رواية أصفاد الصعيد الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ندى عادل
رواية أصفاد الصعيد الجزء الثاني والعشرون
رواية أصفاد الصعيد البارت الثاني والعشرون
رواية أصفاد الصعيد الحلقة الثانية والعشرون
في منزل ما في احد الاحياء الراقيه..
تجلس وداد علي الفراش وأمامها تنتشر تلك الكتب في كل مكان وعقلها لا يستوعب بانها بالفعل ستعيد الصف الثالث الثانوي لتلتحق بالجامعة كما كانت تتمني..
تلألأت الدموع بمُقلتيها وهي تتذكر ما حدث مُنذ يومين و حديث كرم بالأمس..
“””””””””””””
في الجناح الخاص ب”كرم” في الصعيد ..
كانت وداد شاردة الذهن في ردة فعل والدها بعد لقاءه مع فيروز ومعرفته بحقيقة الأمر ، يدور بعقلها الكثير من الاشياء الذي يود ابيها فعلها للانتقام من حديث رحيم معه ..
لتغمض عينيها بيأس وهي تتخيل ردة فعل والدتها ايضا عند معرفتها بان فيروز ابنة صديقة طفولتها كما كانت تشعر من قبل ..
كل تلك الاشياء تجعل فؤادها حزين علي والديها .. لتتمتم داعية بالهداية لوالدها والصبر لوالدتها ..
آفاقت من شرودها علي تلك اليد التي تُزيل دموعها التي لم تلاحظ سقوطها بالأصل..
لتتفاجأ بكرم الجالس بجانبها وينظر لها بإبتسامته المعتادة مُردد: مالك يا وردتي..
قابلت عيونه بنظراتها الحزينة لترتمي بأحضانه لعل فؤادها يهدأ قليلاً من أحزانه وتستمد امانها من أحضانه كما اعتادت، فهو يعلم مدى قلقها بعد ما أخبرته بكل شيء ليصبح هو مأمنها الوحيد ..
لم تعلم كم وقتِ مر وهي مازالت تتشبث بأحضانه وهو يغمرها بكلماته التي تشعرها بالراحة..
رفع كرم وجهها وهو مازال مُحتفظ بإبتسامته قائلاً: عندى ليكي خبر هيفرحك اوى يا وداد ..
ارتسمت معالم الإستغراب علي وجهها لتعتدل في جلستها مُرددة: مفاجاه اي !..
ابتسم كرم وهو يري معالم وجهها المتغيرة ليتحدث قائلاً: هما اتنين مش خبر واحد بس .. الاول يا ستي إني قدمت ورقك وخلاص هتعيدى ثانوي ومجموعك هيدخلك الجامعة اللي حبها وثانيا احنا هنروح نقعد في مصر الفترة دى كمان عشان تكوني مرتاحه وبعيد عن اي ضغط ..
فرغ ثغرها وهي تستمع حديثه الجاعل فؤادها في حالة صدمة كبيرة لتحتل الصدمة وجهها بعد فؤادها ..
مُرددة بنبرآت خافتة: بجد يا كرم هكمل تعليمي وهنسافر مصر !..
رُبت كرم علي يديها قائلاً: بجد يا روح كرم ، وهو انا عندي كام ورده في حياتي مثلا..
كانت تقفز من مكانها ب فرحة عارمة استولت عليها وهي تقفز هنا وهناك بفرحة بينما كرم يتابعها بعيون عاشقة وحب حقيقي كان يكمن بداخلة لسنواتِ ..
تبدلت ملامحها لحزنِ مرة أخرى وهي تتذكر والدتها وشعورها عند معرفتها بالأمر..
لتقترب من كرم مرة أخرى قائلة بخفوتِ: طب خلينا هنا يا كرم عشان ماما متزعلش ومسبهاش لوحدها ..
جاوبها كرم قائلاً: يا حبيبتي متقلقيش عليها انا قبل ما اقولك عديت عليها وقولتلها وغير أن رحيم هيهتم بكل حاجه هنا وكمان الشركة في مصر محتاجه متابعة وانا كنت بديرها قبل ما اجي..
_ يلا جهزي الشنط عشان هنسافر الفجر كدا ..
ليتركها ويذهب لترتيب أمور سفره وهو يعزم في نفسه لتحقيق ما تتمني وتعويضها عن كل شيء ..
مرت الساعات لتصبح في منزل فخم في إحدى الاحياء الراقية في مصر ..
تجولت وداد هنا وهناك في المنزل بسعادة فتلك المنازل كانت تراها في التلفاز فقط وكانت لا تتوقع رؤيتها في الحقيقة..
كانت تتدخل وتتفحص غرفة غرفة وهي تري الاثاث الرائع المُحتل للمنزل ..
مسك كرم يديها لتصبح أسيرة كفيه وهو يتجه بيها الي إحدى الغرف .. لتتضاعف دهشتها وهي تري تلك المكتبة الضخمة والتي تحتوي علي كتب عديدة وأمامها ذلك المكتب الرائع وعليه الكتب الخاصة ب تعليمها كما قال ..
وقف كرم خلفها مُردد بخفوتِ: دى كتب وروايات زى ما بتحبي ..
ليشير علي الكتب الموضوعه علي المكتب مستكملاً حديثه قائلاً: أما دى بقي كتب السنة دى اللي هتمتحني فيها ..
“”””””””””””””””””””
“عودة للوقتِ الحالي”
شهقت فازعة وهي تشعر بأحد يحتضنها من الخلف ولكن سرعان ما تلاشي خوفها واُستبدل براحه بدت علي ملامحها الهادئة عندما وجدت كرم ..
لتتحدث قائلة: حرام عليك والله يا كرم وقعت قلبي..
تعالت ضحكاته قائلاً: هو انا اقدر برضو .. المهم قوليلي مالك كنتي شاردة في اي وبتبصي للكتب كدا ليه !..
تحولت ملامحها للحزن مرة أخرى قائلة: مش عارفه اذاكر ازاى ولا ابدأ منين حتي !..
جلس كرم أمامها مازحاً وهو يُردد: وانا روحت فين يعني .. تعالي انا هذاكرلك وهعملك عقاب كمان لو غلطتي..
نظرت له بعبوس مُرددة: هتعاقبني ازاى يعني ..
فكر لبره ليتحدث وابتسامته تتسع قائلاً: هخليكي تدلعيني حبه يا ستي ..
انطلقت ضحكات وداد قائلة: اذا كان كدا ماشي ..
لتهم للجلوس بجانبه ليشرح لها تلك المواد وكيفية التعامل معها..
لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه
إن يَغفر القلبَ جرحي من يداويه
قلبي وعيناكِ والأيام بينهما دربٌ طويلٌ
تعبنا من مآسيه إن يخفقِ القلب كيف
العمر نرجعه كل الذي مات فينا كيف
نحييه الشوق درب طويل عشت أسلكه
ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه جئنا
إلى الدرب والأفراح تحملنا واليوم عدنا
بنهر الدمع نرثيه ما زلتُ أعرف
أن الشوق معصيتي والعشق
والله ذنب لستُ أخفيه..
********************
في الجناح الخاص ب “ريم”
تجلس علي فراشها وهي تحادث إحدي زميلاتها في الجامعة ولكن تحولت ملامحها للحزن وهي تستمع لحديث الأخرى..
اغلقت ريم الهاتف ومازال حديث صديقتها يتكرر في عقلها ..
_ فرح دكتور كريم آخر الاسبوع يوم الجمعة يا ريم..
شعرت بدموعها المتساقطة وهي تعيد حُبها السرى له ..
طالما أحبته بصمتِ مُنذ إن كان مُعيد والسبب الأساسي لعودتها للصعيد وتقديم أوراقها لنقل كان هو أيضا عندما علمت بخبر خطبتة من شخصِ آخر لتبتعد عن كلاهما وتعود للبقاء في أحضان والدتها لعلها تستعيد هدوئها وثباتها مرة أخرى..
فتحت هاتفها مرة أخرى لتقتحم الصفحة الخاصة به لتتجول بها ولكن أوقفها صورته وبجانبه خطيبتة كما يقول.. سرعان ما تساقطت دموعها من جديد وهي ترى ملامحهم السعيدة ، كانت تتمني أن تصبح تلك الفتاة هي ولكن للقدر رأى آخر ..
أوقف تفكيرها ذلك الصياح الذي يحدث بالاسفل لتُزيل دموعها سريعاً وتهبط لترى ماذا يحدث ..
بينما علي الجانب الآخر..
تقف فيروز بجانب رحيم ولكن صدمتها تزداد وهي تعيد حديث ذكريا هل بالفعل هي السبب في موتِ شخصِ ما !؟.. كانت تود مساعدة تلك الفتاة ولكن توفت قبل حدوث ذلك بساعاتِ
أما رحيم كان يتجول وكأنه ثور هائج تم إغضابه لتتحول ملامحه لنذير لا يبشر بالخير وهو يتذكر مطالبة أهل الفتاة بعاقبه ل فيروز ويتعامل معها كأنها الجاني وهو الجلاد يطالبونه بأن يأخذ حق ابنتهم منها..
أجهشت فيروز بالبكاء وهي تستمع لصوتِ الناس بالخارج وهم يتهمونها بموتِ تلك الفتاة البريئة ويطلبون ب مُعقابتها ..
جلست فيروز علي المقعد خلفها بإهمال وهي تشعر بأنها أصبحت هاشه لدرجة لا تستطيع قدمها أن تُحملها لتأتي ريم وتجلس بجانبها تحاول تهدئتها بكلماتها اللطيفة..
انتفض جسدها وهي تستمع صوت رحيم الهادر بغضبِ قائلاً: ذكريا .. يا ذكرياااا
اتي ذكريا سريعاً من الخارج مُردد: نعم يا رحيم بيه..
استكمل رحيم حديثه وملامحه تدل علي اتخاذه لقراره قائلاً: اجمعلي الناس دى كلها وخليهم يستنوا في الساحة وقولهم الكبير عاوز يبلغوا قراره وميخافوش لأن حق البت اللي ماتت دى راجع ..
نظرت له فيروز وهي لا تصدق ما وقع علي مسمعها.. هل بالفعل يصدق حديثهم بأنها السبب حول ذلك أم سيقف بجانبها كما يفعل كل مرة !؟..
اقتربت منه مُرددة بنبرآت خافتة وكلامِ مُتعثر ليشبه حالتها : أنا معملتش حاجه يا رحيم انا كنت عاوزة اساعدها مش اكتر.. شكلهم هما اللي عملوا فيها حاجه صدقني اصلا هي لسة صغيرة.. و..
قاطع حديثها صوته الذي مازال مُحتفظ بالثبات والغضب قائلاً: غلطي ساعة ما هملتي وجبك يا دكتورة ..
لينظر لها مستكملاً حديثه قائلاً: حق البت اللي ماتت بسببك دى هيرجع يا فيروز ومتفكريش انك لو المذنبة انا هحميكي لا .. أنا هنا كبير البلده واللي غلطان بعاقبه حتي لو كان أنا شخصياً..
اتجه للجهه الأخرى موليا لها ظهره أما هي نظرت له لتبتسم بسخرية قائلة: معني كدا انك صدقت كلامهم يا رحيم .. بس انا معملتش كدا ومتفتكرش أن الواقع الغلط دا انا هفضل فيه كتير لا تبقي نسيت انا مين يا رحيم بيه..
تركها وصعد للأعلي ليستعد للذهاب ل الساحة وأخذ قراراته الحاسمة..
فلم تعد قدمها تحملها لتسقط أرضا لتجهش في بكائها من جديد ..
احتضانتها ريم لتبكي بداخل أحضانها بقهر جعل فؤاده يتحطم أشلاء ولكن ماذا يفعل فذلك وجبه ويجب عليه القيام بذلك ..
لتصعد خلفه والدته لتوبخه علي فعلته وعلي حديثه بتلك الطريقة مع زوجته أمامهم هل نسي كيف قامت بتربيته.!؟
نظرت له والدته وهي تتخطاه للذهاب لفيروز مرة أخرى قائلة: يا خسارة تربيتي فيك يا رحيم ..يا خسارة..
بينما هو أغلق مُقلتيه وهو يتصنع عدم التأثر بدموع فيروزته وحديث والدته، فهو من بدأ في ذلك ويجب عليه استكماله..
قفز علي حصانه المُفضل للذهاب ل الساحة بهيبتة المعتادة وجموده المُلقب به..
جلس علي المقعد المُخصص له وهو يستمع لحديث زوج الفتاة لمعرفة كيف توفت ..
بينما تصنع جلال بالحزن والبكاء بين حديثه مُردد: هي كانت بتشكي من بطنها كدا بعد جوازنا بأيام فقولتلها علي الست الدكتورة تروحلها بس هي رفضت تساعدها وبعد ما جت فضلت تعبانة لبليل لحد ما نزفت وماتت يا كبير..
ليُزيل دموعه قائلاً: انا عاوز الحق لمراتي يا كبير من الدكتورة..
اغلق رحيم كفيه وهو يحاول السيطرة علي غضبه قائلاً بصوته الجاهورى: لو عاوز العدل فهو هيكون منك ومن ابوها ..
لينظر لوالدها قائلاً: في حد يجوز قاصر ل راجل اد ابوها عشان الفلوس يا عم منعم ومتجوز وعنده عيال كمان .. في حد يبيع ضناه برضو يا راجل يا طيب ..
ليُخبط بعصاه الغليظة الأرض من أسفلها قائلاً بحزمِ : حق بنتك هيجي يا عم منعم بس العقاب هيبقي من نصيبك عشان بعتها ونصيب جوزها اللي اتجوز قاصر ومعملش حساب لسنه وشيبته.. أما اللي قاتلها فأنا هعرف السبب والجاني هيتعاقب هيتعاقب حتي لو كان مين .. والحكم هيكون بعد ٢٤ ساعة بالظبط ..
ليغادر بهيبتة كما جاء علي فرسة المُحبب له ليصل إلي القصر ولكنه اتجه ناحية الاسطبل الخاص به ليقابل ذلك المجهول الذي يساعده لتحقيق خطته…
**********************
في الجناح الخاص ب “فرح”
تجلس علي الأريكة وهي تحاول أن تُنظم أنفاسها التي تلتقطها بصعوبة وضربات فؤادها التي تشبه الطبول القارعة..
تتذكر حديث وليد لها بأنه يريد زواجها وجعلها زوجته وتعويضها عن كل ما رأت..
ليتحدث مع جدها أمامها وما جعلها تستغرب سعادة جدها بطلبه وموافقته فوراً قائلاً: انا هلاقي احسن من وليد فين وبعدين دا كبير الهوارية الجاي !..
اوقفتها تلك الكلمة فهي تعلم بأن رحيم هو كبير الهوارية إذا كيف سيصبح هو كبير الهوارية!؟..
تلاشت أفكارها وهي تستمع لصوتِ جدها لتسمح له بالدخول ..
اقتربت سليم منها وهو يُربت علي رأسها قائلاً بحنانِ: واخيرا هتبقي أحلي عروسة يا فلذة كبدى ..
ابتسمت فرح وهي تنظر للاسفل بخجل اقتحم وجنتيها ..
ليستكمل سليم حديثه قائلاً: انا متدش وليد اي قرار قولتله راي فرح هو اللي هيمشي وقرارها هو اللي هعمل بيه .. فكرى زين يا بنتي وليد شاب زين وريدك وبيحبك وهأمن عليكي معاه..
هم بالذهاب ليتركها في هدوء لتتخد قرارها بتفكير عميق فحياتها بأكملها قائمة علي ذلك القرار ..
ولكن أوقفه حديثها قائلة: أنا موافقة علي وليد يا جدو ..
لتخذو الفرحه معالم وجهه وهو يحتضنها ثم تركها وذهب لتحضير أمور خُطبتهم وإعلان الأمر ..
بينما هي جلست مره اخرى وهي تعيد حديثها معه في كل مرة وخناقهم المستمر .. ف لم تنكر إعجابها بيه وتعلقها بتلك الخناقات التي تجعل ابتسامتها ترتسم علي ثغرها ..
ولكن هل يبادلها هو نفس الشعور كما تعتقد
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصفاد الصعيد)