روايات

رواية أو أشد قسوة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الجزء الثالث والعشرون

رواية أو أشد قسوة البارت الثالث والعشرون

أو أشد قسوة
أو أشد قسوة

رواية أو أشد قسوة الحلقة الثالثة والعشرون

يجلسوا داخل أحدى المطاعم الهادئه في ذلك الوقت من الليل .. المكان التي رسيت عليه رحلتهم الغريبة .. في تلك الليلة الغريبة بكل المقاييس .. ينظر اليها الان بوضوح اكبر وتفحص بعد أن ظهرت ملامحها له في الإضائة الواضحة للمكان .. فتاة سمراء لكن تلك السمرة المحببه للعين .. بعيون عسلية صافية .. على ملامحها يرتسم الخوف مختلط ببرائة واضحة لعينيه الخبيرة بالفتايات .. ويرى بوضوح أيضًا ان خلفها الكثير ..و بداخله إحساس يصرخ بصوت عالي ان تلك الفتاة بوابه توبته الحقيقية .. وإنها رسالة او اختبار من الله .. أجلى صوته وقال بهدوء بعد ان قرب منها كوب الماء الذي وضعه النادل منذ لحظات .. ورحل بعد ان طلب منه أن يحضر لهم وجبه خفيفة وعصير .. حدثه يخبره أيضًا ولا يعرف من أين أتى هذا الحدث أنها بحاجة للطعام
-أشربِ شويه ميه واحكيلي حكايتك على ما الأكل يجي
رفعت عيونها المرورغة بالدموع ونفذت ما قال .. فهي بالفعل تشعر بجفاف حلقها .. وتريد من كل قلبها أن تخبر أي شخص بما يجيش بصدرها من خوف وضيق ..حين أنهت الكوب وضعته فارغ على الطاولة وأسبلت اهدابها وهي تقول بصوت ضعيف
-أسمي هوا عندي 23 سنه .. يتيمة الاب والام .. ومليش أي حد خالص .. عايش مع جوز امي اللي معرفش حد غيره في حياتي كلها
رفعت عيونها اليه واكملت بصوت مختنق
-أكيد متوقع باقي الحكاية .. جوز ام شرير بيحاول يعتدي على بنت مراته .. ده حقيقة لكن هو مكنش كده زمان .. كان طيب ومش بيسيب فرض .. كان بيعاملني كويس حتى بعد موت أمي .. حتى كنت بقوله يا بابا هو اللي علمني الصلاه ولبسني الحجاب لكن فجاة كل شيء اتغير وأتحول زمعرفش ليه وأزاي ..فجأة ساب شغله وقعد في البيت وبقى عصبي وبيزعق طول الوقت .. وبعدين بدء يضربني بسبب ومن غير سبب وبعدها بقى فيه ناس غريبة بيجوا يقعدوا معاه واتحولت القعدات دي لسهر وشرب وفي مرة بعد الناس دي ما مشيت حاول يعتدي عليا
أختنق صوتها وغصه بكاء مريرة تؤلم حلقها .. وانحدر دمعتان من عينيها لتسيل على طول وجنتيها كان يشعر بنار حارقة داخل صدره … لسيت شيء سوا حمية رجل يرى امامه انثى ضعيفة تواجه الحياة بكل مساؤها بمفردها … أكملت بصوت باكي
-الراجل التقي اللي بيصلي بقا بيلعب قمار .. ويشرب خمرة وستات غريبة في البيت وقذاره ليل نهار .. وككل ده وانا ببقى حابسة نفسي في الاوضة لحد ما في يوم لقيت باب الاوضة بيتفتح بيدخل عليا وفي ظهره راجل شكله وحش كان داخل من الباب وهو موطي راسه .. وبكل بساطة قاله هي ملكك وخرج وساب وقفل الباب وراه .. طلع كان بيلعب عليا وخسر والمقابل ان الراجل اللي كسب يقضي معايا الليلة
غضب ونار حارقة اشتعلت في جسدة وهو يتخيل الموقف … ضم قبضته حتى ابيضت مفاصلة … اختنق صوتها آكثر بالبكاء وهي تكمل كلماتها التي تقطر ألم
-قادر تتخيل الموقف .. الراجل اللي رباني واللي المفروض يكون أمان هو اللي يحميني ويحافظ عليها يلعب عليا قمار ويخسرني أنت متخيل
-حصل أيه؟
سألها بلهفه وقلق يريد أن يفهم ما حصل معها والي أين وصلت الامور.. لتمسح دموعها وهي تقول بقهر
-هجم عليا الراجل الغريب وهو يقولي ليني يا حلوة وخليكي شاطرة كده وأسمعي الكلام علشان ملكيش مهرب مني
أغمضت عينيها للحظات ثم اكملت
-لسة لمساته القذرة حاة بيها على جسمي ومحولاته انه يقلعني كل هدومي .. بكل طاقتي كنت بحاول أقاومة وأبعده لدرجة انه ضربني بالقلم أكثر من مرة علشان بقاومه لكن أزاي ومنين لقيته بيبعد عني .. مكنتش قادرة أشوف كويس أو أسمع من كتر الضرب اللي انضربته على ودني لكن اللي قدرت أستوعبه ان الجيران سمعوا صوت صريخي وهجموا على البيت وأنقذوني ودفعوا للراجل الغريب فلوسه وحكموا على بابا انه لو جاب حد تاني البيت يبقى حكم على نفسه انه يسيب البيت والحارة كلها .. ومن وقتها بقى الخطر كله هو .. علشان كده بفضل في شغلى لحد بليل علشان أبقى بره البيت طول اليوم وارجع بليل أقفل على نفسي الباب واحط كرسي كبير ورى الباب علشان ميقدرش يدخل عليا الاوضة .. وبفضل طول الليل نايمة مغمض عين ومفتحه التانية
صمتت لثوان ثم قالت
-هي دي حكايتي
ليقاطعها قائلا بغضب مكتوم
-والمنظر اللي كنتي فيه النهاردة ده ايه؟!
لتنحدر دموعها من جديد وهي تقول بحزن وقهر
-ركبت الميكروباص علشان أروح كان ثلاثة راكبين والسواق وفضل واقف كتير علشان يحمل لكن مفيش زباين جت واحد من الثلاثة قالة يلا اتحرك يا اسطى وان شاء الله تلاقي زباين في الطريق وسكت شوية كده وبعدين قاله جمله مفهمتهاش
-جملة أيه؟!
نظرت له بإبتسامة حزينة منكسرة
-فهمت معناها بعد اللي حصل قاله معاك صيده حلوة وليلتنا فل .. وبعدها طلعوا على الطريق دة اللي مش خط سير المكروباص وبعدها ربنا بعتك ليا علشان تنقذني منهم نور عربيتك خلاهم يخافوا .. وده اداني فرصة علشان أهرب منهم ومكنش عندي حل غير أني أرمي نفسي قدام عربيتك يا تموتني وأرتاح من الدنيا واللي فيها أو تنقذني منهم
صمتت وظل هو صامت ينظر اليها بتفحص .. بخبرته يعلم جيدًا أنها لا تكذب .. وبداخله يراها فرصة يأمن لها حياة جيدة بعيد أن كل هذا الخطر وفرصة له ليخلق له حياة .. ولكنه سيضع شروطه وبعد ما سمعه هي لن ترفض هو موقن من هذا
احضر النادل الطعام ليشير لها أن تأكل وبعد أن أنتهت قال بهدوء
-هوصلك علشان أعرف عنوانك واديني رقم تليفونك وهكلمك علشان نتقابل ونتفق على كل حاجة
رددت خلفه بغباء
-نتفق على أيه؟!
-على الجواز
رد بإقرار لتجحظ عيونها بصدمه رغم أنها هي من طلبت لكن ان يقولها هو شيء اخر
……………………..
عاد الي بيته وهو ساهم وشارد لا يظهر على ملامحه اي شيء لكن تفكيره لم يتوقف لحظة منذ خروجه من عيادة اكرم ..كل ما يفكر به هو كلمة أكرم ” ظلال مش بتحبك ” خلع القبعة ووضعها في مكانها على الرف داخل الخذانة .. كذلك ساعته .. ثم خلع حذائة ووضعه في مكانه .. أبدل ملابسة واخذ حمام دافئ بعد أن وضع كل ملابسة في سلة الغسيل تمدد على السرير ينظر الي سقف الغرفة وهو يردد ” ظلال مش بتحبني .. ظلال مش بتحبني .. ظلال بتحب عدنان”
لم يستطع النوم طوال تلك الليلة حتى أشرقت شمس اليوم الجديد .. اعتدل جالسًا حين سمع صوت المنبه .. انزل قدميه أرضًا واسند ذراعية على ركبتيه وبين كفيه وضع رأسه وظل جالس على هذه الوضعية لعدة لحظات ثم أمسك الهاتف واتصل بها كعادته .. لتجيبة بصوت نشيط كعادتها
-صباح الخير
صمت لثوان ثم قال بأرهاق واضح
-صباح الخير يا ظلال
كان دورها أن تصمت وهي تشعر بالقلق .. وقالت معبرة عن قلقها هذا
-مالك يا مراد أنت تعبان ولا ايه؟
يجيب على تسألها بهدوئه المعتاد
-مرهق شوية بس
ثم سألها ببعض الشك
-هو أنا ممكن أطلب منك طلب؟
لتجيبه بتأكيد
-أكيد
دلك جبينه بأطراف أصابعة وهو يقول
-ممكن تعدي عليا لاني مش قادر اسوق
-طبعًا يا مراد .. ساعة وهكون عندك
وأغلقت الهاتف ليغادر هو السرير وتوجه الي الحمام وضع ملابسة في سلة الغسيل وأخذ حمام دافىء وأرتدى بنطال أسود وقميص رمادي .. وساعته الفضية .. وحذاء رياضي أسود اللون .. وصفف خصلاته كالعادة ووضع عطره المميز وزاده تلك المرة قليلًا .. وتحرك الي المطبخ يعد فنجان قهوته عله يهدء ذلك الصداع الذي يكاد يفتك به من قلة النوم وكثرة التفكير وصوت أكرم الذي يتردد داخل عقلة بوجوب العلاج .. لكن اي علاج؟ العلاج النفسي أم العلاج الجسدي وإجاد حل لضعفة الجنسي؟
أخذ نفس عميق محمل برائحه القهوة .. وبدء في تناولها وهو يقف خلف زجاج الشرفة ينظر الي الافق بشرود .. لم يقطعه سوى رنين هاتفه وصوتها حين اجابها تخبرة أنها خلال خمس دقائق ستكون أمام بيته .. ليغسل الكوب ووضعه في مكانه وغادر المنزل وبداخله قد اخذ قراره .. ولن يتراجع عنه .. ظلال له هو مهما كان الثمن ولن يقف أحد أمام هدفه ..
………………..
عاد اكرم الي بيته والافكار تعصف برأسه .. ان مهنته كطبيب نفسي جعلته يرى اغرب الحالات والاشخاص .. الان لا يجد ما يثير حيرته او اندهاشه رغم أنه مازال يشعر بالصدمة مع كل حالة جديدة أنه رأى الكثير من الحالات الصعبة .. من أغتصب أبنته وانجب منها .. ومن تسبب في موت أخيه وابن اخيه وجعل زوجه اخيه تعمل بالدعارة .. وهناك من صدم في زوجته التي خانته بعد سنوات كثيرة من العشرة والحب
الواقع أصبح بشع وذلك سبب صدمته في كل مرة .. وأكثرمما كان أحد يتخيل أو يتصور .. في أشد الافلام والروايات سوداوية الافكار لم يكن أحدًا يتصور ويتخيل كم الانحطاط الاخلاقي .. والتدني الفكري ونسيان الدين والأخلاق
حين فتح باب بيته وجدها تجلس أرضًا جوار علا تلون معها شيء ما .. وحمزة الصغير يلعب جوارهم بسيارة الشرطة وبيده الاخرى مسدس أسود لامع يطلق طلقات صوتيه ويتحدث بقوة وهو مقطب الجبين وكأنه ضابط شرطة يطارد مجموعة من المجرمين
ابتسم ببعض الراحة .. هنا بين جدران ذلك البيت جنته الصغيرة والامنه .. هنا فقط يشعر بالامان والراحة .. يشعر أن الدنيا مازالت بخير .. وأن هناك إناس جيدة مازالت تعيش تحت سماء تلك الأرض .. أبتسم بشرود وهو يتذكر كلمات تمام النادي له في أخر زيارة لهم للبلدة
“يا دكتور أكرم الدنيا لسة فيها الخير والا القيامة كانت قامت لأنها هتقوم على أشر الناس .. وكل اللي بيحصل ده علشان الارض بتتجهز للحدث العظيم .. كل أنسان دلوقتي عنده خيارين ملهمش تالت .. ييتمسك بجمرة دينه .. أو يعيش بحريه ناسي كل حاجة حتى نفسة .. أزرع في ولادك كل أساسيات الدين والاخلاق .. وأروي زرعتك بالحب والحنان والثقة .. وتوكل على الله واستودعهم عنده واطمن”
كلمات ذلك الرجل الذي حين تراه تشعر بالهيبة وحين تتحدث معه تشعر بحب كبير له ورهبه .. رجل ندر أمثاله في هذه الحياة بقصة حبه لزوجته التي مازالت تتناقلها الالسن .. وعلاقته بوالديه واولادة .. خاصة بعد استشهاد اخيه .. لذلك هو اخذ بنصيحته وبالفعل بدء في فعل ما قاله وسعادته هي بكل ما شربته من عادات تلك الاسرة الكبيرة والاصيلة
شعرت به ف ألتفتت تنظر له والابتسامة تزين وجهها لتجده شارد .. تركت الاقلام من يدها ووقفت على قدميها وتوجهت اليه السؤال واضح داخل عينيها لكنها لم تنطقه .. مد يده يغلق الباب بالقفل الكبير .. وأخذ يدها وسار الي غرفتهم .. أغلق الباب واجلسها على السرير وهو يقول
-من غير تفاصيل عايز أخد رأيك في حاجة
أومأت بنعم .. ليقول ببعض التوتر وهو يفرك يديه
-لو فيه شخص مرتبط ببنت وسبب حادثه لأبن عمها علشان كان فاكر أن فيه بينهم حاجة .. ومستعد يقتل أي حد لو فكروا يبعدوها عنه .. ده غير أنه يعني .. مش راجل أوي يعني .. مش عارف أقولك ايه هو مش شاذ لكن مش بنجزب للستات .. مش مهم دة دلوقتي .. انا دلوقتي المفروض أعمل ايه؟
القى بكل ما لديه مرة واحدة ومع كل كلمة كان يقولها كانت عيونها تتسع بصدمة .. حتى أخر كلماته لتشهق بصوت عالي .. ليكمل هو كلماته
-أنا خايف على خطيبته دي من أي تصرف أهوج منه .. وانه يفكر يأذيها او يأذي أي حد .. ويوقع نفسه في مشاكل كبيرة
ظلت صامته لعدة لحظات ثم قالت
-لو ليها أب أو اخ .. قولهم من غير تفاصيل كتير .. يعني نبهم واتفق معاهم أنك خلال فترة علاجك ليه انهم ينتبهوا ليها ويحموها دي مش خيانة لمهنتك ولا لأسرار المريض بس طالما فيه خطر منه يا تبلغ الشرطة يا تقول لأهلها .. علشان متحصلش كارثة في لحظة مش محسوبه
أشار لها بيده مؤيدًا لكلماتها .. وقال ببعض الشرود
-معاكي حق .. بكرة هروح لاخوها وأبلغه .. وربنا يستر
وقفت من جديد واقتربت منه ربتت على كتفه بدعم وقالت بصوت حاني
-غير هدومك على ما أحضر العشا الولاد مستنينك من بدري
أومأ بنعم بعد ان قبل يدها المستريحة فوق كتفه بحب لتهديه أجمل أبتسامة تذيب الثلج من حول قلبه المحمل بكثير من الهموم .. وهي وحدها من تستطيع أن تسقط كل تلك الهموم من فوق كتفية
التفت ينظر لها حين قالت ببعض المرح
-ولا مش مهم العشا دلوقتي وأجي اعملك شوية مساج كده يريحك
أبتسم وهو يتذكر كم من مرة كان عائد من العيادة مرهق الفكر والجسد ليجدها تنتظره بأبتسامتها التي تمحي همومه في لحظة وحين يلقي بجسده على الاريكة يجد الماء الدافئ مختلط ببعض العطور لتضع به قدمه وبعد لحظات تدلكها بذيت خاص يجعل جسده بأكمله يسترخي ويرتاح
ملمس يدها أهتمامها .. وحبها الكبير له هو سر الراحه الذي يشعر بها أهتمامها الصادق الذي ينبع من قلبها هو سرها السحري .. خاصة حين ينتهي الامر بهم برأسه مستريح فوق فخذها ويدها تداعب خصلاته برفق ليغمض عينيه براحة وهدوء
عاد من أفكاره وهو يقول بصدق
-تسلميلي يا علياء .. انا مش عارف أيه هي الحاجة الحلوة اللي أنا عملتها علشان ربنا يكافئني بيكي .. ربنا يباركلي فيكي يا حبيبتي
لتعود اليه تقبل وجنته بحب وقالت بصدق
-انت هو الحاجة الحلوة اللي في حياتي .. وأنا اللي محظوظة اني مراتك يا أكرم
احاط خصرها بذراعه الايسر وبيده اليمنى داعب وجنتها بحب وانحنى يقبلها بشغف كبير أستسلمت له طواعية حتى احتاج كلاهما للهواء ليبتعد عنها وابتسامة راحة ترتسم على محياه .. وقال بمشاغبة
-تموتي في الانحراف .. يلا يا ماما روحي جهزي العشا أنا جعان
لتضرب صدره بقبضتها وهي تضحك بخجل وقالت بدلال
-امرك يا سي السيد
وغادرت سريعًا ليقول هو بمرح
-انا اكرم مش سيد
……………….
أستيقظت من نومها على صوت هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين .. دون أن تنظر الي الاسم أجابت بصوتها الناعس
-السلام عليكم
-زوجتي العزيزة صباح الخير
قالها ادهم بصوت ضاحك سعيد .. لتبتسم بتلقائية وهي تقول بمرح
-أسعد الله صباحك يا زوجي العزيز
ليتنهد بصوت عالي وقال بعده لحظات
-انا النهاردة أسعد راجل على وجه الارض .. أنتِ بقيتي مراتي يا سليمة مراتي ومن حقي أكلمك في اي وقت .. وأبص في عينك من غير خوف ولا كسوف .. أضمك لصدري بحب
شعرت بالخجل وتلونت وجنتيها بحمرة الخجل .. ولم تستطع أن ترد على كلماته ليكمل هو بحب
-شوفي بقى يا زوجتي العزيزة .. هعدي عليكي كمان نص ساعة نروح نفطر في مكان حلو اوي وبعدين نروح الشركة سوا .. ماشي
-ماشي
اجابته بخجل فطري .. وبعد لحظات أغلقت الهاتف في وجه حين أرسل اليها قبلة أسماها قبلة الصباح المؤقته حتى تصبح في بيته .. خبئت وجهها في الوسادة لا تلعم هل تخبئ ضحكتها التي فضحت سعادتها؟ .. أم تحاول ان تخفي خجلها من سعادتها بما يقوم به من حركات جريئة؟ ام من حقيقة شعورها انه تحبه وهو يبادلها نفس الشعور
بعد لحظات غادر السرير وفراشات الحب تطوف حولها وداخل قلبها .. وخلال نصف ساعة كانت قد أستعدت .. تقف امام المرآه تنظر الي نفسها بتأمل .. تشعر ان بها شيء مختلف .. هل أزداد جمالها .. عيونها تلمع وتزداد تألق .. هي لا تعلم حقًا لكنها في اسعد لحظات حياتها الان
غادرت الغرفة حين سمعت صوت جرس باب البيت وقفت عند باب غرفتها لتجده يقف امام والدها يضحكان معًا وكأنهم أصدقاء منذ زمن بعيد او عشرة عمر وحين أقتربت منهم سمعت والدها يقول
-خلاص ماشي .. بس هنستناك على الغدا النهاردة ودة مفيهوش نقاش
ليبتسم أدهم وهو يقول بسعادة
-وانا مش هتناقش أصلا ولا هفكرهو الكلام دة فيه تفكير.. هو فيه أحلى من الغدا مع حضرتك ومع ماما فاطمة
ليبتسم الحج يونس براحة وهو يستمع لكلمات زوج أبنته المتواضعة والحانية .. وزاد شعوره بالأطمئنان على أبنته مع ذلك الرجل .. نظر أدهم الي سليمة وقال بمشاغبة
-صباح الخير يا آنسة سليمة
تلونت وجنتها بحمرة الخجل واجابته بصوت ضعيف .. شعر بسعادة كبيرة وهو يراها امام عينيه الان زوجته .. وبعد لحظات سوف يخرج معها بموافقة والدها ومباركته
أشار الي سليمة ان تسبقة الي الباب .. لتقبل رأس والدها وغادرت بابتسامة مشرقة تنير وجهها لحقها ادهم ليغلق يونس الباب خلفهم وهو يدعوا لهم بالسعادة والفرح .. لكنهم لم يغادرا .. وقفا الاثنان ينظران الي الباب المقابل وسؤال واحد يدور داخل عقلهم … ماذا سوف يحدث إذا علم والديها بوجود ثامر؟ لتتحول الأبتسامة الي قلق وخوف في عينيه لتمسك سليمة يده تطمئنه بنظراتها لتعود أبتسامة صغيرة فوق شفتيه وتوجها الي المصعد
………………..
أستيقظ على يد جدته التي تربت على كتفه بخشونة .. فتح عين واحدة ينظر اليها وقال بمشاغبة
-ايه الازعاج ده يا شُكران .. أنا راجع متأخر أمبارح وعايز أنام
لتضربه على رأسه وهي تقول بغضب
-قوم يا لد عايزة أتكلم معاك
كانت تتحدث بجديه ليعتدل جالسًا يفرق عينيه ثم قال ببعض الضيق
-صحيت يا شُكران .. وكلي أذان صاغية
-كنت فين امبارح يا ولد؟ هو مش كنا خلصنا خلاص من موضوع السهر والضياع دة
لم تهتم لكلماته المرحة وقالت بضيق واضح وجدية شديدة .. ليعتدل مرة أخرى وامسك يدها وهو يقول بصدق
-هو أيه حكاية ولد دي يا شُكران انا بقى عندى 32 سنه يا شُكران يعني مش ولد شوية أحترام لكينونتي كراجل بالغ
لم تهتم لكلماته المازحة وظلت على نظراتها القوية السائلة ليقول بهدوء موضحًا
-هو احنا فعلًا خلصنا من موضوع السهر والضياع دة يا جدتي .. أنا أمبارح كنت ناوي أروح أسهر شوية مع أصحابي كنوع من التفاريح كده لكن حصلت حاجة غريبة معايا يا شُكران .. حاجة كدة خطفت قلبي وغيرت حالي
قطبت جبينها أكثر لكن بحيرة وهي تقول بقلق
-يعني أية؟ أية اللي حصل؟
صمت لثوان يحاول أستجماع أفكاره .. يريد أن يخبرها عن هوا لكن بطريقة جيدة حتى يحافظ على صورتها امامهم .. انتبه من أفكاره على نظراتها المتفحصة .. والقلق الواضح في عينيها ليقول موضحًا
-شكلك هتخسري حفيدك التاني يا شُكران .. بنات حوا أتفقوا على احفاد الخشاب وبيسرقوا قلوبهم يا شُكران وأنتِ ساكتة كده
ضربته على كتفه ورفعت عصاتها تهدده بها وهي تقول
-يا ابني أتكلم بقى وقعت قلبي
-انا بحب يا شُكران .. وقعت على بوزي في الحب .. بنت سمرا بعيون عسلي خطفت قلبي
قال اخر كلماته وهو يضع يده فوق موضع خافقه .. واكمل كلماته التي تحمل الكثير من الهيام
-شوفتها ومن أول نظرة قلبي مبقاش في صدري ..وأمبارح شوفتها تاني ورجع قلبي تاني أتخطف مني .. فضلت الف وراها كانت مع بابها بيشتروا حاجات ومشيت وراهم لحد ما عرفت عنوانهم .. والنهاردة هخلي حد ثقة يسأل عليهم .. بس
كانت تبتسم بسعادة وهي ترى حفيدها الذي كان يسير على طريق الضلال يعتدل مسارة يتقرب من الله … أصبح كتفه بكتف أبن عمه .. رجل حقيقي يعتمد علية صحيح كانت تريده ان يخطب ظلال لكن لكل منهم نصيب مختلف .. ونصيب ظلال مميز من كل الجهات شخص يشاركها شغفها .. يعشقها وعشقه واضح في عينيه ولا يخطأه أحد .. والان يطمئن قلبها على حفيدها الاخير .. لكن كلمة “بس” تلك التي نغزت قلبها .. لتنظر له برجاء أن لا يقول ما يحزن قلبها لكنه قال بهدوء وثقة
-واضح انهم يعني من عيلة بسيطة .. مش من عيلة كبيرة حتى ممكن يكونوا أقل شوية من عيلة سليمة
لترفع عصاتها تلك المرة وضربته بها على رأسه برفق ليتأوه وهو يضحك وقالت بلوم
-ومن امتى انا بفكر بالطريقة دي .. المهم البنت تكون كويسة ومؤدبه تصونك وتحبك وتسعدك .. انا مفيش حاجة تهمني يا عدنان غير اني أشوفكم مرتاحين وفرحانين مع اللي بيحبوكم بجد ومن قلبهم
أنحنى يقبل يدها بأحترام وتقديس وهو يفكر .. هل ما قام به صحيح؟ بدء سلسلة من الكذب ولا يعلم الي أين ستصل به؟ لماذا أخبر شُكران الان؟ لماذا لم ينتظر حتى يتحدث مع هوا ويخبرها بحقيقته وحقيقة زواجهم؟ .. ربما رفضت .. نفض عن رأسه كل هذه الافكار.. اليوم سوف يتصل بها ويقابلها ويخبرها بكل شيء .. وإذا وافقت سوف ينفذ ما فكر به .. والنية خير .. ان يخرجها مما هي فيه .. وأن يغلق أبواب الاسئلة والشك فيه
………………
يقف عند باب الشقة ينظر الي هيئته قبل أن يذهب الي المطعم .. غادرت غرفة والدها وبين يدها الصحن الخاص به .. روتينها اليومي تهتم بوالدها وترتب البيت ثم تلحق به في المطعم .. جملية رقيقة كعادتها .. بملابسها البيتية التي تلعب بأعصابة ومشاعرة وتثير رجولته دون رحمة .. وبدون قصد أيضًا .. فهي بطبيعتها وكينونتها الرقيقة تثيره في كل لفته وحركة .. أبتسم وهو يترك مفاتيحة وهاتفه على الطاوله الصغيرة جوار الباب .. وبخطوات واسعة سار خلفها الي المطبخ كانت تقف امام المغسلة شاردة .. أو هكذا خيل له ليقترب منها وضمها من الخلف وقبل جانب عنقها وهو يهمس بجانب أذنها
-هو أنتِ مش ناوية ترحميني شوية من جمالك دة اللي واكل عقلي ومخليني عامل زي العيل الصغير اللي عايز يفضل لابد في حضن أمه
أبتسمت وهي ترجع رأسها الي الخلف تريحها على كتفه العريض دون أن تعلق .. ليقبل وجنتها برقة وقال ببعض القلق
-مالك يا زيزي؟
أخذت نفس عميق يحمل بعض من رائحته وقالت بصوت مختنق
-حاسة أني تعبانة أوي .. مش عارفة ليه حيلي مهدود .. وحاسة اني عايزة انام وأعيط
قطب جبينه بحيرة .. لكنه قال بأستفهام
-يمكن ده معد العادة الشهرية .. وأنتِ في الوقت دة مودك بيبقا غريب
رفعت كتفيها وكانها تقول له لا أعلم ليضمها بقوة الي صدره وقال بحنان
-أرتاحي النهاردة .. نامي براحتك .. وانا هبعتلك غدى من تحت ليكي ولأستاذ حليم .. ولما أرجع من المطعم أبقى عيطي على كتفي زي ما أنتِ عايزة لتهز رأسها بنعم
ليقبل وجنتها وجانب عنقها مرة أخرى وتركها وغادر .. كانت تتابعة بعينها بعيون زائغه ورؤية مشوشة وقبل أن يغلق الباب سمع صوت هبدة قوية لتسقط الاشياء من يده وهو يركض الي المطبخ من جديد بعد أن سقط قلبه بين قدميه متهشمًا
…………….
وصل أكرم الي مؤسسة الخشاب .. وقد أنتوى ان يخبر أدهم بالامر .. ويرتب معه الخطوات القادمة من أجل مصلحة ظلال .. وأيضًا حتى يستطيع تنفيذ خطته في علاج مراد
لكنه لم يجده ولم يجد سكرتيرته أيضًا وموظف الاستقبال بالاسفل سمح له بالانتظار في غرفة الانتظار حتى حضورهم .. بعد ان رفض أكرم أن يدخل الي عدنان واخبرهم أن الامر شخصي وأنه يريد أدهم لا غيره
………..
وفي تلك الاثناء .. كان مراد يقود سيارة ظلال التي تغط في نوم عميق من أثر المخدر الذي أستنشقته غير واعية لما حدث بعدما طلب منها ان يقود هو السيارة ويعود السائق الي القصرطالبًا بعض الخصوصية معها خاصة وهو يريد التحدث معها في أمر هام .. وكانت هذه أو خطوة في خطته .. والخطوة الثانية هو أرساله أميل الي مدير المحطة يخبره أنهم سوف يأخذوا اجازتهم السنوية .. وها هو في طريقة لتنفيذ الخطوة الثالثة.يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى