رواية أو أشد قسوة الفصل السابع 7 بقلم سارة مجدي
رواية أو أشد قسوة الجزء السابع
رواية أو أشد قسوة البارت السابع
رواية أو أشد قسوة الحلقة السابعة
عاد عدنان الي البيت بعد ان انهى بعض الاعمال الذي كلفه بها أدهم وساعده أحد الموظفين القدامى بالشركة … لكنه لم يستطع الصعود الي غرفته او الدخول من الاساس الي القصر لم يكن مستعد لمواجه ظلال ولا لأي حديث من جدته ففضل الجلوس في مكانه المفضل بحديقة القصر … في الاساس عقله مازال داخل دوامات التفكير وجلد الذات ف كم كان يشعر بالفخر وهو يجلس في مكتب والده رحمه الله … يقوم بعمله كما كان يفعل هو … ولكن هناك فرق كبير بينه وبين والده الرجل المحترم الذي حج بيت الله اكثر من مرة .. الملتزم في صلاته … الذي ظل وفيًا لزوجته بعد موتها لسنوات وسنوات حتى ذهب اليها
أين هو من والده؟ … وهل سيليق يومًا بذلك الكرسي؟ … تنهد بصوت عالي لقد شعر فجأة ان الدنيا تصفعه بقوة صفعات متتالية … لكن صفعاتها تركت أثر لا يمحى على وجهه وجسده .. ليس فقد ليتعلم ويتغير لا … إنها صفعات بها إنهاء حياة وموت … فما الحكمة من إدراكه لخطأه وهو لا يستطيع تصليحه أو العودة الي طريق الصواب هو الان مدنس بخطاياه ولا توبه له
اغمض عينيه وهو يقول:
-أدفع ثمن استهتارك … اتوجع زي ما وجعت … أخسر زي ما خسرت … أدخل جحيمك برجلك زي ما خرجت من نعيمك برجلك يا عدنان
-ليه يائس كده من رحمه ربنا … مين المرادي اللي سابتك … توتو ولا سوسو
فتح عينيه بصدمه حين وصله صوتها ونظر لها بخوف لعده لحظات ثم عادت عينيه الي ثلجيتها التي اعتادت عليها لتبتسم ببعض السخريه حين اعتدل في جلسته وقال باستخفاف:
-لا توتو ولا سوسو ولا حتى ريري يقدروا يسيبوني انا اللي بسيب … وانا اللي بقرب بمزاجي وببعد بمزاجي
شعرت بنار حارقه تلتهم قلبها الخائن الذي مازال متعلق به … رغم خيانته لها … رغم قسوة قلبه وقطعتي الثلج الساكنين في محجر عينيه
لكنها ابتسمت بألم وقالت بصدق:
-صحيح أنت اللي بتقرب وأنت كمان اللي بتبعد … وأنت اللي قادر تفَرح وقادر كمان تجرح … بس خلي بالك يا عدنان جرح القلوب مش سهل عند ربنا ولا هين … واللي كسرت قلبه لو قال يارب بس يبقا ياويلك يا آبن عمي
وغادرت سريعًا قبل أن تخونها دموعها وتتساقط أمامه فما عاد هناك مكان لجرح جديد لكرامتها
لكن الدموع تلك المرة كانت من نصيبه هو غير مبالي ان رآه أحد … ف قلبه لم يعد يحتمل انه يموت دون ان يشعر به أحد حلمه الوحيد أمام عينيه وحُرم عليه تحقيقة ومع كل هذا كُتب عليه أن يعيش كل هذا الألم وفوقه المها اي عذاب هذا واي عقاب
ليجد نفسه ينظر الي السماء ويصرخ
-ياااااااارب …. يااااااااااارب
ظل يبكي لا يعرف كم مر عليه لكنه يشعر بإنهاك شديد يريد ان يرتاح جسده يآن من الالم وروحه تصرخ تطلب الخلاص
صعد الي غرفته واغلق بابها بالمفتاح وبدون ان يبدل ملابسه حتى لم يخلع حذائه القى بنفسه فوق السرير واغمض عينيه يتوسل بعض الراحه في احلامه
~~~~~~~~~~~
عاد أدهم الي القصر عقله شارد في ما قاله له عبدالله
-أسمعني يا أدهم الموضوع بجد مينفعش معاه اي استهتار لازم نبدء علاج وفورًا
الزهول والصدمة المرتسمه على ملامح وجهه جعلت عبدالله يتجاهل كونه طبيب ويتحدث كصديق:
-أدهم اللي حصل معاك هو ضغط نفسي شديد .. حصل بسببه اضطراب في شخصيتك … كنت محتاج تبقى قوي، قلبك ميت، كنت محتاج تنسى مبادئك وكل الحاجات اللي اتربيت عليها .. ولأنك كنت رافض ده كله حصل اضطراب الهوية عقلك الباطن خلق شخصيه عكسك تمامًا شخص مستهتر قادر على الاذيه .. والشخصية دي أكيد هنكتشفها مع المراقبة
-مراقبة؟!!!
ردد أدهم بغضب وأكمل كلماته حين وقف فجأة:
-مين اللي هيراقبني؟!
وقف عبدالله أمامه وقال بقوة وتحدي:
-عيلتك لازم تعرف يا أدهم علشان يلاحظوا تصرفاتك .. ونقدر نقابل الشخصية التانيه ونتواصل معاها .. علشان أقدر اعالجك.
كان الرفض يرتسم على ملامح أدهم وكاد ان يرفض لكن عبدالله قطع الطريق عليه وقال بشكل حاسم:
-القرار في أيدك انا أكيد مش هقدر أجبرك انك تقولهم .. بس ده معناه عالم مجهول انت بتعيشه بكل تفاصيله وبترجع منه لا فاكر أنت عملت ايه ولا حصل ليك ايه .. ممكن ترتكب جريمه .. كبيره من الكبائر .. تكون مثلًا متجوز ومخلف اي حاجه أنت متخيل حجم الكوارث اللي ممكن تعملها وأنت مش واعي ولا فاكر
كان الخوف يرتسم في عيني أدهم لكن عبدالله لم يتوقف
استدار عائدًا الي الكرسي الخاص به خلف المكتب وقال بتوضيح:
-كلامي اللي فات ده كان كلام صديقك .. لكن لو أتكلمت بشخصية الطبيب هقول أنت المفروض تتحجز في المصحة لفترة علشان تكون تحت الملاحظة
لينظر له أدهم بصدمه .. لكن عبدالله ظل ينظر اليه بتحدي وثبات ليأخذ أدهم أغراضه من على المكتب وغادر دون ان يقول أي شيء
ظل يدور في شوارع العاصمة دون وجهه محدده .. حتى وجد نفسه يعود الي القصر
وها هو منذ الكثير من الوقت جالس في السيارة لا يعلم ماذا عليه ان يفعل
~~~~~~~~~~
ظلت تفكر في سبب غياب جارها المجهول … صوته يثير بداخلها أحساس لا تفهمه .. وكأنها تريد ان تظل تستمع اليه طوال حياتها … لكن أيضًا هناك شعور أخر يجعلها تريد الابتعاد عنه
وكان السؤال الذي يشغل عقلها … متى أستأجر تلك الشقة؟ وكيف؟ فصاحبها غير موجود في البلد انه يعمل في احد دول الأوربية منذ سنوات … هل يكون هو صاحب الشقة وقد عاد من السفر؟
لوت فمها بضيق وهي تقول لنفسها:
-هفضل أقول ازاي ومين وليه وامتى ومش هوصل لإجابة وأخاف أسال ماما تشك فيا … أعمل إيه بس الفضول هيموتني؟
اغلقت النور المجاور للسرير ووضعت الوسادة فوق رأسها وهي تقول بصوت مختنق:
-يارب أنام
~~~~~~~~~~
فوق ذلك المسرح كانت تتمايل بدلالها الذي بدء يخطف الانظار وصيتها الذي ذاع في كل مكان … وأصبح الجميع يريد رؤيه الوجه الجديد الذي يتحدث عنه الجميع
وفي وسط وصلتها الراقصه صعد أحد الراجل جوارها بدء في الرقص جوارها وهو يلقي فوق رأسها الكثير من الأوراق المالية … لكن ذلك الغاضب الذي يقف قرب الباب يتابع ما يحدث بغضب وهناك نيران وشرار داخل عينيه أقترب خطوتان لكنه توقف مكانه حين عاد هذا الرجل لمكانه … لكن ذلك جعل المزيد من الرجال تريد الصعود … والاسم إنهم يلقون عليها ” النقطة” والغرض الأساسي هو الاقتراب منها وسرقه نظرة او لمسة … فلم يعد يتحمل وكاد ان يصعد الي المسرح يأتي بهذا السمج من ملابسه لكن وقف خميس أمامه وقال:
-على فين؟
نظر له بيبرس بغضب وقال بضيق:
-هو أنت مش شايف اللي بيحصل ده؟ … هوقفهم عند حدهم
ابتسم الجوكر ابتسامة جانبية وقال ببعض السخرية:
-محصلش حاجع الناس معجبين بيها وبينقطوها .. يعني مصلحه ليها وللمحل
وأقترب خطوة من بيبرس وهمس جانب أذنه:
-لو غيران عليها مكنتش جبتها من الأول تشتغل رقاصة … ولو ندمان يا حلو أدفع الشرط الجزائي وخدها وأمشي
ثم نظر الي عينيه وأكمل بنفس الفحيح:
-ولو مش معاك بقى يبقى تسكت وترجع تقف مكانك وتسيب الزباين ينبسطوا
غلت الدماء في عروقه … لعن نفسه وتفكيرة … وتلك اللحظة التي وافق فيها على طلبها لينظر اليها بعجز .. لينفض الجوكر عن بدلته غبار وهمي وهو يقول:
-مكانك عند الباب …. روح شوف شغلك
وتركه وتحرك عائدًا الي مكتبه … ظل بيبرس واقف في مكانه لا يعرف حقًا ماذا عليه ان يفعل؟ هل يضرب كل شيء عرض الحائط ويسحبها من يدها ويعود بها الي البيت؟ رافضًا كل ما يحدث ولتكن العواقب كما تكن ام يحتكم للعقل الذي يأمره ان يعود الي مكانه ولا يخسر وظيفته ويبحث عن حل أخر
وكانت هي في عالم اخر … سعيدة بكل تلك الأوراق المالية التي القيت عليها وتغطي الأرض أسفل قدميها وتفكر في نصيبها وما قررت فعله بكل تلك الاموال التي تحصل عليها
~~~~~~~~~~~~
ترتب المواعيد كما أمرها … وتجري بعض الإتصالات حتى تخبر اصحابها وتأكد عليهم .. حين اتصل بها يطلب دخولها له لتأخذ مفكرتها ودخلت اليه
لتجده يبحث عن شيء ما ومن الواضح عليه العصبيه الشديدة
أقتربت خطوتان من مكتبه وقالت بأستفهام:
-حضرتك بدور على حاجة؟
رفع عينيه إليها والغضب واضح بشكل كبير داخلهم وبصوت عالي قال:
-ايوة بدور على أوراق صفقة “…” ومش لاقية … ما هو لو أنتِ سكرتيرة محترمة كل حاجه تكون في مكانها ولاقي الحاجه اصلا من قبل ما افكر فيها
ظلت صامته تنظر اليه بصدمه من هجومه المباغت عليها … إنها المرة الأولى الذي يصرخ فيها بتلك الطريقة … لكنها قالت بهدوء وعملية:
-الملف حضرتك طلبت مني ابعته لأستاذ عدنان يراجعه ويتولى هو الموضوع
رفع حاجبه بصدمه هو لا يتذكر ذلك الامر لكن غرورة وعنجهيته رفضن ان يظهراه أمامها بتلك الصورة فقال بصوت عالي:
-المكتب كله مهرجل .. ومفيش حاجه في مكانها .. وأنتِ شاطرة بس قعدالي ورى الكومبيوتر .. مش عارف سكرتيرة ايه دي اللي شبه الغفر وكمان مش عارفه شغلها كويس
كانت تنظر اليه وعيونها تمتلىء بالدموع لكن عقلها يحاول تحليل ما يحدث هذا الشخص مؤكد مجنون او ممسوس كما اخبرها سابقًا …. فما يقوم به درب من الجنون كيف يأمرها بعمل شيء ما وفي اليوم التالي يتهمها بالإهمال والتقصير والاغرب انها تشعر ان من يقف أمامها شخص أخر غير ذلك المدير التي تعمل معه صحيح ليست المرة الأولى الذي يحدث فيها موقف كهذا لكن هذه المرة قال لها كلمات جارحه لا تستطيع تحملها
أنتبهت من أفكارها على صوته الصارخ وهو يقول
-أنتِ لسه واققة هو لازم أعيد كلامي مرتين علشان دماغك تستوعب اوامري
لتلقي المفكرة من يدها امامه على مكتبه وقالت بغضب
-انا مسمحلكش إنك تهين كرامتي او تتكلم معايا بقله إحترام أنا بشتغل معاك هنا في الشركة مش جايبني اسيقلك الشقه
-تسيقي الشقة!!!
ردد خلفها الكلمة باندهاش وصدمة لكن حين آراد أن يرد عليها كانت قد غادرت صافعه الباب خلفها ليضرب سطح المكتب بيده وهو يتوعدها بأن يسقيها المرار ألوان
~~~~~~~~~~~
كانت عائدة في طريقها الي البيت بعد أنتهاء الحلقة كم كانت حلقة حماسيه بشكل كبير … فالجميع كان ينتظر موضوع الحلقة ونقاشاتها مع مراد .. والمرح الذي يغلف حديثهم .. خاصه تعليقاتها التي يلحقها مراد مرددًا بإنه سوف يطردها … وصلتهم الكثير من الرسائل والاتصالات التي تمدح أسلوبهم الراقي في المناقشة … ومرحهم وكم يوجد بينهم انسجام كبير … وما زاد سعادتها هو ما ظهر لها في نظرات إعجاب مراد بعملها حين أشار لهم المخرج بأن الحلقة قد أنتهت نظر لها وهو يقول بابتسامته التي تخطف الانفاس:
-أنتِ بجد يتخاف منكِ .. ممتازة يا ظلال هيكون ليكي مستقبل باهر
ابتسمت له وهي تقول بحماس:
-شكرًا بجد يا مراد .. بنتعلم منك
-بكاشة
قالها وهو يجمع أوراقه وحين وقف قال:
-إيه رأيك نفطر مع بعض النهاردة؟!
نظرت الي ساعتها وقالا ببعض التوتر:
-جدتي هتعلقني لو اتأخرت .. لكن ممكن استاذنها ونفطر بكرة مع بعض
أومأ بنعم وغادر الاستديو وهو يقول للأعداد بصوت عالي:
-جهز يا ابني حلقة بكرة و ابعتلي الاسكربت
لتبتسم فمراد يذكرها بالأطفال .. متزمر، مرح، جاد بعض الاحيان
لكن ما لاحظته ولفت انتباهها انه شديد الترتيب .. ف أكثر من مرة حين تضع ورقه خارج ترتيبها يمد يده ويعيدها في مكانها حتى وهم على الهواء
وكل شيء في مكانة غير مقبول أن يتغير … وذلك أثار فضولها أكثر .. في الحقيقة مراد منير شخصية مثيرة للاهتمام وهناك الكثير من الأسئلة داخل رأسها
وكان هو يشعر بسعادة كبيرة ف لقد عاد برنامجه يتصدر محركات البحث … وأسمه رغم اقترانه ب ظلال لكنه عاد ليصبح الترند الأول .. ها هو مراد يعود وبقوة .. هو لا يسقط أبدًا هو قادرًا على التجديد ومواكبه العصر … وضع أوراقه على سطح المكتب وهو يتذكر ابتسامتها، ورقتها، حركات يدها وهي تتحدث … وحين تغطي فمها وهي تضحك .. نظرات عيونها الممتلئة بشقاوة بريئه محببه .. قادرة على إغواء أعتدى الرجال دون مجهود يذكر
جلس على الكرسي خلف المكتب وهو يهمس لنفسه بتفكير:
-ايه يا مراد .. بقى الطفلة دي هتغير رأيك و مبدأك ولا ايه؟
أخذ نفس عميق وأكمل قائلًا:
-طلعتيلي منين يا ظلال
وردد أسمها أكثر من مرة ودون شعور منه وجد نفسه يقول:
ظل عينيك يسحرني … ورمشك يأثرني
ظلي ومظلتي … أنتِ سحري وبرائتي
ظل في ليلي يختفي … وفي نهاري يسطعي
ظلال أسمكِ … وفي حياتي أنتِ مظلتي
~~~~~~~~~~~~~
وقفت تجمع اغراضها هي لن تظل في هذا المكان آكثر من ذلك كرامتها أهم من أي شيء ولن تتنازل عنها .. وتسمح أن يقوم ذلك المدير المتعجرف بإهانتها
لكنها انتفضت بخوف وهي تستمع لصوت صراخه بأسمها كانت تريد بكل عند وأصرار أن تتجاهل ندائه وترحل لكن قدميها خانتاها وتوجها الي مكتبه
وقفت تنظر اليه بتحدي وحين تقابلت العيون ظل ينظر اليها لعدده ثوان وكأنه تفاجىء بوجودها او لم يكن يتوقع انها مازالت موجوده … أخذ نفس عميق ثم قال:
-ألغي كل مواعيدي النهاردة انا ماشي
وتحرك ليغادر المكتب لتقول هي بسرعة:
-انا مش هكمل شغل وهقدم استقالتي وبما ان حضرتك ماشي دلوقتي ف انا هكتبها وهسيبها لحضرتك على المكتب وبكرة حضرتك توقعها
ظل واقف في مكانه دون ان ينظر اليها ومرت الثوان عليهم حتى التفت إليها وقال من بين أسنانه:
-استقالتك مرفوضه .. وبكرة الصبح لو مكنتش على مكتبك أوعدك اني هعمل حاجات لايمكن دماغك العنيدة دي تتخيلها
كان يقول كلماته ومع كل كلمة يقترب منها خطوة .. حتى أصبح لا يوجد اي مسافه بينهم … ومع أخر كلمة تحولت نظراته الغاضبة الي نظرات جريئة … وأكمل قائلًا:
-وبعدين يا سليمة بلاش يبقا مخك قفل كده خليكي معايا على نفس الخط علشان متزعليش مني
ثم غمز لها بشقاوة وغادر .. وظلت هي واقفة في مكانها تشعر بالخوف، والصدمة، الجنان … هذا هو الوصف الحقيقي لما يحدث معها … ذلك الرجل مجنون وسيصيبها بالجنان او سوف يقتلها بتصرفاته الغريبة
عادت الي مكتبها وبدأت في إجراء الاتصالاتها حتى تلغي كل مواعيده … وحين أنتهت أخذت حقيبتها وغادرت … ف هي تشعر بالإجهاد وعقلها يدور في دوائر الحيره والخوف
~~~~~~~~~~~
بعد مرور اكثر من شهر
لم تستطع النوم .. منذ عودتها من الملهى الليلي وهي تجلس في غرفتها … حتى لم تبدل ملابسها … تنظر الي المبلغ المالي الكبير الذي حصلت عليه للمرة التي لم تعد تعرف عددها … وبداخلها صراع لا يهدء
جزء منها يلومها والجزء الأخر يشجعها … لكن أكثر ما كان يشغل بالها هو ما حدث بعد وصلتها الاولى
حين عادت الي غرفتها … وقبل ان تبدل ملابسها سمعت طرقات على باب الغرفه ودخول ترتر وهو يقول بأسلوبه الأنثوي:
-كنتي شمعه يا روحي .. الكل كان هيتجنن عليكي
وأقترب منها أكثر وهمس:
-الجابري بيه طالب انك تأنسيه شويه على ترابيزته وباعتلك الهدية دي
وفتح امامها علبه مخمليه حمراء وداخلها خاتم بفص ابيض كبير
اتسعت عيونها بإعجاب شديد رفعت يدها حتى تمسك به لكنها منعت حين مسكها أحدهم بقوة
رفعت عيونها لصاحب اليد لتجده بيبرس ينظر اليها بغضب شديد غضب يزيد كل يوم عن اليوم الذي يسبقه … وقد جائته الفرصة …. ظلت نظراتهم معلقه ببعضها لعده ثوان لكنه قطع هذا التواصل حين نظر الي ترتر وقال بغضب مكتوم:
-بره
ليغادر ترتر سريعًا ولكن قال قبل ان يغلق الباب:
-انا مش هقول للجوكر أنت عارف زعله وحش
واغلق الباب بعد أن أشتعلت عيون بيبرس بغضب يعرفه ترتر جيدًا
ليعود بيبرس بنظراته الي زيزي وقال من بين أسنانه:
-أنتِ ناوية على ايه؟! أنتِ فاهمه معنى الهدية دي ايه؟! وفاهمه معنى إنك تنزلي تقعدي مع الزباين في الصالة؟!
لم تجيب على تسألته التي لم تكن تحتاج الي اجابه من الآساس … ليكمل كلماته وهو يدفعها الي الخلف:
-انا مش ناوي ابقى قرني يا ست زيزي
لتعيد لها كلماته ذكرى تلك الليله التي قالت له فيها تلك الكلمة حين كان يقف على باب المحل ينتظرها حتى تنتهي من تبديل ملابسها ليعيدها الي البيت كما إتفق معها منذ اتى بها الي ذلك المكان لتعمل به
خرجت تلف جسدها بجاكت ثقيل والإرهاق واضح بشكل كبير على ملامحها حين وقعت عينيه عليها تقترب منه تحرك الي السيارة السوداء الموجودة أمام باب المحل وفتح لها الباب الخلفي لتجلس بصمت وصعد هو خلف المقود وتحرك وهو يقول
-الجوكر معجب جدًا بيكي وراضي اوي عنك وسمعت تراتيش كلام انه ناوي يكافئك
لم تعلق على كلماته واغمضت عيونها وهي تبتسم بتهكم … وتقول لنفسها “معلوماتك بايته يا بيبرس ده بيكافئني من تاني يوم … والفلوس نازله عليا زي المطرة”
لكنه لم يتوقف عن الحديث وقال
-بدله النهاردة كانت مجننه الكل اكمنها كانت ماشية بمبدء شوق ولا تدوق
لتفتح عيونها وقالت بصوتها الناعس
-واضح ان انت كمان البدلة عملت معاك شغل عالي بس قولي يا بيبرس أنت مرتاح في شغلانتك دي يعني سي الجوكر ده بيقبضك كويس
ليضحك بسخرية وقال ببعض الاستهزاء
-اهي شغلانه بتجيب فلوس حلوه كل ليلة صحيح الواحد بيشوف مهانه وذل لكن كمان اهو الواحد بيملي عينه بلحم ابيض يدوقله بوسه حضن وبقشيشها عالي اوي يا ست زيزي
أومأت بنعم وهي تبتسم باستهجان وقالت
-بس لاموخذه يعني القرون مش مضايقينك
ليوقف السيارة فجأة ونظر لها بغضب وقال من بين أسنانه
-انا شغلتي بادي جارد في الكبارية مش قواد ولا ليا قرون والدليل اني بجيبك من بيتك وبرجعك بيتك صاغ سليم ومحدش بيلمس طرف شالك
شعرت بالخوف منه بسبب جسده الضخك والغضب الذي يرتسم على ملامحه لتقول بصوت مرتعش
-مقصدتش حاجه وحشه يا بيبرس لكن انا قرفانه من خميس وعمايله وزنه عليا علشان انزل اجالس زباين الصالة ولا أروح معاهم المشواير إياها ترتر مش بيبطل زن
لتظهر معالم الصدمه على ملامحه وقال بغضب مكتوم
-أنتِ بتقولي الصدق مش كده
أومأت بنعم ليصلها لفظ نابي خرج من بين شفتيه ثم قال بهدوء
-متقلقيش يا ست زيزي انا يوم ما جبتلك الشغل في الكبارية وعدتك انك هتشتغلي رقاصه وبس غير كده مش هيحصل ودي مسؤليتي أنا.
وعاد ليجلس في مكانه من جديد وادار محرك السيارة حتى يعيدها الي منزلها
لكن الحال بداخل كل منهم قد تبدل هي أبتسمت بسعادة حين عادت اليها ثقتها في بيبرس الرجل الذي كانت منذ صغرها تتمناه وهي تراه في الحارة يدافع عن المظلوم ويعاقب من ينظر الي اي فتاة والجميع يخشاه
وكانت دماء الغضب تثور بداخل عروقه يتوعد خميس في سره ولكن عليه التفكير بدهاء
وكان هو الاخر غارق في عيونها البريئه الذي اصبح يخشى تحولها وان يرى بها ما يكره .. يتذكر أيضًا ذلك الموقف لكنه قال من بين أسنانه
-انا اللي جايبك هنا .. ومش هقبل اني ابقى قرني واسرحك … بموتك يا زيزي أنتِ فاهمه بموتك
وتركها وتحرك في اتجاه الباب وقبل ان يفتحه نظر لها وقال:
-هتخلصي رقص وهتلاقيني مستنيكي على الباب مش عايز لكاعه وتأخير
عادت من أفكارها وعيونها تلمع بدموع لا تفهم سببها
هل خوف مما هو أت؟ ام هو ندم على ما أصبحت عليه؟ ام هو إحساس بالضياع يزداد يومًا بعد يوم يفقدها هويتها ويسرق منها طريقها
تنهدت بصوت عالى .. وبدون روح تحرك جسدها حتى تضع المال مع سابقيه داخل ذلك الدرج وتغلقه ببعض العنف وهي تقول بصوت هامس
-مبقاش فيه مجال للرجوع يا زيزي وقعتي خلاص … ولسة لما بيبرس يعرف اللي أنتِ عملتيه مش بعيد يقتلك
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)