رواية أصبحت خادمة لزوجي الفصل السادس 6 بقلم هبة الفقي
رواية أصبحت خادمة لزوجي الجزء السادس
رواية أصبحت خادمة لزوجي البارت السادس
رواية أصبحت خادمة لزوجي الحلقة السادسة
دخل حمزة المطبخ ولكن تفاجئ بزين يهم بالخروج فهو لم يكن يتوقع تواجده هناك ……لأنه كان ذاهب لغرض آخر …….فتحدث بعبوس : إنت بتعمل إيه هنا !
زين بتلعثم : أ…أ ….أنا كنت …….
حمزة بضيق : ماتخلص إنت هتقعد تتأتأ …..انجز ثم وجه بصره إلي الداخل فوجد حسناء تختبأ خلف جواد كعادتها فأثارت ثورة غضبه وتحدث بصوت جهوري وهو ينظر لزين : إنتم بتعملو إيه ؟
لم يرد زين وإنما نكس رأسه فإغتاظ حمزة وقال : ماترد ي متخلف ….
وهنا تحدث جواد : دا شئ يخصك ف إيه …..
حمزة بسخريه : خليك ف حالك ي شيخ جواد …..ثم وجه كلامه لحسناء وقال : إنتي مش مكفيكي واحد فقولتي تضمني الإتنين …
جواد بضيق : ما كفاية بقي ي حمزة …..إنت عايز منها ايه دلوقتي سيبها ف حالها بقي ….ثم وجه كلامه لحسناء : روحي اجهزي انتي دلوقتي ي حسناء وقولي لداده حنان تجهز هي كمان عشان منتأخرش .
وهنا اشتعل حمزة من الغضب وقال بصوت غليظ وهو يمسكها من ثغرها : انتي اخدتي عليها بقي كل يوم والتاني تخرجي مع البيه جواد ……والله ما انتي عدتي قاعدة ف البيت دا طول ما انا موجود ….ثم سحبها بقسوة متجهاً بها نحو الباب المؤدي للحديقة …..تحت نحيب تلك البائسه التي بُعثرت كرامتها ……إلي متي ستظل هكذا ضعيفة ومُهانه دائما ؟ إلي متي سيستمر ذلك القاسي بمعاملتها هكذا ؟ متي ستنتهي من هذا العذاب ؟
أسرع جواد خلفهم ليمنع اخيه من طردها ولكن هيهات فعندما يتخذ ذاك القاسي قراراً فلا مجال للنقاش ولا للمجادلة لأن بكل بساطه لن يستطيع احد ايقافه…… ظل يلحقهم وهو يقول بصوت مرتفع : استني ي حمزة إنت بتعمل ……استني ….ولكن الاخر غير مبالي يسير بخطي سريعة مما جعل حسناء تتعثر في السير وتسقط علي الارض لأكثر من مره …..وكلما حاول جواد مساعدتها ينتشلها حمزة من زراعها كما لو كانت حشرة ليس لها قيمة…..ظل يمشي بها هكذا الي ان اصبح امام البوابه …..فتحدث الي الحارس بلهجه آمره : افتح البوابة بسرعه ……
وعند اللحظه التي فُتحت فيها البوابة وكاد حمزة ان يخرجها آتي والده عز الدين وتحدث بغضب : استني عندك….إنت موديها علي فين …..فرد عليه حمزة بحده طفيفه : أنا بعمل اللي كان لازم يحصل من زمان ……البت دي ماعدتش قاعدة هنا ثانيه واحده بعد كده …….ثم قام بدفعها بكل جمود وقسوة الي الخارج مما تسبب في سقوطها ….ومن شدة دفعته عندما ارتطمت بالارض جُرحت ركبتيها حتي ان تنورتها شُقت وظهر جرحها ……فعلي صوت نحيبها المقهور …لم تكن تعرف تلك المسكينة ان كان كل هذا النحيب لأجل توجع ركبتيها ام لأجل كرامتها الجريحه ….
أسرع جواد وزين نحوها لمساعدتها في النهوض ولكنها رفضت بشده واصرت علي محاولة النهوض بنفسها …….وبالفعل وقفت علي قدميها وهمت بالسير فأوقفها جواد : انتي رايحه فين ي حسناء ….ثم سار خلفها وهو يقول : حسناء استني …….تعالي معايا اوديكي للدكتور ……ولكن الآخري لا تجيب وكأنها لم تسمعه مواصله السير غير عابٍئه بأنها حافية القدمين ولا بملابسها المتسخه المقطعه ……..واخيراًّ امسكها جواد من زراعها وقال بعصبيه : انتي بتعملي ايه …..انتي مش شايفه هدومك عامله ازاي ….ارجعي ي حسناء معايا يلا ……
وبمجرد ان سمعت كلمة الرجوع حتي صرخت في وجهه : ابعد عني بقي انا مش هرجع مع حد ….سيبني امشي من هنا……انتم عايزين مني ايه …..كفايه بقي اللي بيتعمل فيا دا ……انا بجد تعبت …..حرام عليكم …….ثم انفجرت في البكاء وسقطت علي ركبتيها وهي تقول بصوت منتحب : عشان خاطري ي جواد مشيني من هنا …..لو فعلا بتخاف عليا سيبني…….
كان جواد يقف كالصنم لا ينطق بكلمه واحده فرؤيته لها بهذا الانهيار جعله مشلول الحركه ……فكان منظرها في حالة البكاء الهيستيريه هذه يُبكي الحجر لدرجة انه احس بأن قلبه يعتصر ألماً ……حاول تهديئتها بشتي الطرق ولكن دون جدوي فلا زالت علي حالتها تلك إلي ان فقدت الوعي …..ففزع جواد وهرع اليها حتي لا يصطدم رأسها بالأرض ….ثم نزل علي ركبتيه وحملها متجهاً بها الي القصر ……وعند مدخل البوابة وجد كل من في القصر يقف مترقباً عودتها ……وبمجرد ان وجدوا جواد يدخل حاملاً اياها حتي هرعوا صوبه ..فتحدث عز الدين بقلق : مالها ي جواد حصلها ايه ؟
جواد بحزن : اغمي عليها من كتر العياط …….معلش ي بابا كلم الدكتور يجي يشوفها ……
عز الدين : ماشي ي ابني ….بس دخلها جوه الاول وخلي حنان تغيرلها هدومها .
حنان ببكاء شديد ولهفه : دخلها اوضتي بسرعه ي جواد ….
كان حمزة يتابع ذلك المشهد المؤثر بعين بارده وقلبٍ جامد ظناً منه بأن ذلك ليس الا خدعه رخيصه منها لكي تكسب بها عطف الجميع ……حقاً لقد اثرت غيظي ايها القاسي المتعجرف …….كيف لك ان تكون بمثل هذة القسوة ؟ ماذا فعلت لك تلك المسكينه لتنال كل ذلك الكره والنفور ؟ حسناً….لابد من ان أقولها لك…….سيأتي اليوم الذي تبكي فيه ندماً وشوقاً لها وأملاً في الرجوع اليها …..ماذا؟ أيمكن لذلك أن يحدث ؟……نعم نعم سيحدث ولكن صبراً لنتركه يتجبر حتي ينكسر منخاره ويصبح السبيل الي وصالها شبه مستحيل ……..
بعدما وضعها جواد علي الفراش وذهب جاءت حنان وليلي لكي يبدلا لها ملابسها إلي أن يأتي الطبيب وفي هذه الأثناء كان صوت عز الدين يملأ الأرجاء ف لأول مره تصل عصبيته لهذه الدرجه فذلك كله كان توبيخاً لذلك القاسي الذي لا يلين……وعندما نقترب أكثر وأكثر حتي نصل لغرفة الجلوس نسمع بوضوح ذلك النقاش المحتد بين الأب وابنه …….
عزالدين بعصبيه : مليون مره اقولك مالكش دعوه بحسناء وانت برضو بتعاند….والله ي حمزة لو حسناء
جرالها حاجه إنت اللي مش هتقعد ف البيت …..فاهم …..
حمزة بحده : لأ مش فاهم ي بابا…..والبت اللي
جوه دي لما تبقي تخلص تمثيل تمشي من هنا ……ويا أنا ي هي ف البيت دا ….
عزالدين بغضب : ابقي احترم نفسك بعد كده وإنت بتكلمني ……إنت خلاص ماعدتش بتفرق بين كبير وصغير ؟!…….ثم تحدث بخيبة أمل : للأسف كنت فاكرك الكبير العاقل اللي هيبقي قدوه لإخواته ….لكن إنت تصرفاتك بقت أسوأ من تصرفاتهم ….إنت مش واخد بالك من سنك ولا إيه …..حسناء اللي مش طايقها دي أصغر من أخوك زين …..يعني مش عيب عليك لما يبقي عقلك أصغر من عقلها وتعاملها بالطريقه البايخه دي .
حمزة بصوت مرتفع : برضو سنك …….هو أنا كل أما أتكلم مع حضرتك هتقعد تقولي سنك ..سنك….وإنت مش صغير ع اللي إنت بتعمله دا ……
عزالدين بغضب : لآخر مره بقولك ماتعليش صوتك عليا واحترم نفسك ……
كاد حمزة أن يتحدث ولكن قاطعه دخول جواد فتحدث عزالدين بحده : إيه ي جواد …..عايز إيه ؟
تحدث جواد : الدكتور بره وعايز حضرتك …
عزالدين : طيب ي جواد روح إنت وأنا جاي وراك……وبمجرد أن خرج جواد حتي وجه كلامه لحمزة قائلاً : كلامنا لسه ماخلصش ي حمزة .
حمزة بضيق : لو ع اللي اسمها حسناء أنا كلامي إنتهي خلاص …..لو سمحت أنا مش عايز أسمع سيرة البني أدمه دي تاني ….ولو ع القعاد ف البيت أنا أصلا مش عايز أقعد ف مكان هي فيه …..أنا همشي ومش هرجع غير لما تمشوها من البيت .
عز الدين بغضب : إنت إيه اللي بتقوله دا تمشي إيه ….إنت واعي للكلام اللي بتقوله ….إنت عايز تسيب البيت عشان موضوع مش مستاهل ….إعقل ي حمزة …..وارجع عن اللي ف دماغك .
حمزة : أنا عارف أنا بقول إيه كويس أوي ……أنا همشي دلوقتي وعايز لما ارجع مالقيهاش والا والله العظيم همشي وما حد هيعرفلي طريق .
عزالدين بصدمه : أنا مش مصدق والله اللي إنت بتقوله ……إنت بتعمل ليه كده ……أنا عايز أعرف إيه اللي مخليك تكره البنت دي للدرجادي ؟
حمزة بتحدي : مالوش لازمه الكلام دا ويا أنا ي البت دي ف البيت …..ولم يمهل والده فرصه للحديث وخرج مسرعاً تاركاً والده في حاله من الصدمه والزهول …..وهنا يأتي جواد مرة آخري لوالده ليقول : حضرتك إتأخرت ليه …..الدكتور مستعجل …
عزالدين : خلاص جيت أهو …..ومشيا سوياً وصولاً إلي الطبيب وبعد تبادل السلام والترحيب ……أخبر الطبيب عزالدين أن حسناء تعاني من إنهيار عصبي نتيجة ضغط نفسي إلي جانب علتها القديمة وهي فقر الدم ولكن حالتها ساءت عن المره السابقه ويجب أن تذهب إلي المستشفي لتباشر علاجها الصحيح هناك فهي بحاجه لنقل دم سريع وأخذ بعض أجهزة الحديد وبعدما ذهب الطبيب تحدث جواد إلي والده : هنعمل إيه ي بابا دلوقتي……..ماينعفش نعمل حاجه زي دي وأهلها مش عارفين .
عزالدين : مش دي المشكله لو علي أهلها أنا هقول لحنان تكلمهم ……المشكله ان أخوك حمزة مش عايز حسناء تقعد هنا …..لو مامشيتش هيسيب البيت ويمشي .
جواد : حمزة كده ي بابا غلطان ومالوش حق ف إنه يدخل ف قاعدها هنا ……البنت دي غلبانه خالص والله ومالهاش ف المشاكل ……وهي أصلا اللي هتصمم تمشي بعد اللي عمله فيها .
عزالدين : عارف ي بني والله بس هعمل إيه لأخوك …أنا عارفه عنيد ومش هيرجع عن اللي ف دماغه …..ربنا يعدي الموضوع دا علي خير .
<<<<< في غرفة حسناء بالقصر >>>>>
———————————————————
نجد تلك المسكينه تنام وهي منكمشه علي نفسها كما لو كانت طفلاً تلبس منامه منزليه رقيقه وشعرها يغطي وجهها فمنظرها الطفولي هذا كفيل بأن يسلب عقل كل من يراها …….ظلت حنان جالسه بجانبها إلي أن تحين موعد العشاء فذهبت لتعده وبعد ساعه تقريباً أتي حمزة وهو لا ينتوي الخير ليجد زين أمامه فيقول بصوت مرتفع : البت اللي جوه دي مشيت …
زين بتلعثم : ح …ح ..حسناء ….لأ نايمه جوه ….لم يرد عليه حمزة وإنما مشي بخطي سريعه إلي الداخل متجهاً نحو غرفتها ليفتح الباب بطريقه هوجاء فتفزع تلك النائمه وكادت أن تتحدث ولكن إبتلعت كلامها عند رؤيتها لذلك الثور الهائج فإرتبكت ماذا ستفعل الآن ؟ كيف له أن يدخل بهذه الطريقة والادهي من ذلك أنها لا ترتدي سوي تلك المنامه التي تظهر منها رقبتها وأزرعها بالكامل بالإضافة إلي شعرها ؟
ظل حمزة واجماً للحظات في مظهرها الذي يفتن البصر ويسلب العقل ذاك …..كان واجماً في شعرها الأسود الطويل المنسدل الذي يصل إلي ما بعد خصرها وتلك المنامه الطفوليه…..ولكن سرعان ما أفاق من وجومه علي صوت جواد وهو يقول بغضب : إنت واقف عندك بتعمل إيه …..لنجده يدخل الغرفه ويسحبها من شعرها بقوة ويقول وهو يجز علي أسنانه : أنا قولت مش عايز أرجع ألاقيقي هنا ….إنتي ي بت ماعندكيش كرامه ……واحده غيرك بعد البهدله اللي شافتها كانت مشيت …..لكن هقول إيه …ما إنتي واحده و*** مالكيش أهل يربوكي ولا يسألوا عليكي ….أنا عارف أشكالك دي وبعرف أتعامل معاهم كويس ……ثم سحبها خلفه وهو مازال ممسكاً بشعرها إلي الخارج وهي تبكي وتحاول تخليص شعرها من قبضته ….
إنه نفس المشهد الذي حدث منذ بضع ساعات …ي إلهي لما كل هذا الظلم …لما كل هذه الإهانه ….وعند هذه اللحظه أمسك جواد بيد حمزة وقام بإنتزاع شعرها منه وقال : روحي إنتي ي حسناء إلبسي هدومك وإقفلي علي نفسك الاوضه .
بعد فعلة جواد تلك أصبح حمزة كالوحش الغاضب وإنقض عليه يضربه إلي أن أفرغ شحنة غضبه وتركه وصعد غرفته ….تجمع كل من في القصر حول جواد الذي كاد أن يفقد وعيه من شدة اللكمات ….وعندما رأت ليلي جواد بهذه الحاله تحدثت بحده : البنت دي من ساعت ما دخلت البيت دا وأنتم مابطبتلوش خناق …..حسناء ماعدلهاش قعاد هنا بعد انهارده .
جواد بألم : وهي ذنبها إيه ……حمزة هو اللي غاوي مشاكل …
ليلي : لسه برضو بدافع عنها بعد اللي حصلك بسببها .
عزالدين : روحي قوليلها ي حنان تلم هدومها وتمشي من هنا .
جواد : بابا هو حضرتك نسيت إنها لازم تروح المستشفي .
عزالدين : أنا هتصرف لكن قعاد هنا ماعدتش هتقعد ….روحي يلا ي حنان قوليلها .
كانت حنان تتألم لتلك المسكينه فهي لا تعرف أين ستذهب فليس لهي مأوي سوي عند القاسي الذي يُدعي أخيها ….لكي الله ي إبنتي ….ولكن ماذا ستفعل فليس أمامها خيار …..ذهبت إلي غرفتها ولكن وجدتها مغلقه فطرقتها عدة طرقات لتفتح لها حسناء وهي ترتدي ملابسها ومن ثم حجابها حاملة حقيبتها وقالت : أنا أصلا كنت همشي من غير ماحد يقول .
حنان بدموع : خلي بالك من نفسك ي حبيبتي …ثم إحتضنتها وحاولت أن تعطيها بعض النقود ولكن الأخري رفضت بشده وقالت : شكراً بس أنا مش محتاجه …..بعد أذنك أنا لازم أمشي عشان إتأخرت …وتركتها وذهبت …..وأثناء سيرها وجدت العائله متجمعه لم تكلف نفسها بالنظر لهم حتي……لا بل أكملت سيرها وكأنها لم تراهم فالكل أصبح ضدها الآن ماذا فعلت في حياتها لتتعرض لكل ذلك الظلم ….ولكن لا يهم فهي مؤمنه بأن الله سيعوضها ويخبئ لها الأفضل ….وعندما رآها جواد حاول القيام من مقعده ليستوقفها ولكن والدته منعته …لماذا أصبحت هي الاخري قاسيه هكذا ….فتحدث زين وهو يسير خلفها : إستني ي حسناء عشان أوصلك .
فردت عليه حسناء : لأ شكراً أنا بعرف أروح لوحدي .
وتركته لتكمل سيرها إلي أن أصبحت خارج القصر بأكمله تحت نظرات ذلك الذي يقف كالصقر في نافذة غرفته ……ظل يتتبعها بنظراته حتي إختفت …..