رواية أهداني حياة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت الثامن والثلاثون
رواية أهداني حياة الجزء الثامن والثلاثون
رواية أهداني حياة الحلقة الثامنة والثلاثون
– حمزة مقلش .. طلع مهمه .. كلمنااا كلنا .. هو ف خطر .. هيتأذي .. يودعنااا
عند تلك النقطة دااارت رأسها وترنحت قليلا وكانت على وشك الاغماء إلا أن شقيقتها لاحظت ذلك وعلى الفور وقبل أن تسقط ندى حاولت نسمة التحدث إليها حتى ينتبه عقلها ف بدأت تتحدث بصوت عال وتلكزها بخفة على ذراعها حتى تسحبها من تلك الهوة التي كانت على وشك السقوط بها فقالت لها لتنبهها اكثر :
– ندى فوقي كده حلا زمانها جاية ولو شافتك كده هتتخض على أخوها وطنط كريمة كمان ممكن تصحى ويبقا قلقنا الكل من غير داعي حمزة كويس مفيهوش حاجة جمدي قلبك كده لا هتكون أول ولا آخر مهمة يطلعها تبع شغله خلي عشمك ف ربنا كبير وهو هيحفظهولك من كل شر
– بدأت ندى تنتبه لكلمات حلا وعقلها الواع يسيطر على عقلها الباطن وتستفيق من غفوتها حركت رأسها يمينا ويسااارا قائلة : حلاااا وماما مش لازم يحسوا بحاجة ثم التفتت لشقيقتها تسألها وهي تأمل بالاجابة التي تريح قلبها : بس بجد يا نسمة حمزة هيبقا كويس ومش هيروح زي ما رااح يوسف
– حاولت نسمة أن تخفي مشاعر القلق التي تنتابها هي الآخرى خوفا على حمزة فقالت مطمئنة أياها : يا ستي بإذن الله هيبقا زي الفل وممكن أصلا تكلميه تلاقيه خلص المهمة ورجع منها زي القرد متقلقيش بقااا
أماءت ندى برأسها ثم قالت محدثة نفسها : إن شاء الله هيبقا كويس ربنا مش هياخده مني بعد ما رجعهولي أنا ما صدقت لقيته
كانت همهمات ندى تصل ل شقيقتها التي رغما عنها شعرت بالضيق يعتيريها من كلمات ندى التي تقطر حبا وحنانا وفسرتها أن شقيقتها حتما وقعت في حب حمزة زوجها الجديد ثم ابتسمت وقالت في سرها ومن يعرف حمزة ولا يحبه ف حتما كل النساء تقع في عشقه لا لوسامته ف حسب بل لخفة ظله وروحه المرحة التي تضفي لمستها الخاصة أينما وجد
دلفت ندى ونسمة لحجرة حلا التي كانت قد ذهبت لشراء بعض احتياجتها من الخارج ولم تأت بعد
امسكت ندى بهاتفها تطلب رقم حمزة باصابع مرتعشة لكن لم تسمع سوى تلك الرسالة المقيتة ” الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقا ”
ظلت على حالتها تلك تحاول وتحاول وحينما أتت حلا لم يخبراها عن زيارة بيري ولا عن المهمة التي تحرك إليها شقيقها حتى لا يثيرا قلقها ف كفى هما وما إن دلفت غرفة والدتها لتنام أعادت ندى الاتصال بهاتف حمزة مرارا وتكرارا دون أن تمل تتركه لدقائق ثم تعاود الاتصال ظلا هكذا حتى الصباح ….
وعلى صعيد آخر في مستشفى الشرطة كان يرقد حمزة على أحد الأسرة هناك وحوله بعض من زملائه الذين التفوا حوله بلهفة ما إن بدأ يفتح عيناه لتستقبل ضوء الغرفة شيئا فشيئا بدأت عيناه تدور في المكان علم أنه مازال حيا لم يمت ف حرك شفتيه بإجهاد قائلا ل زملائه بمزاح:
– سلام قولا من رب رحيم وأنا اللي كنت فااكر هفتح عيني على الحور العين في الجنة أفتحها على الخناشير والشنبااات ديه كلها مرة واحدة طب حتى كفاية واحد متصدمونيش يا رجالة
– تحدث أحد زملائه قائلا : يا شيخ قلقتنا علييك ونشفت دمنا لما أتأخرت ومفوقتش علطول وأنتا فااايق تهزر عادتك ولا هتشتريها متبقااش حمزة
– حمزة وهو يسعل بخفه حتى لا يؤذي جرحه ثم أجابه بمرحه المعتاد : ما أنا كنت خاايف افتح عيني واشوف اللي شوفته ده يا ابراهيم قولت أما اتأخر شوية يمكن المناظر تتغير
– صديق آخر بجدية مفرطة ووجه متجهم دوما : يا بااااشا أصابتك كانت خطيرة ولولا ستر ربنا كان زمانها جت ف قلبك وقابلت رب كريم وأنتا فايق تهزر صحيح الروقاان ليه نااسه
– حمزة : ومروقش ليه يا شريف بالله عليك متعقدهاااش هي ناااقصة ال 111 بتوعك دول الحمد لله أديني عايش ومموتش ومرزي ف وشكم العكر ده ولو كنت مت كنت هروح الجنة يعني الخيارين حلوين يبقا أزعل ليييه
– صديق آخر مقاطعا : معلش هقاطع القعدة الحلوة ديه عشان المدام مبطلتش رن على الموبايل حمد لله عل سلامتك يا بااشا الحمد لله أننا اطمنا عليك واعذرني مضطر أروح عشان المدام مش هتطمن إلا لما تشوفني بعنيها
– حمزة : طبعااا أتفضل يا حسام بااشا وتسلم نردهالك في الأفراح ثم توجه بعيناه لبقية زملاؤه قائلا وحضراتكم كمااان اتفضلوا يلا روحوا على بيوتكم أنا زي القرد الحمد لله
– تحدث شريف قائلا : لأ أنا هقعد معاك لحد ما حد يجي عشان لو احتاجت حاجة
– حمزة باندفاع : لأاااا يا شريف أنتا بالذات لازم تروح أحم قصدي يعني عشان المدام متقلقش عليك
– شريف : لأ متخافش مبتقلقش عليا ده هية تقريبا ما بتصدق أطلع مهمة أو أفضل بره معظم اليوم معرفش بتزهق مني ومن قعدتي ليه! ده حتى يوم الاجازة بتفضل تقولي مش هتخرج يا شريف؟ مش هتقابل صحابك يا شريف ؟ مش هتزور معرفش مين يا شريف ؟ مش عاارف بتقولي ليه كده والله ؟!!
– نظر حمزة ل إبراهيم صديقه قائلا : ألحق يا ابراهيم ده بيسأل لسه ؟؟ بقا مش عااارف بتقولك كده ليه يا شررريف أقولك أنا يا باااشا
عشان أنتا نكدي يا شريف ..وشااايف الدنيا كلها سوااد يا شرييف وطول اليوم قالب وشك وعامل 111 يا شريف ..وأكيد عاملها ف البيت زي المخبر يا شرريف .. أقول كمان ولا كفااية ، فكهاا يا ابني شوية مش طول الوقت تفضل مركبلها الوش الخشب هتطفش منك يا شرييف
– شريف بنفس التجهم دون أن يكلف نفسه عناء الابتسامة : ده العادي بتاعي أنا هعملها ايه ! المفروض يعني أفضل أهزر وأضحك زي ما أكون في السيرك عشان اعجب وبعدين طبيعة شغلي هي اللي خلتني جد كده يبقا لازم تتفهم ده وتتقبله
– حمزة بمرح : طبيعة شغلك!! ده على أساس إني شغاال ف دريم بااارك أمشي يا شريف رووح والله يكون ف عونها المدام ربنا يجازيها خير عشان مستحملاك
– شريف بمجادلة : بس مش هينفع أسيبك لوحدك
– حمزة : ده على أساس أنك هتقعد معايا تسليني مثلا وعشان مناهدش ده أمر اتفضل روح يا سيادة النقيب
– ابراهيم : طب خليني أنا معاك شوية
– حمزة : ولا حضرتك يا باشا اتفضل روح زمان عمر جااي اتكلوا أنتو بقا على بيوتكوا
انصرف جميع زملاؤه بعد اصرار حمزة على رحيلهم جميعا وما إن بقى بمفرده حتى تذكر هاتفه المغلق وتلك الرسالة التي أرسلها ل صديقه على تطبيق الواتس آب قبل تحركه للمهمة مباشرة يوصيه بها على أهله عامة وعلى ندى بشكل خااص ف بعد تردده بشأن اخباره بالمهمة من عدمه قرر في اللحظات الأخيرة أن يرسل له تلك الرساله ف لقد كان هاتفه مغلق وغير متصل بالأنترنت منذ الصباح الباكر ففضل أرسال الرسالة بدلا من محادثته حتى يمحوها إذا عاد سالما قبل ان يراها صديقه فهو يعلم أن شقة والد صديقه التي بالاسكندرية ليس بها تغطية جيدة للشبكات وخاصة بالنسبة لخدمات الأنترنت نظر حوله ليبحث عن هاتفه ف وجده موضوع على الكمود بجانبه فأمسك به وفتحه وما إن عاد الهاتف للعمل وبمجرد أن التقطت الشبكة الاشارة حتى علا رنين الهاتف في يده ولم يكن المتصل سوى عمر صديقه الذي ما إن فتح الخط حتى جاءه صوته المفزوع قائلا :
– حمزة أنتا كويس ؟بخير؟ رجعت من المهمة ؟؟
– حمزة مطمئنا اياها : بخير يا أبو الكباتن الحمد لله عمر الشقي بقي
– عمر ما إن استمع لصوت صديقه وتيقن أنه بخير ومازال على قيد الحياة حتى أنهال عليه بسيل من السباب : حيوااان قسما بالله أنتا حيوان ومعندكش دم و….. و …..
– قاطع حمزة سيل الشتائم الصادر من فم صديقه قائلا: باااااس ايه ماسورة قلة أدب وطفحت اللي أنتا قولته ده كفيل يحبسك كام سنة بتهمة سب وقذف ظابط شرطة أااه بس لو مكنتش بحبك كنت نفختك
– عمر بغيظ : بتحبني أيه وزفت ايه أمال لو عايز تموتني ولا تجلطني كنت عملت أيه بقا تبعتلي رسالة زي ديه وتقفل موبايلك كل ده حرام عليك يا أخي أنا كنت هموت من القلق عليك وقلبي أتقبض
– حمزة ممازحا صديقه : أييه ياااض ماالك طري كده ليه متنشف بتتكلم زي الحريم ليه أيه اللي قلبي أتقبض وكنت هموت من القلق عليك حاسس كأني بكلم مراتي
– عمر : أمااا بااارد صحيح وليك عين تتريق وتستظرف كماان
– حمزة : ليه بس هو أيه اللي حصل لكل ده ؟؟
– عمر بتهكم : مفيش خاالص عادي أنتا بس سبتلي رسالة تقولي فيها أنك طالع مهمة وأنك مكنتش هتقولي بس قال أيه حسيت أن قلبك اتقبض فجأة وخوفت تموت وقولت ايه بقا توصيني على امك وأختك وندى لأ وأيه كمان يا ولاد بتودعني وبعد الرسالة العظمة ديه تقفلي موبايلك لحد دلوقتي بس كده
حمزة وهو يضحك تأوه من جرحه وقبل أن يتحدث سأله عمر بقلق قائلا
– مالك ؟؟ أنتا اتصبت ؟؟
– حمزة : الحمد لله أصابة خفيفة كده صحيح الرصاصة كانت هتجيب أجلي بس عدت على خير
– عمر باندهاش : يعني منين اصابة خفيفة ومنين كانت هتجيب أجلك ؟
– حمزة : يا صاحبي طالما مموتش يبقا خفيفة الحمد لله
– عمر : لأ والله نظرية بردووو .. أنتا في مستشفى الشرطة اللي جنبكم
– حمزة : أه يا اخويا وأنا قاعد لوحدي زي اليتيم من غيرك ومستنيك تيجي تونسني أو تروحني أيهما اقرب
– عمر : خلاص أنا دقايق بالكتير وهكون عندك
– حمزة: ليه أنتا فين ؟؟
– عمر : كنت مرزوع في العربية قدام شقتك على أمل حضرتك تروح بالسلامة واطمن عليك
– حمزة بدهشة : وأنتا جيت من اسكندرية أمتا ؟؟
– عمر: أول ما شوفت رسالة جنابك نزلت جري وسوقت على 120 ومعرفتش أروح فين لقتني واقف قدام شقة والدتك القديمة سألت البواب قالي أنك نزلت ولسة مرجعتش
– حمزة بتقدير: معلش يا صاحبي أنا آسف قلقتك بس أنا قولت هبعتلك على الواتس عشان عارف ان الشبكة عندكوا وحشة والنت غالبا مبيشتغلش هناك فقولت عشان لو رجعت بالسلامة امسح الرسالة وخلاص ولو حصلي حاجة وقت ما توصلك الرسالة تعرف
– عمر:مهو فعلا مفيش شبكة في الشقة ومبفتحش نت لكن حظي بقا نسيت ورقة مهمة من الورق اللي كان بابا عايزه فقالي طب حتى لو تجبلي صورة منه فاضطريت أنزل الشارع واقف تحت لحد ما سلمى تبعتلي الصورة فلقيت رسالة حضرتك سبت أبويا وجبت المفاتيح وجيت جري
– حمزة : معلش يا صاحبي عندي دي المرة الجاية هجبهالك بطريقة ألطف
– عمر : بقولك ايه يا حمزة ما تقطع علاقتك بيااا بقااا
حمزة وقبل أن يجيبه وجد مكالمة آخرى من ندى تعجب بشدة لأن الوقت كان مبكر جدا فقد كانت الساعة السادسة والنصف صباحا فلما تتصل به في مثل هذا التوقيت إلا ل سبب قوي وقوي للغاية ف تحدث لصديقه بسرعة قائلا :
– عمر اقفل دلوقتي عشان ندى بتتصل ولازم أرد عشان غريبة أنها تتصل في الوقت ده إلا لو في مصيبة
– عمر بتساؤل : هي عارفة أنك في مهمة
كان الرد هو صوت صافرة انقطاع الخط فلقد اغلق احمزة الخط بالفعل ولم ينتظر أن يسمع رده..
على الجانب الآخر قبل دقائق من اتصال ندى بحمزة
كانت نسمة ترى توتر شقيقتها ولهفتها على حمزة حاولت طمئنتها مرارا وتكرارا لكن كلما مر الوقت أكثر كلما زاد شحوب شقيقتها وقلقها
حاولت اقناعها بالنوم قليلا حتى تهدأ لكنها أبت ذلك حتى تطمئن على حمزة وتستمع إلى صوته بنفسها وأخيرا اقترحت نسمة على ندى أن تذهب للمرحاض حتى تأخذ حماما دافئا لعله يهدأ من انفعالها وتوترها
ف قد اوشكت أعصابها على الانهيار ويكن بعض الوقت قد مر ويأتي الله بفرجه القريب ويجيب حمزة على هاتفه
وبالفعل استجابت ندى لنصيحة شقيقتها لكنها لم تطل أكثر من دقائق معدودة لكن وما إن امسكت بالهاتف لتتصل بحمزة وجدت رسالة على هاتفها تعلمها أن الرقم التي تحاول الاتصال به أصبح متاحا الآن
ضغطت باصابع مرتعشة على رقمه تعاود الاتصال به وقلبها يخفق بعنف ك قرع الطبول في ساحة المعركة لكن وجدت الهاتف غير متاح مرة آخرى ف صاحت بضيق :
– غير متاااح ليييه ؟؟ ما الرسالة جات ومعنى كده أن التليفون اتفتح ثم شردت بعقلها الذي صور لها أسوء الاحتمالات وقد أردفت بضعف معقول يكون حصله حاجة و..وحد لاقى التليفون و…
– قاطعتها نسمة : أهدي يا ندى وبلاش تحطي احتمالات سيئة خلي ظنك ب ربنا كبيير مش أنتي دايما بتفكريني بالحديث اللي بيقول أن ربنا بيكون عند ظن عبده أن ظن خيرا ف له وأن ظن شرا ف له خلاااص أنتي كمان ظني خير عشان تلاقيه ثم قالت بتفكير مش يمكن يكون حمزة معاه مكالمة على الخط التاني مش أنتي قولتيلي أن معاه خطين جربي كده تتصلي على الخط التاني
– ندى بأمل : صح صح ممكن يكون معاه مكالمة على الخط التاني أنا اصلا اتصلت بالخط الخاص بينا احنا بس ونسيت الخط التاني إن شاء الله خير هيرد عليا وهيبقى كويس بإذن الله هيبقا كويس
وبالفعل تحركت أصابعها على الرقم الآخر له ثم ضغطت على زر اتصال وبالفعل وجدت الرقم مشغول تحدثت لشقيقتها قائلة بلهفة :
– مشغووول الرقم مشغوول معنى كده أنه كويس صح
– نسمة مطمئنة أياها : بإذن الله هيكون كويس
لحظات وأتاها صوت حمزة القلق وهو يحدثها قائلا :
– ندى في أيه أ…
– وقبل أن يتم جملته صاحت هي به بلهفة قائلة : حمزززة .. حمززة أنتا كويس ؟؟ محصلكش حاجة طمني عليك ؟؟ الحمدلله الحمد لله يااارب أنك عااايش الحمد لله
– حمزة بعدم استيعاب : في أيه يا ندى أنا كويس الحمد لله مااالك ؟؟
– ندى : أنتا فيين ؟
– حمزة كاذبا : ف شقتنا القديمة هكون فين يعني دلوقتي ؟
– ندى متسائلة: رجعت أمتا ؟؟ وتليفونك كان مقفول كل ده ليه ؟
– حمزة بتبرير كاذب : مفيش أتأخرت مع آدم شوية ولما روح….
– ندى مقاطعة : حمزة متكدبش علياا أنا عرفت أنك مروحتش ل آدم النهارده وأنك كنت ف مهمة ليه مقولتليييش ؟؟ ليييه ؟؟
– حمزة مضيقا عينيه بتفكير : مييين قااالك ؟
– ندى : مش مهم مين قالي المهم انتا م…
– قاطعها حمزة : لأ المهم مين قالك لأن محدش كان يعرف غير عمر هو اللي قالك ؟؟
– ندى باستغرااب : عمر !! وهو كابتن عمر هيقولي أزااي وليه طليقتك هي اللي قالتلي بعد ما جت هنا
– حمزة بدهشة : بيري !! بيري جت عندكم البيت ليييه ؟
– ندى بنفااذ صبر : مش مهم جت ليه ومين اللي قال المهم أنتا بجد كويس محصلكش حاجة ؟؟ أنا لازم أشوفك عشان اطمن بنفسي صوتك مش مريحني حاساك تعبان
– حمزة محاولا التحدث بنبرته العادية : يا ستي والله أنا كويس بس ممكن أكون مجهد شوية عشان لسة راجع من المهمة وبعدين تجيلي فين أنا بكره هبقا أجيلكم بنفسي واطمنكم
في تلك اللحظة دخلت الطبيبة المسئولة عن حالته وتحدثت إليه بعملية قائلة :
– حمد لله على سلامتك يا سيادت الرائد أخبارك ايه دلوقتي مينفعش تجهد نفسك بالكلام الكتير وأنتا لسة خارج من عملية
تفاجيء حمزة بدخول الطبيبة وحديثها وكتم صوت الهاتف لكن للأسف سبق السيف العزل فقد أستمعت ندى لجملة الطبيبة الأولى والتي كانت أكثر من كافية لتجعلها تقفز من مكانها هلعا وهي تصيح به في الهاتف :
– حمزة رد عليا أنتا فيك أيه ؟؟ بتكدب عليا وتقولي أنك كويس وفي البيت أفتح الصوت ورد عليا أنتا فييين ؟
سب حمزة الطبيبة في سره فلقد اتت في الوقت الخاطيء تماما ف ابتسم لها بمجاملة واستأذنها بأن تخرج للحظات حتى ينهي مكالمته
وما إن خرجت من حجرته حتى زفر بضيق وأعاد تشغيل الصوت وتحدث إلى ندى قائلا :
– يا ندى أنا كويس والله و….
– ندى ببكاء : أنتا هتكدب عليااا تاااني أنتا فييين يا حمزة عشان خاطري قولي أنا هموووت والله لو مشوفتكش حالا واطمنت عليك بنفسي
– حمزة باستسلام : أنا في مستشفي الشرطة يا ندى وكل الحكاية اصابة خفيفة ف كتفي وأنا بكلمك أهوه بنفسي يبقا ليه القلق وبعدين هتيجي أزااي دلوقتي الوقت لسة بدري أووي وهتتحركي أزااي لوحدك وأنتي في الحالة ديه
– ندى بصوت متقطع من أثر البكاء وقد زاد نحيبها : مت.. متخاااافش هط..هطلب أوبر أو..أو كريم ونسمة هتيجي معايا
– حمزة مجادلا : طب وماما وحلا هتقوليلهم أيه ؟؟ هما عرفوا اصلا ؟؟
– ندى : متخافش محدش منهم عرف حاجة أنا ونسمة بس اللي عرفنا ومتقلقش هصحي ماما وأقولها أن في واحدة صحبتي تعبت وملهاش حد وكلمتك تيجي توديني ليها ونسمة هتيجي معايا ماااشي ؟؟
– زفر حمزة باستسلام قائلا :ماااشي يا ندى .. كفاية عياااط بقا واهدي طيييب بصي ألبسي أنتي ونسمة وأنا هكلم عمر يجي ياخدك من تحت البيت
– ندى برفض : بلاااش عمر أنا..أنا هاجي لوحدي .. وبعدين لسه هتصحيه ويلبس ..أنا مش هستناا كل ده
– حمزة بصرامة : ندى مش هتركبي مع حد غريب ف وقت زي ده وبعدين عمر أصلا قريب منكم هو كان في طريقه ليا هكلمه أخليه يلف ويرجع يجيبكم عقبال ما تلبسوا هيكون وصل قبلكم كمان
– ندى بطاعة : ماااشي علطول سلاام
أغلق حمزة الخط مع شقيقته العنيدة واتصل بصديقه مرة آخرى ثوان وأتاه صوت عمر الساخر :
– أيه يا …
– حمزة مقاطعا : عمر لف وارجع هات ندى ونسمة من البيت
– عمر بدهشة : أجيبهم دلوقتي؟! لييه ؟؟
– حمزة مفسرا: ندى منهارة ومصرة تيجي ومش هتتطمن إلا لما تشوفني سليم قدامها
– عمر بضيق : وايه اللي خلاك قولتلها أصلا أنك طالع مهمة
– حمزة بغيظ: أكيد مش أنا اللي قولتلها ست بيري هي اللي قالتلها على العموم مش وقت رغي أخلص وروح هاتهم وتعالا
– عمر : حاااضر دقايق وهكون عندهم
– حمزة : لما توصل كلمني عشان أعرفهم أنك تحت مستنيهم
– عمر : ماااشي سلاام
ارتدت ندى ونسمة ملابسهما سريعا وذهبت لحجرة كريمة حتى تخبرها بما اتفقت عليه مع حمزة وما إن دلفت إلى حجرتها حتى وجدتها مستيقظة بالفعل يبدو أنها تصلي منذ فترة انتظرت لحظات حتى انتهت من صلاتها وكانت قد شعرت بدخول ندى الحجرة فرفعت وجهها إليها متسائلة بدهشة :
– ندى !! في أيه ؟؟ ولابسة هدومك ليه دلوقتي ؟
– ندى : مفيش يا ماما بس واحدة صاحبتي تعبت وهي ملهاش حد قريب منها عشان هي من اسكندرية وعايشة في القااهرة لوحدها وجوزها مسافر وكلمتني عشان أروحلها
– كريمة بقلق : وهتروحي لوحدك دلوقتي ؟
– ندى : لأ كلمت حمزة وهو هيجي معايا
في تلك اللحظة رن هاتفها في يدها فأشارت إليه قائلة :
– أهو بيرن عليا عشان أنزله على العموم متقلقيش نسمة كمان هتيجي معانا
– كريمة بقلق لا تعلم سببه : هو حمزة كويس ؟؟
– ندى بتوتر : أه كويس ليه ؟قصدي يعني أيه اللي خلى حضرتك تسألي عليه ما هو مكلمنا قبل ما تنامي
– كريمة : معرفش بس قلبي كان مقبوض من ساعت صلاة الفجر وأنا مش مرتاحة فقولت اصلي واقرا شوية قرآن عشان أطمن
– ندى : لأ يا حبيبتي هو زي الفل اطمني هخليكي تكلميه عشان تتطمني بنفسك
فتحت ندى الخط وتحدثت لحمزة قبل أن يتحدث هو قائلة :
– حمزة أنتا وصلت تحت البيت أنا قولت ل ماما أنك جاي معانا وهي واقفة قدامي أهيه وعايزة تكلمك عشان كانت قلقانه عليك ؟؟
– فهم حمزة من حديث ندى أن والدته تستمع للمكالمة فقال بصوت حاول بكل جهده اظهاره طبيعي ف تحدث بمرحه المعتاد : هاتيها كركر اللي علطول بتقلق من غير سبب كده
لحظات وأتاه صوت والدته وهي تتحدث بلهفة قائلة :
– حبيبي أنتا كويس بجد ؟؟
– حمزة : أنا زي الفل يا ست الكل قلقانة ليه بس
– كريمة : معرفش يا حمزة بس قلبي كان مقبوض وبعدين أنتا صوتك ماله ؟؟
– حمزة : بصراااحة يا أمي أنا تعباااان ثم أردف بمرح الست ندى مصحياني وأنا ملحقتش أناام عشان أوديها ل صاحبتها ينفع كده
– ابتسمت كريمة قائلة : ينفع يا حبيبي طبعا وبعدين الناس للناس ربنا يقدرك على فعل الخير ده أنتا الرجولة كلها يا حمزة
– حمزة : أتثبت انا كده يا ست الكل يلا أديني ست ندى اللي متأخرة عليا ديه
– كريمة بحب : ماشي يا حبيبي المهم خد بالك من نفسك وأنتا سايق
– حمزة : من عنيا يا ست الكل همشي كالسلحفاة ومش هنسي النصيحة الدهبية في التأني السلامة وفي العجلة الندامة
– كريمة : برااافو عليك حاافظ كويس يلا خد ندى معاك أهيه
استأذنتها ندى وتحركت خارج الغرفة واخذت شقيقتها وتحركت لأسفل حيث ينتظرها عمر بجوار البناية كما أخبرها حمزة قبل ان تغلق الخط معه
وبالفعل وجدته في المكان الذي أشار حمزة إليه كان يقف خارج سيارته مستندا بظهره إليها وما إن رآهما قادمتين نحوه حتى اعتدل في وقفته وفتح باب السيارة الأمامي وكالعادة ركبت نسمة بجواره وندى في الخلف وما إن استقل مقعده خلف المقود وأغلق بابه تحدث إلى ندى الذي تبدو لهفتها وقلقهاعلى صديقه تنطق على ملامح وجهها نظر لها في المرآة مطمئنا إياها قائلا :
– متقلقيش يا استاذة ندى حمزة كويس والله
– ندى بلهفة : انتا شوفته ؟؟
– هز عمر رأسه يمينا ويسارا : لأ كنت لسة رايح ولما كلمني لفيت وجيتلكم مطلعتش لكن كلمته في التليفون
– ندى : أمال بتقول كويس ازااي ؟ وبعدين هو التليفون هيبين إذا كان كويس ولا لأ ما هو طبيعي يقولنا كده عشان ميقلقناش
– تجاهل عمر حدة ندى في الحديث واجابها بهدوء : كلها دقايق وهتشوفيه بنفسك وتتطمني
– ندى بفظاظة : طيب ممكن تتحرك بقا عشان الدقايق ديه متزدش عن كده ولا هنقضيها رغي والعربية هتتحرك لوحدها
– عمر بنفس الهدوء: عندك حق
زفر بضيق ثم انطلق بسيارته سريعا نحو المشفى الموجود بها صديقه بينما كانت الصدمة تعتلي وجه نسمة من حديث ندى الفظ المفتقد لأي لباقة وتيقنت بداخلها أن هناك سبب حتما وراء معاملة شقيقتها ل عمر بهذه الطريقة حتى وإن لم يكن هو نفسه على علم بهذا السبب
فهي تعرف شقيقتها حق المعرفة ف هي تتعامل مع الغرباء بمنتهى الذوق وعلاقتها بعمر على حد علمها لا تتعدى حدود الزمالة لما إذن تلك المعاملة الجافة والكلمات السامة التي تلقيه بها كلما رأته ….
بعد حوالي خمسة عشر دقيقة أو أقل كانت سيارة عمر تركن في أقرب مكان من المستشفي هبطت ندى سريعا ولحقها الاثنان مسرعين خلفها همت بالتوجه للاستقبال للاستعلام عن مكان ورقم غرفة حمزة لكن عمر أخبرها أنه على علم بها ف تتبعته وقلبها على وشك التوقف من شدة دقاته وأخيرا وصلت ما إن أشار عمر إلى الغرفة حتى اندفعت إليها سريعا فتحت بابها دون استئذان وأخيرا رأته أمامها على الفراش فاندفعت ناحيته تعانقه بقوة وهي تبكي بكاء مريرا اعتصر قلب شقيقها ف شدد من احتضانها وهو يربت بيده الحرة على رأسها ويبثها بعض كلمات لتهدأها
ولم يكن بكاؤها قد آلم شقيقها فقط بل أنه قطع نياط قلب عمر الذي مازال واقفا عل أعتاب حجرة صديقه وتأثرت به شقيقتها
لكن هناك شعور آخر تسلل في قلبي عمر ونسمة على حد سواء شعور بالضيق قد اعتراهما معا من احتضان ندى وحمزة بعضهما البعض بهذا الود والقرب شعور قد خالجهما بالرغم ان المنظر يبدو طبيعيا للغاية فهما زوج وزوجة لكن كان لهما مؤلما وإن كان أخف وطأة على نسمة التي إلى الآن لم تعترف بمشاعرها تجاه حمزة بل أنها تتهرب منها وبقوة وبالتالي كانت أشد تماسكا من عمر الذي لم يحتمل رؤية مالكة قلبه في أحضان صديقه حتى وإن كان زوجهااا ف خرج من الحجرة ليقف خارجها مستندا على الجدار أمام بابها يحاول تهدئة دقات قلبه الثائرة وعقله الذي يلح عليه للدخول وابعادهما قسرااا بل وضرب صديقه ضحك ساخرا من نفسه على أفكاره الجنونية ف هو يغار على زوجة صديقه من صديقه نفسه زوجها !!أيعقل هذا فمن منهما أحق بالغيرة عليها ؟! أي عاقل سيستمع لما يدور برأسه سيتهمه حتما بالجنون أو بالخسة !!
لقد أخبرته هذه الضمة أن حمزة وندى قد وقعا في فخ الحب حتى إن لم يعترف كلا منهما للآخر وأن علاقتهما منذ تلك اللحظة ستأخذ منحنى آخر هو لا يقوى على تخيله لكن على ما يبدو أنها ليست من نصيبه ف عليه أن يتقبل الامر الواقع حتى وإن كان مريرا ويرضى به قانعا حتى لا يقبل به راغما …
أما بالداخل فقد كانت ندى مازالت تبكي داخل أحضان شقيقها وهي
تهذي بكلمات غير مسموعة وسط صخب دموعها ثم تضحك وتبتسم في آن واحد وهي تردد الحمد وأخيرا ابتعدت عنه عندما تأوه
وكأنها انتبهت للتو أنها لم ترى أصابته ولم تعرف مدى خطورتها ف يبدو أنه كان كل همها أن تراه على قيد الحياة وأي شيء آخر يأتي فيما بعد ..
أخذت تتفحصه بعينيها سريعاا وجدته عاري الجذع محاط بالشاش الطبي موضع اصابته والتي يبدو من حجم الضماد أنها ليست بهينه لكن المهم أنه حي وبخيير ويتنفس عادت تحتضنه من جديد وهي تحاول أن تتماسك بلا جدوى وما إن وقفت مبتعدة عن فراشه حتى انتباها دوار عصف برأسها ف ترنحت بقوة وسقطت أرضا مغشيا عليها قبل أن تلحقها شقيقتها التي صرخت باسمها أو حمزة الذي لم يستطع الامساك بها بسبب أصابته
وما إن استمع عمر لصراخ نسمة بإسم شقيقتها حتى تنبه لما يحدث بالداخل وفي نفس اللحظة وجد حمزة يصرخ باسمه مناديا أياه!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)