رواية أهداني حياة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت الثالث والعشرون
رواية أهداني حياة الجزء الثالث والعشرون
رواية أهداني حياة الحلقة الثالثة والعشرون
توتر حمزة على أثر تلك الحركة التلقائية التي قامت بها نسمة وشعر بجسده يتصلب على أثر ملامستها له ف تحرك خطوتين للامام علها تبتعد قليلا لكنها لم تدرك ذلك وعاودت الالتصاق به تعجب حمزة مما حدث له على أثر قربها وأكثر ما أثار عجبه هو قلبه الذي تعالت صوت دقاته والوخزة التي شعر بها عند ملامستها له هو لم يشعر بهذا مع أي إمرأة آخرى من قبل حتى مع بريهان أنه احساس غريب وجديد لم يمر عليه برر ذلك أنه قد يكن مجرد شعور ذكوري فطري بالاحتياج للانثى وضحك في نفسه قائلا بداخله :
– شكلك محتاج تتجوز يا واد حمزة بدل ما تفضحنا
لاحظت ندى التوتر البادي على وجه حمزة واغتاظت من تصرفات شقيقتها الحمقاء فصاحت بها قائلة :
– نسمة تعالي عيب كده
– نسمة بطفولة : لأ يا اختي أنتي بتضحكي عليا عشان تعضيني أنا خلاص في حماية حمزة ومحدش هيقدر يقربلي ثم لكزته بقبضتها في ظهره قائلة: ولا أيه يا عم حمزة شايفاك ساااكت متقول أي كلمة كده تنقذ بيها أختك الغلبانة
– تحدث حمزة محاولا انهاء الموقف سريعا حتى تبتعد عنه نظر ل ندى قائلا بمرح : خلاااص يا ندى بقا عشان خاطري سماح المرادي ومش لازم تعضيها ولو كان ضروري يعني عضيني أنا بدالها
– ندى بأحراج : ماااشي عشان خاطرك هسيبها يلا يا نسمة عشان تنامي بقا وسيبي حمزة ينام هو كمان عشان عنده شغل الصبح
– نسمة: طب احلفي الأول أنك مش هتعضيني ؟
– ندى بغيظ من شقيقتها : والله مش هعضك لكن لو ما اتحركتيش حالااا على أوضتك والله هعضك ومش عضة واحدة لأ اتنين برااحتك بقااا
– نسمة وهي تقفز سريعا وتهرول ناحية غرفة حلا : لأ خلاااص خلااص أنا في أوضتي أصلااا
تنهد حمزة بارتياح بعدما ابتعدت نسمة لكنه شعر ايضا وكأنه فقد شيء ما لا يعرف كنهه ، بعدما تحركت حلا هي الآخرى لحجرة والدتها نظرت ندى لحمزة ثم تمتمت باعتذار :
– أنا آسفة يا حمزة على الجنان اللي عملته وهتعمله نسمة بصراحة مش عارفة أقولك أيه هي حقيقي مش قصدها حاجة بس هي هبلة جداااا
– ضحك حمزة قائلا بمرح : “ندى آسفة” روحي نامي أنتي كمان بدل ما اضربك يلا تصبحي على خير
– ندى بابتسامة : وأنتا من أهله
دلف الجميع لأماكن نومهم ولم ترغب ندى في الدخول لحجرة شقيقتها بل فضلت الذهاب لحجرة كريمة للنوم هناك مباشرة فهي تعلم أنها لو رأت شقيقتها الآن فلن تمرر ما حدث منها تجاه حمزة وهي لا تريد أن تحزنها مرة آخرى لذا آثرت عدم الحديث اليوم
وفي الصباح توجه حمزة للادارة وحضر الاجتماع الهام ثم توجه للقسم لانهاء بعض الأعمال المكلف بها وفي نهاية يومه ذهب صالة الالعاب حيث صديقه عمر وما إن رآه حتى صاح به حمزة قائلا :
– طبعااا لياااا وحشة جاامدة
– عمر بمزاح وهو يتوجه ناحية صديقه : بذمتك في أوحش من كده وبعدين طبعااا أمال هضرب مييين ؟؟
– حمزة وقد فاجئه بلكمة صدها عمر بمهارة : قوول هتضرب من مين أنتا هتعمل فيها كااابتن عليا ده أنا الأستاذ يا عموور
– عمر وهو يدفعه بقدمه لكن حمزة قد أمسك بها ثم رفع قدمه ليدفعه هو الآخر لكن عمر قد أمسك بها أيضا ووقعااا أرضااا معاا : طب والله وحشتني يا باااشا
– وقف حمزة وجذب صديقه ليقف قبالته ثم صافحه واحتضنه وهو يربت على ظهره برفق قائلا : وأنتا أكتر والله يا عمور ولا أقولك يا موريي
– عمر باشمئزاز : موري ! دلع بناااتي أوووي انشف كده ياااض هي سفرية شرم كام يوم تعمل فيك كده لأ انا لازم أطمن عليك بقااا
– حمزة بمرح : لأ اطمن يا أخويااا أحنا رجااالة أووي كنااا رجاالة وهنفضل رجااالة ووقفنا وقفة رجااالة يلا وريني وقفة الرجالة كده
– عمر وقد لكزه في صدره بخفة قائلا : طب والله كااان وحشني هزاارك محدش بيعرف يضحكني قدك ولو أنك بعتلي اللي كانت هتخليني أكهرب نفسي من كتر العسل بتاااعها
– حمزة بتعجب : تقصد ميين ثم خبط على مقدمة رأسه قائلا بتذكر: تقصد نسمة ؟؟
– عمر وقد حرك رأسه بالايجاب قائلا بمرح : بس متقولش نسمة لما ديه تبقى نسمة أمال الريااااح والزعابيب والاعاصير تبقا عاملة أزاااي ديه كارثة كونية ماشية على رجلين مش معقوولة بجد
– حمزة بضحك : هههه هي فظييعة فعلااا بس بجد دمها خفيف جداا
– عمر : حقيقي هي دمها خفيف وروحها حلووة بس مجنوووونة جدااا لا يمكن ديه تكون أخت ندى لا شكلا ولا مضمونا بقا ندى برقتهااا وحياءها واحتشامها تبقا اخت المجنونة ديه بهزارها وجرأتها ولبسهااا
– تضايق حمزة ولا يعلم سبب ضيقه هل حديث صديقه عن زوجته أم عن شقيقتها فتحدث بجدية قائلا : ندى تاااني يا عمر ؟؟ ونسمة كمااان أنتا بقا ركزت معاها أوي كده ووصلت للبسها ثم ضحك ساااخرا : والله حلوة المحافظة على الأمااانة ديه
– لاحظ عمر امتعاض ملامح وجه صديقه فقال معتذراا : أنااا آسف يا حمزة أنا مقصدش أجيب سيرة استاذة ندى أو اتكلم عنها وحقيقي كنت بتكلم عادي أما أختها ف هي شكلها بلبسها وكلامها ملفت لوحده مش محتاج حد يركز يعني أنتا عايز تقولي أن لبسها وطريقة كلامها وهزارها ملفتوش نظرك مقارنتش بينها وبين آنسة ندى
– ابتسم حمزة بسخرية قائلا :آنسة ندى هاااا ليها صفة ممكن توصفها بيهااا اسمها أييه مراااتك ..مرااتك يا عمر بس الواضح فعلا أنك بتتكلم عادي لدرجة أنك حتى مش قادر تقول مراتك وبتقول أستاذة أو آنسة وبتشدد على آنسة أووي عشان تعرف أحنا لسة زي ما أحنا ولا في حاجة اتغيرت وعشان اطمنك أنا وندى مفيش بينا أي حاجة ومش هيبقا فيه أكتر من إني أحاافظ عليها لكن بردو مش هينفع أحس أو أعرف أن صاحبي بيحب الست اللي المفروض شايلة أسمي مش هتظبط يعني
– عمر مدافعا : أنا قولتلك يا حمزة أن مبقاش في أي مشاعر جوايا ل …صمت لثوان ثم ابتلع ريقه وقال بصعوبة :ل مراتك بس كل الحكاية إني بتكلم عااادي من غير حسابات أو تفكير أنتا بس اللي بقيت حساس من ناحية الموضوع ده شكلك بتحبها يا باااشا وبتغير عليها بس بتكااابر
– ابتسم حمزة بسخرية قائلااا : صدقتك أنا كده لما قولت ل مرااتك عييب عليك يا كابتن أنتا عااارف إني فاهمك كويس و كوووويس أووي كماان أنا مبحبش ندى يا عمر اسمع كلامي ده وأفهمه أو خليني أقول بشكل أدق إني مبحبهاش حب راجل ل ست بحبها بشكل تاني يعني بحس انها مسئولة مني محتاجاااني وعشاان تبقا مرتاااح لو كان ينفع قبل كده أحبهااا دلوقتي مستحيييل
– عمر ساخرااا : ليييه طلعتواا أخواات ؟؟
– حمزة: اتريق اتريق لأ يا أخويا مش اخواات بس ….
ساااد صمت ل ثوان لم يقطعه سوى صوت عمر المتسائل :
– عمربترقب : بس أيه ؟؟ قول يا حمزة ؟؟
– حمزة وقد زفربقوة قائلا : ندى تبقااا مراات يوسف يا عمر
– ضيق عمر بين حاجبيه متسائلا : يوسف مين ؟؟
– حمزة بألم : يوسف زيدان أحمد الشهاوي صاااحب عمري.. يوسف الظابط صاحبي اللي استشهد
– عمر بصدمة : الظابط اللي كان متجوز ندى اللي مات كان هو نفسه يوسف صااحبك اللي عمرنا ما اتقابلنا ويوم لما اشوفه معرفش أنه هو وبعدين دونااا عن كل الناس أنتا اللي تتجوز مرااته قصدي اللي كانت هتبقا مراته
– حمزة بابتسامة حزينة : تخيل ! كل اللفه ديه عشان أتجوز ندى أكيد ربنا ليه حكمة ف كل اللي حصل ده بس الأهم هو إني أكتر واحد ممكن يحافظ على الأمانة ديه ويمكن لأنها وصيته ليا يوسف الله يرحمه في مرة من المرات اللي كنا بنتكلم فيها قبل استشهاده بوقت قصير ف وسط كلامه وصاني عليها عرفت ليه بقا بقولك مستحييل يكون بينا حاجة وحتى قبل ما أعرف أنا محستش بأي مشاعر خاصة ناحية ندى ده غير إني معجب جداا بوفائها ل ذكرى جوزها ورغبتي في الحفاظ على الوفاء ده زادت أضعااف لما عرفت أنه يوسف
– عمر وقد لمح الحزن حفر على ملامح صديقه وقد استقر بها ودمعتان تترقرقان في مقلتيه يأبى أن يسقطا فقال مغيرا للموضوع : الله يرحمه .. صحيييح محكتلكش أنا بقا حكااية مودي
– حمزة وقد أخرجه صديقه من براثن أحزانه ف ضيق ما بين حاجبيه متسائلا : مودي ميين؟؟ وحكايته أييه ده بقا ؟
– عمر بمرح : أحكيلك أناااا بص يا سيدييي …….
وبدأ عمر في سرد قصة مودي والطبيب أحمد زميل نسمة وكل ما حدث أثناء سفرتهما معااا وملامح صديقه تتغير من الاندهاش للضحك وأخيرا للضيق الذي لم يفسر معناااه وحينما انتهى نظر له حمزة بنفس الضيق متسائلا :
– وأنتا بقااا أيه مااشي معااها أريااال !موصلاااتي رايح توصلها ل بيت صاحبها
– عمر بتعجب : اريااال أيه يا عم أنتا ليه محسسني أنها مراتي وبعدين بيت صاحبها مين ؟ ما أنا بقولك مكنش موجود ومسافر
– حمزة : ما يمكن كان فخ ومنصوبلها وحضرتك تبقا وصلتها جااهزة
– عمر موضحاً : يا ابني ما قولتلك وصلتها بنفسي لحد فوق واستنيت لحد ما اتأكدت أن أمه فوق ومكنش في حد غيرها
– حمزة : وحضرتك عرفت منين مش يمكن كان جوه ويمكن الست ديه مش أمه ومتفق معاها مثلا
– عمر بدهشة : ايه يا حمززة الأفلام ديه ما الدكتورة عرفت الست وقالت أن ديه مامته وبعدين أنتا أيه اللي مضايقك كده
– حمزة بتوضيح : مش الدكتورة ديه أماانه عندي وكانت أمانه معاك لازم أضايق أفرض حصلها حاجة
– عمر : ياعم هو واحد من الشارع ده زميلها وبتقولك بتكراش عليه بقالها معرفش كام سنة وهو منفضلها وبيقولها أنتي زي أختي
– حمزة بعصبية : أسكت مترفزنيش أنتا وهي حاااجة تغييظ
– عمر بعدم فهم : نفسي افهم وأيه يغيظك في اللي قولته
– حمزة بتفسير : هي اللي بتتكلم عنها ديه مش أخت مراتي وأمرها يهمني ولا أيه ؟؟ شكلها متخلفة وباينك متخلف زيهااا حياتي اليومين دول اتملت بالمتخلفين والله لأوريها بتاعت أنثى الفيل بنت أخت السلطعون ديه
– عمر وقد رفع حاجبيه مستهجنا : نعم !! بتقول ايه أنتااا ديه تعاااويذ صح ؟؟
– حمزة :ههههه تعاااويذ أه تعااويذ عشان أقلبك قرد .. ديه تعاويذ الدكتووورة معرفش أنا دكتورة ايه ديه بس
– عمر : هههه ولا أنا بصراحة أول مرة أشوف دكتورة مجنونة كده بس أيه حكاية السلطعون ديه ؟؟
– حمزة : أحكيلك بص يا سيدي لما كانت ندى تعبانة وهي اتصلت على تليفونها ……
ثم قص عليه الحوار الذي دار بينه وبين نسمة في الهاتف قبل أن تعرف أنه هو وليست شقيقتها وما إن أنهى حديثه لم يستطع عمر أن يمنع نفسه من السؤال الذي ألح عليه وبشدة فسأل صديقه قائلا:
– صحيح أنتا كنت قولتلي أن آنسة ندى تعبانة كان مالها بعد الشر أنتا قولتلي حصل حوار ومعرفش أيه ومفهمتش حاجة
– حمزة وقد تحولت ملامحه للغضب الناري وظن عمر في باديء الأمر أن صديقه تضايق من سؤاله لكنه وقبل أن يبدي أسبابه تحدث حمزة قائلا : كان عندها صدمة نفسية وأغمى عليها وتقريبا فقدت الذاكرة
– عمر بدهشة : نعم ! فقدت أيه.. الذاكرة ؟؟ يعني أيه ؟؟ مش فاكرة حاجة ولا حد ؟؟
– حمزة بتوضيح : مش بالمعنى الحرفي هي فقدت موقف بعينه اتمسح من ذاكرتها لحد الآن مش فاكرة أصلا أنه حصل
– عمر متسائلا : موقف أيه ده ؟؟
– حمزة وقد التمعت عيناه بشرارات الغضب : حادثة ..حادثة تحرش واحد ح…
– عمر وقد هب واقفا : ايه تحرش ؟؟ مين اللي عمل فيها كده ؟ وأنتا كنت فين يا حمزة وأزاي سيبتها يحصلها كده ؟؟ وعملت فيه أيه ؟
– حمزة بهدوء حاول أن يتظاهر به : اقعد يا عمر مهو لو قعدت تنطط كده مش هقولك حاجة معرفش ليه أصلا بحكيلك بس يمكن لأني مضغوط أوي من ساعت الموقف ده ومش عارف اللي عملته ده صح ولا غلط بس للأسف كنت مضطر مكنش في ايدي اختيارات
عاد عمر ليجلس موضعه مرة آخرى ظل يفرك جبهته ورأسه بيده لعله يهدأ ولو قليل من النيران المستعرة في صدره واخيرا استطاع أن ينطق قائلا :
– أنا آسف يا حمزة أتفضل أحكي أنا هديت أهوه
نظر له حمزة ثم عاد ببصره للأرض مرة آخرى وبدأ في سرد كل ما حدث وما علمه من شقيقته عن تلك الحادثة ثم تلاه بما حدث ل ندى من أغماء وضربه للرجل وتدخل الطبيب وذهابهم لقسم الشرطة وحتى تنازله عن المحضر ومقابلته لهذا الحقير وأخيرا عودتهم للقاهرة
كان يقص ما حدث على أسماع الجالس أمامه وهو يرفع وجهه بين الحين والآخر ليرى تعاقب الانفعالات على وجهه من الغضب للخوف للحب للشفقة للألم انفعالات كثيرة لم يستطع عمر أن يتحكم بها ولم يفشل حمزة في قرائتها بسهولة ليتأكد بالدليل القاطع أن صديقه الجالس أمامه عاااشقا بحق وليس كما ظنه في باديء الأمر مجرد أعجاب جل ما رآه أمامه في عيناااه ليس إلا عشق خااالص وبالدليل الدامغ صديقه عااشق لزوجته يالسخرية القدر وبالرغم أن هذا الأمر يضايقه بشدة فهو كرجل شرقي مسلم لا يمكن أن يتفهم هذا الحب ولا أن يستسيغه من الأساس لكنه ايضا في الحقيقة يشعر بالشفقة تجاهه يعلم أن حبها بداخل قلب هذا العمر يعذبه لكن ما باليد حيلة على الرغم أنه كحمزة لا يحبها كزوجة لكنه ايضا يعلم أن اقتلاع يوسف من قلبها أمر صعب للغاية إن لم يكن مستحيل وإن حدث ف ستخرج روحها معه إلا إذا كان الجراح ماااهر ماااهر للغاية يستأصل حبه من قلبها ويزرع مكانه حب آخر دون أن يؤذي قلبها هل هذا جائز ؟؟ وهل عمر قادر على ذلك ؟؟ لا يعلم ….
بعدما أنهى حديثه مع صديقه رأى الألم والوجع يصرخ بمقلتيه ساد الصمت للحظااات واخيراا هب عمر واقفا يتحرك يمينا ويسارا كالليث الجريح حتى الكلمات لم تسعفه لتخرج لم يجد ما يعلق به على ما حدث
وأخيرا هدر ب حمزة قائلا :
– أزاااي سيبته كده عااادي ؟؟ أزااي مقتلتوش ؟؟ سيبت حقها ومشيت بس كده
– حمزة محاولا استيعاب ثورة صديقه : أنا مسبتوش أنا ضربته وخدت حقها ولأ مقتلتوش وبالرغم إني كنت هعملها من غير وعي ولولا دكتور زياد اللي خلصه من ايدي لكن لو كنت ف وعيي لا يمكن كنت هعمل كده مش هستغل وظيفتي ابدااا عشان أعمل كده وبعدين حقها كان هيجيي بالقانون أمال أنا قدمت بلاااغ لييه
– عمر بغضب : بلاااااغ أيييه ! اللي اتنازلت عنه يعني حقها ضاااع
– حمزة بحدة وقد دفعه بصدره قائلا :متنازلتش عنه بمزاااجي افهم يا غبي الدكتور هو اللي قالي كده مكنتش هتستحمل كم الصدمات اللي مرت بيها مش هتقدر تواجهه مرة تانية وتفتكر الموقف كأنه بيتعاد بالتصوير البطيء
– عمر بسخرية وهو يدفعه هو الآخر بصدره: أاااه خوفت عليها صح صح أووي تلااااقيك خوفت على نفسك واسمك يا حمزة باشا لكن هي تهمك في ايه كلها أيام أو حتى شهور وتنفصلوا ف تفرق معاك في ايه أهم حاجة محدش يتكلم عنك قولت تبعد عن المشاكل ومتشغلش باالك
– حمزة بصدمة : أناااا كده يا عمررر تمااام حلوو أوي الكلام ده على العموم اللي بتتكلم عنها تبقا مراتي وأكيد مش هتخاف عليها أكتر مني وأنا اللي غلطان لما فكرت اتكلم معاك عنها على العموم مش هحاسبك على الكلام اللي قولته دلوقتي حسابنا بعدييين سلااام
خرج حمزة من عند صديقه غاضبا يلتمس له العذر في انفعاله وحتى كلماته الجارحة لكن لم يستطع أن يمنع نفسه من أن تتألم فالكلمات احيانا يكن وقعها على النفس أقوى من الطلقات فقد تقتلنا كلمة جارحة وننجو من طلقة رصاص ف كم من كلمة جارحة تركت في نفوسنا ندبة لن تمحى أبداا …..
عاد حمزة لبيته دق جرس الباب لحظات قبل أن تفتح له والدته سألها عن الفتيات الثلاث ف حركت يدها بلا مبالاة وقالت وهي تتحرك نحو المطبخ:
– والله يا ابني ما اعرف بيهببوا أيه أنا كنت بكتب في الأوضة بس كنت سماعهم من شوية بيخبطوا ويرزعوا معرفش بيعملوا أيه البيت بقا مستشفى مجانين لأ وماشاء الله كلهم بيكملوا بعض روح شوفهم عقبال ما أحضرلك العشا تلاقيك جعاان
– حمزة بحب: تسلم أيدك يا ست الكل خلاص هروح أشوفهم بيخربوا ف ايه ربنا يستر
تحرك حمزة نحو غرفة حلا حيث يجتمع ثلاثتهم هناك وحينما وصل عند باب الحجرة سمع صوت الأغاني الصاخب ينبعث منها طرق على الباب وانتظر حتى سمع الأذن بالدخول وما إن فتح الباب حتى تبدد حزنه بل تبدل حاله للنقيض فما إن رآهن بحالتهن تلك حتى كاد يقع أرضا من فرط الضحك كانت نسمة تقف في أحدى جانبي السرير الآخر تحاول ربط أحدى المسامير الكبيرة وتضع في شعرها من الخلف أحدى المفكات أما شقيقته حلا كانت تقف عند الزاوية الآخرى للسرير تحاول ربط مسمار آخر بينما تضع مفك غيره خلف أذنها وأخيرا ندى تقف في المنتصف بينهما وتحمل لهن كل العدة من مفكات ومسامير كانت أشبه بإحدى الباعة الموجودين على جانبي الطرقات لا ينقصها سوى النداء على بضاعتها بصوت عااال وتكتمل الصورة ….
حينما ضحك بصوت عال التفت له الجميع ويبدو أنهن فوجئن به أمامهن كانت ندى تضع حجابها على كتفها
بينما نسمة ترتدي منامة أمس وحينما رأته ندى وانتبهت لوجوده رفعت الحجاب فورا على شعرها لتغطيه وتخفيه عن عيناه التي ترمقه بأعجاب واضح فقالت بغيظ وضيق :
– أنتا أزاااي تدخل علينا كده من غير ما تخبط
– حمزة بتعجب : نعم ! على فكرة أنا خبطت وقولت أنا حمزة أدخل حد منكم رد عليااا وقال أيوه
– ندى باندفاع : محصلش محدش مننا سمعك أصلا وبالتالي محدش رد عليك
– حمزة بضيق قد عاوده : لأ حصل يا ندى أنا مش كداب بصي أنا حقيقي مش نااقص خااالص أسلوبك ده وبعدين أ…
– قاطعته نسمة بمرح محاولة تبديد التوتر بين حمزة وندى: مسا مسا يا حمزة باشااا معلش عذرااا يا ندى يا أختي أنا اللي قولت أيوه بس أنا كنت بقول ايوه ليكي لما قولتيلي أديكي المسمار الأكبر وقولتلك أيوه بس فتلاقيه سمعني وافتكر إني بكلمه وكمان صوت الأغاني كان عالي و ..
– قاطعتها ندى بغيظ : والله ومين شغل الأغاني وكمان علا الصوت بالشكل ده مش حضرتك بالرغم أنك عارفة إني مبسمعش أغاني وقولنا حرام لأ ومش أي أغاني ده أغاني زفت شعبي وكلها خبط ورزع واسفاف
– نسمة : أنتي كل حاجة كده معقداها يا نودي وبعدين الراجل دخل ملقاش واحدة فينا يعني لابسة قميص نوم ومحدش غريب حلا أخته وأنتي مراته وأنا أخته بردو
– ندى بتهور : لأ مش أخته يا نسمة وياريييت تفهمي بقا أنتي مش أخته أنتي أخت مراته بس
– حلا حينما رأت الأجواء قد اشتعلت فقالت بمرح : باااااااس فنيتووووو أنا ربطت المسمار اللي عندي وهاخد نسمة حبيبتي نروح نغير هدومنا وأنتا يا عم حمزة كمل ربط المسامير والخناق بردو مع مراتك لوحدكم مش ناقصين وجع دمااغ وبعدين احنا أصلا قصيرين أيه اللي يخلينا نعمل شغل الطواال ده
– حمزة بسخرية : ولما أنتي وهي عارفين أنكم بلية ومش هتعرفوا بتلعبوا في حاجات الكبار ليه مش أنا قولت محدش يجيي جنب السرير ولما أرجع من الشغل هركبه
– حلا وهي تشير بسبابتها نحو نسمة قائلة : هي البت ديه والله يا موووزة قالتلنا لأ أحنا لسة هنستني حمزة لما يرجع من الشغل ليه هو أحنا هفأ احنا تلاتة مش هنعرف نركب حتة سرير وعملتلنا فيها قادرة ع التحدي وع المواجهة وقال يعني طرزان وفي الأخر لحوستنا الحوسة ديه
– حمزة : طب يلا يا أوزعة منك ليها بره وأنا ه ….
وقبل أن يتم جملته سمعوا صوت دقات جرس الباب فقال حمزة لهن :
– ده تلاقيه البواب مطلع المرتبة خليكم هنا متخرجوش من الأوضة لحد ما يمشي
– نسمة باندفاع : طب خليك أنتا ف تركيب السرير وأنا هروح أفتحله و…
– حمزة بغيظ: نعم يا أختي تفتحيله ليه إن شاء الله مفيش راجل عشان حضرتك تفتحيله أنتي تفضلي هنا مع أخواتك فاهمه ومتتحركيش من عندك لحد ما الراجل يمشي
– نسمة بابتسامة عريضة قالت مازحة : الله حمش حمشنة يا أخوااتي مفيش منك نسخه تانية كده تجوزهالي
– حمزة وهو يضم أصابعه معا ويحركها من أعلى لأسفل بحركة وعيد قائلا : لأ يا أختي ما أنتي بتكراشي على أخو مودي ده أنا هوريكي اصبري علياا بس حسابنا بعدين
– همست نسمة بصوت خفيض لكن التقطه حمزة : الفتاااان ! هو قااالك
– حمزة وهو يتحرك من الغرفة متجها نحو باب الشقة : اتقلي لسة حسابك جاااي
فتح حمزة باب الشقة وأخذ المرتبة من البواب بعدما شكره ثم عاد للحجرة الموجود بها ثلاثتهن ثم أشار ل حلا ونسمة بالخروج قائلا :
– يلا يا أختي منك ليها هش هش بره عشان هنرش مية
– حلا: بتسربنا يا أبيييه عشان تنفرد ب نودي لأ لأ يا أبيييه البيت ده طااهر وهيفضل طول عمره طااهر
– نسمة بمرح: ههههه لأ متقلقيش علي البيت هيفضل طااهر طول ما فيها أختي ندى أنتي مش شايفها قعداله أزااي يا أما بالحجاب والعباية أو بالأسدااال هتشل والله
– ندى بحزم : نسمممة .. لو سمحتي محدش يتدخل في شكل علاقتي بحمزة واتفضلوا بقا منك ليها بره
– نسمة بتذمر : يااادي نسمة وسنين نسمة الله يعينك يا حمزة يا ابني هي الحاجة كريمة دعت عليه ولا أيه يا بت يا حلا وديه أخرت اللي يزعل مامته روح يا أبني بوس ايد الحاجة وخليها تدعيلك يكشف عنك الغمة
– قذفتها ندى بالوسادةصارخة : برررره يا نسمة بررره
– نسمة بنفس مرحها : بره بره أنتي هتطرديني من الجنة يلا يا حلا يا أختي ياللي فهماني وسكر زيي تعالي يا بنتي يمكن الشيطان يشوف شغله شوية ويجي يحضر ف وسطهم
قالت جملتها بعدما سحبت حلا معها وخرجت مسرعة وأغلقت الباب خلفها
اقترب حمزة بحذر من ندى ثم أخذ من بين يديها الأدوات التي تحملها ونظر في عينيها ثم تحدث بهدوء قائلا :
– ممكن أعرف في أيه يا ندى أيه اللي موترك بالشكل ده وليه الانفعال كده ؟ ده غير تعاملك مع نسمة جاف حبتين واحرجتيها أكتر من مرة ، ماالك ؟؟
– ابتعدت عنه وتحركت نحو الفراش وجلست عليه بينما وضعت وجهها بين كفيها ثم قالت باجهاد : تعبت .. تعبت أوييي يا حمزة ونسمة ضغطاني أكتر
– حمزة متسائلا : من ناحية أيه ؟؟
– ندى : من كل حاجة يا حمزة أنتا مش شايف بتتعامل معاك أزااي سوااء لبسها أو كلامها أو حتى قربها منك مش قادرة تفهم أنك مش اخوها وأن اللي بتعمله ده حرام وغلط
– حمزة بهدوء: مش فاهمة يبقا نحتويها ونفهمها مش نعنفها ونبعدها
– ندى بسخرية: وأنتا فاكر أني متكلمتش واحتويت وفهمت مفييش فايدة اللي ف دماغها في دماغها نسمة مبتسمعش إلا نفسها وأفكارها
– حمزة بهدوء : حاولي تاني وتالت وعااشر مفيش مشكلة لكن العصبية عمرها ما هتحل حاجة ربنا سبحانه وتعالى بيقول بسم الله الرحمن الرحيم ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ” وأنتي بقسوتك معاها وطريقتك الناشفة هتبعديها عنك ومش هتخليها تسمعك ولا تتقبل منك أي نصيحة
– ندى: يعني أنتا عجبك قعدتها قدامك بالبيجامة كده ومن غير حجابها
– حمزة متعجبا : أيه ده هي نسمة محجبة أصلا ؟
– ندى وقد زفرت بضيق قائلة: أيوه ..صحيح هو حجابها مينفعش نطلق عليه حجاب أصلا بس أهوه نص العمى ولا العمى كله
– حمزة: أنا افتكرتها مش محجبة طب لما أنتي مش عجبك حجابها ولبسها مقولتلهاش الصح أيه والغلط أيه
– ندى : قولت كتيير وبعدين هي نسمة صغيرة ديه دكتورة ودماغها مااشااء الله سيبك من الهبل اللي بتعمله والهزار بتاعها لكن عقلها يوزن بلد مامتها هي السبب هي اللي زرعت فيها أنها لازم تلبس ضيق عشان تكون ست وأن الست الجميلة هي اللي بتعرف أزاي تظهر جمالها وأنوثتها وأن ليه نداري الجمال اللي ربنا خلقه وكلام بقا من النوعية ديه وبالنسبة لنسمة كل اللي بقوله مجرد عقد وكلاكيع وأفورة مني وليه بصعب كل حاجة وبقول على كل حاجة حرام وأن الدين يسر مش عسر ده الرد على كل حاجة بكلمها فيها
– حمزة بتفهم : طيب سيبهالي أنااا هتصرف معاها متقلقيش المهم أنا هكلم دكتور زياد ونتفق على معاد قريب تروحي فيه أنتي محتاجة ده ف أقرب فرصة
– ندى بابتسامة متعبة : حمزة بجد أنا مش عارفة اشكرك أزااي وعلى أيه ولا ايه أنتا فجأة لقيت نفسك متجوز واحدة مش عايزها ومسئولة منك ومطلوب منك تحميها ومش هي لوحدها لأ هي وأختها ومش بس كده اتسحلت ف مشاكلي الشخصية ودلوقتي مشاكل أختي كماان أنا حقيقي مهما شكرتك عمري ما هقدر أوفيك حقك
– حمزة بعتاب : تاااني يا ندى شكر تاااني قولتلك أنتي زيك زي حلا ..ونسمة كمان بقت زيكم وغلاوتها من غلاوتك ثم أردف بمرح ربنا رزقني ب 3 مصايب بدل مصيبة واحدة حد يكره
– ندى ضاحكة : ههههه طب قولي بقا أنتا كان مالك لما جيت حساك كنت متضايق كده ؟
– حمزة: مفيش شديت بس أنا وعمر شوية لكن تمام متشغليش أنتي بالك
– ندى بعتاب حان : يعني أنتا شاغل بالك بكل مشاكلي من أكبرها لأصغرها ومش عايزني اشغل دماغي باللي مضايقك
– حمزة : طب بقولك أيه يلا أكمل تركيب السرير بدل ما جوز الغربان اللي بره يجوا ويلاقوا السرير زي ما هو يقعدوا يتريقوا ويحفلوا علينا
– ندى وقد انتهبت أنه لا يرغب في الحديث عن مشكلته مع صديقه ف تقبلت الأمر قائلة : صحيح عندك حق طب هتحتاج أناولك أيه
– حمزة : لأ بصي أنتي حضرتك تقعدي هنا هاانم وأنا هعمل كل حاجة
ندى بانتباه : أنتا هتركب السرير وأنتا لابس هدوم الخروج كده هتتبهدل
– حمزة : يا ستي مش مهم بسم الله
وبعدين مهو مش هينفع اخرج بأي شكل من الأشكال إلا لما اركب السرير وإلا هنتفضح ثم اردف بمزااح يرضيكي نتفضح على مفيش يعني لو فضيحة وأنا عملت حاجة مااشي لكن فضيحة ظلم يبقااا حرااام
– ضحكت ندى على مزحته ثم علقت على حديثه قائلة : يعني أنتا مش هامك الفضيحة ف حد ذاتها كل اللي هامك أنها ظلم بس هههه
– حمزة : طبعاااا أنا بحب الحق كله إلا الظلم
عندئذ ضحكت ندى بصوت عال إلى حد ما ف علق عليها حمزة قائلا :
– الله اكبر كده اتفضحنا رسمي
فضحكت ندى مرة آخرى بصوت أعلى ف ابتسم حمزة قائلا :
– يا سلام عليكي لما بتضحكي الدنيا بتنور والشمس بتطلع لكن لما بتقفلي وتضربي البوز أياااه وتقولي …
ياترى حمزة كان هيكمل ويقولها ايه ؟؟ ولا الثنائي حلا ونسمة هيقطعوا جلستهم ؟؟ خروجة حمزة مع الفتيات الثلاث كيف ستكون ؟؟ هل يستطيع حمزة احتواء نسمة واقناعها بالتغيير ؟؟ اعتراف بنهاية الفصل ترى ما هو ومن صاحبه أو صاحبته ؟؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)