رواية أقنعة بشرية الفصل الثالث 3 بقلم إسراء الشطوي
رواية أقنعة بشرية الجزء الثالث
رواية أقنعة بشرية البارت الثالث
رواية أقنعة بشرية الحلقة الثالثة
━╃ القناع الثالث ╄━
*داخل منزل أيوب / تحديدًا داخل التراس
نهضت فاطمة وتحركت للداخل ، تحرك وجلس بجانبها قائلًا:
– ساكتة ليه مش عاوزة تتكلمي ؟
رفعت عيناها من علي الهاتف قائلة:
– هو لسه في كلام بينا
فرك يداه قائلًا:
– يمكن يكون فيه ، ليه منجربش
نظرت له وعيناها مليئة بالدموع ، ولكن لا تأبي علي الهبوط تحدثت قائلة بنبرة قوية:
– مبقاش في كلام ما بينا يتقال
نهضت وكانت ستختفي من أمامه فهي لا تُريد البكاء
مسك يدها وأجلسها علي المقعد قائلًا:
– مش أنتي اللي هتقرري ، زي اللي حصل زمان أنتي اللي قررتي كُل شيء وفالأخر رميتي عليا الذنب كُلو مش كده
تحدث وهي تنظُر لعيناه قائلة ببرود:
– أنت عاوز مني إي ؟ ، أقولك أنت عاوز نرجع لبعض وتكسرني تاني مش كده
مدت يدها وضربته في صدره قائلة:
– مش هتعرف تكسرني ، أنا مش جايدة اللي أنت تعرفها
أستكملت حديثها بكُل أستفزاز قائلة:
– تؤ تؤ ، أنا من بعدك وأنا قررت هكون واحدة تانية خاالص فااهم ، مش عاوزك تتدخل في حياتي ملكش دعوة بيا ساامع
نهضت وقفت أمام وسحبته من سُترته العلوية قائلة بتحذير:
– ولو فكرت تدايقني أو تأذيني ، هأذيك وبلاش تجرب لدغتي لأن أنا لدغتي والقبر
ثُم تحركت للخارج وهو خلفها …
* في الأسفل/ تحديدًا داخل القهوة
يجلس أيوب بجانبه منصور وعُمر يتناولون القهوة ويتحدثون
عُمر بنبرة كُره:
– هتفضل هنا في الحارة مش عاوز تعلي أبدًا
رفع القهوة علي شفتيه يرتشف القليل ثُم أبعدها عن فمه قائلًا:
– كُل واحد ينام علي الجنب اللي مريحة ، وأنا مرتاح
تحدث منصور قائلًا:
– عُمر بيكلم لمصلحتك أنت محتاج كُل قرش عشان مراتك وبنتك ،ولا أنت عاجبك حالك يا أيوب الحارة لمت والمكان بقي بيئة أوي مش زي ما كُنا عايشين أيام زمان
صك علي أسنانه بغضب يستغفر ربه داخل قائلًا بعدما هدأ قليلًا:
– مبفهمش في إي حاجة غير شُعلي وبس وشُغلكُم مايناسبنيش
– عاوز أسألكُم حاجة هو أنا باجي أمد إيدي لحد فيكُم أخر الشهر وبطلب فلوس ؟
نظر عُمر ومنصور لبعضهم ، ثُم تحدث أيوب قائلًا:
– رُدوا سكتوا ليه ، القُطة بلعت لسانكُم
منصور بضيق:
– نقول ثور يقولوا أحلبو ، أحنا بنتكلم في إيه وأنت بتتكلم في إيه
نظر ل عُمر قائلًا:
– ما تقول حاجة
عُمر بنبرة غاضبة:
– أحنا بتكلم ف مصلحتك يا بني أدم والمظهر العام لعيلتكُم أنت عاجبك المُستوي المُتدني اللي عايش فيه ، ومطلوب مني أتنيل أجي أزورك عشان مطلعش وحش ، لااا بقولك إي يا أيوب بكيفك أو غصب عنك هتشتغل
نهض أيوب وسحب عُمر من ياقة قميصه وحركة للأمام ليكون وجهه مُقابل وجهه قائلًا بنبرة غاضبة:
– وحياااة أمي لو ما كُنت في منطقتي ، لعجنتك عشان تفكر ترفع صوتك علي أيوب
منصور: نزل أيدك يا أيوب ميصحش كده
دفع عُمر علي الأرضية قائلًا بنبرة مُشتعلة من الغضب:
– بس ينفع يرمي في وشي كلام زي السم مش كده
منصور: أيووب كفاية أهل الحارة بيتفرجو علينا
تحرك أيوب خارج القهوة قائلًا:
– مش عاوز أشوف خلقتك تاني
أستدار برأسه قائلًا:
– وكذلك أنت لو رأيك من رأيُه مش عاوز أشوفك ، شُغل النفاااق ده مبحبهوش يا أبن أمي وأبويا
تحرك لأعلي
نظر منصور في أثر أيوب ، قُم مد يداه يُساعد عُمر علي النهوض
عُمر بأعين مُشتعله قائلًا داخله:
– وحياااة أمي لجيبك تحتي راكع يا أيوب …
* في الأعلي
فتح الباب ودَلف بوجهه غاضب مُشتعل ، نهضت هانم فور دلوف أيوب وقفت جانبة تُربط علي صدره قائلة:
– في حاجة حصلت يا أيوب ؟
نظر ل شقيقته قائلًا بنبرة وجع ولكن لم يُظهرها:
– طالما جوزك مستحقرني يا لُبني بيجي لحد بيتي لييه ؟!
وَقفت بصدمة قائلة بعدم فهم:
– م .. مش فاهمة تُقصد إي ؟
تحدثت بصوت أجش أثر الموقف:
– يعني متعتبيش بيتي تاني ، طول ما جوزك شايفني قُليل
جميعهُم صُدموا
أقترب أيهاب من أيوب قائلًا:
– صلي علي النبي كده يا عمي وأحكيلنا إي اللي حصل ؟
تحدث وعيناه تتجول علي الجميع قائلًا:
– يا تري كام واحد فيكُم جاي غصب عنه ؟
– للدرجادي مستحقرين الحارة ، كُخه مش كده
– طب هسألكُم سؤال مبسوطين في بيتكُم الجميل يا تري ؟
غضب كثيرًا قائلًا بنبرة مُرتفعة:
– ردوووا متسكتوش
تحدثت هانم بتوتر قائلة:
– عشان خاطري أهدا يا أيوب ، في إي بس ؟
خفض بصره كي ينظُر لها قائلًا:
– خُدي البنت وأدخلي جوه
هانم بتعلثُم:
– أ .. أيوب
تحدث بصرامة قائلة:
– مش هعيد كلاامي
تحركت بأتجاه جّنات وحملت طفلتها منها وتحركت داخل غُرفتها ، وضعت طفلتها علي فراشها ، ثُم وَقفت علي الباب تستمع إلي ما يحدث في الخارج
تحركت لُبني تَقُف بجانب أيوب قائلة:
– طب مُمكن تهدأ وتفهمني حصل إي ؟
أيوب بنبرة ضيق:
– جوزك يفهمك ف بيتكُم يلااا عشان هو مستنيكُم تحت
طالت النظر له ثُم تحركت للخارج
أقتربت جّنات ل أيوب قائلة بنبرة رقيقة:
– مش عاوز تشوفني تاني يا عمي ؟
حاوط كتفيها وقربها له ، قبل مُقدمة رأسها قائلًا:
– مقصدش كده ، أنتُم تيجوا في إي وقت
رفع عيناه ينظُر للجميع قائلًا:
– بس ده لو عاوزين فعلا تشوفوا عمكُم
تحدث ماجدة بأحترام:
– أيوب متزعلش من منصور أو عُمر لو حد فيكُم دايقك بالكلام
أبتسم لها قائلًا:
– محصلش شيء ، بس ما فضلش حد يجيلي وهو مستحقر بيتي
أومات له قائلة:
– عندك حق ، يلاا يا ولاد عشان ننزل
تحدث شريف قائلًا :
– أنزلي أنتي يا ماما وأحنا وراكي
هبطت ماجدة
شريف بنبرة عاقلة:
– معرفش إي اللي حصل بينك وبين بابا ، بس بابا قصدوا كُل خير ليك صدقنيي يا عمي
أبتسم بسُخرية قائلًا:
– عارف ، يلاا أنزلوا عشان متتأخروش عليهُم
جميعهُم سلموا علي أيوب قبل أن يهبطوا عادا جايدة ، كانت تَقُف صامتة لم تقترب عليه ، نظر لها وتحرك الجميع للخارج
تحدث أيوب قائلًا:
– جايدة أستني عاوزك في كلمتين
أستدارت تنظر له بملل ، تحرك الجميع للخارج ولكن ظل أيهاب إمام الباب ينتظرها
أقترب لها أيىب قائلًا:
– مش عاوزة تسلمي علي عمك
قلبت عيناها بملل قائلة:
– أنت قولت مبتحبش حد ينافقك
أومأ لها بنعم
أبتسمت بسُخرية قائلة:
– أنا فعلا مستحقرة الحارة ومبحبش أجي هنا
رفع حاجبه قائلًا:
– كويس
نظرت له بعيناها الناعسة طبيعي قائلة:
– وهجاوبك علي سؤالك اللي سالتوا ومحدش رد
شاورت بأصبعها علي صدرها قائلة:
– أنا مش مبسوطة في بيتهُم
أيوب بصدمة:
– بيتهُم ! ، قصدك بيتكُم
أبتسمت بسُخرية قائلة:
– البيت ده مش بيتي أنا بكرة البيت ده بالي فييه ، ف متنتظرش مني أحبك ولا أجيلك تاني لأني مش بعرف أنافق
تحركت للخارج تاركة أيوب في حالة من الصدمة بعد حديثها
دَلفت خارج المنزل وأغلقت الباب خلفها ، رأت أيهاب يُستند علي سور السلم لوت شفتها قائلة وهي تهبط الدرج:
– مُتطفل أوووي
هبط خلفها قائلًا:
– إي القرف اللي قولتي لعمك ده ؟
وَقفت علي الدرج وأستدارت برأسها قائلة:
– قولت اللي محدش فيكُم قادر يقولوا
سحبها من معصمها قائلًا:
– دي قلة ذوق مش صراحة
مسكت يداه المُمسكة بمعصمها قائلة وهي تدفع يداه:
– أراهنك أنك جاي ومش طايق نفسك ، وبالتأكيد الخروجة مع نور أفضل
بعدما دفعت يداه تحركت قائلة:
– وأنا نفس الشيء الخروج مع سمير أفضل بكتير من الملل بتاع تجمُع العيلة
هبط خلفها وهو يُخبط كف علي الأخر
جميعهُم ركبوا السيارة
*داخل سيارة عُمر ولبني
كانوا يتشاجران علي ما حدث ، في المقعد الخلفي كانت جّنات تبكي بصمت علي مُشاجرة والديها … بعدما صعدت جايدة السيارة أخرجت من حقيبتها سماعة الرأس ، وضعتها علي أذنها ، أشعلت موسيقي أجنبية بصوت مُرتفع ، فهي علي يقين أنهُما سيتشاجران وهي تمل كثيرًا
في ظل شجارهُم حركت جايدة رأسها لترآه جّنات تبكي قلبت عيناها بملل …
*داخل سيارة منصور وماجدة
شريف بضيق:
– مكنش ينفع تتكلمو معاه وهو مطلبش مُساعدتكُم يا بابا
منصور بغضب:
– أحنا غلطانين أننا عَرضنا عليه المُساعدة ، خليه عايش فالقرف
ماجدة برفعه حاجب:
– والله هو عجبُه القرف وعايش فيه خليك في حالك ومتخسرش أخوك يا منصور
قلب عيناه قائلًا:
– بقولك إي يا ماجدة خليكي ف حالك ده أخويا وأنتهي الكلام مش عاوز أسمع صووت حد فيكُم
أيهاب بخنقة:
– وقف العربية يا بابا هنزل هنا
أستدارت برأسها قائلة:
– هتروح فين دلوقتي
أيهاب بضيق:
– رايح لصحابي مش هتأخر
ركن منصور السيارة وأخرج من تابلوت السيارة رُزمة من المال ومد يداه ل أيهاب قائلًا:
– خُد خليهمُم معاك
سحب الأموال وهبط من السيارة
*داخل منزل عُمر ولُبني / تحديدًا داخل غُرفة جايدة
أرتدت فُستان ضيق أعلي الرُكبة قصير ذو حماله وأرتدت فوقه جاكت فَرو ، ثُم سحبت حقيبتها وحذاءها العالي وتحركت ببُطء إلي باب المنزل
ركضت جّنات خلفها بعدما رأتها قائلة:
– أنتي رايحة فين في الوقت ده
جايدة بنبرة همس:
– إي نااازلة ، حسك عينك حد يعرف
جّنات بخوف وبنبرة همس وهي تسحبها للداخل:
– يا نهار أسود رايحة في نصاص اليالي فيين ، أدخُلييي عشان مصحيش أبوكي يلااا
مسكت معصمها قائلة بتحذير:
– بت أتكتمي وتابعي الزفت التلفون عشان وأنا راجعه
فتحت باب المنزل وتحركت لاسفل قائلة:
– هموتك لو نطقتي بكلمة
أرتدت حذائها ثُم هبطت البناية وصعدت سيارة الأجرة مُتجهه لأحدي الملاهي الليلية …
*داخل ملهي ليلي
يجلس أيهاب مع أصدقاءة وبجانبهم فتيات وجميعهُم يتناولون الخمر والمذة
رفع أيهاب كأس الخمر قائلًا بعدم وعي :
– في صحة رانيا
رفعت يداه ودخلت داخل أحضانه قائلة:
– مين رانيا أنا أسمي نايا
نظر لها بعينان ضيقة قائلًا بعدم وعي:
– يا ستي متركزيش عااادي
دَلفت جايدة الملهي تتمايل بجسدها النحيف لتخطف خطفت جميع الأنظار
جلست علي مقعد ونزعت الجاكت ووضعته علي الطاولة ويجلس شاب أمامها، سحبت عُقب سيجارة ووضعته بين شفتيها وأقتربت منه ، أشعل لها السيجارة ، رجعت إلي الخلف وهي تسحب نفس تكتمُه داخلها ثُم نفثته ، خرج دُخان هائل من بين أنفها
نظر لها الشاب قائلًا:
– مكُنتش أعرف أن صدرك واسع كده
نظرت له بأشمئزاز قائلة:
– هنلوك كتير
تحدث بأعجاب قائلًا:
– عجبني شخصيتك أووي
حركت يداها القابعة بينها السيجار وأقتربت بجسدها منه كانت تفصل بينهُما الطاولة قائلة:
– وعرفت شخصيتي من أول مُقابلة
أبتسم بأعجاب شديد قائلًا:
– العبد لله اللي قاعد قُصادك
طرقع أصبع السبابة مع الأبهام قائلًا:
– بفهمها قبل ما تطير
طفئت سيجارتها وهي تبتسم بسماجة ثُم فتحت حقيبتها تُخرج منها كيس صغير قائلة:
– بالسم الهاري زي دمك
أخرج أموالًا من جيب بنطاله
سلمو بعضهم ضمت يدها اليُسري تسلم بها ليقبض علي يدها اليُسري بيداه اليُسري ، ويداه اليمني القابع بها الأموال قبض علي يدها اليمني أيضا
أصبح يمسك يدها الأثنين قائلًا:
– شكلك بنت نااس ، بتبيعي الكلام ده ليه
أشتعلت عيناها من أمساكه ليداها تحدثت وهي تصك علي أسنانها قائلة:
– سيب أيدي عشان مزعلكش
شدد علي يدها قائلًا:
– تعرفي أنك كيفتيني
تُحاول سحب يداها دون أن تلفت الأنظار قائلة بنبرة مُنحفضة:
– لو عجباك دوس
نظر لها بدون فهم وفجأة بدون مُقدمات رفعت رجلها أسفل الطاولة ودفعتها بكعبها العالي بين رجليه ، صك علي أسنانه بغضب يُحاول كتم أنينه ولكن لم يُفلت يداها بل مسكهُم بقوة قائلًا:
– بتلعبي
تحدثت بنبرة غاضبة:
– دانا هلعب في وش أمة البخت لو مسبتش إيدي
ترك يداها قائلًا:
– نوع الصنف زي ما طلبت
صكت علي أسنانها وأشعلت بغضب قائلة:
– أقولك زي صنف مين
رفع حاجبه ومد يداه قرص وجنتها قائلًا:
– قول يا وحش اللي أنت عاوزه بس شيلي الفلوس ف الشنطة …
علي طاولة إيهاب
تحدث صديقة وبيني داه كاسة خمر قائلًا:
– إيهاب هيا دي جايدة ولا أنا بتخيل
فرك عيناه ونظر يتفحصها ، دفع نايا ونهض تحرك لها وعيناه تشتعل من الغضب يُفكر كيف عليه أن يتخلص منها ومن أفعالها الجنونية ، ما هذا الذي ترتدية ؟! ، ضحك بأستهزاء فهو يتوجب عليه أن يقول لماذا لم ترتدي شيئًا تلك المُنحلة ؟!
علي طاولة جايدة
أبتسمت بخُبث وبين إصبعيها سيجار قائلة:
– صحصح وأعرف أنت بتكلم مين عشان مقلبش عليك مايغوركش إني بنت أنا مُمكن أرزعك كف أنيمك شهر في سريرك
ضحك بخفة …
∮
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقنعة بشرية)