رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء الخامس والثلاثون
رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت الخامس والثلاثون
رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة الخامسة والعشرون
……………
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
رسالة لك
﴿ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ ﴾ .. 💌❤
سيقضي الله ذلك الأمر الذي يشغل بالك و سيرزقك بتلك الفرحة قريباً 💙✨
……….
قتل جاسر حسنية تلك الحية بل رحمة ، رغم توسلاتها إليه وحبه لها ولكن ما فعلته جعله لا يراها إلا شيطانة فتخلص منها .
أما حمدى ذلك العاشق لحسنية لم يغمض له جفن بمقتلها وفر هاربا سريعا كى لا يقتله جاسر ، كالمثل الدارج ، يا روح ما بعدك روح .
خوفا من أن يقتله ولكن جاسر بقلب ملتاع مقهور أقسم ألا يتركه حتى ينتقـ.م منه هو الأخر ، فركض خلفه وقذفه بالفأ.س فأصاب إحدى قدميه ، فصرخ حمدى من الألم وسقط على الأرض متأثرا بجرحه .
ورفع يده لجاسر يترجاه ألا يقتـ.له ثم حاول التراجع للخلف خشية منه قائلا : هديك كل فلوسى يا جاسر بس سبنى أعيش الله يخليك .
فضحك جاسر ضحكة شيطانية مردفا : دلوك ععترجانى يا حمدى ، بس ما بعتنى عشان تاخد مرتى منى .
لا أنت متستحجش غير الموت ، عشان اللى زيك لو عاش عيفسد ويخرب فى الارض ومش هتسلم الناس من شره .
ليرفع جاسر الفأ.س مرة أخرى ليضر.به الضر.بة القاتـ.لة ولكنه سمع صوت أحدهم يطرق الباب بشدة .
فتوتر قليلا ولكنه أصر على موته فضربه على رأسه فصرخ وسالت الدماء من رأسه ولكنه لم يمت وفر جاسر سريعا من النافذة كما أتى .
وكان الطارق هو مسالم المكلوم فى عرضه ويحمل فى قلبه حزن يسع العالم كله .
كان يطرق الباب بهيسترية ويصرخ : أفتح يا خسيس ، أفتح يا مجرم .
وعندما لم يجد إستجابة منه ، أخذ يضرب الباب بكل قوة حتى كسـ.ره ودلف للداخل كالطور الهائج يبحث عنه فى كل مكان ، حتى تفاجىء به على الأرض والدماء تسيل منه ويهذى بكلمات غير مفهومة وكأنه يصارع الموت ، والروح قد بلغت الحلقوم ويرى أمامه مصيره الهالك الذى لا رجوع فيه .
فانكب عليه مسالم بقهر يمسكه من ملابسه ، غير مبالى بما به ولا بتلك الد.ماء التى تسيل منه وما يشغله فقط هو قمر فأخذ يدفعه للامام مرة وللخلف مره قائلا بحدة : عملت ايه فى قمر يا حمدى ؟
_ مش كفاية اللى عملته فيها زمان ، ليه استخسرت فيها تعيش حياة كويسة !!
وكان بيكفى اللى حوصل زمان .
_ ليه حرمتنى منيها وأنا اللى مش جادر أعيش من غيرها .
_ وأوعى تجول إنها ماتت ، لإن جلبى عيجولى انها عايشة .
_ فين قمر يا حمدى ، فين ؟
ليحاول حمدى النطق بصعوبة بعد أن بلغت روحه الحلقوم : قمرررررررر مااااات عشان خاينة
مهو كل خاين عيموت زيى انا دلوك بمووووووت.
ليشخص بصره وتسكن جوراحه بعد أن شهق شهقة الموت وصعدت روحه إلى بارئها ، ليموت على سوء خاتمة .
فهاج مسالم ولم يصدق أنه مات دون أن يطمئن منه على قمر ، رغم أنه سمعه يقول انها ماتت ولكن يكذب أذنه وعقله ولا يصدق سور قلبه .
_ لذا أخذ يدفعه مجددا من ملابسه ، لينطق اين هى .
مسالم بصراخ مؤلم : لا متموتش غير لما تجولى فين قمر .
ومتجولش أنها ماتت ، أنت كداب يا حمدى .
قمر عايشة ، قمر عايشة .
وظل هكذا حتى سمع صوت سرينة الشرطة ، التى قد تعقبته من خلال كاميرات المراقبة ووصف الناس له .
فهاجموا الشقة ، ليجدوا مسالم بجوار جثة حمدى يهذى ويصرخ ، فقبضوا عليه ظانين أنهوا هو من قتله .
ومن خلال البحث فى الشقة عن جريمة أخرى فعلها مسالم ، وجدوا جثة حسنية على التخت .
فاتصل الضابط بالإسعاف لحمل الجثث ،ثم تشميع الشقة ونقل مسالم إلى مركز الشرطة لإستجوابه .
وكان ينتظره محمود فى مكتبه بعد أن وصل إلى مسامعه ما حدث وطلب أن يباشر هو قضيته لما له من مكانة خاصة عنده .
وبالفعل أحضروه إلى مكتبه ، ليتفاجىء به محمود قد تبدل حالة تماما بعد أن ذبل وجهه ونبتت لحيته وشعره مبعثر وملابسه متسخة ،والذى يراه لا يعرفه بعد أن كان شابا جميلا منمق الثياب وجميل الرائحة .
فوضع محمود يده على وجهه من الصدمة قائلا : لا حول ولا قوة الا بالله ، قد كده الحب ممكن يخلى الإنسان يعيش ميت من غير روح ويكبره بالشكل ده !!
ثم زفر بضيق وأقترب منه ووضع يده على كتفه قائلا بشفقة : إزيك يا مسالم ، كده يا راجل يا طيب تعمل فى نفسك كده ؟
مش قولتلك قولنا على كل خطوة تعملها واحنا هتكون معاك بدل ما تودى نفسك فى داهية .
فأخذ مسالم يهذى وليس على لسانه سوى قمر عايشة ، قمر مماتش ، حمدى مات ، حمدى مات .
فأغمض محمود عينيه بألم وقال : لا حول ولا قوة الا بالله ، الراجل عقله تعب ومش فى وعيه خالص .
ولازم يروح مصحة نفسية يتعالج .
ليعود محمود إلى مكتبه وجلس على مقعده وكتب ورقة بإحالة مسالم إلى مستشفى الأمراض العصبية والنفسية.
لينقل بعد ذلك إليها حتى يتعافى من الصدمة .
ومع رفع البصمات عن الفأس المستخدم للجريمة ومعاينة كاميرات المراقبة المتواجدة فى الشارع التى توجد به تلك الشقة ، تبين أن الجانى ليس مسالم وإنما هو جاسر الذى خرج للتو بكفالة من قضية الإتجار فى المواد المخدرة ليتم القبض عليه مجددا فى قضية قتل زوجته وعشيقها .
ولكن القانون فى تلك القضية لا يعطى أكثر من سنة سجن فى قتل الزوجة المتلبسة بجريمة الز*نا وعشيق*ها .
ليعود مرة أخرى جاسر إلى أبيه ، مبتسما قرير العين .
حمدان بعتاب : بردك نفذت اللى فى دماغك يا ولدى .
جاسر براحة بال مزيفة : ايوه يا بوى , أكده ارتحت ومن دلوك عنوى توبة لله عز وجل وربنا يعنى عليها ويتقبلها منى .
ثم بكى بين يدى والده بعد أن خسر حب حياته حسنية وعاد مجددا إلى السجن ، ليحتضنه حمدان بحب أبوى وأخذ يربت على كتفه حتى هدء قليلا .
*******
شرع جابر فى بناء ذلك البيت الكبير الذى سيتزوج به من سلسبيل ، ولكنه كلما مر يوم يقربه من تلك الزيجة ينقبض قلبه ، فهو يخشى من أن يظلمها معه لإن قلبها مازال متعلق بـ بانة رغم كل ما حدث .
وقد بكى طيلة الليل عندما سمع ما حدث لها وفكر فى زيارتها ولكنه خشى أن يراها بتلك الهيئة فلا يتحمل قلبه .
او قد تتهمه بالشماتة بها وهو أبعد ما يكون عن هذا فاكتفى بالدعاء لها وأن يهدى الله لها نفسها الأمارة بالسوء.
ليأتى لها جاد وربت على كتفه بحنو ليخرجه من شروده قائلا : اللى واخد عقلك يا اخوى ،يتهناله .
أكيد البت سلسبيل مهى صبية زينة صراحة وبتمنى لما أكبر أتچوز وحدة تحبنى أكده وتكون بحنيتها وجلبها الأبيض ده .
فتنهد جابر وزفر بضيق ولم يجيبه .
فدخل الشك فى قلب جاد وتابع بإندهاش : ايه يا اخوى مالك مبلم أكده ولا حتى ابتسمت وانا بكلمك على سلسبيل ؟
أوعاك تكون لسه بتفكر فى بانة ، لأ أكده حرام لنفسك وكمان سلسبيل اللى جايدة صوابعها العشرة شمع وعتتمنى لك الرضا ترضى نظير كلمة حلوة ولا ابتسامة منيك .
أغمض جابر عينيه بألم واشاح وجهه حتى لا يرى الشوق فى عينيه وقال بحزن : بزيداك يا خوى ، بيكفى كلام .
والمهم دلوك أن سلسبيل هى مرتى وليها عليه حق ، فمتخافش عليها .
جاد : أنا مش خايف عليها طول ما أنت معاها يا اخوى ، لانى خابر أنت ايه ربنا يحفظك.
أنا خايف عليك انت ، مش عايز تتوچع اكتر من أكده وعايزك تعيش وتنبسط وتحاول تحبها .
تنهد جابر بحرارة وتابع : ياريت اقدر يا جاد ، بس الجلب ده بتاع ربنا ، وأنا جلبى مش بيدى .
ونفسى فعلا اكتر منيك انسى بانة وأحب سلسبيل بس مش جادر .
ده انا جلبى عيتعذب عليها بعد ما عرفت اللى حوصل ونفسى أشوفها واطمن عليها ولو كنا لسه كيف الزمان كنت عجولها انى ميهمنيش شكلك عشان أنا حبيت روحك قبل شكلك .
وكنت هقف چمبها ومسبهاش واصل .
فضحك جاد قائلا بسخرية : روح ايه بس يا خوى ، ده ربنا نجدك وربنا عشان انت غلبان جوى وتستاهل وحدة أحسن كيف سلسبيل .
جابر : مش عتفهمنى يا جاد عشان أنت لساك صغير ومجربتش العشق ومرارة الخذلان وربنا ما يكتب عليك كسرة الجلب يا خوى .
ثم تنهد بلوعة وقال : صدجنى مش جادر حتى مروحش أطمن عليها .
ليستطرد :
أجولك أنا هروح ولى تعمله تعمله بجا مبجتش فارقة .
ليغادر تحت أنظار جاد الغاضب من تصرفاته قائلا : الله يهدى قلبك يا اخوى .
ليصل جابر إلى القصر ويطلب رؤية بانة وولده غيث .
فأخبرت جليلة بانة بطلبه ، فصرخت عليها حتى وصل صوتها إلى جابر فى الاسفل
_ چى يشمت فيه ابن المچنونة ولا ايه ؟
_ ولا چى يغظنى بمرته اللى اتچوزها إلى كانت شغالة عنديه.
جوليله ينسانى زى ما أنا نسيته خلاص .
_وصوح خدى غيث من امى وأدهوله ، خلى الهانم مرته تربيه .
انا خلاص مش عايزة اى حاجة تفكرنى بيه .
فانهمرت دمعة ساخنة على وجه جابر وعاتب نفسه : جولتلك بلاش ، أهو اللى حسبته لجيته .
وكسرت جلبك بزيادة واظن أكده انتهى وياريت تشوف بعقلك وبلاش جلبك اللى عيموتك بدرى ده يا جابر .
_ بس كويس بردك انى هاخد ولدى ، عشان أربيه انا تربية سوية ، لكن هى كانت عتربيه على الكره وحب النفس بزيادة .
لتجد بانة زهيرة قد ولجت إليها والشر يتطاير من عينيها مردفة : مفيش فايدة فيكى حتى بعد اللى حصلك مش عايزة تتقى ربنا وكمان عتفرطى فى ولدك بالساهل أكده .
فبكت بانة وتعالت شهقاتها مرددة بحزن : ولدى عيعيط كل ما يشوفنى ياما وانا معدتش ليه روح عشان أربيه. بشكلى ده .
فالأحسن خليه لأبوه هو هيعرف كيف يربيه أحسن منى .
فطالعتها زهيرة بشفقة وقالت : أول مرة تجولى حاجة صوح.
_ رغم أنه عيجطع بيه غيث لإنى عحبه جوى ، بس صوح جابر عيربيه أحسن تربية ويارب أشوفه كيف أبوه فى عقله وحنيته ودينه واخلاجه .
ثم خرجت لتأتى بغيث النائم من غرفتها ، ثم ذهبت به إلى جابر .
الذى وقف حين رؤيتها باحترام قائلا : حاچة زهيرة ، كيفك ؟
زهيرة بود : بخير يا ولدى .
ثم أشارات له بالجلوس ، فجلس وجلست لتحدثه :
_ مش خابرة أجولك ايه يا ولدى ، غير أن كل شىء جسمة ونصيب وربنا يعوضك خير ويهدى بتى يا قادر يا كريم .
وأنا يعز عليه فراق غيث بس أدى ألله وأدى حكمته .
وانت أولى الناس بيه وربنا يدينى العمر وأشوفه راچل صوح زييك يا ولدى .
جابر بحرج : تسلمى يا حاچة ، الله يعزك ويبارك فى عمرك .
زهيرة : بس ليه طلب عنديك ، تشيعه ليه كل فترة أشوفه واملى عينى منيه وعشان مينساش أمه يا ولدى.
ده مهما كان هى اللى شلته وربنا بيقول ( وبالوالدين إحسانا )
جابر : سبحانه وتعالى ،متخافيش يا حاچة ، وهشيعه بإذن الله مع جاد اخوى وقت ما تحبى .
زهيرة برجاء : اخر طلب يا ولدى ، ياريت لما يكبر ويفهم مش تقوله أن أمه فرطت فيه أو تقول كلام عفش عنيها عشان ميكرهاش .
لإنى خابرة بتى اول ما تفوق لنفسها عتندم ندم العمر كله .
فأخفض جابر رأسه حزنا ثم إستطرد : لا مش چابر يا حاچة اللى يعمل أكده وأمه عتفضل فى أحسن صورة جدامه بإذن الله.
دى مهما كانت بانة الجبالى ومكانتها عتفضل عندى العمر كله .
ثم تنهد بحزن واستطرد : بس زى ما جولتى العيش اتقطع بينا لحد أكده والنصيب جال كلمته .
ثم وقف قائلا : ودلوك معلش عشان عندى شغل مضطر امشى .
بعد إذنك هاتى الولد .
فضمت زهيرة الولد بقوة ثم قبلته وناولته له مردفة : أستودعك الله يا ولدى ، فى امان الله.
فحمل جابر ولده ونظر إليه بحب فوجده قد أستيقظ وابتسم له وحرك قدميه فرحا برؤيته فضمه جابر إليه كقطعة الماس غالية وانطلق به .
*****
تقابل باسم وعزة مع المهندس المسئول عن المستوصف وتقابل أيضا مع دكتور اخر من بلدة أخرى يدعى دكتور أيمن صبحى .
وهو شاب فى منتصف الثلاثينات أرمل بعد أن ماتت زوجته وهى تلد ابنته تالا ، وتراعى الطفلة جدتها لأمها .
رحب به باسم : أهلا دكتور أيمن نورتنا والله ويارب تكون مبسوط معانا .
أيمن ببشاشة وجه : النور نورك يا دكتور باسم ، واكيد هكون مبسوط طالما بشتغل مع إنسان شاطر واخلاق زى حضرتك .
ثم عرفه باسم على عزة بقوله : مرتى الدكتورة عزة وعضو مؤسس معانا إهنه .
فرفع ايمن عينيه عليها للحظة ثم اخفضها سريعا ولكن شعر بشىء غريب أجتاح جسده عند رؤيتها .
فحمحم بحرج : أهلا بحضرتك .
فأومئت له عزة برأسها : أهلا بيك .
باسم : ها يا بشمهندس ماجد ، كده كله تمام ونبدء نشتغل فعلا من بكرة .
ماجد : ايوه يا دكتور .
وتعال نطلع وتشوف بنفسك .
وبالفعل تمت رؤيته لكل التجهيزات المطلوبة بإنتشاء وفرحة لمعت له عينيه إنه اخيرا حقق حلمه الذى كان يطمع إليه وهو معالجة فقراء قريته بمبلغ رمزى لتكون ذخرا له فى أخرته .
ليبدء فى اليوم التالى العمل بجد بمساعدة عزة وعدد من الأطباء الذين اختارهم بعناية .
*******
قرر براء على معرفة السر الذى يمكن وراء شاهندة التى يقال عنها انها مريضة ونفسية ولكن الذى رآه منها خلاف ذلك .
لذا قرر أن يشدد الرقابة عليها فى كل حركاتها لعله يصل معها إلى شىء .
حتى جاء اليوم الذى شعرت به مرام بإعياء وألم يجتاح بطنها فقررت النزول والتوجه الى عيادة طبيب باطنة تتعامل معه منذ فترة .
فراقبها براء حتى إنه ولج ورائها إلى العيادة ، وتفاجىء عندما تكلمت أمامه بصوت مسموع أمام موظفة الإستقبال.
فاتسعت عيناه مردفا: الصوت ده مش غريب عليه ، أنا عارفه كويس ، ده صوت مرااااااام .
بس إزاى دى سحنة تانى خالص ، وكمان مش التانية فى جهنم دلوقتى البعيدة .
أنا هتجنن ، ومش قادر أفكر
ممكن تكون هى ولعبت فى خلقتها عشان تعيش حياتها ، أمال مين اللى لقوها محـ.روقة فى العربية ؟
ده لغز ولازم يتحل ولازم أعرف الحقيقة .
ليجلس براء مشغول العقل لا يصدق ما يحدث وانتظر مرام حتى تخرج من حجرة الكشف.
وفى الداخل :
الطبيب : للأسف يا آنسة شاهندة السونار عندى موضح أن فيه ورم فى المعدة ، وبكده لازم حضرتك تتابعى مع دكتور أورام عشان يعمل منظار وياخد عينة ويحدد إن كان الورم ده خبيث أو حميد ولو لا قدر الله خبيث يعمل اللازم عشان يسيطر عليه .
ظهرت الصدمة على معالم مرام ولمعت عينيها بالدموع وأخذت تتحدث بهيسترية : لا مش معقول ، تقصد يعنى انى عندى كانسر ، يعنى هموت وأنا فى السن ده ، من غير لسه ما أعيش حياتى .
_لاااا يا دكتور أنت أكيد غلطان .
نظر لها الطبيب بشفقة قائلا : إن شاء الله يكون ورم حميد والأعمار بيد الله يا بنتى ومحدش يقدر يقول للتعبان هتموت امتى ، ده السليم بيموت فجأة بدون انذار عشان كده لازم كلنا نستعد لليوم ده ..
_ ونصيحة يا بنتى مش من دكتور لمريضة لا من أب لبنته ، غيرى من لبسك وألبسى حجاب ينور وشك وأدعى ربنا يشفيكى لأن هو الطبيب وإحنا مجرد أدوات صدقينى بنساعد بس .
فبكت مرام وأجابته بحزن : حجاب وأدعى ، ازاى!!
_ ده أنا من ساعة ما تولدت وأنا حياتى كلها غلط ، ومفيش اى حد جمبى ومفيش رجوع للطريق اللى أنا ماشية فيه .
_ وأنا مش عارفة زعلانة ليه إنى هموت ،ما أنا عايشة ميتة من غير روح ولا إحساس .
_مفيش جوايا غير كتلة شر بتهدم وتأذى بس .
فحوقل الطبيب بآسى : لا حول ولا قوة الا بالله.
_بس يا بنتى الإنسان منا ضعيف ومهما عمل من معاصى وقال بس يارب سامحنى ، ربنا بجلالة قدره وعظمته بيقبل توبته وبيفرح بيها كمان .
وأنتِ عارفة أنا هقولك واحد جه للرسول صلى الله عليه وسلم وكان عامل معاصى كتير اوى وجه أسلم بين يدى الرسول وبشره أن الإسلام يجُب ما قبله ، يعنى بدال أسلم كل المعاصى اللى عملها ربنا هيغفرها له .
فالرجل اندهش وقال : وغدراتى وفجراتى .
فرد الرسول : وغدراتك وفجراتك ، يعنى بالبلدى كده هيرجع أبيض زى ما اتولد ..
وقيسى على كده التائب لله عز وجل زى الكافر اللى دخل فى الإسلام .
فأغمضت مرام عينيها تتخيل وجاء فى مخيلتها زاد وكيف كان شكلها البسيط وحجابها ومع ذلك كان يعشقها براء .
فوجدت نفسها تبتسم لا إراديا وتحدث نفسها : يعنى انا لو عملت كده ممكن ساعتها ألاقى حد يحبنى معقول !!
فرمشت مرام عدة مرات حتى تتخلص من تلك الدموع التى فى عينيها لتستطيع الرؤية بوضوح مرة أخرى ، ثم وقفت وقالت للطبيب : بشكر حضرتك على الكلام الحلو ده ،وادعيلى عشان أنا فعلا حياتى متلخبطة ومش عارفة أبدء إزاى ؟
الطبيب : أنتِ بس أنوى وهتلاقى الأمر متيسر بس لازم تكونى قوية لأن الإنسان اللى بيتوب بيهاجمه الشيطان وتيجى عقبات توقف قدامه عشان ترجعه عن طريقه تانى .
والتائب الحق هو اللى بيقدر يثبت على الحق مهما كانت الصعوبات .
وربنا ينور بصيرتك يا بنتى .
لتومأ له مرام بإمتنان ثم خرجت ولكن بخطوات ثقيلة بعد أن هاجمها دوار لم تستطيع التركيز منه وامسكت برأسها قليلا لتحاول السيطرة على نفسها ورآها براء فوقف يتبعها حتى وصلت إلى السلم ونزلت درجة ولكن أختل توازنها بسبب الدوار وكادت أن تقع لولا تلك اليد التى أمسكت بها وما كانت إلا يد براء .
قائلا : خلى بالك يا آنسة كنت عتوقعى .
فالتفت له مرام ، لتشكره ، لينظر براء إلى عينيها التى تؤكد له إنها هى بذاته .
نعم إنها هى ؟
ولكن كيف ، هو الذى ينبغى عليه أن يعلمه ؟
وما سر تلك الدموع التى فى عينيها وذلك الوجه الذابل .
مرام : بشكر حضرتك جدا .
وبتمنى لو تكون جانبى لغاية ما أوصل لعربيتى ، لإنى فعلا تعبانة ومش مركزة .
فحاول براء أن يخرج صوته بنغمة أخرى حتى لا تعرفه من صوته رغم أنه يخفى ملامحه ببشرة سوداء مع نظارة أيضا سوداء .
براء : أكيد طبعا ، معاكِ لغاية ما أوصلك كمان ، أنا بعرف أسوق على فكرة .
واعرفك بنفسى : انا باشمهندس خالد نافع .
مرام : وأنا شاهندة ، اتشرفت بمعرفتك يا باشمهندس .
وانت ذوق أوى ، شكلك من أهل النوبة الطيبين .
فابتسم براء واجابها : ايوه فعلا .
ليساعدها بعد ذلك على النزول ثم يتجه إلى سيارتها ،ويجلسها ، لينطلق معها نحو منزلها .
فما سيحدث ؟
أتمنى تكون الحلقة بأحداثها الجديدة المختلفة عجبتكم
وألاقى تفاعل حلو .
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهمّ إنّي توكلت عليك ، وسلمت أمري إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، اللهم إني أستودعتك حلماً يتمناه قلبي ويشغل تفكيري فقر عيني ، اللهم اجعلني ابكي فرحا من حلم ظننته مستحيل فتحقق بحق سورة يس والبقره ومحمد وال عمران أن تسعد قلب كل من دخل وحوقل فأنها رافعة نافعة دافعة وكنز من كنوز الجنة .”♥️♥️
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)