رواية أغصان الزيتون الفصل الحادي والستون 61 بقلم ياسمين عادل
رواية أغصان الزيتون الجزء الحادي والستون
رواية أغصان الزيتون البارت الحادي والستون
رواية أغصان الزيتون الحلقة الحادية والستون
||^ أغـصان الـزيتـون ^||
الفصل الحادي والستون :-
الجُـزء الثـاني.
“حقًا ورطة كبيرة.”
_____________________________________
مدير المشفى بنفسهِ وصفتهِ، وأحد أعضاء مجلس الإدارة بالمشفى، تواجدوا أمام البوابة لإستقبال سيادة السفير عقب أن تلقوا إشارة بوفود سيادته، من أجل ولدهِ “حاتم” المحجوز لديهم منذ يومين. نظر مدير المشفى في ساعتهِ وقد بدأت تعابير القنوط تتفشى في وجهه، ثم نظر من حوله مستاءًا وهو يهمس بـ :
– إيه كل التأخير ده!.. بقالنا ساعة واقفين مستنين جنابه؟.
لم يكن عضو مجلس الإدارة أقل منه تذمرًا، بل أن قدميه تأكلانهِ ويرغب رغبة شديدة في الإنصراف عوضًا عن انتظار ذا الشخصية المرموقة الذي سيأتي لزيارة ولده الوحيد :
– مش عارف، أنا رأيي ندخل ولما ييجي يبلغونا.
صافرة بوق السيارة أعلنت عن اقترابه، فـ تأهب كلاهما ومرمى البصر ملقى نحو أقصى اليسار، حتى دنت السيارة منهم وتوقفت أمام مدخل المشفى الخلفي، والمخصص للأطباء وفريق العمل من الممرضين والمسعفين. ترجل الحارس أولًا وفتح الباب الخلفي لكي يهبط السفير عن سيارته، فـ أقبل عليه مدير المشفى يستقبله بحفاوةٍ غير مسبوقة، ومن خلفه عضو مجلس الإدارة الذي رسم ابتسامة عريضة في وجهه :
– أهلًا وسهلًا يا فندم، كان نفسي نتقابل في ظروف أحسن من دي بس آ…
قاطعه السفير بحزمٍ حاد، وهو ينزع نظارة الشمس عن عيناه ليقول :
– إيه اللي حصل بالظبط وجه إزاي لحد هنا؟؟.
تنحنح مدير المشفى مخبئًا تحرجه الظاهر للعيان، وأجابه بجدية لازمت تعابيره وصوته :
– كان بلاغ متقدم للشرطة وعربية الإسعاف بتاعتنا هي اللي نقلت معاليه لحد هنا.
ثم أفسح الطريق له كي يعبر :
– اتفضل يا فندم.
ثم بدأ في ثرثرةٍ لم تتوقف :
– أنا مش عايز سيادتك تقلق أبدًا، حاتم باشا تحت رعايتنا ورعاية كل الدكاترة الكبار في المستشفى، العملية مرت بسلام والجرح حالته عال أوي، كمان آ….
– إيه اللي تم في العملية؟.
قاطعه “صادق” بذلك السؤال، فأجاب مدير المشفى مفسرًا :
– كان في كسر نازح في الساق اليمنى ونتج عنه شظايا عظمية اضطرتنا لإخضاعة للعملية وبناء عليه وركبنا شريحة ومسامير وهو دلوقتي في وضع مستقر والحمد لله.
انفتح باب المصعد أمامهم فـ أشار له مدير المشفى كي يتفضل بالدخول أولًا :
– أتفضل معاليك.
دخل “صادق” وما زالت تعابير وجهه الممتعضة توحي بالكثير من الغضب الذي يكتمه بين ضلوعهِ، وظلت هذه الحالة مُلازمة له حتى وصل به المصعد للطابق الذي يسكنه “حاتم”. كان قد أعدّ له وصلة كاملة من التأنيب والتعنيف، بعدما ترك خلفه كل أعماله ومشاغله وركض خلف زوجتهِ الهاربة، وبعدما وصل لمسامعه كل ما جرى هنا منذ أن أتى، حيث استعان به “صلاح” من أجل إخماد الحرب المشتعلة التي قامت بين كلاهما وقد تُفضي عن نتائج غير محمودة، وهذا بعد الفشل الذريع الذي فشله “صلاح” للسيطرة على زمام الأمور، وتلقيه تهديد مباشر يهدد حياة ابنته الوحيدة. كان صوت “حاتم” المنفعل ظاهرًا من بداية الرواق، وهو يدفع بالسباب اللاذع من فمه لذلك الممرض الذي كان يبدل له قارورة المحاليل الطبية، وإذ به فجأة يرى والده يدخل عليه غرفته بهيبتهِ الموقرة وحضوره الطاغي، فـ شُل لسانه عن التحدث أو حتى التعبير عن مفاجئته. حمحم مدير المشفى وهو يشير للممرض من أجل الخروج، ثم أردف بتملقٍ ملحوظ :
– إيه بس اللي مضايق سيادتك يا حاتم باشا؟
فـ تناوب “صادق” الحديث نيابة عن ولده بطرد ذلك المتملق بشكل غير مباشر :
– شكرًا على مرافقتك ليا يا دكتور.
تفهم مدير المشفى جدية الوضع، فـ سحب نفسه خطوتين للوراء قبل أن يهمّ بالخروج، وقد تخضب وجهه بحُمرة متحرجة :
– على إيه يا فندم تحت أمرك، عن أذنكم.
سلط “صادق” نظراتهِ الحازمة على ولدهِ المستلقي بضعفٍ مجبر على الفراش، ثم توزعت تلك النظرات على حالته كلها، لا سيما ساقه الملفوفة بالجبيرة، ثم ارتكزت عيناه على وجه ولده الذي بزغ فيه آثار اللكمات، وهتف متسائلًا :
– إيه اللي حـصل؟!.
**********************************
لم يبرح مقعد السيارة، بينما والدهِ قد ترجل عنها ووقف بهذا الخلاء، يعجز عن مواجهة “حمزة” أو البوح له بحقيقة الأمر التي كلفتهُ الكثير، وكيف له أن يفضي بأشياءٍ تُدينه أولاً وتُلطخ جبهتهِ بالوحل؟!. تأفف “حمزة” مضجرًا وقد سئم الإنتظار هكذا بلا فائدة، وفي النهاية اضطر مجبرًا على مغادرة سيارته من أجل وضع حدّ يفصل الوضع كله. صفق الباب بإنفعالٍ قبل أن يصيح :
– وبعدين يعني؟. هنتكلم أمتى ونخلص الحوار ده يابابا؟؟.
لم يلتفت له “صلاح”، وظلت عيناه على عالقة على الفراغ وهو يقول :
– لو عندك حاجه كنت مخبيها وعايز تقولها قولها يا حمزة، أنا سامعك.
لم يتحمل “حمزة” مراوغات لأكثر من ذلك، خاصة وإنه كشف تواجده أمام مكتب “عناني الحكيم” وتأكد بنفسه إنه أتى خصيصًا لمقابلة “سُلاف” :
– القصة كلها عندك انت يا بابا، انت اللي عارف كل حاجه ومخبي عني، مخبي عن ابنك الوحيد اللي هيسندك ومحدش غيره هيقف معاك.
التفت “صلاح” إليه وهو يسأله مباشرة :
– عرفت إيه وخبيته عني؟.
كان “حمزة” صريحًا واضحًا وهو يجيبه :
– سُلاف تبقى بنت إسماعيل زيّان، وبعدين؟.. إيه اللي حصل يا بابا، ليه حرقت مصنع إسماعيل بكل اللي فيه؟.. وفين مصطفى زيّان ؟
لاحت ابتسامة ساخرة على محياه، متيقنًا أن كل تلك الأسئلة هي أسئلتها، وليست من معلومات “حمزة” أو ما شابه :
– وانت بقى بتسألني بالنيابة عنها؟.
أحس “حمزة” اختناقًا يجثم على رقبته، كأن يداها على عنقه وتخنقه خنقًا مميتًا، وتجلت تعابير اختناقه على وجهه وهو يسأل بصوتٍ متردد :
– قولي يا بابا إحنا مديونين لسُلاف بإيه ؟، ريحني.
لم يكن “صلاح” مباليًا بالأمر كله، وكل ما شغل ذهنه هو كيفية التخلص من “سُلاف” والزج بها بعيدًا عن طريق عائلته :
– شوفها عايزة كام وتسيبنا في حالنا، إيه اللي يخليها تمشي من سكات وتنسى عيلة القرشي خالص.
هز “حمزة” رأسه نافيًا إمكانية الحلّ بأي من تلك الحلول التي عرضها عليه :
– ولا حاجه من دي هترضيها، البت دي جايه عشان تدمر، جايه تتفرج علينا وهي بتساوينا بالأرض.
دنى منه “صلاح” خطوة واحدة، وحسم الأمر بالنسبة له كليًا :
– أنا اللي هساوي بيها هي وكل اللي وراها الأرض لو مارتجعتش، مش انت كنت عايز تعرف دي مين وعايزة ايه؟؟ أديك عرفت يا حمزة، البت دي مش هتفضل على ذمتك ليلة واحدة تاني.
فسأل “حمزة” السؤال الوحيد الذي من وسعه تغيير مسار رغبة والده :
– وابني اللي معاها؟.
فقطع عليه “صلاح” ذلك الطريق قائلًا :
– هناخده منها، بالزوء بالعافية هناخده.. ولا ليك رأي تاني؟.
فـ هدر “حمزة” بصوته هدرًا :
– أنا عايز أخلص من الصداع ده في أسرع وقت ومن غير ما آخد روح حد، عايز أفـوق بـقـى.
تحرك “صلاح” خطوتين نحو سيارة ولده وهو يردف :
– كله بأيدك، خلصنا من الـ ×××× دي واحنا نرتاح كلنا.
أخرج “صلاح” هاتفه من جيب سترته ليجيب على المتصل بإلحاح شديد و :
– ألو، أيوة يا راغب.. في إيه؟.
لحظات من التحديق المتفاجئ، وشحوب مُصفرّ هاجم بشرته وصوت صياحه قد انفجر فجأة :
– بتــقـول إيـه ؟.. يعني إيه الكلام ده يا راغـب؟؟ إزاي!.. طب أقفـل بسرعة وانا جايلك، أقفل.
التفت “صلاح” لولده وعيناه تقرع شررًا مغتاظة، وجهه محمرًا كأنه موقد مشتعل، ليصرخ صراخًا مريعًا :
– جاي تقولي مش عايز تـخسـر أرواح؟؟.. ده انا هقتلها بنفسي، هخلص عليها بإيديا دول.
وهمّ مندفعًا نحو سيارته تاركًا خلفه علامة استفهام كبيرة، دفعت “حمزة” للإتصال العاجل بصديقه من أجل الإستعلام عما حدث وجعل والده يصل لتلك المرحلة من الغضب الأعمى :
– إيه اللي حصل يا راغب؟.
فآتاه جوابًا مفزعًا :
– مصيبة يا حمزة، في ١٠٠ مليون جنيه اتسحبوا من حساب البنك وجه بيهم كشف حساب على المكتب دلوقتي.
ليضرب رأسه في تلك اللحظة تحديدًا تهديدها الصريح والمعلن أمامه، بإنها ستسلبهم كل شئ، ستسحب البساط من أسفل أقدامهم، وتنهي سنين الرفاهيه الطويلة والحياة المنعمة، كي تهديهم القهر والتعاسة والبؤس، كي تظفر بإنتقامها وتراهم مذلولين أمامها، هذه اللحظات التي دفعت من عمرها سنوات كي تعيشها، وآن الآوان ليكون النصر حليفها وحدها دونهم، ودون التفكير في أية توابع تنتج عن فعلها المتهور والمجنون.
**************************************
الكثير من المياه التي غمرت بها وجهها، لإزالة بقايا مستحضرات التجميل التي بقيت عالقة على بشرتها، حتى بعد استخدام المزيل الخاص بها. عاد وجهها ناصع ونظيف، وكأنه تنفس بـ حُرية وانتعاش، بعدما تحمل طبقات قاسية من المستحضرات لتغيير أكبر قدر ممكن من ملامحها. خرجت “سُلاف” من دورة المياة الملحقة بغرفتها وهي تجفف وجهها، ثم تركت المنشفة لتجيب على هاتفها، بصوتٍ مشرق ونبرة حملت ابتهاجًا سعيدًا :
– أيوة يا عِبيد، أنا هلبس وهنزلك على طول عشان أروح أشوف زين أحسن وحشني أوي.
كتمت ضحكة منتشية شامتة وهي تتابع :
– أنا ماليش نفس أواجه حمزة دلوقتي، خليه يدور عليا شويه هو وأبوه.
استمعت لصوت بوق بالخارج، فـ عجلت خطواتها نحو الشرفة لتنظر من خلف الزجاج، فـ رأت “يسرا” تترجل عن سيارتها وتسرع الخطى نحو الدخول، فـ استعدت “سُلاف” من أجل استقبالها :
– طب اقفل عشان انزل ليسرا دلوقتي، سلام.
تركت هاتفها وخرجت من أجل استقبالها، فـ استمعت لصوتها الهادر الذي رجّ الأرجاء كلها :
– حــمــزة، يا حـمزة!.
ترجلت “سُلاف” بتعجلٍ على الدرج وهي تقول :
– مفيش حد هنا يا يسرا، مالك في حاجه حصلت؟.
وقفت “يسرا” على حافة الدرج وهي تهتف بـ صراخٍ مختنق :
– أنا جايه أقوله إني مش هسافر ولا هسيب مصر مهما حصل، ولو عنده ذرة أخوة ناحيتي ينفذ وعده ليا ويبعد عني ماما وبابا.
وضعت “سُلاف” يداها على كتفي “يسرا”، وضغطت قليلًا من أجل تهدئتها وهي تعلن عن دعمها الشديد لها :
– أهدي يا يسرا، محدش يقدر يخليكي تعملي حاجه مش راضيه عنها.
انفجرت عيناها بالدموع، وأخرجت طاقتها المشحونة في هيئة صوت صادح مصحوب بالصراخ المنفعل :
– لو مش قادرين على حمايتي أنا هحمي نفسي بنفسي، لكن مش همشي من هنا ولا هعيش حياتي هربانه، ومش هفضل على ذمة حاتم مهما كلفني، حتى لو دفعت حياتي تمن للحرية اللي هاخدها منه.
مسحت “سُلاف” دموعها بأصابع مرتعشة أصابتها الرجفة، مترددة من فكرة تقديم الدعم الكامل لها؛ لكن ببواطنها رغبة جامحة صعبة الترويض، لتقديم كل سبل المساعدة إليها وحمايتها أيضًا إن تطلب الأمر ذلك، من أجل الحفاظ على النبتة الوحيدة الخيّرة وسط منزل آل القرشي كله :
– أنا وعدتك أخلصك منه، ودلوقتي بوعدك أحميكي من حاتم لو عايزه ده.
توقفت دموعها للحظات، ونظرت لـ “سُلاف” نظرة شديدة الغرابة، قبل أن تسألها بتوجسٍ :
– انتي فعلًا عايزة تساعديني؟.. ولا بتضربي بيا بابا وحمزة؟.
سؤالًا جعل كل زواياها ترتعد، ليتردد صداه في آذانها وهي تفكر حقًا، هل تدعمها أم تتخذها سبيلًا لكسر شوكة جديدة لـ “صلاح” وولده؟. لم يدُم صمتها، بل أتى الجواب نابعًا بصدق من حواسها الباطنة لتعترف به صراحةً :
– أنا بساعدك انتي يا يسرا، من أول يوم وانا اخترت اساعدك انتي.
مسحت “يسرا” على وجهها، وخرج من داخلها شخص يريد أن يُفضي بكل شئ ليستريح، لعل ثقل الهموم يخف عن عاتقها قليلًا :
– سُلاف، أنا بحب راغب، ولو في بحياتي عمر ليوم واحد عايزه أعيشه معاه هو.
گالزلزال، أصاب حواسها بغتة، ليس وقع المفاجأة عليها، وإنما اختيارها لها لكي تكون بئرًا لسرّ عظيم گهذا، جعلها ترتجف تأثرًا. أظهرت “سُلاف” ذهولًا متعمدًا وسألتها :
– راغب صاحب حمزة؟.
أومأت “يسرا” برأسها وهي تجيب بصراحة مطلقة :
– آه هو.. وهو كمان بيحبني ومستعد يعمل عشاني أي حاجه.
ازدردت “سُلاف” ريقها وهي تسأل :
– وبعدين؟.
– اليوم اللي هاخد حريتي فيه هو اليوم اللي هتجمعيني فيه بأمنيتي يا سُلاف.
أولتها “سُلاف” ظهرها وقد أصيب بدنها بشئ من القشعريرة وهي تسألها :
– للدرجة دي بتحبيه؟!.
گمن سبحت في نهرٍ من الأحلام، وهي تجيب بصوتها الناعم الذي ملأه الهيام :
– وأكتر يا سُلاف.. ده السبب اللي خلاني عايشة طول الفترة اللي فاتت.. عشان كده مش عايزاكي تقصري أبدًا في إنك تخلصيني من الجوازة دي.
صوت الباب الذي انفتح جعل كلاهما يتأهبن لوجود شخص ثالث غيرهن، حتى ترآى لهن “حمزة” وهو يدلف بخطوات مندفعة دون أن يرى شقيقته، وما أن رآها حتى سيطر على النيران التي تنبثق من عينيه المستشيطتين، ورسم ابتسامة زائفة وهو يردف :
– يسرا؟.. انتي هنا من أمتى؟.
رفعت “يسرا” حقيبتها الصغيرة على كتفها وهي تجيب :
– لسه جايه، كنت عايزة اتكلم معاك.
دنى منها “حمزة” وسحبها معه للداخل وهو يهتف بـ :
– تعالي معايا يا حبيبتي.
ثم نظر لـ “سُلاف” كي يحذرها من فكرة الخروج قبيل التحدث إليه :
– متتحركيش من هنا، أنا جايلك تاني.
وغاب من أمامها، فـ ارتفعت ابتسامة عريضة على محياها، وكتمت صوت ضحكة رقيعة ودت لو إنها حررتها من صدرها، بعد إحراز هدف ثقيل گالذي حققته اليوم، وقررت ألا تهرب الآن، وألا تفوت على نفسها فرصة التشفّي فيه.
أغلق “حمزة” باب المكتب، وأشار لها للجلوس وهو يقول :
– أقعدي يا يسرا وقوليلي، محتجاني في إيه؟.
لم تجلس أو تتحرك من مكانها، بل جمدت في نفس الموضع الذي وقفت فيه وهي تقول بحزمٍ شديد :
– ماما عايزة تهربني، وإنا عايزاك تقف معايا ضدهم.
تغضن جبينه غير مستوعبًا تلك الفكرة الجبانة التي حلّت على مخيلتهم، وعبر عن تضامنه معها :
– مفيش حد هيهربك ولا حاجه، وطالما عايزة تفضلي هنا يبقى هتفضلي هنا.. كده كده حاتم مش هيكون فاضي لفترة عشان يتشغل بيكي، خلال الوقت ده أنا هخلص الخلع وهردلك حريتك زي ما انتي عايزة.
رفضت “يسرا” تدخله في أمر قضيتها، معتزة باختيارها لـ “سُلاف” گمحامية تنوب عنها :
– أنا فعلًا عندي المحامي بتاعي يا حمزة، أنا بس عايزة منك تبعد بابا وماما عني، أنا خلاص مبقتش قادرة على مواجهتهم أكتر من كده.
ضغط “حمزة” على كتفها من أجل أن يُجلسها :
– طب أهدي وأقعدي.
ثم جلس قبالتها متابعًا :
– مش فاهم إيه سر تمسكك بسُلاف مع إني قادر أعملك اللي عايزاه وأكتر ؟.
نزعت “يسرا” حقيبتها ووضعتها على الطاولة وهي تقول :
– أنا هرتاح كده، وياريت كلكم تحترموا رغباتي بعد كده.
كان “حمزة” قد اندمج في أمر آخر، وذهب عقله للتفكير بشأن اختطف كل حواسه ومداركه واستيعابه، بل وحطّ على رأسه گالأخطبوط، حتى أعجزه عن السماع أو الرؤية أو التفكير في شئ آخر. تعلقت عينا “حمزة” بتلك الحقيبة المميزة جدًا، والتي رآها من قبل وأمسكها بيده أيضًا. فـ حطت على رأسه غمامة شديدة السواد، توارت خلف ضحكة داهية وهو يسأل :
– حلوة الشنطة دي، جيباها منين؟.
ارتخت “يسرا” في جلستها وأسندت ظهرها للخلف وهي تجيب بأريحية، غير مدركة للأزمة الحقيقية التي وقعت فيها :
– جيباها معايا من أمريكا، مفيش زيها هنا في مصر.
اتسعت ابتسامته السوداء و :
– فعلًا؟!.. يعني لو عايز واحدة زيها مش هلاقي؟.
هزت “يسرا” رأسها بالسلب، وبثقة شديدة كانت تجيب :
– مستحيل، المصنع مش بيطلع منها غير تصميم واحد بس.
حقًا ورطة كبيرة، ورطة كبيرة جدًا بل وكارثة حقيقية، ستزيل في طريقها كل أخضر ويابس، وستقلب الوسط كله رأسًـا على عـقب…
**************************************
*******************************
الفصل ما هو إلا خطوط عريضة لتذكيركم ولإستكمال مسيرة الرواية.. في انتظار آرائكم وتوقعاتكم وتفاعلكم. 🔥
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية أغصان الزيتون)
تحفه الروايه
❤️❤️❤️❤️❤️
💕💕💕💕💕💕
✨️✨️✨️✨️
☺️☺️☺️☺️☺️☺️
☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️
☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️💕💕💕💕💕
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
بجد الروايه تحفه و مختلفه
مساء الخيرات على الجميع
القسوة تعمي القلب و العين
الديان لا يموت
شكرا على الرواية
جميلة جداً
🌷🌷
🌼🌼🌼🌼
حلوة أوي ومنتظرة الباقي 🙂🙂
🥰🥰🥰