روايات

رواية أو أشد قسوة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الجزء الثاني والعشرون

رواية أو أشد قسوة البارت الثاني والعشرون

أو أشد قسوة
أو أشد قسوة

رواية أو أشد قسوة الحلقة الثانية والعشرون

الدكتور أكرم هو بطل من ابطال لرواية ليا “عشق الرجال و الجزء الثاني ما بعد العشق” وكمان كان بطل من أبطال قصتين من قصص روايتي الورقي الاخيرة #خلل_ثلاثي_الأبعاد

-أرجوك أتجوزني .. أرجوك اتجوزني .. أبوس أيدك أتجوزني .. أعمل فيا معروف وأتجوزني
ظل صامت ينظر اليها بصدمة .. بماذا تهزي هذه الفتاة؟ هل طلبت منه الأن أن يتزوجها؟ لكنه خرج من صدمته حين أمسكت يده وظلت تقبلها بتوسل وهي تقول برجاء:

-أبوس إيدك وافق تتجوزني .. أنا مش عايزة منك حاجة غير إنك تحميني .. أكون في حما راجل يبعد عني الواغش الطمعان
ابعد يده عنها وأنحدرت عينيه لمكان تمزق قميصها .. وإحدى قدميها الخالية من حذائها لتقول بتوضيح وهي تلملم اطرف قميصها تغطي جسدها
-أنا ممكن أحكيلك كل حاجة عني من يوم ما أتولدت لحد اللحظة اللي ربنا بعتك فيها في المكان هنا علشان كلاب الشوارع تخاف وتسيبني وتجري
شعر بألم حاد في قلبة .. “كلاب الشوارع” وصف دقيق لكل من يتجرئ على حرمه غيره .. وهو ذات يوم كان من هؤلاء الكلاب حتى لو كان الأمر يتم برضا الفتاة .. لكن لا يليق بما كان يفعله إلا ذلك المصطلح .. فلا يوجد من يفعل هذا الشيء مع كل منهب ودب إلا “كلاب الشوارع”
وقف على قدمية ينظر اليها من وقفته ببعض التفكير .. وبعد لحظات مد لها يده وقال بصيغة الأمر:
-أقفي
لتمسك يده بيدها المرتعشة .. وبمجهود مضني وقفت هي الاخرى أمامه .. جسدها يرتعش .. شعرها الذي هرب من أسفل حجابها مشعث حولها .. هيئتها تثير الضحك والشفقة .. كما حاله .. يثير الضحك والشفقة
سار بها حتى باب الكرسي المجاور للسائق وفتحه ودفعها ببعض الخشونة لتجلس .. وهي أطاعت بصمت .. أغلق الباب ببعض العنف ودار حول السيارة .. وجلس على كرسي القائد وبدون كلمة أنطلق بالسيارة
بعد لحظات من الصمت .. وكلما زاد الظلام حولهم كانت تشعر هي بغباء ما فعلته .. كيف تطلب من رجل لا تعرفة أن يتزوجها؟ رجل رأها على تلك الهيئة .. كادت أن تغتصب .. ملابسها ممزقه .. وبفردة حذاء واحدة والاخرى مفقودة .. وبكل بجاحة تطلب منه أن يتزوجها .. لا لم تكن بجاحة .. كان يأس .. محاولة بائسة منها بسبب الخوف وبسبب كل ما تراه يوميًا إذا كان في العمل .. أو في الطرقات .. أو في بيتها

أنحدرت دموع القهر والذل من عينيها .. وأحنتت رأسها بخجل وهي تقول بصوت مختنق:
-أنا أسفة على كل اللي قولته .. ممكن تنزلني على أول الطريق العام .. وكتر خيرك
كان هو سارح في أفكارة من أول تحركه بالسيارة .. يفكر في هذا القدر الغريب .. كان منذ دقائق يفكر في كونه وحيد .. وسيظل وحيد .. يشعر بالأسف على نفسه وهو يرى أدهم سوف يصبح له بيت وزوجة .. وكذلك ظلال سوف يصبح لها بيت وزوج وحياة حلوة تعيشها .. وسيظل هو وحيدًا .. جراء حماقته .. وذنوبه لتأتي تلك الفتاة التي لا يعرفها تطلب منه وبكل صراحة ووضوح الزواج .. ولكن اي زواج هذا ايها المجنون هل نسيت مرضك؟ ..وكونك لا تستطيع أن تكون زوج حقيقي لها وتهبها الاطفال التي تتمناها اي فتاة بعد زواجها .. وأذا فرضنا كونها ستوافق على الزواج الشكلي منه أو بتلك الاحتياطات التي أخبره عنها الطبيب .. كيف ستتنازل عن موضوع الاولاد .. وكل هذا في كفة ميزان وفي الكفة الأخرى حالها .. وهيئتها وما فهمه من حديثها القليل .. أخذ نفس عميق وأخرجه بهدوء .. يحاول ان يرتب أفكاره .. ويجد مخرج لهذا المأزق .. لينتبه من أفكاره على صوتها وكلماتها
لينظر اليها لعده لحظات وكأنه شارد أو لم يسمعها .. او كأنه أكتشف فجأة أن هناك من يشاركة السيارة .. تجاهل كلماتها ولم يرد عليها .. لتقول من جديد:
-نزلنلي على أول الشارع
دون أن ينظر اليها قال ببرود:
-أنا لو نزلتلك على أول الشارع بمنظرك دة .. الناس هتمسك فيا ويطلبولي البوليس والبس قضية أغتصابك
لتشهق بصوت عالي من أثر الكلمة عليها لكنه في الحقيقة لم يهتم .. وأكمل بنفس البرود:
-أنتِ مش شايفة منظرك وهدومك المقطعه وشعرك المنكوش .. وجزمتك اللي معرفش ضاعت منك فين؟
قال أخر كلماته وهو ينزل لها شماسة السيارة لترى في مرآتها هيئتها المزرية .. لترتب حجابها كيفما أتفق فوق رأسها وبأحد أطرافة دارت كتفها العاري عن عينيه .. لكن كلماته الجمتها حقًا وأصبحت لا تعرف ماذا عليها أن تفعل؟ إذا عادت الي بيتها بتلك الهيئة .. ستكون رساله واضحه لذلك الوغد المسمى زوج والدتها “إنك تستطيع فعل ما يحلو لك فقط أخذ غيرك ما تريد أخذه” أنحدر المزيد من الدموع .. ليشعر ببعض الشفقة عليها وقال بهدوء:

-أنا هقف في مكان كدة أجبلك بلوزة جديد وجزمة .. وبعد كده هنروح في مكان نقعد تكلي لقمة وتحكيلي حكايتك بالتفصيل
أومأت بنعم بصمت وقله حيلة .. وكان هو يدور في دوائرالحيرة والتفكير
…………..
بطبعة الذي لا يتغير ينظر الي من يجلس أمامه بهدوء .. وصمت طويل لا يقطعه إلا إذا تحدث الجالس أمامه أولًا وبالطبع في أول الجلسات حدث معه كما يحدث مع كل مريض يحضر اليه .. ويتبع معه نفس السياسة ثار وغضب وقال له ” –أنت دكتور على ما تفرج … هو أنا جاي ودافع فلوس علشان تسمعني سكوتك”
ويجيبه بنفس الكلمات التي يجيب بها الجميع ” –لا أنت جاي ودافع فلوس عشان أنا اللي أسمعك .. وأنت اللي بتسمعني سكوتك”
يستفذ من يجلس أمامه ببرود لينفجر في وجهه .. وكم كان الانفجار صادم .. هو لم يتخلص من صدمته الاولى حين دخل مراد من باب العيادة لأول مرة وتعرف علية أكرم “مراد منير” مذيع الراديو الاشهر والاوسم .. وكانت الصدمة التالية لحظة الانفجار حين أنكشف له ذلك العالم الخفي لمراد منير السري الذي لا يعرفه أحد .. حتى انه بعد أنفجاره .. وأكتشافه أنه قال كل شيء وقف أمام أكرم يهدده أنه قادر على قتله .. أو قتل كل عائلته ان عرف أي شخص أي شيء عن ما قاله الان
ليكون رد أكرم الصمت أمام هذا التهديد الصريح والذي لم تكن المرة الاولى الذي يتعرض فيها للتهديد بهذا الشكل .. لذلك كان هادئ تمامًا وهو يجيبه أنه لن يخون مهنته .. ولولا أمانته لما أصبح بذلك الاسم الكبير الذي يجعل شخص مشهور مثلة يأتي اليه ليهدء من بعدها وعاد ليكمل حديثه
كان أكرم يتذكر كل هذا وهو ينظر الي مراد الممد على الاريكة أمامه في صمت بعد أن قال له عند لحظة دخوله:
-أنا تعبت من كتر النفاق اللي أنا عايشة .. أنا تعبت تعبت
وظل صامت حتى الان مرت أكثر من ربع الساعة وهو صامت .. ليقول اكرم بهدوء:
-بقالك سنين عايش كدة أية اللي خلاك تتعب
وكانت الأجابة كلمة واحدة يعرفها جيدًا
-ظلال
أومأ أكرم بنعم ليكمل مراد كلماته بشرود:
-عشت عمري كله لنفسي وعلشان نفسي جت هي في أقل من شهر قلبت حالي وكياني .. وهدت كل العالم اللي كنت بانيه لنفسي .. خلتني أثور على حالي
-ليه خطبتها طالما هي مسببه ليك التعب بالشكل دة .. ومخلياك عايش صراع نفسي مع نفسك
قال أكرم ببرود لينظر له مراد بشر وقال بغضب:
-بحبها .. أنت أزاي أصلا تسألني السؤال دة .. ظلال ليا أنا بس .. أنا عمري ما حسيت ناحية اي بنت باللي أنا حاسه ناحية ظلال .. وبعدين يعني بعد ما خليت حد يدبر حادثة لعدنان اللي معرفش خرج منها أزاي عايش زي القطط بسبع ترواح تقولي خطبتها ليه .. انا مستعد أقتل أي حد .. أي حد يقف في طريق ان ظلال تبقا ليا حتى هي نفسها
لم يظهر الغضب الذي اشتعل داخل صدره من أسلوب مراد في الحديث عن ظلال لكن عليه ان يكون هادئ حتى يستطيع ان يضع يده على كل الخيوط ويفهم كل شيء .. عاد بذاكرته لأول مرة .. ولأول جلسة حين أنفجر مراد قائلا:

-أنت فاكر نفسك مين انا مراد .. مراد منير أنا راجل بصباعي الصغير أحرك الكون كله .. صحيح أنا بس مذيع راديو لكن ده كله علشان التمويه مش أكثر.. وبعدين رغم شهره مذعين الراديو مش زي بتوع التليفزيون .. ف علشان كدة كانت وظيفة مثالية ترضي بعض من غروري الذكوري .. وكمان تخليني أعمل كل اللي نفسي فيه وتبعد عني شوية عنون المتلصصين والحشرين .. وأخترت أكون المذيع العازب اللي البنات كلها بتموت عليه
شعر أكرم بالغباء للحظة ثم قال بهدوئه المعتاد:
-أستاذ مراد أنا مش فاهم حاجة ممكن توضح
تراجع مراد الي الخلف حتى وصل الي الاريكة والقى بجسده عليها وأخذ نفس عميق وقال بإقرار
-طبعًا مش هتفهم .. صحيح أنت دكتور لكن عمرك ما هتفهم وتوصل بذكائك للي أنا أقصده .. غبي لازم أقولها بصراحه ووضوح
لم تظهر على ملامح أكرم أي تعابير واضحة لكنه دون في مفكرته ” أعراض نرجسية واضحة” وبكامل تركيزة عاد بنظره لمراد الذي لم يتوقف عن الحديث .. لكنه جلس بشكل مريح أكثر على الأريكة ووضع ساق فوق الأخرى وهو يتحدث بثقة مبالغ بها
-مراد منير هو الواجهه هو الشخص اللي لازم الضوء يتسلط عليه من يوم ما اتولدت وأنا محور اهتمام الجميع الاشطر والاذكى والمميز .. لكن في الحقيقة أنا مجرد شخص عاجز
-عاجز؟!
ردد أكرم بعدم فهم .. ليقول مراد بحاجب مرفوع وبغضب كبير
-انت مش هتفهم .. محدش هيقدر يفهم ولا يحس بيا .. مش هتفهم يعني أيه تكون راجل في الهيئة والشكل وتكون الدنيا كلها تحت رجلك .. لكن عمرك ما هتكون راجل في عيون اي ست
مهما كان خيال اكرم يصور له مايعانيه مراد من مرض او سبب تعبه النفسي لم يكن أبدًا سيصل الي تلك النقطة لكن مراد كان بعيد تمامًا عن ما يدور داخل عقل أكرم وأكمل بشرود
-زمان كان كل تركيزي على الدراسة وتفوقي ونجاحي وحلمي اللي عايز أوصله .. موسس نظام بتعصب لو فيه حاج مش في مكانها .. وفي مرحله الجامعة لاحظت أني مش زي أصحابي اللي بيدورا على متعه من شوية أفلام أو صور لبنات عريانة .. هو أنا لاحظت متأخر الحقيقة ما أنا زي ما قولتلك حلمي كان قدام عيني ومش عايز غيره .. وعمر ما في بنت أثارت جوايا اي مشاعر رجولية تخليني أبقى عايز أقرب منها .. في الحقيقة مهتمتش بالموضوع وقولت أنا كل اللي عايزة أنجح في كليتي بتفوق علشان أقدر أحقق حلمي وأبقى أكبر مذيع راديو من يوم يومي والراديو هو هدفي وحلمي .. وسعيت ليه بكل طاقتي .. لحد اليوم اللي فعلًا أتعينت في القناة اللي بشتغل فيها وبقى ليا برنامج خاص بيا .. برنامج بأسمي مراد منير .. مدير المحطة كان متحمس ليا جدًا وعلشان كدة وافق على فكرة البرنامج اللي كانت جديدة وقتها .. وقرر أصدقائي أنهم يحتفلوا بيا .. والحفلة كانت في بيت واحد منهم أبوه وأمه برة البلد من سنين وهو عايز حياته بالطول والعرض .. لما وصلت لاقيت بنات كتير .. مع كل واحد فيهم بنت وبنات تانية بترقص .. وبنت مخصوص علشاني .. والكلام جه مباشر ” –عيش يا مراد بقا أهو حققت حلمك اتبسط بقى” ومع أخر كلمه شاور على اخر أوضه وقالي “-اوضة أبويا وامي مش خسارة فيك .. ليك النهاردة معزولة ومجهزة بكل اللي نفسك فيه .. عيش ” قال كل ده وغمز ليا وهو بيحط جوه بقي برشامه صغيرة
صمت مراد للحظات وظهر الذعر على ملامحمه وكأنه يعيش تلك اللحظات الان .. احترم اكرم صمته وظل يراقبه بهدوء .. قدمه اليسرى تهتز .. أصابع يده متشابكة بقوة حتى أبيضت مفاصلها .. وهناك عند عرقه النابض في عنقه يظهر كم هو يتألم ويتعذب .. وعظمه فكه تتحرك دليل على انه يحاول السيطرة على نفسه .. سجل كل ما يراه في مفكرته .. حتى أكمل مراد كلماته
-دخلت الاوضه واللي كانت فعلًا مجهزة بكل حاجة
وبدء يعد على أصابعه بصوت عالي نسبيًا
– كانت عازله للصوت وفيها أدوات كتير .. ادوات للممارسات السادية كل اللي ممكن تتخيلة ” حبال، كلبشات، كرابيج أنواع وأحجام، شمع،…” كل حاجة .. ومعايا بنت كانت صاروخ .. صاروخ في كل حاجة جميلة ودلوعه عارفة هي هنا ليه وهتعمل ايه .. وفي ثواني كان مفيش على جسمها حاجة تستره … لكن أنا
قال أخر كلمه من بين أسنانه وكأنها تذبحه وهي تخرج من حنجرته .. وأكمل بصراخ
-أناوكأني صخرة .. مفيش شعره فيا أتحركت
سأله أكرم بهدوء حتى تتضح الصورة له بشكل اوضح
-يعني أنت مش منجذب للستات نهائي ؟! .. طيب يعني منجذب للرجالة مثلًا؟
أبتسم مراد ببعض السخرية وقال بمرار:
قد يعجبك ايضا
منذ شهر
الفصل الثامن عشر من أشد قسوة
منذ شهر
الجزء الثاني من الفصل السابع عشر من أشد قسوة
منذ شهر
الجزء الاول من الفصل السابع عشر من أشد قسوة

-مجربتش يا دكتور أني امارس الجنس مع رجالة علشان أعرف .. أنا اخدت صدمة أني مش قادر أعمل اي حاجة مع البنت اللي زي القمر اللي بتعمل كل حاجة بأحترافية .. الحاجات اللي لو كانت بتعملها مع شخص طبيعي كانت خرجت من الاوضة على العناية المركزة او حامل لكن أنا ولا اي حاجة خالص .. وعلشان أغطي على عجزي ده أستخدمت كل الوسائل اللي موجوده في الاوضه وبغشومية .. كتفتها .. وغميت عنيها .. واوهمتها اني بعمل زي اي راجل ما هيعمل لو مكاني .. وبدات أضربها بالكرباج واحرقها بالشمع .. واضربها على وشها لدرجة انها نزفت من بقها .. وسيبتها على حالها ده وخرجت من الاوضة بكمل لبسي وكأني كنت أسد في الاوضه وانا كنت …
وترك جملته معلقة لكن أكرم فهم ما يقصد جيدًا .. ظل صامت لثواني يحاول أن يجد كلمات مرتبه تصلح مع شخص مريض نرجسية رغم كونه عاجز جنسيًا .. لكن مراد وكانه قد انتبه لما قاله وفي لحظة خاطفه كان يهجم على أكرم يهدده بسلاحة المرخص أنه سوف يقتله
عاد اكرم من أفكاره وقال بهدوء:
-في حد بيحب حد وممكن يقتله .. المفروض يكون سعادة الشخص دة اهم عندك من نفسك
ليصرخ مراد بغضب هادر:
-ده لما تبقا ملكي ومعايا أسعدها ويبقى كل همي سعادتها وفرحها .. لكن لو مع غيري هقتلها وأقتله
شعر أكرم ان الامر سيخرج عن السيطرة فقال بهدوء
-وهي دلوقتي معاك ..خطيبتك واعتقد علشان خاطرها انت جيت ليا هنا علشان نلاقي حل صح؟
أومأ مراد بنعم وعينيه تنظر الي كل مكان وكأنه يفكر أو هناك شيء أخر بداخله يريد قولها ويخاف أو يفكر هل صحيح ان يقوله او لا ليحثه أكرم قائلًا
-ظلال بالنسبة ليك إيه؟
-حلم
بدون لحظة تفكير أجاب ثم أكمل ببعض الشرود
-حلم بعيد كان مستحيل يتحقق .. وفجأة بقى ملك إيدي
أخر كلماته كانت بأصرار وإقرار وكأنه أمر مفروغ منه .. ثم رفع عينه الي أكرم وقال بغرور
-وطول عمرها هتفضل ملك إيدي يا إما مصيرها الموت .. ظلال ليا ومش لحد غيري
أن وصف ما يشعر به أكرم الان هو الخوف لكن كلمه خوف لا تعبر حقًا عما بداخله .. فما بداخله رعب وهلع .. أن هذا الامر لن ينتهي الا بشكل مؤسف وهذا ما يشعر به .. ظلال في خطر لكن عليه التفكير جيدًا فيما عليه فعله .. ليكمل مراد بنفس الغرور
-وبعدين هو لازم يعني علاقة جسديه .. ما أنا ممكن أفهمها أني بحبها حب أفلاطوني خالي من الشهوات الانسانيه الحقيرة .. مش عايز أشوفها مجرد عاهرة في سريري .. وتتحول لمجرد جسد اطفي بيه شهوه جسدي .. البنات بتحب الكلام ده جدًا يا دكتور صدقني .. صحيح ظلال عمليه شويه او بتفكر بعقلها أكثر لكن الرومانسية هي الاساس في حياة كل البنات

بهدوء شديد وعقل ورزانه وعيون كالصقر تتابع كل انفعال يصدر ممن يجلس أمامه قال اكرم:
-لكن هي من حقها حياة طبيعية وأطفال .. ربنا خلقنا وخلق جوانا شهوة الجنس لأعمار الأرض وكمان كنوع من انواع المتعة الحلال في اطار الزواج .. ليه تحرمها من كل ده
ليقف مراد بأنفعال وأقترب من المكتب والغضب يرتسم على ملامحه وقال بصوت عالي:
-حراااااام .. وهو مش حرام أتحرم انا من كل ده .. مش حرام أكون راجل بالشكل بس .. مش حرام
ثار أكرم وصرخ في وجهه بالمقابل فقد فاض به الكيل من كون مراد يعيش دور الضحية .. وهو قد علم بمشكلته وبدلا من أن يبحث عن حل لها .. يريد أن يظلم معه أنسانة لا ذنب لها
-لا مش حرام لأنك مريض وكل مرض له علاج .. لكن أنت عايز تعيش دور الضحية .. بدل ما تفكر تدمر حياة ظلال وتحاول تقتل عدنان مفكرتش ليه تروح لدكتور تشوف مشكلتك .. وتلاقي ليها حل
-أنت عايزني أتفضح اروح لدكتور ذكورة ولو الخبر أتعرف يتقال عليا اني مش راجل
صرخ مراد بغضب كبير بعد أن أوقع بعض الاغراض من فوق مكتب أكرم ليضرب أكرم سطح المكتب بقوة وهو يقول:
-تتفضح تتفضح .. كل اللي شاغل بالك إنك تتفضح طيب ولما تتجوز ظلال وتعرف أنك مريض وأهلها يسألوا هتقلهم ايه .. ولا هتجبرها تكذب .. طيب هي هتستحمل ليه .. هي أصلًا مش بتحبك يا مراد
بصوت قوي لكن بهدوء هدر اكرم يجيب على كلمات مراد .. وفي نهاية حديثه فجر القنبلة .. ألقى بالحقيقة في وجه دون رحمة أو شفقة ف مراد بحالته النرجسية تلك لا يستحق التعامل بهدوء وتروي خاصة مع استعاده للاذى والقتل .. وبنفس القوة والهدوء أكمل:
-أيوة مش بتحبك ودي حقيقة لازم تفهمها وتصدقها .. واحدة عايشة عمرها كله جوة دايرة أبن عمها .. وفي يوم وليله وافقت عليك .. مش هظلمها وأقول أنها بتنساه بيك لكن ممكن تكون فكرت بالعقل وقالت متخدش اللي بتحبه وتاخد اللي بيحبها .. لكن ده مش هيخليها تتحمل مرضك وعجزك وأحتماليه شذوذك كمان
اتساع عين مراد وصوت تنفسه العالي والسريع نبه أكرم لما يشعر به الان.. والصدمة التي تلقاها الان كصفعة قويه فوق وجنته دون سابق إنذار ليدور أكرم حول مكتبه ووقف جوار مراد وقال بهدوء
-مراد انت هنا علشان اساعدك .. انت مريض نفسي وجسدي ومحتاجين نحل المشكلة النفسية في نفس الوقت كمان نكتشف مشكلتك الجسدية ونبدء نحلها .. علشان تقدر تعيش حياتك
نظر له مراد وكأنه لا ينظر له غيامة غريبة غطت عينيه جعلت الغرور يتساقط من نظراته .. وبدى أمامه وكأنه طفل صغير حزين وخائف وقال بصوت ضعيف أختفى منه لك الصلف الغرور
-ظلال مش بتحبني
ربت أكرم على كتف مراد وقال بهدوء وكأنه أب يتحدث مع أبنه الصغير وينبه لخطئ قام به
-علشان ظلال تحبك لازم انت تكون تستحق حبها يا مراد .. ولأنك بتحبها بجد هتعمل كل اللي تقدر عليه علشان تستحق حبها وقلبها وقربها منك .. علشان تقدر تسعدها وتسعد جمبها .. وتكون حياتكم حياة سوية وسليمة وسعيدة
ظل مراد صامت تمامًا غير قادر على الرد أو الحديث وتحرك ياخذ قبعته التي يختبى بها عن عيون الناس وتحرك في اتجاه الباب ولكنه قبل ان يفتحه نظر الي اكرم وقال برجاء
-أرجوك ساعدني
ليومأ اكرم بنعم وأبتسامة ثقة ودعم ترتسم على ملامحه .. ليغادر مراد وعاد أكرم ليجلس مكانه وهو يفكر .. ماذا عليه أن يفعل؟
……………..
دلف الي غرفته بعد ان ساعد اولادة في تبديل ملابسهم حتى ناموا .. فقد قرر القيام بهذا بدلًا عنها حتى يريحها ويترك لها مساحة تستعد من أجله كما قالت له .. فبعد ما حدث في خطبه أدهم والحالة التي عاشتها معه .. بين اندهاش وسعادة .. وزاوية أخرى ترى بها زوجها لأول مرة .. جعلت بداخلها أحساس أنها تود أن تجدد اليوم حبهم أن تخلق له حاله خاصة كما كانت تفعل قديمًا في بداية زواجهم
اول ما دخلت غرفتهم أشعلت ذلك البخور التي كانت هجرته منذ سنوات لتمتلئ الغرفة برائحته المميزة .. وأخرجت الغلاله البيضاء التي تذكرها بيوم زواجها والتي تخبئها ذكرى زواجهم من العام للعام .. دلفت الي الحمام واخذت حمام دافي ووضعت تلك الكريمات المرطبة على جسدها لتعطره برقه .. وارتدت غلالتها وتعطرت .. جففت شعرها بالمجفف .. ورفعته بشكل مميز ووضعت بعض مساحيق التجميل .. وغادرت الحمام .. تنير الشموع الموجودة على طاوله الزينة .. واخرجت ملابس عبدالله ووضعتها على السرير .. جلست على الاريكة ممدة ساقيها باغراء رقيق لعينه وهو يقف على باب الغرفة يتابعها بكل حب .. مع كل حركة ولفته منها
أنتبهت له ولوقفته عند الباب .. وأبتسمت وهي تقول
-واقف عندك ليه؟ أنا في أنتظارك
ليخطوا خطوة واحدة فقط الي داخل الغرفة .. وأغلق الباب خلفه وهو يقول
-وأنا مشتاق
لم ينتظر أن يبدل ملابسة .. أو يستعد كما استعدت هي .. ف شوقه غلب كل شيء .. وحبه غلفهما وغرقا سويًا في بحور الحب والعشق .. يسقي كل واحد منهم الاخر حتى يرتوي .. لكنه يطلب المزيد فيعطية بكل حب ورغبه وسعادة
بعد بعض الوقت كانت تريح رأسها فوق صدره العالي وذراعه يلتف حولها بقوة حانية و على وجهه أبتسامة سعادة وراحة وجفنيه مرتخيان براحه .. داعبت صدره العاري بأطراف أصابعها وقالت
-أنا بحبك أوي يا عبدالله .. من يوم قلبي ما عرف الحب .. من لحظة ما شفتك لأول مرة وهو ميعرفش أسم تاني للحب غير أسمك
ليضمها الي صدره أكثر وقبل أعلى رأسها وقال بصدق
-وانا مفيش في حياتي ولا في قلبي .. غيرك أنتِ يا لبنى .. حياتي أنتِ محورها رمانة ميزانها … أنتِ حب حياتي .. زوجتي وبنتي وحبيبتي وأختي وامي .. وأم أولادي .. أنت الحياة وحلاوتها .. والسند وقت مرارتها .. أنتِ العظيمة اللي واقفة ورايا تدفعني للأمام
صمت حين وصل الي أذنه صوت شهقة مكتومة منها ليمد يده يرفع وجهها اليه ليجدها تبكي لكن عيونها وشفاهها تضحك .. ينظر اليها بحيرة وخوف لتقول هي بسعادة من بين شهقاتها الرقيقة
-كلامك ده اغلى كلام سمعته .. طبطب على قلبي وروحي .. داوى كل الجروح .. خلى لعمري اللي فات ثمن واللي جاي كمان .. أنت فعلًا عظيم .. أنت أعظم زوج وأعظم أب وأعظم حبيب .. وأعظم دكتور نفسي
ليضمها بقوة أكثرًا حتى أصبحت تتمدد فوقه وظل يقبل كل أنش في وجها وتحولت تلك القبلات الي قبل شغوفة واخذتهم الي جوله أخرى من الحب والشغف
…………………
وصل الي مكان يعرفة جيدًا وأوقف السيارة في مكان هادئ وترجل منها وهو حائر .. هل يتركها بالسيارة ومن الممكن أن يكون خلفها عصابه ما تريد سرقته .. فيسرقون السيارة .. لكنه نظر لها لثوان ثم غادر بعد أن أغلق السيارة عليها الي وجهته عله يفهم وينتهي الامر
وكانت هي لا تتوقف عن البكاء .. ماذا فعلت وقالت لذلك الرجل التي لا تعرف حتى الان ما هو أسمه .. لكن يأسها وخوفها هو ما جعلها تقول ما قلته وبكل خزي تطلب من رجل تجهل هويته ان يتزوجها
كانت غارقة في أفكارها لم تنتبه أن السيارة مغلقه عليها .. وأنه غاب قرابه النصف ساعة .. ولم تنتبه لكل هذا الا حين سمعت صوت أنذار السيارة حين فتحها وبابها وهو يفتحه وحقيبه كبيرة القيت على قدمها مصاحبة لصوته الامر
-البسي البلوزة دي والجزمة ورتبي حجابك وهيئتك وانزلي
وعاد يغلق الباب بقوة وأعطاها ظهره لتنفذ أوامره وهي تبكي بقهر .. ثم جمعت ما كانت ترتديه داخل الحقيبة وفردة حذائها الوحيدة وضمتها الي صدرها وبأطراف أصابعها طرقت على الزجاج لينظر اليها بطرف عينيه ليتأكد من أرتدائها للملابس فدار حول السيارة وصعد اليها وقال ببعض الشر
-حان وقت الحقيقة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى