روايات

رواية أيغفر العشق الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء الأول

رواية أيغفر العشق البارت الأول

رواية أيغفر العشق الحلقة الأولى

_ هتخطب! طب وتالا؟!
_ قولتلك قبل كده متجبش سيرتها قدامي.. بعدين أنا مش عاوز افتكر حتي أنها كانت في حياتي وأنت جاي تقولي طب وهي؟.. أحمد لو سمحت متفتحش معايا كلام في موضوع منتهي..
_بس أنت بتحبها!؟
_كنت…
قالها بجمود وهو ينظر لصديقه بلا تعابير.. والتفت ليكمل عمله بلا اهتمام… ظاهري..
رد الأخير بإصرار :
_لا بتحبها.. وهتظلم رودينا معاك.. أنت عارف أنك مش هتقدر تديها أي مشاعر ولا حتي تتعامل معاها بحب..
امتعضت ملامح وجهه وهو يرد بجمود :
_ هو أنت معندكش شغل!؟
زم “أحمد” شفتيهِ بضيق وهو يري رغبة صديقه في إنهاء الحديث وقال وهو ينهض عن كرسيه:
_ لا عندي.. بس ياريت تبطل تضحك علي نفسك وتعترف أنك لسه بتعشقها مش بتحبها بس..
زفر بضيق وهو يلقي القلم من يده بعدما ذهب صديقه..
لمَ يصر علي فتح جروحه والنبش بها!؟، يحاول أن ينسي رغم علمه اليقيني أنه لن يقدر.. لن ينسي.. والاعتراف بالحق فضيله.. لن ينساها لن يستطع.. كيف سينسي من بقت معه لعامان كاملان.. عامان بسبعمائه وثلاثون يومًا بالتمام… وهذا منذ بدأ حُبها يسكن قلبه.. بعد ستة أشهر من مقابلتها.. فهل له أن ينسي كل هذه الأيام؟…. أول من فتح قلبه له كان هي… أول حبيبه وأول ساكنه.. والحبيب الأول من الصعب أن يُنسي…
لايصدق أن ” يامن الشعراوي” تخدعه فتاه..!
“يامن الشعراوي”… الذي كاد يُكمل عامه الحادي والثلاثون.. ذو الملامح الرجوليه البحته.. بشعره البني وبشرته القمحيه قليلاً وعيناه البنيه وبها زُرقه طفيفه و رموشه السوداء الطويله وأنفه الحاد.. ولحيته البنيه.. جسمه المعضل لممارسته رياضة الملاكمه.. وطوله الفارع.. وشخصيته متقلبه.. ولكن يغلب عليها الحده والصرامه والقتامه خاصًة بعد انفصاله عنها… يعمل نع والده بشركتهما الخاصه بالسياحه.. ويعيش مع عائلته المكونه من والده ووالدته فقط…
_________(ناهد خالد) ________
اشتم لرائحه يعلمها جيدًا.. رائحه لطالما سكنت أنفه ونفذت لجوارحه.. رائحه لم يخطئ بها يومًا..
التفت لينظر علها هواجس من قلبه المشتاق ، علها ليست هي، علها… اللعنه! إنها هي بكل تفاصيلها، شموخها، كبريائها، لكن كيف؟ ألم يقولوا أنها في انتكاسه أو انهيار… ، أين كل هذا؟
تسير بشموخ خُلق لها ترفع رأسها بترفع عن كل من حولها، يتهاوي فستانها الأحمر الناري حولها ليعطي حفيف يطرب الأذن، وكعب حذائها الذي جذبه، شعرها يتطاير حول وجهها ليعطي لوحه رائعه، هي رائعه، بكل تفاصيلها رائعه، كانت وستظل… فاتنه، فاتنته الوحيده، جلست وعيناه تتابعها، رفعت عيناها البنيه المحاطه بكحل أسود كثيف، لتتقابل أعينهم، هاهو من خذلها، تركها في أكتر وقت أحتاجت له فيه ولكنه… فلت يدها، لتتذكر مشهد انقطاع الود بينهم، بعد قصه حب أسطوريه، وبعد سنوات من العشق الذي تحول ل لعنه، لعنه تلاحقها إلى الآن، ذبحها حينما تركها بعد أن رفض أهله! أهله تباً له ولهم، تركها في أكثر وقت احتاجته به وقت وفاة والدها وسندها، ربما ما كان يصبرها وجوده، أن فقدت السند ستجده به، إن فقدت الحنان ستجده به، إن فقدت…. ستجده به، لكنه لم يفعل والأدهى لم ينتظر أن يعرف شئ، تذكرت حينما ذهبت له لتخبره بوفاة والدها واحتياجها له.
فلاش…..
جاء في الموعد المحدد ودلف للكافيه لتركض تجاههُ ولم تنتظر قدومه ترتمي بأحضانه وتتمسك بها ك الغريق
ولكن لم يبادلها العناق، لما؟
ابتعدت بعد فتره استغراباً لجموده وتسائلت :
_في اي يا غيث مالك؟
_في حاجه جيت عشان أقولهالك
هتف بها بجمود يماثل جمود ملامحه، ولم يلاحظ بهتان وجهها ولا ذبول عينيها، ربما لم يلاحظ، وربما تغاضي كي لا يضعف؟ ربما!
_في اي ياغيث قول.
هتفت بها بقلق لملامحه الجامده والغريبه عليها..
أخذ نفس عميق قبل أن يقول ببرود :
_احنا لازم نسيب بعض يا ملك.
جحظت عيناها وهي تهتف بفزع :
_نعم؟؟؟ انت بتهزر؟ صح اكيد بتهزر!
_لا بتكلم جد احنا لازم نسيب بعض، انا وانتي مش هينفع نكمل، أمي خيرتني بيني وبينك، مش هينفع اختارك علي حسابها، انتي عارفه أمي بالنسبه لي اي!
_ولي تخيرك!
_انتِ عارفه الحرب اللي مابين عيلتي وعيلتك، محدش عاوز يتنازل.
ردت بغضب وحده وقد أوشكت أعصابها علي الإنهيار:
_واحنا ضحية! لي ندفع التمن، وانت هتتخلي عني؟ بعد كل السنين دي؟
أشاح بوجهه وقال :
_أنا آسف مش هقدر أغضب أمي، مش هقدر أخسرها.
ردت بعدم تصديق :
_لكن تخسرني؟ عادي؟ انت عارف انا كنت جايه اقولك اني ابويا مات، واني محتاجه استند عليك! اتاريني كنت هتسند علي حيطه مايله!
هتفت بها بدموع تتسابق في النزول وضحكة بها كل الألم.
اتسعت عيناه بصدمه وهتف محاولاً الاقتراب منها والدموع تتلألأ بعيونه :
_انا… مكنتش اعرف.. ملك.. ان…
_خلاص، هي كده انتهت.
فرت سريعاً من أمامه وهي تهرب ليس منه، بل من العالم أجمع.
وبقت في انهيار لأيام، وأسابيع، وشهور، حتي وقفت ثانية.
باك……
نظرت له بتمعن وقوه، كأنها تخبره أنها لم تضعف ولن تضعف، وقفت فجأه واتجهت له، استندت بيدها علي الطاوله وهتفت بقوه وابتسامه:
_غيث، اسم عاش معايا لسنين طويله، وانتهي في لحظه، كان نفسي اشوفك بعد الفتره اللي عديت بيها بسببك، عارف لي، عشان اثبت انك بقيت بالنسبة لي ولا حاجه، اه صحيح عرفت ان مامتك توفت، حراام كان نفسي اكون موجوده وقتها، عشان اعزي، واجب برضو.
وقف أمامها يواجهها، بحث عنها كثيرآ كي تعود له، بعد وفاة والدته وانتهاء السبب لكن لم يجدها، هتف وأعينه تفيض بنظرات الإشتياق :
_دورت عليكي كتير يا ملك، بس ملقتكيش .
_لي؟ كنت محتاجني اسندك!
هتفت بسخريه وتهكم وهي تطالعه بإذدراء…
ابتلع غصه مؤلمه في حلقه هو حقاً يحبها، بل يعشقها ولكن الظروف كانت أقوي منهِ، حاول التوصل لحل وفشل فاضطر للرضوخ لرغبة والدته بعدما عصاها كثيرًا ووقف ضدها كي توافق علي ملك زوجه له.. لكن والدته تعنتت فكيف كان سيتصرف!
قال بصدق وهو ينظر لها بحب كامن في ثنايا عينيهِ :
_ملك، انا محبتش قدك، انا منستكيش لحظه، مغبتيش عن بالي، بس كان غصب عني، حاولت كتير والله، بس أمي كانت مصممه، وانتي عارفه هي عندي اي، مكنش ينفع بعد ما خيرتني وقالتلي إني احرم عليها لو اخترتك، اختارك ازاي بعدها؟!
هتف بالأخير بعجز وهو يبرر لها موقفه ويدعو الله أن توزن الأمر وتتفهم ما فعله….
_صح، وانا كنت محتاجاك وقتها وملقتكش وسبتني وكسرتني وخليت وجعي مضاعف ألآلآف، اختارك ازاي بعدها! انا خلاص شفيت منك يا… غيث، بقيت بقول اسمك عادي من غير ما الف ذكره تداهمني، ومن غير وجع في قلبي.
اعتدلت في وقفتها وأعينها تسكنها القوه، ونفضت شعرها للخلف وابتسامه متهكمه زينت ثغرها وقالت :
_كانت معرفة لطيفه غيث باشا، وتعلمت كتير أولهم اني مسندش علي حيطه… قصدي حد غير لما اتأكد انه مش هياخدني ويقع.
وانصرفت….
انصرفت كالريح الخفيفه التي داعبته بنسيمها للحظات واختفت تاركه له عذاب الندم، ولكن انتهي الأمر ورفعت الأقلام، فلا يجدي نفعاً الآن.
نظر لها وهي تختفي رويدًا من أمامه.. وما لبث أن ركض خلفها يحاول اللاحق بها دون أن تشعر كي يعرف مكانها… لن يتركها تضيع منه مره أخري.. يقسم أنه لن يفعل وحان وقت تصليح أخطاء الماضي.. فهل ينجح؟
“غيث الراوي”… صاحب التسع وعشرون عامًا.. ذو شعر بني لامع.. وأعين سوداء وبشره بيضاء قليلاً.. وطول يصل ل متر وثمانون سنتي.. وجسمه الرياضي لركضه يوميًا لمدة ساعه صباحًا… وذهابه للصاله الرياضيه من وقت لآخر.. يعمل مهندس في شركة برمجه خاصه بهِ وبأعمامه وأولادهم فهي شركة عائله الراوي..
“ملك الدمنهوري”… صاحبة الست وعشرون عامًا.. بشعرها البني الغامق وأعينها البنيه الفاتحه ك لون العسل.. ووجهها المستدير ببشرتها البيضاء.. طولها المتوسط وجسدها المائل للنحافه.. تولت إدارة شركة والدها للإستيراد والتصدير بعد وفاته.. وبعد العديد من المشاكل بينها وبين عمها وزوجته وأولاده وجدها الأكبر تركت لهم بيت العائله وقررت الإنفصال التام عنهم …
ملك وغيث… قصة حب من الجامعه.. منذ العام الأول لها .. والعام الرابع له.. استمرت لمدة ٤ سنوات.. فقد كان يرتاد الجامعه لأنه عمل بها مُعيدًا لأربع سنوات قبل أن يتركها حين توفي والده.. وبعد انتهاء جامعتها بثلاثة أشهر انتهت قصتهم حينما عزم غيث علي خطبتها قبل العام الجامعي الرابع لها .. وعرف والدته وأعمامه بها.. فرفضوا رفض قاطع لمشاكل كبيره بين العائلتين.. ومرَّ أربع سنوات الأن منذُ آخر لقاء بينهم….
_____________(ناهد خالد) _______
صوت كعب حذائي صاخب يركض في ممرات المستشفي، حتي توقف أمام أحد الغرف، فاتحاً إياها، لتدلف تلك الفتاه اليافعه المليئه بالنشاط والحيوية، دلت علي نقلها لخبر سعيد، تعلقت بها أنظار هذا الذي يقبع بالداخل منتظرا ً البشاره، لتهتف بانتصار وحماس :
_أتحكم عليهم، خدوا إعدام، يعني خلاص تقدر تخرج.
لا يعلم أيحزن أم يفرح، وهل يجوز له الفرح بخبر إعدام “توأمه وابن عمه”؟، وهل يجوز له الحزن علي من زجوه هنا لمدة قاربت علي الخمس سنوات!؟
وقف يحيّ ينظر أمامه بشرود لثوانِ ومن ثم هتف :
_هخرج أمتي يا “تالا “؟
اقتربت “تالا ” تهتف بهدوء وابتسامتها لم تختفي :
_أخلص بس البسبور ليك وأجهز أوراق خروجك منه هنا وهطير علي طول يابرنس.
ابتسم بهدوء مردداً بسأم:
_بقالك ٣ سنين في روسيا متعلمتيش منهم حاجه خالص!
أشاحت بيدها وهي ترجع خصلاتها الثائرة مردده بفخر:
_أنت عارف أنا بعمل اللي أنا عايزاه، مش اللي المفروض يتعمل! في مثل انجليزي بيقول
(I am no bird; and no net ensnares me: I am a free human being with an independent will)
(أنا لست طائرا؛ وليس هناك شبكة تعيقني: أنا إنسان حر بإرادة مستقلة)، وده مثلي المفضل.
أخذت منه المفاتيح لتذهب لمنزله وتجلب أوراقه، لتبدأ تجهيزات سفره.
وقف يتابعها بشرود كانت هي منجده حينما جاءت لهذا المكان، يتذكر كيف كان حاله قبل أن تأتي، بقي عامان عاني فيهم الكثير، “تالا ” تلك “الثائره ” كما يسميها دائماً، هي لاتشبه أحد، ولا يهمها شئ سوي الانطلاق حره..
(تالا فريد)… في عامها الثامن والعشرون.. بشعرها البني الثائر .. وبشرتها البيضاء وعيونها المائله للخضره.. وطولها المتوسط…. وجسدها المناسب ل طولها.. تعمل كطبيبه نفسيه في أحد مستشفيات روسيا.. بعد هروبها من بلدها.. وليس هروب من السلطات.. ولكن هروب من شئ آخر أسوء!..
تالا.. ويامن..
قصة حب استمرت لعامان.. فقط عامان كانوا بمثابة عشره وربما عشرون.. لا يهم العدد… ومن قال أن الحب بعدد السنون!.. وانفصال دام ل ثلاث سنوات حتي الآن.. وربما ستطول المده.. لا أحد يعلم..
داخل كل شخص منهم جرح لم يلتئم بمرور السنوات حتي وإن حاولوا إظهار العكس… فهل سيأتي يومًا وتلتئم جروحهم!؟
(مشهد تالا ويحي.. طبعًا مش هتعرفوا مين يحي الي مكانش متابع معايا روايه وجوه خادعه.. يحي شخصيه من روايه وجوه خادعه ولأن تالا ظهرت معاه في الروايه فكان لازم اعيد المشهد هنا تاني.. متهتموش اوي ليحي هو مشهدين بس هيظهر فيهم -)
_________(ناهد خالد) ______
_ازيك يا أحمد؟
هتفت بها تالا وهي تتحدث عبر الهاتف مع صديقها وصديق يامن أيضًا..
_الحمد لله أنتِ عامله ايه؟
_الحمد لله بخير…
صمتت قليلاً قبل أن تقول بتردد:
_يامن عامل ايه؟
لم تستمع لرد من الجهه الأخري.. فهتفت مره ثانيه :
_أحمد أنت معايا؟
أتاها رده المتوتر:
_آه.. م.. معاكِ..
انتفضت في جلستها بقلق وهي تقول :
_يامن كويس؟ حصله حاجه؟!
رد سريعًا :
_لا كويس والله…
ألتقطت أنفاسها بصعوبه وهي تقول:
_حرام عليك خضتني.. اومال سكت ليه؟
ابتلع ريقه قبل أن يهتف بتردد:
_ تالا في حاجه لازم تعرفيها قبل ما تعرفيها من بره..
– قول..
تصلب جسدها وهي تستمع لجمله واحده كانت كفيله بإحراق كل ما بداخلها…
_ يامن هيخطب رودنيا بنت صاحب باباه..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى