رواية أقدار الفصل الأول 1 بقلم علياء ناصر
رواية أقدار الجزء الأول
رواية أقدار البارت الأول
رواية أقدار الحلقة الأولى
في فرنسا في شقة فاخرة في أرقى المناطق هناك نجد تلك الفتاة تجلس حزينة
إنها سيلا عندما ننظر إليها لا يمكن أن يقف لساننا عن قول سبحان الله من جمالها وجه دائري أبيض و شعر أسود طويل يتجاوز خصرها و عيون لا تعرف هل بلون البحر أم بلون السماء؟ ذات خدود وردية و شفاه مثل حبة الفراولة الطازجة.
نراها تجلس على كرسي مقابل النافذة تنظر على الناس الذين يسيرون بالشوارع و تبكي في صمت تبكي على فراق سندها و حاميها الأول و الأخير أبيها الذي توفي منذ 6 أشهر فهي تعيش هنا منذ كانت بالثالثة من عمرها فقد غادرت مع أبيها من الصعيد إلى القاهرة ثم إلى فرنسا بعد وفاة والدتها فأبيها لم يستطع العيش في مكان كانت فيه زوجته.
و الآن عليها أن تعود و لكن ليس إلى القاهرة و لكن إلى مسقط رأسها الصعيد بعد ما عانته في خلال العام الماضية منذ وفاة والدها مع زوجها حازم الذي كان يعمل في شركة والدها و يمثل الطيبة حتى صدقه والدها و أتمنه على ابنته أولا ثم شركته ثانيا و لكن بعد وفاة أبيها ظهر على حقيقته من إهانة و ضرب حتى أنه صرح لها بعلاقاته النسائية المتعددة مما جعلها تلجأ إلى أهلها في الصعيد لتحتمي بيهم و الذي لم تتذكر منهم أحد سوا عمها الذي كان يتحدث عنه أبيها كثيرا و عن مدى طيبته و حنانه و لكنها تعلم أنه توفى منذ عامين عندما عاد والدها إلى الصعيد ليكون بجوار ابن أخيه.
عندما حدثت ابن عمها وقف إلى جوارها و ساعدها على الطلاق منه عندما تأكد أن زوجها ليس أهل للأمانة التي تركها عمه و لكن شرطه الوحيد هو عودتها مرة أخرى إلى مسقط رأسها محافظة الأقصر.
نسمع صوت هاتفها يرن
سيلا : الو أيوة حاضر هجهز الشنطة الطيارة كمان 3 ساعات مع السلامة
ياااا رب أنا مش عارفة أعمل إيه يا رب خليك معايا اقوم أجهز الشنطة
فلاش بالك
سيلا: إنتى عايزاني أكلم أهلي في الصعيد و أقولهم هاي أنا عايزة أطلق إنتي أتجننتي و هحجز لك في السرايا الصفرا
روتيلا : ههههههه يا حبيبتي أفهميني بس أنتي ملكيش غيرهم و هما أهلك و بعدين شوية هدوء و مسكنة هيقفوا في صفك و اللي أعرفوا أن الصعايدة رجالة جدعة مش بيسبوا حد محتاجهم مبالك واحدة ست
سيلا : مش عارفة يا روتي أنا لو سافرت مش هعرف أرجع شغلي و لا أرجع هنا تاني و أنا حياتي كلها هنا أنتي نفسك هنا
روتيلا : نحل مشكلة مشكلة نخلصك من الحيوان ده و بعدين نشوف الشركة و الشغل
سيلا : هكلمهم أدعي لي أنتي بس ربنا معايا
روتيلا: ربنا معاكي
باااك
– الحمد لله جهزت الشنطة روتيلا أتأخرت أوي مش عارفة ليه مع اني متفقة معاها هتوصلني على المطار مش عارفة لما ارجع مصر مش هشوفها ازاي
جرس الباب ثم طرقات على الباب تشبه الطبلة
سيلا : أتأخرتي ليه مواعيدك كلها ضايعة الطيارة مش هتستنانا و بعدين انتي عارفة اني عايزاه أقعد أطول وقت معاكي قبل ما أسافر ياعالم هشوفك تاني أمتى؟
تعلم روتيلا مدى حزن صديقتها فهم لم يفترقوا من 20 عام
روتيلا : خلصتي أيه ده كله كلام كلام لك لك كتييييير و بعدين أيه الحلاوة دي يا بنتي هما الى بيطلقوا بيحلوا كده و لا تكوني ناوية توقعي الطيار في غرامك و تغمز لها بعينها أوعي ده مسئول عن أرواح ناس يا ماما .
تعالى صوت ضحكات سيلا و احتضنت نصفها الأخر و صديقة عمرها و ذهبوا إلى المطار و لم يخلوا الطريق من ضحكهم و مزاحهم
ودعت صديقتها وأخذت كل منهم تبكي
سيلا : معاكي منديل
روتيلا : معايا
سيلا : هاتي
روتيلا : لا مش هديكي مش انتي عايزاه تسافري و تسبيني يلا امشي
سيلا فتحت فمها ببلاهه : مش انتي قولت لي أكلمه
روتيلا : اها صح تصدقي نسيت يلا كفاية كده عياط باااي هكلمك كل يوم فيديو كول
صعدت إلى الطائرة و سمعت المضيفة تقول برجاء ربط الأحزمة فقامت بربط حزامها و أسندت رأسها على شباك الطائرة و أخذت تفكر
فلاش باك
فارس : بصي يا بت عمي أنا وجفت جنبك لما طلبتي الطلاق مع أنك عارفة إن الطلاج مش حاجة ساهلة و لا عادية عندينا
سيلا: أنا عارفة و متشكرة جدا بس أنت عارف أن مليش حد يقف جنبي و يسعدني و أنت كمان شوفت أد ايه هو مش بني آدم أنا مش كرهته هو بس لا أنا كرهت عيشتي و كرهت الرجالة كلهم
فارس : أنا جولت لك نجيبه لحد عندينا في الصعيد و نربيه بس إنتي مجبلتيش و ايه بكره الرجالة دي في واحدة ست محترمة تجول كده و هي بتكلم راجل كلمته يتهز لها شنبات اعجلي كلامك يا بت عمي
سيلا: أنا عارفة أنت ايه يا فارس و لولا كلام بابا عليك و على عمي الله يرحمه عنكم و انك بتعتبرني أختك مكنتش طلبت منك تقف جنبي و أنا عارفة ننا مشوفناش بعض من 20 سنة من ساعة ما سبت الصعيد مع بابا.
فارس : و انا نفذت اللي اتفجنا عليه فاضل أنتي تنفذي أتفاجك و تنزلي هنا تعيشي معانا في السرايا
سيلا : انت عايزني اعيش في الصعيد و اسيب شغلي و حياتي نو واي
فارس : ده اتفاج و الي أعرفه يا بت عمي انك مش بترجعي في كلامك واصل جهزي حالك و احجزي طيارتك و بلغيني بميعاد وصولك و هتلاقي عربية مستنياكي في المطار تجيبك على هنا
سيلا : ماشي يا فارس ربنا يسهل مع السلامة
فارس : مع السلامة يا بت عمي
-هتتعبيني معاكي أوي ربنا يرحمك يا عمي
باااااااك
لتجد الطائرة وصلت إلى المطار لتأخذ حقيبة يدها و تتوجه لإحضار حقيبتها ثم تتوجه لصالة المغادرة تتلفت يمين و يسار لتجد لافته مكتوب عليها اسم والدها فتوجهت لم يحملها
– أنا سيلا
أهلا يا هانم فارس بيه بعتني أوصل حضرتك اتفضلي هاتي عنك الشنطة
– هانم و بيه هي الحاجات دي مش اتلغت و لا ايه
– لا بيه عشان هو كبيرنا بعد الحاج وهدان الله يرحمه
– الله يرحمه
-اتفضلي
ركبت سيلا السيارة و أخذت تفكر ماذا سوف يحدث لها ؟
و كيف يكون شكل ابن عمها ؟
من الواضح أنه شخص ذو مكانة عالية حيث أنه تمكن من جعل هذا الحقير حازم أن يطلقها و هو لم يغادر الاقصر
قطع تفكيرها صوت السائق-
-يا هانم تحبي نقف في أي استراحة
– لا نكمل على طول يا عالم ايه الي هيحصل ؟
يتتبع
يا ترى سيلا كده خلصت من حازم نهائي
مش هتشوف روتيلا تاني
هتقدر تعيش في الصعيد
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار)