رواية إحتلال محرم الفصل السابع 7 بقلم مريم نصار
رواية إحتلال محرم الجزء السابع
رواية إحتلال محرم البارت السابع
رواية إحتلال محرم الحلقة السابعة
عبادتان فيهما الحل لأزماتك:
١- عبادة: “ارض بما قسم الله لك، تكن أغنى الناس”.
٢- عبادة: “واصبر على ما أصابك”.
فإنّ من رضي بما قسم الله له، لم يسخط،
ومن صبر على ما أصابه، لم يجزع،
حينها تجد الأمن والطمأنينة، والسكينة والسلام.
————————————————————–
بسم الله نبدأ
عند الست إحسان كانت بتفطر هى وبنتها سلوى ودي مخطوبه، وفتحي نايم على الكنبه بيتفرج على التلفزيون ومستني أخته سماح لأنها بتيجي كل يوم الصبح تبص على مامتها، سلوى لفت ليه تعزم عليه بالفطار وقالت:- ماتيجي تفطر يافتحي، أنت هتفضل قاعد كده واحنا بناكل؟
فتحي من غير ما يبصلها قال:- مش عايز اطفــ.ـح وبعدين هو أنا قاعد فوق دماغك؟ ريحي هتستريحي.
عوجت بُقها وقالت:- أنت حر أنا غلطانه.
ردت إحسان وقالت:- سيبك منه يابت ياسلوى أصله من يوم ما اتقال عليه المخلوع وهو خُلعه في مناخيره، يوه قصدي خُلقه في مناخيره.
ضحكوا إلاتنين وهو اتعدل وبصلهم وقال بدهشة:- حتى انتي يما؟ أنا مش عارف أنتي أمي ولا إيه بالظبط؟
إحسان:- أنا أم أربعه وأربعين ياحيلة أمك.
وكملت بجديه:- وأنت ياواد مواركش شغل؟ تنزل من عند مراتك وتيجي تتلقحلي هنا ياخويا؟ هى مش حامل وعايزه مصاريف ؟ ولا هو حد قالك ( هنا مؤسسة إحسان الخيرية؟
نفخ بخنقه وقال:- يما أنا عارف انا ورايا إيه؟ أنا مستني سماح بنتك فيها حاجه دي؟
إحسان بتريقه:- فيها حاجات ياروح امك، مانت لو مش وش مشاكل ومتخانق مع طوب الأرض؟ كنت روحت لأختك بيتها وقت ما تعوزها، بس أنت مش مخلي ليك حبيب جاتك خيبه.
فتحي:- ومين السبب يما؟ مش انتي وابويا؟
إحسان بغضب:- أخرس قطــ.ـع لسانك، عملنالك إيه يسي فتحي؟ أنت اللي طول عمرك ديلك مرمي بره وتروح تقف على النواصي وتعاكس في خلق الله ، طيب ده أنا افتكر اني كان ريقي ينشف وأنا بنادي عليك تتلم من الشوارع، ولما كبرت وعودك فرد جتلي وقولت يما أنا عايز اتجوز؟ قولت بس الواد عقل وكبر وعرف يختار.
مصمصت شفايفها وعوجت بقها وكملت بسخرية:- ويازين ما أخترت ياناصح، روحت جبتلي واحده ماحليتهاش حاجه وكمان مبتخلفش ولسانها طوله مترين ومش عاجبها عيشتنا.
ردت سلوى وقالت بوضوح:- بس بصراحه يا ماما فتحي كان مطلع عين ليله، دي خدت ضـ.ـرب منه بعمرها كله، وانتي مكنتيش سايباها في حالها.
نهرتها إحسان:- اكتمي يابت ومتقاوحيش، دي كانت لازم تتربى، المفروض كانت تحمد ربنا إن إبني مخليها لسه على زمته.
فتحي بتريقه:- وبقيت أنا المخلوع يما.
ردت عليه بجمود:- وأنت السبب، فضلت أقولك طلقها وخليها تغور،دي واحده عايزه تعيش على ريش نعام،وأنت ركبت دماغك ومسمعتش كلامي، وبعد ما خلعتك قولتلك هاتها بالمسايسه وردها ليك وبعدين طلقها وسط أهل الحاره كلها وأنت رافع راسك، بس ازاااي تسمع كلام أمك جاتك نيله طالع لابوك فقري من يومه.
وسط مناوشاتهم مع بعض دخلت سماح وقالت:- صباح الخير يما، صباح الخير يا فتحي، اذيك يا بت يا سوسو.
ردوا عليها وفتحي بصلها وسألها بغموض:- أنتي روحتي للبت ليله صحيح ياسماح؟
قعدت جمب مامتها وردت بجرأة:- آه يا خويا روحتلها، بس ليه بتسأل؟
فتحي:- وروحتي ليها ليه؟ علشان تكلميها تلين وترجع؟ ولا عملتي ايه أصل أنا عارف حركاتك.
ضحكت هى وإحسان وقالت:- لا وانبي يافتحي معملت حاجه أنا روحت أشفي غليلي فيها ورجعت على طول، مش كده يما؟
إحسان:- كده ياقلب أمك، جدعه انتي اللي طلعالي.
فتحي كشر عينيه:- مش فاهم روحتي عملتي ايه يعني؟ وايه اللي حصل؟
سماح بضحكه:- حاضر يا خويا أصبر على رزقك هقولك اهو، أنا روحت ليها ولقتها واقفه إيه؟ بتشوي دره هههههه وباركتلها على المشروع الرهيب، وبعدين قولتلها إن ناهد مراتك حامل.
ظهرت إبتسامة خبيثه على ملامح فتحي وعجبه تصرف أخته وقالها:- آه وبعدين قوليلي بقى هى عملت إيه و قالتلك إيه؟
ضحكت سماح وقالت:- أسكت يا فتحي كان نفسي تشوف وشها اتخطف إزاي، أول ما قولتلها على حمل مراتك؟ مكانتش عارفه ترد عليا، وسبتها ومشيت.
هرش في قفاه وأبتسم بتشفي وقالها:- لأ دماغ متكلفه يا موحه، ولسه يا ليله لما اشيل الواد بين ايديا واروحلك بيه! لما نشوف هتعملي إيه وقتها
سعاد في المشغل شغاله مع زميلاتها الستات ومركزه في شغلها، وجه عبد الستار وماسك في أيده فستان جديد وقال:- ست سعاد، تعالي في المكتب عايزك.
سعاد بصت ليه وسألته بوجوم:- خير يا أستاذ عبد الستار؟!
عبد الستار بغيظ:- قلتلك تعالي المكتب يعني هيكون إيه غير خير؟
سعاد بتهكم:- ولما هو خير!!! ما تقوله هنا ونسمعه انا والستات الشقيانه دي! والله إحنا نفسنا نسمع حاجه حلوه بدل التعب والهم اللي احنا فيه ده.
رد عليها بخنقه من ردودها عليه:- ماشي يا ست سعاد؛ في عميل جديد جايب العينه دي وعايزك تقيسيها.
شهقت وقالت:- نعم!! واقيسه ليه إن شاء الله؟ هو انا الموديل بتاعتك؟
عبد الستار بحنق:- لأ ياختي الموديل ما جتش النهارده! والفستان شكله على مقاسك أنتي من بين الموجودين، وبعدين كله بتمنه يلا ياختي قدامي، هو انا بقولك هاتي فلوس من جيبك مثلاً؟ ده شغل يا مدام!!! ولا إحنا هنا بنهزر!
قامت بزهق وقالت:- أمري لله لما نشوف اخرتها؛ هات ياخويا الفستان هدخل اقيسه في الحمام.
عبد الستار بغرام:- هو مكتبي قصر معاكي في حاجه؟
سعاد بنظره ناريه:- نعـــــــمـ!!!
عبد الستار حمحم:-وماله ما يجراش حاجه، لما تخلصي عدي عليا في المكتب، امسكي الفستان أهو.
ساب الفستان وراح المكتب وهي اخدته بزهق وراحت الحمام وقاسته وكان فستان عادي لونه موف لكن الكم شفاف ومظبوط عليها، راحت المكتب وأول ما شافها قام بسرعه يتفحصها بشهوه من أولها لآخرها، وهي حست بده وبلعت ريقها بتوتر وبتشد في الفستان وقالت:- احم؛ اهو في حاجه تاني بقى! أروح اغيره؟
قرب منها بسرعه ومسك دراعاتها:- تروحي فين بس؟ ومستعجله ليه يا سعاد!
سعاد اتخضت لكن بتزق أيده وقالت:- أوعى كده انت جرى لمخك حاجه؟ انت إزاي تمسكني كده!!!
رجع بيها لورا وخبطت في الحيطه وهي شهقت ،هجم عليها واتكلم بجنون:- هو أنا من يوم ما شفتك بقى فيا عقل؟ أنا بحبك يا سعاد، ودلوقتي الفستان جنني لما شفته عليكي، هياكل منك حته وحرام اسيبك شغاله في الهم ده! أنتي مكانك مش هنا، اسمعي كلامي وطاوعيني وانا هخليكي ستهم كلهم.
سعاد بتحاول تزقه ومش عايزه تصرخ علشان سمعتها وما تقطعش عيشها وقالت بتحذير:- أقسم بالله لو ما بعدت عني لاصوت والم عليك الناس؛ أبعد عني يا راجل يا مهزء، ده انت متجوز أربعه يا ابو عين فارغه.
قرب منها اكتر وما بقاش شايف قدامه وحاول يبوسها من رقبتها لكن هي زقته وضربته بالقلم وقالت بجمود وتحذير:- أبعد عنــــي، أنا لو عليا كنت خرجت دلوقتي وفضحتك وجرستك في الحاره كلها مش في المشغل وبس! بس أنت عندك بنات ومش عايزاهم يتعايره بأبوهم الجعر الواطي، وحسك عينك تنادي عليا بعد كده؛ وإلا مش هتلاقي غير الجزمه دي نازله على دماغك يا راجل يا واطي، ولا أقولك؟ أنهردا آخر يوم ليا في الشغل الزباله ده، ملعون ابو القرش اللي يذل بني آدم.
خلصت كلامها وزقته أكتر بنفور وخرجت بسرعه على الحمام وجسمها كله بيترجف حاولت تفتح الحنفيه ومش عارفه من أعصابها وبصت على ايديها اللي بتترعش وفجاءه انهارت في العياط وحطت وشها بين أيديها وفضلت تعيط، أما عبد الستار واقف مكانه وحاطط أيده على وشه مكان القلم ومصدوم من إن واحده ضربته، ومعتقد أنها هتفضحه وكمان بيتوعد ليها بعد ما كل محاولاته معاها فشلت.
ليله صحيت بعد الضهر وبصت في الموبيل واتنهدت لأن مروان ماتصلش عليها، قامت ودخلت الحمام اخدت شاور ولبست بيجامه وخرجت تعمل ليها أكل وأكلت، ورجعت تعمل قهوة وجرس الباب رن واستغربت:- مين اللي هيجيلي دلوقتي؟
وفتحت عينيها بدهشة وكملت بقلق:- يامصيبتي لايكون فتحي؟
راحت تفتح لكن اتفاجئت واتكلمت بصدمه:- مروان؟
مروان أبتسم:- أيوه مروان.
ليله بتيه ومش مستوعبه:- أنتـ، أنت بتعمل ايه هنا؟
مروان:- طيب قوليلي اتفضل وبعدها اجاوبك، معقول تسيبي حبيبك واقف على الباب كل ده؟
ليله سمعت صوت باب الشقه في الدور اللي فوقيهم وخافت حد يشوفهم، وفتحت الباب على اخروا بسرعه وشدت مروان جوه الشقه وقفلت الباب وقلبها هيطلع من مكانه.
مروان ضحك عليها وكمان مهتمش ببساطة البيت ولا العفش، كل اللي مهتم بيه هى ليلته وبس، وحب خوفها وارتباكها،ليله بتنظم انفاسها وخايفه إن حد يكون شافه وهو بيخبط عليها وسألته بهجوم:- مروان أنت اتجننت! إزاي تجيلي البيت؟ وافرض بابا كان هنا؟ طيب ليه متصلش انزلك أنا؟
مروان حس خوفها ومسك دراعاتها واتكلم بلطف:- أهدي ياليله، أنا جاي وعارف إن والدك مش موجود.
ومسح وشه بأيديه واتكلم بخنقه:- بصراحه انا مسافر انهردا بليل ومقدرتش أسافر قبل ما أشوفك، نزلت جري ورحت ع المحل قولت لنفسي يمكن تكون موجوده لكن مالقتكيش، وكنت جايبلك هديه صغيره وحبيت اديهالك قبل ما أسافر،وفكرت أتصل عليكي لكن محستش بنفسي غير وانا قدامك هنا علشان أشوفك، أنا بجد آسف، أنا مش عارف إيه اللي بيحصل معايه أنا مبقتش قادر اسيطر على تصرفاتي قصاد حبي وعشقي ليكي.
وبص في عينيها وكمل بعتاب:- ليله اوعي تكوني خايفه مني؟
هزت راسها بالنفي:- أبدا أنا مش خايفه منك ماتفهمش قلقي ده غلط، كل الحكايه إني متوقعتش إنك تيجي لحد هنا، ومفيش حد يعرفك في الحاره وأنك غريب عن المنطقه ولو حد شافك وأنت طالع هيبقى فيها اسئلة كتير، رايح فين؟ وطالع لمين؟ ده غير أني اتخضيت كنت فاكراك فتحي طليقي.
بصلها وكمل بحزم:- ممكن متقوليش إسم الحيـ.ـوان ده تاني؟ وكمان متخافيش من حاجه أنا واخد بالي ومفيش حد شافني وأنا طالع، وبعدين لو نفترض إن حد شافني إيه اللي هيعرفه إني طالع ليكي أنتي؟ العماره فيها شقق كتير، بطلي تقلقي على الفاضي، وانا قولتلك آسف أنا هقدملك الهديه وامشي على طول، انا بس حبيت افاجأك ومتوقعتش رد فعلك ده أول ما تشوفيني.
مسكت دراعه واتكلمت بإعتذار:- مروان حقك عليا متزعلش.
حاولت تهدا وقالت لنفسها إن مروان حبيبها أرقى من كده بكتير وأنها خافت على الفاضي، وبلعت ريقها وحاولت تتكلم بهدوء:- أرجوك متزعلش.
مروان أبتسم بتكليف:- لو مش عايزاني أزعل ممكن تعمليلي فنجان قهوة، حابب اشربها من ايديكي، ولا مش هينفع؟
فركت جبينها بقلق مبهم وجواها برده قلقان وحاولت تبتسم:- أحم ، بس كده؟ حاضر أنا كنت لسه بعمل لنفسي بس هى من نصيبك أنت هكملها في ثواني ،اتفضل استريح في الانتريه وانا هعملها واجيبها بسرعه.
دخلت المطبخ وبتعمل القهوه وايديها كلها بتترعش وخايفه إن أبوها يجي في أي وقت وخصوصاً أنه ممعهوش تليفون،خلصت القهوه وخرجت الصاله وشافت مروان واقف في نص اوضتها بيتفرج عليها ، واتكسفت لأن العفش قديم، وحطت القهوه على ترابيزة الاكل وقالت بصوت مبحوح:- القهوه يامروان.
لف ليها وأبتسم:- حلوه أوي اوضتك ياليله.
ابتسمت بتكليف:- متشكره.
خرج من الاوضه وقال:- أنا آسف الباب كان مفتوح وشوفت صورتك وعرفت أنها اوضتك حبيت أشوفها.
هزت راسها وقالت:- حصل خير.
شاف توترها وأبتسم بعفوية وطلع من جيبه علبه وقدمها ليها:- امسكي ياحبيبتي، دي الهديه اللي حبيت اقدمهالك قبل ما أمشي.
استغربت واخدت العلبه وسألته بفضول:- علبة إيه دي؟
بيرسم تفاصيلها واتكلم:- ده موبيل جديد علشانك.
ابتسمت بحب لأنه ديما بيفكر فيها وبيحاول يخليها مبسوطه وقالت:- الله، موبيل جديد علشاني أنا؟
أبتسم لفرحتها:- أيوه علشانك انتي، هو أنا عندي كام ليله؟ علشان اجبلها كل حاجه تشاور عليها، واوعدك لما أرجع هجبلك أي حاجه تشاوري عليها.
ابتسامتها اختفت وسألته بحزن:- هو أنت مسافر انهردا بجد؟
قرب منها خطوه ومسك وشها بأيديه واتكلم بحب:- مش عايز اشوفك زعلانه بالشكل ده ياليله.
بصت في عينيه وقالت بحب:- خلاص متسافرش وتسبني.
رد عليها بنبره خاصه:- عمري ما قدر اسيبك بس غصب عني.
قلبه دق بعنف وهو بيتأمل شفايفها، وأتكلم بصوت مبحوح:- ليله انا بحبك أوي.
ليله قلبها دق وغمضت عينيها وقالت بهيام:- وأنا كمان بحبك.
عينيه تايهه في ملامحها وماسك وشها بأيديه مع نبرة صوتها واستسلم لرغبته وقرب منها وباسها برقه،ليله اتجمدت مكانها وحاولت تبعد لكن كلامه وهمسه ليها بحنين واشتياق واضحين في عينيه ورغبته ليها كانت أكبر منها، قلبها دق بعنف شديد هى كمان وحاولت تبعد لكن عشقه وطريقته أثرت عليها واستسلموا الاتنين لشيطانهم، وقدر مروان يحتل ليله قولاً وفعلاً، وللأسف أصبح! اِحْتِلاَل مُحَرَّم
في شركة برهامي، حازم وأمير في المكتب ومعاهم المحامي، أمير ماسك القلم وبيفكر في كلام والدتة اللي سمعه الصبح، وهو مدرك وفاهم أنها عايزه مصلحته،لكن هو عارف كويس هو عايز إيه وهيوصل ليه، المحامي فتح الملف وقال:- أتفضل يا يا باشمهندس حازم أمضي هنا جمب التوقيع اللي وليد بيه هيمضيه بعدكم إن شاء الله.
حازم أبتسم وقال بلطف:- بس نقراه الأول يامتر ولا إيه رأيك؟
المحامي بتفهم:- بكل بسرور حضرتك، وده اللي بحبه في عيلة برهامي، أنها بتهتم بأدق التفاصيل ، ولا إيه رأيك يا باشمهندس أمير؟
أمير:-………..
المحامي استغرب سكوته من بدري، وبص لحازم وسأله:- اتمنى إن الباشمهندس أمير يكون بخير.
حازم ضحك وقال بصوت مسموع علشان أخوه ينتبه:- طبعاً طبعاً ماتقلقش يامتر، أمير كويس وبخير، بس مشغول في الصفقه الاخيره، غير كده هو زي الفل ولا إيه يا أمير؟
غمض عينيه واخد نفس عميق ورد عليهم بجديه:- أنا معاك يامتر، والتوقيع هيتم بعد ما نقرا العقود.
المحامي أبتسم:- وده اللي انا بقوله، تمام اقرأوا براحتكم وخدوا وقتكم ،وانا منتظركم في مكتب وليد بيه، بعد اذنكم.
المحامي خرج وحازم عينيه منزلتش من على أخوه الكبير وشاف ملامحه عابسه وسأله:- إيه يا أمير؟ هتفضل ساكت كده؟
معلقش على سؤال أخوه وقاله برسمية:- هات الملف أوقعه يا حازم.
حازم حط الملف على التربيزه الصغيره وقال:- مش ده اللي عايز اسمعه منك يا أمير، ومش مهم الملف، ولا المشروع كله، المهم أنت.
اتنهد وسأله:- أنا إيه يا حازم؟
حازم بوضوح:- أنت متغير ومش عايز ترجع أمير بتاع زمان، أمير اللي كانت الضحكه ما بتفارقهوش، أخويا الكبير اللي كان ديما موجود وسطنا بروحه وخفة دمه، لكن دلوقتي اللي قدامي ده مش أخويا اللي اعرفه، ده حطام إنسان بيحاول يثبتلنا أنه عايش بخير ومبسوط.
فكر في كلام أخوه للحظات ومتأثرش ورجع راسه على الكرسي وقال:- أنتوا اللي مش عايزين تشوفوا الحقيقة.
حازم سأله بحده وصوت جهوري:- وايه هى الحقيقه يا أمير؟
أمير خبط أيده على المكتب واتكلم بغضب:- الحقيقة اللي كلكوا بتنكروها وعايزين تنسوها، وكمان عايزين مني إني أنساها.
حازم بجديه:- علشان انت لازم تنساها، متوقفش حياتك كلها علشانها، حاول تقنع نفسك أنها من الماضي وغارت في داهيه يسيدي.
أمير بصوت عالي وغضبان:- “أنچي” فعلاً بقت من الماضي ياحازم، من زمان وهى من الماضي، ورميتها ورا ضهري.
وقام وقف وشاور بأيده لأخوه بإتهام وكمل بشر:- بس آنتوا اللي مش عايزين تصدقوا، ودي مشكلتكم آنتوا، مشكلتكم انكوا فاكرين اني مش قادر أنساها،بس الحقيقة غير كده تماماً، بس أنا لا يمكن أنسى اللي حصل يا حازم، لا يمكن فاااهم؟.
حازم شاف شر وانتقام وكره واضح في عيون أخوه،و خاف عليه وقام هو كمان وسأله بتوجس وخوف:- قصدك ايه يا أمير؟
أمير بص للفراغ قدامه وقال من بين أسنانه بتوعد:- أنجي الورداني قريب قوي هتدفع تمن اللي عملته معانا،وهتدفع تمن حبي ليها اللي رمته في الأرض وسابته ومشيت ومابصتش وراها.
سعاد بعد تصرف عبد الستار معاها مكانتش عارفه تعمل إيه؛ تسيب شغلها اللي بتصرف منه على أولادها؟ ولا تكمل وكل يوم والتاني هتتعرض لنفس الطمع والتحر.ش؟ قعدت تشتغل ودموعها مغرقه وشها والكل لاحظ ومهتمش ليهم، لأنها مش شايفاهم من كتر دموعها وحسرتها، وحست إن في جبل على صدرها واتنفست بسرعه وقامت وخدت شنطتها وجريت من قدامهم وسابت الشغل وقررت أنها مش هترجعله تاني،رجعت على بيتها متضايقه ومخنوقه من اللي حصل ليها ومش قادره تقول لحد،حتى ليله مش هتقدر تقولها، لأن في حاجات ممنوع البوح بيها ، بدأت تشتغل في البيت بزهق ومتعصبه جداً وما حدش عارف يتكلم معاها لدرجة انها ضربت اولادها من شده غضبها وكان هاين عليها تروح تزعق لطليقها لانه بسببه هى بقت حاجه هينه في نظر المجتمع وخصوصاً بعض الرجال.
مروان و ليله كل واحد فيهم قاعد على طرف السرير، مروان بيقفل زراير القميص وليله بتغطي نفسها بالغطا و ساكتين تماماً وكأنهم مكانوش مستوعبين اللي حصل غير بعد ما فاقوا،شيطان نفسهم اتملك منهم ونساهم إن فى رب غضبان عليهم دلوقتي،اتصدموا لكن خلاص الكارثة حصلت فعلاً، الإحتلال اللي كانت بتتمناه في الحلال حصل لكن بطريقه غير مشروعه،مروان رغم أنه مضايق لكن من جواه مبسوط أنه عاش وقت بكامل حريته وإرادته مع البنت اللي حبها لكن بيفكر يقولها إيه؟ ماهو شايف صدمتها كبيره، أما ليله كانت عينيها بتروح يمين وشمال ودموعها نازله بغزاره ومصدومه حرفياً ومش قادرة تصدق أنها عاشت وقت مع مروان زي أي زوجين لكن في الحـ.ـرام ومحستش بنفسها غير ومروان بيضمها بفرحه أنها بقت ملك ليه قولاً وفعلاً، نفسها اتحبس جواها وكانت حاسه أنها هتمـ.ـوت لو ماتنفستش، شهقت بخوف من التفكير في الكارثه اللي حصلت، حركت راسها بالرفض وبتكدب نفسها أنه محصلش، لكن للأسف شافت بعض من لبسها على الأرض، غمضت عينيها بحسرة و وجع وندم،و فاقت على صوت مروان وهو في سريرها،وقال بصوت محرج:- ليله أنا……!
جسمها كله انتفض لما سمعت صوته واتكلمت بصوت مهزوز و خايف وخافت:- إحنا عملنا إيه يامروان؟ إحنا عملنا إيه؟
مروان سمع نبرتها و قام بسرعه ونزل قدامها على ركبه وحاول يهديها وقال:- ليله ياحبيبتي، إحنا معملناش حاجه غلط،انا وانتي بنحب بعض واللي حصل ده طبيعي في أي وقت يحصل، وده يثبتلك إني بحبك قوي يا ليله.
رفعت راسها بصدمه وعينيها مليانه دموع وبصت في عينيه واتكلمت وهى مش مصدقه كلامه وقالت:- طبيعي؟ اء ، أنت بتقول ايه يا مروان؟
مسح دموعها وقال:- بقول الصح يا ليله،ايوه طبيعي انتي حبيبتي وبنتي وبتاعتي، انتي مراتي يا ليله.
حركت راسها بالرفض وقالت بصدمه:- لأ انا مش مراتك يا مروان، أنا….
ومقدرتش تكمل وحطت وشها بين أيديها وانفجرت في العياط، مروان مسك كتافها وقال بترجي:- ارجوكي يا ليله أهدي شوية مش كده، أنا عملت كده غصب عني مقدرتش اسيطر على نفسي وانتي قدامي، واللي حصل بينا ده كان لازم يحصل، وبعدين ياحبيبتي أنا معاكي أهو وهفضل ديما معاكي.
عيطت بحرقه وقالت بتوسل:- سبني وامشي يامروان، سبني لوحدي لو سمحت.
مروان بتنهيده:- مش هينفع اسيبك.
ليله صرخت فيه وقالت بصوت مقهور:- قولتلك سبني وامشي، أنا عايزه أبقى لوحدي، أنت مش فارق معاك حاجه، مش فارق معااااك، روح يامروان أمشي، أطلع من هنا.
شاف انهيارها وشاف أنه من الأصلح يسيبها لما تهدا، اخد الفون والمفاتيح والمحفظة وسابها ومشي، أول ما ليله سمعت صوت الباب بيتقفل واتاكدت أنه مشي، انفجرت في بكاء هيستيري ولطمت على وشها وقالت بحسرة وندم:- ينهارك أسو..ياليله، يامصيبتي السود… يلهوي يلهوي، يافضيحتك ياليله، اتفضحتي وروحتي في داهيه يابنت محمود صااااابر.
قعدت على الأرض بتهالك وضمت ركبها بأيديها ومش عارفه تبطل عياط، بتفكر في أبوها لو عرف!، في أهل الحاره، افتكرت ثقتها الكبيرة في الشخص اللي حبته، غمضت عينيها بقوة وندم ومش عارفه تعمل إيه ولا تتصرف إزاي, وشافت صورتها وهى بين أحضانه وحركت راسها بالرفض والحسرة وعيطت تاني بوجع أكبر وقالت:- ليه يامرواان! لييييه!
مراون واقف بالعربيه على جمب الطريق ورغم زعله من اللي حصل إلا أنه مبسوط من أنه أخد حبيبته في حضنه، واشتياقه ليها زاد أكتر من الأول وقرر يستمر معاها واقنع نفسه أن الموضوع عادي وبيحصل بين اي حبيبين، وبرر غلطته وارتكابة للذنب على أنه قمة التفاني وإثبات الحب والعشق لحبيبته، ومايعرفش أنها دلوقتي مابقتش حبيبته ولكن المسمى الصحيح أنها أصبحت عشيقته في الحر.ام، وأنه زا.ني وهى زا.نية، نفخ بحيره وفرك جبينه وغمض عينيه ورجع راسه على الكرسي يفكر في الوقت اللي قضاه معاها وأبتسم لأنها غير أنجي في كل حاجه وأنها بقت ملكه وحصل على عشقه أخيراً.
بعد فترة من بكاء ليله المستمر فاقت من افكارها وكانت زي ما هي قاعده مكانها، مسحت دموعها وقامت تجُر في رجليها بوهن ودخلت الحمام ووقفت تحت الدش وعينيها كانت حمرا زي الد.م ودموعها كانت بتسابق المايه اللي نازله عليها، بصت لفوق ومش مصدقه اللي حصل ونفسها تضرب نفسها من الندم على اللى راح،لكن خلاص المصيبه وقعت ومش هتغيرها وهتفضل محفوره جواها، وهتفضل وصمة عار عليها، بعدها لبست هدومها وخرجت ورايحه على اوضتها لكن فقدت توازنها وخبطت في الترابيزه ولحقت نفسها قبل ما تقع ،وعلبه التليفون اللي جابها مروان ليها وقعت على الارض بصت كتير عليها واقفه تايهه ومحتاره ومش عارفه تعمل إيه؟ عايزه تصرخ بس خايفه من الجيران يسمعوها، مسكت العلبه وبصتلها بكسره وراحت على اوضتها وبصت كتير على سريرها وفي لحظه واحده كرهت كل ركن في الاوضه، كل ما تبص في مكان تشوف نفسها هي ومروان وهي بتخون ابوها وبتخون نفسها و العالم كله، غمضت عينيها بقوه وقعدت على طرف السرير وعيطت بقهر ومش عايزه تفكر ولا تشوف نفسها بالشكل ده، عيطت بصوت موجوع وقالت بشهقات وصوت يوجع القلب:- هتعملي إيه يا ليله؟! هتعملي إيه يا بنت محمود صابر في اللي حصلك؛! هي حصلت يا ليله؟ كله الا كده يا بنت محمود صابر؛ كله إلا كده؛ يا مصيبتك؛ يا مصيبتك ااااااه يا ليله على اللي جرالك.
الحاج محمود رجع من شغله وقبل ما يدخل العماره نده عليه واحد صاحبه واسمه الحاج فرغلي وقال:- يا حاج محمود؛ يا حاج محمود!
محمود لف ليه بإبتسامة وقال بترحاب:- اهلا اهلا ازيك يا راجل يا طيب؛ فينك من زمان؟
سلموا على بعض ورد عليه فرغلي وقال برحابة صدر:- موجود يا حاج محمود هنروح فين يعني! بس انت عارف السن وحكمه يومين انزل الشغل ويومين راقد في البيت واهي ماشيه.
محمود بإبتسامة رضا:- الحمد لله على كل حال هى ماشيه بكرم ربنا، طمني عليك أنت عامل ايه واخبارك إيه يا راجل يا طيب؟
فرغلي:- الحمد لله بخير كله فضل ونعمه من الله.
محمود:-ونعم بالله.
وكمل بتفكير:- طيب بقولك ايه ما تسيب ابنك في المحل وتطلع ناكل لقمه مع بعض، بقالنا مُده مقعدناش مع بعض من زمان.
فرغلي بضحكه:- الله يكرم أصلك؛ طول عمرك صاحب واجب؛ بس خليها مرة تانيه إن شاء الله.
وكمل بتلميح:- واكيد هنقعد وناكل الحلو ونبل الشربات كمان.
محمود كشر عينيه ومش فاهم يقصد إيه لكن اتكلم بعفويه:- شربات!!! والله اهي حاجه حلوه بس خير حد من ولادك ناوي يعملها ويتجوز؟
فرغلي بتمني:- من بقك لباب السما؛ بس الواد ابني دماغه معصلجه حبتين بيدور على واحده تعليم عالي, واهو ربنا يرزقه لما يريد، بس المهم سيبك منه هو حر انا كنت جاي ومستنيك من بدري ويا دوبك لمحتك قمت ناديت عليك.
محمود:- خير ياحاج.
فرغلي:- انا قصدك في موضوع كده ؛وإن شاء الله هتجيبلي البشاره قريب.
محمود بعدم فهم:- برده مش فاهم يا فرغلي ياخويا بشارة إيه ما ترسيني على الموضوع؟
فرغلي بوضوح:-ما أنا هقولك أهو، أنت عارف ان أم العيال! اختها وجوزها كانوا مسافرين الكويت من زمان ،ورجعوا ومعاهم ولادهم من كام شهر كده علشان يستقروا هنا، قوم إيه؟ جولنا زيارة،و ابنها الكبير شاف المحروسه بنتك ليله وهى راجعه من الشغل، ومن وقت ما شافها وهو مصدعني يا عم فرغلي، يا عم فرغلي، قمت انا ما اخبيش عليك! حكيتله حكاية ليله من طأطأ، لسلام عليكم، والراجل موافق عليها وقال هي دي اللي تناسبني.
محمود بحيره كبيره وحزن:- ايوه يا فرغلي، بس انت عارف ظروف ليله بنتي، وايه السبب الأساسي من طلاقها وانها يعني لا مؤاخذه ما بتخلفش، ودي ارادة ربنا مش هنقول حاجه، بس اللي بيتجوز! بيدور على واحده تملاله البيت عزوه وعيال، ولا انا كلامي غلط؟
فرغلي:- لأ طبعاً كلامك صح،بس انا جايلك في الكلام أهو، الشاب ده اسمه مختار ،وعنده ٣٨ سنه وكان متجوز وربنا مرزقهوش بالذرية، ومراته لما عرفت برده انه ما بيخلفش؟ طلبت منه الطلاق وده حقها ومش هنقول حاجه،وعلشان كده ده السبب اللي هما رجعوا عشانه، مختار نفسيته تعبت وابوه شاف من الاصلح انهم يرجعوا بلدهم ويشوفوا بنت ناس طيبين كده ترضى باللي هو فيه، ولما شاف ليله وعجبته وكمان اتمسك بيها لما عرف إن ظروفها نفس ظروفه، يعني انا بقول بالبلدي كده هيبقى بينهم لا تعايرني ولا عايرك،هى الظروف واحده ومحدش من التاني هيقدر يقول تلت التلاته كام، وانا شايف إن إحنا نتكل على الله.
محمود بتساؤل:- ايوه أنا معاك في كل اللي بتقوله بس يعني ظروفه إيه مختار ده؟! بيشتغل ما بيشتغلش؟ علشان بس لما اكلم ليله بنتي واشرح لها الظروف ما تكونش في معلومه ناقصه، حاكم أنت عارف الستات واسئلتهم الكتيره.
ضحك فرغلي وقال:- وماله حقها؛ بص يا سيدي مختار زي ما قلتلك شاب وسنه حلو برده ومناسب ليها لا هو كبير ولا هو صغير، معاه شهاده عاليه وشغال سمسار وما شاء الله عنده مشروعه الخاص وهيفتح صيدلية مع واحد دكتور شريك قريب هنا في الحاره، ويقدر يفتح بيت واتنين وتلاته وعنده رصيد في البنك يكفيه سنين، بس بأمانة الله سيبك من كل ده ونتكلم بجد شويه.
محمود بموافقه:- ايوه اديني الجد بقى، كلمني عن أخلاقه، انا ما يهمنيش كل ده انا يهمني أخلاقه وأنه يحافظ على بنتي.
فرغلي بفخر:- إلا يحافظ عليها اومال،مختار ده ولا كلمه في الأخلاق، راجل بيصلي وعارف ربنا وبيتقي الله في اي حد يعرفه، ده غير ان هو راجل كريم وما بيبخلش ابدا على اهله، وحاجج بيت الله يعني هيراعي بنتك من هنا لاخر يوم في عمره، وإن كان على الشكل! ف بسم الله ما شاء الله طول بعرض وحاجه تشرف أي حد، قلت ايه يا ابو ليله؟
محمود أحتار اكتر وقال:- والله يا فرغلي ياخويا كلامك عن اخلاقه ده يخليني أوافق عليه وانا مغمض، لكن الامر في ايد ربنا ثم ليله بنتي، انا هتكلم معاها ونشوف رأيها إيه.
فرغلي:- يا ريت تكلمها بسرعه علشان عايزين نفرح بيهم وعرفني لما توافق علشان اجيبه واجيب عيلته ونطلبها رسمي؛ وفيك برده تاخد عنوانه في مصر الجديده وتسأل عليه براحتك.
محمود بموافقه:- إن كان على السؤال هنسأل، انا ما عنديش استعداد اغلط نفس الغلطه الاولانيه تاني، وما تزعلش مني يا فرغلي هو كفايه ياخويا جاي من طرفك، ودي عندي شهاده كبيره،بس الحق ما يزعلش حد أنا معنديش غيرها وقلبي واجعني عليها، أنا هسأل عليه واللي عايزه ربنا يكون.
فرغلي بموافقه:- حقك وما حدش يقدر يلومك؛ وربنا يقدم اللي فيه الخير.
خلص كلامه مع فرغلي وسلم عليه وسابه وطلع وكان مبسوط جداً؛ لان لو فعلاً كلام فرغلي صح! محمود هيبقى مطمن على بنته ومش هيشيل همها حتى لو ما.ت وسابها! هتكون بين ايدين امينه؛ وهو الأب هيعوز ايه اكتر من كده؟ إن واحد يحافظ على بنته ويرعاها ويتق الله فيها، وصل عند باب شقته ورن الجرس وفتح الباب وبينده على ليله بصوت متفائل ،ليله في اوضتها غرقانه في دموعها، اتفزعت اول ما سمعت صوته، وقامت بسرعه ومسكت علبه التليفون خبيتها في دولابها، مسحت دموعها وحاولت تداري ملامحها وتكون ثابته اكتر من كده، محمود بيدور عليها وشاف فنجان القهوه على الترابيزه ونده تاني:- يا ليله؛ يا ليله أنتي نايمه ولا صاحيه؟
ليله خرجت وحاولت الثبات نزلت راسها في الأرض وقالت بصوت مكسوف:- انا صاحيه يا بابا.
محمود قعد على كرسي الترابيزة وشاورلها وأتكلم بسعاده:- تعالي؛ تعالي يا وش السعد،انا عايزك في موضوع إنما إيه؟ وإن شاء الله حظك حلو في اللي جاي، وانا عارف انك هتوافقي.
ليله كأنها مش سامعاه ولا شايفاه وماشيه زي الروبوت، وسحبت الكرسي وقعدت بتهالك، ومردتش عليه، ومش عارفه ترفع عينيها فيه،محمود مسك فنجان القهوه وبيشرب منه لكن كشر عينيه وقال:- ايه يا بنتي القهوه دي؟ دي متلجه أنتي عاملاها من بدري ولا إيه؟
ليله بصت على القهوه اللي عملتها لمروان وغصب عنها دموعها نزلت ومسحتها بسرعه واخدت نفس عميق وقالت بصوت مهزوز:- ايوه يا بابا انا كنت عاملاها من بدري؛ وسبتها ودخلت الاوضه ومن تعبي نمت.
محمود أستغرب صوتها، واستغرب هدوءها اللي على غير العاده وسألها بتعجب:- اللاه، مالك يا ليله أنتي لسه تعبانه يا بنتي؟ أنا سايبك الصبح أحسن من كده؟
ردت بتنهيدة وجع:- بنتك تعبانه قوي يا بابا.
وبصت ليه بوجع وحسره:- بنتك تعبانه وتعبها ما لهوش علاج.
وما قدرتش تمسك نفسها وبكت بحرقه، محمود ظن انها بتعيط علشان موضوع طلاقها، وإن مرضها ملهوش علاج اللي هو الخلفه،زعل علشانها وربت على أيدها وقال بحزن:- لا حول ولا قوة إلا بالله، وحدي الله يا ليله يا بنتي مش كده، ودي اقدار متوزعه على العباد،و يا عالم يا بنتي لو كنتي خلفتي من فتحي، ولا من غير فتحي كان ايه اللي ممكن يجرا، كان ممكن تخلفي عيل عاق يتعبك في حياتك، ويخليكي تندمي في اليوم اللي خلفتيه فيه، ارضي يا ليله، أرضي يا بنتي بقدر ربنا وامشي ورا ترتيب ربنا وانتي هتكسبي، واصبري، الصبر ده دائماً مفتاح الفرج، ده ربنا قال في كتابه العزيز.{إنّ اللهَ مَعَ الصَّابِرينَ} [البقرة: 153] مش كده يابنتي ولا إيه؟
قلبها كان بيتعصر من الندم ونفسها تصرخ وتقول ياريت يابابا ياريت كنت سمعت كلامك من زمان؛ خرجت منها شهقة وجع ،ومسحت دموعها وهزت راسها بالإيماء وقالت بصوت محشرج:- إن شاء الله يابابا.
اتنهد بحزن وصعبان عليه حال بنته و عايز يهون عليها وأبتسم وقال بمزاح:- طيب فوقي كده علشان عندي ليكي خبر بمليون جنيه.
ليله قالت جواها بيأس:- ما بقاش يفرق يا بابا خلاص؛ بنتك اتحطمت؛ وانتهت
بس ردت عليه وقالت بوهن:- خير يا بابا؟
محمود بعفويه:- النهارده يا ستي جالك عريس إنما إيه؟ زي ما أنتي بتحلمي بالظبط، متريش ومبسوط ومعاه فلوس وابن ناس كمان وعنده مشاريع كتير ويقدر يفتح بيت واتنين وتلاته.
ليله رفعت راسها لابوها وكانت مصدومه، وفاجأه ابتسمت، وابتسامتها اتحولت لضحكه وفرحه، وظنت إن العريس ده مروان! وانه هيصلح غلطته وجري من عندها راح عند باباها يطلب أيدها ويتجوزها، مروان مسافرش وطلب ايدك يا ليله؛ قلبها رجع يدق من تاني بالأمل والفرحه وقالت بدموع الفرح:- بجد، بجد يا بابا؟ اللي أنت بتقوله ده حصل؟
محمود ضحك بصوت مسموع وحرك راسه على رد فعلها وقال بيأس:- اه منك يا ليله! لما سمعتي سيرة الفلوس ضحكتي إزاي؟ أنتي يا بت مش طالعه ليا ولا طالعه لأمك الله يرحمها، بس ما علينا قدر ولطف، اه يا ست بجد جالك عريس جاهز من مجاميعه.
ليله بضحكه وسعاده ولخبطه ومش قادره تصدق سألته تاني:- انت بتتكلم بجد يا بابا اوعى تكون بتكذب عليا؟
محمود بضحكه:- شوفوا البت ياولاد هتتجنن؟ اه يا اختي بجد والعريس عايز ميعاد علشان يجي يتقدم من بكره لو تحبي.
همست بصوت واطي جواها وقالت بزهول:-معقول، معقول مروان ياليله؟ اخيرا هيصلح اللي عمله معايا انا مش مصدقه أنه هيصلح كل حاجه يا ليله، افرحي السعاده هتدق بابك من تاني، اللي حصل ربنا هيسامحك عليه افرحي ياليله.
وهي سرحانه مع نفسها انتبهت على كلمه أبوها وفتحت عينيها بصدمه لما قال:- عمك الحاج فرغلي قابلني قدام البيت وانا راجع ،و قالي ان إبن أخت مراته شاب محترم وراجع م الكويت واسمه مختار، وحالته الماديه الحمدلله ميسورة قوي، ومبيفوتش فرض ربنا، وشافك يا ستي في الحاره هنا أكتر من مرة،ولما عرف عنك كل حاجه بقى ميال ليكي اكتر وعايز يجي يطلب إيدك رسمي.
ضحكتها اختفت وكشرت عينيها وسألته بتوجس:- مختار!! مختار مين يا بابا؟
محمود بضحكه:- شوفوا البت مصدومه من الفرحه إزاي؟ بس من حقك بسم الله ماشاء الله طاقة القدر اتفتحتلك، ونفسي ربنا يكمل فرحتك دي علشان اموت وانا مستريح ومش شايل همك.
ليله باصه لابوها ومستنيه يصحح الإسم أنه مروان مش مختار؛ وأنه سمع غلط، وفرغلي بعيد عن الموضوع، باباها أتكلم وقال:- انا يا ستي هقولك كل حاجه، بصي بقى ايه اللي حصل، وانا راجع من الشغل دلوقتي قابلت عمك فرغلي وقالي……….
وحكى ليها كل حاجه وكل كلمه كان بيقولها صدمتها في مروان بتزيد، وصدمتها في نفسها، قامت وهى تايهه ودخلت أوضتها و قفت قدام المرايه ودموعها نازله بندم وبتكلم نفسها وقالت:- يعني مش مروان اللي طلب أيدي؟ ودلوقتي جاي واحد تاني شاريني وهيحطني جوه عينيه؟ يعني الفرصه اللي بدور عليها جايه دلوقتي؟ جايه في الوقت الغلط؟ طيب ما صبرتيش ليه ياليله؟ ماطولتيش بالك ليه يابنت محمود صابر؟ مانتي لو كنتي سمعتي كلام سعاد كان زمانك بتفرحي وبالحلال،والعمل ياليله؟ هتعملي إيه في مصيبتك دي؟ هتستني مروان؟ اللي خد منك اللي هو عايزه وبالحرام وشايف أنه عادي؟ ولا هتخبي فضيحتك وتضحكي على واحد تاني وتستغفليه؟ لأ لأ بس انا مش عايزه غير مروان، انا حبيت مروان بجنون، هتعملي إيه ياليله؟
في الطريق أمير سايق العربيه وراجع على البيت، فونه رن وكانت أخته علا ورد عليها بإبتسامة:- حبيبة أمير إيه المطلوب ياقمري؟
علا خبطت على خدها واتكلمت من بين أسنانها وقالت بإستنكار:- وهعوز إيه غير سلامتك يا أميـــر يا خويا يااا حبيبي.
اتكلم بشك:- آاااه مادام فيها يا خويا وحبيبي بالطريقة دي؟ يبقى في حاجه حصلت وعايزه تقوليها صح؟
علا بمزاح:- طول عمرك أبو المفهوميه، ويسلام لو تخمن وتقول مين اللي جُم زياره لينااااا؟!
أمير بص قدامه واتكلم بشك:- ندى؟!
علا بإيماء:- اي نعم! وخالك فهمي كمان.
مسح على شعره وتأفف بإنزعاج وقال بإتهام:- ودي حركات ماما أكيد.
ردت علا بنفي:- لأ أبدا والله، حرام ماتظلمهاش،أنا كنت موجوده وخالو فهمي هو اللي اتصل على ماما وقالها أنه جاي يقعد معاها شوية، لكن…!
وحطت صوباعها بين أسنانها ومكملتش، وأمير كمل عنها وقال من بين أسنانه بغيظ:-لكن ست الكل صممت ونبهت عليه أنه لازم ولا بد يجيب ندى معاه طبعاً، مش كده ياعلا؟
علا ضحكت ببلاها:- والله طول عمرك أبو المفهوميه يا خويا ياحبيبي.
أمير من بين أسنانه:- حبك برص ياعلا.
شهقت وقالت:- قصدك إن تامر جوزي برص يا أمير؟
نفخ بخنقه وقال:- اقفلي يا علا اقفلللي مش ناقصك، أنا تحت البيت وطالع لما نشوف اخرتها مع ماما،،، ست الكل.
قالها بتريقه،وقفل الفون ورجع براسه على الكرسي ومغمض عينيه للحظات، وبعدها بص في مراية العربيه وقال بضياع:- ليه يا امي؟ ليه ديما مصره توجعيني وتوجعي غيري.
نزل ودخل العماره وكان مخنوق عايز يهرب من المكان ده، مش عايز يطلع يرسم ضحكه مصطنعه، عايز ينسى أخر موقف لانچي معاه لكن مش قادر ،نفسه بجد أنه ينسى ويعيش حياته، ركب الأسانسير رغم أنه في طالع الدور التاني، مقدرش يطلع السلم، مخنوق من كل حاجه ، افتكرها قدامه شاف وشها اللي كان يعتبر إدمان بالنسبالة، قبض على أيده بقوه وكانت هتنجرح من المفاتيح،وقف الأسانسير واخد نفس عميق جدآ وزفرهُ بقوه، وخرج،شاف علا بتفتح الباب وبنتها الصغيرة تالا جريت على خالها وقالت:- خالو أمير جه ، خالو أمير جه.
“ندى فهمي زهران” ودي تبقى بنت خالو، خلصت جامعه من سنتين بتعشق أمير بحجم كبير، وعارفه أنه مابيحبهاش لكن مش بإيديها ، ورافضه الجواز رغم أنها جميله عيونها بني واسعه شعرها أسود بشرتها بيضاء جمالها هادي ويتحب، لكن هى مش عايزه غير أمير وبس، قاعده بتتكلم مع عمتها، لكن سمعت تالا بتنطق حروف إسمه اللي بتدوبها، وقلبها اتنفض بقوه، وحطت أيدها على قلبها وضغطت عليه جامد، بتلعنه أنه بيعشق حد مش ليه، بتكره قلبها أنه بيدق لحد مش حاسس بيه، بلعت ريقها بتوتر وحاسه أنها مكشوفه أوي قدامهم،ولازم تهرب منهم، قامت من مكانها وقالت بصوت متلخبط:- أنا ، أنا هعمل عصير ياعمتو تحبي أعملك معايا.
ماجده أكتر واحده حاسه ببنت أخوها وزعلانه علشانها، شايفه الحب فاضح عينيها لكن ابنها أعمى مش شايف العشق اللي مرسوم بوضوح للكل، وابتسمت بتكليف لأنها عارفه أنها مكسوفه وردت عليها:- آه ياحبيبتي اعملي لينا كلنا، وحازم كمان زمانه نازل هو ومراته.
هزت راسها وهربت من قدامهم، راحت المطبخ بسرعه وسندت على كرسي الترابيزة وبتنهج ،وحاولت تهدي دقات قلبها، أمير دخل البيت وشايل تالا، رايح يسلم على خاله وقال بإبتسامة:- أهلا أهلا اذيك يا خالو عامل إيه؟
فهمى بترحاب:- اذيك أنت يا أمير، أنا الحمد لله يابني،انت بقى عامل ايه؟
رد بترحاب:- كويس يا خالو وبجد منورنا.
فهمي:- منور بيكم يا أمير يابني.
أمير قرب من مامته رغم أنه زعلان منها لكن مخبي زعله جواه، وباس راسها وبص حواليه وسألها:- اومال بابا فين يا ماما؟
ماجده ردت بهدوء:- أبوك بيغير هدومه يا أمير.
هز راسه بتفهم وقعد وشال تالا، وفهمي بيتكلم مع أخته ، وعلا قعدت جمب أخوها وقالت بهمس:- إيه يا أمير مالك؟
رد بإستنكار:- إيه ياعلا في إيه؟
علا بوضوح:- في إن ندى هنا، وأنت حتى مسألتش عليها، ولا سلمت عليها وده مش من الذوق خالص.
هو عارف جواه أنه غلط، وكمان عارف أنها بتحبه ومتعمد أنه يتجاهلها علشان مايديهاش اي أمل تتعلق بيه،عايزها تنساه ومتتوجعش زيه وعايز يرتاح، مش عايز حد يعاني بسببه كفايه الوجع اللي جواه،وبص لأخته وقالها بتمثيل:- وأنتي بقى هتعلميني الذوق؟
علا بجدية:- مادام ف الصح! يبقى أعلمك وأنا أختك الكبيره ومافيهاش حاجه لما تسلم عليها من باب الذوق والقرابه على الأقل، أنا مش فاهمه أنت بتتعامل معاها بالطريقة دي ليه؟ البنت مهذبه جدآ وطيبه، وكمان ماما هى اللي مصممه عليها أنها تجوزهالك،يبقى ندى بقى ذنبها إيه؟
أمير صك على أسنانه منها وقال:- أنا عارف مش هخلص منك ف اليوم ده، أنا هاقوم أسلم عليها علشان بس اخلص منك.
علا بإنتصار:- مش مهم، المهم إنك تعمل اللي عليك.
أمير بضجر:- اخلصي وقولي هى فين؟
علا بمكر:- في المطبخ بتعمل درينك.
قام وساب تالا جمبها وقالهم:- بعد اذنكم هروح أسلم على ندى.
سابهم واتحرك وجه وليد قعد معاهم ورحب بفهمي ،ندى واقفه بتعمل العصير وراحت تجيب الكاسات وبترفع أيدها لكن وقفت مكانها لأنها سمعت صوت ماشيته اللي حفظاها،و شمت ريحته وعرفت أنه جاي عندها، غمضت عينيها بقوه، وبلعت ريقها بغصه، وحبت تفوق نفسها من اللي هي فيه وقالت لنفسها بوجع:- مابيحبكيش، مابيحبكيش فوقي ياندى.
:-اذيك يا ندى؟
قالها بصوت رجولي وهو واقف وراها بمسافة، صوت ناشف وغليظ بعض الشيء مفيهوش لين ولا حتى مجاملة علشان مايديهاش اي أمل، وكأنه بيقولها امنيتك صعب تتحقق ف فوقي م البدايه، فتحت عينيها وقلبها هيطلع من مكانه، واخدت نفس عميق وحاولت تسيطر على نفسها وحمحمت وأبتسمت وهى بتلف ليه وبتحارب علشان ما تبصش في عينيه وقالت برسمية مزيفه:- أهلا، اذيك يا أمير.
كان بيسرق النظرات ليها يمكن قلبه يتبدل ليها، هى جميله لكن مش قادر يفكر فيها أو يكون في مشاعر تجاها،كل اللي مدركه أنها بنت خاله وبس، وأبتسم بتكليف وقال:- أنا كويس، أنتي عامله ايه؟
كانت متوتره ولفت تجيب الكاسات وكانت بعيده عنها ومش عارفه تجيبها ،ولاحظ ايديها بتترجف، وردت عليه بلخبطه:- اء، أنا كويسه.
اتفاجئت بيه قريب قوي منها وهى بتتفس بسرعه، ورفعت عينيها لفوف وشافت عينيه اللي اتمنت تبصلها بنفس درجة حبها ليه، استغربت قربه منها وحاسه أنها اتجمدت مكانها واتخيلت أنه قريب منها حبًا مش مساعده،وخاب أملها و شافت الكاسات في أيده، وفهمت ليه أنه قريب قوي منها، ورغم أنها كانت خايفه ومتوتره، لكن قصاد الخوف ده حاجه جواها بتتكسر، وأبتسمت بحزن وهى بتاخد منه الكاسات وقالت بإحباط:- متشكره تعبتك.
أمير لعن نفسه لأنه شاف الأمل في عينيها بيتجدد تاني واضايق من تصرفه ورد بغلظه وقال:- مفيش تعب ولا حاجه بعد اذنك.
سابها وخرج، وهى حطت ايدها على قلبها اللي بيدق بسرعه وغمضت عينيها بوجع، ورجعت تصب العصير علشان محدش يستعجلها.
أمير قعد قصاد علا اللي شافت ملامحه جامده ومقتدرتش تتكلم معاه لأنه باين اوي أنه مخنوق ومحاصر،فهمي جاله إتصال مهم وبص في الساعه وقال:- يدوبك كده بقى نتكل على الله يا ماجده يختي.
قبل ما ماجده تتكلم رد أمير بصدق:- كلام إيه ده ياخالو؟ حضرتك مش هتمشي غير لما نتعشى مع بعض كلنا، ولا إيه ياماما؟
ماجده بإبتسامة:- طبعاً هو أنت يا فهمي بتجيلنا كل يوم؟
فهمي:- معلش بقى واحد صحبي كلمني زي ما انتي شايفه وعايزني في أمر ضروري،و أنتي عارفه الدنيا ليل وأنا صعب أسوق بليل وندى مبتعرفش تسوق وأنا بخاف عليها لما بتبقى معايا، خليها مرة تانيه، أنا هوصلها البيت واروح مشواري.
ماجده رفعت حاجبها وقالت:- ليك حق تخاف عليها ياخويا، ندى زي الورد،ربنا يخليهالك، وبعدين أنت قلقان من الوقت ليه؟ أمير هنا اهو بعد العشا يوصلكم بالعربيه لحد البيت، ولا إيه يا أمير؟
كان هاين عليه ينفجر فيها، لكن أبتسم غصب عنه وقال بتكليف:- أنتي تؤمري يا،،ست الكل.
فهمي برفض:- معلش خليها مرة تانيه يا ماجده.
وليد بعتاب:- جرا إيه يا فهمي أنت غريب يعني علشان نمسك فيك للعشا؟
فهمي بتقدير:- ما غريب إلا الشيطان يا وليد، بس والله غصب عني جالي إتصال مهم والراجل محتاجلي.
ماجده بتفكير:- طيب ياحبيبي أنت روح مشوارك وسيب ندى هنا تقعد مع علا شويه، ويبقوا يوصلوها.
أمير فهم تخطيط والدته وغمض عينيه ومردش، وعلا ردت بمكر:- والله فكرة حلوه قوي يا خالو، بليز سيب ندى تقعد معايا وأنا و امير هنوصلها بليز.
ندى داخله بالعصير وسمعت علا وقلبها هيطلع من مكانه، وقدمت ليهم العصير،و فهمي أبتسم وسأل ندى:- إيه رأيك يا ندى؟ هتسهري مع عمتك وبنت عمتك ولا تيجي معايا من دلوقتي ونوفر تعبهم؟
ندى ابتسمت وكانت محتاره وقبل ما ترد،ماجده شهقت وقالت:- تعب إيه ده يافهمي؟ وأنت بتسألها ؟ قوم ياخويا اتكل على الله شوف مشوراك وأمير هيوصلها متخافش عليها.
أمير مسح على شعره وكان متغاظ جداً، ورد فهمي بموافقه:- اللي تشوفيه ياماجده.
وقام وقف وسلم عليهم وقالهم:- يلا سلام عليكم.
ردوا عليه السلام وخرج، ماجده عينيها على أمير و ابتسمت وقالت بتلميح:- قومي ياعلا انتي وندى اعملولنا عشوه حلوه كده من أيديكم، واعملوا حساب حازم وزينه، علشان هنسهر سهره حلوه كلنا مع بعض.
بعد لحظات.
مروان نفخ بخنقه وقال:- انزلي يا أمير وتعالى أنا عايزك ضروري؟
أمير:- دلوقتي؟
مروان بضيق:- يوووه أيوه دلوقتي يا بني آدم، عايز أخد رأيك في حاجه؟
أمير مط شفايفه وقال:- اوكيه نص ساعه وأكون عندك. ———–
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إحتلال محرم)