رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء الثامن والعشرون
رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت الثامن والعشرون
رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة الثامنة والعشرون
وبينما كان عطية ووالدته يبحثون عن تلك الزجاجات البلاستيكية الفارغة بين الزراعات سمعوا أنين خافت فدب الزعر فى قلوبهم وتحدث عطية : عفريت ياما
عفريت ، تعالى نچرى بسرعة .
فضحكت عليه والدته مرددة بسخرية : عيب عليك يا ولدى ، تبجا شحط أكده طول بعرض وعتخاف وتچرى .
_ وكمان ما عفريت الا بنى آدم ، متخافش وتعال نشوف الصوت ده چى منين ، ده زى ما يكون حد متصاب يا ولدى .
أستر يارب .
ارتجفت أواصل عطية وتمسك بملابس والدته مرددا : ألا يكون ديب ياما وعيتمسكن لغاية ما يتمكن مننا ، بلاش أحسن ويلا نروح عشان چعان .
_ ألا انتِ عاملة وكل إيه النهاردة ياما ؟
فضحكت وضربته على كتفه ورددت بداعبة : والله ما حد عيتمسكن غيرك ، يا أبو بطن أنت .
_ومتقلقش انا سويت حلة العدس قبل ما نطلع نسترزق .
رفع عطية أنفه بنفور مرددا : عدس !
&انا زهجت ياما ، هو مفيش غيره عنديكِ.
ثم حرك لسانا ملتذذا مردفا بإنتشاء: ياما نفسى فى حلة شوربة مليانة هوبر .
والدته : أحمد ربك على النعمة اللى محدش طايلها ، أما الهوبر فالعيد قرب أهو ويمكن يرزقنا بلى يدبح ويعطينا .
بس مش هوكلك منيها غير لما تستحمى حماية كل سنة يا معفن .
تمعض وجه عطية مردفا : لا أنا زهجت من حماية العيد دى كيف العدس .
انا نفسى فى حماية الچواز ، متشوفيلى عروسة ياما !
رمقته والدته بغضب مردفة : عروسة يا معفن ، وكيف عتقبل بيك وأنت ريحتك والجبر ؟
لما تنضف الأول ، وبس بزيادة كلام عاد ، خلينا نركز الصوت ده طالع منين .
لتستطرد : ايوه الصوت شكله چى من الناحية دى ، تعال ورايا يا ولدى.
فسارت أم عطية نحو مصدر صوت هذا الأنين الخافت ، ومن ورائها عطية يسير بخطوات بطيئة من الخوف .
حتى فجأة توقفت أم عطية وجحظت عيناها من الصدمة عندما وجدت أن الصوت يخرج من شوال والشوال يتحرك .
فصرخ عطية : مش جولتلك عفريت ياما .
يلا نمشى بسرعة .
ام عطية : مفيش فايدة فيك وهو العفريت يا ولا هيستخبى فى شوال بردك !
عطية : نظرية بردك ، يلجأ ده كتيل .
يلا نهرب بسرعة ياما .
ام عطية : لا ده مش كتيل ، ده لساه فيه الروح .
ويمكن ربنا بعتنا عشان تنقذه .
تعال بس هم نشوف فيه ايه بسرعة .
لتنحنى ام عطية مع ولدها ويحاولوا بكل جهدهم فتح الشوال ، ليتفاجئوا
ب شابة بداخله * قمر * وملابسها مخلوطة بالدماء ، كما أن رأسها أيضا ينزف .
فشهقت ام عطية : لا حول ولا قوة الا بالله.
يا عينى يا بتى ،مين الجبان اللى عمل فيكِ أكده ؟
_ ويا ترى أنتِ مين وبت مين فى البلد ؟
أما عطية فتجمد مكانه وهو ينظر إليها بشغف ، فبالرغم من سوء حالتها الا أن وجهها ناصع البياض وشعرها الحريرى المبعثر حولها جذبه نحوها فهمس : دى حلوة حلاوة ياما .
فضربته والدته مردفة بغيظ : أتلم يا جليل الرباية وغض بصرك .
وساعدنى نقوم البنية دى ونسعفها .
عطية : عنوديها المستشفى ياما ؟
بس كيف واحنا معناش ولا حتى چنيه واحد ولسه عنجول يا صبح ونسترزق .
ام عطية بإستنكار : لا مستشفى ايه ، دى فيها سين وجيم كمان مش فلوس بس .
_ احنا عناخدها عندينا ندفس رأسها بالبن وتجعد يومين تلاتة لغاية ما تشد حيلها وبعدين ترچع لأهلها المسكينة ولو إنى خابرة لو رجعت عيكتلوها عشان الشرف يا ولدى .
فصاح عطية : لا ياما مترجعهاش ، وانا اتچوزها دى حلوة حلاوة .
فنهرته والداته : جبر يلمك ، أسكت والا أنا هبطحك كيف ما المسكينة مبطوحة فى رأسها .
ثم خلعت أم عطية الشال الذى تدفىء بها جسدها.، ووضعته على رأس قمر لتسترها ، ثم إشارات إلى عطية ، أمسكها معايا يا ولدى ، مش جادرة لحالى .
فانحنى لها عطية ليساعد والدته فى النهوض بقمر ولكن قمر كانت فى حالة صعبة لا تشعر بمن حولها ولا تستطيع النهوض معهم .
ام عطية بسأم : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
_ دى مش فى وعييها خالص يا كبدى ومش هينفع نسندها عتجع منينا .
أجولك يا ولدى شيلها معلش .
فابتسم عطية مردفا بمكر : جوى جوى ، عشان تعرفى بس ولدك واد اصول وعيتحمل كيف الأسد .
فضحكت والدته مرددة : طيب يا أسد هم يلا أحملها ويلا بينا بسرعة نسعفها ونشربها شوية مية بسكر عشان تفوق .
فحملها عطية وتتطلع على وجهها بإعجاب مرددا : لا بچد حلوة حلاوة .
ثم سار بها مع والدته نحو الكوخ الذى يعيشان به .
فأشارات ام عطية له : ايوه حطها إهنه على الفرشة بتاعتى يا ولدى .
عطية : وأنتِ عتنامى فين لما هى تترزع مكانك ياما ؟
صكت والدته على أسنانها بغيظ ونهرته : عيب يا ولدى ، البت تعبانة جوى ، ولازم تستريح وانا أبجا أفرش فى أى حاچة مش مشكلة .
فوضعها عطية برفق على فراش والدته ، لتشير له والدته بإن يأتى له بالبن ، ليساعدها على وقف تلك الدماء التى تنزف من رأسها .
فأتى لها عطية بالبن ، فقامت بوضعه على رأسها ولكنها لاحظت أيضا أن حرارتها مرتفعة .
ففزعت مردفة : البت جتتها مولعة نار يا ولدى .
عطية ببلاهة : يوه ، هى اللى جتتها مولعة ، ده أنا كنت بحسب إنى اللى مولع لما شلتها ، أصلها حلوة حلاوة .
فأجابته والدته بضيق : تتشوى فى نار جهنم يا بعيد .
ثم دارت ببصرها حولها ، فوجدت. كوب من البلاستك ، فالتقطته. وقذفته بها مرددة : أكتم خشمك ده يا جليل الرباية. .
وأملى طشت المية ده وهاته چمبى ، هغيرلها خلجاتها بخلجات نضيفة من حدايا وأشطفها بالمية دى ، يمكن السخونية تهدى هبابة .
فتهلل وجه عطية وفعل ما طلبت منه والدته ثم وقف بجانبها ينتظر أن يراها وهى تبدل لها ملابسها وعينيه متسعة على آخرهما .
فرمقته والدته بغضب وصاحت : أنت يا طور ، واجف تعمل ايه ؟
عطية بسذاجة : بتفرج ياما ، ما هى الفرجة ببلاش .
فصاحت والدته بغضب : أنا خابرة انى خلفت واد مهبول ، يجعطعك يا ولا .
_فز اطلع برا واستحى على دمك ، عشان عيب اللى عتجوله ده .
فضرب عطية بقدميه الأرض وصاح بغضب : أكده ياما ، ماشى .
بس ابجا نادى عليه لو اتزحلجت منك القمر دى .
_ اه يا ناس والله حلوة حلاوة .
فصاحت والدته : أخرج يا طور .
عطية : طيب من غير زعيج طالع أهو .
فخرج عطية ، لتبدء والدته فى تبديل ملابسها وهى تذكر الله وتصلى على النبى العدنان مردفة : سبحان من صورك فى أحسن صورة يا بتى ، بس حظك عفش .
ربنا يتولاكِ بجا ومنه لله اللى عمل فيكِ أكده ، إلهى يتعمى فى عينيه التنين .
*******
تخللت اصابع حمدى شعر تلك المستلقية على صدره بعد الانتهاء من لحظاتهم السعيدة ، ثم همس : بت يا حسنية .
حسنية بدلال : نعمين يا سيد الناس
حمدى : انا خلاص معدتش طايج تفضلى على ذمة جاسر ولا يوم واحد ، وعشان أكده هشيع ليه النهاردة محامى معرفة الواد زرارة , عشان يطلجك بالذوق بدل ما تطلجى منه بالمحكمة .
فقامت حسنية من على صدره وقبلته بحب قائلة : ياريت ، ده انا غلبانة جوى ومش وش محاكم ولا بهدلة .
حمدى : خابر يا بت ،وعشان كمان أنا راجل جوى واحبش حريمى يطلعوا على رجالة .
فضحكت حسنية بمكر :تسلملى يا رجولة .
*****
فى حين اخر ولج العسكرى إلى جاسر فى الحجز فوجده مطأطأ الرأس يبكى على حاله .
فصاح به : انت يا زفت يا جطران ، بزيادة ولوولة كيف النسوان عاد .
وجوم يلا على مكتب سيادة الباشا ، عندك زيارة .
فرفع جاسر رأسه وابتسم بين أحزانه بعد ما ظن أنها حسنية جاءت لتطمئن على حاله ولعله يجد منها كلمات تعينه على تحمل الحبس .
فقام مسرعا وتوجه نحو مكتب العقيد ،ولكنه لم يجد حسنية فأصابته خيبة أمل وعاتبها فى نفسه : أكده يا حسنية مجتيش وانا اللى كنت فاكر إنك عتبيتى على عتبة القسم من زعلك عليه ،وعشان خابرة أن كل ده بسببك .
ثم إستفاق من شروده على صوت الرجل الذى يصاحب العقيد مردفا بترحيب : أهلا يا جاسر ، تعال أقعد عايزك .
رمقه جاسر بإندهاش قائلا: هو حضرتك تعرفنى ؟
بس لا مؤاخذة يعنى أنا معرفكش .
فأجابه : أعرفك بنفسى ، انا سليم المحامى .
فابتسم جاسر عندما رأى بصيص أمل ممكن أن يتسبب به ذلك المحامى ليخرجه من محبسه .
فأردف سريعا بفرحة : بچد محامى وأكيد اللى شيعك حسنية مرتى عشان تساعدنى أخرج من إهنه ، صوح ؟
وضع سليم يده على وجهه واستغفر وحدث نفسه : لا حول ولا قوة الا بالله ، طيب أقوله ايه ده دلوقتى !
_ ولى فاكر إنها هتحبه وهتساعده ، غدرت بيه على طول وعايزة تطلق منه .
فاستطرد بحزن : للأسف يا جاسر الموضوع مش كده ، أنا جى عشان أوصلك رسالة من حسنية مراتك ، أنها عايزة تطلق بالحسنى كده ، بدل ما ترفع عليك قضية ومن السهل تكسبها لانه على ذمة قضية .
ففتح جاسر فمه من الصدمة وتخشب مكانه وتحول لونه الزرقة وكأنه على مشارف الموت وتحدث بصعوبة : أطلقها !!
سليم : ايوه ، وياريت ترمى عليها اليمين دلوقتى ،لأن فعلا هى بسهولة لو رفعت قضية هتتطلق ، فكده أفضل تجنبا للإحراج باللنسبالك .
فصاح جاسر بقهر : حسنية عايزة تطلق بعد ما اتحبست بسببها ، وعملت كل اللى عملته عشان بحبها وكنت عايز أراضيها واعبشها العيشة اللى عتتمناها .
تقوم بعد دع كله بدل ما توقف چنبى ، عشان أخرج من المصيبة دى ، عايز تهملنى عشان تعيش على حل شعرها براحتها .
وانا لحالى إهنه اتعذب واتحرم من ما حاجة حلوة .
ليبكى بعد ذاك بندم قائلا : يارتنى كنت سمعت كلامك يا اخوى ومتجزوتهاش البت دى ، اهى خربطت حياتى وعايزة كمان تتطلق ..
ليرفع بعد ذلك يده جاسر ويزيل دموعه ليتحدث بلهجة حادة بعد أن امتلك منه الغضب : بجولك ايه يا متر
روح جولها: انى مش عطلق ،وخليها بس تهوب ناحية المحكمة وترفع علية قضية ، بس تجول على نفسها يا رحمن يا رحيم لانى مش هسكت وعقول كل حاچة ، وهى خابرة كويس انا ممكن اعمل ايه وعجيب رچليها معايا إهنه ، عشان تشرف وتدوق الهنا اللى انا فيه .
سليم : ده اخر كلام عندك يا جاسر ,ولا تطلقها وتخلص منها احسن ، عشان تقفل الصفحة دى ، ولما تخرج بإذن الله تعيش حياة نضيفة مع وحدة محترمة أحسن .
ليؤكد جاسر بحدة : لما اعوز أنا أطلقجها بمزاجى الأول مش بمزاجها بت الجهوجى دى .
وخليها تصبر عليه ،وقسما بالله لأخليها تندم على اللى عملته ده .
ثم صاح جاسر بنفسه : يا عسكرى تعال خدنى للحجز ، انا خلاص معيزش أشوف حد .
*********
لم تبرح زهيرة من جانب زاد مطلقا ورفضت أن تظل ملك أو نهلة بجانبها مردفة : مجدرش اهملها ، روحوا ارتاحوا انتوا .
_ زاد دى بتى قبل ما تكون مرات ولدى ، انا هراعيها وهراعى ولدها .
ملك : ربنا يريح بالها وتجوم بالسلامة .
نهلة : امين يارب .
ثم استأذنوا وغادروا إلى غرفهم ، لتبقى زهيرة بجانبها تطالعها بحزن مردفة بهمس : يا عينى عليكِ يا بتى ، طول عمرك حزينة ، ولما چه الفرح يزورك ، زى ما يكون حد نبرك فيه وراح الفرح منك وحل معاه الحزن .
بس ربنا كريم وجادر يعوضك خير يا بتى .
لتفتح زاد عينيها بتثاقل متمتمة : ليه يا براء ، تعمل فيه أكده وانت خابر انى عحبك اكتر من نفسى .
_ هو ده جزاء حبى الخيانة يا براء .
فلمعت عين زهيرة بالبكاء واقتربت منها تزيل دموعها برفق مردفة: بس يا بتى واهدى شوية عشان صحتك .
_ وعايزة أجولك أن اه براء حاله مش عجبنى ، بس لغاية الحرام ويوقف ، وعشان أكده الموضوع يا بتى فيه إنّ اكيد .
فاصبرى لما تشوفيه. واتعاتبوا براحتكم .
فاعتدلت زاد وصاحت بهيسترية : ولا أعاتبه ولا عايزاه فى حياتى تانى وكده انتهى كل اللى بينا ولازم يطلجنى ولو مردتش ، هرفع عليه خلع .
فضربت زهيرة على صدرها بهلع مرددة : يا حزنى ، ودى ترضيها لابن الجبالى بردك يا زاد .
وايه اصلا يفيد الطلاق ،طول ما أنتم كل واحد فى حاله وزعلانين .
_ وكمان الطلاق هيأكد الناس اللى عرفت الموضوع أنه صوح وصورته هتتهز اكتر ، لكن لما يعرفوا انك لسه على ذمته وعتتكلمى عليه كويس ، عيعرفوا أنه مظلوم يا بتى .
_ والكلام ده عشانك انتِ كمان ، ولو مش عشانك عشان ولدك وسمعته هو كمان لما يكبر .
فاصبرى يا بتى عشان خاطرى ، لغاية حتى ما نسمع منه سبب اللى حوصل وبعدين نحكم عليه .
فبكت زاد فى صمت وطالعت ابنها بين يدى زهيرة بإنكسار محدثة نفسها : اسفة يا ولدى ، انى اخترت أب ليك مش تمام .
********
داعب جابر بلاطفة ابنه *غيث* حتى سمع من حوله ضحكات الصغير وضحكوا على صوته العاملات فى القصر وتهامسوا :
_ شايفين الولد مع أبوه عامل كيف عيضحك ومبسوط ، مش مع أمه القادرة عيبكى ويتزربن .
ثم سمعوا صوت بانة وهى تقترب من جابر مردفة بدلال أنوثى : اهلا يا جابر .
_ حمد لله على السلامة ، لو كنت أعرف إنك خرجت كنت وزعت شربات بنفسى .
فتهامس العاملات : شوف القادرة ، شوية عتديه فوق دماغه ولا كأنه عبد عنديها وشوية عتتدلع عليه وهو يا كبدى غلبان .
تلون وجه جابر عند سماع صوتها الذى كان له فى البداية كالسحر الذى أصاب قلبه بسهم الحب قبل رؤية ملامحها .
ولكنه الآن عبارة عن صوت إنذار بالحريق الذى سيلتهم قلبه مجددا وادى الى إرتباكه ورعشة يديه ، حتى خشى على غيث أن يسقط منه .
فسارع إلى النداء على جليلة بقوله : يا خالة جليلة .
فأتت جليلة مسرعة : نعمين يا جابر بيه .
جابر : خدى غيث ، انا خلاص ماشى وخلى بالك منيه .
جليلة : متجلجش عليه واصل يا بيه ، ثم حملت منه غيث واستطردت : فى امان الله .
فصكت بانة على أسنانها بغيظ لتجاهله له وعدم الرد عليها ، فغلت الدماء فى عروقها وصاحت وهى تراه يستعد للمغادرة .
_ أوقف عندك هو انا مش بكلمك .
اغمض جابر عينيه بألم وتحدث دون أن ينظر إليها : مخدتش بالى ، عايزة حاجة يا ام غيث قبل ما امشى .
فصاحت بغضب : ام غيث , نسيت أسمى إياك !
فابتسم جابر وأجاب ساخرا : منسيتش يا بانة هانم ولا حاچة ، بس الاحترام حلو ودلوك أنتِ بجيتى غريبة عنى وعشان أكده من النهاردة أنتِ ام غيث وبس .
حرقها بانة كلمة ” غريبة ” ولم تدرى ما تفعل ولكنها قررت فى النهاية أن تكف عن غضبها وتستخدم سلاحها الأنوثى .
لذا اقتربت منها بدلال ووضعت يدها على كتفه ، لينتفض جابر من لمستها تلك وابتعد سريعا .
فاتعجبت لحركته وبعده عنها ، ولكن حدثت نفسها انه لربما حزين لأنها طلبت الطلاق .
لذا اقتربت منه مجددا وقالت بلاطفة : ايه يا جابر معدتش تحب قرب بانة حبيبتك ولا نسيت أيامنا الحلوة مع بعض !
_ بس انا منسيتش يا جابر ، وعايزة نرچع نصلح اللى بينا ونعيش مع بعض كيف الأول وأحسن ، عشان خابرة انك عتحبنى يا جابر ، فليه تعذب نفسك وتبعد عنى .
أغمض جابر عينيه متألما بعد أن وضعت يديها على جرحه بالفعل ، فهو لا يزال يحبها حقا ولكن الفرق ما بين الأن وما سبق .
أنه لم يعد جابر الضعيف ، بل أصبح جابر اخر لا تغريه الكلمات ويثور لكرامته المهدرة حتى لو على حساب قلبه هذا الذى طالما عذبه فعلا كما تقول .
لذا وجدته يضحك ويلتفت إليها قائلا بسخرية : عحبك !!
_لا يا مدام ده كان زمان ، دلوك اللى بينى وبينك هو غيث وبس .
غير أكده مفيش ولى انكسر لا يمكن يتصلح واصل .
ثم أشار بيديه مودعها بقوله : سلام يا ام غيث .
وغادر جابر بين صدمتها فيه التى لم تكن تتوقعها منه ، بل توقعت أن يتغزل بها كما اعتاد ويحدثها بلين القول ثم يعود إلى عشهما معا كما كل مرة .
ليخرجها عن شرودها صوت اغلاق الباب ، فصاحت بغضب : أكده يا ابن المجنونة !
_فكرت نفسك ايه يا چاهل ، هو أنت كنت تتطول اصلا أرد عليك السلام لما ترفضنى دلوك .
طيب يا جابر ، أيما جتنى راكع على ركبتك مبجاش انا بانة .
عشان أنا خابرة عتتصنع بس النقل من زعلك لكن مسير الأيام عتچيبك تحت رچلى تانى .
ثم التفتت حولها لتنفث عن غضبها فى اى شىء ، فلم تجد سوى مزهرية ، فمدت يدها إليها ثم ألقتها فى الارض بعض لتتهشم أمام أعينها .
لتأتى ام جليلة وترى الشر يتطاير من عينيها فقالت بحذر : معلش يا ست هانم اخدت الشر وراحت .
لتسرع بانة إلى غرفتها تفكر كيف سيعود لها جابر مرة أخرى ؟
*******
قام حسام بإستدعاء نيلى أمام براء ليحاول معها معرفة السبب وراء ما حدث وإيقاعه معها فى براثن الرذيلة رغما عنه وتصويره وفضحه عبر وسائل التواصل الاجتماعي الهالكة التى أضرت بسمعته وفصله عن العمل ومرض زوجته .
وأصبح بسبب كتلة من النار متحركة ، تريد حرق الاخضر واليابس انتقاما لكرامته المهدرة.
ولجت نيلى إلى مكتب حسام ، وعندما رأت براء يطالعها بعين الشر علمت أنه قد عاد لوعيه فارتبكت وتوترت وظهر على وجهها الخوف .
وتراجعت للوراء عندما رأته مقبل إليها ، فخشيت من بطشه وحدثت نفسها : كده شكلك فاق واستلقى وعدك منه بقه .
فأسرع إليها براء والغضب يعنى عينيه عن ما اشار إليه حسام منذ قليل .
ووجدته نيلى ينقض على عليها كالوحش وأمسك بيد من ذراعها تنهش أظافره جلدها واليد أخرى امسك بها شعرها وجذبها منه بقوة فصرخت بتألم : ااااااااه .
فصاح براء : هو أنتِ لسه شوفتى حاچة يا بنت ***
انطجى جولى من اللى وراكِ وخلاكِ عملتى التمثيلية القذرة دى عشان تضيعى مستقبلى وحياتى كلها ؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)