رواية أو أشد قسوة الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سارة مجدي
رواية أو أشد قسوة الجزء السادس والعشرون
رواية أو أشد قسوة البارت السادس والعشرون
رواية أو أشد قسوة الحلقة السادسة والعشرون
وصل عدنان الي عنوان بيت هوا .. يسبقه قلبه ولهفته لا يعلم ماذا سيجد أو سيحدث .. لكن يعرف أن اليوم هو اختبار جديد .. أو أخير .. وخلاله سوف يجد طريقه الذي ظل يبحث عنه طوال حياته .. ضل كثيرًا وتاه كثيرًا .. حتى أستطاع أن يصل الي طريق الحق ووجد نفسه لكن من الواضح ان الاختبارات لم تنتهي بعد
أوقف السيارة وترجل منها وأوقف أول شخص قابله وسأله على بيت هوا ليشير له على البيت لكن في الحقيقة هو لم يحتاج أن يسأل ف صوت صراخها يصل اللي القاصي والداني لكن وكأن الجميع على رؤسهم الطير لا أحد يتحرك … ليركض الي داخل البيت ليجد امامه المشهد واضح كما وصفته له سابقًا .. لكن ما يراه الان أشد صعوبة الجمته الصدمه للحظات
كانت شبه عارية بين ذراعي رجل ستيني يهزي ببعض الكلمات غير المفهومة لكنها قذرة وتلك العصفوره الصغير تقاوم بكل ما لديها من قوة واهيه .. وعلى أريكة قريبه منهم يجلس رجل في ستين أيضًا يعد بعض المال لعابه يسيل من كثره شربه لذلك المشروب الرخيص الذي يريحه بين فخذيه غير مبالي بصرخات تلك الملكومة
كان يحاول أستيعاب ما يراه أمامه لكن صوت صرخاتها الذي شق صمته وشلل عقله أعادة الي وعيه .. خاصه حين قالت أسمه بكل توسل
-عدناااااااااااان
وبخطوات واسعة كان يقف بجانبها وبقدمه ركل الرجل عنها ومد يدا يمسك بذراعها حتى يساعدها على النهوض وقال أمرًا
-أستري نفسك ولمي حاجتك
لتركض الي غرفتها سريعًا … حين أقترب هو من ذلك الرجل الذي يحاول الوقوف منذ ركله ولا يستطيع لقد ذهب المشروب بعقله .. وشيطانه الذي صور له أنه قد ينال تلك البيرئة اليوم فجعله يتناول بعض الاقراص الزرقاء .. فلم يكن لديه القدره على فعل أي شيء أو حتى الوقوف امامه ظل يركله ويركله هيئة هوا وهي أسفله ذكرته بظلال وهي مع ذلك المريض مراد غائبه عن الوعي ظل يضربه وكأنه يضرب نفسه أو يضرب مراد أو يضرب أي رجل خطأ يطلق على نفسه كلمة رجل وهو يستحل أعراض الناس
ترك الرجل وتوقف عن ركله حين لاحظ انه لم يعد يتحرك .. ونظر الي الرجل الذي كان مستمر في عد المال رغم انه ينظر له بخوف .. فأقترب منه وأمسكه من ملابسه ولكمه في وجهه وهو يقول
-راجل رخيص .. عديم الشرف وعديم الاحساس والرجولة .. مش دي بنتك اللي أنت مربيها
كل ذلك واللكمات لم تتوقف على وجه الرجل العجوز الذي يبكي بقهر .. وحزن ويشعر بالغضب من نفسه وحاله .. وأيضًا لا حول له ولا قوة ف قد أذهبت المخدرات وكثره الشرب وقله المال بعقله وأخلاقه ودينه .. عاش عمره كله رجل حقيقي مسالم .. يعرف دينه جيدًا ربى يتيمه في بيته حتى تكون له من اسباب دخول الجنة لكنه ضيع كل شيء فقال بتوسل
-خدها من هنا .. كلاب الشوارع هيحافظوا عليها أكثر مني .. خدها
في تلك اللحظة خرجت هوا من غرفتها ترتدي عبائة سمراء وحجاب من نفس اللون تمسك حقيبة كبيرة بين يديها وجهها به بعض الخدوش .. وعيونها من كثره البكاء حمراء بشدة نظراتها بها الكثير من الانكسار والخزي
والذي جعله يعرف بخروجها من حجرتها نظرات الرجل لها ليلتفت لها لتخفض نظراتها أرضًا ليشعر بالشفقة عليها ليترك الرجل وتوجه اليها يحمل عنها حقيبتها .. وقال بصوت أمر لكنه خرج حانيًا مشفقًا
-يلا بينا مبقاش ليكي مكان في البيت ده تاني
وبيده الاخرى أمس معصمها وسحبها خلفه وغادر هذا البيت .. خطواتها تلاحق خطواته تنظر الي بيتها التي لم تعرف بيت غيره طوال حياتها والان تغادره بلا رجعه … تغادره كسيرة يغطيها الخزي من رأسها حتى أخمص قدميها
واكتمل الامر حين وجدت عند باب البيت كان اهل الحي يجتمعون الغضب واضح على ملامحهم .. ليصرخ بهم عدنان
-جاين دلوقتي .. صاوتها مالي الشارع وصوتها أتنبح من كتر الصريخ وأنتوا عاملين مش سامعين .. أنا هخادها من هنا .. من بيت الراجل اللي رباها زمان زي بنته ودلوقتي بيبعها للي يدفع وهخدها من الشارع ده كله اللي هله فيهمش راجل واحد قدر يحميها ويدافع عنها
وتحرك في اتجاه سيارته فتح لها الباب لتجلس في الكرسي الامامي جوار كرسي السائق .. أغلق بابها ثم فتح الباب الخلفي وضع الحقيبه على الاريكة الخلفية .. واغلقه ببعض العنف ثم دار حول السيارة ليصعد الي كرسي السائق وبكل قوته ضغط عتله البنزين وأنطلق ليدخل كثير من الرجال الي البيت بغضب كبير خاصة بعد كلمات عدنان التي عرتهم وكشفت ضعفهم .. أخذوا الرجلين من الشقة والقوا بهم في الشارع .. صاريخين فيهم الا يعودوا الي هنا مرة أخرى لم يعد لهم مكان هنا
……………..
منذ صعدت الي سيارته وغادروا الحارة بما فيها وهي تريح رأسها على الزجاج تبكي بصمت .. أهتزاز جسدها وتشنج يديها اخبره بحالها .. يشعر بها وبما داخل قلبها من حزن وانكسار
لكن هو لا يعرف ماذا عليه أن يفعل أو يقول؟ .. أي كلام سيقال يطيب قلبها ويجعلها تمحي تلك النظرة الكسيرة والاستسلام الذي سكن عينيها وجسدها
همس باسمها .. لكنها لم تحرك سكانًا … ليردد اسمها من جديد عده مرات ليلاحظ انكماش جسدها اكثر واكثر وكانها تقول له “لا أريد ان يتحدث الي احد” مؤكد تتمنى ان تختفي الان من الوجود تمامًا ولا يتحدث احدا معها عن ما حدث لكنه قال بهدوء
-انا هحجزلك في أوتيل علشان تقعدي فيه يومين ثلاثه لحد ما تفوقي من صدمتك وتقدري تقرري خطوتك الجاية ايه
اغمضت عيونها بقوة لتنهمر الكثير من الدموع وهي تفكر ها هو قد تخلى عنها …لن يحقق وعده لها ولن يتزوجها … اخرجها من بيتها حتى يلقيها في مكان اخر حتى تلاقي مصيرها المحتوم لكن على يد أشخاص لا تعرفهم … ماذا كانت تتوقع منه؟ وماذا كانت تنتظر ؟ خاصة بعد ما راها على تلم الحالع
وكان هو يفكر ويرتب افكارة المبعثرة في كل إتجاه … مؤكد لن يتزوج ظلال ولن يضعها في هذا الموقف اللعين ويحرمها حياه طبيعية كاملة واطفال تسعد بهم
وأيضًا حرام ان يظلم تلك الفتاة مستغل ظروفها … لكن ليأمن لها مكان أولًا وعمل امن ثانيًا ثم يخبرها بحقيقة امره ويترك لها القرار
~~~~~~~~
تسير جواره منكسة الرأس … انها لا تملك حق أختيار او ابداء اعتراض على اي شيء يقوم به … لذلك تسير خلفه بصمت وقف امام الاستقبال وقام بكل الإجراءات لكنها رفعت رأسها تنظر اليه بصدمة حين اجاب سؤال الموظف
-انا خطيبها
والتفت لها بكل هدوء وقال
-هاتي بطاقتك يا هوا
اخرجتها له من الحقيبة وهي تشعر بعدم الفهم … ما سبب سؤال الموظف؟ ولما تلك الإجابة؟
لكنها لم تخرج اي شيء من افكارها عن طريق فمها كل شيء ظل يدور في دوائر حيرة عقلها دون هوادة او رحمه
وعند باب غرفتها وضع العامل الحقيبة هناك ووقف هو امامها بعد ان فتح لها الباب وقال
-ادخلي خدي دش وأهدي ونامي شوية ….. وبكرة هعدي عليكي نفطر سوا ونتكلم … تمام
دون ان تنظر اليه أومأت بنعم ليقول لها بصدق لمس قلبها
-ارفعي راسك يا هوا أنتِ معملتيش حاجة غلط ولا حرام علشان توطي راسك بالشكل ده … احمدي ربنا اني وصلت في الوقت المناسب وقدرت اخرجك من هناك .. وصدقيني انت أمانه في رقبتي ليوم الدين
رفعت عيونها الحمراء والمتورمة من كثرة البكاء تنظر اليه بتوسل يقطع نياط القلب ليكمل هو ببعض الشفقة
-عارف ان الموضوع مش سهل .. والتجربه اللي أنت عيشتيها صعبه ومؤلمة لكن كله بيعدي صدقيني … هتبقى ماضي وهتفتكريها كل فترة زي ما بتفتكري لما وقعتي وانت صغيرك واتعورتي … او لما بتفتكري والدتك الله يرحمها … ماضي وذكرى صحيح مؤلمة لكن هتبقى ذكرى صدقيني
أومأت بنعم بصمت … ليقول أمراً
-ادخلي يلا واعملي اللي قولتلك عليه … ولو جعانه اطلبي رقم ٩ واطلبي الاكل اللي انت عايزاة واهم حاجة صلي ركعتين شكر لربنا انه نجاكي … ونامي وارتاحي عايزك بكرة كده نشيطة ومصحصحة
عادت تهز رأسها بنعم من جديد ليرفع يده بسلام وغادر .. ظلت تنظر الي ظهره وهو يتوجه الي المصعد وحين دخله التفت ينظر إليها وأهداها ابتسامة صغيرة شعرت بها على وجهها هي
وحين اغلق المصعد دلفت الي غرفتها واغلقتها جيدًا وكما طلب منها ان تفعل فعلت لكنها لم تطلب طعام … تأكدت من اغلاق الباب جيدًا حتى الشرفة رغم انها في دور مرتفع لكن من لدغ من الاحباب خاف من نسمات الهواء ان داعبت وجنتيه برفق
لكن ورغم كل هذا حين وضعت رأسها على الوسادة استسلمت جفونها لسلطان النوم وكأن اي شيء يخص عدنان يجعلها تشعر بالامان والراحة
~~~~~~~~~
ظلت سليمة واقفة تنظر الي والدها بخوف خاصة ونظرات الغضب لاول مرة تراها واضحة وصريحة بعيون والدها الحانية ديما والمشجعة … اقتربت بخطوات صغيرة من والدها وحاولت فتح فمها حتى تتحدث ليقول هو بغضب
-هو بقى أشترى الشقة علشان يشاغلك منها ولا علشان يبقى قريب منك ويستغفلني وعامل فيها راجل بيعرف ازاي يدخل البيوت من أبوابها
كانت تهز رأسها بلا مع كل كلمة يقولها والدها وانحدرت دموعها وهي تقول
-متقولش كده على أدهم وتظلمه يا بابا أدهم مش كده … بس … بس أدهم عيان
قطب يونس حاجبيه وهو يقول
-عيان ؟! ايه علاقه ده باللي انا شوفته دلوقتي
إقتربت منه وأمسكت يده ودلفت الي الغرفة واغلقت الشرفة جيدًا حتى لا يصل صوتهم الي الخارج حتى انها اغلقت البرادي وكأنه ساتر اخر لعدم خروج الصوت مع احتماليه دخول ثامر الي الشرفة في اي لحظة
وعادت تجلس جواره وهي تقول
-انا هحكي لحضرتك كل حاجة بس توعدني يكون سر بيني وبينك … ماشي واوعدني كمان انك تحاول تفهمني
هز رأسه بنعم لتقص عليه كل ما تعرفه عن مرض أدهم واكم هي تحبه ولا تجد بداخلها رفض لكونة صاحب شخصيتين وكيف ان شخصيته الاخرى هي من تسكن في الشقة المجاورة لهم وان هذا دليل على حب أدعم الكبير لها ف حتى شخصيته الاخرى ارادت ان تكون جوارها حتو لو لم يكن يشعر بذلك وانها تتعامل مع ثامر كصديق ومدير عمل حتى الان وحتى تجعله يريد هو الاخر ان يتزوجها
-انا بحاول اخلي شخصية ثامر كمان تحبني ما انا مش هستحمل ان ثامر يحب واحدة تانية ولا يفكر يتجوزها .. مش هستحمل ف لازم اخليه يحبني ويتجوزني هو كمان
ظل يونس صامت يتأمل أبنته التي تبكي من غيرتها وحبها الشديد لزوجها رغم صدمته من حديثها … ابنته ستتزوج اثنان … ولا يوجد قانون او شرع يحرم هذا الموقف الان لانه وبكل بساطة هما نفس الرجل … ماذا عليه ان يقول الان او يفعل … هل يبعدها عنه ويحميها من كل هذا؟ … ام يدعمها ويساعدها حتى تحقق هدفها؟ ربت على ساقها وهو يقول
-ربنا يشفيه ويعافيه
وأكمل ساخرًا
-والحقي وقعي سي ثامر ده في حبك بسرعة … بدل ما ولم يكمل كلماته وتركها معلقه في الهواء
ف نظرت له برجاء وتوسل ليقف أمامها وقال بصدق
-صعب يا بنتي استوعب كل اللي انت قولتيه ده وصعب عليا اني اامن على بنتي مع شخص مريض نفسي وعنده شخصيه تانية وصعب أستوعب انك هتبقي متجوزة اتنين حياتك هتبقى عاملة ازاي مستقرة ولا على كف عفريت .. لكن في الحقيقة أنتِ فعلا مراته .. ده غير ان حتى الشخصية التانية واضح جدًا إنك بتحبيها كمان … مش عارف ده علشان أنتِ بتحبي أدهم اوى ولا هي شخصيه تتحب فعلًا … خليني بس كده أقعد مع نفسي شوية أفكر وأحاول استوعب الموقف
وغادر الغرفة
ظلت جالسه في مكانها … تفكر وتحلل تتألم … وقلبها يرتجف الان بخوف
~~~~~~~
عاد عدنان الي القصر مجهد وواضح على وجهه الحزن … شعرت به شُكران كما شعرت بحالة ظلال الغريبة لكن الاخيرة أخبرتها انها تشاجرت مع مراد وتشعر ببعض الضيق ولا تريد الحديث عن الامر وحين سألتها عن أدهم قالت
-أدهم مش موجود دلوقتي الموجود على الساحة الشخصية التانية ثامر
لتشعر شُكران بالخوف على حفيدها الكبير .. وتشعر بالخوف من حفيدتها الصغيرة لكنها لم تعلق ف هي لم تعتاد على ظلال هكذا وهذا يدل على ان الامر بينها وبين مراد جلل
جلس عدنان على الأريكة المجاورة لجدته بعد ان قبل رأسها ويدها … كانت ظلال تتجاهله بشده قالت شُكران بقلق
-مالك أنت كمان؟
نظر لها وابتسم ابتسامة صغيرة … ثم قال ما فكر به طوال الطريق
-فاكرة البنت اللي حكيت ليكي عليها
أومأت بنعم وهي تقطب جبينها بقلق
-والدها اتوفى النهاردة وحالتها صعبه اوي … طول اليوم وانا معاها علشان ملهاش اي حد خالص … خلصت ليها كل الإجراءات ووصلتها ورجعت
رفعت ظلال عينيها تنظر اليه بصدمة والم قوي كأن قلبها بين قبضه أحدهم يعتصره دون رحمه … في الوقت الذي قالت فيه شُكران
-لا حول ولا قوة الا بالله الله يرحمه ويصبرها
ثم سألت بأهتمام
-طيب دلوقتي ناوي على ايه؟
اخذ نفس عميق والقى سهمه الأخير في علاقته ب ظلال حتى يغلق بابها الي الابد … يجرحها؟! نعم … يؤلم قلبها؟! نعم … ينحر روحها؟! نعم
وهو كذلك كل هذه النعم يشعر بها أيضًا … لكن أحيانًا تقسوا الام على أولادها حتى تخرج بهم الي بر الأمان … ومن الممكن ان تقوم بضربهم حتى تقومهم وتشردهم الي طريق الصواب
-اكيد مش هينفع اسيبها تعيش لوحدها بس تعدي الثلاث ايام دول بتوع العزاء علشان الناس والجيران يعني وبعدين افاتحها في الموضوع … ولو وافقت هنكتب بس واجبها تعيش معانا هنا
أومأت بنعم رغم ان ما يحدث لا يروق لها … لو كلنت ظلال على خلاف مع مراد تتركه وبالامر تتزوج عدنان … وهذا الشاب مفعم الرجولة يتزوج بتلك الطريقة دون عرس كبير … لكن ماذا بيدها ان تفعل … العقد قد انفرط ويدها المرتعشة لا تستطيع تجميعه من جديد أخذت نفس عميق وقال بخفوت
-خير ان شاء الله
لتقف ظلال تنظر اليهم ببرود ظاهري لكن هذا كان دليل على انهيارها الداخلي الذي ظهر في صوتها المختنق وهي تغني
“كتير بنعشق ولا بنقول … وكتير بنعشق ولا بنطول .. ومفيش حكاية بتستمر زي ما بدأت ليه على طول
في عشق بيستنانا وعشق بنستناه وعشق بينسينا العششق اللي عشقناه” حتى اختفى صوتها بعدما وصلهم صوت اغلاق الباب
ماتت وانتهى أمرها … اليوم ذبحت بسبب الحب … وتعذبت بسبب الحب … وانتهكت أيضًا بسبب الحب
ف إذا حدث لها كل هذا بسبب الحب فماذا يحدث لو كرهتها الحياة وكرهها البشر
اغمض عينيه بآلم لتقول شُكران ما بداخل قلبها
-ليه تسيب بنت عمك وأنت عارف انها بتحبك ومن زمان
ها هو الباب الذي كان يخشى ان يفتح قد فُتح وعليه المرور منه رغم انه مليىء بالأشواك وعليه ان يسير فيه حافي القدمين
ابتسم في وجه جداه وقال
-ظلال اختى الصغيرة متربيه على ايدي … ليه اظلمها معايا واتجوزها ومديهاش حقها من الحب اللي هي تستحقه يا جدتي … وبعدين ان بحب هوا
-هوا
ردتت خلفه باندهاش ليومىء بنعم لتقول بابتسامة صادقة
-اسمها جميل وغريب
بالفعل اسمها جميل وغريب … وجديد أيضًا على مسامعه … ومعناه رائع ومميز
وقف وهو يقول
-انا هطلع ارتاح يومي النهاردة كان طويل اوي اوي ومحتاج انام
-طيب وأدهم ؟!
سألته بقلق ليقول لها ببعض المرح
-هو ثامر دلوقتي وقاعد جمب حبيبه القلب متقلقيش … وسليمة هتعرف تخلي بالها منه
ابتسمت شُكران بسعادة حقيقة ف تلك الفتاة سليمة سكنت قلبها منذ اللحظة الاولى … بنظراتها الصادقة تجاه أدهم وما عرفته من موقفها ودعمها له ولشخصيته الثانية أيضًا
اغمضت عيونها تدعوا لاحفادها بصلاح الحال والسعادة … ثم اتكأت على عصاتها ودلفت الي غرفتها حتى تنام
~~~~~~~~~~~
ظلت سليمة طوال الوقت تفكر ماذا عليها ان تفعل حتى تهون الامر على والدها .. وأيضًا ثامر
وقفت مكانها فجأة وكأنها تذكرت شيء ما
وتوجهت الي حقيبتها اخرجت منها الهاتف واتصلت ب عبدالله الذي اجابها سريعا متلهفًا وقلقًا
اخبرته بكل ما حدث وما قاله لها ثامر هذه المرة والمرة السابقة حين كان يريد ان يوهمها انه يقدم على الانتحار
صمت عبدالله لعدة لحظات ثم قال
-التجاوب اللي بينك وبين ثامر حلو جدًا و هيوصلك للهدف إللي أنتِ عايزاه … وانا هتدخل متقلقيش
صمت مرة اخرى ثم أردف قائلا
-وبالنسبة لوالدك لو عايزاني اتكلم معاه معنديش مشكلة … اشرحله الوضع بشكل تفصيلي … وابسط استيعابة للحكاية واخليه يقدر يتقبلها
-ياريت انا خايفة اوي من رد فعله ومن كتر خوفه عليا يطلب مني اسيب أدهم
قالت بسرعة ولهفه ليقول هو مطمئنًا
-متقلقش انا هاجي وهتكلم معاه … وان شاء الله كل حاجة تبقى كويسة
اغلقت الهاتف وهي تشعر ببعض الراحة القت الهاتف على السرير ونظرت الي الشرفة وابتسمت … أدهم حتى الان لم يتصل بها إذًا فمازال ثامر حاضرًا
فتحت الشرفة وخرجت اليها لتجده يقف هناك … حين سمع صوت المزلاج يفتح وسمع صوت حفيف فستانها ابتسم ابتسامته الجانبية الجذابة و قال
-اتاخرتي كده ليه … كنت عايز اعزمك على قهوة
اقتربت من سور الشرفة وقالت بمرح
-يعني العزومة راحت عليا ولا أنت اللي بخيل أصلًا
رفع حاجبه ينظر لها بمكر وغضب مصطنع لتتسع ابتسامتها وهي تقول بصدق
-على العموم مش مهم القهوة المهم اني لحقتك قبل ما تنام
-ده أنت معجبة بقى؟!
سألها بغرور واضح … لتضحك وهي تقول
-ده على اساس إن أنت كمان مش معجب بقا
ظل صامت يتأمل ملامحها على ضوء غرفتها الذي جعلها تبدو كطفلة صغيرة وشيء بداخل قلبه يقول له بكل صدق “معجب ومغرم وغارق في العشق” لكنه قال بغرور
-معجب بغفير الدرك ليه معنديش نظر
كلماته ثقيلة لكنها تعرف وتفهم مقصده لذلك قالت بثقة
-أعتقد واحد زيك يوم ما يفكر يحب ويتجوز هيتجوز غفير درك زي حلاتي كده … ومع ذلك شوف بقى لو غفير الدرك وافق عليك اصلا
وتحركت تعود الي غرفتها بعد ان القت بالطعم الذي س يصيد لها حوت أبيض كبير ومميز ك ثامر
رغم ضيقه من رحيلها السريع الا انه ابتسم بسعادة انه يعشق لحظاته معها … وإن أراد ان يحسب عمره يريد ان يحسب فقط لحظاتهم سويًا
ووجد نفسه يدندن ذلك السطر من اغنيه سمعها في أحد الافلام لمست قلبه رغم ان الاغنيه بعيدة تمامًا عن قصته
“قصة حب ناقصها شرح والكلام لسه له باقي ”
~~~~~~~~
يجلس يونس في غرفته يخبر فاطمة بكل ما عرفه من سليمة لتشهق بصدمة في بداية حديثه ثم تضحك بصوت عالي وهي تقول بمرح
-انا كنت عارفة ان بنتك مش هتحب حد عادي ابدا … وأدهم مش حد عادي خالص
ثم ربتت على ساقة وقالت
-متقلقش يا يونس … ربك مش هيوجع قلب بنتنا لانها طيبة وحنونه ويمكن تكون هي فعلًا انسب واحدة لأدهم لانها قادرة تفهمه وتحتويه وتحبه وتحب شخصيته التانية كمان وتكون له صديقة وحبيبة وزوجة وحضن حنين يحتوي كل شخصياته
صمتت للحظات ثم قالت
-بس يارب الشخصية التانية دي كمان تحبها لانها أكيد هتتوجع اوي لو حب واحدة تانية ولا فكر يتجوز واحدة تانية وللاسف لا هنقدر نلومه ولا ناعتبه مهو الموضوع مش بإيده
-ما هو ده اللي انا خايف منه يافاطمة
قال بقلق وحزن وكاد ان يكمل حديثه ويخرج مكنون قلبه لكن صوت جرس الباب اوقف كلماته على طرف لسانه فغادر الغرفه ليفتح الباب وخلفة فاطمة وسليمة وقفت عند باب غرفتها حين رأت والدها قد فتحه بالفعل ليصدم الجميع ب أدهم يقف عند الباب ينظر الي يونس بنظرات تحمل الكثير من المكر والغرور وقال بابتسامة شرسة
-انا ثامر جاركم وكنت جاي علشان عايز اخطب الآنسة سليمة.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)