رواية أنيسي الفصل السادس 6 بقلم شيماء عادل
رواية أنيسي الجزء السادس
رواية أنيسي البارت السادس
رواية أنيسي الحلقة السادسة
أنيس جري الخطوتين الفاصل بينهم ورفع راسها في حضنه بعد ماقعد جمبها علىٰ الأرض بلهفة وو’جع كبير
أنيس ببكىٰ وخو’ف خبط علىٰ خدها مرتين: أمي! حياتي قومي، طيب أنا مش عايز أعرف شيء والله؛ بس قومي،عـ عا عائش!
عائشة فتحت عنيها بوهن وتـ’عب وابتسمت: أنيسي!
أنيس ضحك وسط دموعه: عيونه، أنا هنا
عائشة بتعب وصوت خافت: احضني! عشان خاطري؛ مرة واحـ…
ماكملتش كلامها ولقته خطفها لحضنه بسرعة وخو’ف: شُفتِ دلعك ياست عائش؟
مسح دموعه وهي مازالت في حضنه واتكلم بصوت مخنو’ق: فضلتِ مش بتاكلِ لحد ماوقعتي أهو
عائشة أبتسمت بوهن وماتكلمتش، لكنها بعدت عن حضنه ولسة هتتكلم كحت
أنيس: مالك ياحبيبتي؟ أنتِ بخير؟
عائشة بخفوت: اسمعني
أنيس: اهدي بس كدا، هتكونِ بخير صدقيني، لحظة بس…
عائشة ضغطت علىٰ أيده: في مذكرات هتلاقيها في درج الكومود بتاعي…
أنيس: أجيبهولك؟
كمل وهو بيقوم: هو فين طيب وأنا أجيبه؟
عائشة مسكت فيه بعتب: أنيس!
أنيس قعد تاني وأخدها نيمها في حضنه: أنيس هنا؛ أنيس هنا
عائشة مسكت أيده: فاكر الدرج اللي كان دايمًا عليه قفل؟
أنيس هز راسه بموافقة: آها، ماله؟
عائشة أبتسمت بوهن: كنت دايمًا تسألني عن السبب وأنا أقولك إن المفتاح ضاع وأنا مش محتاجاه حاليًا، فامش مهم، وأنت عشان كنت وقتها بتصدقني
غمض عيونه بأ’لم وهو بيفتكر كلامه ليها
كملت وهي عرقانة بشكل مش طبيعي نظرًا لإنهم في الشتا: من وقتها مسألتش عنه أو جالك فضول تفتحه
د’معت وهي بتغمض عيونها وتفتحها تاني: بس، أنا دلوقتي عايزاك تفتحه يا أنيس …أ أنـ أنيسي
كحت بشدة وو’جع وهي بتمسك في هدومه بقبضتها
أنيس استغرب حالتها واتكلم ببكىٰ: شكل دور البرد المرة دي شديد شويتين ياست عائش، عرق وكحة بالشكل دا! استني هكلم أستاذ تيام
كمل بعد ماقام ومسك الفون بيجيب رقمه: دا مستحلفلي عشانك أصلًا، فوقي بس شوية وهنحل كل حاجة والله؛ حالتك دي بتفكرني بأيام…
ضغط علىٰ رقمه قبل ماتكمل: أيام علاجي من اللوكيميا، مش كدا؟
بصلها بصدمة ومأخدش باله من رد تيام
كحت وجسمها بينتفض وراسها اترفعت لفوق ودموعه نزلت تلقائي لما شاف د’م بينزل كرات من بقها ويتحول لسيل علىٰ هدومها والأرض، وأنفها نزل منه خطين
أنيس بو’جع: عائش!
عائشة أبتسمت ومدت أيديها ليه ومرة واحدة أيديها وقعت وعنيها اتقفلت
فاق علىٰ زعيق تيام في الفون: أنيييس! مالها عائشة؟ أتكلم يابنِ آدم
أنيس نزل منه خطين دموع قبل مايتكلم بخنقة: عائش! فـ في د’م!
تيام خطف المفاتيح والمحفظة وهو مازال معاه علىٰ الخط: اتصرف بسرعة يازفت، ماتتنحش عندك!
أنيس بو’جع وصوته طلع في البكىٰ: أعمل أي؟غابت عن الوعي
تيام بغضب وهو بيزود السرعة: قُلتلك خد بالك من تصرفاتك ياغبي! حاول تفوقها ولبسها الخِمار، حط حاجة علىٰ راسها واظبط هدومها وأنا علىٰ وصول
أنيس بسرعة وهو بيفتح الاسبيكر: حا حاضر
حطها علىٰ السرير،و أخد ابريق المياه وبدأ يغسل وشها من أثر الد’م، قلـ’عها الاسدال وكانت لابسة بدي واشترتش ولبسها عباية خروج ولبسها الخِمار بلفة عابرة، حط الدبوس عند رقبتها ولف الطرف التاني حولين رقبتها وثبته بدبوس علىٰ الكتف، يادوب خلص سمع خبط متتالي ورن الجرس مع بعض علىٰ الباب
شالها وخرج بيها وقابله تيام لكنه ماسمحلوش يلمسها وكمل هو بيها لتحت في العربية
دخلها ورا وقعد من الباب التاني وحط راسها علىٰ رجله، وتيام بدوره ركب قدام وساق بسرعة رهيبة وهو متابعها وهو هيـ’موت من الو’جع عليها!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصل المستشفىٰ ودخل جري علىٰ جوا ومعاه أنيس وهو شايلها، تيام وقف الممرضات بالترولي وأنيس حطها عليه وجريوا بيها للعناية
**********
فريدة خرجت بحزن وإرهاق: ليه بتعملوا معاها كدا؟
تيام قام باستغراب وعبوس: بنعمل أي؟
فريدة بتنيدة: دا ماعرفوش؛ بس شايفة النتيجة
أنيس بخو’ف: حـ حصل أي؟
فريدة بصتله بعد ماخرجت نفس بهدوء: انتكاسة!
أنيس بصدمة رجع لورا: أ أزاي؟ مجاش أعراض قبل النهار…
تيام بغضب: تعرف منين؟ كنت معاها! كنت جمبهاا؟ اتكلم!
أنيس ببكىٰ: أ أنا
تيام ضربه بقبضته: أنت حيو’ااان! بيعت اللي راعتك لوحدها لـ١٦ سنة عشان حاجات ماتعرفش عنها حاجة، حتىٰ بعد مابعدتها عنك ورفضتها مليون مرة؛ فضلت جمبك وراعتك، كانت بتهتم بيك وتنسىٰ نفسها، ياخي دا حتىٰ مش بس في الدنيا! دا حتىٰ الجنة بتعمل جهدها عشان يكونلك نصيب فيها، وأنت!
أنيس بصله وفي خطين دموع علىٰ خده والباقي متحجر في عنيه وعيونه احمرت، وقف شوية وأفكاره بتدور لحد ماسابه وخرج وهو بيجري.
فريدة بصتله: الحقه بسرعة، كلامك كان قاسي عليه؛ ماحدش يعرف قصة التاني كاملة!
تيام بخنقة: أعمل أي؟
فريدة بغيظ: الحقه! خرج غضبان ودماغه مشغول، هيئذي نفسه!
تيام: بس…
فريدة: عائشة أنا هنا عشانها، رووح
تيام بصلها وجري علىٰ تحت، ركب العربية وساق بسرعة وراح لبيتها من طريق البحر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تيام وهو بيقعد جمبه علىٰ مقعد قصاد البحر: بعتذر بس…
أنيس بهدوء: مازعلتش، أنت كلامك صح، أنا اللي كنت غبي
تيام بشك: كنت؟
أنيس بصله وضحك فاتيام حضنه بضحك: ياغبي أنا بحبك، لو ماكنتش تهمني ماكنتش هتكلم معاك أصلًا
أنيس بشرود: عائش قالتلي حاجة قبل ماتغيب عن الوعي
تيام باستغراب خرجه من حضنه: حاجة أي؟
أنيس بتنهيدة: قالت إن في مذكرات هي سايباها في درج الكومود بتاعها هي دايمًا قافلاه
تيام: وَ؟
أنيس هز راسه: اللي فهمته إني لو فتحته هفهم حاجات كتير
تيام بغموض: وأنت هتعمل أي؟
أنيس بتنهيدة: هستناها تفوق وهفهم منها كل حاجة، بس هي تفوق وتروق وتخرج من حالتها دي، قبل كدا كل شيء يغور
تيام وهو بيضرب علىٰ كتفه بفخر: أيوا كدا يابطل، فوق بقىٰ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعتين…
حركت أيديها وهي بتفتح عيونها، لكنها حست بتقل علىٰ كف أيديها! بتبص بطرف عنيها شافت منظر حنله قلبها، أنيس قاعد علىٰ كرسي ومميل براسه علىٰ سريرها وماسك كف أيديها بأيديه الاتنين
دمعة نزلت منها فامسحتها بكفها التاني ولمحت تيام كمان نايم علىٰ الكنبة وهو قاعد ومرجع راسه لورا وشكله بريء خالص
ضحكت وهي بتمسح دموعها وهي بتنقل نظرها بينهم الاتنين
عائشة بتأمل: ياخراشي علىٰ الجمال ياخواتي! والله أحسن من أب وابنه مع بعض، أنيس بيتر’عب منه والتاني بيهزقه بمنتهىٰ الأريحية وهو متأكد إنه مش هيشيل منه بل هيقدره ويفهم غلطه ويتقبله
اتململ أنيس وقام وهو بيتمغط وأول مالمحها قام بلهفة وقربلها: أنتِ بخير؟ فيكِ حاجة؟ صاحية بقالك كتير؟ عائش في أي؟ طب أنا وجعتك!
عائشة كانت بتبصله بتأمل طول ماهو بيتكلم، لحد الجملة دي! بصتله بأ’لم وبصت الجهة التانية
في اللحظة دي صحي تيام وهو بيتتاوب ولما شافهم كدا تابعهم بهدوء
عائشة وهي بتتوه بنظرها وبتمثل الجمود: شُفت المذكرات؟
أنيس ربع أيديه وهو بيتابعها بنظره: تؤ
عائشة بصتله بعبوس: ليه؟
أنيس بهدوء وهو بيضرب جرس الممرضة: منتظر أسمع منك
عائشة بصتله بطرف عنيها: طب وافرض كنت مُت؟
أنيس بهدوء بعد ماغمض عينه بأ’لم: كنت همو’ت وراكِ
الممرضة دخلت: حمدلله علىٰ سلامتك
ظبطت الأجهزة والمحلول: محتاجة حاجة؟
أنيس: هتقدر تخرج امتىٰ؟
الممرضة: يادوب بس المحلول يخلص وكلموا الدكتور
أنيس: تمام شكرًا
خرجت وتيام بصله: خروج أي؟
أنيس بسخرية: يعني أنت تايه عنها؟ ولو تُهت فاحب أعرفك إن في طفلة هنا مش بتحب تفضل في المستشفىٰ، دي سبحان الخالق بتتعب أكتر من قعدة المستشفىٰ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعد ساعة
حطها علىٰ السرير بشويش في أوضتها، وخرجلها هدوم نضيفة وتقيلة أكتر عشان ماتبردش؛ وحطهم جمبها
أنيس: يلا ياست عائش، خدي شاور بسرعة عشان ماتبرديش وغيري اللي عليكِ من ريحة المستشفىٰ، هستناكي برا
فضلت تتأمل في أثره شوية وبعدين فاقت لنفسها ودخلت تاخد شاور
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعد نص ساعة
خرجت وكانت لابسة دريس قطن وعليه الخِمار ولبست فوقهم الچاكِت من غير ماتقفله، ومعاها أچندة
أنيس كان قعد علىٰ الكنبة وشارد بتفكير، وتيام قاعد قدامه علىٰ الكرسي
أول ماشافوها خارجة كدا قاموا بسرعة من مكانهم
أنيس قربلها وحط أيد علىٰ ضهرها والتانية مسك أيديها بيها
قرب من الكنبة وقعدها: رايحة فين كدا؟ أيدك متلجة!
عائشة بهدوء وشايفها زرقا من البرد: مش هروح في مكان، بس! قررت أنهي الإنتظار وتعرف الشيء اللي كنت بتعدله
ضحكت بغصة: كنت مستعجل تتحرر مني يا أنيـ…ولا سوري
أنيس بكىٰ ونام علىٰ رجليها وهو قاعد قدامها في الأرض: لأ، لأ ياعائش؛ ماتتخليش عني، أنا أنيسك وبس
عائشة مسدت علىٰ راسه: طيب ماتبكيش! أنت أنيسي؛ أنيسي القوي
رفعت راسه ومسحت دموعه: اللي باستمد منه قوتي
أنيس رجع نام علىٰ رجليها وهو حاضن بطنها
تيام بهدوء وعتاب: ليه ماقولتيش لما حسيتِ بأعراض؟
عائشة بصتله بإبتسامة: هقول لمين؟ أنت! ولا أنيس؟ انتوا الاتنين مجرو’حين مني
أنيس رفع راسه: بس كنتِ تفوقيني! قوليلي أي حاجة
عائشة ببساطة: وكان هيحصل أي؟ كنت ممكن تاخد بالك آها؛ بس دا مش عشان صافيتلي! تؤ عشان تعبانة
تيام: طيب ليه ماقولتيش إن الدكتور فريدة قالت إن في احتمال انتكاسة في حال إنك فكرتي كتير أو زعلتِ بشكل مش طبيعي؟
عائشة: نفس السبب، ماكنتش هسيبله فرصة يثور ويخرج اللي جواه، كان هيشيل لي كتير في قلبه وهيحاول يعاملني طبيعي نظرًا بس لحالتي وعشان ماتعبش، ودا هيكون زي شفقة بالظبط، وأنا ماحبش الشعور دا أبدًا؛ خصوصًا لو منكم
أنيس بصلها بعيون حمرا وباس أيديها: أنا آسف
عائشة باست خده وكملت بإبتسامة: ماعلينا، أنا لازم أحكيلكم بقىٰ، أنيس حاليًا عاقل كفاية إنه يختار بين أهله أو أنا، أو الأصح هيروح للأحق بالنسباله، أنا صممت علىٰ سن الـ ١٨ لسبب؛ إنه يكون عاقل ومتحمل كفاية للي هيسمعه، حاولت أكبره وهو سسوي نفسيًا؛ وأحميه! مش أكدب أبدًا، مش مهم الـ٣ شهور دول وهحكي دلوقتي
حكتلهم لحد ما أجهضت وبعدها بشهر ونص اتهجـ’م عليها من تاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رجوع للماضي…
قعدت تسع شهور في و’جع الحمل لوحدها لكنها كانت مرتاحة منهم لأنهم خا’فوا يحصل زي أول حمل ويروحوا في داهية
عرفان بضجر: بقولك أي ياما! ماتطلعي للبت دي، دي عمالة تصوت من ساعة، وعرقانة علىٰ الآخر
فدوة: تلاقيها خلاص هتولد
عرفان: أيوا يعني هوديها المستوصف يعني ولا أيييَه
فدوة بغيظ: لااه، هتولد علىٰ يد الداية كيف بنات أهل البلد
عرفان: طيب اتصرفي علىٰ ماطلعلها
************×***
عرفان: عمالة تصوتي ولا كأنك واخدة عيارين، في أي؟
عائشة بعرق وهي بتحاول ترفع راسها: أ أبوس أيدك وديني المستشفىٰ
عرفان: أمي هتجيبلك الداية
عائشة: لا، والله ماهقدر؛ صدقني، وديني المستشفىٰ أبوس أيدك مش قادرة، مش هقدر أستحمل الداية
عرفان بملل: طيب طيب خلاص، كله عشان ابني ييجي بسلام وبس
شالها ونزل بيها وفدوة شافتهم تحت
فدوة خبطت علىٰ صدرها: يامري، رايح فين دلوك ياعرفان؟
عرفان بنفاذ صبر: أمي! أبوس أيدك ماهي ناقصة، وبعدين من امتىٰ وأنتِ ملتزمة بلهجة البلد يعني؟
فدوة بعبوس: بتعود علىٰ ماعمامك يزورونا وقت المولود
عرفان وهو ماشي: طيب كويس
فدوة مشيت وراه: برضو ماقولتليش رايح فين؟
عرفان بضجر وقف: رايح المستشفىٰ يا أمي، عايزة حاجة؟
فدوة بغيظ: وهي دي بقىٰ اللي هتغير عادات البلد؟
عرفان بضيق: أميي! الله يسترك مش ناقصة
وسابها ومشي، حطها في العربية من قدام وربط الحزام ولف قد علىٰ مقعد السواق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلوا المستشفىٰ أخدوا في العمليات اربع ساعات مع توتر الدكاترة والممرضات نظرًا لإنها طفلة بالنسبة لوضع زي دا وممكن تمو’ت
عملوا كل جهدهم وهما متوترين والعرق ماليهم لحد مالعملية انتهت وبحمد الله تم إنقاذها الجنين، ولكن!
عرفان: ولكن أي؟
الدكتور: الطفل هيفضل في الحضّانة لشهرين
**********
عند عائشة…
كانت بتفوق وجمبها الممرضة بتعدل الأجهزة بعد مانتقلت لغرفة عادية، والدكتورة واقفة بتتابعها وماسكة الملف بتاع حالتها
عائشة بخفوت: لو سمحتِ
الممرضة: اتفضلِ، محتاجة حاجة؟
الدكتورة قربت منها وبقت واقفة جمب سريرها
عائشة لـ الدكتورة: لو سمحتِ، بالله عليكم وروني ابني، أنا شوفته وقالولي إنه ولد قبل ماغيب، هو كويس مش كدا؟
داليا: هيكون بخير؛ ماتقلقيش، هو بس هيكون في الحضّانة لمدة شهرين
عائشة: ط طيب وأنا ممكن أكون معاه، مش كدا؟
داليا: من حقك
عائشة دمعت: لا، أرجوكِ؛ أنتِ مش فاهماني
داليا قربت ليها: طيب جربي
عائشة بدموع: هما ممكن يحبسوني وهيبعدوني عنه، أنا خا’يفة عليه، ماقدرش أسيبه هنا، حتىٰ لو با
بلعت غصة جواها وغضمت عنيها وهي بتبكي وفتحتها تاني واتكلمت: حتىٰ لو باباه وجدته معاه، محتاجة أراعيه بنفسي، ساعديني
داليا مسدت علىٰ شعرها: فهميني عايزة تعملِ أي؟ وأنا معاكِ
عائشة: لازم يقتنعوا إن الطفل محتاج وجودي، وجودي معاه إجباري عشان مهم في إنه يتحسن، مش مفروض أو حق؛ دا لازم، عشان يسيبوني أكون جمبه
داليا مسحت دمعة نزلت منها وابتسمت: هساعدك حبيبتي
فضلت شهرين جمبه وكانوا أغلب الوقت سايبينها لوحدها ودا كان رغم إنها مو’جوعة إنها وحيدة في موقف زي دا، إلا إنها كانت بتكون مرتاحة إن عيونهم مش هتكون عليها أو هتحس بالر’عب اللي بيحسسوها بيه
كان موضوع إنها ترضعه صعب شوية في الأول ولكن عملت جهدها جمب جهد الدكتور ورجعوا البيت بعد شهرين
كانت شايلة ابنها والر’عب متملك منها وهي بتفتكر كلامه ليها في المستشفىٰ بعد أسبوع من ولادتها
*************
بعد ٦ أيام وهو معاها قدام الحضانة
عرفان: هثبته كمان يومين وأطلعله شهادة
عائشة بخو’ف: طيب ماتنتظر لما يخرج!
عرفان بضجر: لا هو كدا اتأخر أصلًا، مش مجبر أقولك أصلًا ياعائشة
عائشة بخنقة: بس…طيب ممكن أسميه أنا؟
عرفان بنفاذ صبر: اختارت الاسم أصلًا
عائشة: هتسميه أي؟
عرفان: فخري
كمل بفخر: فخري عرفان محمد فخري الجبالي
عائشة: بس…
عرفان بغضب: بس أي؟ مش عاجبك ولا أي؟ دا هيكون فخر العيلة
عائشة بدموع: علىٰ عيني وراسي والله، بس…
عرفان: مفيش بس، هو أنا قررت وخلاص
*****************
تاني يوم الساعة ٧ بالتوقيت الصحيح
عائشة لـ داليا: أنا عايزة أعمل حاجة، بس من بعدها هروح في داهية وأنا عارفة، بس المشكلة إني محتاجة أروح وأرجع قبل ماعرفان أو مامته ييجوا
داليا بتوتر: طيب قوليلي هتروحي فين؟ وهساعدك، ولو حتىٰ بمكالمة توصية
عائشة: هطلع شهادة لابني، هثبته وآجي
داليا: هتثبتيه بأي؟
عائشة بر’عب: عرفان قال فخري
داليا: طيب، يعني! هو حلو
عائشة: ماقولتش وحش، بس! أنا عايزة شيء تاني
داليا: قولي
عائشة: أنا لوحدي، دايمًا؛ ماحدش معايا نهائي، حتىٰ أهلي اتخلوا عني، أنا عايزاه يكون أنيسي، عارفة إنه مش بالإسم وإن فخري كمان لطيف ومعناه كبير، بس أنا عايزة يكون أنيس
داليا: بس! كدا هيئذوكِ
عائشة بثقة: مش أكتر من اللي عملوه
وقامت من مكانها، وقفتها داليا لما وصلت الباب: هساعدك باتصالاتي، ماتقلقيش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عرفان وقف عن المكتب: عايز أعرف حالة ابني بتتقدم ولالا
الموظفة: متسجل بأسم أي حضرتك؟
عرفان: عرفان محمد الجبالي
الموظفة: بس اللي موجود هنا باسم، أنيس عرفان محمد الجبالي
عرفان بصدمة: ودا في أي غرفة؟
الموظفة: في حضّانة رقم ٩٠
عرفان راح علىٰ مكانه بغضب وهو بيستحلفلها
الغضب اتملك منه لما اتأكد إن دا ابنه وشد عائشة من جمبه لبرا
عائشة بأ’لم: أيدي! مالك؟
عرفان زقها في الحيطة وبقت محشورة بينها وبينه: أنتِ شُفتِ حاجة؟ بتعصيني يا عائشة؟ ثبتيه بالإسم اللي اختارتيه ورميتي كلامي في الأرض؟
عائشة اتر’عبت من شكله وبقت بترتعش ودموعها بتتسابق
عرفان بتحذير رفع السبابة: حسابك معايا، في بيتي ياعائشة؛ ووقتها مش هتهربي مني لمكان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاقت علىٰ صوت عمة عرفان وهي بتحضنها: حمدلله علىٰ سلامتك ياحبيبتي، أنتِ بخير؟ وأنيس كويس؟
عائشة دمعة منها نزلت لما نطقت اسمه وبصت علىٰ عرفان شافته بيقبض أيده علىٰ بعضها
بصت لعمته: آه ياعمتو، احنا بخير ولله الحمد
فايزة: تعالي بقىٰ معايا، زمان جسمك همدان من المستشفىٰ، وأنا عملتلك فرخة بخلطتي الخاصة، هتحبيها خالص
حاوطتها بأيد وسندتها بالتانية وطلعت بيها الأوضة وهي بتكلمها بكل حب
******* ******
فايزة وهي بتأكلها: ليه الدموع دي بس؟
عائشة: أول مرة حد يأكلني كدا، أنتِ حنونة أوي ياعمتو
فايزة: مش أحن منك ياعائش، كفاية حبك لـ أنيس
كملت بارتباك: هي مامتك مش هتيجي؟ ولا كانت معاكِ في المستشفىٰ؟
عائشة افتكرت لما راحتلها وقالت “فلوس جوزك كتير وهو هيراعيكِ، هيخاف عليكِ عشان بقيتِ أم لابنه، وجودي مش مهم، يلا سلام؛ خدي بالك من ابنك وجوزك”
فاقت علىٰ لمسة فايزة لخدها: مالك ياحبيبتي؟
عائشة وهي بتمسح دموعها: جت ياماما فايزة، جت، هي بس مشغولة شوية
فايزة باستغراب وعبوس: أي يشغل أم عن بنتها؟
عائشة بكت وحضنتها وفضلت فايزة تمسد علىٰ راسها بضهرها لحد مانامت
**********************
فات يومين وفايزة جمبها وبتحاول تراعيها وبقت بالنسبة لعائشة ماما فايزة
فايزة وهي بتحضن عائشة اللي بتبكي: خلاص بقىٰ ياعائش
عائشة وهي بتشدد علىٰ حضنها: لازم تروحي اسكندرية دلوقتي ياماما فايزة؟
فايزة: أخواتك محتاجيني ياعائشة، ميرا ويارا هيفرحوا بيكِ أوي لو شافوكِ
بصت لعرفان: إبقىٰ هاتها وتعالىٰ
عرفان: عيوني ياعمتي
راح يوصلها وعائشة طلعت لـ أنيس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت بتحط أنيس علىٰ السرير بعد مانيمته، بصتله شوية بتأمل لحد مالقت الباب اتفتح عليها بهجوم
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنيسي)