رواية أميرة القصر الفصل الخامس 5 بقلم مايسة ريان
رواية أميرة القصر الجزء الخامس
رواية أميرة القصر البارت الخامس
رواية أميرة القصر الحلقة الخامسة
الفصل الخامس
رواية أميرة القصر
أنتظرت جينا رحيل شريف الذى ظل يعمل مع يوسف فى المكتبه حتى الحادية عشر ليلا لتستطيع التحدث معه , لقد تم التوقيع اليوم على عقد شراكه بين شركتهم ورجل الأعمال الشهير حسن كامل لبناء مدينه سكنية وهو مشروع ضخم كان يأخذ الكثير من وقت يوسف وعمر وكذلك شريف فى الشهور الأخيرة , كان لجينا هدفين من مصالحته أولا لأرضاء جدتها وثانيا لتنقية الأجواء بينهما قبل أن يحين موعد سفرها الى لندن لحضور عرض الأزياء الخاص بليليان .
وقفت جينا امام باب المكتبه للحظات تحاول تهدئة توترها , أنها تكره أن تضطر للأعتذار ولكنها مجبره فى هذه اللحظه على التنازل من أجل مصلحتها وراحت تذكر نفسها بصوت هامس
جينا : عشان خاطر نانا .. عشان خاطر ليليان .
فلتتحمل لذاعة لسانه .. مجرد دقائق قليله وينتهى كل شئ , طرقت الباب وفتحته ببطئ بعد أن سمعت صوته يأذن لها بالدخول .
وجدته جالسا وراء المكتب يطالع مجموعة من الأوراق بين يديه وعندما رفع وجهه اليها تشوش كل شئ وأرتبكت الكلمات وتخالطت فى رأسها … لن تتوقف أبدا عن الشعور هكذا كلما كانا وحدهما ونظراته الحاده لا تجد أحد غيرها لتتركز عليه فهو يجعلها تشعر وكأن هناك قيودا غير مرئيه تخرج منه وتلتف حولها تضعفها وتشتت تركيزها وتجعل خضوعها لسلطته شئ سهلا عليه , زمت شفتيها وأبعدت عينيها بعيدا عنه
فسألها بحده عندما طال صمتها
يوسف : نعم؟… لو انتى فاضيه انا مش فاضى ورايا شغل .. قولى عايزة أيه وأخلصى .
أغاظتها فظاظته ولكنها حاولت الحفاظ على هدؤها وقالت
جينا : انا اسفه .. انا بعترف انى غلطت واوعدك انى هخلى بالى من تصرفاتى بعد كده .
تراجع فى مقعده الى الخلف وراح ينظر اليها بعينين شبه مغمضتين ولم يرد فسألته متردده
جينا : أنت سمعت اللى أنا قلته ؟
مال يوسف الى الأمام بحده أجفلتها وسألها
يوسف : تعرفى ولاد حسن كامل منين ؟
أرتبكت جينا للحظات ونظرت اليه بدهشه
جينا : ومين مايعرفهمش ؟.. مصر كلها تعرف حسن كامل وولاده .
يوسف : ده صحيح .. ولكن انا بسأل عن معرفتك أنتى الشخصيه بيهم؟
هزت كتفيها
جينا : يعنى …كنت بقابلهم فى مناسبات من وقت للتانى .. كانت اخر مره لما كنا فى شرم من شهرين .. بتسأل ليه؟ .. هيه علاقتى بيهم ليها تأثير على شغلكوا؟
سأل يوسف بحده
يوسف : تقصدى ايه بعلاقتك بيهم؟
أجفلتها حدته كان يبدو مثل وكيل النيابه الذى يستجوب متهما وسألته بحنق
جينا : انا اللى مش فاهمه انت تقصد ايه .. سألتنى اذا كنت اعرفهم وقلتلك اه اعرفهم .. وتقابلنا قبل كده .. لكننا مش اصحاب .. ماجده شخصيه لا تطاق ومحدش بيصاحبها بمزاجه ومتطلبش منى انى اصاحبها عشان خاطر شغلك مع ابوها.
سألها متشككا
يوسف : وايه رأيك فى اخوها؟
لم تستطع منع أبتسامه عريضه متسليه أرتسمت على وجهها
جينا : ماجد؟.. انا معرفهوش كويس .. بس هوه واد رخم بصراحه .. وشكله يفطس من الضحك والبودى جاردز حواليه وهوه أوزعه مش باين وسطهم .. لدرجة أنك تفتكرهم ماشيين لوحدهم .
لم يضحك على طرفتها و تأملها للحظات وهو يتذكر رعونة ذلك المدعو ماجد بعد أن تم توقيع العقود عندما جاء على ذكر جينا بوقاحه وأعرب عن تلهفه لرؤيتها دون أن يراعى أى أصول فى الطريقه التى تحدث بها ولولا وجود شريف وعمر اللذان تداركا الموقف لفقد أعصابه وقام بضربه أمام والده ولألغيت الأتفاقيه التى ظل يعمل عليها شهورا قبل أن تبدأ
يوسف : احنا معزومين عندهم يوم الجمعه.
جينا : عارفه.. عمو عمر قالنا.
يوسف : وقالك ان ليكى دعوة خاصه من ماجد ؟
ضاعت أبتسامتها على الفور
جينا : اه .. فهمت ..عايز تلبسنى تهمه تانيه .. انا لا ليا علاقه لا بماجد ولا بأخته ..
ولا عايزه اعرفهم .. ولو مش عايزنى اروح العزومه بتاعتهم دى انا ما عنديش مانع.
قال بحده
يوسف : لأ هتروحى .
ثم وقف ودار حول المكتب وأقترب منها وتابع مهددا
يوسف : لكن خلى بالك .. عينى هتبقى عليكى .. اى تصرف غلط هتعمليه .. او اى تشجيع للولد ده منك .. اقسم بالله لهتشوفى منى وش عمرك ما شفتيه.
تراجعت جينا خطوة للخلف وتابع يوسف بنفس اللهجه المهدده
يوسف : وبالنسبه للى حصل مع هدير مش عايزه يتكرر تانى ابدا.
أحتجت جينا بحنق
جينا : لكن ..
قاطعها بغصب
يوسف : ماتأوحيش .. حتى لو هدير غلطانه مش من حقك تضربيها .. مش هتعملى فيها فتوة البيت .
ضغطت جينا شفتيها بشده وعيناها تهتاج بالمشاعر الغاضبه المكبوته
راقب يوسف وجهها متسليا بسخريه وسألها
يوسف : فى حاجه عايزة تقوليها؟
ردت بغيظ
جينا : لأ.
فتح لها الباب وقال ببرود
يوسف : طب اتفضلى من هنا عشان ورايا شغل.
خرجت غاضبه وأغلق الباب خلفها بحده .
******
يوم الجمعه .. يوم عزومة حسن كامل .. ذهبت ليلى وكريمان وهديرالى صالون التجميل وطلبت فيروز من جينا مساعدتها فى أنتقاء ما سترتديه الليله من ملابس والمجوهرات التى تليق به , وأعتكفت سارة فى مرسمها كعادتها طوال اليوم وحسام منكب على مذاكرته فى حين أختفى يوسف وعمر فى المكتبه يعملان ولم تجد جينا شيئا لتفعله بقية اليوم فقضت الوقت فى حجرتها تتحدث مع أصدقاءها على الواتس آب , وفى الساعه الخامسه بدأت فى أرتداء ملابسها وعندما أنتهت وقفت أمام المرآه تتأمل مظهرها فى فستانها الأنيق الذى أرسلته لها أمها من شهر تقريبا ولم تأتى مناسبه لترتديه خاصة وان ظهره مكشوف حتى أسفل الكتفين .
وتمتمت تكلم نفسها وهى تمشط شعرها وتتركه منسدلا لتغطية ظهرها
جينا : يعنى مش حرام فستان زى ده يتحبس فى الدولاب .
كشرت ساخرة لوجهها فى المرآه وهى تتخيل ردة فعل يوسف عندما يراه
جينا : اهى علقه تفوت ولا حد يموت.
ثم تناولت معطفها وأرتدته
******
أستقلت ليلى وفيروز سيارة المرسيدس التى يقودها سائق ليلى الخاص وكلا منهما تشيح بوجهها بعيدا عن الأخرى وقاد عمر سيارته وبجوارة كريمان وفى المقعد الخلفى جلس حسام فى حين أصرت هدير على الركوب فى سيارة يوسف حاجزة المقعد الأمامى المجاور له وتركت المقعد الخلفى لسارة وجينا .
قالت كريمان وهى تراقب سيارة يوسف من خلال الزجاج الأمامى
كريمان: ماتخليش عربية يوسف تغيب عن عينك عشان نوصل فى وقت واحد.
قال عمر
عمر : مش كنتى خليتى هدير ركبت معانا احسن .
كريمان : هيه اللى عايزه تركب مع يوسف… خليها براحتها .
قال عمر بضيق
عمر : انا مش عاجبانى الطريقه اللى بتتصرف بيها هدير الأيام دى .
كريمان : تقصد ايه.. انا بنتى مربياها كويس .
عمر : وعشان هيه متربيه كويس محبش اشوفها بتتصرف تصرفات ما تليقش بتربيتها .. ماحبش اشوف بنتى بتفرض نفسها على حد.
تدخل حسام فى الحوار وقد قال ابوه ما كان يعتمل فى صدره
حسام : عندك حق يا بابا.
وبخته كريمان بقسوة وهى تلتفت اليه
كريمان : انت تخرس خالص.
******
مالت جينا ناحية سارة تسألها بعد أن لاحظت صمتها منذ أن غادرا البيت
جينا : ايه مالك؟
زفرت سارة وقالت بضيق
سارة : انا ماليش فى المناسبات اللى زى دى.. ماما اصرت انى اروح .. حاسه انى هتخنق .
ربتت جينا على يدها التى تقبض على حقيبة السهرة بعصبيه , سارة لم تكن ماهرة أبدا فى المناسبات الأجتماعيه ويصيبها التوتر وهى بين اناس غرباء
جينا : ماتقلقيش هكون جنبك .
شعرت جينا بأنها مراقبه فرفعت رأسها واصطدمت عيناها بعينا يوسف الساخرة فى المرآة الأماميه فردت عليه بأبتسامه بارده
سألته هدير وكأنها تقرأ معلومات من دليل سياحى
هدير : قولى يا يوسف؟ .. انا سمعت ان الفيلا بتاعت حسن كامل مبنيه على خمسين فدان وانه فيها ملعب تنس وملعب اسكواش وعنده صالة جيم واسطبل خيل .. ده بجد ؟
ردت جينا مندفعه بحماس
جينا : آه .. ده غير تلت حمامات سباحه منهم حمام سباحه اوليمبى حسام هيموت ويشوفه.
رمقها يوسف بنظرة صاعقه من خلال المرآه وسألها بحده
يوسف : وانتى ايش عرفك ؟
ردت بحده مماثله
جينا : وانت ماسألتش هدير ليه ايه اللى عارفها هيه كمان؟
يوسف : لأنها كانت بتسأل مش بتقول امر واقع .
تدخلت سارة وسألت لتغيير دفة الحديث
سارة : وهما محتاجين حمام سباحه اوليمبى فى ايه .. عندهم حد بطل سباحه ؟
ردت جينا ضاحكه
جينا : لأ طبعا دول عاملينه منظره .. ماجده دى بطه بلدى والرياضه الوحيده اللى بتعملها هوه شيل شانطتها .. وماجد مكعبر و يغرق لو لبس بس مايوه.
ضحكت سارة فى حين كشرت هدير وأشاحت بوجهها تجاه النافذه وأكتفى يوسف برمقها بنظرة حاده .
******
كانت فيلا حسن كامل التى تقع على أطراف القاهرة مثال حى للترف والبذخ والرفاهيه المبالغ فيها وخلال رحلة السيارة من عند البوابه الرئيسيه الى باب الفيلا الداخلى والتى تقدر مسافتها بأكثر من مئتى متر تمتعوا خلالها برؤية مربضا للخيول وملعبا للتنس وحدائق غناء تلعب فيها الأضاءه الليليه بطريقه فنيه .
فتح لهم الباب خادم فى بذله رسميه فخمه , تقدمت جينا وسارة يتبعهما يوسف وهدير, خلعت جينا معطفها بمساعدة رئيس الخدم فتسمرت عينا يوسف على ظهر فستانها مصدوما ومال عليها وقال بصوت منخفض غاضب
يوسف : ايه الفستان اللى انتى لبساه ده؟
ردت بلا مبالاة مغيظه
جينا : ماله الفستان ؟
يوسف : ضهره عريان .. جبتيه امتى ؟
نظرت اليه بعناد تشد على أسنانها ووقفت هدير مغتاظه فقد كانت تأمل ان يلفت ثوبها الجديد أنتباه يوسف وأعجابه ولكن كالعادة أطاحت جينا بأحلامها , تدخلت سارة بينهما
سارة : مش وقته الكلام ده ..
ظهر ماجد من العدم وشعر يوسف برغبه فى لكمه دون سبب الا لأنه تكلم
ماجد : جينا .. انا مبسوط بجد انك جيتى .
دخل عمر فى تلك اللحظه يتأبط ذراع فيروز يتبعهما كريمان وليلى وحسام
تجاهل ماجد الباقين بقلة ذوق وسحب جينا من ذراعها الى الداخل
ماجد : تعالى اعرفك على ماما .. نفسها تشوفك .
أرتسمت الدهشه على الوجوه والغضب على وجه يوسف وفى تلك اللحظه خرج حسن كامل من احد الأبواب قائلا بترحاب
حسن: اهلا وسهلا .. اهلا
******
تعلقت ماجده بذراع يوسف بلا حياء حتى بوجود والدها واقفا يتحدث اليه .
كان من المتعه مراقبة وجه يوسف المحتقن وماجدة تلقى بشباكها حوله كأنثى العنكبوت التى وجدت فريسه ترغب فى ألتهامها , مالت جينا على اذن سارة هامسه بتسليه .
جينا : شفتى بجاحتها.
ردت سارة بأزدراء
سارة: هيه واخوها ما يفرقوش عن بعض دا لازئلك لزئه سوده.. يوسف كان شويه وهيقوم يخنقه واحنا بنتعشا.. كان فاضل يأكلك فى بؤك.
عاد ماجد الى الحجرة بعد ان غادرها منذ قليل ليرد على الهاتف
جينا : جبتى سيرته.. اهه رجع .
قال ماجد باستظراف وهو يتقدم منهما
ماجد : قاعدين هنا ليه ؟.. ماما والجماعه فى المتحف .. اصل ماما عندها هواية جمع التحف والأنتيكات وبتحب تفرجهم للضيوف.
ابتسمت جينا وسارة أبتسامه متكلفه , أستدار ماجد الى سارة وتابع بغطرسه
ماجد : بيقولوا انك رسامه يا مدام سارة .. طب ماتتفرجى على مجموعة ماما .. ويمكن تلاقى كام لوحه تحبى ترسمى زيها .. ماما مش هتمانع .
قالت جينا بضيق
جينا : سارة رسامه محترفه مابتقلدش شغل حد.
لفتت كلمات جينا انتباه حسن كامل وقال لسارة
حسن : صحيح؟ ..ده شئ عظيم .. أيه رأيك تشوفى لوحه اصليه لفان جوخ ولوحه تانيه لفنان معاصر احب اسمع رأيك فيها .. لسه شاريها من شهر .
ظهر الحماس على سارة ولمعت عيناها ووقفت قائله
سارة : احب اشوفهم طبعا .
بعد خروج حسن وسارة أحتل ماجد المكان الذى كانت تجلس فيه سارة وقال بهمس
ماجد: اخيرا لوحدى معاكى.
نظرت جينا بأتجاه يوسف الذى هم بالأنضمام اليهما فتشبثت ماجده بذراعه تمنعه فنظر اليها بضيق فقالت بغنج
ماجده : ماتيجى انا كمان افرجك.
أبتعد يوسف عنها بريبه وقال
يوسف : تفرجينى على ايه بالظبط؟
أطلقت ماجده ضحكه مائعه وردت
ماجده : على حاجه أشترتها هتعجبك.
ثم جذبته من يده وخرج معها مرغما وعيناه على جينا بنظرة تحذير فأبتسمت له بوداعه ولوحت له
أنشغل ماجد بلمس شعر جينا وقال بهيام
ماجد : شعرك جميل
وكان قد أقترب منها دون أن تلاحظه فابتعدت الى طرف الأريكه وصدته بيدها عندما هم بالتحرك تجاهها مره أخرى
جينا : اقولك ايه .. اهدا.. وخليك مكانك.
ماجد : بصراحه مش قادر .. من ساعة ماتقابلنا فى شرم وانتى ما بتروحيش من بالى .. وكنت هموت واشوفك تانى.
وقفت جينا بحده , لقد حذرها يوسف من أن تفتعل المشاكل ولكن هذا الفتى السمج يدفعها الى فقدان أعصابها فسألت بتوتر
جينا : هوه حسام راح فين؟
وقف ماجد وقال بغرور
ماجد : خلصت منه هوه كمان .. كان نفسه يشوف حمام السباحه الأوليمبى .. شوفتى انتى غاليه عندى ازاى .. اقنعت بابا وماما يعزموا عيلتك كلها مخصوص عشان خاطر عيونك.
نظرت اليه بغضب
جينا : قصدك انكوا عاملين مسرحيه انت واهلك عشان تستفرد بيا ؟
قال ماجد يسترضيها
ماجد: انا عمرى ما عملت مجهود زى ده عشان اى واحده.
أذهلها رده الخالى من اللياقه , من يظنها هذا المعتوه , تقدم منها وحاول معانقتها
فتملصت منه بسهوله فهو لم يتوقع ان ترفضه فعاد غاضبا يمسك بها بقوة أكبر فدفعته بعنف ليسقط على الأريكه وتمزق كتف فستانها عندما حاول أن يتشبث بها وهو يسقط
وقالت بغضب
جينا : انا مش اى واحده .. ولا أسمح أن عيلتى تتهان من واحد غبى وتافه زيك ..
وراحت تسمعه ما يستحقه ثم أمسكت بقماش فستانها الممزق وأشتعل غضبها أكثر وركلته بقوة وقسوة فى قصبة ساقه جعلته يصرخ ألما
قالت ثائرة وهى تضرب الأرض بقدمها وتشير الى ثوبها الممزق
جينا : والفستان ده مامى لسه بعتهولى .. شفت عملت فيه ايه يا غبى .
حملق ماجد بوجهها بذهول وعدم تصديق
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)