رواية أولاد الجبالي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي الجزء التاسع عشر
رواية أولاد الجبالي البارت التاسع عشر
رواية أولاد الجبالي الحلقة التاسعة عشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
يستطيع الإنسان يقهر الآخر ..بما عنده من قوة وسلطان لكن قطرة واحدة من دمعٍ تكفي لإذابة جبال من جبروت ذلك الإنسان وحده الدمع يستطيع.
………
صمتت إلهام ولم ترد حديث محفوظ الغاضب عندما سألها عن معنى حديثها .
ولكنه وقف أمامها وأمسكها من ذراعيها يدفعها مردفا بهدر …جولى حوصل ايه ؟
وكيف عترمى ليه شبكتك كده ، وليه شكلك متغير ، فهمينى يا إلهام وإلا عرتكب جريمة دلوك .
فصرخت إلهام ثم أسرعت إلى المطبخ وأحضرت سكينا ثم عادت إليه ووضعته فى يده مردفة بغصة مريرة….اكتلنى يا واد عمى ، اكتلنى وخلصنى من العذاب اللى انا فيه ده عاد .
اكتلنى وريحنى الله يخليك .
انا خلاص كيف ما جولتلك مبجتش أنفع حد .
عشان سيادة البيه اللى مستعجل على دخلتك هو بنفسه ، اللى اخد فرحتك وداس على شرفك وعايزك انت تستر على غلطته بفلوسه .
شوفت ظلم وجبروت اكتر من أكده عاد .
رفع منصور حاجبيها واتسعت عيناه وزئر كالأسد مردفا بإنفعال وهو ينقص عليها بعد أن اطاحها أرضا ووضع السكين على رقبتها…..ليه عملتى أكده يا إلهام ؟
ليه كسرتى فرحتى ، عتجولى كان غصب عنيكى صوح .
لا كنتى دافعتى عن نفسك ، ولا كنتى كتلتيه بس ميمسش شعرة منيكى .
ولا يمكن وعدك بجرشين فجولتى وماله ، اهو استنفع بالجرشين وبردك أچوز محفوظ المغفل .
مش صوح أكده يا خاطية ، والله حرام ، حرام عليكى .
وخسارة حب السنين اللى حبتهولك وكنت أتمنى وأحلم باليوم اللى يجمعنى بيكى وتخشى دارى .
يااااه على الوجع ، كيف حالك جلب تعملى فيه أكده !
بس ماشى أنا هكتلك الأول واغسل عارى وبنفس السكينة دى هروح بردك أخلص عليه .
ثم بدء يحرك السكين على رقبتها ؟؟
………….
استقبلت زهيرة براء بفرحة باكية ، واحتضنته بقوة ثم أبتعد عنها وقبل يدها بحنو وسئل عن أبيه الذى لم يأتى لزيارته أو سئل عنه .
لتصيبه الصدمة عندما
ضحكت بهية مردفة بسخرية …اعذره يا ولدى مهو عريس بجا .
فاتسعت عين براء مردفا بذهول …عريس !
كيف ده وميتى ومين هى العروسة ؟
ثم نظر لأمه بشفقة فأشاحت وجهها عنه ،كى لا يرى فى عينيها الإنكسار .
براء بإنفعال ..مين هى دى اللى أمها داعية عليها ، عشان أنا مش هسكت غير لما أطفشها من إهنه .
حركت بهية شفتيها مرددة ..مش هتصدق يا ولدى مين اللى اتچوزها أبوك صاحب الحسب والنسب ؟
حاول باسم تهدئة تلك العاصفة بقوله ….خلاص يا خالة .
اخوى تعبان وعايز يستريح دلوك ، وبعدين نبجا نتكلم فى الموضوع ده عاد .
طالعت بانة والدتها بشفقة وهى تراها ضعيفة لتلك الدرجة لتردد ..ايه اللى عتجولوه ده ، معجول ابوى اتچوز .
بهية …ايوه يا بتى ، منها لله خطافة الرچالة دى .
بانة بإنفعال ….انا مش مصدجة حالى .
وجولى مين الحية دى اللى سرجت ابويا من أمى .
عشان هوريها مجامها.
بهية …مش جد سحر الخدامين أنتِ يا بانة ، فابعدى عن شرها .
براء بصدمة …جصدك ابوى انا ، اتچوز خدامة !
بهية مؤكدة …ايوه يا ولدى ، أتچوز نهلة .
ومتعرفش كمان أن الست فهيمة من زعلها على أمك ، أخدت البت دى وكانت هتموتها وحبستها لكن أبوك عرف ، واتكتلت ومنعرفش مين كتلها لغاية دلوك .
تلون وجه براء من شدة الغضب فهدر ….معجول كل ده يحصل فى غيابى .
ووصلت للكتل كمان .
بس هى فين الحرباية اللى ضحكت على ابوى دى ؟
حركت بهية شفتيها بإستياء مردفة …ايه والله عنديك حق .
حرباية صوح .
و دلوك البت نهلة رقدة عشان جسمها مكسر من الضرب فى اوضة أبوك ، وأبوك نايم فى أوضة تانية عجبال ما تخف الست هانم نهلة .
فحرك براء رأسه ، بعدم استيعاب لما حدث ، وشعر أنه فى حلم وليس حقيقة .
أكل هذا يحدث فى يومين ، أنه كفيلم هندى وضرب من الخيال لا يصدقه أحد .
طالعته زاد بحزن على حاله ، ولم تدرى بما تقول كى تخفف عنه سوى …..معلش اكيد دى نزوة وعتعدى وخالى هيحس أنها غلط وهيطلجها من نفسه .
فاصبروا شوية ومتعندوش عشان ميعندش هو كمان .
فرمقها براء نظرة نارية مردفا بحنق …هو ده اللى قدرتى تجوليه ، للدرچاتى مش حاسة بالنار اللى جوانا .
أدخلى عاد أوضتك وريحى نفسك ومتشغليش بالك بينا .
لمعت عين زاد بالدموع فقد ألمها كلماته حقا وأحرجتها كثيرا فأسرعت إلى غرفتها باكية ، لينهره باسم بقوله ..ليه إكده يا باسم هتحرچها .
وهى على فكرة مجلتش حاچة غلط وهى نزوة صوح وهتروح لحالها .
ومهما عملنا إحنا مش هنقدر على أبوك .
كنا قدرنا احنا لما غضبنا على الچواز ، هنقدر تجوله هو لأ وطلجها وارميها .
أطبق براء على أسنانه بغيظ مردفا . ..يعنى عايزنا نسكت على اللى حوصل ده ؟
بانة بإندفاع ….لا مش هسكت وهدخل أوريها مجامها الخدامة دى ..
فاندفعت بانة إلى غرفة ابيها بغضب لتعنف نهلة ، فصاحت زهيرة….لا يا بانة ، لا يا بتى مش ناجصين أبوك يجولك كلمة تزعلك ولا يطين عشتنا عشانها .
سبيها يا بتى لله ، يتصرف كيف ما يريد ، وان كان عليا انا ميهمنيش ، خليه براحته ، المهم انتم عندى .
عبست بانة مردفة …ولو ميهمكيش أنتِ ياما ، يهمنا احنا .
ده منظرنا جدام الناس ، وزمانهم عيتلسنوا علينا دلوك ويجولوا أبوهم أچوز خدامة .
زهيرة…يا بتى الناس معيبطلوش كلام وحديت ديما .
فسبيها فى حالها ، الله يخليكى .
ولكن بانة لم تستجب لرجاء والدتها واندفعت غاضبة نحو غرفة نهلة فتبعها براء بخطوات متثاقلة بطيئة .
فلم يجد باسم سوى اتباعه حتى يكون معهم فى كل خطوة .
وبينما كانت نهلة على فراشها تستريح ، تفاجئت بمن يدفع الباب عليها بقوة ، حتى أصدر صوتا أفزعها جعلها تنتفض فى مكانها .
ثم وجدت أمامها بانة تطالعها بحقد وغل ثم بدئت فى سبها مشيرة إليها بإصبعها تحركه من أعلى لأسفل ….بجا حتة خدامة زيك ، لا راحت ولا چت ولا ليها جيمة ، تضحك على ابوى انا وتخليه يتچوزها .
عملتيله السحر ده فين يا بت ؟
شعرت نهلة وكأن أحدهم صب عليها دلو من الماء البارد ، فها هى تسمع ما كانت تخشاه واتعرضت للحرج والاهانه وكأنها ليست انسانه مثلها ، بل هى مجرد خادمة ليس لها حق فى الإنسانية مثلها .
فغلت الدماء فى عروقها وقررت أن تنتقم من أجل إنسانيتها ولن تسكت لتلك المتكبرة ولتعرفها من هى الخادمة حقا .
فطالعتها بحنق ثم ابتسمت ساخرة مردفة بتهكم… أهلا يا بت منصور .
ومالك أكده چاية منفوخة على الفاضى ، لا اجفى عوج واتكلمى عدل .
ولعلمك عاد انا صوح كنت خدامة بس ده كان الأول يا بت منصور ، ودلوك انا ست الجصر ده كلاته .
فاهمة يعنى ايه ؟
يعنى بإشارة منى أجول مين يجعد فيه ومين ميجعدش .
ولا هيهمنى حد واصل فيكم .
ولى يحاول بس يجرب منى ، عكله بسنانى دى .
فأحسنلك تغوربى عن وشى السعادى عشان مش فيجالك وعيانة كيف ما أنتِ شايفة ، ده لو عتشوفى عاد .
لكن للأسف أنتم يا ولاد الناس معتشفوش غير نفسيكم وبس .
اشتد غضب بانة فأردفت بتوعد …أنتِ نسيتى نفسك عاد ولا ايه يا نهلة .
كيف تكلمينى أكده ، نسيتى انا مين وأنتِ مين ؟
حركت نهلة رأسها بعدم مبالاة مردفة …..لا أنتِ اللى نسيتى انا مين دلوك يا دلعدى .
انا مرت سيد الناس منصور الچبالى ،وحبيبته وان شاء الله هكون ام ولده كمان .
فروحى يلا ألعبى بعيد يا شاطرة .
اتسعت عين بانة وهى تستمع لحديثها ذلك ولا تصدق بالفعل أن تلك الخادمة تحدثها بتلك الطريقة ، فأقسمت على أن تلقيها درس لا تنساه .
فكورت بانة يديها بغضب ، واقتربت منها والشر يتطاير من عينيها مردفة…طيب يا ست نهلة انا هوريكى مجامك يا خطافة الرچالة انتِ وعشان تعرفى كيف تكلمينى إكده مرة تانية .
ثم اندفعت إليها بغضب ، وأمسكت بشعرها بقوة حتى كادت تختلعه من شعرها .
فصرخت نهلة متألمة ، ولم تستطع المقاومة بسبب آلام جسدها وضعف بنيتها أمام قوة بانة وسيطرتها عليها .
وكل هذا تحت أنظار براء الذى يطالع نهلة بعين الجمود والحقد والغيظ ولم يتحرك له عين وكأنه مستمتع بنمنظرها تحت يد أخته بانة .
فصرخت نهلة … ألحجنى يا منصور ، بتك المفترية عتموتنى .
ليستمع لصراخها منصور ، الذى كان بالفعل يستعد للذهاب للأطمئنان عليها بعدما علم بعودة أولاده ، فخشى عليها منهم .
ففزع من صراخها وأسرع إليها ولكن سبقه إليها باسم .
حيث أقترب باسم من بانة وعاتبها بقوله …ايه اللى عتمليه ده يا بانة ميصحش اكده .
ثم سارع إليها ليخلصها من قبضة بانة .
فصرخت بانة ….سبنى عليها يا باسم ،دى جليلة الرباية وعايزة تتربى ..
فردد براء بغيظ ..عنديكى حق يا بت ابوى ، عفارم عليكى ، ايوه إكده .
خلصى نار أمى منيها الحرباية دى ، إن شاء الله تموت فى يدك كمان .
طالعه باسم بإندهاش مردفا بحنق …..ده كلام بردك يا براء ، ده بدل ما تجولها عيب اللى عتمله ده !
تجوم تزودها اكتر ، وكأن نهلة دى حيوانة ومعتحسش زيينا .
براء بإنفعال …ومش عيب هى تتطلع لأسيادها وتكلم كأنها هى صاحبة القصر واحنا اللى عبيد عنديها !
باسم بعتاب ….حرام عليك دى فى النهاية إنسانة زيينا بردك ..
فنهره براء ..وهى لو إنسانة صوح ، كانت عرفت قدرها كويس .
فتستاهل الخدامة دى .
وبينما نهلة تطلق صيحات الأستغاثة من هجوم بانة عليها وكلمات براء القاتلة لكرامتها ، آتى منصور كالطور الهائج .
فصاح فيهم بصوت عالى أفزعهم ….عتملوا ايه إهنه يا ولاد الچبالى .
ثم نظر لبانة نظرة حارقة مردفا بغضب …بعدى يدك عنها يا بانة والا هكسرهالك أنى .
فطالعته بانة بإنكسار مردفة …عتجولى انا الكلام ده يا بوى ، وعشان مين ؟
عشان وحدة خدامة ولا تسوى .
رفع منصور يده محذرا لها بغضب …اياكِ تجولى عليها خدامة تانى ، دى من النهاردة مرتى ، وست الجصر ، وستك أنتِ وأخواتك كمان .
ولى مش عاجبه يهمل الجصر وملهوش ولا مليم عندى .
فنظرت بانة لأخواتها بإندهاش ، ثم طالعت تلك التى تنظر لها بإنتصار والإبتسامة الشيطانية تزين وجهها .
وساد الصمت حتى نطق باسم التى لمعت عيناه بالدموع من قسوة ذلك الرجل الذى تعدت كل الحدود مردفا بغصة مريرة …جولتكم عاد مننهوش فايدة .
ثم نظر إلى والده مردفا …الله يسامحك يا بوى .
ثم أمسك بيدى براء وبانة وأخرجهم رغما عنهم ، بعد أن ألجمتهم الصدمة ، فوقفوا كأنهم ألواح خشبية بلا روح ولم يستطيعوا النطق .
وما أن غادروا حتى تدللت نهلة بقولها …تعيش ليا يا سبعى وسيد الرچالة كلاتها.
ثم ضحكت بقولها …وعچبنى جوى كلمتك وانت عتجول نهلة مرتى وست الجصر كلاته.
حسيت كده كأنك عبد الناصر فى زمانه ، صوتك شخلخل چوه جلبى .
ثم تابعت بقولها ”
ايوه إكده اللى عملته خلانى أحس معاك بالأمان وانى مرت صوح منصور الچبالى ،مش أى حد عاد ، أن شاءالله يخليك ليا يا رافع راسى كيف الزرافة .
فرفع منصور شاربه بفخر بعد أن أثنت عليه وسرى فى جسده هرمون السعادة .
فجلس بجانبها والتصق بها وطالعها بشوق مردفا …كل حاچة ممكن أعملها لجل عيونك الحلوة يا بت .
ثم مرر بأصبعه على شفتيها وتابع …وعشان شوية عسل من إهنه ،ابيع الدنيا ولى فيها كمان .
ثم هم أن يقبلها ، فارتجفت وابتعدت عنه ووضعت يدها على رأسها مردفة بألم …اه يا دماغى هتتفرتك من الصداع من كتر ما بتك شدت فى شعرى .
ولا جتتى جايدة عليا نار ، مش عارفة ألاجيها منين ولا منين؟
منصور بتوعد…معلش ، دى أخر مرة حد يچى جمبك تانى .
والكل هيخاف بعد إكده ، ومش هيقدروا يعملوا حاچة طول ما هما عايشين فى خيرى وإلا هما عارفين هيحصل ايه .
وانا كمان هطلع دلوك عشان اسيبك تستريحى وأروح لأمهم عشان أخليها تعقلهم حبتين .
تهللت أسارير نهلة مردفة ….ماشى يا سيد الرجالة ، يخليك ليا .
بس براحة على الست زهيرة ، عشان صراحة انا مشوفتش منيها غير كل خير .
،غير عيالك دول اللى تندب فى عينيهم رصاصة .
فابتسم منصور مردفا…والله جلبك طيب يا بت .
امال مش عايزة تحنى ليه عليه بإى حاجة ، تسكن وجع جلبى اللى مولع نار ده ، ورايد قربك.
نهلة بمكر ….معلش يا خويا ما أنت شايف حالى جدامك اهو ، هو بس يومين كده اتجوى وأوريك اللى عمرك ما شوفته ثم ضحكت بدلال .
فاتسعت عين منصور وأردف برغبة …ياه ميتى بس ، عشان خلاص قربت أجيب أخرى .
نهلة …هانت يا جلب نهلة .
فسئلها منصور…عتحبينى صوح يا بت ؟
نهلة …وده سؤال بردك يا منصورى.
ده انت الجلب والروح ، ونسمة الهوا اللى هتنفسها .
حتى أسمع منى ، هو ينفع عاد شاى من غير تفل .
حرك منصور رأسه …لا .
نهلة ….اهو بالظبط أكده انت التفل والحلى كلاته يا منصورى .
فطالعها منصور بحب وابتسم مردفا …اهو انتِ يا بت ، الفرحة الوحيدة اللى فى حياتى ، بعد عمر طويل كله ألم وحرمان .
ثم لمعت عينيه بالدموع ، فلم تصدق نهلة ما تراه ، أيعقل ذلك الجبار الظالم ، أن يبكى .
وما حقيقة هذا الحرمان والألم الذى عاشه وهو من هو؟
ابن الچبالى وثروته التى لا آخر لها ، بجانب سطوته ومهابته فى قلوب الناس .
فكيف إذا ما قاله ؟
نهلة بعدم تصديق..انت عتبكى يا منصور ؟
معجولة دى ، ابن الجبالى يبكى .
منصور بغصة مريرة …وفيها ايه انا مش بشر زيكم ، ولا فاكرنى نوع تانى غيركم ؟
ولا فاكرة عشان بس الهوجة والهلومة اللى أنى فيها ، انى عمرى ما بكيت وأنى سعيد ومحدش جدى .
بالعكس ده كله منظرة جدام الناس ، لكن أنا من چوايا مش سعيد ، وحزنان على طول .
طيب مش هتصدقى لو جولتلك أنى لما بشوف أى فلاح فى الغيط هيضحك من جلبه مع مرته أو عياله أو صحابه هغيير منيه ، لأن ضحكته صوح هتطلع من الجلب .
لكن انا ضحكتى ضحكة صفرا من غير روح .
بس أنتِ يا بت رجعتى فيا الروح تانى ، وعشان خاطرك هعمل اى حاچة ، المهم ألاقى معاكى السعادة اللى عشت طول عمرى أتمناها .
ثم شعر منصور أنه تحدث بما لا ينبغى أن يقال ، فوقف معتدلا قائلا …طيب هسيبك دلوك ترتاحى وانا هروح زى مجولتلك أشوف زهيرة .
فحركت نهلة رأسها بتعجب من ذلك الرجل وشعرت أن هناك شىء ما بداخله يخفيه عنها .
وبالفعل تحرك منصور نحو غرفة زهيرة غاضبا
……
ولج منصور على زهيرة والشرار يتطاير من عينيه بعد دفعه الباب بقوة ، ثم وقف أمامها كالثور الهائج.
فارتبكت زهيرة وابتلعت لعابها بخوف .
ثم أشار منصور إلى بهية بقوله …اخرجى أنتِ دلوك يا بهية ، عايز ام براء فى كلمتين .
فخرجت بهية سريعا بعد خوفها هى الأخرى من هيئته الغاضبة . وعند خروجها أغلق منصور الباب من ورائها بقوة ثم التفت اللى زهيرة .
فأردفت بخوف …هو فيه ايه مالك أكده داخل تجول يا شر أشتر .
فطالعها منصور بحدة مردفا بإنفعال …أنتِ خابرة طبعا اللى حوصل يا زهيرة.
وخابرة إنى اتچوزت وده حجى ، وكان مفروض اعمل ده من زمان جوى كمان .
بس كانت العيال لسه صغيرة وجولت يا واد أصبر شوية عشان يتربوا ويبجوا رجالة .
د
ودلوك خلاص بجوا رجالة على وش چواز وبتك برده إكده .
وحجى خلاص خدته ، يبجا ملكيش فيه لا أنتِ ولا عيالك يا زهيرة .
وخلونى أعيش حياتى اللى دوست عليها من زمان عشان اعملكم كل اللى انتوا عايزينه واعمل لكم مجام وحس بين الخلق ولا حد يقدر يدوس ليكم على طرف .
بس بعد كل ده وولادك يچوا يقفوا جصادى !
ده چزاة المعروف ، يبجا لا عاش ولا كان حد فيهم .
وفى غمضة بصر أرجعهم شحاتين أو أنهيهم من على وش الدنيا أحسن .
……….
تأخرت قمر فى الخارج مع حمدى فشعرت بالقلق مردفة بتوتر …بزيادة اكده يا حمدى ، عشان أتأخرت جوى عن البيت وابوى وملك عاد مش هيسكتوا .
فخطف حمدى قبلة سريعة من على إحدى وجنتيها مردفا …خلاص يا بت ، اهو عاد هنروح يا وش السعد أنتِ.
والعملية تمت والحال عال العال .
قمر ….طيب مش ليا بردك نصيب فى الفلوس دى ولا ايه ؟
طالعها حمدى بذهول مردفا بغيظ …ايه هى عينيكى زاغت على طول إكده ؟
مش مكفيكى خير چوزك والهلمة اللى شوفتها عنديكى ولسه كمان عتاخدى منه كتير جوى .
فأشارات قمر بكف يدها فى وجهه مردفة..خمسة وخميسة يا حمدى .
…ايه انت عتحسدنى يا حمدى ولا إيه ؟
ومش هو ده كان طلبك ، انا أصلا مكنتش عايزة الچوازة دى .
ثم تابعت بإنكسار ”
حتى حبك طلع خازوج أرض چو يا حمدى ووجعت فى شر أعمالى وبجيت على آخر الزمن وحدة تقضى معاها ليلة وخلاص ولى زاد وغطا كمان خلتنى لعبة فى يدك عشان الكيف.
فكده كده بجيت ضايعة ، بس على الأجل أعمل فلوس على جد ما أجدر عشان أعرف أعيش وانبسط وانسى اللى هعمله فى نفسى .
ضحك حمدى مردفا بسخرية …لا والله بجيتى حكيمة عصر وأوانك يا قمر .
وحاضر هشوف الريس يعملك نسبة عاد معايا .
بس يكون فى علمك خير الباشا برده ليه نسبة فيه والا انتِ خابرة عاد .
فسبته قمر ..واطى يا حمدى .
بس خلاص خابرة ، ما أنت خلاص مسكتنى من يدى اللى بتوجعنى ربنا يسامحك بجا .
حمدى ساخرا …لا وأنتِ يعنى ملاك يا بت .
متعملهمش عليا يا جمرى .
المهم دلوك متنسيش تتطمنى على چوزك واجب بردك ، عشان ميشكش فيكى .
قطبت قمر جبينها مردفة …بعت ليه رسايل كتير ، أعمل ايه تانى ؟
حمدى ..اتصلى عاد عشان تعرفى لساه تعبان جوى ولا اتحسن .
قمر … وأفرض حد رد عليا منيهم !
حمدى …اعملى نفسك النمرة غلط مش حكاية يعنى.
قمر …ماشى .
فاتصلت به قمر ، فنظر إلى هاتفه وتنهد بضيق مردفا …مش وجتك يا قمر ، انا فيا عاد اللى مكفينى .
ومش طايج خلجاتى عاد .
ولكنه عاتب نفسه بقوله ….بس هى ذنبها ايه عاد ؟
مش هى دى قمر اللى كنت عتموت عليها وتچوزها ..
وهى اللى فى جلبك ومش بتستريح غير وانت معاها .
يبجا رد عليها وانسى الدنيا وانسى حد زاد اللى شايفة نفسها عليك دى .
فاستجاب لها بقوله …قمر كيفك وحشتينى جوى ؟
تفاجئت قمر أنه بالفعل يحدثها بنفسه ، فتتلعثمت بقولها …براء انا مش مصدجة حالى انك هترد عليه .
انت كويس ؟
ده انا كنت عموت عليك وكنت عايزة أچيلك المستشفى بس خوفت عشان معملش لك مشكلة هناك .
براء مبتسما ..خابر يا جلبى ، ومتجلجيش انا بخير دلوك .
ونفسى أشوفك وارتاح على صدرك بس مش هجدر دلوك اسوق العربية .
فمعلش يومين كده وأشوفك يا جمرى ،وهكلمك .
قمر بإصطناع ..سلامتك يا روح الروح .
وهستنى تكلمنى فى أقرب وقت .
ليغلق معها براء الخط .
ثم حاول أن ينام ولكنه عقله كان مشغولا والغريب أنه ليس تلك المرة بـ قمر رغم أن كل مشاعره لها هى .
ولكنه كان مشغولا بـ زاد ، وتسائل هل بالفعل تحبه حقا كما قال بانة وباسم .
ام روحها معلقة بصلاح ، وخصوصا بعدما رأى الحزن فى عينيها عندما مات ؟
زفرت قمر بضيق مردفة ..شوفت عاد أهو زى الجطط بسبع أرواح وعايش وهيتكلم .
حمدى ..روجى نفسك عاد يا بت .
هو لو مات كان فرصة وهتورثى منه ، بس قدر الله يعيش وبردك خير وهيچى من وراه رزق .
اللى عتطلبى منه هيديكى ،وكمان عايزك تعرفى منه كل عملية عيطلعها كيف ما جولتلك عشان ناخد احتياطتنا وده بيفيدنا جوى فى الشغل .
طالعته قمر بذهول مردفة …انت طلعت داهية كبيرة جوى يا حمدى .
فضحك حمدى …داهية بس عتحبينى يا بت صوح ، حتى لو كان جلبك زعلان منى .
فتنهدت قمر مردفة بحزن. ..وايه ينفع الحب عاد دلوك بعد ما خلاص ورقك انكشف جدامى .
أجولك بزيادة حديت ملهوش عازة .
روحنى يلا .
وبالفعل عادت قمر إلى البيت ، فوجدته هادىء ، ووالدها قد غط فى نوم عميق .
فتنهدت بإرتياح مردفة …حلو جوى ، عشان مسمعش منيه كلمة كده ولا كده .
يارب تكون كمان البومة ملك نامت .
ولكنها عندما ولچت غرفتها …وجدتها تصلى .
فزفرت بضيق مردفة …عتصلى الشيخة ملك ، وبعد ما تخلص هتختم عليا وانا مش نجصاها .
أنهت ملك صلاتها فوجدت قمر قد افترشت فراشها بملابس الخروج لتنام .
تعجبت ملك من نومها على ذلك الحال فعاتبتها بقولها …اخيرا جيتى يا قمر !
ده أبوكى كان هيچنن عليكى وانا أجوله معلش تلاقى الموصلات ، لغاية منعس على الكنبة برا من التعب .
قمر بنعاس …لا كتر خيرك .
سبينى كمان انا أنعس عشان تعبانة على الآخر .
تنهدت ملك بعدم ارتياح وأردفت …وبعدين معاكى يا بت ابوى ، حالك مش عجبنى !
وحاسه إنك مكنتيش فى شغل ولا حاچة .
كنتى فين كل ده يا قمر ؟
فزفرت قمر بضيق …بجولك ايه عاد ، مش ناجصة حديتك الماسخ ده وخليكى أنتِ فى نفسك وملكيش صالح بيه .
ثم اشاحت بوجهها عنها لتزيل دمعة محبوسة فى عينيها مردفة بندم …يا بختك يا ملك ، تصورى دلوك انا اللى بجيت بحسدك على راحة بالك دى .
يارتنى كنت زيك بس خلاص فات الأوان يا بت ابوى ،وانا خلاص ضعت .
ضربت ملك يد بيدها الأخرى مردفة بإستنكار …لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا يهديكى يا قمر .
………….
ابتسمت زهيرة إبتسامة تهكم من زوايا ثغرها مردفة بآسى الى منصور …..انت لسه مصدق حالك .
ده اللى بتضحك بيه على نفسك ده يا منصور ولا تحب افكرك بأسمك “ممدوح ”
فأسرع إليها منصور بعين تنذر بالشر وكتم أنفاسها بيده مردفا بتوعد …خابرة لو جولتى الإسم ده تانى على لسانك هعمل فيكى ايه ؟
هخنقك بيدى دى ؟
ممدوح مات من زمان جوى ، ممدوح اللى كل الدنيا چت عليه ومحدش رحمه ابدا حتى أبوه وأمه.
ممدوح اللى عمره ما حس أن حد حبه ، الكل كان بيكرهه .
محدش كان بيحب يصاحبه ولا يلعب معاه .
ممدوح انا موته بيدى دى ، واللى عاش هو منصور ..
منصور اللى كل الناس كانت بتحبه ويشهدوا ليه بالخير .
اتسعت عين زهيرة وتلون وجهها بالزرقة وكادت أن تختنق بسبب كتم أنفاسها .
لاحظ ذلك منصور ، فرفع يده سريعا عنها .
لتلتقط أنفاسها بصعوبة وبدئت تسعل سعال شديد .
ثم أخذت تردد ….حسبى الله ونعم الوكيل.
منصور ..ايوه حسبى الله ونعم الوكيل.
فى كل اللى ظلمنى زمان وجه عليه ، لغاية ما بجيت دلوك منصور الجبالى .
أغنى أغنياء مصر والكل هيعملى حساب وكلمتى مسموعة .
ومن غيرى ولادك ولا يسووا حاچة يا زهيرة .
فاحمدى ربك .
واعملى حسابك دخلة العيال السبوع الچى .
ففتحت زهيرة فمها ببلاهة مردفة …عتجول ايه ؟
كيف ده ، احنا ملحجناش !!
منصور ..عشان …؟
يا ترى عشان ايه يا منصورى 😂😂
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)