رواية أمير الليل الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani
رواية أمير الليل الجزء الخامس
رواية أمير الليل البارت الخامس
رواية أمير الليل الحلقة الخامسة
……….. اكمل الاب للفتاة ما قصى عليه الشاب قصته وقال قبل مدة زمنية طويلة كانت اسرتنا اسرة واحدة ابي يحترم امي و امي تحترمه و كنا سعداء نعيش حياتنا الطبيعية
في احد الايام جرى جدال بين ابوي كان الجدال قويا و عنيفا لم نعلم السبب كنا صغار و لكن بكيت انا و اخوتي بحرقة لم نعلم السبب او ربما كان السبب انه لم نرى يوما ابي و امي يتشاجران بتلك الطريقة
بعد مرور بعض الايام خرجت امي للسوق كعادتها ذهب ابي للعمل و انا و اخوتي للمدرسة كنا في الابتدائية اطفال صغار لا نعلم شيئا فجأة اتى والدي إلى المدرسة و اخذنا على عجل و قال هيا نحن مسافرون إلى مكان آخر.
سألنا عن امنا قال سبقتنا إلى المكان الجديد توجهنا حقا مثلما قال ابي و سافرنا و كنا فرحين بهذه النقلة و التغيير.
عندما وصلنا لم تكن هناك امي و لم تأتي قط و اظنها كانت مازالت في السوق لحظة مغادرتنا
و لكن ما وجدناه اما اخرى هكذا قال ابي فقد وجدنا امرأة اخرى تنتظرنا و قال ابي هذا بيتنا الجديد و اذكر ان تلك المرأة لم تعاملنا و لو لمرة واحدة معاملة جيدة بل اذكر الضرب و العتاب و المنع من الطعام و المبيت بعض الاحيان في البرد.
لم يكن ابي يهتم لنا لم يكن همه سوى اسعاد هذه المرأة
بعد مرور السنوات كبرنا و وعينا و اصبحنا نعي اننا تركنا امنا وحدها و ان تلك المرأة كانت عشيقة ابي ثم تزوجها بعد ان سافرنا زوجته و هي سبب شجار ابي و امي ذلك اليوم
لان امي علمت ان ابي يخونها ثم علمنا ان ابي باع البيت قبل مغادرتنا و اتم اجراءات البيع دون ان تعلم امي
في النهاية اصبحت مشردة لا اهل لا بيت لا شيئ.
و انا كبرت و قررت ان ابحث عنها لاعوضها عن ما فات و بعد بحث طويل علمت انها كانت هنا.
علمت انها كانت تجلس في هذه الازقة تفرش و تنام على علب الكرتون و تقتات من بقايا القمامة إلى ان فارقت الحياة المزرية في احدى ليالي الشتاء الباردة.
تخيل يا عم ما قاسته من مرارة الوحدة و الخذلان و سوء الحال و كانت امرأة في عالم متوحش
و ها انا ذا جالس حيث كانت جالسة اتأمل و انظر و ارى اين قضت امي ايامها و اين كانت تختبئ من برد الليالي
قلت له عندها لاحكي لك قصة مشابهة لها تعرف من خلالها ما حدث و قصصت قصتي اثناء تجولي بالليل و قصصت له ان امه لم تكن وحيدة بل كانت تحملك و تحاول حمايتك و اعالتك.
فقد كنت انت تعويضا لاولادها الذين فقدتهم في يوم كان يفترض ان يكون عاديا لاي ام ذهبت للسوق و عادت لمنزلها الذي لم يعد منزلها عادت لابنائها الذين لم تجدهم عادت لزوجها الذي سلب منها منزلها و سلب اولادها لما ذلك في رأيك لان والدهم كان جشعا و خائنا ففعل كل ذلك
و اكمل الاب قوله للفتاة :اما انا فقد احضرني الليل اليكما و تركت بيتي لاجد لك بيتا فصرتي ابنة لي و لم اشتكي يوما او احسسك انك حمل او غير مرغوب بك.
فيوم قررت الاعتناء بك لم يكن لحاجتك لمن يعتني بك فقط بل كنت انا من يحتاج المساعدة فقد كنت شخصا لا معنى له في حياته شخصا ليس له غاية شخصا كئيبا.
و صارت اعالتك هدفا في حياتي لم يكن لي هدف او وجهة كنت المتجول وامير الليل كنت الهائم و المتسكع في الظلمة ثم و صار لي بعدها زوجة و اولاد و انت كسبت اما و اخوة
و قد صرت سعيدا و تعلمت اهم درس في الحياة الا و هو ان السعادة لا تكون الا عندما تمنحها و هذا ما حاولت فعله معك حاولت منحك السعادة و تعويضك عن ابويك فوجدت السعادة و كنت احسن من ابنائي
لك هنا عائلة تخاف عليك و تحبك و لا تراكي منبوذة او غير مرغوب بها اما عن بقية الناس فلا تكترثي فما حاجتك إلى البقية و نحن موجودون.
بعد هذه الكلمات فكرت البنت انها اخيرا وجدت شيئا من الطمأنينة و السكينة في قلبها وانها اخطأت في الحزن و التفكير في حقيقتها و اهملت السعادة مع الاشخاص الذين هم اهلها و لم يفرقوها عن ابنائها
و قررت انها ستدع كل شيء خلفها و تعيش حياتها رفقة هذه العائلة التي احتوتها و مع الشخص الذي اعتبرها ابنته و اعالها و هذا ما جرى فقد اكملت حياتها في بيت امسر الليل و صارت اسعد.
اما امير الليل فعادة مرة اخرى لحياة التجوال و السير في الليل و اصبح يأخذ معه ابنته و يجوبون الازقة و كل مرة اين يهيمون.
بعد مدة من الزمن تقدم للفتاة شاب جيد و قد قبل بحالها و تزوجته و غادرت منزل امير الليل و انجبت اطفال و وجدت شخصا يفهم معنى الحياة.
اما امير الليل فبقي يجوب الازقة وحيدا في الليل و كبر في السن كثيرا و لم يكن التجول يحزنه او بسب كئابته بل كان يجول لان تلك الظلمة و سواد الليالي كان عالمه
كان ما يجعله سعيدا كان الليل بالنسبة له هو الحقيقة اي كانت هذه حياته كانت هذه ارثه و اسطورته
بعد مدة توفي في ليلة باردة مثلجة في احد تلك الازقة التي كان يجول و يهيم فيها وجد جالسا على بقايا علب الكرتون
…. النهاية
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أمير الليل)