رواية أطياف الفصل الثامن 8 بقلم هنا عادل
رواية أطياف الجزء الثامن
رواية أطياف البارت الثامن
رواية أطياف الحلقة الثامنة
للساعة 10 مظهرش وائل ولا حس ولا خبر، المشكلة انه متكلمش مع اطياف ولا حد وصلها اللى حصل اصلا، محدش عارفله مكان ولا حد عارف يوصله، اطياف اضطرت تخرج من الكوافير راحت على القاعة وعلى امل انه يظهر او حد يوصلها بيه او ييجي ويبرر اللى حصل منه ده بعدين مش مهم، حاسة بكسرة نفس وحسرة ووجع قلب وفضيحة:
– معقول وائل يعمل فيا كده؟ ده الشيطان معملش كده، قذاف اللى من نار معملش فيا ولا هان عليه اني اتحسّر بالطريقة دي، مباعنيش ولا سابني سنين وانا بحاول اخلص منه، كنت على امل اني اعيش حياتي زى اي بني ادمة طبيعية، كنت على امل اني ابدأ اعيش مع بني ادم طبيعي، لكن لاء..البشر مؤذيين، كلهم بيهربوا، كلهم بيبعدوا، كلهم كمان بيجرحوا.
فكرة انه مبعتش رسالة حتى يعتذر فيها عن اللى ناوي عليه او يبلغها بيه كانت وجعاها جدا، بقيت تتفرج على نظرات الناس وتقول من جواها:
– قولتله امشي، ليه اصر انه يكمل معايا، ليه يعيشني فى حلم علشان يصحيني على كابوس؟ ليه يعمل معايا كده؟ ليه علطول بيأذوني؟
اطياف كانت فُرجة قدام الناس وابتديت حاسة ان قذاف برغم انه شيطان وملعون الا انه مفضحهاش، اه خلاها منبوذة من الناس ولواحدها، لكن مسابهاش ولا بعد عنها برغم السنين دي، ابتديت تقارن بين الشيطان والانسان وتحس ان الشيطان عنده رحمة عن البني ادم…ابتديت تستسلم للي قذاف كان بيتمنى انها تستسلم له من زمان، اما مودة كانت مقهورة على بنتها اللى دموعها نازله وهي بتتفرج على نظرات الناس ليها وعمالة تردد:
– ليه بس يا وائل كده؟ منك لله، الله لايسامحك، الناس هتقول ايه دلوقتي على البنت؟ ما كنت تسيبها من الاول واحنا اللى طلبنا منك ده، ربنا ينتقم منك…يارب عندك الحل يارب، متفضحناش يا قادر يا كريم.
ابتديت أطياف تسمع كلام من حواليها بيتقال بصوت مسموع:
– ياخبر، عمل كده ليه بس؟
– ياترى عرف عنها ايه يخليه يسيبها يوم الفرح؟
– تستاهل، البت دي حواراتها كتير وكل ما يتقدملها عريس يطفش منها.
– لاحول ولا قوة الا بالله، دي زى القمر، خسارة فيه والله.
– ياشيخة خسارة ايه؟ دي بيقولوا عليها ملبوسة، اظاهر عرف حقيقتها ونفد بجلده.
كلام كتيررررررر صعب عليها تتحمله، وفجأة حسيت انها لواحدها، كل الناس قصادها لكن هي فى دنيا تانية لواحدها، بعيدة عن اصواتهم وكلامهم، مش سامعة غير:
– سِراء حبيبتي..ماتزعليش، انا مش هقدر اتحمل اشوف دموعك.
جه الصوت من وراها وهي قاعدة تتفرج وفى حالة صدمة، ساكتة وملتفتتش حتى وراها وفجأة حسيت ان فيه حد بيحاوطها ويضمها له، ولأول مرة تكون فى وعيها بس متقاومش ومتحاولش تبعد، كانت مستسلمة تماما لأنها فى اللحظة دي محتاجة بس اللى يحسسها انها مش لواحدها، محتاجة تحس انها فى امان، همس فى ودنها وهو بيقول:
– اوعي تخافي يا سِراء، كل ده هيخلص فى لمح البصر.
وفجاة قطعت الكهربا فى القاعة كلها..وفى اقل من لحظات رجع…اصوات زغاريد، اصوات هيصة كبيرة، صوت الزفة والناس بتقول:
– العريس جه، اخيرا وصل.
اتخضت اطياف من الكلمة، مش مصدقة، قامت من مكانها وهي مذهولة لسة، وقفت تبص على باب القاعة شافت وائل واقف على باب القاعة وماسك بوكييييه ورد كبير جدا، محسيتش اطياف بنفسها غير وهي بتجري ناحية وائل واترميت فى حضنه وهي بتقوله:
– ليه كده يا وائل؟ ازاي حتى ميهونش عليك تكلمني تقولي فى ايه؟ ازاي اهون عليك تعمل معايا كده؟
وائل بهدوء:
– انا اسف يا حبيبتي، كان فيه حادثة جامدة جدا على الطريق عطلت الطريق كله.
اطياف بدموع وقلبها بيدق جامد:
– طيب كلمني، انا كلمتك كتير وتليفونك مقفول.
وائل:
– فصل مني، انشغلت عن اني اشحنه.
أطياف:
– طيب حتى كان مروان كلمني بلغني.
وائل:
– خلاص بقى يا اطياف، اصلا قفشت انا وهو وقرر ميجيش.
وفى لحظة مسك ايديها وسحبها وراح بيها ناحية الكوشة وغمز لبتاع الدي جي اللى شغل اغنية هادية وابتدا يرقص بيها على انغام الاغنية، الرقص اللى كان بيرقصه كان اروع من انه يتوصف، كان بيشيلها يلف بيها وكأنها فراشة فى الهوا، مبسوطة وطايرة من الفرحة، نظرات اعجاب من كل الموجودين وانبهار باللي بيحصل وكأن اطياف اميرة من اميرات افلام الانيمي، وفجأة وقفت الموسيقى وركع وائل على ركبته قدام اطياف اللى عنيها بتلمع من الفرحة وقالها:
– سِراء، تتجوزيني؟
فى اللحظة دي كل حاجة اتحولت..اتحولت للعنة، المعازيم كلهم اتحولوا لشياطين مخيفة مرعبة، الأنوار كلها فى القاعة اتحولت لمشاعل نار ترهب، فستانها الابيض اتحول للأحمر بلون الدم، كل اللى حواليها ابيض واسود معادا النار بس، وائل اتحول لقذاف، جسمها مليان وشوم غريبة، المكان كئيب ضلمة الا من ضوء النار، القاعة البسيطة الجميلة اتحولت لكهف مهجور غريب، حتى الكوشة اللى كانت قاعدة عليها من دقايق اتحولت لمدافن من حجارة، جسمها قشعر وهي بتدور بين الوشوش المخيفة عن اهلها، امها، ابوها، اى حد تعرفه:
– فين امي؟ فين ابويا؟
بقوتها زقته يبعد عنها وجريت منه، جريت وكأن المكان مفيش فيه بوابات للخروج، بقى يسيبها تجري فى كل مكان وهو بيتفرج عليها ويضحك، يظهر فى وشها فجأة ويقربها منه بالعافية والأغاني المخيفة تشتغل ويرقص بيها تاني لكن غصب عنها، تزقه يبعد عنها ويتكرر ده تاني لحد ما زقيته اخر مرة وقالتله:
– انت لعين، انت شيطان، ابعد عني، مستحيل اكون ملك ليك.
ابتسم بصوت مرعب وقالها:
– سِراء، انتي بالفعل زوجتي من زمن بعيد، انتي مِلكي شئتي ام ابيتي.
وقرب منها وهو بيحاول يوصل بيها لرحلة الخلود، الرحلة اللى مش هتقدر ترجع منها اطياف من تاني لا للعالم بتاعها، ولا لحياتها، ولا حتى تنعم بانها تموت وترتاح من كل اللى هي فيه، فجأة وقبل ما يلمسها ويقرب منها حصلت اغرب حاجة ممكن تتخيلوها، وقع قذاف على الارض وابتدا يقطّع فى جلده ويصرخ ويردد كلام مش مفهوم:
– ن ا رر حق خرق طا عة لع ن ة طسم مس قب خق فذ قن
كان برغم الصراخ اللى بيصرخه وجسمه اللى بيسيح على الارض، وعضمه اللى بيدوب وبيختفى الا انه مستمر فى اللى بيقولوا، بيكرر وكأنه قرر يلعنها بلعنة متنتهيش حتى قبل ما يفارقها، كرر تاني:
– سمممممم طس مطس لع ن اااا ت حق خق فذ قذ قن مار
وفجأة اختفى قذاف..اختفى واختفيت كل حاجة، واتفتحت البوابات قصاد اطياف اللى طلعت تجري…طلعت تجري وهي مش عارفة رايحة فين ولا جاية منين، بتجري ومش لاقيه حد حواليها لكن مقتنعة ان النور اللى فى نهاية الطريق ده اكيد هيوصلها لحاجة، وفعلا وصلت للنور وهي بتاخد نفسها بالعافية، كانت حاسة بانها هتموت قبل ما تهرب من المكان ده باللي فيه، لقيت نفسها اخيرا على طريق عام ومن حظها انها بعد وقت مش طويل قابلت عربية جاية وشغلت الانتظار..كانت واقفة أطياف تشاور للعربية وهي بتعيط، كانت خايفة ومرعوبة لكن مفيش عربيات كتير ماشية على الطريق ده، المكان مش عمار اصلا، كانت اللى سايقة العربية بنت…اه شكلها يقول انها مش تمام…لكن للأسف مفيش حل قدام اطياف غيرها:
– لو سمحتى، انا كنت مخطوفة ومش عارفة انا فين، ممكن تبعديني عن هنا لأى مكان عمار بس.
البنت:
– طيب اركبي..
ركبت اطياف وهي مرعوبة من كل حاجة، لكن فى كل الاحوال لما تبقى بتتعامل مع بني ادمين اهون من اللى شافته من دقايق ده، اتكلمت اطياف:
– هو احنا فين؟ انا معرفش المكان ده؟
البنت:
– احنا قبل السلوم ب2 كيلو، انتي ايه حكايتك؟
اطياف:
– السلوم دي يعني بعيد عن اسكندرية؟
البنت:
– اه اكيد بعيد، اهدي بس ومتقلقيش انا هوصلك لأى مكان، بس فهميني ايه اللى حصل.
أطياف كانت خايفة، سكتت ومقدرتش تحكي حاجة، اتكلمت البنت وقالتلها:
– انا ميرال..من مصر، حظك حلو اني قابلتك.
بصيت اطياف لميرال بقلق من شكلها ومكياجها الغريب لكن مش هتقدر تقول حاجة، حسيت البنت بتوتر اطياف فقالت لها:
– متخافيش، مش هخطفك واشربك حاجة اصفرة واعمل فيكي حاجات عيب، انا اه شكلي يقول كده، لكن انا بنت ناس جدا على فكرة..بلاش تحكُمي على حد من شكله.
ساكتة اطياف ومش مستوعبة اللى حصل، ولا مستوعبة انها خلصت من اللى كانت فيه ده، ابتديت ميرال تتكلم وتتكلم، كتير جدا، حكيت قصة حياتها المأساوية لأطياف وقد ايه هي اتعذبت مع مرات ابوها اللى اضطرتها انها تقتل وهي قاصر لسه، وده كان سبب انها تدخل الاحداث من قبل ما تكمل 16 سنة، ميرال اتكلمت ومن كُتر ما اللى كانت بتحكيه صعب دموعها نزلت، ودموعها كانت كافية ان اطياف تتحسّر على كل اللى هي فيه وتعيط هي كمان، مسحت ميرال دموعها وقالت وهي بتحاول تداري حزنها:
– بتعيطي عليا؟ للدرجة دي صعبت عليكي؟ يلا سيبك بقى من اللى حكيته ده كله، انا نكد شويتين، احكيلي انتي بقى ايه حكايتك.
كانت لسه ساكتة، لكن ميرال قالتلها:
– ياستي دردشي نقصّر الطريق على بعض، كلها شوية وقت وانا وانتي اكيد مش هنتقابل تاني.
اتكلمت اطياف وقالت:
– انا…انا كنت مخطوفة و…. لالا..انا هقولك اللى حصل، انا كان فرحي النهاردة، وعريسي هرب، مجاش، فضحني قدام كل الناس، مش عارفة ليه عمل معايا كده؟ كان قاللي، انا اتحايلت عليه يسيبني.
عيطت كتير اطياف وميرال كانت متأثرة جدا بحالتها، مش عارفة تواسيها ازاي، ولا عارفة تخرجّها ازاي، فجأة وصلوا لأستراحة على الطريق وقالتلها ميرال بتهريج علشان تفك عنها شوية وتطلعها من الحالة دي:
– تعالي بقى اعزمك على حاجة ساقعه، وهنا فيه ست من العرب بتبيع حنة سوداني مالهاش حل، تعالي اعملك تاتو تفتكريني بيه.
رفضت اطياف فى البداية، لكن ميرال اصرت وقالتلها:
– بصي انا مش بعرف اواسي حد ومش عارفة اعمل معاكي ايه، خليني احاول اواسيكي بالطريقة اللى اعرفها، علشان خاطري.
اضطرت اطياف تنزل من العربية، كانت محتاجة تدخل الحمام، سابت ميرال راحت مكان ما قالت وراحت هي تغسل وشها وتدخل الحمام ورجعتلها تاني، كانت ميرال مستنياها وقالت وهي بتوريلها البوم:
– يلا بقى اختاري صورة حلوة كده ارسمهالك.
اضطرت اطياف توافقها لمجرد بس انها تجاملها على محاولتها فى التخفيف عنها، وكمان توصيلها ليها مسافة كبيرة زي دي، اختارت اطياف رسمة صغيرة جدا ودخلوا العربية سوا وابتديت ميرال ترسمها لأطياف فى كتفها من ورا، كان غريب جدا ان ميرال عمالة تدندن بموسيقى غريبة جدا، وفجأة اطياف اتخضيت:
– انتي بتقولي ايه؟
رعب اطياف واعتقادها بأن كل اللى حواليها شياطين خلاها تتخيل ان مفيش احتمالية للتعامل مع بشر، اتحرجت ميرال وقالتلها:
– معلش بقى يا فوفا، انا بحب اعمل اي حاجة وانا بدندن كده.
ورجعت ميرال تغني من تاني وهي بتقول:
– و ياريت يا شوق
– ياريت يا شوق
– تضمنا انا وحبيبي
– اغلى الحبايب ياحبيبي
– لو لسه دايب في لهيبي
– ياحبيبي ياحبيبي
– ارجع وخدني خدني
– على سكه العاشقين
وسكتت ميرال وهي بتقول:
– جامدة جدا الاغنية دي.
حسيت اطياف بألم فى كتفها وقالت:
– هو انا ليه كتفي بيحرقني كده؟
ميرال:
– يمكن بشرتك حساسة، متقلقيش هتهدا دلوقتي، انا خلصت اصلا.
نزلت ميرال وقعدت فى مكانها وساقت العربية وهما عمالين يتكلموا لحد ما وصلت اطياف عند بيتها، سلموا على بعض وشكرتها كتير جدا، طلبت منها تطلع ترتاح عندها لحد الصبح، لكن هي رفضت، واتمنت لأطياف حياة جديدة هادية، طلعت اطياف البيت واول ما دخلت لقيت ناس كتير، وعياط ولهفة، ووائل موجود فى وسط كل الموجودين، قبل ما امها تقول اي كلمة وهما بيجروا عليها بلهفة، صرخت اطياف وقالت:
– ايه اللى جاب الحيوان ده هنا؟ خلوه يغور حالا مش عايزة اشوف وشه.
استغرب وائل، لكلن امها قالت:
– انتي كنتي فين يابنتي؟ وجعتي قلوبنا؟
اطياف بانفعال:
– بقولك خليه يغور حالا، مش طايقة اشوف وشه، كفاية اللى عمله فيا، كفاية الفضيحة اللى فضحهالي……
قاطعتها امها:
– فضيحة ايه بس يا اطياف، انتي اللى اختفيتي، وائل كل اللى عمله انه سافر للست اللى قالك عليها بورسعيد من امبارح الفجر، شقتكم ولعت يابنتي وكل حاجة راحت، كان قادر يسيبك بعد خسارته، لكن هو قرر ميتخلاش عنك وكان لازم يلاقي حل، وفعلا راح جابها وجه بيها على امل ان كل حاجة تنتهي قبل ميعاد خروجك من الكوافير، بس انتي اختفيتي..كل اللى فى الكوافير استغربوا انك خرجتي لواحدك قبل ميعاد وصول عريسك….لكن هو خلاها تستخدم أطرك وتشتغل عليه و….
قاطعتها اطياف:
– يعني اللى حصل لقذاف ده كان بسبب وائل؟ يعني وائل مسابنيش وهرب؟ يعني وائل كان سبب فى اني اخلص من اللى كنت فيه؟
ردت امها قصاد كل الناس:
– ايوة يا اطياف، انتي ظلمتيه فى الوقت اللى برغم اللى حصل فيه متخلاش عنك، وائل ده يتشال فوق الرأس…اللى عملت كده كانت مرات عمك..هي اللى اذيتك لأنها مكانتش عايزاكي لأبنها، منها لله كانت قالت من الاول بدل ما تأذينا السنين دي كلها، الله لا يسامحها وينتقم منها، هي اللى عملتلك العمل، لكن الست قالت ان اللى جالك عجبتيه وعشقك…وعلشان كده رفض يبعد عنك ويسيبك…بس هي الله يباركلها.
عيطت اطياف وهي بتقول:
– يعني انا خفيت، بالله عليكم خفيت.
فى اللحظة دي اتكلمت انا بس مقولتش غير ايات القرأن الكريم، كنت محتاج اشوف رد فعلها، اشوف هل فعلا هو بعد وسابها ولا لسة موجود معاها، لكن لما حصل كانت اطياف طبيعية جدا..اه فجأة حسيتها غمضت عنيها جامد وكأنها حاسة بألم، لكن بسرعة فتحتها تاني وسمعت القرأن من غير ما تتأثر نهائي، لقيت نفسي بقولها:
– اطياف، انتي بفستانك، وانا جاهز، خلينا ننزل لأى مأذون ونتمم جوازنا.
أطياف بفرحة:
– موافقة.
فعلا كلهم نزلوا، وعلى اقرب مأذون اتكتب الكتاب، وبالتليفون حجزت فندق فى الغردقة لمدة اسبوعين، اسبوعين وانا سايب الشقة لمروان و ابويا وحماتي يتصرفوا فيها، وانا عايش مع اطياف احلى ايام حياتي، قدرت انسيها كل اللى حصل، عيشنا فى الجنة فعلا، اسبوعين انا وهي بنعرف بعض من جديد، نسينا او اتناسينا اي حاجة حصلت، وخلصت الاجازة ورجعنا على بيتنا…اطياف اول ما دخلت البيت برقت:
– ايه الجمال ده يا وائل؟ الشقة رجعت احلى من ما كانت.
وائل:
– علشان كل حاجة لازم تكون احلى واجمل من ما كانت.
كل حاجة هادية ومريحة، حتى انا جاتلي فرصة شغل برة مصر وترقية مكنتش عامل حسابها، لكن الأمتيازات اللى الشركة قدمتهالي خلتني مش قادر ارفض:
– اطياف، هنسافر دبي..لينا شقة دوبلكس هناك جاهزة من كل حاجة، مرتبي هيبقى 3 اضعاف وبعملة دبي، ولو حابة تشتغلي فيه فرصة لتعيينك انا هكون مدير الفرع هناك.
أطياف بحب:
– انت مرتاح للفرصة دي؟
رديت:
– جدا….فرصة نأمن بيها حياتنا، وخلال 5 سنين ان شاء الله نكون قدرنا نعمل مبلغ محترم يساعدنا فى الاستقرار وبداية مشروع محترم كمان فى مصر.
أطياف:
– انا معاك يا حبيبي مكان ما تكون.
وابتديت اجراءات السفر تجهز بسرعة، واطياف مبسوطة جدا لسعادتي، وانا مبسوط جدا بأننا خلصنا من كل المشاكل وابتدينا نفوق وننجح سوا، سافرنا وقضينا اسبوع مالهوش حل، وقبل ما انزل شغلي اللى كان بعد وصولي بعشر ايام صحيت دخلت الحمام بليل…صحيت اطياف من نومها ولقيت وائل مش جنبها، قامت تشوفه هو فين؟ كان مش موجود فى البيت كله، قررت تدخل الحمام وتخرج تتصل بيه، واول ما فتحت باب الحمام شافت اللى كانت مستحيل تتخيله…كان وائل متعلق فى سقف الحمام ومحاوطه شمع كتير فى السقف مقلوب والشعلات بتاعته نازلة فى اتجاه الارض، كان على بيتألم والمنظر مرعب، لسه اطياف هتصرخ فجأة سمعت صوت بيقولها:
– اهلا يا سِراء، مرحبا بعودتك لزوجك الأبدي.
صرخت اطياف واتحول المكان للكهف اللى كان فيه الفرح، وائل لسه متعلق فى السقف واطياف بتصرخ وقذاف بيضحك، وهنا ظهرت ميرال بتبتسم، اطياف شافتها صرخت بأسمها:
– ميرال..الحقيني، انا اطياف اللى ركبت معاكي…
قاطعتها ابتسامة ميرال اللى قربت من قذاف بشكله المرعب وقعدت على ركبتها قصاده راكعة بتردد:
– ليك القوة والسلطان يا شيطاني العظيم… ليك الترانيم الاربعة وملك لك روح القربان المُقدمة…
اطياف وقعت من طولها وفجأة اختفى قذاف…وبعد وقت فتحت عنيها ولقيت نفسها فى سرير غريب، صرخت لكن ظهرت انا قدامها..قالت بقلق وخوف:
– وائل، احنا فين؟ كنت هموت عليك.
ابتسمت واتحولت عيني لعيونه هو وسمعت نفسي بقولها:
– سِراء، لن تستطيعي الهروب من زوجك الأبدي.
– لن ننتهي ابدا…تطلبوننا ولن تتخلصوا منى سوى برغبتنا فقط…من اليوم أنتي وهو ملك لي، ولن اترككم ابدا.
ده كلام سامعه بودني لكن حاسس انه صدى صوت، مش خارج من جوايا لكن شفايفي بتتحرك، من اليوم ده وانا عايش زي الروبوت…بعمل اللى هو بيعوزني اعمله بس، سِراء بقيت مِلك له، اطياف بقى مالهاش وجود، بقيت خيال بيه كل الدنيا عارفة ان اطياف عايشة سعيدة، سيطرته عليها وعلى تفكيرها وعلى عقلها خلاها تشوفه فيا، اقتنعت اطياف ان جوزها هو انا…وائل، لكن الحقيقة اطياف مبقيتش غير الروح اللى هو سيطر عليها بأذاه والشر اللى فيه، مبقيتش غير سِراء، اما انا فبقيت المكان اللى بيسكنه وقت ما بيحب يكون فى هيئة البشر…لقيت نفسي مش عارف اخلص من سجنه، مش عارف اخلص من لعنته…وفى الوقت اللى بيهرب مني للعالم بتاعه بسِراء، بقدر اهرب انا من سيطرته عليا بالكتابة، اه انا بكتب دلوقتي علشان تعرفوا حكايتي والاقي اللى يساعدني…انا كان نفسي اساعدها لكن انا بقيت سجين لعاشقها، بقيت سجين ولا عارف اساعدها ولا حتى اساعد نفسي، وهي بقيت عايشة مغيبة ومش عارفة مين اللى بتكون معاه….عرفتوا حكايتي…الحقوني…انقذوني…خلصوني..لالالا خلصونا منهم، مش عارفين نرجع ولا عارفين نهرب…احنا مسجونين فى جحيمهم ساعدوني اقرب من اللى هيخليني احاربهم…انا مقيد ومتكتف، ومش هقدر اعمل اي حاجة تأذيها…وهتنهي حياتي من غير ما نهزمهم…خلصوني وساعدوووونا..مستنيكم.
دي كانت اخر رسالة بعتها لأسكندرية..لا عارف ازاي ولا امتى، لكن ده اللى قدرت اعمله فى وقت هو حررني من سيطرته عليا لانه راح للعالم بتاعه، راح بمراتي، راح بأطياف، ووصلت رسالتي المكتوبة لمروان اللى برغم صعوبة كل حاجة…قدر يجيب الشيخة من تاني..وعلى أطري وأطر اطياف اللى فى بيتنا بأسكندرية، قدرت تساعدنا، قدرت تحرقه، قدرت تحرق ميرال، والمرة دي اتحرقوا وهما فى العالم بتاعهم، وهزيمتهم فى العالم بتاعهم اصعب بكتير من هزيمتهم فى العالم بتاعنا، لأن هناك ابعد مكان يتوقعوا فيه الهزيمة ووصول البشر، لكن هي كانت قادرة بمساعدة ربنا ليها انها توصل لمكانهم وتحرقهم…رجعتلي أطياف وهربنا…مش عارف هربنا من دبي، ولا هربنا من المكان اللى كنا محبوسين فيه، لكن كل اللى انا عارفه دلوقتي هو اننا فى بيتنا وقافلين علينا كل الابواب وخايفين من كل الناس…وهما لسه مظهروش من تاني….تفتكروا ممكن يظهروا تاني فى حياتنا؟ احنا خايفين.
…..
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أطياف)