رواية أهداني حياة الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت الثالث والأربعون
رواية أهداني حياة الجزء الثالث والأربعون
رواية أهداني حياة الحلقة الثالثة والأربعون
– عمر : بس أنا عااارف .. صمت ثوان ثم نطق بهدووء بتحبها يا صاحبي
– حمزة بنزق : حتى لو ..الموضوع مش سهل .. مش سهل أبداا يا عمر الموضوع يكاااد يكون مستحيل
– عمر بعدم فهم : لييه ؟؟
– حمزة : أنتا ناسي نسمة تبقا مين .. نسمة تبقا أخت ندى اللي المفروض مرااتي
– عمر : بس ندى أختك مش مراتك
– حمزة : بس محدش يعرف حتى نسمة نفسها متعرفش
– عمر : طب ما تقولها
– حمزة : حتى لو قولتلها مش نسمة هي المشكلة الناس كلها فاهمة كده هلف عليهم واحد واحد اقولهم الحكاية ده غير أن هي نفسها مش هتتقبل ده بسهولة وبعدين حتى لو أنا بحبها أنا معرفش هي مشاعرها ناحيتي أيه
– عمر بثقة : بتحبك بس بتغالط نفسها لكن مفضوحة أوي
– حمزة بضيق: ما تحترم نفسك أيه مفضوحة ديه
– عمر : يا عم قصدي مشاعرهااا
– حمزة : بقولك ايه امشي روح شوف ابوك عايز ايه وابعد عن دماغي
– عمر : أنتا مين قالك إني هسيبك أصلا
– حمزة : أنا اللي قولت يلا يا باابا عشان هنرش مية وبعدين أنا أصلا مش طايقك فاتكل على الله وسافر لأبوك يمكن لما ترجع أكون نسيت اللي أنتا هببته
– عمر برفض : حمزة أنتا بتهزر هتقعد لوحدك أزاي وأنتا كده أفرض تعبت
– حمزة : يا عم الله يخربيت قرفك ايه اللي هيتعبني يا بوز الاخص أنتا غررراب والله
– عمر بجدال: أنا مبهزرش يا حمزة بطل كل حاجه تاخدها بهزار أنتا تعبان وجرحك مش تمام مش هينفع تبقا لوحدك
– حمزة بخبث : لو احتاجت حاجة هكلم ندى
– عمر بانفعال : ندى لأااا ..ندى ايه اللي تيجي لوحدها وانتا هنا لوحدك
– حمزة ضاغطا على حروف كلماته بتعمد قائلا : ندى أختي تيجي في الوقت اللي عايزاه وبعدين قولتك من هنا ورايح ملكش دعوة بيها غووور ياااض بقا
– عمر باستسلام : طب بالله عليك يا حمزة لو تعبت أو احتاجت أي حاجة كلمني علطول وأنا هروح البيت اجيبله الورق اللي عايزه واسافر اديهوله وارجعلك علطول مش هتأخر بإذن الله
– حمزة : يا ابني خلص على راحتك وارجع أرتاح ف بيتك
– عمر : ملكش دعوة أنتا يلا أنا همشي عشان ألحق
وبعدما أدار ظهره للباب تذكر شيئا ثم اعتدل قائلا
كلمها واعتذرلها على العك اللي عكيته معاها وطريقتك السخيفة
– حمزة متصنعا عدم الفهم : مين ؟
– عمر بغيظ : أمي
خرج عمر من باب الشقة وهبط درجات السلم في عجالة من أمره حتى ينهي المهام التي كلفه بها والده ثم يعود لصديقه سريعااا
لكنه في أثناء تعجله قد نسى أمر الدواء الذي كان لابد من شراؤه حتى لا ترتفع حرارته لكنه لم ينس احضار طعام له لكن صديقه العنيد رفض تناوله لأنه غير راغب الآن في ذلك
مر وقت ليس بالقليل وبدأ حمزة يشعر بالأعياء الشديد ف هو لم يتناول اي طعام فهو فاقد الشهية تماما وما زاد الأمر سوءا هو أن حرارته بدأت في الارتفاع لدرجة أنه صار يهذي !!
اتصل عمر ل يطمئن على صديقه الذي لم يستطع أن يجيب على هاتفه ف المرة الأولى لكن ف الثانية أجابه بإنهاك واضح ولم يلتقط عمر منه سوى كلمة أو كلمتين على الأكثر وبقية كلماته غير واضحة
هنا تذكر عمر أمر الدواء الذي نسيه ف اتصل على نسمة وهو لا يعلم كيف يتصرف فلقد كان على مشارف الاسكندرية فلقد مر عبر بوابتها بالفعل ولا يمكنه العودة قبل مقابلة والده واعطاءه الاوراق الهامة التي يحملها كما انه سيحتاج وقت للعودة لا يقل عن ثلاث ساعات إذا لا سبيل امامه سوى نسمة أو ندى
ندى لا يستطيع ان يحادثها وليس معه رقم هاتفها كما أنه لا يريد لها أي ضغط عصبي يزيد من الأمر سوءا
وأخيرا عزم امره وقرر الاتصال بنسمة والتي أجابته سريعا دون أن تتردد للحظة
– خير يا كابتن في حاجة حصلت ؟؟قالتها نسمة بقلق كما كانت تود السؤال مباشرة عن حمزة لكنها لم تستطع فعل ذلك فقد أبت عليها كرامتها التي أهدرها الأخير
– عمر بتردد : مش عارف أقولك ايه والله بس لازم تروحي لحمزة دلوقتي
– نسمة بتساؤل : ليه ؟؟ في أيه ؟؟
– عمر : أنا كلمته لقيته تعبان وشكله بيخرف عمال يقول كلام مش مت….
– قاطعته نسمة بعصبية : ثواني ثواااني أنتا بتقول كلمته هو أنتا مش معااه ؟؟
– عمر : لأ للأسف اضطريت أمشي لأمر ضرووري و
– قاطعته نسمة بعصبية أكثر : و أييييه هاا وأيه يا كابتن سيبته لوحده وهو مصاب وبالحالة ديه ومن غير أكل ويا ترى أديتله الخافض اللي نزلت تجيبه آخر حاجة ؟؟
– عمر وهو يحك رقبته من الخلف بيده : بصراحة أنا مجبتش الدوا أصلا
– نسمة وقد باتت على حافة الجنون من هذا المستهتر الذي ترك صديقه بمفرده دون طعام أو دواء : أصلااااا !!! أوك تمااام اقفل سلااام
أغلقت الهااتف في وجهه دون ان تنتظر رده شعر عمر أنها لو كانت أمامه لمزقته حياً
أما نسمة فقد كانت بالمشفى التي تعمل به عوضا عن شيفت الصباح الذي لم تستطع التواجد به لكن ما أن أغلقت الهاتف في وجه هذا الاحمق حتى اندفعت من مكانها تلملم أشيائها بعدما طلبت من أحدى زميلاتها أن تستأذن لها لأمر عااجل اضطرها لترك العمل
وبينما هي في طريقها للخروج من المشفى قابلت زياد الذي ما إن رأي تعجلها والقلق البادي على وجهها حتى اعترض طريقها متسائلا :
– خير يا دكتورة مالك بتجري كده ليه ؟؟ في حاجة حصلت ؟؟
– نسمة موضحة: حمزة تعباان ومش معاه حد في البيت ولازم أروحله فورا
– زياد وقد رفع حاجبه بدهشة متسائلا : لأ ثواني هو مش الرائد حمزة ف المستشفى أصلا بيت أيه ؟ ولوحده أزااي ؟؟
– نسمة بتعجل: روح البيت هو مش ف بيت والدته ف شقة تانية بص ده حوار وأنا مستعجلة لسة هشوف تاكسي عشان متأخرش عليه
– زياد باعتراض: لأ تاكسي أيه بس استني ثواني وهاجي معاكي أوصلك
– نسمة بامتنان : شكراا يا دكتور بجد مش عايزة أتعبك أنا هروح لوحدي كفاية عطلناك الصبح عشان ندى
– زياد باعتراض : يا دكتورة ملوش لازمة الكلام ده أنا قولت هاجي معاكي كمان مش هينفع تروحي لوحدك وهو لوحده لأن أولا ده حرام و مينفعش ثانيا أكيد هتحتاجي معاكي حد يساعدك ف أنا ثواني هقول بس لحد من التمريض إني همشي وهاجي معاكي
– نسمة باقتناع : ماااشي يا دكتور بس بسرعة عشان منتأخرش
– زياد : ثواني كده كده أنا معايا العربية يعني مش هنتأخر بإذن الله
تحرك زياد من أمام نسمة التي بقيت ف مكانها واقفة في انتظاره وهي تبتسم بسخرية وهي تتمتم بينها وبين نفسها قائلة مابال هؤلاء الرجال جميعهم متدينون اليوم بزيادة الكل يحدثها عن الحلال والحرام وكأنها ملحدة لا تعلم لما يعطون الأمور دوما أكبر من حجمها هكذا هم الرجال يميلون دوماً لتضخيم وتعقيد كل شيء وجال بخاطرها تساؤل ترى ما هي ردة فعل حمزة حينما يراها مع زياد ف بيته ربما أقام عليها الحد !
لم تنتبه أن زياد قد عاد إلا حينما أشار بيده أمام وجهها متسائلا :
– هااااي أيه سرحانة ف ايه ؟؟
– نسمة بانتباه: هااا .. لأ مفيش حاجة خلصت ؟؟
– زياد: أه تمام
– نسمة : طب يلا بينا
– زياد : لأ خليكي هنا ثواني عقبال ما أجيب العربية
– نسمة : مااشي
لحظات وكانت سيارة زياد أمامها هبط منها وفتح لها الباب المجاور له ثم اغلق الباب خلفها والتف ناحية الباب الآخر فتحه ثم ركب خلف المقود ثم أدار سيارته وانطلق متجها نحو شقة والده حمزة التي اعطته نسمة عنوانها
حينما وصلا أسفل البناية اشار لها ليتأكد أن هذا هو المكان فأماءت له بالايجاب هبطت هي أولا ثم لحقها بعدما أغلق سيارته وركنها اسفل العمارة اعترض طريقما البواب وحينما سألهما عن وجهتهما تحدثت نسمة قائلة :
– طالعين عند الرائد حمزة أنا أخت مراته وده زميله أنا كنت هنا الصبح أنتا مش فاكرني ولا أيه
– البواب ما إن تذكر بالفعل أنه رأها أفسح لهما الطريق قائلا : أيوه صح فعلا اتفضلي حضرتك
صعدت نسمة برفقة زياد بعدما تقدمها الأخير وقد احترمت تصرفه الذي بادر به دون أن تطلبه منه
وأخيرا وصلا أمام باب شقة حمزة وهنا كانت المشكلة التي لم تحسب لها حساب هي ليس معها مفاتيح شقته
ضغطت على جرس الباب على أمل أن يفتح حمزة وقفا لأكثر من خمس دقائق دون جدوى يبدو أنه قد أغشي عليه أو غير واع لما يحدث حوله
سبت في سرها هذا الأحمق عمر ثم اتصلت به وهي ترغب أن تغرقه ب سيل من السباب الذي تعرفه أو لا تعرفه وما إن أجابها حتى سألها بلهفة
– ها وصلتي يا دكتورة ؟؟ حمزة عامل ايه ؟؟
– نسمة بتهكم وغيظ : يهمك أوووي حمزة لو كان يهمك مكنتش سيبته لوحده ومشيت
– عمر مدافعا: والله غصب عني ه…
– نسمة مقاطعة اياه : بقولك أيه أنا مش بكلمك عشان تقولي مبررات ملهاش لازمة دلوقتي أنا برن الجرس وهو مش بيفتح اكيد يا مغمى عليه يا مش قادر يتحرك وف كلتا الحالتين متعرفش إذا كان البواب معاه نسخة أضافية ولا لأ
– عمر : النسخة الاضافية هتلاقيها جوه الزرعة اللي على السلم أفتحي وط….
وقبل أن يتم جملته كانت قد أغلقت الهاتف في وجهه للمرة الثانية فحدثها زياد بلوم قائلا :
– متظلميهوش يا دكتورة متعرفيش ظروف حد يبقا متحكميش كنتي قاسية أوي ف كلامك وحتى مدتيهوش فرصة تسمعيه
– نسمة وهي تمد يدها لتجلب المفتاح وبالفعل وجدته وامسكت به وهي تتحدث ل زياد قائلة : بالنسبالي اللي عمله ملوش مبرر مينفعش يسيب صاحبه وهو ف الحالة ديه كان من الأول قال مش هقدر اقعد معاه وكنا احنا اتصرفنا لكن اعتمدنا عليه وف الاخر سابه ومشي
كانت قد فتحت باب الشقة ودلفت سريعا ناحية حجرة نوم حمزة التي تركته بها ويبدو أنه على نفس الوضع اقتربت منه وتحسست جبهته بيدها وجدت حرارته مرتفعة للغاية ف تحدثت ل زياد قائلة :
– ده سخن أووي والبيه اللي كنت بتدافع عنه سابه ومشي من غير ما يجيبله الدوا الخافض اللي قولتله عليه
– اقترب زياد من حمزة قائلا ل نسمة : سيبك دلوقتي من الكابتن وخلينا فيه بصراحة مهما كانت أسبابه كان لازم يفضل حتى النهارده ف المستشفى
اقترب منه ليفحص جرحه ف تصلبت عضلات صدر حمزة من شدة الألم تحدث زياد قائلا :
– الجرح ملتهب واكيد ده اللي عمله السخونية
– اقتربت نسمة ونظرت لجرحه الذي طهرته قبل أن تنصرف ورأته منذ أقل من أربع ساعات : ده كده بقا أحسن الجرح كان ملتهب أكتر من كده المهم هنعمل أيه ؟؟
– زياد بعملية: مهو لولا الجرح كنت قولتلك ياخد دوش فورا لكن الجرح مينفعش يجيي عليه مية يبقا مقدمناش حل غير الكمادات والخافض ثم نظر حوله بتفحص فوجد مكيف هواء فأردف قائلا شغلي التكيف بس متخليهوش باارد أوي
– نسمة بتساؤل : ليه ؟؟
– زياد بتوضيح: عايز افوقه أخليه يحس بتغيير ف درجة حرارة المكان قبل ما أعمله الكمادات عشان متجيلوش رعشة وخلي مية الكمادات من الحنفية عادي
– نسمة : حاضر ثواني
– زياد : هاتي الخافض اللي معاكي الأول
نسمة وهي تفتح حقيبتها وتعطيه الدواء وفي تلك الأثناء التقطت اذنيها صوت رنين هاتف حمزة فبحثت عن مصدر الصوت وجدته ملقى أرضا ويبدو أنه كان يحاول الرد عليه لكنه سقط من بين يديه
نظرت نحو شاشته وجدت المتصل ندى شقيقتها ف تلعثمت ونظرت ل زياد متسائلة :
– ديه ندى أقولها أيه ؟؟خايفة لوعرفت أنه تعبان تتخض عليه و..
– قاطعها زياد: طبعا متقوليلهاش أنه تعبان هي عارفة أنك هنا أصلا ؟؟
– نسمة : لأ متعرفش هي عارفة أن عمر هو اللي معاه
– زياد بتفكير : طيب بصي هتبعتيلها رسالة كأنك الكابتن وتقوليلها أنه نايم عشان الدوا اللي أخده بينيم ولما يصحى هيكلمها وبس
– نسمة وقد استساغت الفكرة : تماام صح كده
وشرعت في كتابة الرسالة سريعا لشقيقتها ولم تنسى أن تخبرها أنها عمر وقبل أن تضغط زر الارسال نبهها قائلا:
– خلي بالك من الضماير عشان متفضحيش نفسك بنفسك
– نسمة بعدم فهم : ضماير ايه ؟؟
– زياد بتوضيح : يعني خدي بالك أن اللي بيتكلم رااجل مش ست
– نسمة : متقلقش أنا مرغتش كتير هما كلمتين أنا عمر حمزة كويس بس نايم ولما يصحى هخليه يكلمك
أماء زياد برأسه وتحركت نسمة للخارج لاحضار اناء ومنشفة لعمل كمادات ل حمزة وبعد ثوان عادت ومعها ما يلزم أخذهم زياد منها وبدأ في وضع المنشفة المبتله فوق رأسه الذي ما إن لمسه حتى شتم حمزة قائلا بهذيااان :
– حيوااان بتعمل ايه يا حيوااان.. بتغرقني مية .. والله لأوريك يا عمر الكلب أنتا
– ضحكت نسمة متشفية : والله عنده حق حيواان فعلا ويستاهل يتشتم
– عاد حمزة لهذيانه : عيل غبي والله ثم تأوه مردفااا أااه ومبتفهمش
– نسمة مؤيدة كلامه بنفس ابتسامتها الشامتة : والله عندك حق بردو غبي فعلا هي التخاريف ديه اللي بتطلع الحقيقة كلها وعلى فكرة بيكون ليها أصل مش مجرد هذيان وخلاص ديه المشاعر الحقيقية بس مش قادرين نقولها
لكن اختفت ابتسامتها فورا وعقدت الصدمة لسانها حينما هتف حمزة باسمها بوهن :
– نسمة
– ظنته قد فاق ويناديها فأجابته قائلة : أنا جيت يا حمزة أنا هنا أهوه
– عاد حمزة ندائه مرة آخرى بصوت أعلى : نسمة
– نسمة وقد اقتربت أكثر : أيوه يا حمزةأنا سمعاك أنتا سم….
– لكنها قبل أن تتم جملتها تحدث حمزة بصوت أعلى قائلا : نسمة الغبية اللي زيه هما الاتنين أغبياااا
هنا انفجر زياد ضاحكااا ف نظرت له نسمة بغيظ قائلة :
– على فكرة هو مش قصده ديه كلها تخاريف من السخونية أي كلام يعني لكن ميقصدوش
– زياد وقد لوى شفتيه ساخرا : ما كانت لسة من ثواني التخاريف ديه
حقيقة وليها أصل دلوقتي بقت أي كلام
– عاد حمزة لهذيانه لكن تلك المرة هاتفا باسم ندى : ندى
– نسمة وهي تكتم ضحكتها : ندى أختي هتاخد دورها ف الشتيمة دلوقتي أما اسجلها اللي هيقوله عليها
لكن خاب ظنها حينما تحدث حمزة بحنو قائلا :
– ليلو متخااافيش أنا جنبك مش هسيبك أنا معااكي
– نسمة بغيظ : اشمعنا ندى يعني اللي مشتمهاااش
– زياد بقلق : أنا خااايف اتكلم يشتمني أنا كمااان
– حمزة بهذيان : منك لله يا بيري ربنا يااااخدك .. حسبي الله ونعم الوكييل يااارب تتخطفي
– نسمة بتوضيح : بيري ديه طليقته أم ابنه حاجة كده ماشاااء الله محصلتش
– هناا صااح حمزة بصوت أعلى : سيادت اللوااا
– زياد بخوف : لأ بقولك ايه يلا بينا نمشي بدل ما يجيي أمن الدولة ياخدونااا حطي ايدك على بوقه بدل ما يفضحنا أكتر من كده
– هنا عاد حمزة لهذياانه : سياااده اللوا بنتك مشافتش رباااية ربيهاااا
– تنفس زياد الصعداء : الحمد لله عدت بقولك ايه تعالي نحاول نفوقه بدل ما المرة الجاية يودينا ف داهية وأنا مش حمل أقسام وضرب عل القفا
– ضحكت نسمة : أنا معرفش ماله ده مسبش حد إلا وشتمه
ظلا هكذا بجواره زياد مستمر في عمل الكمادات ونسمة تساعده
وحمزة يصمت للحظات ثم يعود ل سبابه من جديد وكان لبريهان نصيب الاسد منه
واخيرا بدأ يهتف باسم نسمة من جديد والتي خشيت أن يكون مازال يهذي وسيمطرها بوصلة ثانية من السباب خاصته لكنه حينما فتح عيناه وتحدث بارهاق متسائلا :
– نسمة !! أنتي هنا ؟؟ رجعتي تاني أمتا ؟؟
– حمحم زياد قائلا : حمد لله على سلامتك يا حضرت الرائد
– نسمة بمرح : رائد أيه بقا أنتا معرفتش الابديت مش اترقى وبقا مقدم عقبااالك يا دكتور
– زياد ببلاهة: أييه ده هو ممكن ابقى مقدم من طب ؟
– نسمة بتهكم: ممكن طبعا ف عالم مواازي بإذن الله
– هنا تحدث حمزة وهو يشعر أنه في حلم فماذا أتى بزياد هنا : دكتور زياد أنتا هنا ولا أنا بحلم وبخرف من التعب ولا أيه ؟
– زياد بمرح: ههههه لأ حضرتك حاليا مبتخرفش بس ده انتا عليك تخااريف ياا راااجل تودي ف داهية
– حمزة : هو أيه اللي حصل أنا مش فاكر حاجة ؟؟ وأنتو جيتوا أزاي ؟
– نسمة باندفاع : عمر بيه كلمني ودكتور زياد كان موجود وأنا ماشية ولما عرف أنك تعبان أصر يوصلني بعربيته ويجي معايا عشان لو احتجت مساعدة ولولاه بصراحة مكنتش هعرف أتصرف ثم أكملت بسخرية مجتش من اللي عامل فيها صاحبك
نظر لها زياد بلوم وكأنه يخبرها أن هذا الكلام ليس وقته لكن قد سبق السيف العزل وقد تحدثت بالفعل لكن الغريب في الامر هو قلق حمزة حينما تحدث قائلا :
– عمر !! فين موبايلي ده زمااانه قلقان عليا جدا ولا أنتي كلمتيه طمنتيه ؟؟
– نسمة باستغراب : أنا أكلمه واطمنه !! على أساس أيه اكافئه أنه سابك تعبان ومشي لأ ونعم الصاحب بصراحة وأنتا كمان مستفز جدا يعني واحد سابك ومشي وأنتا مهتم أنك تطمنه عليك لو كنت فارق معاه مكنش مشي أصلا
– زياد وقد حمحم قائلا : أحممم دكتورة أحنا منعرفش ظروف الكابتن عشان نلومه
– نسمة بعدم اقتناع : بالله عليك تسكت يا دكتور عشان أنتا طيب بزيادة
– حمزة مدافعا عن صديقه : أيه الهبل اللي بتقوليه ده !!سابني ومشي أيه بس أنا اللي قايله يمشي عشان باباه كان محتاج ورق ضروري جدا وهو أصلا كان معاه ولما أنا بعتله امبارح الرسالة أني ف مهمة وكده ولقى تليفوني مقفول ساب باباه وكل حاجة وراه وجه جري عشان يطمن عليا وكان لازم يرجع تاني لأن الحاجة اللي معاه متنستناش ومفيش حد ممكن يسد مكانه ف أنا كلمت باباه وأحرجت عمر عشان يروح بالعافية ولما مرضيش بردو شبه طردته
– زياد وهو يعدل من منظاره الطبي ويتحدث لنسمة قائلا بلوم : شوفتي بقا يا دكتورة أنك اتسرعتي وظلمتيه من غير ما تسمعيه وأن اللي عملتيه كان غلط جدا
– حمزة : عملتي ايه ؟؟
– نسمة بلامبالاة :خلاص لما اشوفه هبقا اعتذرله وخلاص
– حمزة بنفاذ صبر: هببتي أيه يا نسمة ؟؟
– نسمة : عاادي قولتله كلمتين ومرضتش اطمنه عليك
زياد وهو ينظر إليها نظرة قد فهمها حمزة أن نسمة لم تخبره بكل الحقيقة وأن كلامها منقوص فتحدث متسائلا لزياد :
– ممكن حضرتك يا دكتور تقولي على بقيت الكلام اللي الدكتورة مكملتهوش عملت أيه تاني مع عمر ؟
– زياد وهو يحك جانب رقبته بتوتر : أحمم الدكتورة ممكن تقولك أنا معرفش بالظبط هي بعتتله رسالة فيها أيه
نظر حمزة لنسمة بغيظ متسائلا دون ان يتفوه بالسؤال ف تبرمت بضيق قائلة :
– مفييش بعتله فويس قولتله أنك تعبت ودخلت ف غيبوبة بسببه وأنا هوديك أي مستشفى ومش هيعرف أي حاجة عنك تاني ولو جرالك أي حاجة هيبقا ذنبك ف رقبته وقفلت موبايلي وموبايلك عملته سيلنت عشان ميصدعناش بس
– حمزة بصدمة : بس !! وكنت عايزة تعملي أيه تاني كنت أقتليه أسهل ثم أردف متسائلا بغيظ: فين تليفوني ؟؟
– نسمة وهي تمد يدها له بالهاتف : اتفضل بس على فكرة أنا مش غلطانة هو مهما حصل مكنش ينفع يسيبك وأنتا تعبان بالشكل ده وكمان مجبلكش الدوا ومجهزلكش أي حاجة تاكلها
– حمزة بضجر: أوووف يا بنتي أنا اللي قولتله مش عايز منه حاجة وعلى فكرة هو جاب أكل قبل ما يمشي وحاول يخليني آكل بس أنا مقدرتش ومرضتش وغصبت عليه يمشي ولما مشي مكنتش تعبان ولا سخن
كان يحدثها وهو ممسك بالهاتف يحاول الاتصال بصديقه لكن هاتفه مغلق كرر الاتصال أكثر من مرة دون جديد
مضت اكثر من نصف ساعة وهاتف عمر مازال مغلقا وقد تسرب القلق لقلب حمزة الذي تحدث بعصبية قائلا :
– الله يسامحك يا نسمة يا ترى حصله أيه ؟؟
– نسمة بغيظ : أنا مش شايفة في داعي للقلق ده كله هو مش طفل يعني
– حمزة وهو يشدد على خصلات شعره بعنف : مفييش داعي للقلق !! آخر مرة عمر اتصل بيها كانت من اكتر من ساعتين متخيله ساعتين محاولش يتصل فيهم تاني أنتي متعرفيش عمر مجنون سواقة أزااي
آخر مرة كان بيسوق وهو متعصب عمل حادثة ولولا ستر ربنا كان راح فيها ومن وقتها واحنا بنخاف عليه تخيلي لما تقوليله كده هيسوق أزااي ربنا يستر لو حصله أي حاجة هو بقا اللي هيبقا ذنبه ف رقبتك
وقبل أن تجيبه نسمة سمعوا دقات فزعة على باب الشقة مصاحبة لرنين الجرس بإلحاح
حاول حمزة التحرك لكن زياد أوقفه بأشارة من يده قائلا :
– خليك يا فندم مرتاح وأنا هفتح الباب
تحرك زياد نحو باب الشقة وبمجرد انفراجة صغيرة وجد من يدفع الباب ويدخل مهرولا إلى غرفة حمزة ولم يكن هذا الشخص سوى عمر الذي ما إن رأى صديقه ممدا على السرير حتى سأله بلهفة :
– حمزة أنتا كويس ؟؟ ايه اللي حصل ؟؟ ثم نظر ل نسمة قائلا : أمال قولتيلي كده ليه
كان حمزة في نفس الوقت يتفحص صديقه الذي يبدو أنه أتي توا من شجار أو حادث أو كليهما على الأرجح ف ملابسه غير مرتبة وشعره في حالة فوضى وهااا هو جرح يعلو حاجبه الايمن ويبدو أن الدم تجلط سأله حمزة بقلق :
– أيه اللي حصل يا عمر أنتا اتخانقت ولا عملت حادثة ؟
– عمر : مفيش حاجة حصلت يا حمزة أنا تمام
– حمزة بسخرية : بجد تمام ! ثم أشار عل جرحه قائلا باستهزاء أومال الجرح ده أيه مكياج ؟؟
– عمر : حاجة بسيطة مش مهمه
– حمزة بنفاذ صبر: ما تنطق يا بني ادم أيه اللي حصل
– عمر: مفيش خبطة بسيطة مع واحد حمار نزلت افهمه غلطه فضل يقاوح ويقول أنه مش غلطان وحاول يضربني فاضطريت أدافع عن نفسي واضربه
– قاطعته نسمة بسخرية : ههههه لأ واضح أنك أنتا اللي ضربته الظاهر كنت بتضرب بوشك زي حسن حسني ف فيلم يا أنا يا خالتي مش معقول الواحد من ساعت ما شافك وأنتا بتضرب بس
– عمر وهو ينظر إليها شزرا : أنتي تسكتي خااالص عشان أنتي السبب أصلا
– نسمة بانفعال : ليه أنا اللي خليته يضربك ويفتحلك حاجبك ؟!
– عمر : ما أنتي ما شوفتيش اللي حصله وبعدين أنا سايق بسرعة بسببك
– نسمة مدافعة : أنتا اللي غلطان و…
– قاطعهما حمزة : بااااس خلاص أنتو الاتنين ثم نظر لنسمة نظرة قد فهمتها الاخرى جيدا ف نطقت بضيق وتذمر طفولي :
– أوووف أنا آسفة
– عمر وهو يتنهد بضيق: ماااشي هقبل اعتذارك عشان خاطر حمزة بس
– نسمة وهي تحدثه بصوت خفيض : لو اتعرف حمزة شتمك قد أيه وهو سخن بهدلك الصراحة
– عمر : ملكيش دعوة
– زياد وقد سمع ما همست به نسمة ل عمر ف تحدث معلقا: مهو شتمك أنتي كمااان يا دكتوورة
– ضحك عمر ساخرا منها : ها هاها ها شكلك وحش اوووي
– نسمة وهي تنظر لحمزة بغيظ: صحيح يا حمزة أنتا شتمتني وأنتا بتخرف ليه ؟؟
– حمزة وهو لا يتذكر أنه فعل ذلك : مش فاااكر هو أنا شتمتك فعلا !
– تحدث زياد بمرح : بصراحة حضرتك مخلتش حد إلا وشتمته لدرجة إني كنت خايف اتشتم أنا كمان
– نسمة بشماتة : لأ بصراحة بس أكتر حد خد شتيمة كانت فيري
– حمزة بعدم فهم : فيري مين ؟
– نسمة : بريهااان خااانوم
– حمزة وهو يشير لها بيده بضيق: ليه حرااام عليكي قولتي اسمها يبقا هتلاقيها بتت…..
وقبل أن يتم جملته وجد هاتفه يرن برقم بريهان طليقته والتي يبدو أنها كتعويذة مجرد ذكر اسمها تظهر على الفور وما إن طالع اسمها على شاشة هاتفه حتى أشار لهم مردفا :بتتصل مش بقولك أول ما حد يجيب سيرتها تظهر زي العفريت علطول اسكتي بقا على ما أرد عليها عشان مش هتبطل زن وانتا يا سي عمر روح مع دكتور زياد خليه يشوفلك الجرح ده وينضفهولك ويشوفه إذا كان محتاج خياطة ولا لأ ثم توجه ببصره لزياد معتذرا معلش يا دكتور شوفه أنا عارف أننا قرفناك معانا بس نصيبك بقا
-أجابه زياد بابتسامته الودودة :مفيش تعب ولا حاجه ثم أشار لعمر قائلا اتفضل معايا يا كابتن
خرج عمر بصحبة الطبيب زياد نحو صالة المنزل بينما بقيت نسمة مع حمزة الذي ما إن فتح الخط ليجيب على تلك المتصلة الغير مرغوب بها حتى أتاه صوتها ذو البحة الرفيعة لكنها تصبغها برقة مصطنعة تسأله عن حاله بنبرة قلقة مصطنعة أيضا فأجابها بفتور :
– أنا كويس الحمد لله يا بيري شكرا على سؤالك .. أه سيادة اللوا قالي كأنك جيتي بالظبط .. لأ متتعبيش نفسك انا أصلا مش ف البيت عند ماما .. أه في الشقة تانية .. أيه لأ تيجي ثم ابتلع ريقه بتوتر تيجي فين يا بيري .. لأ لأ مينفعش أنا هنا لوحدي ومينفعش أنا وأنتي نبقا لوحدنا .. أاه لأ ما هو عمر جاي أهو باين على الباب .. أزااي بس يا بيري ؟؟.. آدم أهممم طب خليها لما أخف شوية .. واخيرا تنهد باستسلام مااشي يا بيري مستنيكوا سلااام
حينما أغلق الهاتف تنفس الصعداء ثم تحدث بضيق لنسمة قائلا :
– عجبك كده يا أختي جبتي سيرتها أهي هتنطلي زي عفريت العلبة لأ وبتتحجج بآدم قال أيه عايز يشوفني ولازم النهارده لأ وتقولي يمكن أعملك أكل ثم ضحك ضحكة ساخرة وأردف قائلا ديه معملتهاش واحنا متجوزين كنا مقضينها دليفري هتعملها واحنا متطلقين !!
– نسمة : معرفش كنت متجوز الانسانة اللزجة ديه ازااي أصلا ؟؟ أنتا فضلت متجوزها كام سنة ؟؟
– حمزة : سنتين
– نسمة باستغراب: يا صبرك استحملت سنتين بحالهم ده أنتا ليك الجنة
– حمزة : شوفتي بقا
– نسمة بتذكر: صحيح كلم ندى عشان هي اتصلت وكانت قلقانة عليك وانا بعتلها رسالة كأني عمر قولتلها أنك نايم ولما تصحى هتكلمها .
– حمزة : ماشي هكلمها
– نسمة : تحب اطلع بره ؟؟
– حمزة : لأ واحنا هنقول أيه يعني خليكي
امسك هاتفه ووجد رقم ندى ثم ضغط على زر الاتصال جرس اثنان ثم صوتها المتلهف تطمئن عليه فأجابها قائلا
– يا ليلو أنا زي الفل والله .. لأ بعد الشر عليكي يا قلبي معقول أسيبك تتعبي وأنا موجود .. تسلميلي يا ليلو .. لأ مش لوحدي عمر معايا ونسمة كمان لسة جاية من الشغل عليا عشان تطمن هي كمان .. خلاص يا روحي ولا تزعلي نفسك تعالي بكره بإذن الله بس أهم حاجة خلي بالك عشان ماما متحسش بحاجة .. ماشي يا حبيبتي مش هخليها تتأخر هي خمسة كده وهتروح .. سلام يا ليلو
ما إن أغلق حمزة الخط حتى توجهت نسمة بأنظارها إليه متسائلة باستنكار :
– مين ديه اللي مش هتخليها تتأخر وخمسة كده وهتروح ؟
– حمزة : أنتي ..هيكون مين يعني
– نسمة : ومين قالك إني هروح أنتا مش قولت فيري جاية وأكيد مش هسيبك معاها لوحدكوا وندى مش موجودة أنا هنا بدالها
– حمزة ضاحكا : يا بنتي أنتي طلعتي عليها فيري لو سمعتك هتبقا ليلة وبعدين ما عمر موجود يعني مش لوحدنا ولا حاجة
– نسمة بتقرير: بقولك أيه أنا مش ماشية وخلاص إلا لما تمشي هي الأول وده قرار ومش هرجع فيه
– حمزة بتعب : بقولك ايه أنا تعبان أعملي اللي أنتي عايزاه
بينما كان عمر وزياد خارج الغرفة الاخير يقوم بتطهير جرح الأول وبعدما أنهى عمله تحدث وهو يضع لاصقة طبية على الجرح قائلا :
– الحمد لله الجرح سطحي مش عميق يومين كده وهيخف بإذن الله
– عمر بامتنان للطبيب : شكرا لحضرتك يا دكتور
وقبل أن يرد عليه زياد وجد هاتفه يرن وللأسف لمح عمر اسم المتصل و…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)