روايات

رواية أقدارنا جوارنا الفصل الثاني 2 بقلم مي نهال

رواية أقدارنا جوارنا الفصل الثاني 2 بقلم مي نهال

رواية أقدارنا جوارنا الجزء الثاني

رواية أقدارنا جوارنا البارت الثاني

أقدارنا جوارنا
أقدارنا جوارنا

رواية أقدارنا جوارنا الحلقة الثانية

«بعد عشر سنين»
واقفه فِى المطبخ كالعادة بحضر الغداء، وكانت الساعة 4 تقريبًا لقيت يحيى داخل، وباين عليه العبوس، وقف قادمي وقالي من غير ما يرمى السلام زي عادته:
ـ ماما انهارده وأنا راجع من الدرس لقيت معاذ واقف مع صحابه وكان المؤذن قرب يقيم الصلاة قولتله ياله على الجامع قالي هصلي فِى البيت، بعد إذنك كلمي بابا فِى الموضوع ده
كان بيتكلم بسرعة لدرجة إني ملحقتش ارود عليه، بلمت شوية وكنت لسه هتكلم لقيت محمد بيرد عليه بنبره بارده زي إليّ كان بيكلمني بيها لما أغلط:
ـ ومتكلمنيش إنتَ ليه يا يحيى!
ـ أخر مرة كلمت حضرتك قولتلي هتكلم معاه، وأنشغلت في حاجة تانيه مع إن مفيش حاجة أهم من حرص حضرتك على معاذ
كان نفسي الأرض تتشق لما شوفتهم بيتكلموا كدا هما الأتنين عندهم نفس الطريقة والأسلوب حتَّى نفس الصوت البارد، رد عليه محمد وهو مربع اِيديه قدام صدرة:
ـ أنا فاكر إن لما قولتلي كنت بذاكر معاك، حاجة في نفس الأهمية بردو
ـ لاء مش مهم إنك تبقى معايا؛ لأن فِى الأخر أنا مش إبنك زي معاذ زي ما طنط صفاء قالت
خلص كلامه من غير ما يرفع نظرة على محمد المصدوم، ودخل أوضته بسرعه، نظري فضل معاه لحد ما قفل الباب لقيت معاذ واقف والدموع في عنيه، قرب من محمد وقاله:
ـ عمتو صفاء لما سمعت يحيى بيقولي ياله على الجامع قالتله وإنتَ مالك يروح ولا مايروحش لتكون مفكر نفسك أخوه بجد!
خلص كلامه، ودموعه مغرقه وشه، قربت عليه وحضنته وأنا قلبي وجعني على يحيى حاسه بيه قد أيه الكلام السم دا بيسيب أثر كبير مش بيتعافه مع الوقت، قولتله وأنا بطبط عليه بحنيه:
ـ يا حبيبي بتعيط ليه هيبقى كويس هقعد أتكلم معاه
ـ بعيط عشان لو كنت روحت معاه الجامع علطول ماكنتش عمتو هتقوله كده، أنا السبب أنا إليّ زعلته
قرب محمد واخده من أيدي وقاله، وهو مبتسم، وبيمسح دموعه:
ـ لاء يا حبيبي مش إنتَ السبب أنا كنت السبب من الأول، ياله روح خليك مع أخوك
ـ حاضر يا بابا
خرج معاذ ودخل أوضة يحيى وقفل، طلع محمد التليفون وكان وشه باين عليه العصبية، رن على حد أنا حتَّى مقدرتش أتكلم شكله كان غريب وعروق وشه بارزة بشكل جديد وغريب أول مره يبقى كدا، بعد شوية لقيت صوت صفاء، وقبل ما تكمل عامل أيه، قالها بعصبيه:
ـ لما اتكلمتي مع مراتي زمان بأسلوبك المقرف ده كنت برد عليكِ لأجل إنك أختي عَديت مرة، وأتنين، ويمكن تلاته، أما تتكلمي مع أبني أبني كده أقسم بالله مستعد أخصرك أنتِ وأي حد يا صفاء، لأجل دمعه من عنيه، تبعدي عن ولادي بكل الطرق الممكنه عشان أنتِ جبتي أخرك معايا، سلام
قفل التيلفون، وبصلي وهو بيحاول يهدى مسكت كتفه وأنا بحاول أطمنه قفل عنيه وخد نفس وخدني ودخلنا أوضة يحيى، كان ياحبيبي حاطت دماغه على رجل معاذ وهو بيمسح على شعره ودموعه عارفه طريقها، قرب محمد وحضن يحيى، وقاله:
ـ هتفضل أهم وأغلى حد في حياتي، وأول فرحة ليا، وعلى فكرة مش هزعل من كلامك عشان منة كانت غبيبة زيك كدا
ـ مين إليّ غبية يا محمد
ـ مش أنتِ يا قلب محمد دا أنا
ـ لاء قولتلي أنا سمعتك علفكرة، سيب الواد من أيديك تعاله يا يحيى يا حبيبي
قرب مني يحيى وحضنته، رد يحيى وقالي وهو بيضحك:
ـ قلب يحيى واللهِ يا غالية
بصلنا بقرف وقال:
ـ خلاص أمشي أنا بقى
سبني يحيى وحضنه بسرعه وهو بيقول بنفس الصيغة إليّ كان بيتكلم بيها هو صغير نفس المشاكسه والحركات الشعبية:
ـ لاء يحج دا إنتَ فوق راسي، مش كده يا ماما
ـ طبعًا طبعًا ده إنتَ الخير والبركة يا محمد
ضحك علينا وبعدين حط أديه على كتف يحيى وقاله:
ـ بعد كده لو حد قالك إنك مش أبني، ومعاذ مش أخوك، رد عليه وخد حققك فينا أحنا عيلتك يا يحيى وبنحبك إنتَ واحد مننا
ـ وأنا بحبكم يا بابا، أنا بحبكم أوي
بينما أنا دموعي خيناني، وهما حضنين بعض، أتكلم معاذ وتقريبًا مولود بحساسية حب:
ـ كم تلزيق مش طبيعي واللهِ، دا بدل ما تجيبوا حلت المحشي إليّ على النار ندلع نفسنا بيها
طبعًا مش محتاجة أقول أني جريت على المطبخ بعد ما أفتكرت حلة المحشي، سمعت ضحكتهم وأنا بجري، دخلت وخرجت بعد شوية وأنا حاسه بأنتصار، وضحكتي على وشي قولتلهم:
ـ ماتحرقش
حضني معاذ، وقالي:
ـ الحمدلله لحقتيه
قرب مننا يحيى وبقى فحضني زي معاذ، وقال:
ـ الواحد بيتعافه لما ياكل المحشي بتاعك
ـ أقل حاجة عندي
رد معاذ وقالي:
ـ أحلا حاجة فيكِ إنك متواضعة يا منتي
وفحين أننا بنضحك قالنا محمد:
ـ طب ما تخدوني معاكم بدل الغدر ده، ابعد ياض منك ليه
شديتهم تاني وأنا بقوله:
ـ خليهم يا محمد أنا عيزاهم في حضني لحد ما أموت
ـ ربنا يطول في عمرك يا منة، إن شاء الله نشوف عيالهم
فتح أيديه لينا وقربنا منه وبقينا كلنا في حضنه، إليّ أتعلمت فيه يعني أيه أمان وحنيه، حسيت إن في حياة وسعادة بس معاه، أتعلمت الصبر منه، عيني راحت لمعاذ إليّ ربنا رزقني بيه بعد ما يحيى نور بيته بشهر كان مستحيل مش حصل بوجود يحيى ضحكت بحنان لمجرد التفكير فيهم “عيتلي” كبرت قدامي، ومعايا، وبيا، وليا، أكتشفت أن بيتنا مكنش فيه بس حب العلاقات بتدوم بالمودة والرحمه محور الحياة، حقيقي الرزق مش بيتأخر الرزق محتاج تبقى مستعد عشان تاخده.
ـ ماما
ـ نعم يا يحيى
ـ أحنا هنفضل كدا لحد ما نكبر….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدارنا جوارنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى