رواية أضيئي عالمي الفصل الثامن والعشرون 28 قلم ديانا ماريا
رواية أضيئي عالمي الجزء الثامن والعشرون
رواية أضيئي عالمي البارت الثامن والعشرون
رواية أضيئي عالمي الحلقة الثامنة والعشرون
عقدت ما بين حاجبيها : أنت بتقول إيه يا أمير؟
أغمض عينيه وهو يتنفس بعمق ثم حدق بها: أنا عارف
أنك هتتعصبي بس أنا عملت ده علشان مصلحتك
والله.
صرخت فى وجهه بغيظ: هو ايه اللى علشان مصلحتي
يا أمير أنت بتهزر؟ ازاي تعمل حاجة زي دى من
غير ما تقولى ولا تستشرني الأول إزاي تقرر من نفسك
كدة!
التفتت حولها بغيظ شديد وكأنها تريد شيئا ما حتى تفرغ
فيه غضبها.
حاول أن يهدئها: راية أنا عمرى عملت قبل كدة حاجة
مش فى مصلحتك أو تأذيكِ؟
تجمعت الدموع فى عينيها وقالت بحنق شديد : بس دى حياتى أنا يا أمير وده قراري أنا ليه تعمل كدة من غير
ما تقولى ليه؟ ليه كلكم بتعملوا فيا كدة؟
بدأت تبكى بقهر: حرام عليكم بقا ليه كل واحد فاكر
أنه ليه الحق فى حياتى ماعدا أنا، أنا تعبت
يا أمير، أنا صاحبة القرار سواء أرجع ولا لا أنا اللى
أقول مش أنت، كلكم كدة بتتلاعبوا بحياتى وأنا
فى آخر الحسابات مع أنها حياتى أنا.
جلست و وضعت يدها على وجهها: يارب ليه كدة يارب
استغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم.
كان ينظر إليها بعيون دامعة ثم جلس أمامها
على ركبته: راية أنتِ أكتر واحدة عارفة أنه عمرى
ما أعمل حاجة تأذيكِ أبدا و لا تكون مش فى مصلحتك
أنا آسف يا راية بالله عليكِ متزعليش مني أنا عملت
اللى فكرته الصح ليكِ، أنا آخر واحد يفكر فى حاجة
تضايقك بجد يا راية .
رفعت بصرها له : ايوا بس تكلمني تقولي مش تتصرف
من دماغك كدة يا أمير أنت كدة بتقهرني أكتر
مانا مقهورة.
قال بندم وآسف: أنا آسف بجد يا راية أنا عملت
كل ده علشانك والله أنتِ و عُمير مش أكتر.
مسحت دموعها بقوة: ويا ترى البيه قالك إيه بقا علشان
تميل لصفه كدة؟
أجابها بصوت رخيم: مش مهم قال إيه المهم أنه المرة
دى أتأكدت أنه هيحافظ عليكِ يا راية أنتِ و عُمير.
راية بجدية: وأنا مش مصدقة يا أمير مش مصدقة
خالص .
أتى والد نارا يقول بتعجب: مالكم قاعدين كدة ليه؟
نهض أمير: مفيش حاجة يا بابا كنت بتكلم مع راية
فى موضوع.
والد نارا بريبة: موضوع إيه؟
نهضت راية أيضا تقول بجفاء: زين كلمه يا عمو
علشان أرجع له.
والد نارا بدهشة: فعلا؟ وقالك ايه يا أمير؟
أمير بهدوء: قالى أنه ندمان على كل حاجة والمرة
دى مستعد يعمل أي حاجة علشان يرضي راية يا بابا
و ترجع له هو وابنهم.
التفتت راية بثورة لعمها: شايف يا عمو آخر ما زهق
عمل ايه؟ راح يكلم أمير و يكدب عليه.
تنهد عمها ثم قال: نتكلم بعدين فى الموضوع ده
يلا نأكل.
لم تلتفت لأمير وهى تلحق بعمها مما يدل على استياءها منه أما هو وقف بحزن يتذكر لقاءه مع زين.
ذهب أمير لمقابلة زين وجلس أمامه ببرود: نعم ؟
زين بإرتباك وعدم ارتياح: أمير أنا عارف أنه العلاقة بيننا مش كويسة وأنت فاكر أنه أنا شخص مش كويس معاك حق أنا عملت حاجات مش كويسة و استاهل كل اللى يحصل بس صدقني يا أمير أنا ندمت على كل حاجة عملتها و فوقت من اللى كنت فيه وعرفت قيمة راية و إزاي هى كويسة جدا أنا نفسى نرجع لبعض بس لما
طلبت منها هى مصدقتنيش ومصرة تنفصل
علشان كدة أنا كلمتك تساعدنى.
نهض أمير بحدة وقال بقسوة: أنت بتهزر لو فاكر
أنه أنا ممكن أساعدك فى حاجة زى كدة!
أنا أصلا هساعد راية علشان تخلص منك وتعيش
حياتها بقا وترتاح.
تطلع له زين برجاء: لو سمحت يا أمير أقعد واسمعني
للآخر و صدقني أنا صادق فى كل كلمة بقولها.
جلس مجددا بإمتعاض واستمع له: أمير أنت أكتر واحد
عارف راية وبتهتم بيها وبمصلحتها ومصلحة أبنها
أنا أدركت أنه أنا بحب راية يا أمير ونفسى نرجع
لبعض تانى وأنت عارف أنه راية كانت بتحبني
هى مجروحة مني اه بس أنا أقدر اخليها تسامحني.
أكمل وهو يحاول إقناعه بحديثه: طبعا أنت عايزة
راية تبقى سعيدة و بجد أنا أقدر اخليها سعيدة
لو رجعنا لبعض تانى و أنا بحبها وناوى المرة
دى اعوض كل حاجة وحشة عملتها .
حدق به أمير بتفكير ف تابع زين مجددا: صدقني يا أمير
أنا أضمن لك سعادة راية المرة دى وسعادة ابننا لو
رجعنا سوا فعلا وأنا هحافظ عليها واصونها
بجد يا أمير المرة دى أوعدك وفكر أنه كل ده
فى سبيل سعادة راية ومصلحتها هى.
نهض أمير بوجوم: هفكر وأشوف أقدر أعمل إيه.
أبتسم زين ونهض يسلم عليه بإمتنان: شكرا يا أمير
شكراً جدا صدقني مش هتندم على موقفك ده.
عاد بذاكرته إلى الحاضر ثم شعر بشئ رطب على وجهه
ف رفع يده ليكتشف أنها دمعة انحدرت على خده
ف مسحها بسرعة وهو يستعيد هدوئه و مرحه
الزائف حتى لا يشعر أحد بما فى قلبه.
انتهى العشاء وكانت على وشك الذهاب إلى غرفتها
حين أعترض طريقها أمير.
قالت ببرود: عايز إيه يا أمير؟
قال بحزن : هتفضلي زعلانة مني بردو يا راية؟
كتفت ذراعيها وهى تنظر بعيدا : أنت شايف اللى عملته يزعل ولا لا؟
تنهد بقلة حيلة: يزعل بس أنا عملته علشان مصلحتك
يبقي ميزعلش.
رفعت حاجبها: والله؟
أبتسم لها بمرح: والله حتى أنا كنت ناوى اتبرع واخد
عُمير و اخلي بالى منه بكرة طول اليوم.
لم تستطع إلا أن تضحك: خلاص كدة اتصالحت يعنى
وبعدين مهو عُمير كل يوم معاك هو مع مين يعنى.
ضحك هو أيضا : المهم أنك ضحكتي و مبقتيش زعلانة.
فى اليوم التالى كانت فى عملها حين التقت بزين فجأة.
راية بدهشة: زين بتعمل ايه هنا؟
زين بتوتر: راية عايزة أتكلم معاكِ ضرورى.
راية بجمود: مفيش كلام بيننا يا زين.
توسل لها: لو سمحتِ خمس دقائق بس.
أومأت بصمت و أشارت له أن يتبعها إلى مكتبها.
جلست أمامه ببرود: نعم عايز إيه؟
ابتلع ريقه بتوتر: راية أنا بجد ندمان المرة دى ليه
مش مصدقة؟
ابتسمت بسخرية: لأنى شوفت منك بما فيه الكفاية يا
زين و كمان….
قاطعها وهو يركع أمامها ويمسك يدها بتوسل شديد
مما جعلها تجمد مكانها من الصدمة والارتباك.
توسل لها قائلا ببكاء حار: راية صدقيني أنا ندمان المرة
دى بجد و نستعد أعمل أي حاجة علشان تسامحيني
أنا فهمت وعرفت قيمتك بالله عليكِ اديني فرصة
تانية علشان نعيش مع بعض ومع ابننا سوا
بالله عليكِ يا راية متقوليش لا اديني فرصة واحدة.
نظرت لها بحيرة و ارتباك ولم ترد .
عند أمير كان يشعر بالقلق على شقيقته ف ذهب لمنزلها
حتى يطمئن عليها، وحد المنزل مفتوحا ف دلف.
كانت نارا جالسة بشرود أمامها كأنها لا تعى أي شئ حولها.
وضع يده على كتفها ف انتفضت بفزع.
أمير بتعجب: ده أنا يا نارا.
نظرت له بهدوء: ازيك يا أمير؟
أبتسم و أقترب منها يعانقها : عاملة إيه يا نارا؟ وحشتيني.
ابتسمت بضعف: أنا بخير وأنت أخبارك؟
وضع يده على وجهها بحنان: الحمد لله يا حبيبتى
مش ناوية تيجي تزورينا بقا يا نارا؟
اختفت الإبتسامة عن وجهها: لا بابا اللى بعدنى عنكم
وده مش ذنبي أنى بحب زين وعايزة أعيش معاه.
قال بهدوء: بس أنتِ غلطتي باللي عملتيه مع راية من
البداية يا نارا.
أصدرت صوتا ساخرا وقالت بتهكم: طبعا مفيش أحسن منك يدافع عنها.
حدق بها وقال بصبر: طب مفكرتيش فى حالة زين
دلوقتى؟
هو سايبك لوحدك طول الوقت مش ممكن يرجع ل راية ؟
غضبت بقوة وصرخت به: لا طبعا مش ممكن زين بيحبني
أنا ومش هيسبني وراية مش هتاخده مني أبدا
لو جاب هنا علشان كدة ف أمشي ومتجيش تانى يلا
أمشي.
دفعته بعيدا حتى يذهب وجلست وهى تعانق نفسها
وتهمس بجنون أن زين لها ويحبها ولا يمكن أن يتركها
أبدا.
نظر لها بحزن و شفقة وهمس: الظاهر أنه مكتوب
علينا نحب ناس مش هتحبنا ومش هتكون لينا. و غادر.
عادت راية من عملها فى المساء و وجدت عمها
ينتظرها فى الصالة.
ابتسمت له بإستغراب: قاعد كدة ليه يا عمو؟
قال بنبرة جدية: اقعدى يا راية عايزة أتكلم معاكِ
فى موضوع مهم.
جلست بقلق و فضول وانتظرته ليبدأ الكلام.
قال بنبرة ثابتة وهو يحدق بها: زين كلمنى تانى النهاردة
علشان ترجعوا لبعض.
تأففت بضيق: هو زين محاصرني من كل حتة كدة ليه؟
عمها بحزم: اسمعي بس أنا قولت أتكلم معاكِ لأنك
عاقلة وهتفهمي.
راية بألم: أنت اللى بتقول كدة يا عمو؟ أنت نسيت هو
عمل معايا ايه؟
عمها بحكمة وحنان: أنا مش بقولك ارجعي له يا راية
أنا جيت أقولك زين كلمني علشان ترجعوا
وأقولك أنه أنا معاكِ فى أي قرار تاخديه المهم ايه بقا؟
المهم يكون اللى أنتِ عايزاه ويريحك يا بنتى فى الآخر ف علشان كدة خدى وقتك وفكرى و قولى
قرارك، هو جاي بكرة أن شاء الله علشان يعرف قرارك و ياخدك لو وافقتي ترجعى
ساعتها عرفيه قرارك إيه، وأنا معاكِ فى أي حاجة تمام؟
أومأت برأسها و قالت : تمام يا عمو.
ثم نهضت بهدوء دلفت إلى غرفتها وهى تفكر بجدية
و عمق حتى توصلت لقرارها النهائى براحة تامة!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية أضيئي عالمي)