رواية أهداني حياة الفصل السابع والخمسون 57 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت السابع والخمسون
رواية أهداني حياة الجزء السابع والخمسون
رواية أهداني حياة الحلقة السابعة والخمسون
– في حاجة حصلت مضايقاني أووي ومش عارفة اعمل ايه واللي مضايقني أكتر هي حيرتي ديه واللغبطة اللي أنا فيها
– زياد بهدوء : طيب اهدي كده بالراحة وفهميني ايه اللي حصل
– ندى : هحكيلك ………..
بدأت في سرد ما حدث بينها هي و عمر اليوم واعترافه بحبه لها ورغبته في الزواج منها وبعدما قصت عليه كل ما حدث انتظرت رده
كان زياد يسمعها ويتابع كل حركاتها ويسجل في دفتره كل ملاحظته بشأنها وما يود سؤالها عنه وما إن انتهت حتى سألها بهدوء قائلا :
– ممكن أفهم بقا ايه اللي ضايقك بالظبط ف كل اللي حصل ؟؟
– ندى بانفعال: كل حاجة ضايقتني يا دكتور الموضوع كله على بعضه مضايقني
– زياد متسائلا : ومرفضتيش ليه من الأول لما حمزة عرض عليكي العرض ده؟
– ندى بتوتر: مكنش ينفع أرفض لأني خايفة عليه يتصرف مع الحيوان ده تصرف يأذيه ف شغله أو حياته
– زياد بتدقيق: بس عشان السبب ده ولا في حاجة تانية ؟
– ندى وقد ابتلعت ريقها قائلة : حاجة !! حاجة ايه ؟؟
– زياد: أنا اللي بسألك
– ندى: لأ مفيش حاجة
– زياد مكررا: بردو مش قادر اعرف بالظبط ايه اللي ضايقك تحديدا من اللي حصل النهارده رغبته ف أن الجواز يكون حقيقي ولا اعترافه انه بيحبك ولا الجواز منه بشكل عااام أو خااص ؟
– ندى بغيظ: متضايقه منه هو شخصيا أزااي يقولي كده أصلا خصوصا وهو عارف أو حاسس على الأقل إني بكرهه
– زياد بمواجهة: وهو أنتي فعلا بتكرهيه ؟
– ندى وقد حاولت تصنع اللامبالاة: مش بكرهه ولا بحبه بس مش برتاحله
– زياد بتخمين: متهيألي في سبب لمشاعرك السلبية تجاه الكابتن مش مجرد ارتياح لشخص من عدمه مش حابة تصارحيني باللي جواكي عشان اقدر افيدك
– ندى بإنكار : مفيش حاجة ولا سبب محدد عاادي يعني كان مجرد زميل معايا ف المدرسة بس عرفت عنه شوية حاجات قفلتني منه
– زياد: حاجات زي أيه؟
– تنهدت ندى باستسلام : هقولك ………….
ثم بدأت في قص كل ماحدث ف الماضي مع الاحتفاظ ببعضها أرادت أن يبقى بداخلها ولا تبوح به لأي مخلوق وما إن انتهت حتى رفعت رأسها ل زياد متسائلة :
– تفتكر بقا بعد اللي حكتهولك واللي عرفته عنه ده ميخلنيش ابقا مش طايقاه
– زياد بتصحيح: قصدك اللي سمعتيه مش اللي عرفتيه لأن عشان تعرفي لازم تشوفي بعينك وأنتي مشوفتيش أنتي بس سمعتي وحتى مواجهتيهوش بالكلام اللي سمعتيه صدقتيه وخلاص ده غير احساسي أنك مقولتيش كل الكلام بس طبعا ده يرجعلك تقدري تحكي اللي أنتي حابة تحكيه
– ندى بانفعال: بس ازاي بعد اللي حكتهولك واللي اتأكدلي من شخص ثقة ومن طرفه لسه عندك شك
– زياد بعقلانية: لاني اتعودت مصدقش كل اللي اسمعه وحتى اللي اشوفه لازم أتأكد منه اواجهة وأسأل لان الصورة احيانا كتير بتخدع فما بالك بالكلام اللي خداعنا عن طريقه اسهل بكتيير
– ندى بمكابرة: مش مهم اتأكد ده أصلا ميفرقش معايا لانه ببساطة ميهمنيش
– زياد بشك: متأكده ؟؟
– ندى بضيق : متأكده من ايه ؟
– زياد بتفكير: متأكده انه ميهمكيش ؟ بصراحة يا ندى لو كان ميهمكيش مكنتيش تتعصبي كده كل أما تشوفيه وحساسة ومتحفزة تجاه كل فعل أو تصرف يعمله لو حد ميهمناش بنتجاهله أصلا مبيفرقش معانا عمل أيه واتصرف ازااي
– ندى : قصدك ايه ؟
– زياد بعدما صمت ل ثوان ثم تحدث بهدوء متسئلا: مش يمكن في مشاعر جواكي ناحيته مثلا ؟
– ندى وقد وقفت غاضبة : مشاااعر !! مشاعر جوايا انا ؟؟ لمين ؟؟ لعمر ؟؟ مستحيييل مستحييل يا دكتور ازاي ممكن تفكر ف حاجة زي كده أنا عمر ما كان ولا هيكون جوايا مشاعر لأي راجل تاني غير يوسف الله يرحمه
– زياد بثبات : القلب ملناش حكم عليه وزي ما حب مرة قادر يحب تاني وتالت ورابع لازم تخرجي بره الدايرة اللي حابسة نفسك فيها بمزاجك يا ندى وبعدين طالما مش بتحبيه أو على الاقل معجبة بيه يبقا أنا شايف انك توافقي على الارتباط ده خطوة زي ديه هتفرق معااكي جدا ولو حسيتي انك مش قادرة تكملي تقدري تسبيه وهو وعدك انه مش هيجبرك على حاجة
– ندى: بس أزاااي أواافق بعد ما عرفت مشاعره ناحيتي مش هقدر
– زياد: مشاعره هو حر فيها أكيد مش هيفرضها عليكي ثم نظر لها بتدقيق متسائلا ولا خايفة يأثر عليكي بيها ويمكن تحبيه وتتجاوبي معاه؟
– ندى بثقة مهتزة: أكييد لأ بس مش عايزة حد يضغطني
– زياد بإقناع:مفيش ضغط ولا حاجة وافقي يا ندى عشان حمزة ميتهورش وعشان حمايتك وعشان لو مقدرش الكابتن أنه يخليكي تحبيه يفقد الأمل ولما تنفصلوا يقدر يبتدي من جديد لأنه واضح انه مش عارف ولا قادر يتجاوزك فالجوازة ديه ف مصلحة الكل
– ندى وقد وقفت فجأة : ماااشي هفكر بعد أذنك أنا عايزة أمشي كفاية كده النهارده
– زياد بابتسامته الودودة : أكيد طبعاا على راحتك أنا موجود فأي وقت تحتاجيني فيه وتحبي أنك تتكلمي
– ندى بابتسامة ممتنة: شكرا ليك يا دكتور ..سلام
قالتها وخرجت على الفور من أمامه وألف سؤال يدور برأسها دون أجابة واضحة ….
وفي اليوم التالي الساعة التاسعة صباحا كانت حلا قد ارتدت ملابسها وجلست بانتظار زياد الذي اتصل بها ف الموعد وأخبرها انه ينتظرها هو والدته أسفل البناية وبالفعل ما إن وصلت حتى وجدته أمامها وكالعادة تركت والدته المقعد الأمامي لها قبل أن تأتي حلا وحينما أصرت الأخيرة على نجاة أن تبقى في مكانها تحججت بأنها لا تستريح سوى ف المقعد الخلفي
واخيرا تحرك ثلاثتهم للمشفى وما إن وصلا إلى هناك حتى ذهب زياد لأنهاء بعض الإجراءات بينما دخلت حلا ووالدته احدى الغرف لتبدأ في اولى جلسات كورس الحديد وبعد مرور عدة دقائق دخل احد الممرضين لتركيب “الكانيولا الطبية ” ووضع الدواء بداخل المحلول الملحي وبدأ الجلسة كانت حلا سترفض البدء حتى يأتي زياد لكن كان هذا قبل أن تتعرف على وجه الشاب الممرض التي ما إن رأته حتى تعرفت على صاحبه على الفور و صاحت بدهشة:
– عبدالرحمن !! ايه الصدفة ديه ؟؟أنتا بتشتغل هناا ؟
– عبدالرحمن بتفاجؤ:حلاااا السفروتة ولا سفروتة ايه بقااا ما كبرنا مااشاء الله اهو وبقينا عرايس ايه يا بنتي فينك مشوفتكيش من فترة طويلة بطلتي تيجي ل منة البيت ليه ؟
– حلا : يعني عاادي بنتقابل بره وكده بقا انتا اخبارك ايه مش كنت مسافر باين
– عبدالرحمن : لأ ما انا رجعت من سنة تقريبا ما ارتاحتش ف الشغل بره وبيني وبينك مقدرتش على الغربة فقولت ارجع اشتغل ف أي مستشفى هنا ف وسط أهلي أحسن المهم انتي طمنيني عليكي عندك انيميا ولا أيه ؟
– حلا : اه شوية انيميا بسيطة بس الدكتور قال أفضل أخد حقن حديد عشان ترفع نسبة الهيموجلوبين شوية
– أماء عبدالرحمن رأسه بتفهم ثم أشار على والدة زياد متسائلا : وحضرتها تبقا مامتك ؟
– حلا بحب : زي مامتي ديه طنط نجاة والدة خطيبي
– عبدالرحمن بمفاجأة: واتخطبتي كمان يا أوزعة طب مش كنتي تعزمينا ثم وجه حديثه لنجاة قائلا اهلا بحضرتك يا مدام على فكرة حلا تبقا صاحبة اختي وأنا بعتبرها زيها زي أختي منة بالظبط وكانت بتيجي عندنا ومن وهي عندها 10 سنين وأنا اكبر منها بحوالي عشر سنين وكانت دايما تزهقني هي ومنة عشان يخلوني اسيب أوضتي عشان يقعدوا يذاكروا فيها
– ابتسمت نجاة بود: طب طالما طلعت تعرفها بقا يبقا هتخلي حد ايده خفيفة يركبلها الكانيولا عشان هي مبتحبش الحقن ومقلقة من الموضوع ده
– عبدالرحمن : أنا هركبهلها بنفسي واتابع المحلول ونبضات القلب أول نص ساعة عشان نطمن أن مفيش حساسية ثم تحدث لحلا بود طبعا أكيد مش هتخافي مني يا ست حلا
– حلا بابتسامة : أكيد لأ بس ده ميمنعش بردو من شوية قلق
– عبدالرحمن بمزاح: هاتي ايدك في ايدي واتطمني خااالص وأقولك عشان متقلقيش بصيلي أنا ومتخافيش مش هعاكسك زي زماان قال كلمته الاخيرة بمزاح لم يكن يعلم أن أحدهم قد جاء في تلك اللحظة تحديدا وما إن سمع ما قال حتى اندفع للحجرة غاضبا بالطبع لم يكن هذا الغاضب سوى زياد الذي صاح ب عبدالرحمن منفعلا :
– أنتا ميين ؟؟ وازااي تتكلم معاها بالشكل ده ؟
– عبدالرحمن بمزاح: أكيد انتا خطيبها طالما داخل متعصب كده بصراحة عندك حق تغير عليها ربنا يكملكم على خير
– زياد بنفاذ صبر : ايوه بردو متشرفناش مين حضرتك ؟
– عبدالرحمن وهو يمد كفه ليسلم على زياد: انا عبدالرحمن ابقا اخو منه صاحبتها وحلا بعتبرها زي اختي بالظبط
لم تهدأ أعصاب زياد بما قال هذا المدعو عبدالرحمن صحيح يبدو عليه الصدق فيما يقول لكن ما شأن هذا بتلك ..كلماته الممازحة لها أشعلت النيران في قلبه لكنه حاول أن يتحكم في انفعالاته ف رد بابتسامة حاول أن تكون طبيعية ثم اجابه باقتضاب :
– أهلا بيك
أماء عبدالرحمن برأسه محييا زياد وهو يبتسم له بود ثم اقترب من حلا وأمسك بيدها ليبحث عن وريد مناسب في كف يدها ثم طلب منها كشف ذراعها قليلا لأن اوردة كف يدها ضعيفة حينئذ لم يستطع زياد الصبر فتنحنح بضيق قائلا :
– معلش أنا اسف بس ممكن تشوف ممرضة تقوم بالمهمة ديه
– شعر عبدالرحمن بالحرج لكنه اماء رأسه بتفهم قائلا : أه طبعاا أكيد بعد أذنك ثواني هروح أشوف حد من التمريض البنات
وما إن خرج عبدالرحمن من الغرفة حتى نظرت حلا ل زياد بضيق قائلة:
– ليه عملت كده يا زياد أحرجته وبعدين هو اكيد ايده خفيفة ويعرفني ف هيهتم بيا
– زياد بعصبية : مش مطلوب منه يهتم بيكي أصلااا وبعدين ممكن افهم ازاااي تخلي واحد يتكلم ويهزر معاكي بالشكل ده
– حلا : ده اخو صاحبتي وأنا اعرفه من وأنا صغيرة وكنت بعتبره زي حمزة
– زياد : مفيش حاجة اسمها زي حمزة هو مش راااجل يبقا في حدود ف الكلام والهزار زي أي حد
– والدته وقد تدخلت ل تهدأ من ثورة غضب ولدها وهي تتعجب بشدة مما حدث هذه المرة الأولى التي تراه فيها بهذه الحالة العصبية فدوما ولدها هاديء لا ينفعل بسهولة لكن يبدو أن عشقه لتلك الصغيرة هو ما جعله يتصرف بعصبية وغضب هكذا :
– زياد يا حبيبي محصلش حاجة لكل ده الولد كان محترم جدا وبيهزر ميقصدش حاجة وحشة
– زياد: يا سلااام يعني لما ادخل ألاقيه بيقولها حطي ايدك ف ايدي وبصيلي ومتخافيش مش هعاكسك زي زمان عايزاني اعمل ولا اقول ايه والبشمهندسة بدل ما تقوله كده غلط ومينفعش ادخل الأقيها مبتسمة زي ما يكون عاجبها الكلام
– حلا بانفعال : أنتا أزااي بتتكلم معايا بالشكل ده !
– زياد بانفعال مماثل : وحضرتك أزااي تتصرفي بالشكل ده ؟
– حلا بضيق :أنا معملتش حاجة هو كان بيهزر وبعدين كان بيتكلم على حاجة حصلت من وأنا عندي عشر سنين يعني كنت طفلة أصلا كل الحكاية انه كان بيقعد يقولي ايه الحلاوة ديه وايه التسريحة الحلوة ديه عشان لما كنت بتكسف كان وشي بيحمر ف كان دايما يتعمد يكسفني عشان كده وأنا أصلا مشوفتوش من زماان لان من وقت ما بقا عندي 12سنة بطلت اروح عند منه البيت وبينا بنتقابل بره وهو كان بيقولي كده عشان مخافش مش أكتر وأنا لو كنت عارفة انه قصده يتجاوز كنت هوقفه عند حده من غير ما حضرتك تقول
قبل أن يرد دخلت الممرضة التي أرسلها عبدالرحمن حينئذ خرج زياد من الحجرة لعله يهدأ نفسه قليلا فهو يشعر بأن أعصابه على وشك الاحتراق وطالما وصل لهذه الدرجة من الانفعال فلن يستطع كبح جماح غضبه وبينما هو يحاول استعادة اعصابه المفقودة وتنظيم نفسه حتى يهدأ حتى سمع صوت بكاء حلا ف الداخل دلف للحجرة سريعا فوجد وجهها قد أغرقته الدموع فسألها بخضة :
– في أيه ؟؟ ايه اللي حصل ؟ بتعيطي ليه ؟
– اجابته والدته التي تضمها لصدرها وتربت برفق على ظهرها :مفيش حاجة يا زياد متقلقش هي بس الكانيولا وجعتها شوية وهي بتركبها
– حلا بصوت باكِ: أنتا قولتلي أنها مش هتوجعني وضحكت عليا وطلعت بتوجع جدا وكمان بتحرقني مكانها أوي
اقترب منها وامسك بكفها بين يديه بعدما ابتعدت حلا عن حضن والدته ثم بدأ في تحريك أصابعه بلطف فوق الوريد التي تضع به المحلول حتى يخفف من ألمها لكن ملامسته لبشرة يدها الناعمه كالأطفال اصابته بتوتر وقد خفق قلبه بقوة على أثر هذا التلامس فابعد يده سريعا عنها ثم تحدث لها برفق وحنو قائلا :
– معلش يا حلا بس هي بتوجعك عشان السن بتاع الحقنة كبير شوية واوردتك ضعيفة ثم نظر للمرضة بتجهم : طب ليه حضرتك مركبتيهاش ف دراعها مهو زميل حضرتك قال أن اوردتها ضعيفة وقصيرة يبقا ليه تحطيه هنا
– الممرضة بعجرفة : مليش دعوة بكلام زميلي أنا بركبه ف الكف اسهل والدم اندفاعه بيبقا أقل وبقدر أتحكم فيها أفضل
– زياد في محاولة ل ضبط النفس حتى لا ينفعل على تلك الممرضة متجهمة الملامح : طب هي دلوقتي بتوجعها وهتفضل توجعها طول ما هي بتاخد المحلول يبقا ايه الحل ؟
– الممرضة ببرود : عادي مهو طبيعي توجعها مش حاجة متركبة ف جسمها دلوقتي تتعود على وجعها ومش هتحس بيه
قبل أن يرد زياد منفعلا سمع طرقا على باب الحجرة تبعه دخول عبدالرحمن بعدما أذن له بالدخول تحدث للمرضة بلهجة جادة قائلا :
– مس منى لو سمحتي عايزينك ف أوضة 33
– الممرضة بجدية مفرطة: تمام تابع بقا أنتا مع الحالة هنا ومتنساش تتابع نبضات القلب أول نص ساعة عشان نطمن أن مفيش حساسية
– أماء عبدالرحمن برأسه قائلا : أكيد اتفضلي أنتي وأنا هكمل
ما إن خرجت الممرضة من الحجرة حتى تحدث زياد بعصبية قائلا :
– يعني ملقتش غير واحدة زي ديه وتبعتها مش ممكن أسلوبها بشع واقولها زميلك قال الاوردة ف الكف قصيرة وضعيفة تقولي مليش دعوةبزميلي
– ربت عبدالرحمن بكفه على صدره علامة لاعتذاره ثم تحدث قائلا : معلش أنا آسف والله أنا مبعتهاش أنا ادبست فيها هي اقدم ممرضة هنا وشاطرة لكن للأسف مبتتفاهمش وجد وايدها تقيلة حبتين تلاتة أنا كنت هجيب واحدة تانية لكن مس منى ظهرت وطلبت من نجوى اللي كنت هبعتها أنها تروح لحالة تانية ومعرفتش ارفض لما قالتلي انها هتروح مكانها واتحرجت منها بس معلش نجوى زمانها جاية دلوقتي ولو الكانيولا لسة وجعاكي ممكن نغيرها
– حلا برفض : لأ أنا مش هتشك تاني ولا عايزة اركب واحدة تانية
– زياد : بس أنتي بتقولي أنها وجعاكي يا حلا
– حلا بإصرار : هستحمل الوجع احسن من إني أركبها تاني وسن جديد يدخل دراعي
– عبدالرحمن مقترحا : بصي حطي ايدك مفرودة على بطنك ومتنزليهاش لتحت وكل ما تحسي انها بتحرقك مشي صوابعك براحة عليها الوجع هيهدى شوية والمرة الجاية بإذن الله هظبط مع نجوى من قبلها
– زياد محاولا التغلب على مشاعر غيرته : شكرا ليك يا استاذ عبدالرحمن واسف لو كنت اتعصبت من شوية بس أعصابي مشدودة حبتين ف ياريت تعذرني
– عبدالرحمن بابتسامة ودودة : مفيش مشكلة يا دكتور محصلش حاجة ثم نظر باتجاه حلا وهو يعطيها المشبك الخاص بجهاز قياس نبضات القلب قائلا : بعد أذنك ياحلا حطي ده ف السبابة عشان نشوف ضربات القلب اخبارها ايه
– أخدت حلا منه المشبك ووضعته بسبابتها كما طلب منها نظر عبدالرحمن للشاشة ثم تحدث قائلا : طب الحمد لله ضربات القلب منتظمة احنا هنشغل المحلول على البطيء خااالص لحد نص ساعة وبعدها لو لقينا الدنيا تمام هنبدأ نزود السرعة حبة حبه أنا هسيبكم بقا براحتكم وشوية وهجيلك لو حسيتي بأي حاجة قولي للدكتور يندهلي من أوضة التمريض ثواني وهبقا عندك
– حلا بامتنان : شكرا جدا يا عبدالرحمن ومعلش لو ازعجناك
– عبدالرحمن بمرح : يا سلااام على العقل والرقة مش واخد أنا على كده الله يرحم أيام زمان والجنان بتاعك انتي ومنة
– زياد بغيظ : والله يا أستاذ عبدالرحمن كل اما احاول أهدى من ناحيتك تعصبني أكتر
– عبدالرحمن وهو يضحك : طب ألحق امشي أنا بقا قبل ما تضربني ثم أردف بجدية قائلا متقلقش يا دكتور حلا حقيقي باعتبرها زي أختي وبعدين أنا متجوز والله وعندي بنتين زي القمر ف متخافش على خطيبتك اوي كده على العموم ربنا يهنيكم أناا افرح ليها لما يكون خطيبها بيحبها وبيغير عليها كده وأنا لو مكانك بردو هغير وأضايق بس حقيقي أنا مش قاصد والله يلا انا هروح بقا الأوضة وشوية كده وهرجعلكم تاني
– زياد بود: شكراا ليك واتمنى متكونش زعلان مني
– عبدالرحمن بابتسامة : لأ مش زعلان ولا حاجة المهم تخلي بالك منها مش دلوقتي بس ولما تتجوزوا تنفضلها
– زياد بمشاعر صادقة : لأ متقلقش هفضل مخلي بالي منها طول ما فيا نفس على الله هي متزهقش بس
– عبدالرحمن : هو في ست ف الدنيا تزهق من الحب والاهتمام يلا اسيبكم أنا بقا سلام مؤقت
خرج عبدالرحمن من الغرفة ثم وقفت والده زياد حتى تتركهم بمفردهم قليلا وقالت متحججة :
– أنا هروح أكلم أحمد اطمن عليه وامشي رجلي شوية واجيلكم مش هتأخر عليكم
– زياد بمشاكسة : ايوه يا نوجا ابو حميد وحشك ده احنا لسه سايبينه مبقالناش ساعتين ؟
– نجاة : يا ابني ارحمنا بقا هو انتا مش خطبت خليك ف خطيبتك ركز معاها هية مالك بينا يا حبيبي
– زياد: هو أنا ليا بركة إلا أنتم
– نجاة : قصدك ملكش غير ف الأر علينا يلا الله يكون ف عونك يا حلا يا بنتي
ابتسمت حلا على حديث والدته والتي ما إن خرجت من الحجرة حتى اقترب زياد من حلا ثم جلس على الكرسي الملاصق لفراشها وتحدث قائلا :
– أنتي زعلانة مني ؟؟
– حلا بغيظ: لأ وهزعل ليه أنتا عملت ولا قولت حاجة تزعل؟
– زياد بخجل: بصراحة اه بس أنا مقصدتش والله أنا اتضايقت لما لقيته بيهزرمعاكي وبيقولك الكلام ده غصب عني اتعصبت أنا آسف
– حلا بنرفزة: ممكن أفهم أصلا ايه اللي عصبك مهو لو احنا مخطوبين بجد وأنتا بتحبني هقول غيران لكن أنتا أصلا مغصوب على الخطوبة
– زياد محدثا نفسه : والله العظيم ما شوفت أغبى منها ف حيااااتي طب اقولها ايه ديه ياربي
– حلا بنفاذ صبر: مبتردش على كلامي ليه يا دكتور
– زياد متنهدا بعمق حتى لا يفصح عن حقيقة مشاعره ويحدث ما يحدث : مفييش يا حلا بس احنا قدام الناس وماما مخطوبين مينفعش اسمع كلام زي ده واسكت غير ده كله أنتي أمانة حمزة معايا ولازم احافظ عليكي وهو لو كان موجود مكنش عجبه الكلام اللي اتقال حتى لو هزار وأنا بداله
– حلا باندفاع : أنتا ليه محسسني أنك دخلت لقيته بيحب فيا مش بيتكلم عن موقف حصل وأنا طفلة
– زياد وقد اشتعلت أعصابه من كلماتها المندفعة تلك: ايه يحب فيكي ديه ؟أنتي بتقولي أي كلام من غير متفكري فيه
وقبل أن تجيبه حلا وجدا طرقا على الباب تبعه دخول والد زياد متسائلا :
– في أيه يا ولاد انتو بتتخانقوا ولا ايه ؟صوتكم واصل لحد بره
– حلا بضيق: مفيش حاجة يا عمو
– أحمد بحب: لأ شكله فيه وفيه ونص كمان مالك ياااض يا زياد مزعل بنوتي ليه ؟
– زياد بتأفف: أنا مزعلتهاش وبعدين هو حضرتك مش كنت ف الشغل جيت أزااي ؟
– احمد : عاادي خدت أذن وجيت وبعدين نوجاا حبيبتي فيين ؟
– زياد:راحت تكلمك وقالت هتتمشى شوية وتيجي
– احمد: الموبايل كان فاصل شبكة هروح اكلمها واجيب حاجة وآجي مش عايز ارجع ألاقي بنتي مكشرة لو مشوفتش الابتسامة من هنا ل هنا هحكيلها على بنت الجيران وفضايحك معاها ماااشي
– زياد بحرج : يا باابااااا ايه اللي بتقوله ده كده هتخليها تفهمني غلط
– أحمد بتهكم : ههههه خلاااص ابقا فهمها الصح وبلاش الغلط بتاع أبوك ثم اردف بتحذير ربع ساعة بالكتير وارجع اسمع صوت ضحكتهااا فااهم
– زياد بحنق : فااااهم أنا مش عارف والله هو أنا اللي ابنك ولا هي
– أحمد وهو يتحرك خارج الحجرة : هي ..ربع ساعة بس يا دكتووور
بعدما خرج والده من الحجرة حتى تحدث زياد بغيظ قائلا :
– نفسي اعرف عملتي أيه ف بابا خلتيه يحبك ويدافع عنك كده
– حلا بابتسامة وهي ترفع كتفها قائلة : ولا حاااجة حبيته زي ما هو بيحبني ومن القلب للقلب رسول ولا ايه يا دكتور
– زياد : ماااشي غلبتيني يا بشمهندسة ثم اردف وهو يهرش في مقدمة رأسه بحرج قائلا : على فكرة موضوع بنت الجيران ده كان هزار كله حكاية عبيطة بتاعت اطفال كده بس بابا مسكهالي ذلة ومش عايز ينساها
– حلا بلؤم:طب متحكيهالي اهوه نتسلى وباباك ميلاقيش حاجة يمسكها عليك
– زياد وهو يرفع بصره إليها متسائلا : تصدقي فكرة ..بس توعديني مش هتضحكي عليا
– حلا وهو تكتم ضحكتها : اوعدك هحاااول
– زياد بابتسامة : إذا كنتي بتتضحكي من قبل ما أحكي بس ماااشي هحكيلك وأمري لله بصي يا ستي زمان وأنا عندي 8 سنين أو 9 مش فاكر بالظبط كان قدامنا بنت جميلة جداا شعرهااا أصفر وبيضا جداا وعينها ملونة شبه الأجانب كده وقتها كان عمرها حوالي 20 سنة أو 25 كمان ف مرة كانت بتهزر معايا وبتقولي لما تكبر هتجوزك وأنا مسكت ف الكلمة ومصمم إني بحبها ولازم اتجوزها وكل يوم اطلع البلكونه واغنيلها اغنية قديمة ل لطيفة اسمها بحب ف غرااامك ومعرفش اشمعنا الأغنية ديه أنا نفسي مش عااارف لحدالآن والله المهم إني كنت فاضح البنت بس وهي تسمعني بغني تضحك وأنا افتكرها بتضحكلي ومبسوطة وكده ف أزودها أكتر واقولها بحبك يا ليلى بصوت عالي مكنتش اعرف انها كانت بتضحك عليا مش بتضحكلي وتقولي خلاص يا زياد فضحتني ومش هتجوز وشكلي هعنس لحد ما تكبر وتتجوزني بجد بس يا ستي ديه قصة بنت الجيرااان
كان ينظر لها وهي تضحك بصوت عاال ضحكة تبدو خارجة من القلب ف انتشى لسعادتها بشدة حتى وإن كنت تضحك عليه يكفي انه السبب في إضحاكها لكنه علق قائلا بجدية مصطنعة :
– بقا ده اللي مش هتضحكي ده المستشفى كلها زمانها سمعتك
– حلا وهي تحاول التحكم في ضحكتها : بصررراحة مقدرتش والله تخيلت شكلك وشكل البنت مسخرررة بجد وهي راحت فين بقا البنت ديه ؟
– زياد بابتسامة : اتجوزت وعندها ولد وبنت ثم اردف بفخر مصطنع وعلى فكرة ابنها اسمه زياد على اسمي
– حلا بمزاح: ديه كانت بتحبك بقا ؟
– زياد موضحا وهو يضحك: أصلي بصراحة لما اتجوزت زعلت جداا ف هي قالتلي خلاص متزعلش أول ولد هخلفه هسميه على اسمك وفعلا لما خلفت سمت ابنها زياد عشان تراضيني
– حلا بفضول : طب ومحبتش بعد كده تاني ؟
– زياد وهويحرك رأسه يمينا ويسارا : لأ
– صمتت حلا للحظات ثم أردفت بتردد: بس باباك قالي انك كنت بتحب بنت ف الكلية اسمها شيري تقريبا ولا كان بيهزر ؟
– أطرق زياد برأسه مفكرا ثم تحدث قائلا: لأ فعلا كان في بنت ف الكلية اعرفها اسمها شيري هي اسمها الحقيقي شيرين بس كننا بنقولها شيري لكن مكنتش بحبها أو عرفت بعد كده انه مكنش حب ممكن يكون انجذاب تعاطف اعجاب أي مسمى تاني غير الحب
– حلا : طب وايه اللي خلاك تقول انه مكنش حب ؟
– زياد : مفيش كل حاجة حصلت عرفتني انه مكنش حب
– حلا بفضول : ممكن تحكيلي ولا مش حاابب ؟؟
– زياد بلامبالاة : لأ عااادي احكيلك ثم اردف متسائلا بس هحكيلك ف مقابل أنك تسامحيني وتقولي ل بابا إني صالحتك اتفقنااا ؟؟
– حلا بابتسااامة : هو أنتا كده بتستغل فضولي بس ماااشي مواافقة
هنا في تلك اللحظة سمعا طرقا على الباب أذن زياد للطارق بالدخول
وكان عبدالرحمن الذي قد جاء ليطمئن على انتظام ضربات القلب وأن حلا لم تصاب بأي تحسس من الحقنة وبالفعل وجد كل الأمور منتظمة فقام بزيادة سرعة المحلول بعض الشيء ثم خرج من الغرفة وما إن تحرك حتى عادت حلا ل زياد متسائلة :
– هاااا قووول يلا الحكاااية ؟
– زياد بابتسامة : انتي ليه محسساني إني بحكيلك حدوتة قبل النوم ؟
– حلا : انا بحب الحكايااات أوووي يلا بقاا احكي يا زياد وسليني لحد ما نخلص المحلول اللي هيشتغل 3 ساعات ده
– زياد باستسلام: ماااشي يا ستي بصي شيري كانت زميلتي ف الجامعة كنا ف سنة واحدة ومع ذلك اتعرفت عليها واحنا ف آخر سنة ف الكلية باباها كان متوفي ومامتها اتجوزت واحد تاني وسافرت معاه وسابتها عايشة مع جدتها مامت مامتها كانت حاسة بالوحدة وملهاش أصحاب اتعرفنا على بعض وقربت مني وحكتلي حكايتها صعبت عليا واتعاطفت معاها جدا وكنت علطول بقعد معاها وأذاكرلها اللي مش فاهماه واساعدها ف أي حاجة اقدر عليهاا وحكيت ل بابا وماما حكايتها وهما كمان اتعاطفوا معاها وكانوا بيقولولي اقف جنبها
المهم بعد كام شهر ونتيجة قربنا وتواجدنا مع بعض فترات طويلة حسيت إني بحبها وأنها بتبادلني المشاعر ديه بس من غير ما حد مننا يصرح ب ده بعد نهاية السنة لقتها بتقولي أن في واحد زميلنا اتقدملها زميلنا ده حاول يقرب لها بكذا طريقة قبل كده لكن ملقاش منها فايدة كان من نوع الشباب اللي معاها فلوس ومتخيلين انهم يقدروا يشتروا بيها كل حاجة حتى البشر كل يوم مع واحدة شكل يقضي معاها كام يوم خروج وسهرات وكل واحدة واخرها بقا وبعدين يزهق يشوف غيرها وساعده ف ده اكتر شكله الوسيم واللي متوقعهاش الفلوس توقعها الوسامة وبصراحة معرفش ايه اللي وقع شيري الفلوس ولا الوسامة بس تقدري تقولي الاتنين زغللوا عنيها
لما قالتلي اتصدمت ومكنتش عارف أرد اصل مكنش في بينا حاجة ملموسة هلومها عل ايه على مجرد مشاعر جوايا وحسيت انه زيها جواها طب لوكان اللي وصلني منها ده مش حقيقي هحرج نفسي وآجي على كرامتي وبعدين قولت طب ما يمكن بتجس نبضي عشان تشوف هرد اقولها ايه عشان تتأكد من مشاعري ناحيتها كل ده كان بيدور جوه عقلي وانا ساكت معلقتش خاالص على كلامها ف سألتها أنتي رأيك ايه ؟؟ قالتلي بصراحة انا شايفة انها فرصة لازم امسك فيها بايدي وسناني بعد التخرج هنتجوز وياخدني ونسافر ايطاليا هنشتغل مع اخوه اللي بقاله عشر سنين هناك وهبتدي حياة جديدة مكنتش احلم بيها مع شخص كويس وفيه مميزات كتير
اتضايقت لما قالت شخص كويس لأن انا وهي وكل الناس عارفة أن الكلمة ديه متنفعش ابدا توصف انسان زي ده وأنه ابعد ما يكون عنها فقولتلها بعصبية أن الشاب ده مش كويس ولو اتجوزتيه هيقرفك ومش هتلاقي اللي يقف معاكي أو تسندي عليه ده غير انك مش هتكوني ف بلدك يعني هتتبهدلي وقولتلها بصراحة كده أني من رأيي أنها ترفض لأن الجوازة ديه فاشلة بكل المقاييس ردت عليا بكل جرأة أنا متوقعتش أنها تقدر تقول كده بالشكل الصريح ده قالتلي انتا بتقول كده عشان أنتا بتحبني المفاجأة خلتني مش عارف أرد ومش عارف هل جملتها ديه قصدها تعرفني أنها عارفه بمشاعري وعايزاني اتحرك ولا عشان تشكك ف رأيي تجاه الشاب ده ف سألتها عشان اقطع الشك باليقين وقولتلها بصرف النظر عن حقيقة الكلام ده من عدمه هتفرق إذا كنت بحبك أو لأ ف قرارك قالتلي لأ مش هتفرق لأني شايفاك أخ مش حبيب أو زوج وعمري ما قولتلك إني بحبك أو عشمتك بحاجة ضحكت وقولتلها ولا أنا قولت إني بحبك وزي ما أنتي شايفاني اخ ف أنا بنصحك كأخت بلاش الجوازة ديه لأنها هتأذيكي قالتلي أنها هتفكر لكن كنت متأكد انها واخدة قرارها بالموافقة لانها شايفاها زي ما قالت فرصة مش هتتكرر بس يا ستي وفعلا وافقت على العريس ومع نهاية السنة اتجوزت وعزمتني على الفرح كمان
– حلا باستنكار : وطبعا مروحتش ؟
– زياد بابتسامة : لأ طبعا روحت
– حلا باستغراب: وده ليه يعني ؟ …..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)
