رواية أين أنا الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ضحى ربيع
رواية أين أنا الجزء الثاني والعشرون
رواية أين أنا البارت الثاني والعشرون
رواية أين أنا الحلقة الثانية والعشرون
“العلاج بيّ،أنا اللعنة”
الكلمة ما فارقتش لسانها وهي بتكررها ورايحة جاية في أوضتها
الحيرة كانت مسيطرة عليها مكنتش عارفة تتصرف أزاي
و أزاي اللعنة تبقي هي والعلاج فيها أزاي
للحظة وقفت وقررت تدور علي ضحى الحقيقية مع أنها عارفة خطورة الي بتعمله إلا أنها كانت مصممة أنها تنقذه بأي شكل
كانت عارفة أن ظهور ضُحى الحقيقية يعني أختفائها هي
وبرضه كانت مصممة تعمل اي حاجة عشان يعيش
-مولاتي هل أستطيع الدخول؟
-أدخلي ياخديجة
-اتيتُ بغدائك
-لماذا أتيتي به لغرفتي
-لم نحضر السُفرة وكما تعلمين جلالتهُ مريض ويرفض الطعام وكذلك سموها منة الله أمرت بأحضار الطعام لغرفتها
-وليها نفس تاكل اي النسوان دي
-…….مولاتي أتتحدثين معي؟
-لا لاشئ حسنا قومي بأعداد شُربة من الخضروات لجلالة الملك
-ولكن كيف تُحضر هذه الأكلة لم أسمع بها من قبل
-حسناً سأقوم بأعدادها
-ولكن سموكِ…..
-لا نقاش ،فقط تعالي معي لتدليني علي ما أحتاجه
نزلت دور الخدم فعلا ووقفت في المطبخ وكل الخدم واقفين حواليها حاولوا يوقفوها أو يساعدوها لكن كانت بترفض
-سأُحضر طعام الملك بيّداي من الآن وهذا أمر لا أُريد منكم اي جدال
بدأت تشتغل وهي بتحكي قصة حياتها الحقيقية للخدم كأنها قصة خيالية، كانوا مستمتعين ومتأثرين جدا
لاحظت علي ملامحهم أنهم ألفوها وحبوها جدا
كان مجرد الشعور مفرحها
خلصت الأكل وطلعت بيه لغرفة سُليمان
خبطت علي باب الأوضة لكنه مردش ،فتحت باب الأوضة ودخلت ،كان نايم
-سُليمان انا عملت لك أكل………
سُليمان؟
مكنش بيرد عليها خالص ولا صادر منه أي ردة فعل
ركنت الي كانت مسكاه في إيديها وجريت عليه وهي بتهزه وبتصرخ بصوته وبتبكي
-سُليمان سُليمان رد عليا الله يرضى عنك
سُليمان أصحى متمشيش دلوقتي عشان خاطري
بص حتى أنا عملت ليك أكل والله انا الي عملته بأيدي ليك
قوم بقي
نحيبها ذاد وبدأت تبكي بهستيريا
لغاية ما لقيته فجأة بيكح جامد
ضحكت وبعدين بكت أكتر
-ضُحى؟ هل تبكين..؟
-حرام عليك أنا مش هستحمل كده والله حرام
كان بيبص ليها بأستغراب وخوف من بكاها
-هل حدث شئ سئ؟هل فعلتُ شئ أزعجكِ؟
ردت عليه وهي بتعيط وصوتها طالع بالعافية
-كنت بصحيك بس مكنتش بترد عليا ،أفتكرتك…………أفتكرتك مشيت وسيبتني
-أنا أسف أعطاني الطبيب بعد العقاقير المنومة لذلك لم أستيقظ عندما ناديتيني
ألهذا الحد خائفة من فقداني؟
بصت في عيونها كتير وهي ساكتة كان نفسها تقول له عن معاناتها كل دقيقة ومصارعة خوفها في كل ثانية من أنها تخسره
كانت هتتكلم وتقوله مشاعرها
وهتحكيله عن أمنيتها أنه يفضل بخير وأنها تفضل معاه
كانت هتقول له أنه أمانها الوحيد وأنها تطمن في وجوده رغم أن عمرها ما عرفت ولا حست بالأمان ده في زمنها
أنها مش عايزة ترجع زمنها وتفضل معاه
أنه بقى الأهل والصُحاب والاحباب كمان
كان مستني منها أجابة لهفته كانت باينة علي ملامحهُ
عيونها بتبصلها وهي مستنية إجابة تطمن قلبه
كانت هتلبي أحساسها وتصارحه بكل الي جواها بس للحظة أفتكرت “أنا اللعنة”
غيرت كلامها خالص وبعدت نظرها عنه
-عملت ليك أكل
لاحظ تهربها وزعل حس بخيبة أمل
-عندما شعرتُ بأنكِ تُريديني لم أتردد ثانية واتيتُ إليكِ……..ولكن رغم علمكِ بأحتياجي لسماعكِ هربتي……..
-أنا أسفة
-لا أُريد أسفاً……أريد معرفة ما يحدثُ لي…..لماذا أشعر بكِ إلي هذا الحد
ماذا يحدث لقلبي كلما رأيتُكِ
وكأن حاواء لم تُنجب سواكي
أشعُر بأنكِ قريبة مني وبعيدة في الوقت ذاته…….أن دمعت عيناكِ يتمزق قلبي،وأن أبتسم ثغركِ يتسعُ صدري ،أراكِ كأنني رأيتُ جنة الله علي الأرض ولا أُريدُ ذهابك…..وأن ذهبي تُظلمُ عيناي كأنني لا أستطيع الرؤية
لم أكن هكذا من قبل……..ماذا فعلتي بيّ؟من أين أتيتي يا ضُحاي؟
سمع لقلبه يتكلم ولعيونه تبكي
كانت واقفة بتسمعه وتكاد تكون بخير
الرؤية اتلاشت من دموعها قلبها بدل ما يفرح من كلامه كان حزين لأنها كانت عارفة أنها ممكن تكون السبب في تعبه
-ألن تُجيبيني؟
حاولت تهدي عشان تقدر ترد عليه
-مش يمكن انا السبب في تعبك….؟
-أن كُنتِ سبب شئ فهو شفائي
للحظة أدت نفسها الفرصة أنها تفكر تاني وتاخد خطوة ناحيته وتسمعه الي عايز يسمعه والي هي كمان نفسها تقوله
قررت تجازف وتاخد القرار وتتلاشى خوفها من نفسها ومن الي مستخبي
هتعيش الحاضر وتسيب المستقبل لوقته فكرت أنها تستحق الحُب خصوصاً حُب سُليمان
أنها تستحق تعيش حياة أفضل بعد كل الي عاشته ومرت بيه
كان لسه منتظرها تتكلم وترد عليه كانت نظرات عيونه كأنها تشجيع ليه
-سأتقبلُ أي شئ تقولينهُ مهما كان ولكن أرجوكِ أجبيني..
-سُليمان انا…..
وقبل ما تتكلم لقيته بدأ يكُح بشكل غريب ومرعب جريت عليه وهي ماسكة الميا في أيديها
-سُليمان أشرب
قبل ما تقرب الميا من أيده لقيت دم خارج من فمه
-س…سُليمان د….دم في دم خارج منك
الدم كانت بيذيد و رعبها كان بيذيد أكتر
كمية الدم كانت كبيرة وشكلها مرعب قلبها وكأنه أتخلع عليه
مكنتش عارفة تتصرف أزاي و كأن خلاياها أتشلت
خرجت من الأوضة بسرعة وهي بتصرخ
-طبيب….طبيب بسرعة……خديجة،منة الله أرجوكم أحدا يُجيبني أرجوكم أحضروا الطبيب
سُليمان ينزف أرجوكم
جريت عليها منة الله وخديجة ومعاهم طبيب القصر والي أمرته ضحى أنه ميسبش القصر الفترة الحالية لغاية ما تستقر حالة سُليمان
بعد نص ساعة من فحص الطبيب لسُليمان
-أرجوك أخبرني ما يحدث معهُ
-خروج الدماء بتلك الطريقة والكمية من فم جلالته لا تُبشر بخير
-يعني اي….ألا توجد طريقة لعلاجه؟
-للأسف سمو الأميرة لا أستطيع أعطائه سوى بعض المسكنات لتسكين ألامهِ
ولكن……..لم يعد كافي الأن
لانه ليس أمامه سوى أيام قليلة
كلامه كان زي السكينة في قلبها كأن جواها فضي فجأة
قلبها كان موجوع بشكل صعب كانت عيونها خايفة وتايهة
بصت لمنة الله والي كانت بتبكي وتصرخ جنبها
-ياربي لا تأخذه مني بعد كل هذه السنين
يارب لا تأخذ زوجي مني
فضلت ضحى واقفة مكانها وعيونها مش موقفة دموع كانت بتبكي من غير ما تحس
للمرة الأولي الي مكانتش عارفة فيها تهرب لفين ولمين
الشخص الوحيد الي نفسها يكون جنبها في اللحظة دي وتحكيله عن خوفها أنها تخسره هو نفسه سُليمان
عدى الليل عليها وهي حاسة أنها غريبة
أتمنت تصح من الكابوس الي عايشاه بقالها ما يُقارب سنة
تصحي وترجع لشقتها و وجعها مرة تاني وتنسي أنها شافته
وتنسى وجع قلبها الي عايشة فيه
للحظة أفتكرت جملة “أنتِ اللعنة”
حاسة أن الكلمة ممكن تقوم حقيقة مش مجرد جملة
لانه تعب بمجرد ما كانت هتصارحه وكمان بشكل مبالغ فيه
مكنتش واثقة من احساسها بس مش هتضيع حتى مجرد أحتمال صغير ممكن ينقذه
عدى الليل عليهم كل واحد بوجع ومشاعر مختلفة
-صباح الخير مولاتي
-صباح الخير ياخديجة
-حضرتُ لك….
-لا أُريد
-ماذا؟
-لا أُريد الطعام
-ولكن لماذا
-أشعر ببعض الوجع بمعدتي
-ساقوم بتحضير كوبا من الأعشاب الطبيعية لكِ
-لا داعى لذلك…..هل أستيقظ الملك؟
-نعم لقد أستيقظ وأخذت لهُ سموها الطعام
-منة الله ؟
-أجل..
-هل أستطاع أن يأكُل؟
-أعتقد ذلك حيث وجدتُ الصحون فارغة……
-حسناً تستطيعين الخروج
-ولكن نسيت أخبارك
-ماذا
-لقد سألني جلالتهُ عنكِ قال لي أن أُخبركِ بأنهُ يُريد رؤيتكِ
-أخبريه بأنني مُتعبة اليوم لا أستطيع الخروج من غرفتي
نظريتها بتتاكد أكتر مع مرور الوقت خوفها بيذيد أنها تتأكد من الحقيقة
القلق كان مسيطر عليها اليوم كله
-ضحى هل أستطيع الدخول؟
-تفضلي يا منة الله
-ما بكِ أخبرتني خديجة أنكِ مُتعبة وايضا لم تخرجي من غرفتكِ منذ الصباح
-أشعر ببعض الألم بمعدتي لذلك لم أستطيع الخروج……كيف حال سُليمان اليوم
-اااه يكاد عقلي أن يتوقف
أنه بأفضل حالاته وكأن لا شئ أصابه، أكمل طعامه وخرج من غرفته كان شخص أخر غير الذي كان بالأمس
اتأكدت من شكها وغصب عنها دمعت
-أتبكين؟
-لا فقط فرحتُ أنه بخير
خبط الباب
-أدخلي يا خديجة
-أنا سُليمان
قلبها وجعها أكتر بمجرد ما سمعت صوته مكنتش قادرة ترد
-منذ الصباح يسأل عنكِ أعتقد أنه أتى لرؤيتكِ
دخل سُليمان وكان مبتسم ليها زي أول مرة شافته فيها
كان نفسها تشبع من نظرته وابتسامته
بس غصب عنها بعدت وشها عنه لدرجة أنه أخد باله واتحرج
-أتيتُ لرؤيتك هل أنتِ بخير؟
كان واضح من ملامحه لهفته وخوفه عليها وده الي كان واجعها أكتر
-انا بخير فقط أريد أن أستريح قليلا
أستغرب من ردة فعلها وكأنها شخص تاني غير الي كانت بتكلمه وشخص مختلف ومضطرب
فهم خوفها بس مفهمش سببه فهم تجاهلها أنه تشوفه طول اليوم بس برضه مفهمش مبرر تصرفها
-حسناً كما تشائين
خرجوا من الاوضة
كان نفسها توقفه وتشاركه خوفها وقلقها المرة دي
بصلها قبل ما يقفل الباب وكأنه بيطمنها أنه فاهمها
-لا تقلقي وتذكري أنني أعلم خوفك….
قال جملته الأخيرة وخرج
بكت ونحبت أكتر واكتر
أفتكرت فجأة بيت الأقحوان والحوض الي مش مزروع وزرعهم الي لسه موجود ومتأثرش
طلعت تجري من الاوضة ومن القصر كله مشيت مسافة مكنتش حسباها
الشمس غابت والليل ليل
لغاية ما وصلت فعلا
المكان كان كله ضلمة ومخيف
قلبها كان مقبوض وخايف بشكل غريب
اتغلبت علي خوفها ودخلت
كانت بتمشي بحذر وخوف وهي بتحاول توصل لمكان زرع ضحى بحذر
قبل ما توصل سمعت صوت حد بيتكلم بشكل مش مفهوم
حاولت تتجهال الأصوات وتكمل مشي بس الصوت ذاد حدة
اتشنجت في مكانها من كتر الرعب ومقدرتش تتحرك
جسمها كان بيترعش وعمالة تبص حواليها برعب
لغاية ما فجأة لقيت صوت جاي من بعيد
-أن أحببتيه سيموت……..سُليمان سيفقد حياتهُ أن أُغرم بكِ…….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أين أنا)