رواية أميرة آخر الزمان الفصل الأول 1 بقلم ملك ابراهيم
رواية أميرة آخر الزمان الجزء الأول
رواية أميرة آخر الزمان البارت الأول
رواية أميرة آخر الزمان الحلقة الأولى
يعني ايه جوزي يتجوز عليا عشان يخلف ولد ؟!
نطقت “أميرة” كلماتها بزهول بعد ان استمعت الى حديث حماتها المستفز عن حق ابنها في الزواج من اخرى لكي تنجب له الولد بعد ان انجبت زوجته “أميرة” فتاتين توأم.
وقفت حماتها امامها بكل قوة وجبروت قائلة لها بقسوة.
– وماله يا حبيبتي لما يتجوز تاني هو مش الشرع محلله اربعه ولا انتي عايزه تخالفي شرع ربنا كمان !
نظرت اليها أميرة بغضب والدموع تتساقط من عينيها مثل المطر ثم تحدثت ببكاء.
– انا مش بحرم شرع ربنا بس مش شرع ربنا دا برضه بيلزم ابنك انه يصرف عليا انا وبناته ؟ ولا يسيبنا كدا نمد ايدينا للي يسوى واللي ميسواش
هب زوجها واقفاً بغضب قائلاً لها بحدة.
– وانتي كنتي مديتي ايدك لحد امتى ؟، ما انتي واكله شاربه نايمه انتي وبناتك ببلاش ، واحد غيري كان قالك اطلعي اشتغلي واصرفي علي بناتك
حركت رأسها بعدم تصديق ثم اقتربت منه وهي تتحدث بزهول.
– بناتي !! دا على اساس انهم بناتي انا لوحدي ، يعني مش بناتك انت كمان ؟!
ثم نظرت بقوة وهي تضيف بحزن.
– وبعدين عايزني اشتغل ازاي وانا معايا بنتين عمرهم مكملش اربع سنين وواحده منهم عندها القلب
جلست حماتها باسترخاء ثم تحدثت بسخرية جارحة.
– ما لازم خلفتك يا حبيبتي يبقى عندها القلب ، اصلك فقر وفقرتي ابني معاكي من يوم ما عرفك ، يعني يوم ماتخلفي تخلفيله بنتين مع بعض مره واحده وكمان منهم واحده تعبانه وعلي وش موت
التفتت أميرة تنظر اليها بصدمة ثم تحدثت ببكاء.
– بعد الشر علي بنتي من الموت بنتي ان شاءالله هتعمل العمليه وهتخف وهتعيش وتتجوز وتجوز عيالها كمان
حركت حماتها فمها يميناً ويساراً قائلة بسخرية.
– ربنا يديها ويدينا طولت العمر يا حبيبتي بس ابني مش هيرمي فلوسه في عمليه ممكن بنته تموت بعدها ويبقى رما فلوسه علي الارض
نظرت اليها أميرة بصدمة لتضيف حماتها بقسوة.
– انا ابني هيتجوز بالفلوس دي ويخلف الولد اللي يشيل اسم العيله
حركت أميرة رأسها بالرفض وهي تنظر الى زوجها، وجدته يخفض وجهه ارضاً، اقتربت منه تتحدث اليه برجاء وهي على وشك تقبيل يديه كي لا يحرم طفلتهم من أجراء العملية وانقاذ حياتها.
اميرة: جمال ارجوك ابوس ايدك لو عايز تتجوز اتجوز بس بنتك لازم تعمل العمليه ، لو جنه معملتش العمليه هتمووت، جمال ابووس ايدك
نظر اليها بجمود قائلاً لها بقسوة.
ـ بنتك كدا كدا هتموت انا سألت الدكتور وقالي نسبة انها تعيش بعد العمليه ضعيفه اوي وانا علي رآي امي مش هرمي فلوسي علي الارض
جلست على الارض بصدمة، عقلها رافض استيعاب ان زوجها يفضل حياته على حياة ابنته الصغيرة.
نظر اليها زوجها بحيرة، ثم نظر الى والدته التي غمزة اليه بمكر ان لا يتعاطف معها.
حركت أميرة رأسها بعدم تصديق ثم ضربت على الأرض بيديها وهي تبكي بحرقة على ابنتها، همست ببكاء قائلة.
– كده بنتي ممكن تروح مني في اي وقت، طب اروح فين واشتكي لمين ؟
ثم نظرت الى السماء وهي تبكي قائلة.
يااااارب .. يارب مليش غيرك ، يارب بنتي ، والنبي يارب بنتي لو ماتت هموت بعدها
وقف جمال ينظر اليها بحزن وقبل ان يقترب منها هبت والدته واقفه تتحدث مع أميرة بقسوة.
– الشويتين بتوعك دول مش هيدخلوا علينا ، اطلعي لمي حاجتك انتي وبناتك عشان هتعيشوا معايا في الشقه هنا
ثم اضافة وهي تنظر الى ابنها.
– عشان جمال هيدهن الشقة اللي فوق ويتجوز فيها
نظر جمال الى زوجته أميرة بحزن ثم اخفض وجهه ارضاً.
جففت أميرة دموعها ثم استندت على الأرض ووقفت بتعب وهي بداخل حالة من الزهول، تردد ذكر الله بدون توقف قائلة.
– يارب انا مليش غيرك ، اشفي لي بنتي يارب
نظرت الى زوجها الذي يخفض وجهه ارضاً لا يريد ان يرى ما فعله بها ثم عادت ببصرها الى حماتها الواقفة تنظر اليها بقوة وتحدي ، خرجت من شقة حماتها سريعاً وهي تركض ببكاء الى الاعلى حيث شقتها.
فتحت باب الشقة لتجد طفلتيها يلعبون معاً بمكانهم كما تركتهم منذ قليل ، اقتربت منهم وعانقتهم بلهفه وهي تبكي بحرقة ولا تعلم ماذا تفعل ثم نظرت الى ابنتها “جنه” الفتاة التي لا تبلغ من العمر الا اربع سنوات، قبلت اعلى رأسها وهي تتنفس رائحتها بلهفة ثم همست الى الطفلة ببكاء وقلة حيلة.
– انا اسفة يا حبيبتي مش بإيدي انقذ حياتك غصب عني بس صدقيني لو جرالك حاجه يا جنه انا هموت قبل منك
ابتسمت لها الفتاة ببرائة لا تعلم ماذا تقول والدتها ثم رفعت كفها الصغير تجفف دموع والدتها ببرائة.
عانقتها أميرة بقوة ثم رفعت وجهها الى السماء قائلة ببكاء.
– حسبي الله ونعم الوكيل
نظرت اليها طفلتها الثانية “حور” ببرائة ثم تحدثت معها بصوتها الطفولي.
– ماما انتي بتعيطي ليه ؟
جففت أميرة دموعها سريعاً ثم تحدثت مع طفلتها بابتسامة.
– عيني بتوجعني شوية يا حور
ثم اضافة مدعية الحماس.
– ايه رأيك البسك انتي وجنه واخدكم ونروح عند طنط مروة ؟
ابتسمت الطفلة ببرائة ثم اقتربت منها أميرة وقبلت اعلى رأسها هي الاخرى ثم اخذت الطفلتين الى الداخل لتبدل لهم ثيابهم.
في شقة حماة أميرة.
وقفت حماتها تتحدث مع ابنها بقوة.
– مش عيزاك تضعف قدامها والشويتين اللي بتعملهم دول مكر حريم انا عرفاه كويس
تحدث جمال بتردد.
– انا بصراحة محتار يا امي ، دي مهما كان بنتي برضه
تحدثت والدته بقوة.
– بنتك لو كان في أمل انها تعيش كنت انا اول واحدة هقولك اعملها العملية ، لكن انت بنفسك بتقول ان الدكتور قالك ان الامل انها تعيش بعد العملية ضعيف صح ؟
حرك رأسه بالايجاب ثم اضافة والدته بقوة قائلة.
– يبقى تسمع كلامي وتتجوز اللي قولتلك عليها وتسيبك بقى من اللي بتخلف عيال عيانين دي ، وتفكر في عروستك الجديدة والحمدلله هي واهلها موافقين وفرحنين بيك
ابتسم جمال قائلاً بلهفة.
– اه والنبي يا امي الواحد فعلا عايز يجرب نوع تاني من الحريم بدل اللي طول الوقت مش بتفكر غير في بناتها وكأن مفيش حد خلف عيال الا هي
تحدثت والدته بتأكيد.
– متقلقش العروسة الجديدة هتبسطك ، بس أهم حاجة دلوقتي تروح تجيب عريبة ورجالة يحملو كل العفش اللي في شقتك فوق ده وانا هقولك على واحد معرفة هتبعله عفش شقتك وهيديك قصاده عفش جديد تفرش بيه شقتك وهتدفع فرق قليلة متخافش دا انت لسه عفشك جديد
حرك جمال رأسه بالايجاب ثم ذهب ليحضر رجال وسيارة كما قالت له والدته.
قابلته أميرة على الدرج وهي تحمل طفلتها جنه بيد وتمسك بيدها الاخرى طفلتها حور.
وقف ينظر اليها بجمود ثم تحدث اليها بخشونة.
– واخده البنات ورايحة على فين كده ؟!
تحدثت معه بغضب مكتوم.
– هروح ابص على امي
اقترب من طفلته جنه وهي على ذراع والدتها ثم قبل خدها وتحدث بجمود.
– ماشي روحي بس خلي بالك من البنات
ثم اضاف بسخرية.
– يا ام البنات
نظرت اليه بغضب ثم اخذت الطفلتين وتقدمته على الدرج وهي تهمس بداخلها.
– حسبي الله ونعم الوكيل
ثم ذهبت الى منزل صديقتها الوحيدة “مروة” لتشتكي لها همها وتأخذ رأيها فما عليها فعله الان كي تنقذ حياة طفلتها.
بداخل منزل “مروة” صديقة “أميرة.
جلست معها أميرة بداخل غرفتها تتحدث ببكاء وهي تنظر الى طفلتيها وهم يلعبون بهاتف صديقتها.
أميرة ببكاء: عايز يتجوز بالفلوس اللي حوشناها عشان عملية جنه
هبت مروة صديقتها واقفة بغضب قائلة.
– الندل الواطي هو والعقربه امه بقى عايز يتجوز بالفلوس اللي انتي حرمتي نفسك انتي وبناتك من كل حاجه عشان تحوشيها لعملية بنته !!
بكت أميرة بحرقة قائلة.
– مش عارفة اعمل معاهم ايه يا مروة ، حاسة اني متكتفة ومش عارفه انقذ حياة بنتي
تحدثت مروة بقوة وغضب.
– جوزك دا محتاج حد يقفله هو وامه ويوقفهم عند حدهم
بكت أميرة بحسرة قائلة.
– مين بس اللي هيقفلهم يا مروة ، ما انتي عارفة ان انا مليش حد غير امي وجوزها الندل انتي عرفاه كويس ، حقير ومش هيتكلم غير في الخراب عشان ارجع بيت امي تاني وانتي عارفه اني اتجوزت جمال بعد ما خدت شهادة الدبلوم على طول عشان اهرب من جوز امي وافعاله القذرة اللي كان بيعملها قدامي
ربتت مروة على كتفها قائلة بحزن.
– عارفه يا حبيبتي والحمدلله انك اتجوزتي وبعدتي عن قذارته ، راجل معندوش دم واعوذ بالله مفيش حد بيطيقه ، مش عارفة بس امك اتجوزته على ايه
نظرت أميرة الى طفلتيها ثم انهارت بالبكاء.
نظرت اليها مروة بحزن ثم تحدثت بعد تفكير.
– خلاص يا أميرة اطلقي من جمال واتجوزي واحد يكون معاه فلوس و يقدر يصرف عليكي انتي وبناتك واطلبي منه ان مهرك يبقى العملية بتاع بنتك ، وانتي ماشاءالله عليكي حلوه ولسه صغيره وهتلاقي الف من يتمناكي
نظرت أميرة الى مروة بزهول ثم تحدثت ببكاء.
– جواز ايه بس يا مروة ، ومين ده اللي هيدفع تمن العملية لبنتي اذا كان ابوها اللي خلفها استخسر وفضل نفسه على حياة بنته
ثم اضافة وهي تنظر الى طفلتيها.
– وبعدين عيزاني اجيب لـ بناتي جوز ام ويشوفوا اللي انا شوفته من جوز امي
حركت مروة رأسها بحيرة قائلة لها.
– مهو اكيد يعني انتي هتتجوزي واحد محترم مش زي جوز امك
تنهدت أميرة بحزن قائلة لها.
– والنبي اسكتي يا مروة وبعدين انا مش فدماغي جواز انا كل اللي يهمني دلوقتي حياة بنتي ولو جمال اتجوز بالفلوس دي يبقى بنتي مش هتعرف تعمل العمليه وممكن بعد الشر…
تابعة حديثها بالبكاء كلما تخيلت انها من المحتمل ان تفقد حياة طفلتها.
وقفت من مكانها سريعاً واخذت طفلتها بداخل حضنها وهي تقبلها وتبكي بقهرة وتلعن الفقر والضعف الذي يقيدها ويجعلها تقف تنظر الى ابنتها وهي على وشك الموت ولا تستطيع انقاذها.
حملت طفلتها واخذت الاخرى بيدها قائلة لصديقتها بحزن.
ـ انا هاخد البنات وامشي عشان اتأخرت
حركت مروة رأسها بحزن هامسة لها.
ـ ماشي يا حبيبتي ربنا معاكي
عادت أميرة الى منزل زوجها مرة اخرى لتتفاجئ بسيارة كبيرة تقف امام المنزل، يحمل بعض الرجال عفش شقتها ويضعوه بالسيارة.
شهقت بصدمة واقتربت من زوجها الواقف يتحدث مع احد الرجال وهم يحملون محتويات شقتها ويضعوها بالسيارة.
أميرة: هو ايه اللي بيحصل ده يا جمال ، وعفش الشقة بتاعي هتوديه فين ؟
جذبها من ذراعها بغضب بعيداً عن الرجال قائلاً لها بجمود.
– انا بعت العفش دا وجبت عفش جديد عشان العروسه الجديدة ودفعت الفرق خلاص ، والاوضه اللي هتعيشي فيها انتي وبناتك في شقة امي فيها السرير اللي انا كنت بنام عليه قبل ما نتجوز
حركت رأسها بزهول غير مستوعبه قسوته وقلة أصله، تحدثت معه بصوت غاضب مرتفع قليلا.
– انا مش مصدقة ان قلبك يطلع جاحد كده ، بقى يهون عليك تتجوز وتفرح بالفلوس اللي المفروض كنت هتنقذ بيها حياة بنتك، بقي معقول يهون عليك تفرح قلبك بالفلوس اللي هتعالج قلب بنتك وتخفف تعبها ؟
نظر حوله بغضب، صفعها بقوة امام الناس قائلاً لها بصوت مرتفع استمعه الجميع.
– والله لو مش عجبك الباب مفتوح قدامك اهو ويفوت جمل ، تروحي عند امك وتخلي جوز امك الصايع هو اللي يصرف عليكي انتي وبناتك
بكت طفلتها المريضة على ذراعها واخفت وجهها بخوف بداخل حضنها وبكت طفلتها الاخرى وهي تخفي وجهها بثياب والدتها.
اقترب احد الرجال واخذه بعيداً عنها واقتربت من أميرة احدى السيدات من الجيران واصطحبتها الى داخل المنزل بحزن.
وقفت “شاهندة” شقيقة جمال الصغيرة بداخل شقة والدتها وهي ترى احدى السيدات تأتي بزوجة شقيقها اليهم وهي تبكي وتحمل طفلتها والثانيه تسحبها بيدها.
تحدثت شاهندة مع والدتها بصوت مرتفع.
– الهانم اخيراً شرفت يا ماما
دخلت أميرة شقة حماتها وتفاجأت بالشقة مقلوبة رأساً على عقب، تجلس حماتها تسجل بورقة وقلم كل ما يحتاجون اليه للتجهيز لحفل زفاف ابنها وكأنه عريس لأول مرة.
نظرت اليها حماتها قائلة بسخرية.
– اخيرا الهانم شرفت ، هي تخرج تتمشى واحنا نشيلها هدومها هي وبناتها وننقلهم حاجتهم على دماغنا
وقفت “اماني” شقيقة جمال الكبيرة وهي ترد على والدتها بحزن.
– ملوش لازمه الكلام دا يا ماما ، اميره فيها اللي مكفيها
ثم اقتربت من أميرة وحملت جنه من على ذراعها وقبلتها ثم تحدثت بحزن.
– معلش يا أميرة ادخلي انتي اوضة جمال انا حطتلك حاجتك فيها انتي والبنات
نظرت اليها أميرة بحزن، الدموع تنسال من عينيها بشدة، تشعر بالذل والإهانة.
اصطحبتها اماني شقيقة زوجها إلى الغرفه، فتحت الباب ودخلت وضعت جنه فوق الفراش، وقفت أميرة تنظر امامها بصدمة، تنسال دموعها بدون توقف، نظرت اليها اماني بقلة حيلة، تركتها هي وبناتها بداخل الغرفه وخرجت واغلقت الباب خلفها.
وقفت أميرة تنظر امامها والدموع تنسال من عينيها مثل المطر ، تفكر فيما عليها فعله الان ، لا تستطيع ان تقبل ما يحدث معها ولا تستطيع الرفض، فهي عاجزة بفقرها وظهرها المكسور بدون سند ، لا اب ولا اخ ولا عم ولا خال ، تقف وحيدة بمفردها، تحمل طفلتين يتعلقون بعنقها.
اقتربت من الفراش الصغير، نظرت الي ابنتها جنه وجدتها ذهبت في نوما عميق، قبلتها ووضعت الغطاء عليها وهي تربت عليها بحنان، تتأملها بعيونها الباكيه تخشى فقدانها.
اقتربت منها حور الطفلة الصغيرة توأم جنه، رفعت كفها الصغير تجفف دموع والدتها وتسألها بصوتها الطفولي.
– ماما بتعيطي ليه ؟
نظرت اليها أميرة ببكاء ثم اخذتها الى حضنها وهي تضمها الى قلبها وتغمض عينيها بداخل حضن طفلتها وتدعو الله ان يخرجها من هذا الضيق ويحفظ لها بناتها.
__________
بعد أسبوع عاشته أميرة وبناتها سجينة الغرفة بشقة حماتها لم تخرج منها الا لأخذ بعض الطعام لطفلتيها وحرمت عليها حماتها الخروج من الغرفه كي لا تعكر فرحتهم، لم ترى اميرة زوجها جمال منذ اخر مرة عندما صفعها امام الجميع اسفل المنزل.
استمعت من داخل غرفتها اصوات للزغاريد مع اصوات الاغاني المرتفعة بداخل شقة حماتها واستمعت ايضاً الى اصوات اقارب حماتها بالخارج.
فتحت نافذة الغرفة المطله على الشارع ونظرت منها الى الاسفل لتتفاجئ بتعليق الانوار والزينة امام المنزل والتجهيز لحفل الزفاف المقام امام المنزل كما حدث في حفل زواجها منذ 5 اعوام.
تساقطت دموعها، اقتربت من طفلتيها واخذتهم بحضنها وهي تنظر الى السماء وتطلب من الله ان لا يتركها ويكون هو حسبها.
تحدثت طفلتها حور بصوتها الطفولي.
– ماما انا جعانة
نظرت اليها أميرة بحزن لتتحدث جنه هي الاخرى بصوتها الطفولي.
– وانا كمان جعانة يا ماما
وقفت أميرة تنظر حولها بقلة حيلة ثم اتجهت الى باب الغرفة وقامت بفتحه بتردد وهي تفكر كيف لها ان تخرج من الغرفة وتقابل المدعووين على زفاف زوجها ، ثم غمضت عينيها واخذت انفاسها بقوة وهي تهمس الى نفسها بتشجيع.
– بس انا ميهمنيش حد دلوقتي انا كل اللي يهمني بناتي وبس
فتحت باب الغرفة وخرجت منها واغلقت الباب على بناتها وتفاجأت بجميع اقارب حماتها يملئون الشقة ورأت زوجها جمال يجلس باحدى الغرف المفتوحة وحوله اصدقائه يحتفلون به ويهللون له بسعادة والحلاق يقوم بقص شعره.
نظرت اليهم بصدمة وهي ترى الجميع يحتفل بسعادة متجاهلين انه متزوج ولديه طفلة مريضة تحتاج الى كل هذه الاموال لانقاذ حياتها ، لفت انتباهها شخصاً يقف بجوار زوجها ويظهر على ملامحه العبوس وعدم الرضا ثم رفع عينيه لتقابل عينيها وينظر اليها بحزن شديد.
خفق قلبها عندما تقابلة عينيها بعينيه، لا تعلم من هو لكن نظراته كانت قويه جدا.
تحركت سريعاً اتجاه المطبخ لتجد حماتها وشقيقة حماتها يطهون الطعام بكل سعادة للعروسين والمدعوين.
اقتربت منها شقيقة حماتها ترحب بها وتسلم عليها بحزن ، ثم سألتها عن طفلتيها قائلة.
– عاملة ايه أميرة وازي البنات؟
خفضت أميرة رأسها قائلة بجمود.
– الحمدلله بخير ربنا معانا
نظرت اليها حماتها قائلة ببرود.
– ولما انتوا بخير ياختي ولسه عايشين ، كان ايه اللي طلعك من الاوضه دلوقتي ولا عايزة تنكدي علينا يوم فرح ابني
تحدثت شقيقة حماتها مع شقيقتها بغضب.
– ميصحش كده يا ام جمال ، دي مهما كان مرات ابنك وام احفادك
تحدثت حماة أميرة بحقد.
– ميغركيش الشويتين اللي هي بتعملهم دول دا انا اكتر واحدة عرفاها وفاهمها
تحدثت أميرة بغضب رداً على حماتها.
– ربنا اللي شايف وعالم بكل واحد فينا
تحدثت شقيقة حماتها معها بهدوء.
– انتي كنتي داخله المطبخ عايزة ايه يا أميرة ؟
تحدثت أميرة بكسرة.
– البنات جعانين وكنت جايه اعملهم حاجة ياكلوها
تحدثت شقيقة حماتها وهي تحضر لها من الطعام الجاهز للفرح.
– الأكل هنا كتير اهو يا حبيبتي
ثم وضعت لها الكثير من الطعام بالاطباق واعطتهم لها قائلة.
– خدي يا حبيبتي كلي وأكلي البنات وانا هخلص واجي ابص عليهم
اخذت أميرة منها الاطباق وهي تحاول منع دموعها من التساقط امامهم ثم اتجهت سريعاً الى الغرفة واغلقت الباب عليها هي وبناتها من الداخل..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة آخر الزمان)