رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء سعيد
رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء الثاني عشر
رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت الثاني عشر
رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة الثانية عشر
جلست نهلة فى غرفتها التى أُعدت لها فى القصر مع محمود شاردة ، تنتقل بعينيها إلى كل ركن بها .
فهى بعينها التى كانت تسكنها مع ذلك الظالم منصور الجبالى .
وشردت فى يوم زواج أولاده وكان بلغ به التعب مبلغه وفقد عقله فخشيت من أن يفسد فرحة أولاده فخاطبته على قدر عقله بقولها :
…بجولك يا منصورى يا عسل أسود أنت ، سيبك من اللعب ده وجوم يلا عشان تريح جتتك شوية وتنام وتريحنى وتريح نفسك .
فطالعها منصور بحب مردفا …ماشى يا جلب منصور ، انا هسمع الكلام ، بس لزمن تحكيلى حدوتة الأول عشان أعرف أنام .
ابتسمت نهلة مردفة …بس إكده ، حاضر .
فقام منصور على الفراش وبدئت نهلة تقص عليه حكاية أختها ناهد .
تنهدت نهلة بغصة مريرة وأردفت …كان ياما كان فى سالف العصر والأوان أختين حلوين وبيحبوا بعض جوى ، لكن چه واحد ظالم أخد واحدة منيهم وموتها .
لتهبط دموعها على وجنتيها تأثرا بما تذكرته ، فلاحظ ذلك محمود ، فشعر بغصة فى قلبه من أجلها .
لذا اقترب منها وأزال دموعها برفق متوددا له بقوله : ايه يا نهلة ، متحسسنيش إنى غلطت لما شورت على براء ، نيجى هنا عشان تكونى فى أمان .
لأن حاسس من ساعة ما دخلتى القصر وأنتِ مش طبيعية خالص ،وديما سرحانة وبتبكى من غير ما تحسى .
أبتسمت نهلة من بين دموعها فكانت بسمتها الشمس التى تنير سماء محمود ثم لمست وجهه بحنو مرددة : لا أنت مش غلطان يا جلبى ، وفعلا إهنه أمان والكل عيحبنى ما عدا الحية اللى أسمها بانة دى ، بس الحاچة زهيرة عاقلة وراسية وعتمنعها عنى .
أما الدموع فسامحنى ، غصبا عنى فكرى يروح لأختى اللى أتغدر بيها فى عز شبابها على يد الخسيس منصور .
_ وكنت عتعجب من نفسى كيف أستحملت أجى إهنه وأعمل اللى عملته واتچوزه وانا كنت بكره التراب اللي عيمشى عليه ..
_ وبعدين اللى حصلى وحبسى ظلم .
للتوقف عن الحديث وتتطيل النظر الى محمود .
فيبتسم مرددا : ايه وقفتى كلام ليه ، قولى كل اللى نفسك مرة واحدة عشان ترتاحى ومشوفش دموعك الغالية اللى بتعذبنى دى .
نهلة بحب : ما أنا سكت واطلعتلك ، عشان حمدت ربنا فى سرى .
_ عشان رغم إنى دخلت محنة كبيرة جوى لما دخلت السچن ظلم وده اللى كنت شايفاه بعينى ، لكن سبحان الله.
كان چوة العتمة دى نور ، وچوه المحنة منحة ، إنى شوفتك يا غالى وجلبك حبنى وحبك ودلوك أنت معايا إهنه ، عشان تنسينى كل اللى شوفته .
_ وعوضتنى عن كل حاچة عفشة ،وعشان أكده عشكر ربنا .
_ عشان أنت نعمة كبيرة أوى فى حياتى .
مكنتش أتخيل إن ربنا عيحبنى جوى أكده عشان ربنا يرزقنى بيك .
ضربت نهلة بكلماتها تلك على وتر محمود الحساس ، فلم يتمالك نفسه بعد أن أشعلت فى قلبه نار الحب ، فوجدته وقف ثم إنحنى ليحملها بين يديه كالأطفال .
فضحكت نهلة وأخذت تضرب بقدميها فى الهواء مردفة بدلال : هتعمل إيه يا مچنون نزلنى ، عيب أكده إحنا فى بيت الناس !!
غمزها محمود بعينيه هامسا بحب : هى حلاوتها فى بيت الناس عشان تكون ليلة مميزة .
نهلة بحرج : اه يا جليل الرباية ، طيب إستنى لما نطمن على مرت الدكتور باسم قامت بالسلامة ولا لسه .
محمود بمرح : ما إحنا هنقوم بالواجب يا روحى عشان تحصليها قريب ويطمنوا عليكِ أنتِ كمان .
لتستسلم معه لسلطان الهوى ، فغر.قوا فى نهرا من العسل المصفى لا يكون طيبا لذيذا إلا فى الحلال الطيب
****
ذهب مسالم مسرعا إلى بيته بقلب ينبض بالخوف والذعر على حبيبته وزوجته *قمر* وكانت روحه تأن بالألم من الخوف عليها وصدره يعلو ويهبط من سرعته فى الخطى حتى وصل إليها .
وعندما فتح الباب قام بالنداء عليها : قمر ، قمر .
فعلت إبتسامة على وجه قمر لسماع صوته التى يبث فى قلبها الطمأنينة وكانت فى تلك اللحظة ممدة على الفراش تتلو آيات من الذكر الحكيم فقامت بالتصديق واجابته بصوت ناعم : أنا هنا يا مسالم .
فذهب إليها سريعا وعلى وجهه علامات التوتر ولم يهدىء سوى عندما رآها بخير والإبتسامة على وجهها .
فأخرج تنهيدة حارة وجلس بجانبها ثم أقترب منها ليقبلها بين عينيها بحنو مرددا : الحمد لله إنك بخير .
تعجبت قمر من هيئته والخوف الذى يظهر فى عينيه ولهفته عليها فقالت : مالك يا حبيبى قلقان إكده ؟
_ هو فيه حاچة حوصلت ؟
_ ومش عوايدك كمان تيچى قبل معادك !
فحمحم مسالم وحاول السيطرة على خوفه مرددا بثبات مصطنع : لا مفيش حاچة ، كل الأمر إنى دخلت ملقتكيش فقلقت ،خوفت تكونى نزلتى والدكتورة منبهة عليكِ متنزليش عشان الحمل يثبت .
ابتسمت قمر ومدت يدها بحنو تلمس وجهه مردفة : عتخاف عليه ولا على ولدك اللى چى فى السكة .
رفع مسالم يده ليلامس يدها ثم رفعها إلى فمه وقبلها ، ليضم بعد ذلك يدها إلى راحته ويطلق عليها بحنو متمتما : انا اللى يهمنى هو أنتِ يا قمر ، وهى هتكون چزء منيكِ ، وتهمنى عشان هى الصلة بينك وبينك .
فضحك قمر مردفة : عتكلم زى ما تكون متوكد إنها بنت ، دخلت فى علم الغيب إياك !!
ابتسم مسالم : لا ، بس جلبى عيجول بت ، وانا جلبى ميكدبش عليه واصل ، وأنا فى انتظارها بفارغ الصبر .
ثم تابع بحذر كى لا تشعر بشىء ”
وعشان أكده جولت اخد أجازة يومين تلاتة أكده يكون عديتى أيام الخطر فى الحمل دى ، ومتجوميش خالص ، وأنا يا ستى أعمل كل حاچة .
فضحكت قمر: لا انا مش واخدة على أكده ، انا بحب أعمل حاچتى بيدى ومتخافش عليه يا جلبى .
_ وروح أنت شغلك ومتعطلش نفسك .
فانفعل مسالم بصوت أفجعها : أروح إزاى وأسيبك يا قمر ،مش رايح .
ظهرت الريبة على وجه قمر ، فتلك المرة الأولى التى ينفعل عليها بصوت عالى ، فحاولت تهدئته بقولها : طيب خلاص متزعلش نفسك عاد واهدى يا مسالم ، انا بس كان جلبى عليك .
حرك مسالم رأسه وعاتب نفسه : ايه اللى بعمله ده ، كده هتشك إن فيه حاچة ، أستر يارب .
وأبعده عنينا ، انا مجدرش أعيش من غيرها .
مسالم بندم : معلش متزعليش منى يا قمر ، انا بس من خوفى عليكِ .
فابتسمت قمر : انا مزعلش منك أبدا يا مسالم ، ولو حتى حطيت المركوب على راسى ، ده كفاية اللى عملته معايا .
فأقترب منها مسالم واحتضنها بحب هامسا : انا معملتش حاچة ، ولو أطول أفديكِ بنفسى وتعيش أنتِ يا قمر .
وتعالى فى حضنى عشان تحسى كيف مسالم عيعشجك وتعرفى إنك عنديه أهم من نفسه كمان .
فلمعت الدموع فى عين قمر وعانقته بحب وهمست: ربى لا يحرمنى منيك يا جلب قمر .
فدق قلب مسالم بلوعة وخوف من أن يفتقدها قائلا : ولا منيكِ يا روح الروح.
ثم دعا ربه : يارب أسترها معانا
******
أخذ باسم نفسا طويلا قبل أن يجيب ملك التى أرهقت قلبه وعذبته : ملك أنتِ بتجولى ايه !
_ انا بكلمك عن حبى ليكِ وانى مقدرتش أستحمل وجودى هناك من غير ما تكونى معايا ، وچيت أشوفك عشان أطمن عليكِ .
وفى الأخر كل اللى يهمك بت عزة .
ملك بقهر : ده عتكون بتى أنا مش بت عزة .
فقام باسم بتكرير نفس حديثه ، من أجل أن تفوق ملك من تلك الغيبوبة ، فهى ليست ابنتها .
باسم بحدة : فوقى لنفسك يا ملك ، البنت بنت عزة ، وعشان أكده مش عايزك ترتبطى بيها جوى ، لان ده ممكن يخلى عزة تغير منيكِ ، وممكن تاخدها وتمشى .
فصرخت ملك : لاااا يستحيل ، دى بنتى اللى عستناها بفارغ الصبر..
فضرب باسم كفا بكف مرددا : لا يا ملك مش أكده أرجوكِ ، وأنا أكده ندمت إنى قربت منها وحملت ، لأن كده هى اللى أخدتك منى ، مش هى خدتنى منك .
أغمضت ملك عينيها بألم وحاولت السيطرة على مشاعرها المكبوتة وحاولت الأقتراب من باسم لتهدئة الوضع المتأزم بينهم بقولها : باسم اسمعنى ، أنا يستحيل حد ياخدنى منك ، لإنك السبب الوحيد اللى مخلينى أعيش ، عشان أسعدك وأكون جمبك .
_ وسامحنى فى اللى جولته عشان خابر إنى جلبى متعلق بالأطفال جوى ومش بس بت عزة اللى بعتبرها بتى ، لا ومعاذ ابن براء و كمان غيث حتى لو أمه عتبعده عنى ، بس أحب ابصله واتمنى أخده فى حضنى .
فأقترب منها باسم ليحاول هو أيضا التخفيف من هذا التوتر فقال مداعبا لها : خلاص إعتبرينى أنا كمان عيل صغير ، واحضنينى يا ماما .
فضحكت ملك من بين دموعها وأفردت ذراعيها إليه ، ليسرع باسم إليها ليضمها بلهفة وحب.
باسم : أنا عحبك جوى جوى يا ملك .
ملك : وأنا اكتر يا جلبى ومتزعلش منى .
باسم : لا مش زعلان ، ويلا حضرى حالك عشان نروح بسرعة للمستشفى ، وبإذن الله أنتِ أول واحدة عتشيلى ريحانة الصغيرة.
فابتسمت بملك واطلقت زفيرا حارا ، وأسرعت لوضع العباءة على جسدها سريعا وتوجهت مع باسم إلى المستشفى بكل شوق ولهفة لرؤية صغيرتها *ريحانة *
****
تابع زرارة حديثه مع حمدى قائلا بتحمس :خابر مين ممكن يكون يدك اليمين ، كيف أنت زمان ما كنت يده اليمين ومن ريحة الحبايب كمان وهيساعدك توقف على رچلك من جديد .
ضيق حمدى عينيه متسائلا بفضول : هو مين ده ؟
إلتوى ثغر زرارة بإبتسامة قبل أن يجيبه : جاسر واد حمدان الچبالى .
إتسعت عين حمدى مجيبا : جاسر واد حمدان ، بس ده انا سمعت أنه جال إيه تاب وإستشيخ كيف أبوه ، وعيشتغل مع أخوه بالأچرة .
قهقه زرارة : أيوه بس كيد النسا چابه فى الأرض ، واتچوز حسنية بت الجهوجى ، والبت دى ولا قمر فى زمانها .
_ بس قمر إيه ، قمر كانت طيبة لكن دى شيطان متحرك .
فلمعت عين حمدى وضيق عينيه بمكر وأستطرد بلهفة : شوقتنى أشوفها يا ولا .
_ ده انا أموت فى الصنف اللى يشغل عقله ده ويحط جلبه تحت مداسه ولا يهمه حد .
ثم غمزه بإحدى عينيه مردفا بعد أن نفث دخان أرجيلته فى وجهه : بس جولى هى حلوة يا واد عمى , تستاهل يعنى الواحد يرمى نفسيه فى حضنها وهو مطمن .
ثم تنفس بغضب مردفا : ولا ممكن تطلع غدارة كيف قمر ؟
زرارة بتأكيد : لا يا حمدى ، دى كيف ما جولتلك شيطان ، وأهم حاچة عنديها مصلحتها والجرش اللى بيمشيها .
_ صب أنت بس فى حجرها ، وعتلاجيها فى طوعك وتحت رچليك .
فجلس حمدى بإرياحية يتنفس الهواء المحمل بأنفاسه العكرة مستمعا وشرد فيما كان يخفيه من أموال فى شقته التى كان يقطن بها قبل أعتقاله .
حمدى بلهفة : اه لو طلعتى كيف ما بيقول زرارة ، هنغنغج يا بت .
_ ويمكن أخلى الواد چاسر ده يطلجك ، وانا أتچوزك عشان رايد واد من صلبى يورث دماغ أبوه ويكون دراعى اليمين لما يكبر ويحافظ على اللى عملته ويكبره .
_ صوح كنت رايد أتچوز وحدة بت حلال ومعرفتش راچل غيرى ، بس لقيت أنها ممكن تفضل تجولى حلال وحرام ويحزنون وأنا عايز اللى تسندنى .
لتأتى صورة قمر أمامه مرة أخرى فتتشنج ملامحه ويصيح: بجولك إيه يا زرارة .
زرارة : أمرنى يا واد عمى .
حمدى بصوت يشبه فحيح الأفعى : عايزك تراقب بيت اللى متسمى قمر كويس جوى ، وتعرف سبع البرمبة بتاعها ، عينزل ميتى الشغل بتاعه .
_ وبردك تخلى بالك عاد من المخبرين حلوين بيتها : عشان أكيد بعد خبر هروبى من الحكومة وصلها .
_ فأكيد الحكومة عشان الچميل اللى عملته ليهم ، هيتوصوا بحمايتها .
ثم ضحك ساخرا بقوله : بس حتى لو عملوا إيه باللذى هوصلها يعنى هوصلها .
ده تار بينا ولازم أخده ، حتى لو فيها روحى ، بس لازم أخد روحها الأول الخاينة اللى غدرت بيه وهى سبب كل اللى انا فيه دلوك
*****
شردت مرام بعد حديثها مع فريد ، فيما يمكن أن تفعله مع براء كى تنتقم منه بطريقة لا يتخيلها هو ، وتكون سبب فى هلاكه وفقدان وظيفته وطلاق زوجته منه ..
مرام بحيرة : يا ترى إيه فى دماغك يا فريد ؟
ثم قامت من فراشها لتستعد للقائه ، فأخذت حماما ساخنا وخرجت لتنتقى فستانا قصيرا مزركشا باللون الأحمر ، وأسدلت شعرها الحريرى على ظهرها ، ثم تفننت بإحترافية فى وضع ادوات التجميل ، ونثرت عطرها الذى يُشم من عدة أمتار .
ثم طالعت نفسها فى المرآة بإنتشاء وإعجاب قائلة : كده حسيت إنى مرام شوية ، لما قربت بالمكيب من شكلى الحقيقى .
_ لإنى من ساعة ما غيرت شكلى للبنت دى، وحاسه إنى مش انا ، وحدة تانية معرفهاش .
_ ومش عارفة الدنيا هتعمل فيه إيه تانى ، مش كفاية الإنسان الوحيد اللى كان بيحبنى من غير مصالح ، بابا حبيبى مات غدر .
_ وسبنى لوحدى والكل طمعان فيه .
لتهبط دموعها رغما عنها ، لتستمع بعد ذلك إلى رنين الباب الذى أعلن قدوم * فريد * فازالت دموعها العالقة فى أهدابها سريعا .
_ وحاولت سريعا هندمة فستانها ثم تبعته بتمشيط شعرها مرة أخرى ، لتسرع بعد ذلك إلى فتح الباب ، لتجده أمامها بطالته الرجولية فقد كان يتمتع بجسد فاره الطول ، وتبرز عضلاته من أسفل قميصه الملتصق بجسده .
فطالعته مرام بإعجاب ولكنها لم تتحدث وأكتفت بحديث نفسها : لا ده إحنا حلوينا اكتر وشكلى فعلا هحب وجوده معايا .
أما هو فطالعها بنظراته كرچل لا يعنيه سوى ما جاء لإجله ولو كانت أمة عرجاء شمطاء سليطة اللسان .
فتجده فى البداية ركز النظر فى منحيات جسدها بإشتهاء ثم أخيرا وجهها فقام بإطلاق صفيرا تعبيرا عن أعجابه بها قائلا : ايه الجمال والدلال ده يا مريومة.
_ مكنتش أتخيل إنك إحلويتى اوى كده .
_ أنتِ كده هتخلينى أقيم عندك ، عشان محدش يقدر يسيب الجمال ده كله ويمشى .
فضحكت مرام بدلال ولاعبت خصلات شعرها مرددة : وبعدين معاك أنا بتكسف .
فقهقه فريد وأغلق الباب من ورائه ، ليحملها هامسا : معايا هتنسى حاجة إسمها كسوف ومش هتعرفى غير حاجة إسمها الحب والدلع وبس ، وهخليكِ تتدمنينى .
لتعيش معه مرام لحظاتهم المحرمة فى سعادة مؤقتة سوف تورث خيبة وندامة .
لتحدثه بعد ذلك فى أمر براء : ها مقولتليش هتصرف إزاى فى موضوع براء ؟
_ ليخطف فريد قبلة سريعة مجددا من شفتيها قبل أن بجيبها : سهلة جدا .
مرام بفضول : أتكلم أرجوك ، متشوقنيش أكتر من كده .
إعتدل فريد وجلس أمامها وأمسك راحة يدها بلطف وتمعن النظر فى عينيها قائلا : انا مش عارف إزاى أقدر يقاوم سحر عينيكِ ده ويعمل كده .
وهنا فقدت مرام سيطرتها على أعصابها مرددة : اوف ، سيبك بقا منى ، وقول أعمل إيه مع براء .
زفر فريد قائلا بهدوء بعد أن رفع يده وضم أحد اصبعيه بخفة : بلاغ صغير قد كده .
_ إن حضرته بيسلى أوقاته بعد الشغل فى شقة مشبوهة مع بنات الليل ، ويتقبض عليه متلبس .
وبس كده ، راح فى شر أعماله .
_و طبعا أول حاجة هتتعمل إنه هيترفد من شغله عشان سمعته بقت فى الأرض وأهان لمهنة الشرطة العفيفة .
_ تان هام مراته لما يوصلها صورة وهو فى حضـ ن واحدة وبعدين تسمع خبر أنه أتقبض عليه فى قضية آداب .
_ اكيد يا كبدى هتصدم فيه وتصرخ وتقول : واطى وخاين ليه حبيته وساعتها هتطلب الطلاق .
ومش بعيد تقت.له من حرقتها فيه ، وبكده تكون خلصتى منه ،من غير ما تعكرى ايدك بدمه .
إستمعت له مرام بكل حواسها فى كل كلمة ينطقها واتسعت ابتسامتها بإعجاب لتفكيره الشيطانى ، ليجدها فى نهاية حديثه قد جلست على ركبتيها وصفقت له بحرارة مردفة : برااافو عليك يا فريد ، أنا مش عارفة كانت غايبة عنى الفكرة دى فين .
ابتسم فريد بغرور ووضع كفيه على أكتافه وغمزها بقوله : عشان تعرفى إنى غير .
مرام بضحك : فعلا دماغك متكلفة .
بس إزاى هنفذ الموضوع ده !
فطالعها فريد برغبة متمتما بهمس : هقولك بس بعد ما أدوق العسل عشان جوعت .
لينغمسا مرة أخرى فى الحرام.
*******.
وصلت ملك مع باسم بدقات قلب متسارعة وعين تكاد تنطق من اللهفة لرؤية صغيرتها * ريحانة *. .
رآهم براء من على بعد خطوات منهم أمام غرفة العمليات ، فابتسم ثم غمز زاد ومال على أذنها مردفا بمكر : شايفة عتحبه إزاى جوى ، رغم أنه متجوز عليها .
_ يا بختك يا باسم يا أخوى ، لاعبة معاك حلاوة ، واحدة چوه عتولد كيف الغزال ، وواحدة بره كيف الحورية من حوريات الجنة ، وأنا واجف لحالى مع قرد عيتنطط جدامى .
فرمقته زاد بنظرة حارقة وصكت على أسنانها بغيظ مردفة : انا قرد !!
_ قرد لما ينطكك يا بعيد .
_ أنا قرد يا ابو عيون زايغة ، مهو الراجل اللى جلبه كيف الرمان ، معيشوفش بعينيه زينا .
براء بضحك : أمال عيشوف من جفاه !
زاد : لا وانت الصادق ، ده بيكون أعمى الجلب والبصيرة .
ثم ابتعدت عنه وولته ظهرها ، كى لا يرى ضعفها بعد أن أوجعها كلمته حتى لو كانت مزحا وتسائلت : هو لساك يا براء مش شايفنى حلوة فى عينيك كيف الستات ، رغم إنك أكدتلى إنك شايفنى حلوة بس ساعات الحقيقة عتبان فى كلمة بين الهزار .
ليضغط براء على شفتيه بندم مردفا : أنا ايه اللى جولته ده ، ميصحش يا براء يوصل بيك الهزار لكده .
_ خصوصا أن الأمر حساس عنديها جوى وممكن تاخده لمحمل تانى ، أنت فهمه كويس .
_ بس ربنا يعلم أن لو اجتمعت عندى جمال نساء الدنيا كلاتها مش عيكونوا كيف زاد ليها حلاوة تانية فى جلبى ..
وعندما همّ أن يذهب إليها ليصالحها , وجد الممرضة قد خرجت بالطفلة ، ليتجمع الجميع حولها .
وكان فى مقدمتهم ملك حيث أخرجت تنهيدة حارة ساخنة كفيلة بإحراق العالم كله ، فأخذتها بيد مرتعشة وطالعتها بحب وشوق ولمعت الدموع فى عينيها ، لتهوى على چبينها بقبلة دافئة ، لتستنشق عبيرها ثم أحتضنتها بخفة خوفا عليها ، وشعرت فى تلك اللحظة أنها امتلكت العالم كله .
ثم همست : اللهم لك الحمد ، اللهم لك الحمد .
فامتلئت العيون حولها بالدموع وتمنوا أن لو جاءت من رحمها هى وليست عزة .
ثم خرجوا من حالتهم تلك على صوت الطبيب ، الذى خرج وعلى وجهه علامات التوتر .
ففزع قلب باسم وتوجه إليه بقلب مرتجف قائلا : خير يا دكتور
أخبار عزة ايه ؟
فأخفض الطبيب رأسه قائلا بحزن : للأسف مدام عزة …..؟
فما حدث لغزة يا ترى ؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)
