رواية أولاد الجبالي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي الجزء التاسع والعشرون
رواية أولاد الجبالي البارت التاسع والعشرون
رواية أولاد الجبالي الحلقة التاسعة والعشرون
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
لا تجعل طيبتك كتابا يتصفحه الجميع ، فهناك أناسا لا يستحقون منه حرف .
……………
مازال منصور فى أحلامه
عندما حدث أخيه مصطنعا الندم مردفا …انا خابر إنى غلطان من ساسى لراسى .
وعشان إكده بتصل بيك ، عشان نتقابل .
وأشوف هقدر أغير من حياتى إزاى وأصالح ابوى .
تهلل وجه منصور فرحا مردفا …بچد يا ممدوح ده أحسن خبر سمعته فى حياتى.
وانا موافق أكيد ، جولى عايز نتقابل فين يا خوى ؟
ابتسم ممدوح بمكر مردفا …بكرة ان شاء الله ، هبعت العربية تاخدك من البيت لغاية عندى فى المكان اللى عايش فيه ، عشان نتكلم على راحتنا .
منصور …تمام وانا فى الإنتظار إن شاء الله .
ليغلق معه الخط منصور وعلى وجهه ابتسامة مشرقة .
طالعته زهيرة بتعجب مردفة بإستفهام …خير يا ابو براء .
سمعاك عتكلم مع حد ومبسوط جوى ووشك عيضحك ..
ابتسم منصور لها وأمسك بيديها بحنو مردفا …تعالى أجعدى يا زهيرة ، أحكيلك على اللى حوصل بينى وبين ممدوح اخوى عتفرحى جوى .
ياااه أخيرا المية عترجع لمچريها ويتلم الشمل من جديد .
جلست زهيرة تطالعه بترقب لما سيقوله مردفة ….خير يا منصور .
ولو أنى خابرة معيجيش ورا أخوك ممدوح ده غير كل شر .
منصور بتروى …إسمعى بس يا زهيرة .
ده خلاص اللى كان نفسى فيه من زمان عيتحقق ، ونكون انا واخوى اللى من بطن واحدة إيد واحدة صوح .
بعد ما الحمد لله خلاص ناوى على توبة وعايزنا نتصافى وأكلم ابوى يرضى عنيه ..
فتحت عينيها زهيرة عن آخرهم مردفة بإندهاش …عيتوب ، ممدوح !!
مش مصدقة والله اللى عتجوله ده ،وخايفة يكون ملعوب جديد من ملاعيبه يا منصور .
فحرس منيه يا خويا .
منصور بثقة….ده أخويا يا زهيرة مهما كان ومهما عمل .
زهيرة…خابرة إنه اخوك بس للأسف عرق شيطانى إكده .
فطمئنها منصور بقوله …متخفيش عاد ، ده بيقول عنتقابل بكرة إن شاء الله وهيبعت ليا العربية ،هروح عنديه ونتكلم ومش همشى غير لما أتوكد فعلا أنه عايز يكون راچل صوح ويعرف أن الله حق .
ويتوب عن كل حاجة حرام عملها واشوف عيعمل إيه فى حياته الچاية وكيف هيراضى أبوى .
يكفى أمى ماتت وهى غضبانة عليه .
حركت زهيرة رأسها بآسى …ايوه ، ربنا يرحمها ، هى وثريا أختك اللى كانت الوحيدة اللى عتحب ممدوح وعتحن عليه رغم كل اللى عيعمله ده .
منصور …اه _ثريا جلبها عمره ما عرف الكره ، وكانت طيبة جوى ويمكن كانت حاسه أنه بردك أتظلم وهو صغير من أبوى وأمى .
فكانت بتحاول تعوضه شوى ، وهو بردك كان عيحبها أكتر وحدة فينا .
ولما ماتت شوفت القهرة فى عينيه وكان عيمشى يكلم نفسه وكل ما حد يقرب منه يواسيه هيزعق ، مكنش مستحمل ولا كان مصدق أنها ماتت .
زهيرة…الله يرحمها ، وأهى سابت نسخة منيها فى جلبها الطيب ( زاد ) ماشاء الله عليها فى الأدب والشطارة وعتسمع الكلام عن الدلوعة بتاعتك ( بانة ) .
فضحك منصور بقوله …لا كله الا بانة خليها تدلع براحتها ، يا عالم بكرة هيحصل فيه إيه ؟
…………….
وقفت إلهام ترتعد من الخوف بعد أن ولجت غرفتها مع محفوظ .
فطالعها محمود بسخرية مردفا بتهكم …مالك إكده وجفة عترعشى ، اللى يشوفك عيجول بت بنوت وعتكسف فى ليلة دخلتها وخايفة..
ميعرفش إنك بجحة وعينك تندب فيها رصاصة ، ومجربة جبل إكده ، فوفرى حركاتك دى واعمليهم على حد تانى غيرى .
وهمى أجلعى فستان الشوم ده .
عشان تحضريلى خلجاتى وتغسيلى رچلى ، وأطفح وأنام .
يمكن النوم ينسينى المصيبة اللى انا فيها دى عاد .
ارتعشت شفتى إلهام وسالت الدموع من عينيها وشعرت كأن النار تچرى فى حلقها وتصلب جسدها وصرخت به …..حرام عليك يا محفوظ ، ايه اللى عتجولوا ده !
ده انا إلهام اللى مربينى على يدك ومن انا صغيرة ، وخابر كيف كانت أخلاقى وانت اكتر واحد متوكد من إكده ، ده حتى الكلمة معاك كنت عتكسف منيها .
تجوم دلوك تجولى انا الكلام ده .
فاشتعل الغضب فى عين محفوظ واقترب منها ودفعها بيديه على الفراش هادرا بقوة …كان كله تمثيل فى تمثيل وكنتى عتخدعينى يا إلهام ، وانا كنت حمار وصدجت .
واتاريكى بعتى نفسك بالرخيص لمنصور وانا بنفسى جبضت التمن .
بس مردتش أتصرف منيهم جنيه واحد ، عشان مش محفوظ اللى حد يشتريه .
ثم التفت وفتح خزينة الملابس وأخرج المال وعاد إليها وقذفه على وجهها مردفا بغضب…خدى تمنك أهو ، وتمن حبى اللى ضيعتيه من جلبى عشانهم .
حاولت إلهام الاعتدال بصعوبة ودموعه لا تتوقف مردفة بنحيب …أحلفلك بأيه عشان تصدجنى ، انى مليش ذنب ومكنش بيدى يا محفوظ .
ضحك محفوظ بسخرية …ويعنى هو نزلك تحت عشان يبجا غصب عنيكى ، ولا انتِ بنفسك اللى طلعتى ليه .
كيف طلعتى ليه برضاكى ولحالك ؟
ليه وفجتى ، كنتى بعتى اى حد غيرك ، السرايا مليانة خدم .
الا لو انتِ اللى عايزة واستغليتى انى مش موچود كمان عشان يخلالك الچو .
فصرخت إلهام …لا كدب كدب .
وعندما جاءت لتدافع عن نفسها ، طرقت صباح الباب .
ثم ولجت دون أن يسمح لها أحدا بالدخول .
ووقفت أمام إلهام تطالعها بغل وحقد مردفة…صوتك عالى يا بت حكمت وده اللى مش هسمحلك بيه ابدا إهنه .
ثم طالعت محفوظ بغل مردفة…وان كان المحروس ابنى ،مش عارف يشكمك من أولها ، فيسيبك ليا وانا اعرف كيف أربيكى من جديد يا جليلة الرباية .
فبكت إلهام مردفة بنحيب …حرام عليكى ، انت خابرة زين انى متربية أحسن رباية ، ومحدش كان عيسمعلى صوت ولا يشوف ضلى غير النصيب لما ابويا تعب وكان لزمن اشتغل عشان نلاجى اللقمة ، بس يارتنى كنت موت من الجوع ولا كنت خرجت من الدار واشتغلت عند الظالم منصور الچبالى .
ضيقت صباح عينيها وأردفت بغضب …أنتِ كمان ليكى عين تردى عليا .
ثم صفعتها بقوة على وجهها حتى نزف فمها فابتسمت صباح وأخرجت من صدرها منديل .
ومسحت به الدم ثم ضحكت مردفة بسخرية …ودلوك هطلع للناس المستنية تفرح بالعرسان عشان يحط لسانهم چوا خشمهم وميدروش أنك معيوبة وتبجا سيرتنا على كل لسان .
ثم طالعت محفوظ بحزن مردفة ….الله يكون فى عونك على ما ابتلاك يا ولدى .
بس عايزاك راچل وتورينى عتعمل ايه فى البت الفاچرة دى وألا ودينى لأدفنها حية مطرحها .
ثم خرجت وأغلقت الباب بقوة ، ففزعت إلهام وأخذت تبكى مرارا .
…..
إستيقظت قمر من نومها ، ولكنها لم تبرح فراشها بعد أن تملك منها الصداع ، فالتقطت هاتفها فوجدت عدة مكالمات فائتة من براء ، فزفرت بضيق مردفة …وبعدين بجا .
جولت هيچوز ويحل عن سماى شوية ، بردك هيرن وهيقرفنى .
اعمل إيه دلوك وانا اصلا مش جادرة أفتح عينى من الصداع .
منك لله يا حمدى ، ياريت عملت كيف ملك .
كان زمانى مستنية نصيبى عاد واتدلع وأقبل أو أرفض براحتى ..
لكن دلوك بين أمرين أصعب من بعض .
چوز معحبهوش وعشيق هو معيحبنيش غير لكيفه وبس .
ده غير الطريق اللى خلانى أمشى فيه .
طريق مفهوش رچوع وخايفة من أخره .
ومجدميش غير أمشى فيه عاد .
ودلوك أتصل بيه عشان أخد المحروق منيه .
ابتسم حمدى لرؤية اسمها على هاتفه فرد بقوله …حبيبة جلبى .
قمر …ملوش لزوم عاد يا حمدى ، خلاص مبجاش يفرحنى كلامك ، المهم انا دماغى هننفجر وعايزة السم الهارى .
ومتجولش فى الشقة ، عشان لو عملها براء وطب علينا ، جول على نفسك يا رحمن يا رحيم .
فضحك حمدى مردفا بسخرية …ليه هو فاضى يطب ، مش كانت دخلته عشية .
قمر …معحببهاش وقومت لجيته رن عليا كتير جوى .
ومفيش دماغ أكلمه غير لما أخد البرشام .
حمدى….بس كده عيونى يا جلبى .
عجبلك فى المكان إياه بتعنا .
قمر …ماشى.
فقامت قمر سريعا ووضعت عليها عبائتها سريعا وتحركت نحو الباب بخطى سريعة.
فاستوقفتها ملك بقولها ….قمر على وين العزم بدرى إكده ؟
فالتفت لها قمر غاضبة …وبعدين معاكى ، انا مش عيلة صغيرة ،كل شوية تسئليها رايحة فين وجاية منين ؟
ملكيش صالح بيه عاد ..
ملك بضيق …بردك عتكابرى يا قمر ومش مكفيكى اللى حوصل .
وخابرة إنك رايحة تجابلى اللى عتحبيه ده .
مع انى جولتلك اتقى الله فى چوزك وهمليه واكل ناسه ده .
تملك الصداع أكثر من قمر ، فأخذت تضرب على رأسها صارخة ….مجدرش ، هو عيمسكنى من يدى اللى بتوجعنى .
وهملينى لحالى دلوك .
ملك بإنفعال …لا مش هسيبك تضيعى نفسك .
قمر بنفور …يووووه ..هملينى جولتلك يا ملك .
فهددتها ملك …لا ولو خرجتى يا قمر ، عكون باعتة رسالة لسيادة المقدم وأجوله عتملى ايه عاد من وراه .
لتتجمد قمر فى مكانها مردفة بصدمة …أكده يا ملك هتهددينى .
ملك بحزن …اعمل ايه وانا شايفاكى جدامى بتضيعى يا بت ابوى وخايفة عليكى .
ثم اقتربت منها ملك وربتت على يديها بحنو …اخزى الشيطان يا حبيبتى وادخلى واعملى للشيطان اللى عتحبيه ده بلوك .
وحولى مع براء يتجدملك رسمى .
فطالعتها قمر بغضب شديد ،للتفاجىء ملك بـ قمر تدفعها بقوة أرضا ، ثم أسرعت هى للخارج مردفة …سامحينى غصبا عنى يا ملك .
لتسرع هى بعد ذلك إلى حمدى ، فوجدته فى انتظارها .
عاقبها حمدى بقوله …اتأخرتى ليه أكده يا قمر ، ده انا كنت خلاص همشى ؟
قمر بغيظ …اعمل ايه فى وش الشوم ملك ، عرفت كل حاچة وعتهددنى كمان أنها تعرف براء لو مجطعتش علاقتى بيك .
تجهم وجه حمدى مردفا بغضب …لا إكده عتكون خطر علينا يا قمر ، وعتضيع كل اللى عملناه ، وكده هنروح كلنا فى داهية .
اتسعت عين قمر مرددة بخوف …والعمل ؟
ضيق حمدى عينيه مردفا بصوت يشبه فحيح الأفعى…مفيش غير أننا نخلص عليها .
فضربت قمر على صدرها ..ايه ، عايز تموت أختى يا حمدى !!
حرك حمدى رأسه مردفا بتروى …إهدى إكده يا قمر .
ولو عندك حل تانى جوليلى ؟
يا تموت هى ، يأما انا وانتِ اللى عنموت على يد سيادة المقدم أو حمدان الچبالى .
فتبدلت ملامح قمر وأردفت بإندهاش …وه _ حمدان الچبالى عم براء ؟ معجول ده ؟
فوضع حمدى يده على فمها مردفا بتوعد ..هش هش .
حد بسمعك نروح فى خبر كان .
لو حمدان شم خبر هيطير رجابنا جبل براء ذات نفسيه .
قمر بفزع …لااااا .
خلاص موتها ونرتاح منيها.
فابتسم حمدى بخبث …تمام ، أحبك وأنتِ بجيتى تعرفى مصلحتك زين وتدوسى على أى حد فدى نفسك .
ودلوك خدى المعلوم ، عشان نفكر زين ، هنعمل ايه فى المصيبة اختك دى .
…………………
استيقظت زاد فى الصباح على أذان الظهر ، فولجت إلى المرحاض وتوضئت وخرجت لتصلى .
وعندما أنتهت من صلاتها جلست لتقرء بعضا من آيات الذكر الحكيم.
ليتخلل لأذن براء صوتها الشجى فيستيقظ على إثرها مبتسما هامسا…ايه الچمال ده .
مكنتش خابر إنك حلوة فى كل حاچة أكده !
صوتك يريح الجلب بچد .
ثم وجد نفسه يسعل وشعر بالبرودة رغم حرارة الجو.
فزفر بضيق ..ايه ده عاد ، انا شكلى اخدت برد من نومة البلكونة عاد .
بس اعمل إيه ، ما احسن ما كان جالى جلطة من وجودها جدامى وحلالى لكن مش جادر ألمسها .
ثم حاول القيام وولج للداخل يسعل ويمشى بخطوات متثقالة مرتجفا .
فرأته زاد على هذا النحو فأسرعت إليه ووقفت أمامه مردفة بقلق …براء انت تعبان .
أطال براء النظر فى عينيها التى تلمع ورأى بها القلق عليه فحدث نفسه …جننتينى يا زاد !
أنتِ صوح كيف ما بيجولوا عتحبينى ؟
بس كلامك وأفعالك معايا عيجولوا لا معتحبنيش وخايف فعلا يكون جلبك اتعلق بصلاح ؟
ممكن أكون أنا إكده إنانى عشان أنا جلبى متعلق بـ قمر لكن مش خابر ليه عغير عليكى وعايزك تكونى ليا بجلبك وعقلك بس .
انا فعلا أحترت ومبقتش خابر انا عايز إيه ؟
فتكابر براء مردفا بإنفعال …ايوه تعبان بسببك أنتِ .
اتسعت عين زاد مردفة بإندهاش …كيف ده ، عملت إيه انا ؟
براء …جولتلك بعدى عن مش طايق أشوف خلقتك قدامى ، لكن انتِ عتتمسخرى عشان تحلى نفسك .
فاكرة يعنى لما تعملى إكده عحبك وأقرب منيكى .
لكن أنتِ عتحلمى ، مفيش فى جلبى غير قمر وبس .
طالعته زاد بعيون دامعة ، غير مصدقة أنه أصبح بتلك القسوة ،فكيف له أن يقتلها بسكينا باردا هكذا .
وهى التى لا ينبض قلبها سوى له .
شعرت زاد أنها فقدت القدرة على الكلام ، وكأنها ماتت بعد كلماته القاسية تلك .
ولم تعرف لما تذكرت فى تلك اللحظة صلاح الذى كان يعشقها وضحى بنفسه من أجلها .
فحدثت نفسها …ياااه كنت حاسس بالسكين اللى عتدبحنى دلوك يا صلاح .
احساس صعب جوى ، زى ما يكون روحى عتسحب منى بالبطىء وعتترد تانى وتتسحب تانى وفى الاخر مش بموت بتعذب بس .
فوجدت نفسها تردد …الله يرحمك يا صلاح ، إرتحت على الأقل من العذاب ده .
فسمع براء همسها بأسمه فتلون وجهه غضبا واشتعلت نيران الغيرة فى قلبه ،فوجد نفسه قد أنهال على وجهها بصفعة قوية افقدتها توازنها مردفا بإنفعال …هموتك لو سمعتك عتجولى اسمه تانى جدامى .
ولا أجولك لا الموت هيكون ليكى رحمة وعتتقابلوا هناك ، انا هعذبك أحسن عشان لا تطولى دنيا ولا أخرة .
لتثور زاد فى وجهه مردفة بإنفعال ….لا انت اكيد أتجننت .
انا بكرهك ، بكرهك .
طلجنى ، انا اللى من دلوك مش طايقة أبص فى خلقتك .
ضغط براء على أسنانه بغيظ مردفا …لا مش هطلجك وهسيبك إكده زى البيت الوقف .
وعتتطلعيلى غصبا عنيكى وعتحبينى كمان .
ثم عصف الصداع برأسه من شدة الأعياء وفقد قدرته على الوقوف جيدا فترنح فكاد أن يسقط .
فلمحته زاد هكذا فأسرعت تستنده بيديها رغم جرحها منه .
وساعدته فى الوصول إلى فراشه .
ثم لامست جبهته بيديها فشعرت بحرارته العالية فشهقت …ياه انت مولع نار .
هروح أنادى باسم بسرعة .
طالعها براء بندم على ما فعله به وحدث نفسه …مش خابر ليه انا هعمل فيها إكده ، وهى اللى دبحتنى دلوك بخوفها عليا رغم اللى عملته فيها من شوى .
ذهبت زاد مسرعة إلى باسم ، فطرقت الباب .
فقام باسم من فراشه مسرعا وفتح الباب ورأى علامات القلق على وجه زاد فسئلها ….خير يا زاد ، حوصل حاچة ؟
تلعثمت زاد وهى تردد …براء يا باسم ، تعبان جوى وسخن .
تعال معايا ، الله يخليك شوفه وطمنى .
باسم …حاضر ، هلبس حاچة بس وچى وراكى على طول .
فسبقته زاد إلى غرفتها وتبعها هو بعد لحظات .
ولج باسم وعلى وجهه معالم القلق مردفا بحنو …الف سلامة عليك يا خوى .
ايه يا راچل السخونة دى فى الصيف ، شكلك زودت الدلع جوى يا عريس .
ابتسم براء ساخرا بقوله …جوى جوى مقلكش .
وانت ايه أخبارك مع عزة ، يارب تكون نستك ملك .
فتبدلت تعابير باسم من مرتخية إلى متشنجة مردفا بإنفعال …الله يخليك يا خوى ما تجبلى سيرة دى ولا دى .
الأتنين وجع جلب ، خلينى إكده لغاية ما ربنا ينظر ليا نظرة رحمة وياخدنى عنديه عشان أستريح .
براء بحزن …بعد الشر عليك يا اخوى ، ومعلش بكرة تاخدوا على بعض .
وأجولك يعنى الحريم كلها واحد ، فمتضيجش نفسك إكده ..
باسم بغصة مريرة ….لا مفيش زى ملك يا خوى ، ربنا يصبرنى .
ودلوك عقوم أچبلك حقنة البرد عتنزل السخونة هى طول وجسمك عيستريح .
ثم التفت إلى زاد بقوله…خلى بالك منيه يا زاد ..واعمليله كمادات باردة ووصى جليلة تعمله وكل مسلوق .
جلست زاد بجانب باسم تفعل ما أمرها به باسم ، وكلما اقتربت من براء وشعر بأنفاسها وهى تضع تلك القماشة الباردة على جبينه .
إرتجف جسده وود لو ضمها لتسكن برودة روحه وإحتياجه إليها.
فحمحم بحرج ….كفاية متتعبيش نفسك عاد .
فطالعته زاد بنظرة طويلة مفعمة بالعتاب ولمعت عينيها بالدموع مردفة بقهر ..متقلقش انا مش بعمل إكده عشان عايزة حاچة أو بلمح لحاچة .
انا بس عشان بنت أصول وأعرف الواچب .
طالعها براء بحرج وكأنه كان يتمنى أن تقول انها تفعل ذلك لأنها تحبه وليس من أجل الواجب فقط .
فأردف براء بحنق …عتعملى عشان الواجب بس يا بنت الناس ، لا تشكرى عاد .
طالعته زاد بصمت طويل وكأن عينيها تقول له ..
لو كان للحب اسما اخر لأسميته براء
دعنى أسبح فى عينيك كى لا ترى غيرى
دعنى أشغل عقلك فلا ترهق التفكير بغير سواى
دعنى أطيب جرحاً انت فيه دائى ودوائى .
انخفض بصرها سريعا كى لا تفضحها عينيها أمامه ، طالما ليست فى قلبه .
فقامت مردفة …هشوف جليلة اتأخرت ليه فى الوكل .
وعندما خطت أول خطواتها أمسك بيدها ، فشعر بإرتجاف يديها بين يديه فأردف بسخط …لدرجاتى عتكرهينى يا زاد ومش طايجة ألمسك ..
وصلاح هو اللى كان شاغل جلبك صوح ؟
سحبت زاد يديها المرتجفة مردفة بغصة مريرة…أسفة يا سيادة المقدم بس إظاهر انك اللى نسيت انك جولت مش عتلمسنى .
اما صلاح فهو خلاص مات وارتاح .
انفعل براء وتلون وجهه مردفا …مات صوح ، بس لسه مماتش فى جلبك .
رمقته زاد بغضب مردفة …انا معدتش ليا جلب خلاص ، ثم ضحكت بألم ..يكفى جلبك انت اللى عمران بحب مرتك .
ثم أسرعت للخارج قبل أن يتفوه بشىء يؤلمها أكثر من ذلك .
أما هو فوضع يده على رأسه مردفا….لا بچد عتجننى ومش خابر بجد حالى انا كمان ، شوية حاسس إنى ميال ليها وشوية عايز أكسر دماغها الناسفة دى .
…….
أما جابر فكان يفترش السرير وبانة بجانبه تضع راسها على صدره وتتعمد دفن وجهها عليه حرجا .
داعب جابر خصلات شعرها المتناثرة على صدره ورفع أحدهما بيده وقبلها ثم أردف بحب …وحشتينى يا بانة .
تلون وجه بانة بالخجل وأردفت بتعجب …كيف عتوحشك وانا چمبك يا چابر.
چابر بعشق …ايوه عتوحشينى وأنتِ چنبى ، وحرمانى ليه من عينيكى وعتخبى نفسك منى .
وأنتِ خابرة أن عينيكى دى نهر يروى عطش جلبى .
فدق قلبها بشدة وطالعته بحب مردفة بحنو …انت كده عتخلينى أحبك بچد يا چابر.
فابتسم جابر وسرت فى جسده قشعريرة السعادة فردد بفرحة …بچد يا بانة ، أنتِ كده عتدينى أمل انك ممكن تحبينى كيف ما انا بحبك .
لا مش جادر أصدق ، حاسس إنى بحلم حلم جميل جوى وخائف أجوم منيه .
داعبت بانة وجنتيه بيدها مردفة …عنديك حق ، انا اصلا مش مصدقة حالى ، انى حبيتك إكده على طول رغم يعنى …؟
ثم اخفضت طرفها حرجها .
فمد يده جابر إلى أسفل ذقنها فرفعه إليه بحب وطالع عينيها بلهفة المحب مردفا بلوعة …مش جولت متخبيش عيونك الحلوة دى عنى عاد .
وكملى كلامك وجولى ومتكسفيش ..خابر حالى انا انى مش متعلم وانى مش من مجامك يا بنت الچبالى.
بس جدمت ليكى جلبى ومش بس جلبى ده انا كله ليكى ، فى سبيل نظرة بس من عيونك دى .
فوضعت بانة يدها على فمه مردفة بحب …لا متجولش إكده تانى على نفسك ، انا دلوك عرفت إنه مش بالشهادة ولا بالمقام .
ما ابوى اهو عاد مجامه عالى لكن عمرى ما حسيت منيه بالحب .
لكن انت حسيتك عوض من ربنا ليا ، لجيت فيك كل حاچة ،حنان الأبو وسند الأخ وعشق الحبيب .
ياااه متصورش أنا سعيدة كيف وحاسه جلبى بيرفرف كده .
وانا اللى كنت بعتقد أن مش هچوز غير لما أعيش قصة حب طويلة ورومانسية كيف الروايات .
چيت انت من يوم وليلة چمعت ده كله من كلمة حلوة لموقف لمعاملة مكنتش أتخيلها .
ده انا اللى حاسه دلوك إنى أقل منيك فى الحب ونفسى أوصل لجزء واحد من حبك ليا ..
فضمها جابر إليه بقوة مردفا بعشق…يااااه ، متصوريش انا حلمت باللحظة دى من قد ايه وكنت فاكر انها مش هتيچى ، بس سبحان ربك رب الجلوب .
ليذوب الأثنان من جديد فى بحر الحب المتجدد ، ولا سلطان عليهم سوى القلب الذى أقتحمه جابر بكلمة واهتمام وأخلاص واحترام وفوق ذلك كله هو رضى الرحمن .
…….
ذهب حمدان إلى غالية .
حمدان بتودد …كيفك يا ست الستات .
رحبت غالية به مردفة ….اهلا يا سيد الرچال .
بخير طول ما انت بخير.
طالعها حمدان بإعجاب مردفا …لساكى زينة وحلوة كيف ما شوفتك أول مرة .
فضحكت غالية بقولها …لساك فاكر يا حمدان .
خلاص يا واد عمى راحت الحلاوة وكل زمن وليه أوانه عاد .
حمدان ..لا متجوليش إكده ،تدبل الوردة وريحتها لسه فيها .
وأنتِ كنتِ أجمل وردة .
غالية ..كنت يا حمدان بس چه اللى ما يتسمى ممدوح وخلص عليا وسرق مالى ودهباتى وضحك عليا وانا اللى كنت فكراه عيحبنى .
تنهد حمدان وزفر بغضب…خابر يوم ما كنتى عتلفى عليه النچوع وتسئلى عليه وجابلتك وحكتيلى عنيه .
وانا جولتلك ملوش لزوم تجابليه لانك مش عتاخدى منه حق ولا باطل ، ده ممكن كمان لو حولتى تأذيه يموتك ويخلص منيكى .
تنهدت غالية بمرارة مردفة بحزن …ايوه بس ساعتها ، مكنتش معايا حتى قرش واحد ولا كنت جادرة أجيب رغيف عيش حاف يسد چوعى بعد ما سرق فلوسى كلاتها، ومعدتش جادرة بعد ما كسرنى أرچع أتنطط فى الموالد من تانى .
حمدان …وعشان أكده ، أخدتك من يدك ووديتك حدى الست دهب واشتغلتى عنديها وعلمتك قراية الفنجان وكيف جلب الحبيب ورد المطلقة والأعمال والسحر ولما ماتت أخدتى مكانها وبجيتى أشهر من النار على العلم وعملتى أضعاف اللى اخده منيكى ممدوح .
غالية بغصة مريرة ….بس لساها النار جايدة فى جلبى ومش هتطفى غير لما أسمع خبره .
فضحك حمدان …ومش مكفيكى اللى حوصل ، ده بجا كيف العيل الصغير ميوعاش حاچة خالص .
غالية بغل ونفس شيطانية …ولسه السم عياكل من جتته حتة حتة ، لغاية ما يطب ساكت .
فقهقه حمدان ولمعت عينه بالشر مردفا بفحيح الأفعى ..مستنى اللحظة دى بفااارغ الصبر .
بحق اللى عمله فى مرتى وكتل اخوه منصور اللى عايش بحسه دلوك ولى عيعمله فى ولاده.
……..
حاولت ملك بصعوبة القيام من الأرض بعد دفع قمر لها ، فقامت باكية تردد ….إكده يا بت ابوى ، الله يسامحك .
وجلبى حاسس إن فيه مصيبة هتوحصل قريب .
إستر يارب .
فما سيحدث هل ستتخلص بالفعل قمر من أختها كما فعل ممدوح بأخيه ام للقدر رأيا أخر ؟
هل ستفنى نهلة عمرها مع ذلك المجنون منصور ، فمتى إذا سيبتسم لها القدر ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)