رواية أنين روح الفصل الأول 1 بقلم إيمان المصري
رواية أنين روح الجزء الأول
رواية أنين روح البارت الأول
رواية أنين روح الحلقة الأولى
أمسك بقلمه وبدأ بكتابة العنوان ( مذكرات طبيب نفسي )
أعلم ان ما أدونه الأن يتعارض مع واجبي كطبيب لكن هناك كثير من القضايا التي لا تكمن في كونها أزمة نفسية مر بها مريض ولكنها إعصار يعصف بمجتماعاتنا ويزلزل عقائدنا
لن أستطيع أن أمحو من مخيلتي الطفلة ذات الاثنا عشر عاما التي زارتني منذ عامين كانت محتضنة لعبتها وتنكمش على نفسها كانت تراقبني بخوف طلبت من والدها انتظارها في الخارج لكنها تشبثت بيده ونظرت اليه بهلع خشية أن يتركها فطلبت منهما الجلوس فجلست وهي تضم ركبتيها وتنظر الى بحذر كانت نظراتها لي مريبة شعرت وكأنها تراقب وحش مفترس سينقض عليها لم أتفاجأ من هذا الوضع فقد أخبرني والدها أنها فقدت النطق منذ أسبوع و أصبحت منطوية لا تريد الخروج للعب مع أصدقاءها حتى أنها أمتنعت عن الذهاب للمدرسة وكلما سمعت صوت جرس الباب انتفض جسدها وأختبأت تحت السرير
_ ظللت أفكر ترى مالذي يجعل طفلة في هذا السن تمر بكل هذه المعاناة لابد وأنها تعرضت لصدمة كبيرة
فاخترت أن أبدأ حديثي مع والدها لاستنبط أي معلومة عما تعرضت له هذه المسكينة
الطبيب : حضرتك ممكن تقولي الحالة اللي عندها دي بدأت ازاي
نظر اليها الأب بحزن : صدقني مش عارف مفيش أي حاجة حصلت توصلها لكده أنا سبتها الصبح كويسة بعد مارجعت من شغلي اتفاجأت بالوضع ده
كنت أتحدث الى والدها لكن نظراتي تتابعها أريد ان أتابع انفعالاتها كانت شاردة تمسك بيد والدها وباليد الاخرى تحتضن طفلتها وكأنها تستمد منها الأمان
الطبيب : سبتها فين ومع مين
الاب : كانت مع والدتها وراحت المدرسة مع أسيل صاحبتها وجارتنا
بدأت أرى رجفة في يديها وزادت من احتضان لعبتها عند سماع اسم أسيل اذا الصديقة هي مفتاح اللغز
الطبيب : طيب حصل حاجة في المدرسة ( لم ارى أي رد فعل في ملامحها عند ذكري للمدرسة لذا سأستبعد المدرسة قليلا)
الأب : لا أبدا أنا رحت وسألت أصحابها كمان وكلهم أكدولي انها لحد ماروحت ماكنش في اي حاجة وكانت بتضحك مع اصحابها
الطبيب : مين بياخدها من المدرسة
الأب : هي المدرسة قريبة من البيت وبترجع هي واسيل مع بعض
لقد زاد غضبها ورجفتها عند ذكر أسيل للمرة الثانية
الطبيب : ممكن اعرف يومها العادي كان بيمر ازاي
الأب : زي ما قولت لحضرتك الصبح بتروح المدرسة بترجع بعد الظهر بتنام شوية
الطبيب مقاطعا : بالتفصيل لو سمحت
الأب : الصبح باكون في شغلي والدتها بتجهزها للمدرسة بتنزل مع صاحبتها بيرجعوا بعد الظهر بحكم شغلي أنا ومراتي هي بترجع تفضل عند أسيل صاحبتها لحد ما أنا أو والدتها نرجع
لقد بدأ تنفسها يزيد بشكل ملحوظ يبدوا انها لن تتحكم في غضبها هذه المرة
لقد أمسكت بدميتها ومزقتها بعنف كان صوتها غاضب لكنه مشبع بالألم
الأب بخوف حاول منعها : مريم أهدي يا حبيبتي اهدي
الطبيب مبتسما : سيبها
نظرت الى في ذهول وتوقفت عما كانت تفعل وظلت تسحب والدها للخارج حاول الاب أن يحتضنها ليهدئها لكنها دفعته بيديها الصغيرتان وظلت تضربه حتى سقطت في الأرض وظلت تتشنج وتتألم
فجلس الأب باكيا بجانبها وهو يضمها : الحقني يا دكتور أرجوك اقتربت واعطيتها حقنة مهدئة كي تسترخي عضلاتها
وطلبت من مساعدي نقلها لغرفة اخرى لتستريح وان تكون برفقة والدها حتى لا تتعرض لنوبة أخرى عندما تستيقظ .
طلبت من والدها احضار والدتها في المرة القادمة وأمسكت بدفتري وسجلت أسم أسيل .
بعد يومين حضرت الوالدة فطلبت مقابلتها على انفراد
الطبيب : أهلا بيكي يا مدام نهى
الأم : أهلا بحضرتك
الطبيب : عايز أسال حضرتك شوية أسئلة عن طبيعة علاقة مريم وأسيل مع بعض
الأم : هما أصحاب وزملة في المدرسة
الطبيب : يعني مش بيخرجوا مع بعض مثلا بياخدوا درس في مكان ما يعني اي الحجات اللي بتجمعهم مع بعض غير المدرسة
الأم : أسيل جارتنا وهي ومريم مش بيسيبوا بعض لحظة لان والدة أسيل صاحبتي وفي تداخل بين الأسرتين يعني كأنهم أخوات
الطبيب : طيب احكيلي ايه اللي حصل في اليوم اللي مريم تعبت فيه
الأم بألم : أنا رجعت من الشغل لقيت أسيل واقفة بره باب شقتي وبتخبط وتنادي على مريم سألتها في ايه قالتلي كنا بنلعب ومريم دخلت الشقة وقفلت على نفسها ومش بترد عليا
الطبيب : الوقت بين خروجهم من المدرسة ورجوعك من الشغل اد ايه تقريبا
الأم : ساعة تقريبا
الطبيب : يعني هي وأسيل بيكونوا لوحدهم في الساعة دي
الأم : لا والدة أسيل بتكون موجوده في البيت منتظراهم بس
الطبيب : بس ايه
الأم : في اليوم ده لما رجعت كانت أمل (والدة أسيل ) راحت تزور والدتها بس الاستاذ أحمد جوزها بيرجع من الشغل بدري قبل البنات ما يخلصوا المدرسة
الطبيب : يعني اللي كان موجود معاهم في الوقت ده كان والد أسيل
الأم : مظبوط
طلبت فيما بعد ان ألتقي بأسيل ولكن فوجئت بأن والدها رفض حضورها
استمر علاج مريم مدة ستة أشهر لم نصل خلالها لسبب هذه الحالة التي تتدهور مع مرور الوقت وما زاد حيرتي اني علمت أن أسرة أسيل أنتقلوا الى مكان أخر بعد طلبي لرؤية أسيل بأسبوع متحججين بأنهم قلقين من أن تصاب ابنتهم بما أصاب مريم ولكني متأكد أن لغز مريم لن يحله سوى أسيل
في أحد الأيام كنت جالسا منتظر دخول أحد المرضى وفوجئت بوالدة مريم تقتحم مكتبي وعلى وجهها شبح ابتسامة وتمسك بيدها طفلة صغيرة
الأم : دكتور أنا جبت أسيل
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنين روح)