رواية أصفاد الصعيد الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم ندى عادل
رواية أصفاد الصعيد الجزء الثاني والثلاثون
رواية أصفاد الصعيد البارت الثاني والثلاثون
رواية أصفاد الصعيد الحلقة الثانية والثلاثون
يجلس كلا من مجدي و محمود يتبادلون الأحاديث عن ذكرياتهم الماضية..
استكمل محمود حديثه بابتسامه قائلاً: كنت علي طول الابن المقرب ل عاصم الهواري يا مجدي..
ابتسم مجدي بسخرية قائلاً: وبعد دا كله حصل اي يعني .. اثبت أنه مفضل محمد عليا مع اني طول عمرى شايل كل حاجه فوق دماغي ومحمد بيتعلم في مصر ..
اقترب محمود من جلسته قائلاً بثباتِ: لا يا مجدي مش حكايه تفضيل .. الحكايه أن محمد كان اعقل حد فينا والواحيد اللي كان قادر يفكر بعقله قبل اي تصرف .. لو بصيت لساعتها كنت هتشوف نفسك كان تفكيرك متهور ازاى !..وحتي نفسك مكنتش مديها حق تحب الناس اللي حواليك ولا تفهم دماغهم اي ..
ابتعد مجدي بغضبِ قائلاً: ولما كدبوا علينا وعرفونا أن سعاد ماتت وان محمد خلاص قتلها وبعد كل السنين دى نكتشف أنها كانت متجوزه لا وكمان مخلفه تقول اي علي أكده يا خوي..
اغمض محمود عينيه بيأسِ من تفكير شقيقه اليابس .. ليتحدث قائلاً: وعشان السبب دا ابوك اختار محمد عشان قادر يوزن الأمور يا خوي .. كنت هتبقي قاتل شقيقتك اللي من لحمك ودمك يا مجدي .. كنت هتقابل وجه كريم ازاى يا ولد ابوي .. كان المفروض مننا نقف بجنب سعاد ونكون ضهرها ونجوزها للي بيحبها ويستاهلها مش نرميها لابن عمك قاسم اللي انا وانت عارفينه كويس وأنه كان طمعان في العز بتاعها وكان المشروب علي طول في يده .. كنت هترتاح اكده يا ولد ابوى لما ترمي اختك في النار بيدك!..
تباعدت أنظار مجدي للجهه الأخرى بينما تتسارع أنفاسه بغضبِ يريد به الافتاك بالجميع.. تتصارع أفكاره العنيده بين اقتناعه بحديث شقيقه و اقتناعه بسلب حقه مُنذ البداية..
لاحظ محمود صراع شقيقه وتساؤلاته بين اليقين والشك ..
اقترب منه ليُربت علي يده مُستكملاً حديثه قائلاً: فكر بعقلك يا مجدي وفكر ازاى اللي حواليك بيحبوك .. وليد اهو رجع عن تفكيره وحقده اللي انت ربيته عليه طول عمرك .. كنت هتستفاد اي لما تضيعه وتضيع بتك اللي حرمتها من أبسط حقوقها وهو تعليمها .. حرمتها تكون واثقه من ذاتها يا اخوى .. فكر يا مجدي وارجع عن طريقك الواعر دا اللي متستفدش منه حاجه غير وجع القلب وخسارة اللي حواليك .. فكر يا ولد ابوى..
ابتعد محمود ليذهب للداخل ليرى البقيه وفيم يتناقشون تركًا إياه لإعداد تفكيره من جديد وأخذ مساحته للتفكير ..
تفاجأ محمود أثناء دخوله للداخل بفيروز القادمة إليهم وهي تحمل كوب القهوة الخاصة ب مجدي ..
وقف محمود أمامها قائلاً: بلاش يا بنتي دلوقتي، سبيه لوحده شويه..
اؤمت رأسها بالنفي قائلة بخفوتِ: هو دا الوقت يا خالي .. انت عارف ان خالي مجدى مش بيقبل اصلا يبص في وشي بالرغم اني والله بحبه ونفسي كمان يسامح ماما ويسيبها ترتاح في تُربتها..
تمردت دمعتها لتُزيلها سريعًا مُستكمله حديثها قائلة: عشان كدا لازم اتكلم معاه وأعرفه أن ماما عمرها ما كانت وحشه بالعكس دى علي طول كانت بتكلمني عنه حلو .. لازم يسامحها ويعرف أن اللي حصل دا كان من حقها ..
اؤمي محمود راسه بالنفي قائلاً بيأسِ: بس مش ضامن تصرف مجدي يا بنتي..
ابتسمت فيروز مُردده: متقلقش يا خالي وبعدين انا بشوف معزتي وغلاوتي اد اي في عيونه بس هو اللي بيكابر يعترف ب دا وانا هخليه يعترف بيه..
ابتسم محمود قائلاً: ربنا معاكي يا بنتي .. روحي ولو احتاجتي اي حاجه زعقي بس وانا هاجي علي طول ..
انطلقت ضحكاتهم لتتحدث فيروز قائلة : متقلقش هجرى علي طول ..
ابتعد محمود للداخل لتستكمل طريقها للخارج حيث يجلس مجدي بسكونِ ..
اقتربت فيروز منه لتجلس بجانبه مُردده : ازيك يا خالو ..
ابتعد عنها قائلاً بغضبِ: اي اللي جابك هنا يا بت سعاد !..
اقتربت منه مره آخره مُردده : واكون بنت اختك يا خالو ..
ابتسم بسخرية قائلاً: شقيقتي اللي كسرت كلامي زمان وفضلت مخبيه لحد ما ماتت انها عايشة!..
تلألأت الدموع ب مُقلتيها قائلة: كانت خايفه تكلمك وتقولك بس عمرها ما قالت حاجه وحشه عليك .. دايما كانت بتحكيلي عنك وتقولي مفيش اطيب منه ولا احن بس هو عصبي شويه .. علي طول كانت بتقولي انك كنت قريب منها وبتجيب كل حاجه كان نفسها فيها قبل ما تطلبها منك ..
لاحظت فيروز دموعه البادية علي مُقلتيه بينما هاجمته ذكريات طفولتهم لتأثر عقله قبل فؤاده ..
استكملت فيروز حديثها قائلة: كانت علي طول بتحكيلي عنك وانك علي طول كنت قريب منها هي وخالو محمود .. عارف كمان انا اسمي فيروز ليه ؟!..
نظر إليه وعلامات التساؤل تحتل معالمه ولكن بداخله يتمني أن يصدق حدسه..
تمردت دموعها علي وجنتيها مُردده بخفوتِ قائلة: عشان انت علي طول كنت بتقولها يا فيروز عشان صوتها حلو وكنت بتحب تسمعها .. لما كبرت وسألتها ليه فيروز يا ماما اشمعنا الاسم دا !.. قالتلي عشان خالك مجدي بيحبه وعلي طول يقولهولي..
انهارت دموعها لتجهش في بكاءِ مرير وهي تتذكر احاديث والدتها الحبيبة لتستكمل قائلة : عارف كمان قبل ما تموت قالتلي خلي خالك مجدي يسامحني وقوليله اني عمرى ما هرتاح طول ما هو زعلان ومضايق منها .. وأنها علي طول كانت بترن عليك من أرقام غريبة عشان تسمع صوتك وتقفل، صدقني هي كانت بتحبك اوى يا خالو كانت بتحبكوا كلكوا .. اخر أيامها كانت بتموت قدامي ومكنتش عارفه اعمل حاجه وكل أمنيتها أنها تيجي هنا تشوفكوا وتموت وسطكوا ..
انهارت حصون تماسكه ليشاركها في بكائها المرير ولكن تعال صوت بكاءه وكأنه طفل يريد تكفير ذنبه ..
ليردد بصوتِ تمزق لها فؤادها : اااااه يا سعاد اااااه .. انا وحش اوى يا بنتي .. كنت بحس انك أنتِ اللي بترني في كل مره بس كنت بكدب نفسي ، ايدى دى هي اللي شلتك اول ما جيتي علي الدنيا وانا برضو اللي كنت هنهيها .. ازاى كنت هعمل كدا في بنتي اللي اتربت علي يدى ..
اقتربت فيروز منه لتُزيل دموعه قائلة : لا يا خالي متقولش كدا انت احسن حد في الدنيا ..
كان يجهل كلماتها الأخيرة وكأنه في وادِ اخر قائلاً: سامحيني يا بنتي سامحيني .ظلمت امك زمان ودلوقتي بظلمك أنتِ .. انا ظلمت كل اللي حواليا ؛ ظلمت ولدى لما ربيته علي الحقد وأنه يكره ولاد عمو وظلمت بتي لما حرمتها من تعليمها وكسرتها وكسرت فرحتها وقبلهم ظلمت نفسي لما اديتها الحق انها تحقد علي شقيقها .. ازاى عملت أكده ازاى ..
أزالت دموعها لتستكمل حديثها قائلة : تقولش كدا كلنا بنحبك وكل واحد خد نصيبه.. وليد رجع لعقله وحب بنت زى القمر وبدأ يمشي في طريقه الصح واللي رسمه من جديد ومحتاجك في ضهره .. وكمان وداد دلوقتي مستنيه بيبي وكرم عوضها عن كل حاجه ومحتاجه حبك وحنيتك الايام الجاية..
كان حديثها يقع بثقب فؤاده وليس عقله فقط كان يستمع إليها وكأنها تجسيد لوالدتها الراحلة..
ارتمت بأحضانه لتشعر بالحنانِ الفاقده إياه مُنذ فقدان والدها ووالدتها..
اجهشت مره اخرى ببكاءِ وكأنها تُحدث والدتها بأن وصيتها قد اكتملت في الحصول علي سماح خالها مجدي ..
احتضانها مجدي ليردد بحنانِ قائلاً: من هنا ورايح انا في ضهرك يا بتي اعتبريني في معزه ابوكي ولو اي حد فكر يضيقك هيواجه غضبي الاول .. سامحيني يا بتي .
وجه أنظاره للسماء قائلاً بصوتِ منكسر : سامحيني يا سعاد .. سامحيني يا شقيقتي.
ارتفع صوت المنشد بالخارج قائلاً بصوتهِ العذب وكأنه يشعر بأحزان ذلك الشقيق الحزين علي شقيقته الغالية :
يا عين ُ جُودي بدمع ٍ منك واشتاقي
إبكي الحبيبة واجر ِ الدمع َ دفّاق ِ
إبكي التي قد غدا في القبر مسكنها
هل سوف يُجدي بُكى عيني وإشفاقي
ما كنتُ أحسب ُ يوما ً أن تمتمتي
بإسمها العذب تجرح جَـلد أشداقي
أو أن عيني لذيذ النوم يهجرها
أسامرُ النجم َ في حُزن ٍ وإرهاق ِ
قد كنت ُ أحسب ُ أني للفراق ِفتى ً
صلدا ً صبورا ً تعيب ُ الدمعَ أحداقي
لكن وَجْدي , ودمع ُ العين ِ كذّبني
إذ ْ صار يُرسل ُ سيلَ الحُبِ رقراق ِ
وأصبح القلب ُ في هم ٍ ينادمني
أما طبيب ٌ لداء ِ الموت ِ أو راقي
فقلت ُ يا قلب ُ مهلا ً ما هناك لنا
مما قضى الله لا مُنجي ولا واقي
يا بنت ( الاحرار ) والأحزان مُحرقة ٌ
والعين ُ مابين إسبال ٍ وإطراق ِ
تبقى المشاعر خجلا حين أذكرها
فلن يفي قدرها حبري وأوراقي..
بينما في الجهه الأخري يشاهدهم محمود من الاعلي ولم يقل بكاءه علي لحظاتِ شاهد فيها انكسار شقيقه الأكبر ولكن مشاعره السعيده كانت طاغيه لرؤيته يتجه للطريق الصحيح مره اخرى ..
***************
هبطت رغد أمام قصر الهوارية بفخرِ ولهفه لمقابلته أخيراً بعد فترة طويلة لم يُحدثها فيها.. لم ترتاح في الفندق ف بمجرد تبديل ملابسها ذهبت في طريقها إلية..
وها هي أمام بوابة القصر .. تقدمت رغد للداخل لتجد مجموعة من الرجال يحدقون بيها فمنهم من تعرفه ومنهم من تجهله..بحثت بعينيها عليه لعلها تجده بين هولاء ولكن خاب ظنها ..
استقبلتها نرمين بحفاوة لتعانقها بسعادة مُردده : رغد حبيبة قلبي.. عامله اي يا بنتي وجايه لوحدك ولا اي ..
بادلتها رغد العناق قائلة بصوتِ متحشرج ببكاءِ: عارفه يا خالتو اول ما بتحضنيني كدا بحس ان ماما الله يرحمها هي اللي بتحضني ..
تلألأت دموعها وهي تتذكر شقيقتها الكبرى ، فهي توفت مُنذ عشر سنوات وابنتها الصغيرة ” رغد ” لم تبلغ الثالث عشر من عمرها ..
اتجهت نرمين بها للجهه الأخري حيث يجلس فيروز و وداد بينما قفزت ريم من محلها لتستقبلها بحفاوة قائلة : رغد!.. جيتي امته يا بنتي أنتِ عملها مفاجاه ولا اي يا بنتي ..
ابتسمت رغد قائلة : يا بنتي استني اخد نفسي وبعدين احكيلك كل حاجه .. بس المهم قوليلي رحيم فين وحشني اوى ..
تعلقت بها أنظار فيروز لتحدق بتلك الغريبة وبدأت التساؤلات تحوم بعقلها من تلك؟!.. ولماذا تتحدث عن رحيم بتلك الطريقة؟!..
حمحمت ريم وهي تحاول تغير مجري الحديث ف نظرات فيروز كفيلة بإبادة رغد ..
نظرات ريم ل رغد قائلة: تعالي اعرفك عليهم .. دى وداد بنت عمو مجدى اكيد عارفاها ودى فيروز بنت عمتو سعاد الله يرحمها ..
كادت فيروز استكمال حديث ريم قائلة عن علاقتها ب رحيم ولكن اوقفتها كلمات ريم قائلة: اي يا رغد اللي لبساه دا !؟
نظرت رغد ملابسها فكانت ترتدى بنطال چينز وعليه تشيرت يكشف جزء من أسفل معدتها وعليه جاكيت يحمل نفس لون البنطال..
استغربت رغد حديثها مُردده : اي ما انا لابسه حلو اهو ..
ابتسمت ريم مستكمله حديثها قائلة: حلو ؟! يا بنتي هنا الصعيد مش امريكا عشان اللبس دا .. تعالي معايا هفهمك تعالي ..
اخذتها ريم وصعدت للاعلي لتبديل ملابسها ولاخذ قسط من الراحة..
بعد ذهابهم نظرت فيروز ل نرمين قائلة : مين دى؟!
ابتسمت نرمين قائلة : دى رغد بنت اختي..
اؤمت فيروز رأسها بتفهم ولكن لا تعلم لما فؤادها ينقبض بذلك الشكل ؟!..
***************************
حل الغروب وحان موعد الالتقاء فإمتلئ قصر الهوارية بالعائلة وعلي رأسهم يجلس رحيم وبجانبه وليد وحسام وعلي الجانب الآخر يجلس محمود و مجدي يتبادلون الأحاديث وذكرياتِ مر عليها الكثير..بينما تتابعهم عيون حاقدة تريد إلتهام سعادتهم ومحوها وزع قاسم نظراته علي من حوله يخص بيها وليد ورحيم مُتحدثاً بقسوة : اي اللي حُصل إياك و ازاى اجتمع الشرق مع المغرب؟!..
انطلقت ضحكات رحيم قائلاً بسخرية : مش عجبك اياك يا عمي !..
حاول قاسم تغير معالم وجهه للهدوء قائلاً: ازاى يا ولدي يعني دا انا كنت هموت و اشوفكوا إيد واحده من زمان بس مستغرب ازاى الخناق دا كله قلب فجأة واحده أكده..
ابتسم رحيم مُستكملاً حديثه قائلاً: ولسه المفاجأة الكبيرة متعرفهاش يا عم قاسم بس الوقت هيوضح كل حاجه ..
تبدلت معالم وجهه للاستغراب لينظر اتجاه وليد المُكفر الوجه وكأنه يخطط لشيء لا يعلمه !.. هل نهايته ستُكتب علي يد أبناء الهوارية ام العكس ؟!.
وجه أنظاره لوليد قائلاً: اتكلم انت يا واد عمي وعرفه اللي حصل ..
ابتسم وليد مُستكملاً حديث رحيم قائلاً: الحكايه كلها أن دا كله تخطيط كبير الهوارية من بعد الموضوع اللي كنت هعمله مع ريم حسيت انها اكبر غلطة في حياتي وفعلا كنت همشي وهسيب الدنيا كلها ورايا بس بفضل رحيم وحسام رجعت لعقلي بس البلاوى اللي كانت بتحصل كان لازم نعرف مين وراها وعشان كدا بدأت خطتنا بإني ادخل بيت النجعاوى واعرف هو السبب ولا لا !..
أعاد أنظاره ل رحيم ليستكمل هو الحديث قائلاً: بس الغريب إن سليم النجعاوى طلع هو نفسه مش فاهم اللي حصل وفكرنا أننا السبب في موت ابنه يا عمي قاسم ..
بدأت معايير القلق تحتل ملامح قاسم الواجم ليبتلع ريقه قائلاً: وعرفتوا مين السبب ولا لسه..
تدخل حسام قائلاً: لسه..
ابتسم قاسم بإرتياح قليلاً ولكن اصابه التوتر من جديد عند حديث رحيم قائلاً: بس هنعرف دلوقتي مين القاتل.. وعشان نعرف لازم يكون سليم النجعاوى موجود بنفسه عشان يكتشف بنفسه
لينظر للخارج قائلاً: اتفضل يا سليم بيه ..
دخل سليم للداخل علي مضضِ .. ملامح وجهه تشير بغضبه وعدم رضاه عما يحدث حوله ولكن لن يستطيع رفض طلب حفيدته الحبيبة فرح وكسر ثقتها ولن يستطيع تركها بمفردها وسط الهوارية القتله بوجهه نظره ..
قفز قاسم من مكانه قائلاً بصدمه : سليم !..
ابتسم سليم قائلاً: اهلا ب قاسم الهواري ..
ليعيد أنظاره ل رحيم قائلاً: ها يا رحيم هنعرف منين اللي قتل ولدى ؟!..
نظر رحيم للداخل قائلاً بثباتِ: تعالي يا فرح ..
بينما علي الجهه الأخري تحاول فرح التحكم ب خوفها المُفرط و دقات قلبها المتسارعة لتهم للخروج لهم لمعرفه قاتل والديها وبجانبها فيروز و نرمين!..
توجمت ملامحها واحتل الخوف والذعر معالم وجهها لتبدأ في نوبة خوفها من جديد وتلتقط أنفاسها ببطئ من يراها يشعر بأنها علي وشك الموت !..
اقترب وليد ب جانبها وهو يمسك بيدها قائلاً: متخافيش يا فرح انا جانبك قوليلي بس مين السبب انك توصلي للحالة دى !؟..
لم تستمع لحديثها كانت انظارها متعلقه ب قاسم مر أمامها مشهد قتل والديها وتهديدها بأن تصمت وإلا ستخسر حياتها وحياة جدها العزيز ..
تمردت دموعها لتسقط بغزارة علي وجنتيها لتنهار قدميها وتسقط أرضاً ولكن وليد كان الاسرع ليحملها ويضعها برفق علي أحد المقاعد ..
خرجت فيروز عن صمتها لتقترب من فرح قائلة بحنانِ: اهدى يا فرح خدى نفس عميق ..شهيق وزفير .. بالظبط كدا حاولي تفوقي اللي حصل زمان مش هيتكرر دلوقتي متقلقيش ..
نظر رحيم بطرف مُقلتيه ل فيروز لتقابله بغضبِ و اشمئزاز يراهم للمره الاولى بمُقلتيها!..
ابتعدت فيروز عن مرمي وجهه وكل ما يجول بخاطرها جمله رغد ” انا ورحيم بنحب بعض وهو بنفسه قالي الكلام دا وخاطبني كمان ”
حاولت فيروز التحكم بمشاعرها حتي ينتهي الموضوع الحالي ..
اقترب سليم من حفيدته قائلاً بحنانِ: قوليلي يا بنتي مين اللي وصلك للحالة دى مين؟!..
نظرت ل قاسم المُرتعد رعباً مُردده بتلعثم:هو .. هو اللي قتل بابا وماما يا جدو وكمان قالي أن لو قولت لحد هيقتلك انت كمان ..
نظر سليم بغضبِ يتطاير ل قاسم قائلاً بفحيح : عملك اي ولدى عشان تقتله يا قاسم عملتلك اي البت الصغيرة انك تكون السبب في موتها بالبطيء كل السنين دى!..
انطلقت ضحكاته بسخرية قائلاً: قولوا معملتوش اي معايا يا سليم!.. زمان كنت انت وعاصم كيف الاخوات واكتر وكنتوا رميني انا وانا الأحق بالحكم مش عاصم اخوى .. كنت عاوز اخد سعاد بنته لولدى بس كان مفضل ولدك انت عليه لحد ما ابني مات بحصرته ولما اكتشف أن بنته بتحب زميلها ! قال إنه قتلها بس للاسف طلع بيكدب ولو كنت اعرف كنت قتلتها زى ما قتلت ابنك ومراته وكل اللي كان السبب في موت ابني خلصت منه اول ب اول ..
اقترب قاسم من رحيم قائلاً: وانت كمان كنت عاوز اخلص منيك يا رحيم زى ما عملت ياما عشان اقتل ابوك بس للاسف في كل مره كان بيفلت مني لحد ما مات لوحده .. خليتك تتورط انت ومراتك في موضوع منة بنت الفلاح عشان اشوه سمعتك واخليك مذلول بس حسام انقذك من يدى يا بن محمد ..
ابتعد للخلف لينظر للجميع مُستكملا: مشكلتي مع الهوارية نفسها والنجعاوية كمان ..
نظر له سليم بغضبِ قائلاً: مشكلتك انك اناني يا قاسم .. طول عمرك بعيد عننا عشان أفعالك يا قاسم وحقدك والكره اللي واضح من زمان بس انا وعاصم كنا علي طول في ضهرك بس للاسف طلعت ناكر الجميل .. وبالنسبه لموت ابنك فكلنا عارفين أنه مات من كتر السموم اللي كان بيشربها مش عشان بيحب سعاد زى ما قولت لا ولازم تعرف إن محدش السبب في موته إلا أنت!..
ابتسم بسخرية ليستكمل حديثه: بجد انا شفقان عليك يا قاسم وحقي وحق ابني وصديق عمرى اللي خسرته هاخده منيك دلوقت وموتك هيكون علي يدى !..
اؤمي قاسم رأسه بالنفي ليسحب المسدس موجه إياه اتجاه سليم قائلاً بحقدِ اكبر : انا عملت غلطه زمان اني سيبت حفيدتك عايشه وسيبتك يا نجعاوي ودلوقت هنفذ تهديدي وهقتلك يا سليم !..
_اياك يا قاسم ! صدقني هنهيك قبل ما تفكر تعملها ..
تعالت ضحكاته من جديد ليعيد توجيهه أمام رحيم قائلاً: ايوا طبعا مينفعش لازم انهي حياه كبير الهوارية الاول !..
لتنطلق رصاصة واحده ليليها الأخري بقسوة لتتعالى الأصوات بين نحيب مُرتفع وصرخاتِ عاليه..
ليسقط أرضاً جسادين مُغرقين بالدماء أحدهم مات فوراً والآخر يحاول الصراع للبقاء علي قيد الحياة ولكنه علي مشرفه الإحتضار..
ومازال للحكاية بقية 🍂
انتظروني قريباً مع باقي حكايتنا بتمني تكون عجبتكم ووصلت فكرتي وكمان الأحداث الجاية اقوي ..🧡
انتظروني مع الجزء الثاني 🦋
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصفاد الصعيد)