رواية أنبض بقلب حبيبي الفصل الأول 1 بقلم عائشة حسين
رواية أنبض بقلب حبيبي البارت الأول
رواية أنبض بقلب حبيبي الجزء الأول
رواية أنبض بقلب حبيبي الحلقة الأولى
أمسك الحقائب ،وهو يجوب الشقة بنظرة ..يسترجع ذكرياته ….ليهتف بعدها بعزم
-يلا ياأمي هنتأخر .
خرجت والدته مسرعة وهي تُعدل من وضع حجابها …لتهتف قائلة
-كده بردو ياسيف …..يعز عليا ياابني اسيب المكان .
ليقاطعها سيف بحنان
-ءمعلش ياأمي علشان اكون مطمن عليكي فغيابي …وبعدين المنطقه اتملت بلطجيه …
ربتت والدته على كتفه قائلة
-ربنا ييسرلك الحال ياابني ..
ردد خلفها
-يارب
هبطو درجات السلم ،لتقطع طريقهم فتاة تجابه معارك ضاريه داخل فمها مع العلك …هتفت بتساؤل
-على فين العزم يااستاذ سيف ؟.
جز سيف على اسنانه فنهى من أول اسباب تركه للشقة بسبب محاولاتها القذره لإغوائه …وملاحقته
-معزلين يانهى .
اقتربت منه قائلة وهي تطالع والدته بنظرات مبهمة
-على فين العزم ؟.
مصمصت والدة سيف بنفاذ صبر …وابعدت كف نهى التي كادت تمتد لصدر سيف قائلة
-أرض الله واسعه يابنتي …ثم التفتت لابنها قائلة
-يلا ياابني …
القى سيف نظره جانبية لنهى ارفقها بإبتسامة ساخرة
ليهبط بعدها …تاركاً نهى تتميز غيظاً ،تهمس بتوعد
-ماشي ياسيف …مش هسيبك …ثم اخرجت هاتفها وضغطت بضع ارقام …وماإن سمعت صوت حتى هتفت بإصرار
-اسمع الي هقولهولك كويس ونفذه ..
-اتفضلي يابرنسيسة
املت عليه ماتريدة …وحينما انتهت تألقت عيناها بإبتسامة مشبعه بإنتصارها.
———————————
هنا ….ياهنا ……
خرجت من حجرتها تعدل من ملابسها لتباغتها والدتها بسؤال
-شطبتي ..تنضيف الشقة ياهنا ..؟
هتفت هنا وهي تحمل حقيبتها وتحتضن كتبها
-ايوة ياماما ….أنا رايحة الدرس دلوقت .
خرجت هنا من الباب ..لتنطلق بعدها على السلم ،فكعادتها لا تتهادئ بل تهبط قفزاً …..
أدخل سيف الحقيبة ..وحينما كاد يستدير اصطدم بشئ …جعله يتألم
-اخخخخخ
لتوازيه همسه متألمة
-اه اه… ..
سال الدم من أنفه… مما دفع هنا أن ترفع رأسها وتناوله ..محرمة ورقية… ليكبح الدم… .
-اتفضل…
تناول سيف المحرمة وكتم أنفه ،دون أن يطالع الواقفة أمامه التي ترمقه بفزع وخوف… .
رنين هاتفها اجفلها عن مراقبته… وجعلها تلقي اعتذراً وتغادر مسرعة،… جاءت والدته متسائلة
-مالك ياسيف ..؟
همس سيف وهو يكتم أنفه…
-اتخبطت يا أمي…
هبط عمرو مسرعاً وهو يهتف مترقبا
-سيف مش كده ..؟
هز سيف رأسه بتأكيد ،فيما حمل عنه عمرو الحقيبة… اما سيف فأسند والدته وصعد خلفه…
دخل سيف ووالدته… قابلتهم (ماجدة والدة هنا وعمرو )بترحاب شديد
-حبيبتي وصحبتي وجارتي ..
نطقتها ماجدة وهي تحتضن والدة سيف ..بحنين ودموع فرح .
شددت والدة سيف (وداد )من احتضانها هامسة
-وحشتيني ياأم عمرو
-وانتي كمان ياأم سيف .
ابتعدت ماجدة وتقدمت مرحبه بسيف
-ازيك ياابني ماشاء الله عليك ..
ابتسم سيف برسمية ،واستأذن ليصعد… فرفض عمرو .لكن سيف أصر على الصعود ،أما ماجدة فلم تتخلى عن صديقتها .
——————–
دخل الشقة وجدها مرتبة ونظيفة .. يبدو أن والدة عمرو قد قامت بتنظيفها وترتيبها…
دخل سيف حجرتة… وضع الحقيبة على الفراش فتحها وقام بصف ملابسة في الخزانه…
وبعدما انتهى استلقى على الفراش… ليريح جسده من عناء النقل وخلافه ..فهو يبحث عن الشقة منذ فترة… لتطلب منه بعدها والدته أن يبحث لها في تلك العمارة فيفاجئ بوجود شقة خالية… والحقيقة ارتاح كثيراً لانه سيطمئن على والدته في وجود صديقتها… فوالدته مريضة سكر وضغط…
انقلب على جانبه…نظراته اصطدمت بدفتر وقلم على الطاولة المجاوره… اعتدل ليجذبه ويعاود التمدد… التقطة وبدأ يُقلب فيه بإعجاب شديد
فهو ملئ برسومات كرتونية ،وورود… .وبعض القطع النحوية… المعربة بدقة ونجاح… لمحة من الأعجاب أطلت من بين مقلتيه… فهو يعشق مادته المفضلة (اللغة العربية )كما انه مدرس بارع بها… .ونظراً لكفاءته تم نقلة للتدريس للثانوية بنات… وهذا سببا أخر دفعه لينقل هنا ..حتى يكون قريباً أكثر من عمله .
أغلق الدفتر ونظر للأسم
(هنا مجدي العمري )
ذم شفتيه يتسائل بداخله عن صاحبته ذات الأنامل السحرية ،يبدو أنها طالبة .
وضع الدفتر جانباً ،وسرعان ما غط في نوم عميق
—————————————-
كانت تسير مع صديقاتها ،وهن يضحكن فيما تمط هنا شفتيها بضيق قائلة
-وبعدين بقا ..مش هتبطلو .
لكزتها صديقتها مي وهي تغمزها هاتفة
-لما يبطلو معجبينك .
تأففت هنا بضيق ،وتقدمت خطوتين لتباغتها علا بهتاف ماكر
-واحنا مالنا… مش هو المستر الي مشالش عينه من عليكِ دا غير… فاهمة ياهنا… .براڤو ياهنا ..
الحصة مفيهاش غير هنا .
امتعض وجه هنا واسرعت ناحية مدخل العمارة قائلة’
-أنا مش هروح،معاكم تاني ..بس كده
ضحكن الفتاتين بسعادة وغادرن لأماكن منازلهن.. حيث كان الثلاثة يسكن بجانب بعضهن .
————
دخلت هنا الشقة ،تنادي بمرح
-ماما… .يا ماما…
ردت والدتها بترقب
-تعالي ياهنا ..أنا في الصالون ياحبيبتي .
دخلت هنا حجرة الصالون راكضة وحينما رأت الجالسة بجانب والدتها أخفضت رأسها وأبطأت السير
اشارت لها والدتها قائلة
-سلمي على طنطك وداد ياهنا ..
تقدمت هنا بخجل… لتسحبها وداد لأحضانها مغمغمه
-ماشاء الله… .قمر ياحبيبتي…
ابتعدت هنا تجلس بجانبهم ،فيما هتفت ماجدة بتأكيد
-هقوم أحضر الأكل… .علشان نتغدى…
هتفت وداد بمقاطعة
-ملوش لزوم ..انا هطلع لسيف… وعلشان أشوف ياسين جه ولا لسه .
هتفت ماجدة بتأكيد
-لا والله ما يحصل… هناكل سوا .
استسلمت وداد لإلحاح صديقتها وهتفت
-سيف مش هيرضى .
نهضت ماجدة… قائلة
-هشوف عمرو يجيبه ولو مجاش هطلعله الأكل فوق .
تم تحضير السفرة ،هبط سيف بضيق وتبعه ياسين الذي جاء من دروسه متأخراً ..
جلسو حول السفرة ،كان موضع جلوس هنا مقابل سيف…
دخلت هنا تحمل بيدها صينية من البطاطس… وضعتها دون أن تنتبه… للذي فغر فمه بإعجاب وللأخر الذي .. ابتسم بدفء… وعذوبه
وضعتها أمام سيف ..مما دفعها ترفع عينيها فتصطدم بنظراته الدافئة الحانية… ..شعور بالخجل تملكها مما جعلها تجلس على كرسيها ..تخفض بصرها لطبقها…
همس ياسين ببلاهة
-يالهوي ..أيه القمر ده ..؟… أيامك فل ياياسين ….دراسة ثانوية ووجه حسن ،هي دي الي هتحلي الثانويه .
لكزه سيف هامساً
-بس برطمة يا زفت… وكل وأنت ساكت .
تناول سيف القليل… .فمزاجه فالطعام مختلف ،وصعب المراس .خلاف أنه يعاني تحسس من بعض الاطعمه .
اشارت ماجدة لهنا أن تحضر منشفة وتنتظر خروج سيف… ليجفف بها كفيه.
وقفت هنا تحمل المنشفة ،خرج سيف وتناولها يجفف كفه دون أن يحيد بنظراته عنها ..
ليعاودها لها هامساً
-تسلم أيدك .
ابتسمت بخجل مردده
-بس حضرتك مأكلتش الظاهر أكلنا مش عجبك ،تأملها بإعجاب وابتعد هامساً بنبرة هادئة رزينة
-بالعكس… .الأكل عجبني جداً جداً جداً…
تلونت وجنتيها بحمرة الخجل ،مما دفعه أن يغادر ويتركها .
تركت هنا المنشفه وغادرت خلفه ..فيما شعر ياسين بالاسف وردد بقنوط
-وأنا مش هتمسكلي الفوطة… ياحظك المهبب يا ياسين… أنا أكيد معمولي عمل على رجل نملة مطلقة
تسامرو كثيراً رفض سيف تناول الكيك واي حلويات ماعدا القهوة التي صنعتها هنا… وللحق كان يرتشفها بتلذذ ،يبتسم بين الأحين والأخر فمن صنعتها تداعب مخيلتة بشقاوتها .
——————–
-أكله جامده .
هتف بها ياسين وهو يتمدد على أقرب آريكة ..ليضربه سيف معترضا
-أنت فضحتنا ..ياأخي… مخلتش أكل .
وضع ياسين كفه على بطنه قائلا
-الأكل حلووووو… والمُزه أحلى .
امتعض وجه سيف وضربه قائلا
-على اوضتك يلا… .
غادر ياسين متأففاً ،فيما طرق سيف حجرة والدته… فأذنت له
-الجميل شكله مبسوط ?
مسدت والدته خصلاته قائلة
-أكيد ..علشان اطمنت .
قطب سيف حاجبيه متسائلا
-اطمنتي على ايه بقا يا وداد .
تلعثمت والدته… وغيرت دفة الحديث قائلة
-اطمنت علشان أنت هترتاح من قلقك عليا وكده ..
طالعها سيف بنصف عينيه فيما نبرته حملت توجساً
-هصدق… .أنا
ارتبكت والدته واشارت قائلة
-هات العلاج ويلا بقا…
ناولها سيف الدواء ودثرها جيداً وخرج من الحجرة وأغلق الباب ..
طرق على باب الشقة جعلة يقطب جبينه بإندهاش… وما إن فتح ورأي الواقفة امامه ..حتى بدت على وجهه علامات الذهول
همست هنا بإرتباك
-أنا نسيت الدفتر بتاعي هنا… أسفه جداً بس محتاجاه ضروري .
رفع سيف حاجه قائلا
-وأيه جابه هنا ..؟
مطت شفتيها هاتفة بحرج
-أنا كنت بذاكر هنا احيانا… ونسيته…
عقد سيف ذراعية ،وتأملها قائلا
-ونسيتيه فين بقا بالضبط ..؟
اشارت هنا لحجرة جانبية قائلة
-في الأوضة دي لأنها فوق أوضتي بالضبط ..
هز سيف رأسه ،فيما لاح شبح إبتسامة على ثغره قائلا
-دي أوضتي .
همست هنا بأسف وهي تخفض رأسها
-أسفة ممكن الدفتر ..؟
تركها سيف ودخل الحجرة أحضر لها الدفتر بعد أن مزق ورقة منه بها رسمة ..
مد يده بالدفتر قائلا
-اتفضلي… عندك كلمتين غلط في الأعراب… والظاهر عندك مشكلة في ادوات نصب المضارع وجزمة ..ركزي
اتسعت عيناها بدهشة ،والتقطت الدفتر هاتفة
-بس… كلهم صح أنا متأكدة .
دس سيف كفوفه داخل جيوب بنطاله قائلا بسخرية
-متأكدة… اممم… أنت في مدرسة أيه يا هنا ..؟
هنا بثقة
-مدرسة أم المؤمنين للبنات .
هز سيف رأسة بإبتسامة منتصرة ليعاود لها قائلا
–طيب ياهنا… أستاذك بكره هيقولك… اذا هما صح ولا غلط .
هتفت هنا وهي تتخصر
-أنا دايما مبغلطش وبجيب أعلى درجة… .ممكن حضرتك مش جامد فالنحو… ماهو مش لازم كل الناس تعرف .
ضم سيف شفتيه ،هاتفاً بمكر
-تمام ياهنا متشكر… .واستاذك بردو هو الي هيقول هتجيبي اعلى درجه ولا لا… وبالنسبة أنا جامد ولا لا فالنحو… ..أرفق جملتة بضحكة جذابة…
-بكره نشوف قرارك النهائي ..
لا تفهم شيئاً من حديثة المستتر ،والغازه… .احتضنت دفترها فيما قفزت ابتسامة على ثغرها وهمست برقة
-تصبح على خير .
ودعها سيف وهو يغلق الباب
-وأنتِ بخير… .يا تلميذتي اللمضة .
——————————-
دخل الصف بخطوات واثقة ،فانتبهت جميع الفتيات… للوسيم الماثل أمامهم بشموخ وثقة… .
رمق الجميع بنظرة سريعة ..
اتسعت عينا هنا ذهول… ليبتسم لها سيف وهو يهتف
أنا سيف الرازي… .مدرسكم الجديد ..
زادت الهمهمات الجانية ،ماعدا هى كانت تطالعة بسعادة لا تعرف سببها ،ليبدأ سف عمله بنشاط ..كما أعتاد وبدأ بالتعرف على الجميع
وعند وصولة للقطعة المعنية ،أشار لهنا قائلا
-قولتيلي أسمك أيه ..؟
التوئ فم هنا بضيق ،وهى تشيح ببصرها جانباً مردده ببرود
-هنا ..حضرتك .
كتم ضحكتة ،وأسترسل مؤكداً
-اعربي الكلمتين دول .
بفخر وثقة جاوبت هنا ليقاطعها سيف ببرود
-لا غلط… .
هتفت هنا بغيظ
-ليه ..؟
تجاهلها سيف وتطلع للبنات قائلا
-ها… مين عارفهم ..
رفعت نجوى يدها ..لتجاوب… فوافق سيف على الفور ..وماإن أجابت نجوى حتى هتف سيف وهو يرمق هنا بتحدي .
-براڤو يانجوى ممتازة .
اهدت نجوى هنا إبتسامة منتصرة ،… لتعض هنا شفتيها بغيظ…
ويتابع سيف بتحدي ،وهو يوضح لهنا سبب خطائها… .
استرسل سيف بشرح مبسط جعل جميع الفتيات تهتفن بسعادة انهن فهمن كما لم يفهمن من قبل ..بل اصبح النحو سهلا يسيرا…
أما هى فظلت صامتة ،ترتسم على وجهها إبتسامة مشبعة بغرورها… .لكنها لاتستطيع إنكار إعجابها الشديد بإستاذها الوسيم وتفوقة وأمتيازه ..
اهداها نظرة حائرة فبادلته نظرته بأخرى لا مبالية… ليغادر بعدها الصف… والحيرة تنهش عقلة .
————-*****************
ماما عايزه مصروف ..،
هتفت بها ياسمين وهي تقف مقابل والدتها… بادلتها والدتها الابتسام واتجهت ناحية درج المطبخ واخرجت مصروف بسيط
تهللت اسارير ياسمين وتناولته ممتنه ،
لكن كف مجعدة خشنه قبضت على كفيهما وهي ترمقهم بغضب امتزج بحدتها
-مصروف ليه… ؟ ما تاخد ساندوتشاتها معندناش بنات اخد فلوس علشان تتصرمح بيها… والله أعلم هتعمل بيها ايه ..؟
هتفت ياسمين ببكاء
-ياعمتي محتاجه كراسات ..ووو
قاطعتها عمتها بإشاره ناهية
-الي قولته يتسمع ولا ايه رأيك ياأم علي .
طأطأت والدتها واستدارت قائلة بقلة حيلة
-خدي ساندوتشاتك وامشي يابنتي… السواق مستنيكي
دبدبت ياسمين بإعتراض
-هو انا صغيرة… .وكمان العربية دي اصحابي بيتريقو عليا حرام بجد
صاحت عمتها بهياج
-كلمة زيادة يابت رحمة وهخلي اخويا يمنعك من المدرسه خالص .
خوف وفزع غلف ملامح والدتها ا لتلتفت و ترمقها برجاء قائلة
-امشي يابنتي… علشان خاطري امشي دلوقت
دست الساندوتشات داخل حقيبتها ،بوجه باهت خالي من الملامح… وغادرت تحبس دموعها قسراً ،فما عادت تتحمل…
هي ضائعة مشتته ، مقيدة ،منبوذة… جريحة كلماتها حبيسة جدران صدرها الفولاذية ..هي الضلع الأعوج الذي لا استقامة له الا بالكره والتحكم السافر
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنبض بقلب حبيبي)