رواية أغصان الزيتون الفصل السابع والخمسون 57 بقلم ياسمين عادل
رواية أغصان الزيتون الجزء السابع والخمسون
رواية أغصان الزيتون البارت السابع والخمسون
رواية أغصان الزيتون الحلقة السابعة والخمسون
||^ أغـصان الـزيتـون ^||
الفصل السابع والخمسون :-
الجُـزء الثـاني.
“جرائم الأباء يدفع ثمنها الأبناء.”
____________________________________
الآن وقد رآهم بـ أم عينه في هذا المكان، ترسخ في ذهنهِ الكثير من الأسئلة التي يبحث لها عن إجابات، ما هي علاقة “سُلاف” بمصنع “إسماعيل زيـِّان”!؟.. وما مدى علم “حمزة” بتفاصيل ذلك الماضي؟، ولماذا أخفى عنه أمرٍ گهذا كان في وسعهِ أن يصل بهم لتفاصيل الحقيقة؟. ظل “صلاح” مُرابطًا في مكانهِ بتحير، هل يقتحم المكان عليهم وحينها سيفضح نفسه أمامهم؟.. أم يدّعي إنه ما زال جاهلًا بالحقيقة الكارثية؟.
تجولت الأفكار في رأسهِ يمينًا ويسارًا، حتى وجد نفسه يصعد لسيارته مُقررًا المغادرة فورًا، دون أن يكشف لهم معرفتهِ لأي شئ -على الأقل الآن-، الأمر يستلزم منه تحريات جدية للغاية، حتى يقف أمامها بجذورٍ قوية، قبل سحقها سحقًا نـهائيًـا.
—جانب آخر—
ظنّ إنه وصل لنقطة فاصلة، وسيعلم منها كل ما يريد معرفتهِ، بعدما واجهها بكل ما يملك من معلومات عنها وعن عائلتها؛ لكن المفاجأة إنها رفضت حتى الجلوس على طاولة التفاوض، رفضت مجرد التحدث إليه في أي أمر متعلق بها، تاركة له مهمة الوصول للحقائق كاملة. كان في وسع ذلك أن يدفعه للتهور، للجنون، أن تكون الحقيقة متمثلة أمامه في شخص على علم بكل شئ، ولكنه عاجز عن الحصول على معلومة واحدة تُطفئ نيران فضولهِ الجامح. لم يجد سواها أمامه، لـ يُفرغ فيها كل ما يحتفظ به من غيظٍ وغضب، فـ اهتاج بهياجٍ مريع، وصرخ في وجهها قائلًا :
– يـعني إيــــه أسـأل أبـويـا ؟؟.. أنا بسألك انتي وهتجاوبي عليا.
قابلت صراخهِ بصياحٍ مرتفع هي الأخرى :
– يعني روح أسـأل صــلاح، أسأل أبـوك مين حـرق إسماعيل زيّان حي!؟.. مين حـرق مـراته ؟.. مـيـن؟؟ بتسـألـني أنا لــية؟؟؟.
قبض بقوةٍ غير متعمدة على ذراعها، فـ أصاب جرحها بالوجع المفاجئ وهو يهدر بـ :
– وطـالمـا أبـويـا عـمل كـده مع أبـوكي زي ما بتلمحي دلوقتي، بتـاخـدي حـق أبـوكي مني أنا لـيه؟.. دخـلتينـي في لـعبتـك القـذرة وعملتي لعبة جديدة ليـه؟؟.. عايزة إيـه من ورا جوازك مني؟؟. انــطقـي وريـحينـي.
تحملت ذلك الألم الذي بدأ ينهش في كتفها، ولم تُظهر أمامه ضعفًا للحظة واحدة، حتى ظنها بلا شعورٍ أو ألم، بل زينت مبسمها بإبتسامةٍ متهكمة، وأردفت بـ :
– مش هريحك أبدًا يا حـمزة.. عمرك ما هترتاح طول ماانا لسه مش مرتاحة.. وانا مش هرتاح طول ما في ناس زيكم لسه عايشين بعد ما حرقوا وهدّوا ودمروا.
أفلت ذراعها، بينما عيناه الشرسة تتفرس النظر بها وهو يسأل سؤالًا قلب حياته من شدة الحيرة في إجابته :
– طالما بتكرهيني كده، كنتي بتفكري في إيه وانتي بتخلفي من عدوك؟.
كان جوابًا صادمًا، وقع على مسامعه گالقنبلة :
– عشان ده اللي هيورثك يا بيبي، زين هيرجع حق عيلة زيان اللي انتوا عايشين فيه دلوقتي.
ازدرد ريقهِ وعينيه محدقة عن آخرها، بعدما تلقّى جوابًا لم يتوقعه أو يحسب له حسابًا :
– يورثني!!.. عشان كده خدتي البيت من أبويا؟.. بتسرسبي ممتلكاته لصالحك!.
صححت له ذلك اللفظ العائد إليها و :
– قصدك لصالح إبني.. اللي هو إبنك.
مشت بإتجاه المكتب، سحبت حقيبتها ودنت منه وهي تقول :
– شوفت قبل كده واحدة بتكشف خطتها قدام عدوها؟؟.. عشان بس تعرف إني صاحبة حق منصفة، أديتك المفتاح اللي تهاجمني بيه.. ده لو قدرت تصدني.
وقف أمامها گالحائل يمنعها من الخروج، عندما كانت تخطو نحو الباب :
– رايحة فين؟؟.. انتي مش هتتحركي من هنا.
طرقات على الباب لفتت انتباهه، فـ التفتت رأسه ليرى “عِبيد” برفقة سائقها الخاص في انتظارها بالخارج :
– يلا يا هانم، العربية جاهزة.
تشنجت عضلات وجهه بالكامل، ونفرت عروق نحره وهو يعاود النظر إليها، بينما هتفت هي :
– أوعى تكون فاكرني بكرر الغلط مرتين، أنا عمري ما هآمن إني أبقى قدامك لوحدي يا ابن القُرشي.
تجاوزته بسهولة، بعدما تيقنت إنه لن يُقحم نفسه في حرب هجومية لن تكون نتائجها في صالحه، لا سيما إنه بمفردهِ أمامهم، ومازال يعافر مع إصابته التي لم تتعافى بعد، أي إنها حرب خاسرة بالنسبة له لا محالة. وقفت “سُلاف” على الباب لحظة، وهتفت بـ :
– متنساش تسأل أبوك يا حمزة، مين حـرق عـيلة زيـِّان؟؟.. مين سرق ونهب ونصب على عيلة زيـِّان؟.
كلماتها القصيرة أبلغت الكثير من الكلام، لم يستطع “حمزة” التفكير بشأن أمور لا يعلم عنها سوى مجرد عناوين رئيسية، أما تفاصيل الحكائة كلها لم يعلم عنها شيئًا بعد. مواجهة “صلاح” الآن لن تكون في صالحهِ، فـ أبيه قد يقطع تذكرة موتها بنفسه، إن علم بشأن ماضيها المربوط به، ولن يولّي الأمور فرصة للتفاوض أو النقاش، بل الحسم سيكون هو حلّه الوحيد، لذلك استثقل الرجوع إليه، وقرر أن يُكمل طريقه من حيث بدأ، سيبحث في أصول الأمر وجذورهِ ولن يهنأ أبدًا إلى أن يصل بنفسهِ لنقطة النهاية.
***************************************
لقد بعثر كل شئ من حوله، كل الأوراق القديمة والملفات التي كان يحتفظ بها، بحث عن ذلك العقد الذي رآه بمحض الصدفة منذ أيام؛ لكنه اختفى تمامًا، گالملح الذائب في كوب من الماء. فطن “صلاح” أن العقد قد سُرق عمدًا من أشيائه، وأن الفاعل لن يكون أحد سوى ولده الوحيد الذي تستر على الأمر وأخفاه عنه، وذلك دفعهُ للهياج أكثر وأكثر. رنّ هاتفه بمكالمة منتظرة، فأجاب على الفور و :
– أيوة يا شافعي، عملت إيه؟.
– بكرة الصبح هتبقى كل حاجه محتاجها عندك يا أستاذ صلاح، أنا بدأت أدور في الموضوع وخلال ساعات هتكون كل التفاصيل عندي.
زفر “صلاح” غير متحملًا مزيد من الصبر، وقد بلغ غضبهِ حلقومه :
– مش عايز أي تقصير أو تأخير عليا يا شافعي، لو مش قدها قول من دلوقتي أشوف غيرك.
كانت تلك هي الفرصة الذهبية لـ “شافعي” من أجل إثبات نفسه أمام “صلاح”، وانتوى جديًا ألا يخسر تلك الفرصة أيًا كان ثمن ذلك :
– لأ طبعًا ياأستاذنا، الصبح تكون كل حاجه عايزها عندك.
نظر “صلاح” لشاشة هاتفه بعدما وجد مكالمة قيد الإنتظار، فأنهى حديثه مع “شافعي” من أجل الرد على المكالمة الأخرى :
– طب أقفل.
ثم أجاب على المكالمة الأخرى :
– أيوة يا حاتم.. لأ أنا نازلك بنفسي.
ترك “صلاح” كل هذه الفوضى خلفه وخرج، ذهب بعجالة نحو الباب ثم هبط لملاقاة “حاتم” بعيدًا عن مسامع ابنته الراقدة في غرفتها. ترجل “حاتم” عن سيارته وسار بإتجاه “صلاح” المتوجه نحوه، وسأل مباشرة :
– يسرا فين يا عمي!.. وإزاي تخرجها من المستشفى من غير علمي؟.
لم يتردد “صلاح” فيما أعدّ له مُسبقـًا، وصرح بذلك دون مراوغة :
– أسمع يا حاتم، أنا كنت أول واحد ضد انفصالكم.. لكن بعد اللي حصل أنا شايف إن الطلاق أسلم حل ليك وليها.
ابتسم “حاتم” بإبتسامة يشوبها بعض الغلّ، وحاول الضغط على “صلاح” بطريقة أكثر خبثًا :
– يعني من الآخر معرفتش تسيطر على بنتك!.. فشلت تقولها إن اللي بتعمله مفيش منه أي فايدة معايا!؟.
بالفعل كلماته وقعت وقعًا سيئًا على مسامع “صلاح” الذي برر له :
– مفيش واحدة تقدر تعيش مع واحد عمل معاها اللي عملته يا حاتم، وانا بنتي مش أي واحدة.
أخذته الجلالة قليلًا وهو ينسبها لنفسه، كأنه تذكر بغتة إنها ابنته :
– دي بنت صـلاح القُـرشي يا حاتم.
فـ اهتاج “حاتم” فجأة دون أي مقدمات، مُعرفًا نفسه له من جديد :
– وأنا حــاتـم، وعـمري ما هـقبل أبدًا باللي بتقول عليه.
نفخ “صلاح” بنفاذ صبر، أساسًا لم يعد لديه مخزون يكفي كل ما يعايشه، ورغم ذلك حاول ألا ينهي الأمر بشكل أكثر عدائية :
– اللي بتقوله ده مش هيحصل يا حاتم.. أنا مقدرش أواجه حمزة وآخد صفك بعد اللي انت عملته في أخته، وأنا عارف إبني كويس وعارف إنه مش هيسيبهالك.
اعتبر “حاتم” حديثه تهديدًا ، فلم يدخر وسعهِ في الرد بشكل أكثر عدوانية :
– ولا أنا هسيبهالكم.
قطب “صلاح” جبينه مستنكرًا :
– يعني إيه ؟؟.
– يعني ياإما هتكون حية معايا، ياإما هتبقى ميتة معاكم، وده آخر ما عندي.. يا عمي.
ترك خلفه تهديدًا صريحًا بقتلها إن لم تعد، بإستحلال دمها وإهدارهِ ، وبدا صادقًا بحق وهو يتوعدها بمصيرٍ مخيف، فقط إن لم تُطعه وتعود لسيرتها الأولى. أصاب “صلاح” خوفًا مما سمع، وتملكته الرهبة ما أن أصاب الأمر طرف ابنته الوحيدة، حتى أن عقله بدأ يتأرجح عن موقفه، وعاد عقله يُفكر مجددًا في محاولة الجمع بينهما، إتقاء شر ذلك الحيوان البشري الذي اكتشف حقيقتهِ المرضية مؤخرًا، ولأجل حماية “يسرا” من بطشهِ إن أصرّت على موقفها في الخلاص النهائي منه.
***************************************
مراقبتهِ بدأت منذ وقت، منذ أن خرج من المشفى وذهب لـ “صلاح” حتى عُقر داره؛ لكن المطاردة الحقيقية لم تظهر سوى الآن، بعد أن ابتعد من المنزل نهائيًا. استشعر “حاتم” تلك المطاردة المقصودة، والتي لم يكن مستعدًا لها بأي حال من الأحوال، خاصة بعدما بحث عن سلاحه الشخصي بالسيارة ولم يجد له أثرًا، فـ بات في موقف غير متوقع ولم يحسب له حسابًا. سعى جاهدًا للخلاص من تلك السيارة الضخمة التي تتعقبه، فلم ينجح كثيرًا مع مهارة السائق الذي استطاع اللحاق به وإيقافه، ومن ثم هبط الملثمين الأربعة من السيارة ركضًا نحوهِ، كان قد أغلق السيارة ونوافذها مُسبقًا؛ وحاول طلب المساعدة عن طريق الإتصال بـ أي أحد؛ لكنه تفاجأ بزجاج سيارته يتهشم بالكامل وهو داخلها، وأحدهم يفتح الباب من الداخل، ثم سحبوه للخارج وألقوا به أرضًا، قبل أن ينهالوا عليه جميعًا بالضرب المُبرح، ضربًا قاسيًا دون رأفةٍ أو رحمة، فكان صوت آهاتهِ گوقع الموسيقى على مسامعه.
استمع “حمزة” لصوت العراك عن طريق هاتفهِ المتصل بأحد هواتف المأجورين لضربه، استمع حتى انتشى وشعر بالرضا، ثم أغلق المكالمة وترك هاتفه وهو يتمتم بـ :
– ده يفكرك إن إيدك متلمسش أختي مرة تانية، وإلا هيبقى العين بالعين يا حاتم.
***************************************
لم يتذوق طعم النوم، لم يشعر بالراحة طوال الليل، وكيف ينام وهو محاصر من كل إتجاه، من ناحية ابنته الوحيدة المُهددة بإنهاء حياتها، وناحية أخرى ولده الوحيد الذي يعجز عن مواجهتهِ بعدما اكتشف تورطه في أمور لا يعلم هو عنها شيئًا، وناحية أخرى ذلك الماضي الذي عاد من جديد، فاتحًا به ذراعيهِ عن آخرها. ظل “صلاح” مختليًا بنفسه في غرفة المكتب، بين أوراقه ومستنداته المبعثرة، منتظرًا أن يأتيه الخبر اليقين، حول ما يحدث من أمور مريبة لم يستطع هو الوصول إليها، حتى جائه “شافعي”، گالذي وجد الماء بعد ظمأ ثلاثة ليالِ، فـ انفرد به في غرفة المكتب وسأله لاهثًا :
– قول وصلت لحاجه يا شافعي؟؟.
– وصلت يا أستاذنا.. المصنع ده بتاع واحد أسمه إسماعيل ز…..
قاطعه “صلاح” غير قادر على سماع حقائق يعلمها جيدًا و :
– عارف كان بتاع مين، قولي مين مالك المصنع دلوقتي.
– المصنع زي ما هو بأسم إسماعيل، واللي وصلتله إن مفيش ورثة غير أخوه وبنته آ….
– إيــــــه!!.
تلك الكلمة التي قلبت الوسط رأسًا على عقب، حتى استشعر “شافعي” بعِظم الأمر وإنه ليس حدثـًا عاديًا، خاصة حينما سأل “صلاح” بذهولٍ غير مصدق :
– بنته إزاي؟.. إسماعيل عمر ما كان له عيال؟؟.
– لأ ليه بنت يا باشا، مراته كانت معاه في حريق المصنع، كانت حامل وولدوها قيصرية عشان ينقذو الجنين، والجنين ده هو نفس البت اللي بندور وراها بقالنا فترة
كأن قلبه انخطف، انتفض بين أضلعهِ من شدة وقع المفاجأة على حواسهِ، وأطبق على أصابعه كي يمنع ارتعاشتها، بعدما سرت ارتجافه في كافة أوصاله، بعدها أُجبر على استعادة تلك الذكرى المُجحفة في ذهنهِ، كي يربط الأحداث بعضها ببعض.
(منذ أكثر من أربعة وعشرون عامًا)
عاد “صلاح” لمنزله مرتاحًا مبتهجًا، بعدما شاهد بنفسه حريق المصنع بكل من فيه. طفت مشاعر الكراهية البغيضة على كافة حواسه، فلم يعد هناك داعٍ ليواريها بعد أن ارتكب جُرمهِ المُشين. ترك مفاتيحهِ حينما رنّ الهاتف الخلوي، فـ تحرك تجاهه ورفع سماعة الهاتف :
– ألو…
صعدت ابتسامة شامتة على ثغرهِ وهو يردف :
– عفارم عليك، أنا لسه جاي من هناك وشوفت كل حاجه بعيني، تستاهل المبلغ اللي طلبته والله يا طُلبة.
صمت لحظات، وتغيرت تعابيره المبتهجة قليلًا وهو يسأل :
– مش فاهم!.. قصدك مين؟.
وكأن الدنيا كلها دارت من حوله، مع سماع ذلك الخبر الصاعق، حتى إنه صرخ فيه فجأة وبلا هوادة :
– انت بتـقـول إيــه!!.. مـرات مين اللي كانت هناك؟؟.
تمكن الجنون من عقلهِ، غير قادر على استيعاب الكارثة التي أفتعلها :
– حـوريـة كانت هـنـاك؟؟.. إزاي؟.. إزاي متـقـولـيش!! ، إزاي تتصرف من دمـاغـك يا حـيـوان!.
هرع گالمجنون، كأنه يُسابق الزمن من أجل الوصول إلى المشفى، وحالتهِ قد تدهورت أكثر من أي وقت آخر، كُل دعاؤه وأمنياته أن يجدها حيّة، أن لا يُعاقبه الله بأخذ روحها بنفس ذات الطريقة التي خططها لقتل زوجها، أن لا يحمل أثم قتل الإنسانة الوحيدة التي أحبها بشغفٍ وصدق، لكن العدالة الآلهيه كانت قد تحققت منذ زمن. جواب واحد تلقاه من استقبال المشفى، كان گالسعير المُظلم المميت :
– للأسف وصلت المستشفى ميتة هي وجوزها.
لم يستطع “صلاح” تمالك نفسه، وهطلت الدموع من عينيه رغمًا عنه وهو يتلعثم بالكلمات التي خرجت من جوفه بصعوبة :
– بس آ… دي كانت حامل!.
– للأسف البيبي كمان مات في بطنها.
ذهبت “حُورية”، وكأنه العقاب الذي أراد الله أن يجعله يعيشه، ماتت بيديه هو، بدلًا من أن يتخلص من زوجها كي يظفر بها، لحقت هي بزوجها وتركته هُنا محتضنًا آثامهِ.
—عودة للوقت الحالي—
وقفت عبرة على طرف جفنه، منعها بصعوبة كي لا تخونه وتنزلق، وتردد على لسانه السؤال الوحيد في ذهنه الآن :
– يعني سُلاف بنت حُورية؟!.
صدّق “شافعي” على كلامه :
– بالظبط يا باشا.
غُـصـة، غُصة جديدة ولدت في صدرهِ المحترق، والذي ظنه بات رمادًا؛ لكن الرماد اشتعل من جديد، والقدر هيأ له صُدفة لم يحسب لها حسابًا. بقت الذكرى الوحيدة المتبقية من حبيبتهِ السريّة أمامهِ في صورة عدو، عدو أتى ليسلبه حتى راحة نومهِ، عدو شرس لن يدعه يفلت بـ أثمهِ…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية أغصان الزيتون)