رواية أولاد الجبالي الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي الجزء الثامن عشر
رواية أولاد الجبالي البارت الثامن عشر
رواية أولاد الجبالي الحلقة الثامنة عشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
…………
لقد كان الصمت لغت حواري
فأتيتني أنت وغيرت كل مساري
فأصبحت أنثر هنا وهناك أشعاري
وأعزف على حروف إسمك الحانى
يا جنة من الله قد أنزلت فأنت قراري
إخترتك من بين النساء جميعهن فأنت خياري
………..
تغزل صلاح فى زاد القابعة أمامه وعلى وجهها الخوف والرهبة من انقطاع النور .
فطالعها بحب مردفا ….رغم العتمة دى ،لكن حبك هينور جلبى يا زاد .
ومعتخفيش ، انا هچيب شمعة .
ولما آتى بالشمع قال بعشق ..حتى على ضوء الشمعة بردك جميلة .
لتغمض زاد عينيها بآسى محدثة نفسها …يا ترى عامل ايه دلوك يا براء ؟
فوج يا جلبى ، وتعال انجدنى من المچنون ده .
تعال يا براء ، معدتش مستحملة كلامه .
وميتى اسمع الكلام ده منيك انت ، عشان تعيد لجلبى نبضاته
…….
طالع باسم براء بخوف على صحته وما قد يدفعه تهوره فحدثه بقوله …احنا لزمن نبلغ الحكومة الأول يا براء .
عشان كيف يعنى تهجم على شقة من غير إذن نيابة ؟
ما انت راجل قانون وعارف صوح الإجراءات .
فانفعل براء مردفا بحنق …وانا لسه هستنى تصريح النيابة ، لا معنديش صبر .
يلا بينا وزى ما يحصل بجا ، المهم ألحق مرتى واشوف فعلا خطفها ولا رايحة بخاطرها .
زفرت بانة بضيق مردفة….بردك عتجول أكده ،رغم اللى شوفته بعينك .
لا جول أحسن إنك غيران عليها جوى ، وده يدل على أنك حبتها جوى زى ما هى بتحبك ،صوح يا براء ؟
عبس براء مردفا ….مش وجته كلامك الماسخ ده عاد .
وغيرة ايه بس ، كل الحكاية أنها على ذمتى ، فلازم تكون جد أسمى .
فصكت بانة على أسنانها بغيظ مردفة …مفيش فايدة ، ربنا يهديلك نفسك ..
فأشار إليها براء بقوله …إرچعى انتِ الجصر وطمنى أمى ، وانا وباسم هنروح نشوف الحقير ده .
بانة بتصميم … لا انا چاية معاكم ، عشان أكون جمب زاد .
الله يكون فى عونها زمانها عتموت من الخوف .
فحرك براء شفتيه بإستياء مردفا ….ويمكن عتموت من السعادة .
فأردف باسم بغيظ …والله انت كيف ما عتجول بانة ، عتغير عشان كده متنرفز جوى .
براء بنفى …لا وعغير عليها ليه ؟
انا مش بحب غير وحدة أنت عارفها زين ، بس زاد كيف ما جولت مرتى وشرفى ولزمن أحافظ عليه .
ويلا جولت كفايا كلام عاد .
أكدت بانة قولها …واناهاچى معاكم .
فانفعل باسم …..هو احنا رايحين فسحة ، إرجعى للجصر يا بانة الله يكرمك ،مش ناجصين .
بانة بتصميم طفولى…لا عاد هاچى .
فأشار إليها براء …طيب تعالى بس عتجعدى فى العربية ، تستنى عجبال منعاود ، اياكى تخرچى منيها ابدا ، أنتِ فاهمة ؟
اومئت بانة برأسها …ماشى ، مش هخرچ .
وجه باسم حديثه إلى براء ..الاحتياط واجب بردك ، لازم تجول للمركز يا براء .
يبعتوا ليك قوة تعينك وخصوصا إنك مش جادر توقف على حالك .
ومتعرفش صلاح ممكن يتهور ويعمل ايه ؟
تنهد براء مردفا بضيق ….ماشى ، امرى لله هعمل تليفون لسيادة اللواء .
بس مش هستنى حد ، انا كفيل بمرتى.
وبالفعل اتصل باللواء وحدث فى الأمر ليتفاجىء الاخير بقوله …لا يمكن صلاح يعمل كده ؟
ده كان مثال وقدوة لزمايله .
براء بإستياء …الحب للأسف عمى عينه ، المهم دلوك ، انا فى طريقى ليه .
ممكن حضرتك تبعت ليه مدد .
اللواء بعدم تصديق ..ولو انى مش مصدق الكلام ده ، بس هبعت .
ولو سمحت مش عايز اى تهور منك ..
براء ..تمام يا فندم .
لينطلق بعدها مستندا بألم على باسم ، ومع كل خطوة يقف لحظة متألما وكان صدره تحول إلى قطع زجاج متناثرة تجرحه كلما خطى خطوة ، ولكنه تحامل من أجل تلك المتمردة الذى ظل يفكر بها ويتسائل …هل حقا تحبه ام قلبها ليس إلا لصلاح ؟
&&&
حدثت زاد صلاح بقولها…ممكن تجبلى مية عشان عطشانة.
ابتسم صلاح ..بس إكده عيونى يا جلبى .
وعندما أعتدل ليقوم اصطدم بالمنضدة التى عليها الشمعة ، لتقع على الأريكة التى صادف وجود قارورة بنزين عليها فاشتعلت النار بها سريعا حتى وأمتدت إلى الستائر .
فقذف ذلك الرعب فى قلب زاد فصرخت النار يا صلاح .
فذعر صلاح وتوتر بقوله …متجلجيش هطفيها ، هطفيها .
بس أبعدك انتِ الأول عنيها ، فحملها سريعا الى الغرفة أخرى وذهب مسرعا لإحضار الماء .
ولكن للأسف النار بدأت تنتقل من غرفة لأخرى ولم يكن بوسع صلاح فعل شىء بعد أن فقد السيطرة على النار . .
لتزداد صرخات زاد مع اقتراب النار منها …إلحجنى يا صلاح ، النار ، النار.
وأثناء ذلك كانت وصلت سيارة باسم وبرفقته براء وبانة .
ترجل من السيارة براء بصعوبة متألما من جرحه ، ونظر لأعلى تلك البناية .
ليرى الدخان ينبعث من النوافذ ، فارتجف مردفا بفزع …الدخان ده طالع من الشقة اللى بتاعة صلاح .
لااااا مش معجول .
يارتنى كنت سبقت شوية
وهمس بأسم زاد
زاااااااد ،زااااااد
ثم تجمع الناس ، وتناقلوا الحديث ..حريقة ، حريقة .
لتبكى بانة مردفة …استر يارب .
يارب متكتبش عليا وجع فى زاد يارب .
باسم …لا حول ولا قوة الا بالله ثم أخرج هاتفه واتصل سريعا بالإسعاف .
وأثناء اتصاله وجد براء قد سبقه نحو البناية ، ليصعد إلى زاد .
ففزع عليه وأسرع إليه وأمسكه من ملابسه هادرا فى وجهه ….لا لحد كده وتقف يا براء.
أنت أتچننت ، عتطلع تعمل ايه فى الحريقة دى ؟
انت كده بتموت نفسك .
ليصرخ براء…زاد يا باسم ، مجدرش أشوف النار هتنهش فيها وأسكت وأجوف أتفرج كيف الناس كده .
باسم بغصة مريرة……خابر بس قدر ربنا ، ومينفعش تهلك نفسك معاها ،ده قدرها وأمر الله نفذ .
وانا طلبت الإسعاف هتيچى وتشوف ، لكن انت لأ .
فحاول براء التملص من يديه مردفا …لا مجدرش اتفرج عليها إكده ومعملش حاچة .
ليشد باسم عليه أكثر مردفا بإنفعال ..لا مش هسيبك
تموت نفسك ، كفاية خسرناها ،مش هنخسرك انت كمان يا براء .
انفعل براء وهدر فى وجهه ..جولتلك سبنى ، مش عتحمل لو جرالها حاچة وانا قصرت معاها فى حاچة .
سبنى بجولك .
فترجاه باسم بقوله …لا يا خوى ، الله يخليك ، انا كمان مجدرش استحمل يچرالك حاچة .
وبين إستمرار باسم على مسكه عنوة ، اضطر براء أن يركله تحت حزامه ، ففلتت يده منه بعد تألم باسم من تلك الركلة .
براء وهو يندفع الأعلى كأنه غير مصاب …سامحنى يا خوى معلش .
فزفر باسم …استر يارب .
لينطلق للأعلى وكلما تقدم كان يزداد انبعاث الدخان فشعر بالأختناق ولم يستطع التقدم أكثر من ذلك.
اما زاد فزادت معها صرخاتها كلما أقتربت منها النيران ، ولم يعد بقدرة صلاح السيطرة على الحريق .
فأسرع إلى زاد مردفا بإرتجاف وذعر….دلوك مفيش حل غير انى أفتح البلكونة ونستنجد بالناس وأرميكى منيها واكيد هما تحت هينجدوكى.
طالعته زاد بخوف مردفة …شكلها كده موتة وكده موتة .
احنا نلحج نفسينا ونتشهد على روحنا .
جول بسرعة جبل ما النار تنهشنا يا صلاح .
اشهد ان لا اله الا الله وأن محمد رسول الله .
فردد صلاح الشهادتين ثم بكى مردفا بنحيب …انا أسف يا زاد.
وياريت تسامحينى عشان لما أجابل وجه كريم .
ثم تابع بقوله ”
لا أنتِ مش عتموتى ، انا أفديكى بعمرى .
ثم تفاجئت به يفتح النافذة ، ليرى جموع من الناس فى الأسفل .
والكل يشير له ( نط بسرعة واحنا هنلحجوك، ومنهم من وضع مرتبة فى الارض ، ليسقط عليها .
شاهده باسم فأردف بإندهاش …ده صلاح ،فين زاد ؟
يارب تكون بخير.
بانة بخوف …استر يارب .
ثم التفت صلاح سريعا إلى زاد ، وحملها لتصرخ ..عتعمل ايه يا مچنون هترمينى من البلكونة !!
صلاح …مفيش حل غير إكده ، سامحينى يا زاد.
ومتخافيشى .
الناس حطة مرتبة تحت ،عتنزلى عليها .
زاد بذعر سيطر عليها ….انا خايفة جوى .
صلاح مطمئنا لها ..جولت متخافيش ، ويلا غمضى عينيكى .
ثم طبع قبلة على جبينها ونظر لها بعشق مردفا …سلام يا كل جلبى ، ثم ألقى بها من الشرفة .
فصرخت زاد ثم رددت الشهادة
فشهقت بانة …زاااااد ، إلحجها يا باسم .
فأسرع لها باسم
لتسقط على المرتبة ويقدر الله له عمر جديد .
وتجمع الناس حولها .
لتتفاجىء زاد بـ باسم أمامها فرسمت على شفتيها ابتسامة ناعمة مردفة…باسم .
كيف عرفتوا انى اهنه ، وكيف براء دلوك ؟
باسم …براء خاطر بنفسه عشانك ، وهو طلع ليكى فوق عشان ينقذك .
لما اطلع ألحجه ، ليسرع باسم إلى أخيه فى رهبة وخوف أن يكون أصابه هو شىء أيضا .
اما صلاح الذى كان يطالع زاد أثناء نزولها ليطمئن عليه ، فطالته النار وأمسكت به فصرخ صرخة أبكت كل من شاهده بتلك الحالة .
فاعتدلت زاد سريعا بعد أن خلصتها بانة من ذلك الرباط الذى كان بيديها ونظرت إلى صلاح الذى تأكله النار حيا بقلب متألم على حاله وصاحت بقولها …أرمى نفسك بسرعة عاد ياااا صلاح ، والناس هتطفى النار وتنقذك بسرعة .
ليعلو صوت صلاح رغم ألمه من النار …بچد عايزاهم ينقذونى .
زاد مشيرة إليه …ايوه بسرعة أرمى نفسك ، أرجوك .
ليستمع لحديثها ، وبالفعل ألقى بنفسه ولكن للاسف من شدة الأرتطام وحروق جسده تهتك جلده .
وأخذ ينازع الروح فى لحظاته الأخيرة .
اثناء ذلك كان قد أسرع باسم بقلب فزع خوفا على أخيه من أن يكون حدث له مكروه .
وصعد السلم الذى لم تكن به الرؤية واضحة جيدا بسبب كثرة الدخان .
فأخرج منديلا وكتم به أنفاسه ، وعندما صعد طابق آخر اصطدم بشىء على السلم ، فحقق النظر به فوجده أخيه ، قد أغشى عليه بسبب الدخان .
باسم بفزع …براء اخوى حبيبى .
فحمله وهبط به إلى اسفل العقار ، وحاول إعطاء قبلة الحياة حتى يتنفس .
فتنفس براء وعاد إلى وعيه مردفا …زااااد ، زاااد .
فطمئنه باسم بما حدث وأنها بالخارج مع بانة .
فابتسم براء وحمد الله ثم استند على باسم مردفا …طيب يلا ناخدهم و نعاود كلنا الجصر عشان خلاص مش جادر عايز أريح .
باسم …لا أنت لازم ترجع المستشفى تكمل علاجك لغاية مالجرح يلم وصحتك ترچعلك ..
براء …لا هرتاح وأكمل العلاج فى البيت ، انا أصلا مبحبش رقدة المستشفى .
يلا بس ،خدى بيدى ونطلع نطمن على زاد .
فحاوطه باسم بيده وخرج به ، ليرى عربة الإسعاف والمطافى قد حضروا .
ومازال هناك تجمع من الناس ولكن لا يرى حول من هم .
وعندما طالعتهم بانة أسرعت إليهم .
بانة بقلق….كيفك دلوك يا خوى ؟
براء مطمئنا لها….الحمد لله ، فين زاد ؟
إرتبكت بانة ، فحدثها براء بغضب …جولت فين زاد ؟
بانة بحرج ….هتواسى صلاح وهتلقنه الشهادة عشان للأسف هيطلع فى الروح ، الحريقة أكلت جسمه ، ومنظره صعب جوى جوى ، ربنا يعافينا ..
فانفعل براء مردفا بحنق …ده بدل ما تدعى عليه ربنا يحرقه فى جهنم كمان عشان كان خطفها .
لا دى شكلها إكده كيف ما جولت مشت معاه بخاطرها .
بانة مدافعة عن زاد …..بس متجولش إكده عيب يا براء .
لا هو كان خطفها بدليل الرباط اللى كان فى يدها لما نزلت بعد ما زجها من البلكونة .
وانا بيدى اللى فكيته منيها.
أيقن براء أنها بالفعل كانت معه رغما عنها ، ولكن مازالت الغيرة تسيطر عليه .
فأسرع إلى مكان وجودها معه ، فاستمع لآخر كلمات صلاح لها ورأى دموعها التى لا تتوقف .
فكاد أن يذهب إلى صلاح ويلكمه حتى تخرج روحه أسرع من ذلك ولكنه تماسك خشية أن ينهره أحد.
فسمعه يحدثها بقوله …سامحينى يا زاد ، عشان أخدتك غصب عنيكى .
بس صدجينى الهوى غلاب واللى يحب ميفكرش بعقله ابدا .
سامحينى أرجوكِ عشان ربنا يسامحنى وأموت مرتاح .
وجولى لبراء يسامحنى هو كمان .
سامحوني كلكم ، وسامحوا جلبى اللى حب ومحدش حبه .
سامحينى انا خلاص هموت .
فبكت زاد مردفة بنحيب …لا متموتش ، خلاص الإسعاف جت وهتخدك المستشفى وهيسعفوك .
صلاح …لا خلاص مفيش وقت وعمرى خلص .
بس سامحينى ارجوكِ.
زاد …مسمحاك يا صلاح وعذراك كمان .
فابتسم صلاح مردفا بضعف … الحمد لله .
ثم شهق شهقة الموت ، فلقنته زاد الشهادة .
فرفع إصبعه وهمس بها ثم فاضت روحه إلى بارئها.
فأجهشت زاد بالبكاء حزنا عليه وشفقة لذلك القلب الذى احبها وهى لم تحبه .
للتفاجىء بمن يمسكها بقوة من معصمها مردفا بغيظ …مش كفاية عاد وصلة الحزن دى اللى مش هتنتهى .
ولا صعبان عليكى المرحوم جوى كده ..
طالعته زاد بذهول غير مصدقة أنه أمامها يتحدث بنفس نبرته الغاضبه بعد أن كان مُمد على فراشه بين الحياة والموت .
نعم حقا سعدت برجوعه ولكن ألمها كلماته ولا يدرك أن حزنها ليس على صلاح فى حد ذاته ولكن على نفس قابلت وجه كريم .
انفعل براء أكثر لصمتها ونظراتها المحدقة إليه ، فثار مردفا بحنق …ايه هتتطلعيلى كأنك أول مرة تشوفينى عاد .
ولا يكونش مش مصدقة انى رچعت وكنتِ عايزة تتخلصى منى ، لا يا هانم أنا رچعت وزى الفل أهو .
وأنتِ مرتى انا ، واتفضلى يلا جدامى .
ولا يمكن عايزة كمان توصلى المرحوم المشرحة .
لتشهق زاد من حدته مردفة بغضب …لا أنت زودتها كتير جوى ، ومش محترم كمان حرمة الميت .
ايه جلبك ده عاد ؟
جلب من حديد ما هيحسش .
وإيه مرتك دى !
صدجت نفسك صوح !
لا دى حاچة على الورق ومش دايمة يا سيادة النقيب .
لاعب براء خصلات شعره بحرج أمام تعنتها وحاول كتم غيظه واكتفى أن أمسكها من معصمها هامسا لها ….دلوك جدامى على الجصر ، عشان معيزش اتكلم بين الخلق ، لكن هناك هيكون حسابك معايا عسير يا زاد ..
وهوريكى كيف صوتك يعلى عليا .
وتجولى مؤقت تانى .
لإن انا چوزك لغاية ما تجابلى وجه كريم .
تأملت زاد وهو يدفعها من ورائه هكذا مردفة بحنق …ايه اللى عتعمله ده ، كيف تسحبنى كيف البهيمة وراك إكده ؟
لاحظ باسم ذلك فأسرع إليه بقوله …ميصحش إكده يا براء ، سيبها ، الناس عمالة تتطلع ليكم .
براء بإنفعال …مش هسبها ولو اتكلمت تانى ، هحبسها .
ورغم من انفعال براء والغيظ الواضح على زاد ، لكن بانة ابتسمت محدثة نفسها …والله التنين عيشجوا بعض ، لكن عمالين زى القط والفار .
ربنا يهديكم لبعض.
بس ميتى براء يعترف فعلا أنه عيحبها ، عشان ده مش مصدج نفسه .
وأثناء ذلك جاء إتصال إلى بانة ، من رقم غريب .
بانة متعجبة ..يا ترى مين ؟
فقامت بالرد ..السلام عليكم.
فجاءها صوته ( جابر ) ..وعليكم السلام اولا وثانيا …أتوحشتك جوى يا حتة من جلبى .
سرت رعشة فى جسد بانة ، كادت تحبس أنفاسها .
وعضت على شفتيها بخجل ولكنها تكابرت وحدثت نفسها …لا مش هسمحله يأثر على مشاعرى بالسهولة دى .
انا لسه معرفهوش ، ولسانى مش مقتنعة بحاله .
فلازم أوجفه عند حده عشان ميصدجش إنى صوح بجيت مرته وكيف ما جالت زاد ، ده على الورق بس .
فحدثته بكبر كأنها لم تعرفه ….انت مين وعايز ايه ؟
وايه الكلام الماسخ ده ؟
أوجعت كلامتها تلك جابر. …وتسائل كيف لا تعرفه ؟
وهى تعد الروح التى بين جنبيه .
ألا يعرف أحدهم روحه !
ولكنه تحامل وتماسك من أجل الأمل أن يحظى بقلبها يوما .
فأردف بحنو …انا جابر يا بانة ، وحديتى مش ماسخ بالعكس ده مسكر عشان رايح لست البنات .
من الجلب للجلب يعنى .
توترت بانة وشعرت بالحرج فأردفت .. أهلا يا جابر .
معلش عشان مش مسجلة رقمك ، بس أنت چبت رقمى منين ؟
جابر ..مش مهم چبته منين ، المهم إنه معايا .
كيف ما صورتك جدامى دلوك كأنك معايا ومهتغبيش عن بالى ابدا يا ست البنات.
فصمتت بانة أمام هذا الغزو القلبى، ولم تعد قادرة على صده .
ولم تكن لديها أى كلمات للرد عليه فاكتفت بالصمت .
وعندما لم يجد منها رد شعر بحرجها فآثر أن يهدىء من نبضات قلبه التى تشتاق لها ، فحدثها..جوليلى كيف براء دلوك ؟ طمنينى ؟
وأنتِ فين فى الجصر ولا هناك فى المستشفى عشان انا خلاص جربت عليها وچى فى الطريق؟
بانة ..براء كويس الحمد لله ، بس حصلت شوية حچات إكده ، خلتنا نهمل المستشفى ودلوك فى الطريق للجصر كلاتنا وبراء معانا هيكمل علاچ فى البيت .
جابر بذهول ..كيف ده ، أظن واعر عليه يطلع دلوك وهو لسه تعبان إكده !
بانة …جولناله بس هو مصمم يروح .
جابر …على العموم ، ربنا يعافيه .
وانا هرچع وهاچى أطمن عليه آخر النهار يكون ارتاح .
بانة …إن شاء الله.
جابر ..معيزاش حاچة ، أجبهالك وانا چى .
بانة بحرج ….لا عاد مش محتاچة حاچة .
چابر بعشق دفين …بس انا محتچالك جوى يا بانة .
أردفت بانة بكذب لتخرج من حصاره لمشاعرها…وبعدين بجا ، يلا إقفل عشان قربنا نوصل .
ثم وجدها أغلقت الخط فى وجهه .
فابتسم مردفا …هستحمل لأجل عيونك الحلوة يا جلبى .
فحدثها باسم متسائلا ….كنتى عتكلمى مع مين بانة ؟
وسايبة براء فضله تكة وهيموت زاد من الغيظ بسبب عمايله دى .
فضحكت بانة مردفة ….خابرة هيغير عليها ومش راضى يصدق أنه بيحبها.
باسم مندهشا ..غريبة جوى ، بس إزاى بيحبها وهو بيحب وحدة تانية ..
فسئلته بانة ….جولى أنت تعرف البت اللى عيحبها براء ؟
فشرد باسم فى حب عمره ملك ثم أردف …ايوه أعرفها .
بانة …كيف يعنى شكلها وهى تستاهل يعنى جلب براء الچبالى ؟
باسم …هى من جهة الشكل ، قمر وهى قمر بس انا مهرتحش ليها واصل .
بانة …ليه إكده ؟
باسم …يعنى طريقة كلامها ولبسها اللى مينسبش بنت عفيفة واصل .
وسبحان الله هى حاچة وأختها ملك حاچة تانية خلاص .
ملك قمر بردك بس تحسى كأنها ملاك أو حورية من الچنة .
فابتسمت بانة واردفت بمكر …سيدى سيدى يا دكتور باسم ، جلبى حاسس إن الملاك دى هتعچبك .
بس متنساش دلوك أن فيه وحدة على ذمتك عاد .
فقضب باسم جبينه بغضب مردفا …عتفكرينى ليه ؟
ربنا يسامحك يا بوى .
فتنهدت بانة …على جولك ربنا يسامحه .
بس أظن يعنى أنه ممكن حب براء للبت دى ، مجرد إعجاب عشان حلوة كيف ما تجول ووهم نفسه أنه حب حقيقى .
لكن اللى انا شايفاه أنه الحب الحقيقى اللى فى جلبه هو لـزاد .
ومع الوجت جلبى حاسس إنه هينسى البت دى ، بس لما يصدق حاله أنه بيحب زاد .
باسم …ياريت ، زاد متتعوضش واصل .
ثم همس بحزن …كيف ملك بالظبط ..
وبعدين يلا عاد ، نروح عشان يتهد براء ويرتاح ، عشان على آخره من زاد وخايف عليه .
فضحكت بانة. ..يلا ربنا يهدى .
وبالفعل استقلوا السيارة عائدين إلى القصر .
……..
اخذ منصور يلف حول نفسه فى الغرفة مردفا بغيظ …كيف يعنى اليوم اللى كنت عستنيه عشان أتمكن من البت دى اللى عاملة زى لهطة الجشطة ، نجوم تجولى بعد ونام فى حتة تانية .
خابر اه أنها تعبانة بس كانت واعرة عليا جوى الكلمة دى .
ماشى اصبرى عليا يا نهلة تشدى حيلك بس أكده وانا مش هرحمك منى وهاكلك أكل يا بت يا جمر انتِ.
أما نهلة فبعد أن خرج منصور تنفست الصعداء مرددة …اخيرا عرتاح من شكله اللى يسد النفس ده .
يابوى عليه ده لزجة بغرة ، ويا خوفى بعد ما أخف يچى ويكون لسه مفعول الأعشاب ، مش خابرة اعمل ايه فيه ساعتها .
لا ده انا أكتله بيدى ولا يمس ليه شعرة واحدة .
……..
نعود لذكريات محفوظ حين اوصل والد إلهام إلى البيت ولكنه كان طوال الطريق يرواده شعور أنه حدث شىء من ورائه ولكن ما هو ؟ ولما لا لم تتواجد إلهام فى القصر ولما آتى اسماعيل للقصر وما سبب تلك الكدمات التى فى جسده ؟
أرهقه التفكير محفوظ حتى وصل إلى باب منزلهم فطرق الباب ، فأسرعت إلهام التى كانت ترتدى السواد وعلى وجهها أرتسم الحزن وعينيها تحكى الكثير .
اندهش محفوظ من هيئتها ، أما هى عندما رأته نكست رأسها وهربت من عينيه ثم طالعت والداها بلهفة وعندما رأت اثر الضرب على جسده صرخت. ..ابوى ، ابوى ، حصولك ايه يا ابوى وعمل فيك ايه الراچل النجس ده .
حسبى الله ونعم الوكيل ، مش كفاية اللى حوصلى منيه .
اسماعيل بإنكسار …اسكتى خالص يا إلهام ، ووسعى خلى محفوظ يعرف يدخل عشان تعب من شيلى يا بتى .
فأوسعت لهم إلهام ، وخطى محفوظ خطواته نحو الداخل والشك يكاد يطيح به ، ثم وضع اسماعيل برفق على الفراش ، حتى أتت حكمت تبكى وانحنت على يد اسماعيل تقبلها بقولها …الحمد لله يا ابو الهام أنها چت على قد أكده ، ده انا كنت عموت لو حصولك حاچة ، ولبسنا السواد انا وإلهام وكنا فاكرين خلاص روحت فيها يا خويا .
فنزلت دموع اسماعيل بٱنكسار ، فوقف محفوظ يصيح بأعلى صوته …هو فيه ايه عاد ؟ حد يفهمني حوصل ايه لده كله ؟
ثم نظر إلى إلهام التى تشييح بوجهها عنه مردفا …مالك يا إلهام ؟ فين ضحكتك اللى كانت عتنور الدنيا ، ده انا كنت چى عشان ابشرلك وأجولك أن دخلتنا خلاص الچمعة الچاية زى ما جال منصور بيه الله يكرمه وحال عيتكلف بكل حاچة .
فصرخت إلهام …لا لا اااا انا خلاص مش عايزة أچوز ، مش عايزة .
ثم أسرعت من أمامه باكية ثم أتت مرة أخرى تحمل علبة ذهبية بها شبكتها ووضعتها فى يده مردفة …خد شبكتك ٱهى .
وروح عاد شوف نصيبك ، تكون وحدة تستاهلك غيرى .
انا خلاص مبجتش أنفعك ولا حتى أنفع اى حد تانى .
فاتسعت عين محفوظ من الصدمة مردفا بإنفعال …يعنى ايه الكلام ده يا بت ؟
فصمتت إلهام ولم ترد ولكنه وقف أمامها وامسكها من ذراعيها يدفعها مردفا بهدر …جولى حصل ايه ؟
وكيف عترمى ليه شبكتك كده ، وليه شكلك متغير ، فهمينى ؟
……
جلست بانة بجانب باسم فى المقعد الامامى.
وجلست زاد وبراء فى المقعد الخلفى .
اشتد الألم على براء اثناء سير السيارة فتأوه ..اه .
فذعرت زاد مردفة …مالك حاسس بإيه ، تحب نعاود المستشفى نطمئن على حالك ؟
فابتسم براء لأهتمامها به ، رغم مكابرتها وعناده معها ولكنها تخشى عليه فى ذات الوقت.
براء بخفوت …لا انا بس محتاج ارتاح على فرشتى ، عشان العربية هتتهز .
ثم تفاجئت به زاد يضع رأسه على كتفها مردفا بمكر ..هرتاح شوية أكده عجبال ما نوصل .
ولكن ما أن لمست رأسه كتفها حتى شعر بإرتجاف جسدها ، وسمع نبضات قلبها المتسارعة .
زاد محدثة نفسها …يا مرك يا زاد ، أهدى يا جلبى عشان متتفضحش جصاده ويعرف انك عتحبه .
انا مش مصدجة نفسى أنه چمبى وهيرتاح على كتفى.
اه يا جلبى منك يا براء ، ولكنها لم تتحمل هذا الشعور فأردفت بخجل ..بعد عنى ،انت فكرنى أمك إياك .
فهمس براء …هشششش ، خلينى أرتاح وحطى لسانك اللى عايز يتجطع ده چوه خشمك .
فلم تجد زاد مفر سوى السكون والصمت حتى وصلوا إلى القصر .
فأطلق متولى الأعيرة النارية ابتهاجا بعودة براء من المستشفى .
ليستيقظ منصور على إثر ذلك الصوت وكذلك نهلة .
أما زهيرة فقلبها حدثنا إنه براء فأخذت تردد….براء ولدى .
لتطلب من بهية أن تسندها لتراه .
فخرجت للردهة وتهلل وجهها عندما رأته ، ولكن أوجعها قلبها عندما رأت الالم على وجهه مستندا على باسم .
ولكنه نظر لها بحب مطمئنا .
ثم هتف …..امى .
ليأخذه باسم إليها ،لتحضنه زهيرة وتجهش بالبكاء مردفة …حمد لله على سلامتك يا ولدى .
براء …الله يسلمك يا ياما .
أنتِ كيفك وكيف ابوى ؟
هو كويس ولا حوصل حاچة عشان مچاش يطمن عليه ؟
فضحكت بهية مردفة بسخرية …اعذره يا ولدى مهو عريس بجا .
فاتسعت عين براء مردفا بذهول …عريس !
كيف ده وميتى ومين هى العروسة ؟
فماذا سيحدث ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)