رواية أقدار بلا رحمة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميار خالد
رواية أقدار بلا رحمة البارت الرابع عشر
رواية أقدار بلا رحمة الجزء الرابع عشر
رواية أقدار بلا رحمة الحلقة الرابعة عشر
– أنا موافقة عليك .. ياريت لو كتب الكتاب يكون خلال الاسبوع ده أحنا عارفين بعض مش محتاجين فتره خطوبه!
– نعم!!
نظر إليها كل الموجودين بصدمة بما فيهم خالد الذي قال تلك الكلمة بصدمة، قالت فاطمه:
– أزاي يعني .. أنتِ متأكدة من قرارك ده
– أيوه
تنحنح خالد بحرج ثم قال:
– ممكن أتكلم مع براء على انفراد لو مش هضايقكم
نظروا إليها بتعجب ثم انسحبوا من المكان، نظرت براء إلى خالد وقالت:
– مالك ليه حساك مش فرحان بقراري ده
– لو كان قرارك ده قبل ما تروحي ليامن .. كنت هبقى مبسوط
– وهتفرق أيه؟
– هتفرق بنسبالي كتير يا براء .. لو أنتِ وافقتي على الجوازة عِند بلاش أرجوكي
– أنت ليه أخدها كده؟! يامن ملهوش علاقة بقراري ده
– أنا معرفش عنك أنك كذابة بلاش تكذبي أنتِ عيونك فضحتك وباينه أنك بتحبيه
أبتسمت براء بحزن وقالت:
– بس الحب مش كل حاجه يا خالد .. لو كان الحب كافي عشان نبقى مع بعض مكناش افترقنا كل السنين دي
– بس أنا مش هقدر أعيش معاكي وأنا عارف أن قلبك مع غيري!
صمتت للحظات ثم نظرت له وقالت له:
– خالد أنا قراري ده مجاش من فراغ .. ساعة ما قولت لعاليا والدة يامن أنك خطيبي أنا كنت أقصد كل كلمه بقولها أنت الوحيد اللي حسستني بقيمة نفسي وعمرك ما جيت عليا مرة أنا مشوفتش منك غير كل خير .. أنا اختارتك بعقلي عشان قلبي كل اختياراته غلط
– بس أنا عايز قلبك مش عقلك يا براء
– مع العشرة والأيام كل حاجه هتيجي
صمت خالد وظل يطالعها ثم قال:
– براء أنا من يوم ما قولتلك إني بحبك وأنا شيلت قلبي من جوايا وخطيبته بين إيدك بلاش تكسريه
– أنا عمري ما افكر اني اسببلك أذى
تنهد خالد وقال:
– تمام .. أنا هروح أبلغ أهلي بقرارك ده ولو كده بكره بأذن الله نلبس دبل وكتب الكتاب يكون بعد أسبوع وعموماً أنا شقتي جاهزة
أبتسمت براء بتوتر وأومأت برأسها، وبعد لحظات دخل أهلها ومعهم حنين وابنها على يدها وعندما رحل خالد أمسكت حنين ببراء وقالت:
– أيه اللي حصل؟!! أنا كنت فاكره أنك لما تشوفي يامن قلبك هيحن
***
– مينفعش لأن كريم مات!!
نظر يامن إليه بصدمة وقال:
– كريم مين اللي مات؟
ثم نظر إلى والدته بانهيار وقال:
– هو يقصد كريم مين يا ماما!
نظرت له عاليا بدموع وقالت:
– حبيبي أهدى هو راح للي أحسن مني ومنك
نظر لها يامن بصدمة وعيون متسعة ولم يبدي أي رد فعل للحظات وظهرت جميع ذكرياتهم مع كريم في رأسه وكأنها شريط فيديو، ضحكاتهم و دموعهم ومناقشاتهم الحادة، أخذ يامن نفساً عميقاً ثم أطلق صرخة قوية هزت جدران المستشفى ثم خلع الأجهزة عنه ونهض من مكانه بجنون وظل يكسر في الغرفة وفي كل شيء يأتي أمامه وحاولت عاليا ومعها ياسر حتى يمنعوه ولكن بدون فائدة، ظل يصرخ بألم وقهرة على صديقة ويكرر:
– قولتلك بلاش ترد على الموبايل .. مكنش وقتها ليه عملت كده!! حتى أنت اتخليت عني ليه الدنيا بتعمل فيا كده ليبيه!!
صرخ بتلك الجملة ثم وقع الأرض وظل يبكي كالأطفال، نظرت عاليا إلى أبنها بألم شديد وركضت نحوه بسرعه وأخذته في أحضانها، عانقها هو بقوة وظل يبكي في أحضانها وهي تربّت عليه وبعد لحظات جاء الطبيب وأعطاه حقنه مهدئة ليعود إلى نومه الهادئ مرة أخرى..
عند براء..
قالت حنين تلك الجملة ونظرت إليها بتساؤل فقالت براء:
– حنين أنا مش قادرة أتكلم عايزه أرتاح
– مش هسيبك مستحيل .. أنتِ بتظلمي نفسك وبتظلمي خالد معاكي
– ليه انا عملت أيه .. خالد يستاهل أني أكمل عمري معاه
صاحت بها حنين:
– ويامن كمان يستاهل! أزاي قدرتي تتخلي عنه وترجعي دي كانت فرصتك عشان تحسني كل حاجه .. أنتِ أزاي بقيتي قاسيه كده!
– أنا مش هستحمل يتقالي كلام تاني من عاليا ولا مصايب بسبب الموضوع ده وهو يستاهل واحده أحسن مني
– أنتِ ضعيفة! اختارتي أنك تستسلمي بدل ما تحاربي عشان توصلي لحبك .. المفروض تحاربي الدنيا كلها مش المجتمع بس .. أنتِ اللي جبانه!
صاحت بها براء:
– هو كمان أتخلى عني
– براء أنا هسألك سؤال .. هو يامن أتجوز؟
– لا
– عرفتي منين؟
– عاليا والدته قالتلي
نظرت لها حنين بدهشة وقالت:
– أنتِ شوفتي مامته! وقالتلك كمان أنه مش متجوز .. لو كانت عايزه تفرق بينكم تاني حتى لو كان مش متجوز يا براء كانت هتكدب عليكِ
– حنين بقولك أيه يامن صفحة واتقفلت خلاص دلوقتي في خالد وبس
ثم ألتفتت لترحل ولكنها توقفت حين قالت حنين:
– بس يامن ميستاهلش كل القسوة دي منك
– ولا أنا كنت استاهل
– قسوتك كانت أكبر هو عمل أيه لكل ده؟! عشان مجاش يوم ما خرجتي ما هو أنتِ اختفيتي برضو
– أمه مش موافقة بيا! بتقول عليا تربية ملاجئ ما أنتِ اكتر واحده عارفه الموضوع ده جرحني أد أيه
– أنتِ ليكي بيه هو مش أمه وهو كان شاريكي
– حنين خلاص مش عايزه أتكلم .. أنا قررت وخلاص
ثم ذهبت إلى غرفتها بسرعه وهربت من أمامها ولكنها ظلت تفكر في كلماتها تلك بقلب موجوع، وفي اليوم التالي جاء خالد مع عائلته وأتفق مع جمال مع كل شيء وانطلقت الأغاني الفرحة من بيتهم وجلست براء بجانب خالد والبسها دبلتها، أبتسمت بفتور ومن بعد هذا اليوم بدأوا في تجهيز كل شيء لكتب الكتاب..
بعد مرور خمسة أيام..
كان يامن يجلس في غرفته بمفرده كما اعتاد الأيام السابقة، لا يأكل إلا ما يجعله على قيد الحياة فقط حتى نزل وزنه إلى النصف في تلك الأيام وأصبح وجهه شاحب اللون، دلف إليه ياسر وهو بتلك الحالة وجلس بجانبه بصمت، قال ياسر:
– حرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده
– سيبني لوحدي
– أنا جيت عشان أقولك أن لازم وصية كريم تتفتح
نظر له يامن بتساؤل فقال ياسر:
– قبل ما كريم يموت أكيد أنت لاحظت قربه الزايد مني
– أيوه
– كريم الفترة دي كان مشغول بكتابة وصيته .. هو كان حاسس أنه هيجراله حاجه وخصوصاً بعد موت نسمة مراته خوفه على بنته زاد بقى يقول لو جرالي حاجه هي هيحصلها أيه عشان كده كتب وصيته
تنهد يامن بضيق وقال:
– تمام .. أفتح الوصيه
– مش هينفع هنا .. قوم الأول وتعالي معايا مكتبي
– ماشي يا ياسر استناني برا وأنا عشر دقايق وأكون قدامك
خرج ياسر من الغرفة واتجهت إليه عاليا وقالت:
– ها حصل أيه .. اقنعته يخرج؟
– أيوه .. كنت متأكد أني لما أقوله على موضوع وصية كريم أنه هيخرج .. أنتِ قولتيله أن براء جاتله المستشفى؟
– لا .. مجاتش فرصه أنه يعرف
– طب وأنتِ أيه موقفك منها؟
– ياسر مش عايزه أتكلم في الموضوع ده .. غير كده هو لو عرف أنها مكنتش لوحدها يومها هينسى كل حاجه كانت بينهم
– مش وقت الكلام .. المهم أن يامن يخرج من الاوضه دي
أومأت ثم التفتوا ليجدوا يامن أمامهم يطالعهم بصدمة! قال:
– براء جاتلي؟!
نظرت له عاليا بتوتر وصمتت فقال:
– ردي عليا براء جاتلي المستشفى؟!
– أيوه .. جت اتطمنت عليك وبعدها مشت علطول
– يعني هي عايشه وكويسه!
– أيوه
نظر لها يامن بلهفه وقال:
– وصلتلي أزاي طب معنى كده أنها قريبة مني!
قال ياسر:
– يامن أنا هفهمك كل حاجه .. بس لازم نمشي دلوقتي
– أستنى بتقولك براء جت! أنا مش متخيل طب ليه مشت
ثم نظر إلي والدته وقال بحده:
– أكيد أنتِ قولتيلها حاجه عشان تمشي صح؟! طول عمرك مش بتحبيها
قالت عاليا بسرعه:
– والله ما قولت حاجه .. هي مدتنيش فرصه أقول حاجه أصلاً بس..
– بس أيه؟
– هي كانت قلقانه عليك جداً .. ومكنتش جايه لوحدها
– اومال مع مين؟
سحبه ياسر بسرعه وقال:
– صدقني هفهمك كل حاجه .. يلا
ثم أخذه وخرج من المنزل واتجه إلى مكتبه، وبعد فتره وصلوا إليه وجلس ياسر على مكتبه ويامن أمامه، تنهد ياسر بحرارة ثم قال:
– جاهز نفتح الوصية؟
تنهد يامن وقال:
– تمام يلا
وكانت الوصية عبارة تسجيل صوتي لكريم، ضغط ياسر على المشغل وانطلق صوت كريم في المكان..
– أنا كريم الخطيب مش هطول عليكم كتير لو أنتوا بتسمعوا التسجيل ده دلوقتي معنى كده أني مبقتش موجود في الدنيا أنا عارف أن يامن هيكون زعلان أوي عليا دلوقتي .. بس عايزك تعرف أن ده قدري وعمري انا من ساعة موت نسمه وانا عارف اني هروحلها قريب وعشان كده عملت الوصية دي دلوقتي عشان مرعوب على بنتي .. يامن لو انا مت قبل ما تعرف اني وصلت لبراء ابقى سامحني أني خبيت عليك بس كان غصب عني و دلوقتي هتكلم عن وصيتي وطلبي الاخير في الدنيا .. وصيتي هي أن بنتي ملك تتربي بين براء و يامن تحت مسمي أب و أم ليها!! طلبي الاخير ان براء و يامن يتجوزوا و هما اللي يربوا بنتي و لو ده محصلش بنتي تتحط في ملجأ للأيتام لأنها هتكون يتيمه اب و ام .. و انا سايبلكم حرية الاختيار!!
نظر يامن أمامه بصدمة كبيرة وهو يسمع تلك الكلمات!!
يا ترا ايه هيكون رد فعل يامن ؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)