رواية أصفاد الصعيد الفصل التاسع عشر 19 بقلم ندى عادل
رواية أصفاد الصعيد الجزء التاسع عشر
رواية أصفاد الصعيد البارت التاسع عشر
رواية أصفاد الصعيد الحلقة التاسعة عشر
في فيلا “النجعاوي”
ينتظرها بالاسفل بينما يشرد في العديد من الأمور الذي أصبحت علي عاتقه..
وقفت أمامه ونظراتها الغاضبه تقتحم فؤاده ،ولكنه لم يهتم بها ليظل جالس مكانه يتصفح هاتفه..
تقصدت فرح الحديث بصوتِ عالِ مُردده: انت يا استاذ يلا بينا عشان متأخرش..
نظر إليها بالامبالاه ليعيد أنظاره لهاتفه من جديد وهو يتجاهل حديثها ..
التقطت الهاتف سريعاً ل تُخبئه خلفها مُردده في غضبِ: هو انت بتستهبل يعني ولا اي عامل نفسك مش سامعني ولا شايفني !..
هب واقفاً ليقترب منها وهو يلتقط هاتفه ليقابل نظراتها الغاضبه بنظرات هادئه جعلتها أكثر غضباً ..
إمتعق وجه فرح غيظاً وما كان عليها إلا أخذ هاتفه المنشغل فيه لتلقيه علي الأريكة خلفه..
اقترب منها بغضبِ ليردد قائلاً: سبق قولت مفيش خروج إلا لما تغيري خلقاتك دى ..
نظرت إلي ملابسها في تعجبِ قائله: ما انا غيرتها وبعدين مالها هدومي يعني ما هي كويسه اهي ..
نظر إليها بغيظ من الاعلي للأسفل ليشيح بوجهه للجهه الأخري وابتسامته الساخره ترتسم علي ثغره ..
أعادت النظر إلي ملابسها من جديد مُردده: مالك بتبص عليا كدا ليه !..
أعاد أنظاره لها من جديد ليتكلم بقسوة ولم يعد مدركاً ما يتفوه به قائلاً: أنتِ بجد كدا لبستي حاجه محترمة!.. شايفه نفسك لابسه اي بالبنطلون المقطع دا ولا التيشرت الملزق دا .. أنتِ ازاى واخده الأمور عادى كدا ولا بتعجبك نظرات الشباب اللي بيتفرجوا عليكي يا بت البندر بس العيب مش عليكي العيب علي امك اللي مقالتش ليكي الصح من الغلط وجدك اللي سيبك بكيفك بس انا مستحيل امشي جنبك وأنتِ بالمنظر دا ..
تمزق فؤادها ولكنها تجاهد بالصمود لتتحدث قائله: كفايه وبعدين انت مالكش دعوه..
اتجه للجهه الأخري ليستكمل حديثه بسخريه مُردد: هو فعلا كفايه عشان اللي زيك مستحيل تفهم اي الفرق بين الصح والغلط مستحيل تفهم الاحترام .. اكيد امك سابتك لوحدك كدا عشان طريقتك المقرفه دى..
تجهمت ملامح وجهها اثر صدمتها من حديثه القاسي نظرت لملابسها مره اخرى ودموعها تتسابق بالنزول علي وجنتيها وكأن العاصفه أُضرمت بفؤادها البسيط وجعلت ذكرياتها تهاجمها من جديد الذي طالما جاهدت في محوها..
التفت بجسده إليها ليستكمل حديثه ولكن انقبض فؤاده أثر صدمتها و دموعها.. لم يظن بأنها ستتأثر لتلك الدرجه ولكن تلك الصفره الذي هاجمت وجهها جعلته في حاله استغراب من امرها وكأنها تجاهد لمحاربة شيء ما ..
شعرت بإنها كُبلت ولم تكن قادرة علي الحراك ولكن صوت السيارة الذي أدت لوفاه والديها وذلك الشخص المقنع يتردد بعقلها ..
كانت علي وشك الانهيار ولكن صمودها الزائف جعلها تهم بالذهاب حتي لا يُفضح أمرها أمامه وتشعر بعجزها ..
بينما جلس وليد مكانه وهو لا يعلم ما ذلك الشعور الذي هاجم كيانه وقد أصبح عقله مُشتتاً بين ما رآه وبين اعتقاده الذي رسمه عنها تو ما رآها بينما دموعها وشكلها يهاجم عقله ليذهب لغرفته وهو شارد بينما فؤاده يشعر بأنه علي وشك خسارة شيء يمتلكه وهو مُكبل الأطراف، لكنه قرر لتفكير دام لساعاتِ محدودة أن يساعد تلك الصغيره ويهزم قيود عقله..
هم بالذهاب للعم صالح فهو الشخص الوحيد القادر علي إخباره بالحقيقة وما يصيب تلك الصغيره..
________________________
في قصر “الهواريه”
انصرفت فيروز من جانبه وأغلقت الباب خلفها في هدوء فقد اطمأنت عليه بأنه ذهب في سبات عميق بعد تناولة للعشاء و أخذه للدواء الخاص به ..
هبطت للإسفل وهي تحمل الصينية لتعطيها ل هنية الذي قابلتها لتلتقطها منها ..
بينما نظرت فيروز ل نرمين لتجلس بجانبها وقد تعلقت مُقلتيها لخالها محمود الجالس بجانبها قائله: ازيك يا خالو عامل اي ؟..
قاطعها صوتِ رخيم يأتي من خلفها لتتفاجأ ب خالها مجدى الذي آتي مسرعاً ليقف أمامها بجمود ..
ليعيد حديثه من جديد مُردداً: خالك كيف ؟..
ينتظر إجابتها التي يشعر بها فؤاده في صمتِ قاتل ..
حاول محمود أن يأخذ الأمور والحديث لمجري آخر ولكن أوقفه صوت فيروز قائله بصوتِ ثابت : انا بنت سعاد الله يرحمها يا خالي مجدي ..
لم تنكر بأن ضربات فؤادها تعلو من القلق والخوف ولكن لابد من المواجهة وكان يجب عليها ذلك لتتظاهر بالقوة أمام ذلك الوحش الغاضب أمامها..
تجهمت ملامحه ليردد بنبرآت خافته: اتجنيتي اياك سعاد شقيقتي ماتت من سنين كتير ..
ظلت فيروز صامدة لتجيبه بثباتِ قائله: كانت عايشه ساعتها واتجوزت بابا وانا بنتهم فيروز مهران..
ضاق ما بين جبينه وهو يوجه أنظاره لشقيقه محمود قائلاً: وانت كنت عارف يا محمود اياك..
كاد أن يجيبه ولكن أوقفه حديث فيروز مُررده : خالي محمود لسه عارف من فتره قريبه ومكنش عارف ..
ابتسم مجدى بسخرية مُردداً: عشان أكده ابوي حكم محمد علينا وأمره هو يقتل سعاد الفاجره بنفسه كمان..
اقتربت منه وهي تُكاد تُفتك به قائله: لو سمحت انا مسمحش تتكلم عن ماما كدا .. ماما اتجوزت علي سنه الله ورسوله وعمي محمد كام شاهد يعني كل حاجه صح وشرعي انت اللي قلبك مليان حقد معرفش ليه.. وانت كمان السبب فإنها تهرب من هنا ..
ضُربت الحمره عينيه والسواد وجهه ليصبح غاضباً مُردد بنبرآت تشبه الفحيح: أمك كان لازم تموت لما كسرت كلامنا وراحت ورا ابن الجنايني .. كانت عاوزه القتل
استكملت حديثها وقد أوشكت علي البكاء مُردده: انت مين عشان تقرر أنها لازم تمون ومن امته وبقي في طبقات بين الناس .. انا بابا كان مهندس كبر في تعليمه واجتهاده قولي انت يا ابن الأكابر بقيت اي ومعاك اي ؟!..
انطلقت صفعة مدوية علي وجنتيها جعلت الجميع في حالة صدمة..
لم يقل قاسم صدمه عن مجدى ولكن ابتسامته ارتسمت وهو ينشئ مخططه الجديد في هدوء مُريب بينما حسام وكرم كانت الصدمه حلفيتهم في سماع تلك الأحاديث..
ظلت فيروز ساكنه وهي تمحو عَبراتها بثباتِ بينما احتضاتنها نرمين لتقف أمامها قائله: اتجننت يا مجدى ولا اي اياك تنسي انك هنا في بيت الكبير وقدام مراته يبقي تتعامل علي اساس دا ..
نظر إليها بغيظ وغضب مُردد بنبرآته القاسية: الكبير اللي بيخبي الحقيقه بس اللي أبوه معملهوش زمان هعمله انا دلوقت..
سحب من جيب جلبابه السلاح النارى الخاص به ليوجه اتجاه فيروز قائلاً: لازم تموت عشان شرفنا ميقعش في الأرض اياك..
وقف محمود أمامها ليقترب من مجدى قائلاً: اعملها يا مجدى بس بعد ما تتخطاني الاول .. محدش هيقرب لفيروز وإذا كنت معرفتش احمي سعاد زمان النهارده هقدر احمي بنتها بدمي ودمك ..
هب قاسم من مكانه وترتسم معالم الحزن علي وجهه ليتحدث بصوتِ عالِ مُردد : هتقتلوا بعض يا كُبار البلد يا ولاد عاصم .. كان جاي لايه منك يا عاصم واحنا بنقولك اقتل سعاد من اول ما عرفت ..
ليوجه أنظاره التي تشبه السهام ناحيه فيروز لتخترق فؤادها قائلاً: اي اللي جابك اهنه ولا جيتي عشان تخربي اللي فاضل من زمان .. أنتِ هتكوني السبب في قتل الاخوات لبعض يا بت مهران ..
كلماته أصابت فؤادها لتتخذ قرراها بالتخطى للأمام..
وقفت أمام محمود مباشراً أمام السلاح الناري لتضعه علي جبينها مردده بنبرآت خافته: اتفضل يا خالي اعمل اللي فشلوا يعملوا زمان في ماما ..
أغمضت مُقلتيها وهي تبكي ولكن كل ما يشغل تفكيرها الآن حاله رحيم وذكرياته معاها وحديثه.. كانت تتذكر كل شيء يخصه وكأنها تتمني دعمه لها و دفاعه عنها باستمرار ..
انطلقت طلقه ناريه اهتز لها جدران القصر فتحت فيروز مُقلتيها مجدداً لتتعلق عينيها ب عينيه البنيه ولكن يسيطر عليها الغيوم القاسية..
إرتفعت رؤوسهم للأعلي ليروا رحيم الذي أطلق تلك الطلقات النارية من سلاحه النارى ولكن ملامحه لا تبشر بالخير..
هبط رحيم للأسفل وهو يحمل ثُقل جسده بصعوبة ولكن سرعان ما تلاشي الألم ليحل محلها قسوة غير معهودة من صقر الصعيد..
اقتربت منهم ليقف حائلاً بين عمه و فيروز ليصبح مجدي أمامه مباشراً وفيروز خلفه وقد اطمئن فؤادها من جديد وعادت نبضاته..
نظر لعمه وعينه تتقاذف النيران مُردد في قسوة : كيف تتجرأ تمسها يا عمي ..
انطلقت كلماته بينما صوته يعلو تدريجياً قائلاً: ازاى تتجرأ ترفع السلاح في وش اهل بيتي ..
انتفضت فيروز اثر صرخاته الموجهه اتجاه مجدي الذي لم تقل ملامحه قسوة ..
استكمل رحيم حديثه قائلاً: غياب الكبير ناسكوا ازاى تتعاملوا اياك .. انا اهنه صاحب القرار في كل حاجه ودا شيء ميخصكش يا عمي وإذا كنت أنا ساكت عن أفعالك فده عشان انت كبير في السن ومحترم دا ووصية ابوي انا بعمل بيها لدلوقت اما لحد مراتي وتقف ..
قابله مجدى بقسوة اكبر قائلاً: دا عقاب اللي يكسر كلمه أهله والهانم امها هربت مع عشيقها يعنى انا منعترفش بيها بنت البيت أبدا ولازم تموت ونغسل عارها..و..
قاطعه رحيم الذي لم يعد قادراً علي تماسك أعصابه قائلاً: اياك اسمع الحديت دا مره ثانيه يا عمي وإلا قسما بالله ما هعرف اسيبك خارج عايش .. وقبل ما تقول إكده اعرف ان دا كله علم من جدي عاصم الله يرحمه وأمر أن حقها كامل يتكتب ليها ودا اللي حصل وبما أنها ماتت فدلوقت المالكه هي فيروز وغير الأملاك والاطيان..
ليقترب اكثر منه قائلاً بفحيح وانظاره تشبه الصقر في حدتها: فيروز بتكون مراتي واللي يوجه ليها كلام كأنه وجه ليا بالظبط وانا مسمحش حد يغلط فيا واصل .. اظن كلامي مسموع زين يا عمي ..
كانت قسوتة تتخطى الحدود قائلاً: مفهوم يا كبير بس عمرى ما هعتبرها بنت شقيقتي ابدا لانها بالنسبالي ميته دا بالنسبة ليا بنت اللي هربت مع عشيقها وبس وملهاش احترام وسطينا…
ليتركة ويذهب في غضبِ ليخرج محمود خلفه لعله يعيد لشقيقه رشده ويجعله يتراجع عن حديثه ..
ابتسم كرم محاولاً تلطيف الجو مُردد بنبرآت مزحه وهو يقترب من فيروز : اهلا بيكي يا بت عمتي بين الهواريه..
كانت فيروز في عالم آخر يدور فيه كلام قاسم و عمها مجدي تلك الكلمات القاسية اتخذت عقلها ملجئ لها ..
انتبهت لحديث كرم الواقف أمامها لتقابله بإبتسامه هادئه وهي تؤمي رأسها ..
استكمل حسام حديث شقيقه كرم قائلاً: احنا هنا اخواتك ولو في اي حاجه احنا معاكِ..
انطلقت ضحكات كرم ليردد مستكملاً : يعني لو رحيم زعلك كدا ولا كدا ولا حاجه قولينا واحنا هنطلع عينه وناخد حقك او ممكن يزعلنا احنا كمان معاكي..
اتسعت ابتسامتها وهي تشعر بالالفه بينهم ولكن نبض فؤادها يريد حديثه هو معاها لا يريد حديث أحداً آخر..
استأذن كلا من حسام وكرم للرحيل ولكن لهم عوده من جديد ليعلموا من الفاعل ومعرفة كيف يأتوا بحقهم منه ..
ظلت فيروز ساكنه مكانها لا تنظر لأحد ولا تتحدث مع أحد ولكن انتبهت للجرح الخاص ب رحيم وهو ينزف ..
خرجت من شرودها وصمتها وهي تتفحص الجرح قائله: جرحك بينزف تعال معايا عشان تغير عليه قبل ما يتلوث ..
اقتربت منه والدته قائله: روح يا بني ومتعبش نفسك وخلي بالك منها ..
ذهب معاها بدون نقاش أو جدال وهو يري قلقها الواضح عليه ولكن حُزنها يحتل معالمها البريئة..
**************************
في فيلا “النجعاوي”
تجلس علي فراشها وهي تضم ساقيها الي صدرها وتجهش في البكاء وكلامه القاسي يتكرر أمامها.. كانت تتمني أن تمتلك أم لتنبيها اين الخطأ من الصح ولكن ما ذنبها بأنها تركتها مُنذ كانت طفلة تتمني وجودها ..
التقطت الإطار الذي يضم صورة والديها وهي تجلس علي كتف والدها في سعاده لتُبيد هذه السعادة في يومِ وليله ..
لتشرد لما حدث منذ خمسه عشر عاماً..
___________
كانت طفلة ذو تسع سنوات وهي تهم للخروج مع أبيها للتنزه في إحدي الحدائق المتواجدة في البلد لتصر فرح بأن تأتي معهم والدتها للتنزه سويا..
_ بابا هو احنا هنوصل أمته الجنينه دى !؟..
ابتسم كامل ابتسامه حانيه لصغيرته قائلاً: خلاص يا حبيبتي كلها عشر دقائق وهنوصل اهو..
كانت والدتها تجلس بجانبها ويشاكسون بعضهم البعض ..
لتقترب فرح من أبيها قائله: بابا انت بتحبني اكتر من ماما صح ..
قاطعتها والدتها قائله : لا اكيد بيحبني انا اكتر عشان أنا مراته ..
تحولت ملامح فرح للمشاكسه قائله : لا بيحبني انا اكتر علي فكره يا مامي..
انطلقت ضحكات كامل ليوجه أنظاره لكلا منهما مُردد بنبرآت هادئه: انا بحبكوا انتوا الاتنين عشان انتوا حياتي كلها ..
اقتربت فرح من كلا منهما مردده في فرح : وانا بحبكوا انتوا الاتنين ..
تحولت ملامح كامل للصدمه لتتوسع مُقلتيه وهو يكتشف عدم تحكمه في الفرامل الخاصة بالسيارة..
جاهد لكي تحكم بها من جديد ولكن لم يجدي نفعاً لتنصدم السياره في الشجرة أمامهم..
بعده مرور بعض من الوقت أفاقت فرح لتجد والدها يتوسل لشخصِ ما أن يترك والدتها ويتركها علي قيد الحياة ولا يؤذيهم..
لتنطلق عده طلقات نارية لتكمن بقلب والدتها وبعدها والدها ليتركوها ظنا منهم بأنها ليست علي قيد الحياة..
لتفقد النطق لسنه كامله وهي تحاول أن تستكمل حياتها بدون والديها
_________________________
“عوده للوقت الحالي”
ازداد نحيبها وهي تتذكر ذلك الماضي الذي مرت به في ألم يعتصر فؤادها ..
وضعت الوسادة علي ثغرها لينطلق منها عده صرخات مكتومه لعل فؤادها يستريح..
بينما علي الجانب الآخر
يجلس وليد بجانب صالح الذي قص عليه حكايه فرح كامله وهو يشعر بالاسف علي تلك الورده الذي ذبلت مُنذ طفولتها حتي شبابها لتُغلفها بتلك الشخصية المشاكسه..
افاق وليد من شروده وانتبه لصوتِ صالح ليعرف معلومات عنها أكثر من ذلك ..
تنهد صالح وهو يستكمل حديثه قائلاً: بعد الحادثه دى فضلت فرح مش بتتكلم سنه كامله وسليم بيه لف بيها علي الدكاتره ومكنش ليه لازمه يا ولدى لحد ما جه يوم من الايام نطقت فيه بس ولا عيطت ولا اي حاجه ولا حتي اتكلمت عن الحادثه .. سليم بيه حاول معاها عشان تقوله مين عمل أكده بس مفيش فايده وسافرت تتعلم برا وكل مده بترجع تقعد اهنه… والحرب قامت بقي بين الهواريه والنجعاويه من اهنه..
ليوجه حديثه ل وليد قائلاً: صدقني يا ابني دى اطيب قلب هنا وزى البلسم بس هي ساعات بتبقي عدوانية كدا عشان تدارى حزنها اللي باين زى طالعه الشمس في عينها ..
خرج وليد عن صمته قائلاً: عشان كدا العداوة بين النجعاويه والهواريه وان سليم فاكر أن الهواريه هما اللي عملوا كدا بس اشمعنا احنا اصلا ..!
استكمل صالح حديثه مُردداً: والله اللي اعرفه يا بني أن كامل قبل ما يتزوج الست ام فرح هانم كان عاوز يتجوز سعاد بنت عاصم الهوارى وساعتها هى كانت بتحب مهران ابن الجنايني وهربت وياه وحصلت بقي المشاكل بعدها..
ذهب صالح وتركه شارد في حديثه الذي ألقاه لها في الصباح .. شعر بأن فؤاده لم يطيق رؤيه دموعها كلما تذكرها..
ليتمتم لنفسه مُردداً بنبرآت خافته: باين كدا حبيتك يا ام لسان طويل وعشان كدا انا هساعدك تخرجي من الضلمه اللي حبسه نفسك جواها دى ..
أما اللي بين الهواريه والنجعاويه دا سر كبير ولازم نعرفه وأنتِ اللي هتدليني لدا ..
هم للصعود للأعلي ليعتذر منها ويري كيف اصبحت الآن..
********************************
جلست فيروز بجانبه علي الفراش وهي تغير علي جرحه وبجانبها منشفه مُبلله لترتطب حول الجرح بحذرِ شديد تخاف أن تجعله يتألم..
” بعد مده قصيره ”
انتهت من ضماد جرحه بمهارة لتهم للذهاب من أمامه حتي لا يكتشف دموعها التي تتلألأ بمُقلتيها ولكن لا تعلم بأنه يراقب اصغر تحركاتها منذ جلوسه..
خرج عن صمته مُرددا: راحه فين؟!..
إجابته بينما مُقلتيها تتعلق بالاسفل غير قادرة علي رفعهم للأعلي مُردده بنبرآت خافته: هدخل الحاجات جوا .. نام انت وارتاح انا كدا كدا هنام علي الكنبه اللي هناك ..
سحبها من ذراعها لتجلس بجانبه علي الفراش لتصبح اسيره عينيه البُنيه بينما اشاحت بوجهها للجهه الأخري..
أعاد رحيم وجهها اتجاهه مره اخرى لينظر بداخل مُقلتيها قائلاً بحنانِ بالغ بينما كف يديه يأثر كفها : اتكلمي يا فيروز طلعي اللي جواكي انا معاكي ..
أزالت تلك الدمعه الهاربه من عينيها مردده بنبرآت خافته: انا عاوزه أطلق يا رحيم .. طلقني لو سمحت ..
عاهدتني أن لا تميل عن الهوى
وحلفت لي يا غصنُ أن لا تنثني
هبّ النسيم ومال غصن مثله
أين الزّمان وأين ما عاهدتني.
أسرّ بداخلي عتبي عليه ومن
حبي له أبدي ودادي مرادي
أن أسوق له عتاب وحي
إن أراه أنسى ما مرادي
………………….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصفاد الصعيد)