
بلع ريقه بتوتر وحس من طريقة كلامها أنها عارفه حاجه مهمه وسألها بتوجس:- شـ، شك؟! احم أنا مش فاهم حاجه.
حطت ايدها على خده واتكلمت بنبرة مريبه:- وأنا لازم افهمك طبعاً يامروان، ماينفعش اسيبك كده.
ارتبك اكتر وحمحم وأبتسم بتمثيل بس من جواه مرعوب:- احم حبيبتي أنا بحاول افهمك انهردا بس مش عارف، طريقتك مختلفه عن كل مرة، هو في حاجه حصلت أنا معرفهاش؟
أنجي بملامح كلها جمود:- أمير برهامي!
قلبه دق بخوف من أنها تكون عرفت بصداقتهم وأنهم بير أسرار لبعض، وسألها بخفوت:- مـ، ماله؟!
بصت قدامها و ولعت سِجار واتكلمت بشر دفين:- إبن برهامي مش ناوي يجبها لبر معايا، وشكله كده عايز يجرب قرصتي وساعتها هيجي راكع تحت رجلي مستسلم ويقول حقي برقبتي.
مروان أتأكد من كلامها أنها متعرفش حاجه وخوفه كان على مفيش واتنهد بارتياح كبير مع ابتسامة بلهاء أنه في أمان منها، وانتبه ليها وسألها:- ليه بس كده ياروحي اوعي حاجه في الدنيا دي تضايقك، قوليلي بس عمل إيه اللي إسمه أمير ده!
أنجي من بين أسنانها:- البيه مشغل جاسوس في شركتي لحسابه.
مروان اتعدل بتركيز:- إزاي الكلام ده مش فاهم؛ يعني إيه مشغل جاسوس،وكمان في شركة الورداني؟ لأ لأ مش معقول أصلا أمير يعمل كده!
بصتله بشك وسألته بغموض:- وأنت إيه اللي مخليك واثق أنه مابيعملش كده؟
مروان بارتباك:- ها!!! آه انا أقصد يعني أنه رجل أعمال معروف وكمان هو مش بالغباء ده يعين حد يجبله أخبارك في وسط شركة كبيره زي شركتك، متصممه على أعلى مستوى وأي غلطه بتكتشفيها على طول، يبقى إزاي في جاسوس وأنتي متعرفيش؟ ده كان زمانه في خبر كان.
أنجي اقتنعت بكلامه وهزت رجلها بغيظ أكبر وقالت:- طيب مين اللي بيوصل معلوماتي ومعلومات الشركه ليه؟ إزاي عرف بالصفقه؟ وازاي عرف بأيمن؟ لأ الموضوع مش طبيعي، ولازم ينتهي وفي أقرب وقت.
وكملت بتوعد:- لكن ياويله إللي فكر أنه يبعني علشان شوية ملاليم!
مروان بلع ريقه بخوف و بصلها بثبات وكان جواه مهزوز وخايف، لما هى بالشر ده من مجرد حد بينقل أخبار ومش مهمه للدرجه! هتعمل ايه لو عرفت أنه بيخونها مع بنت بسيطه ومش جميله اوي وكمان فقيره! ياترى إيه اللي هيحصلك يامروان!.
ليله وسعاد خرجوا مع بعض يتمشوا واتكلموا كتير وكل واحده حكت كل حاجه للتانيه سعاد مضايقه من عبدالستار اللي ملاحقها في كل مكان في المشغل، وكمان عن طليقها اللي شهر يبعت نقفة ولاده وشهر مايبعتش ويقولها ده اللي عندي واخبطي راسك في الحيط، وردت ليله بغيظ…
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ليله وسعاد خرجوا مع بعض يتمشوا واتكلموا كتير وكل واحده حكت كل حاجه للتانيه سعاد مضايقه من عبدالستار اللي ملاحقها في كل مكان في المشغل، وكمان عن طليقها اللي شهر يبعت نقفة ولاده وشهر مايبعتش ويقولها ده اللي عندي واخبطي راسك في الحيط، وردت ليله بغيظ:- أما راجل عديم الدم معندوش لا نخوه ولا ضمير، هو ده مش حكم محكمة أنه يدفع مصاريف ولاده؟
سعاد بتنهيده:- أهو ده اللي حصل يا ليله، وأنا مفيش في أيدي حاجه اعملها.
ليله بقوة:- إزاي مفيش ف ايديكي حاجه؟ اعملي فيه محضر، ارفعي عليه قضية أنه مش ماشي على حكم المحكمة اللي أمر بيه القاضي، وساعتها هايتحبس.
قعدوا على استراحه في الطريق واتكلمت سعاد بقلة حيلة:- أنتي عايزاني احبس أبو ولادي؟
ليله:- وفيها إيه؟ مش هو اللي بدأ؟
سعاد:- دول عيالي يبهدلوني؛ وهيقولوا ماما سجنت بابا، مش هيبصوا إني خايفه عليهم وعلى مستقبلهم، لأ هيشوفوا إني بقيت نقطه سودا في حياتهم، ومش بعيد يسيبوني ويروحوا يعيشوا معاه.
ليله:- والله أنتي الكسبانه ياسعاد، خليه يربي عياله ويعرف إن الله حق ويشيل الليله، يعني هو مستريح وانتي شايله الهم لوحدك.
سعاد بجدية:- أنا اشيل المُر فوق كتافي ولا إني اسيب عيالي يوم واحد ياليله.
حست إن سعاد زعلت من كلامها وحاولت تفهمها قصدها وكملت:- ياسعاد أنا مش قصدي إنك هتسيبيهم بالمعنى اللي أنتي فهمتيه ده.
سعاد عوجت بُقها وقالت:- اومال قصدك إيه يا ليله هانم.
ليله ضحكت:- ماشي اتريقي يختي برحتك، بصي أنا قصدي إنك تبيني لطليقك ده إنك مش فارق معاكي ومستعده تسبيله العيال هو هيخاف من المسؤوليه أصلا، وساعتها هيقولك لأ خلي عندك العيال وخدي فلوسك على داير مليم، أصلك متعرفيش الرجاله تحب تعيش دور الملوك في الكبرياء قد إيه! مالهمش في دور المسؤوليه والحاجات دي.
اتنهدت بحزن وردت عليها:- طليقي مش عشرة يوم ياليله، وعارف أن ولادي عندي بالدنيا ومافيها، وحتى لو قلتله كده، هيعاند معايا وياخدهم مني فعلاً ويسمم أفكارهم من ناحيتي، وأبقى بعد كل اللي عملته علشانهم الأم الوحشه اللي باعت ولادها علشان مصلحتها.
ليله ربتت على ضهرها وحبت تواسيها:- هوني على نفسك ياسعاد، الله يحـ.ـرق الرجاله اللي من النوعيه دي، شيلونا الهم بدري، سيبك أنتي متفكريش كتير، وبكره يجيلك عريس متريش ويكون شاريكي ويعيشك في نعيم ينسيكي القرف اللي انتي فيه ده.
ابتسمت سعاد وسط حزنها وقالت بإحباط:- عريس تاني؟ واكرر الغلطه الاولانيه بغلطه تانيه؟ وبدل الهم يبقى همين! لأ يختي أنسي أنا كده زي الفل.
اتعجبت ليله من تفكير صحبتها وردت بوضوح:- هو أنتي فاكره كل الرجاله زي بعض ولا إيه؟
وكملت بتنهيدة حب واشتياق:- طيب دانتي مشوفتيش حنية مروان عليا، ده بيبقى هاين عليه يعملي المستحيل علشان اكون مبسوطه.
وكملت بحماس كبير:- تعرفي يابت يا سعاد! أنا هجوزك حد من صحاب مروان يكون غني ومتريش كده ويكون حنين عليكي ويعوضك عن كل اللي فات، وبكره تقوليلنا عوضي جه عوضي راح.
ضحكوا الاتنين وقالت سعاد:- عوضي؟ وانبي عوض عليا عوض الصابرين يارب، مش عارفه ايه حظي الحلو والمنيل اني اقابلك في حياتي وتكوني صحبتي وانتي بنص عقل كده؟
ليله بتذمر:- يسلام وانتي تطولي أكون صحبتك أصلا؟ ياشيخه اتنيلي، وبعدين انا قولت ايه غلط ياست الشيخه أنتي؟
سعاد بعقلانية:- كل اللي أنتي قولتيه غلط ياليله، لأن الراجل هو الراجل وأغلب الرجاله تفكيرهم واحد من ناحية المطلقه بالتحديد، وخصوصاً الرجاله المتجوزين بيشوفوها حاجه سهله وغير كده بيضحكوا عليها بكلمتين اللي هما هعوضك واكون سند ليكي بعد الحزن اللي عيشتيه قبل كده ، وكلام إنشا كتير، وبعدها يتجوزك شهر شهرين ويبان على حقيقته أنه متجوزك كنوع من النزوه مش أكتر، ولو أنتي حطتيه في إختيار بينك وبين مراته الأولي و ولاده؟ هيرميكي في أقرب فرصة لأنه معندوش استعداد يضحي بعيله كامله قصاد فرد واحد، أما بقى فكرتك في إني اتجوز تاني واجيب جوز أم لولادي؟ دي فكرة مستحيله، أنا لا يمكن أضحي بسعادة ولادي على حساب سعادتي، مش كفايه ظلمتهم مرة لما اتجوزت أبوهم؟ هظلمهم تاني واجبلهم عينه تانيه وممكن تكون أبشع؟ لأ أنا رافضه فكرة إني اتجوز تاني.
ليله سألتها:- يعني أنتي مش عايزه تتجوزي تاني علشان ولادك؟
سعاد بنفي:- لأ مش ده السبب برده لأن المبدأ موجود، أنا رافضه الفكره من الأساس، حتى لو مكنش عندي أولاد، أنا جربت حظي مرة ومعنديش استعداد للبهدله وقلة القيمه من تاني، أنا كده ملكة نفسي ومش هجيب حد يشتري ويبيع فيا.
ليله حطت ايدها على خدها واتكلمت بحيرة:- يعني تفتكري مروان ممكن يكون زي فتحي؟ يعني أنا ممكن أعاني تاني؟
سعاد ابتسمت:- ليله؛ أنا بكلمك عن نفسي، ومقدرش أحكم على مروان، لأنك أنتي اللي المفروض تحسي أنه أمان من معاملته معاكي ولا لأ، ولازم تدرسي كل خطوه معاه بحكم تجربتك الأولى ، أنا مش ضد الجوازه التانيه، أنا بتكلم عن نفسي أنا، بعيداً عن أي حاجه تانيه،لان في جوازات تانيه ناجحه اكتر من الأولي وأنا لاغيه الفكره علشان أنا مش حابه اخوضها تاني، لكن أنتي بما إنك مقتنعه إن مروان الشخص اللي هيسعدك يبقى خلاص.
ليله بصتلها بتكشيره وسألتها:- انتي يابنتي عندك انفصام في الشخصية؟ انتي لخبطتي مخي أكتر ماهو متلخبط.
ضحكت وردت عليها:- لأ معنديش انفصام يامجنونه انتي، أنا بس بوضحلك الأمور قدام عينيكي في ستات كتير بتنفصل وبتتجوز تاني عادي وحياتهم بتنجح، وفي ستات بتنفصل وتعيش لنفسها واولادها أنا بقى من النوع التاني ده فهمتي؟
هزت راسها وقالت:- فهمت، فهمت،قومي بقى علشان نرجع البيت همـ.وت وانام.
قاموا وكل واحده روحت بيتها تفكر في كلام التانيه ليها وفي اللي مقتنع بوجهة نظرة وفي اللي محتار وخايف من بكرة، فات كام يوم كمان وكل واحد في دوامة تفكيره، أنجي في الشركه في اجتماع ومروان مستني في مكتبها،دخلت واستغربت وجوده وقالت:- مروان؟ أنت بتعمل إيه هنا؟
مروان بعمليه:- أبدا مستنيكي، خلصت شغلي في مكتبي وجيت على هنا بس مالقتكيش، ولما اتصلت عليكي وفونك مقفول عرفت إنك في إجتماع.
أنجي بنفس الاستغراب:- برده مش فاهمه! أنت هنا بتعمل إيه؟ ومسافرتش ليه؟
كشر عينيه وسألها:- أسافر؟ أسافر فين؟
أنجي بنفاذ صبر:- يابني آدم أنت، المفروض تسافر انهردا اسكندريه تشرف على تحضيرات الحفله اللي هتم بعد حداشر يوم.
مروان اتعدل بتركيز وقال:- إيه؟ انتي بتتكلمي بجد؟طيب ومقولتيش ليه يا أنجي؟
رفعت حاجبها واتكلمت بتريقه:- أفتح الواتس آب عندك يامروان.
سمع كلامها وفتح الواتس وشاف رسالة خاصة منها قبل الاجتماع أنه يسافر، واتغاظ من نفسه جدآ وكان عايز يضرب نفسه لأن الوقت ده؟ ليله أحق بيه من أي حد تاني، وكمل كلامه بتأسف:- آسف ياحبيبتي أنا مفتحتش من الصبح، انتي عارفه إننا راجعين امبارح من المؤتمر وبعدها حفله ونمت محستش وأول ما صحيت جيت على الشركه على طول ، بس ليه متصلتيش عليا ياروحي كان زماني دلوقتي في قلب المصنع.
فتحت اللاب توب ومهتمتش لكلامه:- لسه قدامك وقت، تقوم دلوقتي وتسافر يا إما ابعت أيمن مكانك.
رد بسرعه:- لأ ، إحم قصدي ايمن مين ده اللي هيشرف على مصنع مراتي وحبيبتي، محدش هيشرف على مصنع أنجي هانم الورداني غير جوزها اللي بيموت فيها وبيتمنى أنها ترضى بس عليه.
ابتسمت وقالت بثقه:- قدامك عشر دقايق يامروان، يا إما……!
مروان قام بسرعه:- أنا بقول عشر ثواني كفايه أوى.
قرب منها وباسها و ودعها،انجي ضحكت على تصرفاته ورجعت تكمل شغلها، وهو خرج ركب العربية وقلبه ملهوف أنه هيشوف ليلته أخيراً بعد غياب، كان محتار يشوفها الأول ولا يروح المصنع الأول؟ وسمع لكلام قلبه وغير مساره وراحلها، ليله كانت واقفه بتبيع لستات واقفه قدامها، شافت العربيه من بعيد وبتشبه عليها وكل ماتقرب قلبها يدق بإشتياق وضحكتها اترسمت على وشها، وباعت ومشت الزباين بسرعه،نزل مروان وكانت هى عايزه تجري عليه تترمي في حضنه، جريت بلهفه واشتياق واضحين عليها، قرب منها بنفس اللهفه و وقفوا قصاد بعض كل واحد بيملي عينيه من التاني، مروان بالنسباله عادي أنه يقرب ويضمها وفعلاً قرب منها وليله فهمت لكن خافت لأنها في الشارع وكمان مكسوفه منه، ورجعت خطوه وحبت ماتبينش أنها رافضه الحضن ده وسبقته بالسؤال وقالت بإبتسامة:- مروان حمدلله على السلامه، ليه مقولتش إنك جاي؟
مروان باصص في عينيها وقلبه بيدق ليها وهمس بإشتياق وحنين:- ليله وحشتيني قوي.
بصت لعينيه وهمست بدقة قلب:- وأنت كمان وحشتني يامروان.
مروان:- أنا مش مصدق إني شايفك وانتي قدامي دلوقتي، حاسس إني بحلم.
ليله:- وأنا كمان حاسه اني بحلم ومش عايزه اصحى أبدا.
قرب منها خطوه ومسك أيدها وبنفس النظرة اللي كلها اشتياق اتكلم بصوت كله حنان:- أول ما جت فرصه إني أسافر جتلك جري،مرحتش في أي مكان ،لاني مكنتش شايف قدامي غيرك وبس.
بصت في عينيه اللي وحشاها وقالت:- كان عندي احساس إني هشوفك قريب قوي، وشوفتك قدامي دلوقتي، أنا مش مصدقه بجد إنك جيت علشاني من تاني، كنت خايفه تبعد وتنساني.
مروان:- عمري ما أقدر انساكي ياليله، أنتي اتحفرتي جوايا ومش بالساهل إني أبعد عنك.
خلص كلامه وبص حواليه وساب أيدها وسألها:- هو باباكي موجود؟
هزت راسها:- لأ راح يجيب شوية طلبات للمحل.
أبتسم بسعاده:- أنا حظي حلو اوي بقى، هقدر أشبع منك شوية قبل ما يرجع.
ردت بضحكه:- وحشني كلامنا مع بعض أوي.
وشاورت ليه:- تعالي اقعد اجبلك دره مشوي؟
حرك راسه بالنفي:- لأ انا مش عايز حاجه غيرك وبس، تعالي نقعد في العربيه شوية انتي وحشاني بطريقه أنتي مش ممكن تتخيليها.
ارتبكت وبصت حواليها وجاوبته بحرج:- أحم، بلاش يامروان العربيه.
كشر عينيه وسألها:- ليه بلاش؟
ليله:- لأن بابا ممكن يرجع في أي وقت، و لو شافني راكبه معاك العربيه مش هيعديها بالساهل أبدا، وممكن مايخلنيش أنزل الشغل تاني.
نفخ بخنقه ومسح وشه بأيديه وقال بخنقه:- ليله، بقولك أنتي وحشاني وعايز أقعد معاكي شوية.
ردت بتوتر:- والله العظيم وأنت وحشني أكتر،بس أكيد انت خايف عليا مش كده؟ وميرضكش بابا يبهدلني.
حط أيديه في جيبه وقال بخنقه:- طيب وبعدين ياليله؟
ردت بتفكير:- أنت ممكن تفضل هنا لحد ما بابا يرجع،وبعدين نتفق ونخرج بكره إيه رأيك؟
مروان بصلها وسكت ومش عارف يرد عليها يقولها إيه؟ هي واحشاه جداً وكل تفكيره فيها هى وبس، وكل إللي شاغله أنه عايز يعوض أي وقت معاها.
ليله بتحايل:- علشان خاطري متزعلش، هنخرج بكره وهفضل جمبك طول اليوم.
أخد نفس طويل واتكلم بإستسلام:- ماشي يا ليله، أنا هسمع كلامك علشان خاطرك وبس، مع إنك مش حاسه إنك وحشاني قد ايه! بس هوافق علشان أنا اكتر واحد أخاف عليكي.
ابتسمت بحب كبير:- حبيبي ربنا يخليك ليا.
مروان بعمليه:- أنا همشي دلوقتي.
ليله بقلق:- رايح فين؟
مروان رجع شعرها بايده ورد عليها بهدوء:- عندي شغل كنت مأجله بعد ما أشوفك، ودلوقتي هروح أكمل شغلي واظبط كل حاجه علشان بكره هيكون يوم مميز جدا بالنسبالي.
ابتسمت بخجل:- ليه مميز يعني؟
أبتسم بحب:- لأن هتكون معايا أجمل ليله في الوجود.
ليله بتنهيده:- وليله هتفضل مستنيه بكرة بفارغ الصبر.
تاني يوم.
مروان نزل م البيت وراح ليها الشغل و واقف على الطريق وشاف محمود والد ليله في المحل لوحده، وهى اتأخرت عليه واتصل عليها وسألها:- أنتي فين كل ده ياليله؟
ليله بتلبس وردت بسرعه:- أنا في البيت يامروان عشر دقايق وهنزل.
مروان طيب قوليلي عنوانك بالظبط وأنا هاجي لعندك.
شهقت بصدمه:- ايه؟ تيجي فين؟ لأ لأ خليك عندك أنا شويه وجايه.
مروان اتحرك بالعربيه وكمل بحزم:- مفيش لأ قوليلي بس عنوانك فين، ويستي تبقى اطلعي على أول الشارع، ماهو مش معقول هفضل مستني أكتر من كده، أنا اتحركت بالعربيه قوليلي العنوان.
ردت بإستسلام وقالتله على العنوان بالظبط وقالها:- تمام عرفته، خمس دقايق هكون عندك.
لبست بسرعه و قبل ما تنزل أتصل عليها تاني وقالها:- انا قدام السوبر ماركت إللي قولتي عليه.
ليله جريت بصت من البلكون وهو شافها وقال:- انا شوفتك يلا انزلي بقى
ردت بخوف:- طيب انا هنزل بس أنت أطلع على الشارع الرئيسي أنا هجيلك ماينفعش أركب قدام الجيران دي لوحدها مصيبه.
مروان بتفهم:- ماشي ياحبيبتي انا هستناكي هناك متتأخريش.
نزلت بسرعه وراحت ع الطريق وركبت وخبت وشها علشان محدش يشوفها وقالتله بخوف:- سوق بسرعه أطلع من هنا.
سمع كلامها وساق وبعد ما بعد عن المكان أبتسم:- خلاص يامجنونه شيلي الشنطه من على وشك، وبعدين العربيه متفيمه محدش يعرف يشوفك.
نزلت الشنطه ونفخت بأريحية:- آه الحمد لله قلبي كان هيقف من الخوف.
مروان:- ليه كل ده؟
ليله:- أنت مش عارف الناس هنا، دي لو واحده من الجيران بس لمحتني هبقى سيرة في كل الحاره.
مروان طمنها:- متقلقيش ولا تخافي من أي حاجه طول ما أنا جمبك.
ابتسمت بسعاده:- مهو ده اللي مطمني، ربنا يخليك ليا.
مروان باس أيدها:- حبيبتي ويخليكي لقلبي، قوليلي اقنعتي عمي إزاي إنك مش هتنزلي الشغل؟
حركت كتفها بعفويه وقالت:- قولتله أنا تعبانه ومش قادره أنزل، قالي خلاص متنزليش.
وكملت بحرج:- أحم أنت شوفت بيتنا.
مروان بتعجب:- ومالك بتقوليها كده ليه؟
:- يعني أصله بيت قديم.
:- ليله ياحبيبتي انا مبفكرش بالطريقة دي صدقيني.
وكمل بمكر:- وبعدين هشوفه بجد لما ادخل البيت من بابه، ولا ايه؟
ابتسمت بخجل وقالت:- تقصد إيه؟
ضحك وجاوبها بمرح:- قصدي اني قريب قوي هكون في قلب بيتك بطلب إيدك رسمي، بس قوليلي رقم الشقه كام؟ علشان وانا جاي متلخبطش واخبط على الجيران ههههه.
قلبها دق بقوة وبصت للسما ومبسوطه لأن كل أحلامها بدأت تتحقق، وقالتله على رقم الشقه ومروان أتكلم معاها كتير وبدأ التلامس بينهم يبقى شيء عادي بالنسبالهم وليله حبت تعيش قصة حب زي الروايات والقصص وعاشوا يوم مميز وقبل ميعاد رجوع باباها من شغله مروان وصلها البيت لكن نزلها ع الطريق علشان أهل الحارة، و ودعته ورجعت البيت كأنها فراشه ودخلت اوضتها حدفت نفسها ع السرير بتضحك من جمال اليوم اللي قضته مع حبيبها، مروان رجع البيت واتصل على أنجي بلغها بالتحضيرات اللي بتم وقفل معاها مستني الوقت اللي ليله هتتصل عليه علشان يتكلموا وفعلاً ليله أتصلت عليه واتكلموا كتير ومروان سمعها كل كلام الغزل والحب وليله عايشه في عالم تاني،عالم الحب والعشق ومش عايزه تفوق أبدا من إحساسها إللي هى عايشاه، وقبل ما يقفل نده ليها بنبرة خاصه:- ليله!
ليله بتنهيدة حب:- نعم؟
مروان:- هتنزلي شغلك بكره؟
ليله:- لأ بابا مش موافق قال انتي تعبانه ريحي يومين وبعدين انزلي.
مروان بتفكير:- طيب وبعدين يعني مش هشوفك بكره؟
ليله بزعل:- معلش بقى يا حبيبي نفوت بكرة علشان أنا قلت لبابا تعبانه، وهتبقى مكشوفه أوى لو نزلت بكره، خليها لما أنزل أشوفك.
مروان أبتسم:- زي ما تحبي ياروحي، ودلوقتي غصب عني هقفل الوقت أتأخر.
ليله بتتاوب:- عندك حق الفجر قرب يدن.
مروان بعتلها بوسه:- تصبحي ع خير يالي لي.
ليله بسعاده:- وأنت من أهله ياقلب وروح لي لي.
تاني يوم.
في منزل وليد برهامي.
دايما ماجده متعوده تصحى بدري قبل الكل واللي واخد الطبع ده منها ابنها حازم؛ ونزل بعد ما ودع مراته يسلم على والدته قبل ما ينزل على شغله، لأنه عارف ومتأكد انها صاحيه،فتح باب الشقه ونده عليها وقال:- ماما أنتي صاحيه يا حبيبتي؟
ماجده كانت في المطبخ وسمعته وقالتله:- ايوه يا حازم تعالى يا حبيبي.
راح في اتجاه الصوت وشافها سلم عليها وقالها:- صباح الخير يا حبيبتي عامله إيه؟
ردت عليه بوهن:- صباح الخير يا حبيبي؛ وهكون عامله إيه يعني! الحمد لله على كل حال؟
حازم كشر عينيه واستغرب من نظرتها وسألها بإستفسار وقلق:- خير يا ماما صوتك ماله؟ وليه مكشره كده على الصبح؟ هو في حاجه حصلت ولا إيه؟
اتنهدت وحطت فوطة المطبخ على الترابيزه وخرجت، وحازم خارج وراها وقعدوا في الليفنج وردت عليه بحزن حقيقي:- هيكون في ايه يعني يا حازم؛ هو في غيره أمير اخوك اللي مش عايز لحد دلوقتي يريح قلبي.
حازم عرف على طول انها تقصد موضوع الجواز، لانها دايما بتتكلم في الموضوع ده ونفسها ومنى عينها انها تفرح بيه،وابتسم وقالها:- يا ريت يا ماما تطولي بالك على أمير شويه، انتي عارفه إنه كان خاطب قبل كده واللي شافه مش شويه كانت صدمه ليه ولينا كلنا بصراحه.
ماجده اتضايقت وقالت بوش عابس:-اللي حصل حصل هنعمل ايه؟ ودي إرادة ربنا،والصدمه خلصت خلاص يا حازم ولا هنفضل واقفين عند النقطه دي في حياة أمير؟ ما الدنيا مشيت بعد ما هي غارت في داهيه، وأنت شوفت حياتك ومصلحتك فين اتجوزت أهو ومراتك حامل ربنا يقومها بالسلامه يعني الدنيا ما وقفتش من وقت فسخ خطوبة أخوك، هو بس اللي بيحب يعقد الأمور، عايش في دور الحبيب الضحيه.
حازم بلين:- ياماما حاولي تهدي لو سمحتي، و وطي صوتك علشان أمير مايسمعش الكلام ده، هو فعلاً لحد دلوقتي مش مستوعب إللي حصل، دي كانت قصة حب كبيره بينه وبينها وحلم لأي شاب في عمره، وأنا حسيت بيه لما قابلت زينه مراتي وحبتها،ياماما الخذلان والخيانه لما بيجي من أقرب الناس ليكي بتبقى صدمه حقيقيه، العقل فيها مابيبقاش عايز يصدق اللي مر عليه وشافه وعاشه كمان، لكن أمير دلوقتي بيحاول، وأكيد هيجي الوقت اللي يقولك فيه أنا جاهز.
ماجده برفض وتصميم:- أنا عايزة اخوك يفوق يا حازم بأي طريقه، وطول ماهو بيفكر فيها مش هيقدر ينساها،وانا مش عارفه هو كان بيحب فيها ايه وبيحبها على إيه، خلاص راحت واحده تيجي بدالها عشره، هي لا كانت أول ولا آخر واحده تفسخ خطوبتها،هنفضل بقى واقفين عند النقطه دي ونسيب حياتنا وكل حاجه ورانا ومصالحنا علشان خاطرها؟
حازم خاف إن أخوه يسمع كلام والدته وقالها بترجي:- ارجوكي يا ماما، ارجوكي حافظي على هدوئك شوية أنا خايف أنه يسمعك، وقتها ممكن يحصل مشكله أكبر، أنا عارف إنك عايزه مصلحته، وعارف إنك خايفه عليه،لكن صدقيني كل حاجه هتتصلح بس بالتأني.
عينيها لمعت وقالت بحزن وآسى:- أخوك ليه مش قادر يفهم إني خايفه عليه؛ ليه مش قادر يفهم إني عايزه مصلحته؛ اي ام في الدنيا عايزه مصلحة ولادها، بس لأ، أمير مش عايز يشوف خوفي وحبي ليه، هو شايف إني أنا عايزه اقيده بجوازه والسلام، امتى بس يفوق لنفسه، امتى؟
حازم بتنهيدة:- قريب، قريب قوي يا ماما بس أنتي قولي إن شاء الله.
أخدت نفس عميق وقالت بتمني:- إن شاء الله.
في الوقت ده أمير كان واقف جمب الليفنج وسمع كل كلمة قالتها، وبلع ريقه بغصة وجع، ورجع تاني على اوضته، و وقف قدام المرايه بص فيها وكان شارد الفكر ، وقبض على أيده بقوه.
ليله صحيت بعد الضهر وبصت في الموبيل واتنهدت لأن مروان ماتصلش عليها، قامت ودخلت الحمام اخدت شاور ولبست بيجامه وخرجت تعمل ليها أكل وأكلت، ورجعت تعمل قهوة وجرس الباب رن واستغربت:- مين اللي هيجيلي دلوقتي؟راحت تفتح لكن اتفاجئت واتكلمت بصدمه:- مروان؟
قلبه دق بعنف وهو بيتأمل شفايفها، وأتكلم بصوت مبحوح:- ليله انا بحبك أوي.
ليله قلبها دق وغمضت عينيها وقالت بهيام:- وأنا كمان بحبك.
عينيه تايهه في ملامحها وماسك وشها بأيديه مع نبرة صوتها واستسلم لرغبته وقرب منها وباسها برقه،ليله اتجمدت مكانها وحاولت تبعد لكن كلامه وهمسه ليها بحنين واشتياق واضحين في عينيه ورغبته ليها كانت أكبر منها، قلبها دق بعنف شديد هى كمان وحاولت تبعد لكن عشقه وطريقته أثرت عليها واستسلموا الاتنين لشيطانهم، وقدر مروان يحتل ليله قولاً وفعلاً، وللأسف أصبح! اِحْتِلاَل مُحَرَّم ———

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إحتلال محرم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى